المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ندأت لكل شيعي : تعالى لتعرف حـب آل البيت عند أهل السنة


همس الامواج
05-08-06, 11:43 PM
آلُ البَيْتِ
________________________________________

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء وإمام المرسلين – سيدنا وإمامنا وحبيبنا ومولانا وقدوتنا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين . اللهم صل وسلم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد أما بعد:

قال ابن منظور صاحب لسان العرب: أهل البيت سكانه وأهل الرجل أخص الناس به وأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم أزواجه وبناته وصهره، أعني عليا عليه السلام وقيل نساء النبي والرجال الذين هم آله .

وقال الراغب الأصفهاني: أهل الرجل من يجمعه وإياهم نسب أو دين أو ما يجري مجراهما من صناعة وبيت وولد. وقيل إن أصل كلمة آل: أهل، ثم قُلبت الهاء إلى همزة فصارت أأل ثم خففت بعد ذلك إلى آل. اهـ. فآل وأهل واحد ، وآل الرجل هم أزواجه وذريته وأقرباؤه كما ذكر أهل اللغة . قال تبارك وتعالى عن امرأة العزيز أنها قالت لزوجها: ] ما جزاء من أراد بأهلك سوءا [ يوسف 25 تريد نفسها وقال الله تبارك وتعالى عن موسى: ] إذ قال موسى لأهله إني آنست ناراً سآتيكم منها بخبر [ . وأهله زوجته التي كانت معه. وقال عن إبراهيم صلوات الله وسلامه عليه وزوجته ] رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد [ هود 73 أما الأهل والآل في الشرع فعلى أربعة أقوال مشهورة .


القول الأول : إن الآل هم الأزواج والذرية:

واستدلوا على ذلك بآية التطهير ، التي ذكرت نساء النبي صلى الله عليه وسلم كما في قول الله تباك وتعالى [ يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفا ، وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً ، واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفاً خبيراً ]
[ الأحزاب 33-34 ]

فالآيات في أولها تتكلم عن نساء النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك في آخرها عن نساء النبي صلى الله عليه وسلم وقال لهن في وسط هذه الآية [إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ]، وهنا لا مدخل ولا كلام لمن قال بأن الآل – هنا أو الأهل هنا هم غير نساء النبي - صلى الله عليه وسلم لأن هذا يخالف سياق الآية كما ترون فالآية ابتدأت بالنساء وختمت بالكلام عن النساء .

وأما قول من يقول: فلمَ أعرض عن نون النسوة وجاء بدلها بميم الجمع ؟

فقال في بداية الآيات: [ يا نساء النبي لستن ] ، ثم قال:[ وقرن في بيوتكن ] ، ثم قال:[ واذكرن ]، ثم قال[إنما يريد ليذهب عنكم ] ولم يقل عنكن ، والجواب هو أن الأوامر في البداية هي للنساء خاصة، ثم جاء بميم الجمع لدخول رجل مع النساء وهو النبي صلى الله عليه وسلم فهو سيد البيت – صلوات الله وسلامه عليه، فإذا دخل الرجل مع مجموع النساء انقلبت نون النسوة إلى ميم الجمع وهذا معلوم ظاهر في اللغة ، ولذلك قال بعدها مباشرة: [ واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة ]
الدليل الثاني: التشهد، وذلك أننا نقول في تشهدنا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد. وجاء في بعض صيغ التشهد عند البخاري تفسير الآل في قوله: اللهم صل على محمد وعلى أزواجه وذريته. فهذه الصيغة هي تفسير لقوله: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد فحذف الآل، وجاء بدلها بالأزواج والذرية.

وكذلك جاء عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ما شبع آل رسول الله صلى الله عليه وسلم من خبز بُرٍّ. أخرجه الإمامان البخاري ومسلم . وقول عائشة ما شبع آل رسول الله. تريد نفسها وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم وإنما تريد أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اللاتي هن تبع له شرعاً.

القول الثاني: هم من حرمت عليهم الزكاة .

وفيمن حرمت عليهم الزكاة قولان :

1) أن الذين حرمت عليهم الزكاة: بنو هاشم وبنو المطلب، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم يرجع نسبه إلى هاشم . فهو محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم. والمطلب أخو هاشم وهو عم عبد المطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم .

بل إن عبد المطلب نسبوه إلى عمه وذلك أن اسمه شيبة الحمد ولكنه تربى عند أخواله من بني النجار من أهل المدينة ، ولذلك ليقال لهم أخوال النبي صلى الله عليه وسلم ، وتوفي هاشم وولده شيبة عند أخواله فذهب عمه المطلب فأخذه إلى مكة فظن الناس أن شيبة الحمد عبدٌ للمطلب، فقالوا: هذا عبد المطلب، فقال لهم المطلب: لا، هذا شيبة ابن أخي هاشم، ولكن غلب عليه اللقب حتى ما صار يعرف في مكة إلا بعبد المطلب. الشاهد أن الذين حرمت عليهم الزكاة على القول الأول بنو هاشم وبنو المطلب .

2) : أن الذين حرمت عليهم الزكاة بنو هاشم فقط :
وأما الدليل على أن هؤلاء هم أهل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فحديث زيد بن أرقم رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: أذكركم الله أهل بيتي أذكركم الله أهل بيتي، أذكركم الله أهل بيتي، فقيل لزيد من أهل بيته؟ قال أهل بيته من حرم الصدقة. وهم آل علي وآل عقيل وآل العباس وآل جعفر ، فعد هؤلاء الأربعة – أي أقارب النبي - صلى الله عليه وسلم -أخرجه مسلم

وكذلك استدلوا بحديث الحسن بن علي رضي الله عنه أنه أخذ تمرة من الصدقة. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : إنها لا تحل لمحمد ولا لآل محمد. متفق عليه

واستدلوا بحديث عبد المطلب أو المطلب بن ربيعة – على اختلاف في اسمه – والفضل بن العباس أنهما ذهبا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وسألاه أن يستعملهما على الصدقة حتى ينالا الأجر – يعني الأجر المادي – لأنه من الأصناف الذين يستحقون الزكاة . [ والعاملين عليها] [ التوبة 60 ] فأراد الفضل بن العباس ، وعبد المطلب بن ربيعة أن يكونا من العاملين عليها. فقال لهما النبي - صلى الله عليه وسلم -: إنها لا تحل لمحمد ولا لآل محمد . ومنعهما من ذلك. أخرجه مسلم.
فدل هذا على أن الفضل بن العباس بن عبد المطلب وعبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب لا تحل لهما الزكاة. لأنهما من آل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم -.


