ŘǻŶąŅ~ •●∫
15-10-06, 02:34 PM
قدم أمير المؤمنين "أبو جعفر المنصور من أعظم خلفاء العباسيين " مكة حاجاً
فطاف بالبيت ليلاً، والناس نيام وبينما هو يطوف إذ سمع
رجلاً يقول: اللهم إني أشكو إليك ظهور البغي والفساد في الأرض، وما يحول بين الحق وأهله من الظلم والطمع
فاسرع المنصور إليه وسأله: ما هذا الذي تقوله ؟ لقد حشوت مسامعي ما أمرضني وأقلقني
فأجابه الرجل: إنما عنيتك بقولي ، وقصدتك لا سواك , أنت الذى ظهر منه الفساد والبغى , ودخله الطمع .
قال المنصور: وكيف يدخلني الطمع ، والصفراء والبيضاء في يدي ، والحـُلو والحامض في قبضتي ؟؟
قال الرجل: وهل دخل أحد من الطمع ما دخلك يا أمير المؤمنين؟
إنَّ الله تعالى استرعاك أمور المسلمين وأموالهم ، فأغفلت أمورهم ، واهتممت بجمع أموالهم ، وجعلت بينك وبينهم حجاباً ، واتخذت لك أعواناً ووزراء فجرة ظلمة آثمين ، إن نسيت لم يذكروك , وإن أحسنت لم يعينوك ، وقويتهم على ظلم الناس ، وابتزاز أموالهم ، وأمرت ألا يدخل عليك إلا فلان وفلان , ولم تأمر بصلة المظلوم والملهوف والجائع والعارى , وما أحد إلا له فى الأموال حق .
فلما رأتك حاشيتك وأعوانك هؤلاء تمنع المال ولا تقسمه ، قالوا :هذا خان الله، فلماذا لا نخونه؟ فأتمروا على ألا يصل إليك شيء من أخبار الناس وكتم أمور رعيتك ، إلا ما أرادوا ، ولا يخرج لك عامل فيخالف لهم أمراً إلا أقصوه "ابعدوه " .
فلما انتشر ذلك خافهم الناس , وصانعهم عمالك بالهدايا والأموال , ليقووا بها على الظلم , وفعل أهل الثروة والقوة من رعيتك مثلهم .
حتى امتلأت بلاد الله بالطمع بغياً وفساداً , وصار هؤلاء القوم شركاء فى سلطانك , وأنت غافل , وإن ذهب صارخ إليك حالوا بينه وبين الدخول عليك .
كان بنو أمية لاترفع إليهم مظلمة إلا علم بها الخليفة , وقضى لصاحبها , وكان الرجل يأتى من أقصى الأرض إلى أن يبلغ باب سلطانهم فينصفه .
وقد سافرت مرة إلى الصين , فرأيت ملكها يبكى لنازلة ألمت به فذهبت بسمعه .
فقال له وزيره : مالك تبكى ؟ لا بكت عيناك .
فقال : لست أبكى على المصيبة التى نزلت بى إنما أبكى لأنى لا أسمع صراخ المظلوم , ولكن إن ذهب سمعى فإن بصرى لم يذهب .
وأمر أعوانه أن ينادوا فى الناس : لا يلبس الثياب الحمر إلا المظلوم .
وصار يركب الفيل نهاراً , ويطوف بالطرق عله يرى مظلوماً فينصفه .
هذا - يا أمير المؤمنين - مشرك بالله , وأنت مؤمن به ( عز وجل ) وابن عم نبيه " العباسيون : من أولاد العباس بن عبد المطلب والعباس : عم النبى -صلى الله عليه وسلم " فكيف تصير إلى ما أنت فيه ؟
فماذا تصنع أمام المالك الذى منحك ملك الدنيا ؟ وهو يرى منك ما خفى عليك
وماذا تقول إذا انتزع الدنيا من يدك ، ودعاك إلى الحساب؟ هل يغني عنك عنده شيء مما كنت فيه؟
فبكى المنصور حتى ارتفع صوته ثم قال :
ليتنى لم أخلق , ولم أك شيئا , كيف احتيالى فيما منحنى الله , ولم أر من الناس إلا خائناً !!!
قال الرجل :عليك بالأمئة الناصحين .
فقال الخليفة : ومن هم
فأجابه : هم العلماء الأتقياء .
فقال الخليفة فروا منى .
فقال الرجل : هربوا مخافة أن تشركهم فى آثامك فافتح الأبواب وارفع الحجاب , وانتصر للمظلوم واحمه وحافظ عليه , وخذ المال مما حل وطاب , واقسمه بالعدل وأنا ضامن لك أن يأتيك من هرب , فيعاونك على إصلاح أمرك ورعيتك .
