المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كتاب للجريسي يناقش أخطر قضايانجد بهذه الظروف التي تحتاج للعودة للكتاب والسنة !!


راشد الصليحان
02-11-06, 09:20 AM
كتاب جريء جداً يناقش أخطر قضية في نجد ( صورة الكتاب)
http://www.alukah.net/001.jpg

على الرغم من أن الإسلام جاء برابطة قوية متماسكة للمجتمع المسلم وأقام دولة قوية متينة الأركان والبنيان عمادها الأخوة الإسلامية الصادقة وأساس التفاضل فيها هو التقوى والعمل الصالح إلا أن كثيرا من المجتمعات المسلمة كانت وما زالت تئن وترخز تحت نير من العادات والتقاليد الخارجة عن حدود الشريعة في كثير من أحوالها.

من هذه العادات المنتشرة في منطقة نجد تقسيم الناس إلى طبقتين: " قبائل " و " خضاير " ولكل واحدة من هاتين الطبقتين عادات وتقاليد واختلافات وأبرز ما يمكن ظهوره من نقاط الاختلاف الجذرية بينهما هو التزاوج والترابط الاجتماعي المباشر مما أدى إلى نشوب نوع من العصبية البغيضة المقيتة فيما بينهم.

ومع نشوء الدولة المدنية الحديثة التي تقوم أول ما تقوم على إلغاء كافة صور وأنماط التمييز على أسس عرقية قبلية أو شكلية مما يجعل المجتمع قائما على نسيج متداخل متلاحم تربطه روابط الدين والثقافة إلا أننا نلاحظ بقاء صور من صور العصبية القائمة على التفريق بين الناس باعتبار أصلهم ومنشئهم.

طالعت مؤخرا كتابا جريئا وقويا صدر في المكتبات لمؤلفه الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي رجل الأعمال المعروف يتحدث عن ظاهرة العصبية القبلية وراصدا لأبرز صورها ومظاهرها ومن تلك الصور ظاهرة تقسيم المجتمعات في اليمن إلى سادة ومشايخ وقبائل وطبقات متدنية كما تعرض بالحديث عن ظاهرة ما يسمى بالأشراف في منطقة الحجاز وصولا إلى الحديث وباستفاضة عن ظاهرة تقسيم المجتمع النجدي إلى قبائل وخضاير.

الكتاب فيه تأصيل شرعي متقدم ومليء بالحجج والبراهين العلمية من الكتاب والسنة المفندة لجميع مظاهر التمييز الطبقي أو العرقي أو الشكلي المنتشرة في بعض المجتمعات المسلمة كما أنه تعرض وبشكل مباشر لإشكالية التزاوج بين القبيليين والخضيريين ورد فيه مؤلفه على جميع الشبه التي يتعلق بها من يمنع من ذلك التزاوج كشبهة المحافظة على الأنساب وعدم اختلاطها وشبهة التخير للنطفة وغيرها.

في اعتقادي أن مواجهة ظاهرة متفشية في المجتمع السعودي ومتغلغلة فيه إلى هذا الحد يحتاج إلى العديد من الدراسات والبحوث كما يحتاج إلى جرأة في الطرح ويحتاج أيضا إلى خطوات عملية فلا يمكن أن يتصور الإنسان أن رجلا فيه من الكفاءة والصلاح والتقوى ما فيه ثم لا يكون أهلا لأن يتزوج من امرأة في مثل صلاحه ودينه بحجة أن أحدهما خضيري وكم سمعنا ونسمع من القصص التي تدمي القلب عن نساء دخلن عالم العنوسة بسبب التشدد في شرط الكفاءة في النسب فلم تنفعهم عصبيتهم القبلية حينها شيئا.

وقد أعجبني في هذا الكتاب مما قاله مؤلفه : (( إن الغربيين في واقع حالهم يحسون بعيب ونقيصة العنصرية فيهم برغم أنها لم تصل إلى حد منع التزاوج بينهم فكيف إذا عرفوا أن مجتمعا إسلاميا تتجاور فيه الأسرتان مئات السنين ولا تتزوج إحداهما من الأخرى وقد يتزوج كل منهما من أقاصي الدنيا؟. )).

وفيه أقوال عن كبار أهل العلم كقول الحافظ ابن حجر: (( ولم يثبت في اعتبار الكفاءة بالنسب حديث )) وقال سفيان الثوري: (( لا تعتبر الكفاءة في النسب )) وقال شيخ الإسلام ابن تيمية نافيا اعتبار الكفاءة النسبية: (( وليس عن النبي صلى الله عليه وسلم نص صحيح صريح في هذه الأمور )).

