عين ثالثة
13-08-06, 08:29 PM
قال البردعي :
قلت لأبي زُرعة : قُرّةُ بن حبيب تغير ؟
فقال : نعم ، كنا أنكرناه بأخرةٍ ، غير أنه كان لا يحدث إلا من كتابه ولا يحدث حتى يحضر ابنه ثم تبسم .
فَقُلتُ : لم تبسمت ؟
قال : أتيته ذات يوم، وأبو حاتم فقرعنا عليه الباب ، واستأذنا عليه فدنا من الباب ليفتح لنا، فإذا ابنته قد لحقت وقالت له :
يا أبة إن هؤلاء أصحاب الحديث ولا آمن أن يغلطوك أو يدخلوا عليك ما ليس من حديثك فلا تخرج إليهم حتى يجيء أخي ـ تعني علي بن قرة ـ.
فقال لها : أنا أحفظ فلا أمكنهم ذاك .
فقالت : لست أدعك أدعك تخرج فلإني لا آمنهم عليك ..
فما زال قرة يجتهد ويحتج عليها في الخروج وهي تمنعه، وتحتج عليه في ترك الخروج إلى أن يجيء علي بن قرة حتى غلبت عليه ولم تدعه .
قال أبو زرعه : فانصرفنا وقعدنا حتى وافى ابنه علي .
قال أبو زرعة : فجعلت أعجب من صرامتها وصيانتها أباها " .أهـ
من يتأمل هذه الحادثة يجد ثمة دواع ومبررات لطرحها ..
من جهتي " حرضني " حديث تلك الجلسة التي دار فيها الحديث عن تبدل حال بعض " المسنين " ..
وما يعتريهم في آخر " العمر " من تبدل وتغير على نقيض ما عمروا به أيامهم إبان حضورهم " الذهني " والبدني ..!
العجيب أن تجد البعض يتحدث حديث " المنكر " إن وجد تصرف أو فعل من هذا المسن غير ما عهد عنه وعرف به ..
يقول المتحدث في جلسة تعدد حضورها ناقلاً واقع أحدهم بعد أن بلغ ما بلغ من تقدم العمر وتبدل الحال ..
يقول : كان أحدهم يتردد لزيارة هذا المسن ..
وكانت أحد نساء البيت تبذل وسعها وجهدها في " إفهامه " بكون ظروفه وواقعه لا يسمح بإتمام الزيارة ..
ثانية وثالثة وفي المرة الرابعة لم ينزل عند رغبتها وأصر ما وسعه الجهد على أن تتم الزيارة ..
ومع شدة إلحاحه وإصراره تمت مناشدته أن يصبر ليتم تجهيز " المسن " وإعداده لهذه الزيارة ..
وقد خلف هذا جهد كبير وعمل مضن تجشمته المرأة في تأهيل " المسن " للزيارة ..
تمت الزيارة وصادف أن " ذهن " الكبير نشط للزائر وبدى وكأنه لا يشكو " عله " ولا يعاني " هزال " ..
بل أصبح وكأنه في عافيته ..
أخذ المسن وأعطى مع الزائر ونس به ..
يقول محدثنا بأن هذا الزائر ظن " سوء " بأسرة " المسن " وأنها كانت تمنعه من الزيارة بأعذار واهية وحجج باطلة ..
وأصبح شامتاً بهذا في غير ما مجلس " معرضاً " غير مقتنع بكل الاعتبارات التي تحكم تقدم السن وعمر الشيخوخة ..
وهكذا في زمن المفاهيم " المغلوطة " لم تفلح مساعي صيانة رب الأسرة ..
وصار جهد في هذا السبيل محل " تهمة " وملامة وتشكيك في النوايا ..!
يبقى أمر يجدر بنا أن نعيره ما يستحق من تنويه ..
وهو واقع بعض " بنات " اليوم ..
وكيف إن البعض منهن هداهن الله لا يعبأن بما يقمن به من أعمال " مخجلة " وسلوك فيه العار والشنار على أسرهن ..
أين تلك " البنات " من " ابنت " قرة بن حبيب ..
والتساؤل يمتد ليطال واقع بعض شباب اليوم وما هم عليه من علاقة تشوبها الكثير تجاه والديهم ..
وكيف إن تصرفاتهم " تسىء " لهم ..
فهل أدرك الشاب وأدركت الفتاة شناعة ما يبدر من أي منهم من سلوك ..
وأن على كل منهم أن يأخذ في حسبانهم مسؤوليته تجاه صيانة والديهم وأسرته وما في ذلك من رضا الرب ..