القول الثالث : أن آل النبي صلى الله عليه وسلم جميع أمة الاستجابة :

يعني كل مسلم يعتبر من آل النبي - صلى الله عليه وسلم - أي من أتباعه. فآل الرجل أتباعه، فكل من تبع رجلا صار من آله . كما قال الله تبارك وتعالى [ أدخلوا آل فرعون أشد العذاب] [ غافر 46 ] .
أي فرعون ومن تبعه على دينه وكفره والعياذ بالله، ولذلك لما جاء أبرهة الحبشي ليهدم الكعبة قال عبد المطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم أبياتا من الشعر منها:
لا هُمَّ إن العبد يمنع رَحْ ..........لَهُ فامنع رِحالك
لايَغْلِبَنَّ صليبُهم ومِحا .......... لُهم غدواً مِحالك
وانصر على آل الصَّلي .......... بِ وعابديه اليوم آلك


القول الرابع : علي وفاطمة والحسن والحسين وذريتهما دون غيرهما :

واستدلوا بحديث الكساء وهو أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كما روت عائشة رضي الله عنها دخل عليه علي بن أبي طالب – فأدخله تحت كسائه {عبائته} ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء الحسن فأدخله ثم جاء الحسين فأدخله ثم جَلَّلَهم{أي غطاهم} ثم قرأ: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " أخرجه مسلم.
فدل على أن هؤلاء أهل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم -.

واستدلوا كذلك بآية المباهلة وهي قوله تبارك وتعالى [فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين] .[ آل عمران 61 ] ، فقالوا: دعا النبي – صلى الله عليه وسلم - أقرب الناس إليه وهم آله فكانوا عليا وفاطمة والحسن والحسين. أخرجه البخاري ومسلم. والصحيح من هذه الأقوال أن آل النبي - صلى الله عليه وسلم - هم من حرموا الصدقة . والصحيح أن الذين تحرم عليهم هم بنو هاشم فقط ، أما بنو المطلب فالصحيح أنه لا تحرم عليهم الزكاة . والله أعلم

وأما نساء النبي فهن من آل البيت بالتبعية لا بالأصالة، وذلك أنهن قبل اقترانهن بالنبي لم يكنَّ من آل البيت.


من هم بنو هاشم بن عبد مناف :

عبد مناف جد النبي - صلى الله عليه وسلم - الخامس له أربعة من الولد كما ذكر أهل العلم. وهم هاشم والمطلب وعبد شمس ونوفل.
عبد شمس ولد له الحكم وأمية والحكم والد مروان وجد عبد الملك مؤسس الدولة المروانية.
وأمية والد بني أمية: ومنهم عثمان بن عفان وأبو سفيان والد معاوية .
ونوفل من نسله مطعم بن عدي وعبد الله بن جبير بن مطعم بن عدي كان قائد الرماة الذين تركوا مكانهم في غزوة أحد.
والمطلب من نسله: ركانة الذي اشتهر أنه صارع النبي - صلى الله عليه وسلم - فصرعه النبي.
ومن نسله كذلك: مسطح بن أثاثة الذي تكلم في عائشة - رضي الله عنها – في حادثة الإفك . فجلده النبي صلى الله عليه وسلم .

ومن نسله الإمام الشافعي، ولذلك يقال للإمام الشافعي الأمام المطلبي . ولذلك لما تكلم رجل في علي بن أبي طالب رضي الله عنه عند معاوية رضي الله عنه، رد معاوية على الرجل ودافع عن علي. فاستغرب أحد الحاضرين، خاصة مع القتال الذي كان بين معاوية وعلى، فسافر إلى الكوفة وأخبر عليا – رضي الله عنه – بما وقع فقال له علي: أتدري لم فعل معاوية ذلك؟ قال: لا أدري. قال: لأجل المنافية. .يعني لأجل أنه ابن عمي. يلتقي معي في عبد مناف.

وكذا لما خرج أبو سفيان بعد صلح الحديبية إلى الشام والتقى بهرقل هو والذين معه سألهم هرقل: أيكم أقرب الناس نسبا بمحمد؟ قال أبو سفيان: أنا. لأنه كما قلنا يلتقي مع النبي صلى الله عليه وسلم في عبد مناف.

أما هاشم فله ولدان: عبد المطلب الذي هو شيبة الحمد. وأسد وهو والد فاطمة أم علي بن أبي طالب. وله أولاد ذكور ولكن لا يذكر لهم ذرية. والله أعلم

أما عبد المطلب، فقد ذكر أهل التاريخ أن الله رزقه عشرة من الولد. أولاد عبد المطلب:
1) عبد الله: والد النبي صلى الله عليه وسلم وليس له غير النبي صلى الله عليه وسلم
2) حمزة: ولا عقب له.
3) العباس: وهو أكثرهم ذرية، له ثمانية من الولد: عبد الله البحر الحبر وعبيد الله، وعبد الرحمن، وكثير، وتمام، وقثم، ومعبد، والفضل وبه كان يكنى. وهذان اللذان أسلما من أعمام النبي صلى الله عليه وسلم .
4) أبو طالب: وله أربعة من الولد: علي، وعقيل، وجعفر، وطالب الذي كان به يكنى.
5) الزبير: ولم يعقب.
6) أبو لهب . وأبو لهب اسمه: عبد العزى: له ثلاثة من الولد: عتبة، وعتيبة، ومعتب.
7) الحارث: وله أربعة من الولد : ربيعة، وعبد الله ، وأمية، وأبو سفيان وأبو سفيان بن الحارث هو الذي هجا النبي صلى الله عليه وسلم ثم بعد ذلك تاب وتابع النبي صلى الله عليه وسلم وكان النبي لا يكلمه حتى بعد إسلامه حتى اشتكى إلى علي بن أبي طالب ابن عمه فقال: ما بال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكلمني؟ قال: أو ما علمت ما قد فعلت. يعني هجوت النبي صلوات الله وسلامه عليه وأنت ابن عمه. ثم قال له: أذهب إليه فقل له كما قال إخوة يوسف ليوسف صلوات الله وسلامه عليه ] تالله لقد آثرك الله علينا وان كنا لخاطئين[ "يوسف91" فجاء أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب . فقال للنبي: [ تالله لقد آثرك الله علينا وان كنا الخاطئين[ فقال النبي صلى الله عليه وسلم كما قال أخوه يوسف صلوات الله وسلامه عليه: [ لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين].

8) المقوم

9) الغيداق

10) صفار

فهؤلاء ومن جاء من بعدهم من الذرية كلهم آل النبي صلى الله عليه وسلم


فضل آل البيت ومكانتهم وحقهم الذي لهم:

أولا: نستطيع أن نقسم فضائل أهل البيت النبي صلى الله عليه وسلم إلى قسمين:

فضائل عامة، وفضائل خاصة

أما الفضائل العامة فمنها حديث زيد وفيه قول النبي صلى الله عليه وسلم : أذكركم الله أهل بيتي، أذكركم الله أهل بيتي، أذكركم الله أهل بيتي. وهذا عام في كل أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم
ومن الفضائل ما جاء في آية النساء ] إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا[ وذلك أن نساء النبي من آل البيت كما قدمنا، ودخل علي وفاطمة والحسن والحسين في هذا الفضل بحديث الكساء.
وكذلك حديث الصلاة عليهم في التشهد نقول: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد. وهذا لفضلهم ومكانتهم عند الله تبارك وتعالى .

وكذلك مما يدل على فضلهم حديث زيد بن أرقم، وفيه قول النبي صلى الله عليه وسلم تركت فيكم ما إن تمسكتم فيه فلن تضلوا بعده أبدا كتاب الله وعترتي وفي رواية عترتي أهل بيتي" وهذا الحديث كنت أقول بحسنه فترة من الزمن ولكن بعد سبر أسانيده وإمعان النظر فيها تبين لي أنه ضعيف والله أعلم.

