سيد الغنادير
15-08-06, 10:51 PM
... على الرغم من سني عمرها التي تجاوزت الستين بقيت حريصة على كل ماقامت به خلال الثلاثين سنة الماضية حتى قبل أن أولد
جئنا إلى الدنيا فوجدنا من سبقونا ينادونها (خالة ريحانة) انضممنا إليهم ولسنوات طويلة لم نتسائل من هي؟ وماذا تفعل بيننا ؟ ولكننا كنا نراها تقوم بكل شيء الكنس الطبخ والعناية بنا واللهو معنا بحركاتها التي كانت تثير ضحكنا لم تنزع غطاء رأسها يوما صحو ونوم إلا عندما يسافر والدنا ليغيب بالأشهروكنا نستمتع برؤيتها تقوم الليل وتوقظ أخواتنا لصلاة الفجر بل وتستخدم صلاحياتها في معاقبة المقصرفي الصلاة وكم كانت تتلقى بعض الضربات الطائشة وهي تحاول الدفاع عن إخواني أمام غضب والدنا
وكانت تحمل أمي المريضة وتقوم بكل مايلزم دون كلمة تذمر واحدة بل والإبتسامة تعلو محياها وقبلها كلمة أبشري!
بل واتسعت مسؤلياتها للعناية بالجيل الثاني من العائلة أبناء الأبناء ولم يسمح لأحد بتعنيفها وتوجيه كلمة نابية إليها كانت بوقارها وهيبة إيمانها محط احترامنا جميعا وتقديرنا دون استثناء وكانت نصائحها محط تقديرنا
عرفنا قصتها لاحقا
منذ ثلاثين سنة أتت روحانا من ماليزيا وقررت البقاء لمجاورة بيت الله كما كان البعض يفعل في تلك الأيام ضاقت بها الحال وعجزت عن إيجاد لقمة تأكلها في بعض الأحيان وانقطعت بها سبل العودة أتقنت من العربية مايسمح لها بالتواصل مع بعض المعتمرين وتعرفت إلى جدتي التي أصرت على أن ترافقها الشابة الغريبة وبقيت عند جدتي تهتم بها وتؤنسها حتى رحلت جدتي وانتقلت إلى منزلنا لتعيش فيه كأحد أفراده بكل إخلاص وتفاني ولدنا على يديها وتربينا على حنانها وقوة إيمانها وتمسكها الشديد بالدين
شاركتنا أفراحنا وأحزاننا وكانت شديدة الحرص على كل مايخص العائلة وكنا نتذمرلأنها تطفئ الإضاءة وأجهزة التكيف بمجرد خروجنا من الغرفة ونتهامس عندما نسميها قحطة!! وهي تضحك
مؤخرا كنا نسألها إذا كانت تريد الذهاب لزيارة أهلها بماليزيا فتقول هذه بلدي عشت فيها وسأدفن فيها
وعندما مرضت أصيبت حياتنا بالشلل وعاد المصطافون من العائلة قاطعين اجازاتهم ليكونوا إلى جوارها في أيامها الأخيرة
رحلت رحمها الله
بكاها الكبار والصغار
وعندما أردنا الحصول على شهادة وفاتها سألونا عن صفتها لم يجرؤأحد منا على قول كلمة خادمة أو مربية
أعتذر اليك!
فالقانون قاسي وأعمى
لم يعرفك كما عرفناك
لم يرك تسهرين الليل إلى جوراناعندما نمرض
لم يرك تبكين فرحا وتختلط دموعك بدموع أمي عندما حصلت على البكالريوس
لم يكن معنا ونحن نكفكف دموعك عند غزو أفغانستان والعراق واستشهاد أحمد ياسين
تبا للقانون الأعمي الذي لايقيم وزنا لمشاعرنا
لست خادمة
كنت دائما
واحدة منا
وداعا......
جئنا إلى الدنيا فوجدنا من سبقونا ينادونها (خالة ريحانة) انضممنا إليهم ولسنوات طويلة لم نتسائل من هي؟ وماذا تفعل بيننا ؟ ولكننا كنا نراها تقوم بكل شيء الكنس الطبخ والعناية بنا واللهو معنا بحركاتها التي كانت تثير ضحكنا لم تنزع غطاء رأسها يوما صحو ونوم إلا عندما يسافر والدنا ليغيب بالأشهروكنا نستمتع برؤيتها تقوم الليل وتوقظ أخواتنا لصلاة الفجر بل وتستخدم صلاحياتها في معاقبة المقصرفي الصلاة وكم كانت تتلقى بعض الضربات الطائشة وهي تحاول الدفاع عن إخواني أمام غضب والدنا
وكانت تحمل أمي المريضة وتقوم بكل مايلزم دون كلمة تذمر واحدة بل والإبتسامة تعلو محياها وقبلها كلمة أبشري!
بل واتسعت مسؤلياتها للعناية بالجيل الثاني من العائلة أبناء الأبناء ولم يسمح لأحد بتعنيفها وتوجيه كلمة نابية إليها كانت بوقارها وهيبة إيمانها محط احترامنا جميعا وتقديرنا دون استثناء وكانت نصائحها محط تقديرنا
عرفنا قصتها لاحقا
منذ ثلاثين سنة أتت روحانا من ماليزيا وقررت البقاء لمجاورة بيت الله كما كان البعض يفعل في تلك الأيام ضاقت بها الحال وعجزت عن إيجاد لقمة تأكلها في بعض الأحيان وانقطعت بها سبل العودة أتقنت من العربية مايسمح لها بالتواصل مع بعض المعتمرين وتعرفت إلى جدتي التي أصرت على أن ترافقها الشابة الغريبة وبقيت عند جدتي تهتم بها وتؤنسها حتى رحلت جدتي وانتقلت إلى منزلنا لتعيش فيه كأحد أفراده بكل إخلاص وتفاني ولدنا على يديها وتربينا على حنانها وقوة إيمانها وتمسكها الشديد بالدين
شاركتنا أفراحنا وأحزاننا وكانت شديدة الحرص على كل مايخص العائلة وكنا نتذمرلأنها تطفئ الإضاءة وأجهزة التكيف بمجرد خروجنا من الغرفة ونتهامس عندما نسميها قحطة!! وهي تضحك
مؤخرا كنا نسألها إذا كانت تريد الذهاب لزيارة أهلها بماليزيا فتقول هذه بلدي عشت فيها وسأدفن فيها
وعندما مرضت أصيبت حياتنا بالشلل وعاد المصطافون من العائلة قاطعين اجازاتهم ليكونوا إلى جوارها في أيامها الأخيرة
رحلت رحمها الله
بكاها الكبار والصغار
وعندما أردنا الحصول على شهادة وفاتها سألونا عن صفتها لم يجرؤأحد منا على قول كلمة خادمة أو مربية
أعتذر اليك!
فالقانون قاسي وأعمى
لم يعرفك كما عرفناك
لم يرك تسهرين الليل إلى جوراناعندما نمرض
لم يرك تبكين فرحا وتختلط دموعك بدموع أمي عندما حصلت على البكالريوس
لم يكن معنا ونحن نكفكف دموعك عند غزو أفغانستان والعراق واستشهاد أحمد ياسين
تبا للقانون الأعمي الذي لايقيم وزنا لمشاعرنا
لست خادمة
كنت دائما
واحدة منا
وداعا......