قال الخليفة : اللهم وفقنى أن اعمل بما قال هذا الرجل . ثم مال عليه يقبله . ويدعوا له بالخير وحسن الجزاء
فطاف بالبيت ليلاً، والناس نيام وبينما هو يطوف إذ سمع
رجلاً يقول: اللهم إني أشكو إليك ظهور البغي والفساد في الأرض، وما يحول بين الحق وأهله من الظلم والطمع
فاسرع المنصور إليه وسأله: ما هذا الذي تقوله ؟ لقد حشوت مسامعي ما أمرضني وأقلقني
فأجابه الرجل: إنما عنيتك بقولي ، وقصدتك لا سواك , أنت الذى ظهر منه الفساد والبغى , ودخله الطمع .
قال المنصور: وكيف يدخلني الطمع ، والصفراء والبيضاء في يدي ، والحـُلو والحامض في قبضتي ؟؟
قال الرجل: وهل دخل أحد من الطمع ما دخلك يا أمير المؤمنين؟
إنَّ الله تعالى استرعاك أمور المسلمين وأموالهم ، فأغفلت أمورهم ، واهتممت بجمع أموالهم ، وجعلت بينك وبينهم حجاباً ، واتخذت لك أعواناً ووزراء فجرة ظلمة آثمين ، إن نسيت لم يذكروك , وإن أحسنت لم يعينوك ، وقويتهم على ظلم الناس ، وابتزاز أموالهم ، وأمرت ألا يدخل عليك إلا فلان وفلان , ولم تأمر بصلة المظلوم والملهوف والجائع والعارى , وما أحد إلا له فى الأموال حق .
فلما رأتك حاشيتك وأعوانك هؤلاء تمنع المال ولا تقسمه ، قالوا :هذا خان الله، فلماذا لا نخونه؟ فأتمروا على ألا يصل إليك شيء من أخبار الناس وكتم أمور رعيتك ، إلا ما أرادوا ، ولا يخرج لك عامل فيخالف لهم أمراً إلا أقصوه "ابعدوه " .
فلما انتشر ذلك خافهم الناس , وصانعهم عمالك بالهدايا والأموال , ليقووا بها على الظلم , وفعل أهل الثروة والقوة من رعيتك مثلهم .
حتى امتلأت بلاد الله بالطمع بغياً وفساداً , وصار هؤلاء القوم شركاء فى سلطانك , وأنت غافل , وإن ذهب صارخ إليك حالوا بينه وبين الدخول عليك .
كان بنو أمية لاترفع إليهم مظلمة إلا علم بها الخليفة , وقضى لصاحبها , وكان الرجل يأتى من أقصى الأرض إلى أن يبلغ باب سلطانهم فينصفه .
وقد سافرت مرة إلى الصين , فرأيت ملكها يبكى لنازلة ألمت به فذهبت بسمعه .
فقال له وزيره : مالك تبكى ؟ لا بكت عيناك .
فقال : لست أبكى على المصيبة التى نزلت بى إنما أبكى لأنى لا أسمع صراخ المظلوم , ولكن إن ذهب سمعى فإن بصرى لم يذهب .
وأمر أعوانه أن ينادوا فى الناس : لا يلبس الثياب الحمر إلا المظلوم .
وصار يركب الفيل نهاراً , ويطوف بالطرق عله يرى مظلوماً فينصفه .
هذا - يا أمير المؤمنين - مشرك بالله , وأنت مؤمن به ( عز وجل ) وابن عم نبيه " العباسيون : من أولاد العباس بن عبد المطلب والعباس : عم النبى -صلى الله عليه وسلم " فكيف تصير إلى ما أنت فيه ؟
فماذا تصنع أمام المالك الذى منحك ملك الدنيا ؟ وهو يرى منك ما خفى عليك
وماذا تقول إذا انتزع الدنيا من يدك ، ودعاك إلى الحساب؟ هل يغني عنك عنده شيء مما كنت فيه؟
فبكى المنصور حتى ارتفع صوته ثم قال :
ليتنى لم أخلق , ولم أك شيئا , كيف احتيالى فيما منحنى الله , ولم أر من الناس إلا خائناً !!!
قال الرجل :عليك بالأمئة الناصحين .
فقال الخليفة : ومن هم
فأجابه : هم العلماء الأتقياء .
فقال الخليفة فروا منى .
فقال الرجل : هربوا مخافة أن تشركهم فى آثامك فافتح الأبواب وارفع الحجاب , وانتصر للمظلوم واحمه وحافظ عليه , وخذ المال مما حل وطاب , واقسمه بالعدل وأنا ضامن لك أن يأتيك من هرب , فيعاونك على إصلاح أمرك ورعيتك .
قال الخليفة : اللهم وفقنى أن اعمل بما قال هذا الرجل . ثم مال عليه يقبله . ويدعوا له بالخير وحسن الجزاء