الفضائل الخاصة :

ـ فرأسهم وسيدهم وأفضلهم علي بن أبي طالب رضي الله وتبارك وتعالى عنه وشهرته أكبر وأظهر من أن ننبه عليها ويكفيه فخرًا قول البني صلى الله عليه وسلم: لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق. متفق عليه
ـ العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم وفيه قول النبي صلى الله عليه وسلم له: عم الرجل صنو أبيه. أي بمكانة أبيه. أخرجه الترمذي
ـ أزواجه وفيهن قول الله تبارك وتعالى[ وأزواجه أمهاتهم ] .
أي أمهات المؤمنين.
ـ فاطمة رضي الله عنها وقول النبي صلى الله عليه وسلم لها: فاطمة بضعة مني يريبني ما رابها. متفق عليه
ـ الحسن والحسين وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهما: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة " . أخرجه الترمذي وهو حديث صحيح.
ـ عبد الله بن العباس رضي الله عنهما ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم له: اللهم علمه التأويل وفقهه في الدين. رواه أحمد بإسناد صحيح.
ـ المهدي وقول النبي صلى الله عليه وسلم : المهدي من عترتي من ولد فاطمة " ، وهذا رواه أبو داود وهو حديث صحيح.
.
فهذه بعض فضائلهم رضي الله عنهم وأرضاهم.

موقف السلف من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم :

أما موقف السلف الصالح، من الصحابة والتابعين وأتباع التابعين من آل بيت النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – وتعظيمهم لهم وتوقيرهم إياهم، فمن أمثلة ذلك:

ـ قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: ارقبوا محمدًا في أهل بيته. رواه البخاري في صحيحه .
وقال رضي الله عنه: والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إليَّ من أن أصل من قرابتي. أخرجه البخاري كذلك في صحيحه .

ـ وقال الشعبي: صلى زيد بن أرقم على جنازة أمه ثم قربت إليه بغلة ليركبها، فجاء عبد الله بن عباس رضي الله عنهما فأخذ بركابه – أي يمسك ركاب البغلة لزيد بن ثابت رضي الله عنه، فقال له زيد: خلِّ عنه يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال عبد الله بن عباس: هكذا نفعل بعلمائنا، فنزل زيد من على بغلته وقبل يد عبد الله بن العباس، وقال هكذا أمرنا أن نفعل بآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم

ـ عن شريك بن عبد الله وهو من أتباع التابعين قال: لو جاءني أبو بكر وعمر وعلي وسألني كل حاجته لقدمت حاجة علي لقربه من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر أفضل من علي عند الله ، ولكن قرابة علي من النبي صلى الله عليه وسلم توجب تقديم حاجته على حاجة غيره.

ـ وهذا مالك بن أنس إمام دار الهجرة لما آذاه أبو جعفر المنصور وضربه، قيل له: ألا تدعو عليه. فقال: والله إني لأستحيي أن آتى يوم القيامة فيُعذَّب به هذا الرجل من قرابة النبي صلى الله عليه وسلم بسببي، فتركه لقرابته من النبي صلى الله عليه وسلم

ـ وذكر أن هارون الرشيد جاء إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم ومعه موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، فجاء هارون الرشيد عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم يفتخر على الناس، فقال السلام عليك يا ابن عم. لأنه من نسل العباس بن عبد المطلب. فجاء موسى بن جعفر فقال السلام عليك يا أبت . فالتفت إليه هارون الرشيد وقال: هذا والله الفخر.

وما نقل يبطل قول الجهلة والمغرضين الذين يقولون: إن أهل السنة لا يقومون بحق آل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وهذه فرية قديمة ليست اتهم بها الشيخ / محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، حتى قال عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب في الرسالة التي بعثها عام 1218هـ ، ورد فيها على من افترى عليه في أنه لا يرى حقاً لأهل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ فأجاب: سبحانك هذا بهتان عظيم. فمن روى عنا شيئاً من ذلك أو نسبه إلينا فقد كذب علينا وافترى.

فهذه هي مكانة آل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - بشكل عام عند أهل السنة والجماعة.

وسأقتصر على ذكر بعض آل بيت النبي – صلى الله عليه وآله وسلم - وهم الأئمة الاثنا عشر عند الشيعة. وهم :

1- علي بن أبي طالب
2- الحسن
3 - الحسين
4- علي بن الحسين{ زين العابدين}
5 - ولده محمد { الباقر }
6- ولده جعفر{ الصادق }
7- ولده موسى { الكاظم }
8- ولده علي { الرضا }
9- ولده محمد { الجواد}
10ـ ولده علي { الهادي }
11- ولده الحسن {العسكري}
12- ولده محمد { المنتظر }

وهؤلاء يمكن أن نقسمهم إلى أربعة أقسام :

القسم الأول : الصحابة منهم وهم علي والحسن والحسين.

القسم الثاني : وهم علماء أتقياء من جملة علماء أهل السنة والجماعة وهم ستة :-

1ـ علي بن الحسين
ـ محمد الباقر
3ـ جعفر الصادق
4ـ موسى الكاظم
5ـ علي الرضا
6ـ محمد الجواد .

القسم الثالث : من جملة المسلمين لم يُعرف له كبير علم ولا طُعن في دينهم فهم مستورون ويكفيهم فخراً نسبهم إلى النبي – صلى الله عليه وآله وسلم –
وهما اثنان:

1- علي الهادي 2- الحسن العسكري.

وأنهما ممن يحق لهما أن يأتيا عند قبر النبي – صلى الله عليه وآله وسلم . وأن يقولا: السلام عليك يا أبت.

القسم الرابع : معدوم لم يخلق: وهو واحد وهو المنتظر، محمد بن الحسن.

أما مكانتهم عند أهل السنة والجماعة، أعني القسمين الأول والثاني:

القسم الأول:

ورأسهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فهو ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوج سيدة نساء العالمين فاطمة بن محمد رضي الله عنها، وهو رابع الخلفاء الراشدين وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة.
قال الحسن البصري: قُتل أمير المؤمنين { يعني عثمان بن عفان } مظلوماً، فعمد الناس إلى خيرهم فبايعوه { يعني علي بن أبي طالب }. قال أحمد بن حنبل: من لم يُرَبِّع بعلي { أي بعد أبي بكر وعمر وعثمان } فهو أضل من حمار أهله.

الثاني: الحسن بن علي السبط السيد الإمام ابن الإمام أبو محمد سيد شباب أهل الجنة. قال مساور السعدي: رأيت أبا هريرة قائماً على مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم مات الحسن يبكي وينادي بأعلى صوته ويقول: يأيها الناس مات اليوم حِبُّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فابكوا.

الثالث: الحسين بن علي الشهيد السعيد الإمام ابن الإمام أبو عبد الله سيد شباب أهل الجنة مع أخيه رضي الله عنهما.