قلت لأبي زُرعة : قُرّةُ بن حبيب تغير ؟
فقال : نعم ، كنا أنكرناه بأخرةٍ ، غير أنه كان لا يحدث إلا من كتابه ولا يحدث حتى يحضر ابنه ثم تبسم .
فَقُلتُ : لم تبسمت ؟
قال : أتيته ذات يوم، وأبو حاتم فقرعنا عليه الباب ، واستأذنا عليه فدنا من الباب ليفتح لنا، فإذا ابنته قد لحقت وقالت له :
يا أبة إن هؤلاء أصحاب الحديث ولا آمن أن يغلطوك أو يدخلوا عليك ما ليس من حديثك فلا تخرج إليهم حتى يجيء أخي ـ تعني علي بن قرة ـ.
فقال لها : أنا أحفظ فلا أمكنهم ذاك .
فقالت : لست أدعك أدعك تخرج فلإني لا آمنهم عليك ..
فما زال قرة يجتهد ويحتج عليها في الخروج وهي تمنعه، وتحتج عليه في ترك الخروج إلى أن يجيء علي بن قرة حتى غلبت عليه ولم تدعه .
قال أبو زرعه : فانصرفنا وقعدنا حتى وافى ابنه علي .
قال أبو زرعة : فجعلت أعجب من صرامتها وصيانتها أباها " .أهـ
من يتأمل هذه الحادثة يجد ثمة دواع ومبررات لطرحها ..
من جهتي " حرضني " حديث تلك الجلسة التي دار فيها الحديث عن تبدل حال بعض " المسنين " ..
وما يعتريهم في آخر " العمر " من تبدل وتغير على نقيض ما عمروا به أيامهم إبان حضورهم " الذهني " والبدني ..!
العجيب أن تجد البعض يتحدث حديث " المنكر " إن وجد تصرف أو فعل من هذا المسن غير ما عهد عنه وعرف به ..
يقول المتحدث في جلسة تعدد حضورها ناقلاً واقع أحدهم بعد أن بلغ ما بلغ من تقدم العمر وتبدل الحال ..
يقول : كان أحدهم يتردد لزيارة هذا المسن ..
وكانت أحد نساء البيت تبذل وسعها وجهدها في " إفهامه " بكون ظروفه وواقعه لا يسمح بإتمام الزيارة ..
ثانية وثالثة وفي المرة الرابعة لم ينزل عند رغبتها وأصر ما وسعه الجهد على أن تتم الزيارة ..
ومع شدة إلحاحه وإصراره تمت مناشدته أن يصبر ليتم تجهيز " المسن " وإعداده لهذه الزيارة ..
وقد خلف هذا جهد كبير وعمل مضن تجشمته المرأة في تأهيل " المسن " للزيارة ..
تمت الزيارة وصادف أن " ذهن " الكبير نشط للزائر وبدى وكأنه لا يشكو " عله " ولا يعاني " هزال " ..
بل أصبح وكأنه في عافيته ..
أخذ المسن وأعطى مع الزائر ونس به ..
يقول محدثنا بأن هذا الزائر ظن " سوء " بأسرة " المسن " وأنها كانت تمنعه من الزيارة بأعذار واهية وحجج باطلة ..
وأصبح شامتاً بهذا في غير ما مجلس " معرضاً " غير مقتنع بكل الاعتبارات التي تحكم تقدم السن وعمر الشيخوخة ..
وهكذا في زمن المفاهيم " المغلوطة " لم تفلح مساعي صيانة رب الأسرة ..
وصار جهد في هذا السبيل محل " تهمة " وملامة وتشكيك في النوايا ..!
يبقى أمر يجدر بنا أن نعيره ما يستحق من تنويه ..
وهو واقع بعض " بنات " اليوم ..
وكيف إن البعض منهن هداهن الله لا يعبأن بما يقمن به من أعمال " مخجلة " وسلوك فيه العار والشنار على أسرهن ..
أين تلك " البنات " من " ابنت " قرة بن حبيب ..
والتساؤل يمتد ليطال واقع بعض شباب اليوم وما هم عليه من علاقة تشوبها الكثير تجاه والديهم ..
وكيف إن تصرفاتهم " تسىء " لهم ..
فهل أدرك الشاب وأدركت الفتاة شناعة ما يبدر من أي منهم من سلوك ..
وأن على كل منهم أن يأخذ في حسبانهم مسؤوليته تجاه صيانة والديهم وأسرته وما في ذلك من رضا الرب ..