وقال الشيخ العلامة عبد الله بن سليمان المنيع في تقديمه للكتاب: (( وأعرف أن لدينا في منطقة الوشم إحدى مناطق نجد أسرا تعترف بجهالة نسبها إلا أنها تمتاز بحسن خَلقها وخُلقها ومكارم أخلاقها وتقاها وصلاحها وتميزها بذلك عن بعض الأسر القبلية ...... مع التنبيه على أني من طبقة تدعي حقها في العلو والترفع لرفعة نسبها وحسبها فأنا من قبيلة قحطانية إلا أن المعيار الصحيح للكفاءة والكرامة هو التقوى والصلاح )).

ثم إن الأكثرية الكاثرة التي تمتع من التزويج كما يظهر لي لا تمتنع من ناحية شرعية أو بدليل علمي وتأصيل وبحث وإنما تفعل ذلك تمشيا مع العادات والتقاليد وخوفا من الخروج عليها أو تظاهرا بالأصالة وجميع هذه من المبررات والمسوغات لا تنطق بها الأدلة الشرعية والآثار النبوية وإنما هي مبررات للمواصلة في هذه التفرقة.

الكتاب جريء وقوي في التصدي لهذه الظاهرة وهو بتقديم مجموعة من هيئة كبار العلماء كالشيخ العلامة عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين والشيخ العلامة عبد الله بن سليمان المنيع ومعهم الأديب الكبير عبد الله بن محمد بن خميس وهو كذلك مليء بالمعلومات النادرة والموثقة فضلا عن وجود استطلاعات للرأي.

هل من المعقول يا أعزائي القراء أن ندخل الألفية الثالثة وعصر المعلومات الرقمية والدولة الحديثة بهذه العادات والتقاليد التي لا تنسجم مع تلك المتغيرات؟ بل هي في الأصل لا تنسجم ولا تتواكب مع أصول الشريعة الإسلامية القائمة على اعتبار التقوى والعمل الصالح كأساس للتفريق والتمييز وما سوى ذلك فلا يتم اعتباره.

الحقيقة أن الكتاب يعبر عن نفسه ويحتاج منا لمراجعة صريحة وجادة لواقعنا المعاصر المملوء بالصور المشوهة للعلاقة القائمة بين المسلم وأخيه وما ظاهرة الخضيري والقبيلي إلا أحد هذه الصور الرئيسة التي تحتاج إلى اجتثاث وتغيير.

فهل سوف نشهد مراجعات كثيرة على ساحتنا الاجتماعية لتلك الصور السلبية أم نستسلم وبقى أسرى للعجز والضعف والخوف من مخالفة العادات والتقاليد في زمن تتحرك فيه الدنيا نحو المزيد من إذابة الجليد بين الأفراد والمجتمعات بينما نبقى نحن في أماكننا ساكنون؟.

الجواب متروك للجميع بلا استثناء وما هذا الكتاب إلا محاولة جادة من مؤلفه والمقدمين له للخروج بالأمة من نفق العصبيات والارتقاء بها إلى مصاف العلياء.

وسبب طرحي لهذا الموضوع هو أن نقوم بالتباحث فيه بإنصاف وتحرر من ربقة العصبية فنحن جميعا إخوة والمؤمنون بعضهم أولياء بعض وكم أتمنى أن تكون مثل هذه المواضيع وغيرها بوابة وطريقا للوحدة الإسلامية الكاملة والشاملة بين جميع الشعوب بحيث نبتدأ من هنا لتنطلق شعلة الإخاء والعدل فتملأ الأرض نورا وخيرا.

فما رأيكم في هذا الأمر؟ خاصة وأن الأدلة الشرعية تدل على اعتبار الكفاءة في الصلاح والتقوى فقط وأن مسألة الأنساب تحصيل حاصل مع مراعاة أن العنوسة انتشرت في الكثير من الأسر بسبب فرض قيود على التزواج بين القبايل والخضاير.

طرحت الموضوع للنقاش وفي انتظار آرائكم جميعا سواء كانت موافقة أو مؤيدة.

====

منقول من الكاتب ( أبو لجين إبراهيم )

الفنان التشكيلي
02-11-06, 09:56 AM
كتاب رائع واقتنيته

راشد الصليحان
02-11-06, 10:09 AM
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي قال: (لينتهن أقوام يفتخرون بآبائهم الذين ماتوا، إنما هم فحم جهنم، أو ليكونن أهون على الله من الجعل الذي يدهده الخراء بأنفه، إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية – أي كبرها ونخوتها – إنما هو مؤمن تقي، وفاجر شقي، الناس كلهم بنو آدم، وآدم خلق من تراب) إنه تحذير نبوي كريم من آثار الجاهلية التي جاء الإسلام ليحطمها، ويقيم عليها البناء الشامخ القوي. إنها أخوة الإسلام التي لا ترقى إليها العصبية، ولا تؤثر فيها الجاهلية.