القسم الثاني:

أولهم: علي بن الحسين ولقبه زيد العابدين، قال ابن سعد: كان ثقة مأمونا كثير الحديث عالياً ورفيعاً ورعاً.
قال الزهري: ما رأيت قرشياً أفضل من علي بن الحسين.
قال يحي بن سعيد: سمعت على بن الحسين وكان أفضل هاشمي أدركته. قال الذهبي: كان له جلالة عظيمة وحق له والله ذلك، فقد كان أهلاً للإمامة العظمى لشرفه وسؤدده وعلمه وتألهه وكمال عقله .
وقد حج هشام بن عبد الملك قبيل ولايته للخلافة فكان إذا أراد استلام الحجر زحم عليه الناس، فإذا جاء علي بن الحسين ابتعد الناس عن الحجر حتى يأتي ويقبل ثم يكمل باقي الأشواط فغضب هاشم بن عبد الملك نائب الخليفة، وقال: من هذا فما أعرفه؟ وكان بجانبه الشاعر الفرزدق فقال الشاعر:

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته.................. والبيت يعرفه والحل والحرم
هذا ابن خيـر عباد الله كلـهم ...................هذا التقي النقي الطاهر العلم
إذا رأتـه قريـش قال قائـلها .................... إلى مكارم هذا ينتهي الكرم
يكاد يمسكـه عرفـان راحتـه ................... ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم
يغضي حياءً ويغضى من مهابته.................. فما يـكلم إلا حيـن يبتسـم
هذا ابن فاطمة إن كنت جاهلـه .................بجده أنبيـاء الله قد ختمـوا

الثاني: محمد بن علي بن الحسين وهو الذي يلقب بالباقر.

قال الإمام الذهبي: شهر بالباقر من بَقَر العلم {أي شقه} فعَرَف أصله وخفيه. ولقد كان أبو جعفر – هذه كنيته – إماما مجتهداً تالياً لكتاب الله كبير الشأن لا نُحابيْه ولا نَحِيف عليه، نُحِبُّه في الله لِما تجَمَّع فيه من صفات الكمال.
وقال ابن كثير: أحد أعلام هذه الأمة علماً وعملاً وسيادةً وشرفاً.

الثالث: جعفر بن محمد، ويلقب بالصادق.

قال الذهبي: الإمام الصادق شيخ بني هاشم أبو عبد الله القرشي الهاشمي العلوي النبوي المدني أحد الأعلام. وقال أبو حاتم الرازي: لا يُسأل عن مثله .

الرابع: موسى بن جعفر، ويلقب بالكاظم.

قال ابن تيمية: مشهور بالعبادة والنسك.
وقال أبو حاتم الرازي: ثقة صدوق إمام من أئمة المسلمين.
وقال ابن كثير: كان كثير العبادة والمروءة .

الخامس: علي بن موسى ويلقب بالرضا.

قال ابن حِبَّان: من سادات أهل البيت وعقلائهم، وأجل الهاشمين ونبلائهم وقال الذهبي: كان كبير الشأن أهلاً للخلافة .

السادس: محمد بن علي بن موسى، ويلقب بالجواد.

قال ابن تيمية: كان من أعيان بني هاشم وهو معروف بالسخاء والسؤدد ولهذا سُمي بالجواد.
ومما يدل على محبة أهل السنة لآل البيت ومحبتهم لأهل السنة ما وقع بينهم من المصاهرات وتسمية الأولاد.

المصاهرات :

أولهم رسول الله صلى الله عليه وآلة وسلم :
تزوج عائشة بنت أبي بكر الصديق، وهي من تيم.
وتزوج حفصة بنت عمر بن الخطاب، وهي من بني عدي.
وتزوج أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان، وهي من بني أمية.
وزوَّج ابنته رقية من عثمان بن عفان، وهو من بني أمية.
فلما توفيت زوجه أختها أم كلثوم.
وزوج ابنته زينب للعاص بن الربيع وهو من بني عبد شمس بن عبد مناف.
وعلي بن أبي طالب زوج ابنته أم كلثوم لعمر بن الخطاب.الكافي5/346
وتزوج علي أرملة أبي بكر الصديق أسماء بنت عميس. سير أعلام النبلاء
وتزوج علي أيضًا أمامة بنت العاص بن الربيع، بعد أن توفيت خالتها فاطمة.

ومحمد بن علي بن الحسين { الباقر } تزوج أم فروة بنت القاسم بن محمد ابن أبي بكر الصديق، وكان جعفر بن محمد بن علي بن الحسين الصادق يقول: ولدني أبو بكر مرتين، سير أعلام النبلاء6/255
وأمه أم فروه بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر، وجدته أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق.
وأبان بن عثمان بن عفان تزوج أم كلثوم بنت عبد الله بن جعفر بن أبي طالب. الشيعة وأهل البيت141.
وسكينة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب تزوجها مصعب بن الزبير بن العوام. طبقات ابن سعد5/183. وغير هذا كثير.
تسمية الأولاد:

لعلى بن أبي طالب من الأولاد: أبو بكر وعمر وعثمان. كشف الغمة في معرفة الأئمة 2/67.
وللحسن بن علي من الأولاد: أبو بكر. كشف الغمة2/198.
ولعلي بن الحسن من الأولاد: عمر. كشف الغمة 2/302.
ولموسى بن جعفر من الأولاد: عمر وعائشة. كشف الغمة3/29.

وبعد أن عرفنا موقف أهل السنة في عترة النبي صلى الله عليه وآله وسلم. فلننظر إلى موقف الشيعة منهم.
وسأقسم كلامي إلى قسمين :

القسم الأول: عموم عترة النبي – صلى الله عليه وآله وسلم.
القسم الثاني : الأئمة الاثنا عشر أنفسهم وكيف تكلم فيهم الشيعة وطعنوا فيهم وهذا أمر غريب.

القسم الأول:

1- العباس عم النبي – صلى الله عليه وآله وسلم –
رووا كذبا عن محمد الباقر أنه قال عن العباس عم النبي، وعقيل أخي علي: بقي مع علي { أي بعد موت النبي – صلى الله عليه وآله وسلم –} رجلان ضعيفان ذليلان حديثا عهد بالإسلام، عباس وعقيل. وفي رواية أنه قال: بقيت بين خلَفين خائفين ذليلين حقيرين، عباس وعقيل. الشيعة وأهل البيت267. وعن علي بن الحسين أنه قرأ: ] من كان في هذا أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا [، نزلت في العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم. رجال الكشي52. 2ـ عبد الله بن العباس الحبر البحر ابن عم النبيصلى الله عليه وسلم، وابن عم علي رضي الله عنه لم يسلم منهم أيضا، فماذا قالوا عنه ؟؟!
يرون عن أبي عبد الله جعفر الصادق أنه قال: هل تدرون ما أضحكني ؟ قالوا: لا. قال: زعم ابن عباس أنه من الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا { وذكر كلاماً طويلاً } ثم قال: فاستضحكت، ثم تركته يومه ذلك لسخافة عقله. الكافي1/247.
وعن علي أنه قال: اللهم العن ابني فلان وأعم أبصارهما كما أعميت قلوبهما. رجال الكشي52. قال المحقق في حاشية كتاب الكشي: ابني فلان كناية عن عبد الله وعبيد الله ابني العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم .
وذكروا عن علي أنه قال لابن العباس: فلما أمكنتك الشدة من خيانة أمة محمد أسرعت الوثبة وعجلت العدوة فاختطفت ما قدرت عليه. أما تؤمن بالمعاد، أو ما تخاف من سوء الحساب، أو ما يكبر عليك أن تشتري الإماء وتنكح النساء بأموال الأرامل والمهاجرين. رجال الكشي 58.

3- أولاد الحسن بن علي بن أبي طالب:

عن أبي عبد الله جعفر الصادق أنه قال: وعندي الجفر الأحمر. فقال له عبد الله بن أبي يعقوب: أصلحك الله أيعرف هذا بنو الحسن؟ قال: إي والله، كما يعرفون الليل أنه ليل والنهار أنه نهار، ولكنهم يحملهم الحسد وطلب الدنيا على الجحود والإنكار. الكافي 1/240.

4- محمد بن علي بن أبي طالب أخو الحسن والحسين والذي يعرف بابن الحنفية لأن أمه من بني حنيفة، فرووا عن علي أنه جمع الناس لإقامة حد الزنا على امرأة، ثم قال: لا يقيم الحد مَنْ لله عليه حد. يعني لا يقيم عليها الحد إلا الطاهرون. قال: فانصرف الناس يومئذ كلهم ما خلا أمير المؤمنين والحسن والحسين. وانصرف فيمن انصرف محمد ابن أمير المؤمنين . الكافي7/187.
5- زيد بن علي بن الحسين، عم جعفر الصادق وأخو محمد الباقر:
عن حنان بن سدير قال: كنت جالسا عند الحسن بن الحسن، فجاء سعيد بن منصور وكان من رؤساء الزيدية، فقال: ما ترى في النبيذ ؟ قال: إن زيدًا كان يشربه عندنا. قال: ما أُصدق على زيد أنه شرب مسكرًا. قال: بلى قد شربه. قال: فإن كان فعل، فإن زيداً ليس بنبي ولا وصي نبي، إنما هو رجل من آل محمد.
6-
عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب:عن صفوان الجمال أنه قال: وقع بين أبي عبد الله وبين عبد الله بن الحسن كلام، حتى وقعت الضوضاء بينهما واجتمع الناس فتفرقا، { وذكر قصة طويلة } قال المحقق في الحاشية: فيه دلالة على حسن رعاية الرحم وإن كان بهذه المثابة، وإن كان فاسقاً ضالاً. الكافي2/155.
7- إسماعيل بن جعفر الصادق الذي تنتسب إليه الإسماعيلية وهو أخو موسى الكاظم:يروون عن جعفر الصادق والده أنه قال له: أفعلتها يا فاسق؟ أبشر بالنار الكشي211.
وذكروا عن أبي عبد الله جعفر الصادق أنه قال عن ولده إسماعيل: إنه عاص، لا يشبهني ولا يشبه أحداً من آبائي. بحار الأنوار 47/247
8- موسى بن علي بن موسى أخو محمد بن علي { الجواد }:
عن يعقوب بن المثنى قال: كان المتوكل يقول: أعياني أمر ابن الرضا { يعني محمد بن علي الجواد } أبَى أن يشرب معي. فقالوا له: فإن لم تجد منه، فهذا أخوه موسى قصَّاف، عزَّاف، يأكل، ويشرب، ويتعشق. الكافي1/502

9- جعفر بن علي بن محمد، أخو الحسن العسكري، وعم المهدي المنتظر:
عن أحمد بن عبيد الله بن خاقان أنه سأل أباه عن الحسن العسكري؟ فأطراه وأعلى منزلته. فسأله عن أخيه جعفر؟ فقال: ومن جعفر فتسأل عن خبره؟! أوَ يُقرن بالحسن جعفر؟ معلن الفسق، فاجر، ماجن، شريب للخمور، أقلُّ من رأيتَ من الرجال، وأهتكُهم لنفسه، خفيفٌ، قليلٌ في نفسه. الكافي 1/504.

فهل من ينسب هذه الأمور لآل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يحبهم ؟؟؟
هذا طعنهم في أقرباء النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

أما أئمتهم الاثنا عشر:

1- علي بن أبي طالب:
ذكروا عن علي رضي الله عنه أنه كان ينام مع عائشة في فراش واحد ولحاف واحد، والنبي بينهما، ثم يقوم النبي يصلي الليل، وعلي وعائشة في فراش واحد وفي لحاف واحد .بحار الأنوار40/2
ثم يذكرون في الكافي 7/181، من وُجد مع امرأة في لحاف واحد يقام عليهما حد الزنا،
•ويروون عن جعفر الصادق أنه قال: لما خطب عمر إلى علي ابنته أم كلثوم، قال له علي: أنها صبية. فلقي عمر العباس عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: ما لي، أبِي بأس؟ قال: وما ذاك؟ قال: خطبت إلى ابن أخيك فردَّني، أما والله لأُعَوِرَنَّ زمزم { يعني أدفنها } ولا أدع لكم مكرمة إلا هدمتها، ولأُقِيمَنَّ عليه شاهدين بأنه سرق فَلَأَقْطَعَنَّ يده. فأتاه العباس { يعني عليا } فأخبره، وسأله أن يجعل الأمر إليه، فجعله إليه فزوجها عمر بن الخطاب.
•في رواية أن أبا عبد الله قال عن زواج عمر من أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب: إن ذلك فرجا غُصِبناه. الكافي 5/336
وهذا لا شك من أعظم الطعن في علي رضي الله عنه، والله إن العربي ليموت دفاعاً عن عرضه، ويشرفه ذلك، ويمدح به، أعلي رضي الله عنه وهو سيد من سادات الشرفاء، وسيد من سادات الأتقياء يقول ذلك فرج غصبناه؟ تُأخذ ابنته غصباً.

هذا لا يمكن أن يكون من أدنى الأشراف منزلة، فكيف يكون من علي رضي الله عنه، ولذلك احتار الشيعة كثيراً في هذا الزواج ، وما عرفوا له مخرجاً إلى أن جاء أحدهم فزعم أنه لما جاء عمر يخطب أم كلثوم بنت علي احتار علي في أمره ثم دعا امرأة من الجن فجاءته، فقال لها: إن عمر قد طلب ابنتي أم كلثوم، فتزوجيه أنت. فتشكلت الجنية بشكل أم كلثوم ثم تزوجها عمر . وأخفى علي أم كلثوم طول هذه المدة حتى مات عمر. فلما مات جاءت الجنية فأخذت ميراثها من عمر ثم انصرفت وأخرج علي أم كلثوم.
ولعمر من أم كلثوم من الأولاد زيد وحفصة الصغرى وهي غير حفصة أم المؤمنين، وأم كلثوم رضي الله عنها قتل زوجها عمر في صلاة الفجر، ثم قتل أبوها علي وهو خارج لصلاة الفجر ولذلك كانت تقول: ما لي ولصلاة الغداة { يعني صلاة الفجر } قتل زوجي في صلاة الغداة وقتل أبي في صلاة الغداة.
وكذلك روي عن أبي عبد الله جعفر الصادق أنه قال: أتي عمر بامرأة قد تعلقت برجل من الأنصار كانت تهواه ولم تقدر عليه، فذهبت وأخذت بيضة وصبت البياض على ثيابها وبين فخذيها ثم قالت: زنا بي هذا الرجل. فقال عمر لعلي: ماذا ترى؟ فنظر علي إلى بياض على ثوب المرأة وبين فخذيها، ثم حكم بأنه بياض بيض. أعلي كرم الله وجهه ينظر بين فخذي امرأة غريبة عنه؟ هذا والله أعظم الطعن فيه. بحار الأنوار40/303
2- محمد بن علي { الباقر }:
عن عبيد الله الدابغي قال: دخلت حماماً في المدينة فإذ شيخ كبير وهو قيِّم الحمام { يعني المسؤول عنه والحمام يعني الحمامات العامة }، فقلت: يا شيخ لمن هذا { يعني الحمام }؟ قال: لأبي جعفر؟ قلت: كان يدخله؟ قال: نعم. قلت: كيف كان يصنع؟ قال: كان يدخل فيبدأ فيطلي عانته وما يليها، ثم يلُف على طرف إحليله { يعني الذكر } ويدعوني فأطلي سائر بدنه. فقلت له يوما: الذي تكره أن أراه قد رأيته. فقال: كلا إن النورة سترته الكافي 6/497
3- جعفر الصادق:
عن زرارة قال: والله لو حدثت بكل ما سمعته من أبي عبد الله لانتفخت ذكور الرجال على الخُشب. الكشي123
وعن زرارة قال: سألت أبا عبد الله يعني جعفر الصادق عن التشهد؟ فأجاب. فقال زرارة: فلما خرجت ضرطت في لحيتي وقلت: لا يفلح أبداً الكشي142

عن ابن أبي يعقوب قال: خرجت إلى السواد { العراق } أطلب دراهم للحج ونحن جماعة وفينا أبو بصير المرادي، قلت له: يا أبا بصير اتق الله وحج في مالك فإنك ذو مالٍ كثير. فقال: اسكت، فلو كانت الدنيا وقعت على صاحبك لاشتمل عليها بكسائه { يعني جعفر الصادق }.
وأبو بصير وزرارة هذان من كبار رواة الشيعة.

عن أبي عبد الله قال: زرارة وأبو بصير ومحمد بن مسلم وبريد من الذين قال تعالى: ] والسابقون السابقون أولئك المقربون [ الكشي124
4- موسى بن جعفر { الكاظم }:
قال شعيب: دخلت على أبي الحسن { يعني موسى الكاظم } فقلت له: امرأة تزوجت ولها زوج؟ قال: ترجم المرأة ولا شيء على الرجل. قال: فلقيت أبا بصير فقلت له { يعني هذه الفتوى }. فمسح على صدره، وقال: ما أطن صاحبنا تناها حكمه بعد. الكشي153
بعد هذا كله لنا أن نسأل: من هم أتباع آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ؟ ومن هم محبوهم؟

بعض الأحكام التي تخص آل بيت النبي – صلى الله عليه وآله وسلم

1- تحريم الزكاة :

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الزكاة: إنها لا تحل لمحمد ولا لآل محمد.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية والذهبي وابن كثير: إذا منعوا الخمس جازت لهم الزكاة.
وهل تحرم الزكاة على نساء النبي صلى الله عليه وسلم ؟
الذي ذهب إليه الإمام أحمد أنها تحرم على نساء النبي صلى الله عليه وسلم.
ولكن بالتبعية لا بالأصالة، لتبعيتهن للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وذلك أنه أخرج البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: مولى القوم من أنفسهم. فظاهر الحديث يدل على أن الصدقة لا تحل لبني هاشم ولا لمواليهم { أي عبيدهم } ومع هذا فهي تحل لموالي نساء النبي صلى الله عليه وسلم ، وذلك بريرة مولاة عائشة تُصدق عليها بلحم، فجاءت وأهدته للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وعائشة. فقال النبي ما هذا ؟ قالت: تُصدق به على بريرة فأهدته لنا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : هو عليها صدقة ولنا هدية، فأكل منها صلوات الله وسلامه عليه، فلما أجاز التصدق عليها دل على أنها ليست من أهل البيت، ولا تتبع عائشة رضي الله عنها في تحيم الزكاة عليها.

2- الخمس من الغنيمة والفيء.

الغنيمة : الأموال التي تكون بعد القتال. والفيء: بدون قتال
الغنيمة تقسم خمسة أخماس أربعة أخماس للجنود الذين شاركوا في القتال وخمس يقسم خمسة أخماس: لله ولرسوله ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل
وذوي القربى هم قربى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا يكون في الجهاد فقط.
3- لهم محبة خاصة وإكرام خاص لقرابتهم من النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
لقول النبي صلى الله عليه وسلم: أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي.
] هذا ونسأل الله تبارك وتعالى أن يحشرنا وإياكم في زمرة نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وآل بيته الكرام رضي الله تبارك وتعالى عنهم، والله تبارك وتعالى أعلى وأعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

الشهراني سبشل
06-08-06, 12:20 AM
وفيت وكفيت يعطيك العافية

خيال نجد
06-08-06, 12:37 AM
آلُ البَيْتِ


________________________________________



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء وإمام المرسلين – سيدنا وإمامنا .
وسأقتصر على ذكر بعض آل بيت النبي – صلى الله عليه وآله وسلم - وهم الأئمة الاثنا عشر عند الشيعة. وهم :

1- علي بن أبي طالب
2- الحسن
3 - الحسين
4- علي بن الحسين{ زين العابدين}
5 - ولده محمد { الباقر }
6- ولده جعفر{ الصادق }
7- ولده موسى { الكاظم }
8- ولده علي { الرضا }
9- ولده محمد { الجواد}
10ـ ولده علي { الهادي }
11- ولده الحسن {العسكري}
12- ولده محمد { المنتظر }

وهؤلاء يمكن أن نقسمهم إلى أربعة أقسام :

القسم الأول : الصحابة منهم وهم علي والحسن والحسين.

القسم الثاني : وهم علماء أتقياء من جملة علماء أهل السنة والجماعة وهم ستة :-

1ـ علي بن الحسين
ـ محمد الباقر
3ـ جعفر الصادق
4ـ موسى الكاظم
5ـ علي الرضا
6ـ محمد الجواد .


3- جعفر الصادق:
عن زرارة قال: والله لو حدثت بكل ما سمعته من أبي عبد الله لانتفخت ذكور الرجال على الخُشب. الكشي123
وعن زرارة قال: سألت أبا عبد الله يعني جعفر الصادق عن التشهد؟ فأجاب. فقال زرارة: فلما خرجت ضرطت في لحيتي وقلت: لا يفلح أبداً الكشي142

عن ابن أبي يعقوب قال: خرجت إلى السواد { العراق } أطلب دراهم للحج ونحن جماعة وفينا أبو بصير المرادي، قلت له: يا أبا بصير اتق الله وحج في مالك فإنك ذو مالٍ كثير. فقال: اسكت، فلو كانت الدنيا وقعت على صاحبك لاشتمل عليها بكسائه { يعني جعفر الصادق }.
وأبو بصير وزرارة هذان من كبار رواة الشيعة.

عن أبي عبد الله قال: زرارة وأبو بصير ومحمد بن مسلم وبريد من الذين قال تعالى: ] والسابقون السابقون أولئك المقربون [ الكشي124

اسل الله ان يجزاك الجنة على ما كتبته من توضيح مهم جعل الله ذلك في ميزان حسناتك


مناظرة بين الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه و أحد الرافضة

هذه مناظرة بين الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه مع أحد الرافضة وتوجد منها نسختان: النسخة الأولى نسخة تركيا في خزانة شهيد علي باشا باستنبول ضمن مجموع رقمه 2764 حوى عدة رسائل في العقيدة والحديث هذه الرسالة الحادية عشرة منه. النسخة الثانية نسخة الظاهرية وقد وقعت ضمن مجاميعها في المجموع رقم 111 وهي الرسالة التاسعة عشر منه. محقق الكتاب : علي بن عبدالعزيز العلي آل شبل. الناشر : دار الوطن - السعودية - الرياض هاتف 4644659-4626124.

نص الرسالة:

<B>بسم الله الرحمن الرحيم
رب اعن
حدثنا الشيخ الفقيه أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن سعيد الأنصاري البخاري - قراءة عليه بمكة حرسها الله سنة خمس وثلاثين وأربعمائة قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن مسافر قال أخبرنا أبو بكر بن خلف بن عمر بن خلف الهمذاني قال حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أزمة قال: حدثنا أبو الحسن بن علي الطنافسي قال : حدثنا خلف بن محمد القطواني قال : حدثنا علي بن صالح قال : جاء رجل من الرافضة إلى جعفر بن محمد الصادق كرم الله وجهه ، فقال :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، فرد عليه السلام فقال الرجل :

1- يابن رسول الله من خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
فقال جعفر الصادق رحمة الله عليه : أبو بكر الصديق رضي الله عنه .

2- قال : وما الحجة في ذلك ؟
قال : قوله عز وجل (( إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن 'ن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها )){التوبة 40} فمن يكون أفضل من اثنين الله ثالثهما ؟ وهل يكون أحد أفضل من أبي بكر إلا النبي صلى الله عليه وسلم ؟!

3- قال له الرافضي : فإن علي بن أبي طالب عليه السلام بات على فراش النبي صلى الله عليه وسلم غير جزع ولا فزع .
فقال له جعفر : وكذلك أبو بكر كان مع النبي صلى الله عليه وسلم غير جزع ولا فزع .
4- قال له الرحل : فإن الله تعالى يقول بخلاف ما تقول !.
قال له جعفر : وما قال ؟
قال : قال الله تعالى (( إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا )) فلم يكن ذلك الجزع خوفاً ؟ (في نسخة الظاهرية " أفلم يكن.."
قال له جعفر : لا ! لأن الحزن غير الجزع والفزع ، كان حزن أبي بكر أن يقتل النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا يدان بدين الله فكان حزن على دين الله وعلى نبي الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن حزنه على نفسه كيف وقد ألسعته أكثر من مئة حريش فما قال : حس ولا ناف!

5- قال الرافضي : فإن الله تعالى قال (( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون )){المائدة 55} نزل في علي بن أبي طالب حين تصدق بخاتمه (http://arabic.islamicweb.com/shia/ring.htm) وهو راكع فقال النبي صلى الله عليه وسلم ((الحمد لله الذي جعلها في وفي أهل بيتي ))
فقال له جعفر : الآية التي قبلها في السورة أعظم منها ، قال الله تعالى (( يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه )){المائدة 54} وكان الارتداد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ ارتدت العرب بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واجتمعت الكفار بنهاوند وقالوا : الرجل الذين كانوا يتنصرون به - يعنون النبي - قد مات ، حتى قال عمر رضي الله عنه: اقبل منهم الصلاة ، ودع لهم الزكاة ، فقال : لو منعوني عقالا مما كانوا يؤدون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليه ولو اجتمع علي عدد الحجر والمدر والشوك والشجر والجن ولإنس لقاتلتهم وحدي . وكانت هذه الآية أفضل لأبي بكر.

6- قال له الرافضي : فإن الله تعالى قال : (( الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سراً وعلانية)) نزلت في علي عليه السلام كان معه أربعة دنانير فأنفق ديناراً بالليل وديناراً بالنهار وديناراً سراً وديناراً علانية فنزلت فيه هذه الآية .
فقال له جعفر عليه السلام : لأبي بكر رضي الله عنه أفضل من هذه في القرآن ، قال الله تعالى (( والليل إذا يغشى )) قسم الله ، ((والنهار إذا تجلى وما خلق الذكر والأنثى إن سعيكم لشتى فأما من أعطى وأتقى وصدق بالحسنى )) أبو بكر (( فسنيسره لليسرى)) أبو بكر (( وسيجنبها الأتقى )) أبو بكر (( الذي يؤتي ماله يتزكى )) أبو بكر ((وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى )) أبو بكر ، أنفق ماله على رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين ألفاً حتى تجلل بالعباء ، فهبط جبريل عليه السلام فقال الله العلي الأعلى يقرئك السلام ، ويقول : اقرأ على أبي بكر مني السلام ، وقل له أراض أنت عني في فقرك هذا ، أم ساخط ؟ فقال : أسخط على ربي عز وجل ؟! أنا عن ربي راض ، أنا عن ربي راض ، أنا عن ربي راض . ووعده الله أن يرضيه.

7- قال الرافضي : فإن الله تعالى يقول (( أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله )) { التوبة 19} نزلت في علي عليه السلام .
فقال له جعفر عليه السلام : لأبي بكر مثلها في القرآن ، قال الله تعالى (( لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلاً وعد الله الحسنى )){ الحديد 10}
وكان أبو بكر أول من أنفق ماله على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأول من قاتل ، وأول من جاهد . وقد جاء المشركون فضربوا النبي صلى الله عليه وسلم حتى دمي ، وبلغ أبي بكر الخبر فأقبل يعدو في طرق مكة يقول : ويلكم أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله ، وقد جاءكم بالبينات من ربكم ؟ فتركوا النبي صلى الله عليه وسلم وأخذوا أبا بكر فضربوه ، حتى ما تبين أنفه من وجهه.
وكان أول من جاهد في الله ، وأول من قاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأول من أنفق ماله ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما نفعني مال كمال أبي بكر )).

8- قال الرافضي فإن علياً لم يشرك بالله طرفة عين .
قال له جعفر : فإن الله أثنى على أبي بكر ثناءً يغني عن كل شئ ،قال الله تعالى (( والذي جاء بالصدق )) محمد صلى الله عليه وسلم ، ((وصدق به )){الزمر33} أبو بكر .
وكلهم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم كذبت وقال أبو بكر : صدقت ، فنزلت فيه هذه الآية : آية التصديق خاصة ، فهو التقي النقي المرضي الرضي ، العدل المعدل الوفي .

9- قال الرافضي : فإن حب علي فرض في كتاب الله ؛ قال الله تعالى (( قل لا أسألكم عليه إلا المودة في القربى ))
قال جعفر : لأبي بكر مثلها ، قال الله تعالى (( والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا انك غفور رحيم )){الحشر10}
فأبو بكر هو السابق بالإيمان ، فالاستغفار له واجب ومحبته فرض وبغضه كفر .

10- قال الرافضي : فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال (( الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، وأبوهما خير منهما ))
قال له جعفر : لأبي بكر عند الله أفضل من ذلك ؛ حدثني أب عن جدي عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال : كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم وليس عنده غيري ، إذ طلع أبو بكر وعمر رضي الله عنهما ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم (( يا علي هذان سيدا كهول أهل الجنة وشبابهما -في الظاهرية شبابهم- فيما مضى من سالف الدهر في الأولين وما بقي في غابره من الآخرين ، إلا النبيين والمرسلين .لا تخبرهما يا علي ما داما حيين)) فما أخبرت به أحداً حتى ماتا.

11- قال الرافضي : فأيهما أفضل فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أم عائشة بنت أبي بكر ؟
فقال جعفر : بسم الله الرحمن الرحيم ((يس والقرآن الحكيم )) ، (( حم والكتاب المبين ))،
فقال : أسألك أيهما أفضل فاطمة ابنة النبي صلى الله عليه وسلم أم عائشة بنت أبي بكر ، تقرأ القرآن ؟!
فقال له جعفر : عائشة بنت أبي بكر زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم معه في الجنة ، وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدة نساء أهل الجنة .
الطاعن على زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم لعنه الله ، والباغض لابنة رسول الله خذله الله .

12- فقال الرافضي : عائشة قاتلت علياً ، وهي زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فقال به جعفر : نعم ، ويلك قال الله تعالى (( وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله )) {الأحزاب 53}

13- قال له الرافضي : توجد خلافة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي في القرآن ؟
قال نعم ، وفي التوراة والإنجيل .قال الله تعالى ((وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات )) {الأنعام165}
وقال تعالى (( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض )){النمل62}
وقال تعالى ((ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم)){النور55}

14- قال الرافضي : يابن رسول الله ، فأين خلافتهم في التوراة والإنجيل ؟
قال له جعفر : ((محمد رسول الله والذين معه )) أبو بكر ، ((أشداء على الكفار )) عمر بن الخطاب ، (( رحماء بينهم )) عثمان بن عفان ، ((تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً )) علي بن أبي طالب (( سيماهم في وجوههم من أثر السجود )) أصحاب محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم ، (( ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل )).
قال : ما معنى في التوراة والإنجيل ؟ قال : محمد رسول الله والخلفاء من بعده أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ، ثم لكزه في صدره ! ، قال : ويلك ! قال الله تعالى (( كزرع أخرج شطأه فآزره )) أبو بكر (( فأستغلظ )) عمر ((فاستوى على سوقه)) عثمان ((يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار )) علي بن أبي طالب ((وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجراً عظيماً )) أصحاب محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم ، ويلك !، حدثني أبي عن جدي عن علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( أنا أول من تنشق الأرض عنه ولا فخر ، ويعطيني الله من الكرامة ما لم يعط نبي قبلي ، ثم ينادي قرّب الخلفاء من بعدك فأقول : يا رب ومن الخلفاء ؟ فيقول : عبد الله بن عثمان أبو بكر الصديق ، فأول من ينشق عنه الأرض بعدي أبو بكر ، فيوقف بين يدي الله ، فيحاسب حساباً يسيراً ، فيكسى حلتين خضراوتين ثم يوقف أمام العرش .
ثم ينادي منادٍ أين عمر بن الخطاب ؟ فيجئ عمر وأوداجه تشخب دماً فيقول من فعل بك هذا ؟ فيقول : عبد المغيرة بن شعبة ، فيوقف بين يدي الله ويحاسب حساباً يسيراً ويكسى حلتين خضراوتين ، ويوقف أمام العرش .
ثم يؤتى عثمان بن عفان وأوداجه تشخب دماً فيقال من فعل بك هذا ؟ فيقول : فلان بن فلان ، فيوقف بين يدي الله فيحاسب حساباً يسيراً ويكسى حلتين خضراوتين ، ثم يوقف أمام العرش .
ثم يدعى علي بن أبي طالب فيأتي وأوداجه تشخب دماً فيقال من فعل بك هذا ؟ فيقول : عبدالرحمن بن ملجم ، فيوقف بين يدي الله ويحاسب حساباً يسيراً ويكسى حلتين خضراوتين ، ويوقف أمام العرش.

قال الرجل : يابن رسول الله ، هذا في القرآن ؟ قال نعم قال الله تعالى (( وجئ بالنبيين والشهداء)) أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ((وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون ))
فقال الرافضي : يابن رسول الله ، أيقبل الله توبتي مما كنت عليه من التفريق بين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ؟
قال : نعم ، باب التوبة مفتوح فأكثر من الاستغفار لهم .أما انك لو مت وأنت مخالفهم مت على غير فطرة الإسلام وكانت حسناتك مثل أعمال الكفار هباءً منثوراً .
فتاب الرجل ورجع عن مقالته وأناب .

</B>

تم بحمد الله وصلواته على محمد وآله وأصحابه وأزواجه وسلامه ، على يد العبد المذنب الراجي عفو الله الخائف من عقاب الله يوسف بن محمد بن يوسف الهكاري في شهر الله الأحد رجب من سنة تسع وستين وستمائة . رحم الله من ترحم عليه وعلى والديه وعلى جميع المسلمين .
***ملاحظة / : بذل محقق الكتاب درجة عظيمة في التعليق على الكتاب مما يتعذر الإتيان به هنا .

خيال نجد
06-08-06, 12:42 AM
مـناظرة بـيـن علماء الــسنة و علماء الــشيعة

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخوة الكرام /
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذا الحوار دار بين أحد علماء السنة وأحد علماء الشيعة . و قد ورد في هذين الكتابين:


الــخطـــــوط العــــريضة للأسس التي قام عليها دين الشيعة الإمامية الإثناعشرية ( للشيخ / محب الدين الخطيب)

وقد أورد هذا الحوار علامة العراق / السيد عبد الله بن الحسين السويدي العباسي ( مولود 1104 هـ : والمتوفي 1174 هـ ) في مذكراته عن مؤتمر النجف الذي إنتهى بخضوع مجتهدي الشيعة لإمامة أبي بكر و عمر رضي الله عنهما.

وقد أُعلن ذلك على منبر الكوفة في خطبة الجمعة يوم 26 / شوال / 1156هـ وقد حضرها نادر شاه ( و هو أحد ملوك الشيعة و معروف عنه البطش و التقتيل ) و علماء السنة و الشيعة.

والعالم السُني هو الشيخ / عبد الله بن الحسين العباسي. و العالم الشيعي هو الملا باشا علي أكبر أحد أكبر علماء الشيعة الذين حضروا المؤتمر.

نبذة مختصرة عن المؤتمر:

أولاً: المكان:
تحت المسقَّف الذي وراء ضريح الإمام علي رضي الله عنه.

ثانياً: الزمان:
الأربعاء ، الخميس ، الجمعة ، 24-25-26 من شوال ( 1156 )

ثالثاً: أطراف المؤتمر:
أ - نحو سبعين عالماً من علماء الشيعة بإيران لم يكن معهم سوى سني واحد، من أبرزهم و أشهرهم:
1- الملا باشي : علي أكبر 12- ميرزا أسد الله ، المفتي بتبريز
2- مفتي ركاب : أقا حسين 13- الملا طالب ، المفتي بمازندران
3- الملا محمد ، إمام لاهجان 14- الملا محمد مهدي ، نائب الصدارة بمشهد الرضا
4- أقا شريف ، مفتي مشهد رضا 15- الملا محمد صادق ، المفتي بخلخال
5- ميرزا برهان ، قاضي شروان 16- محمد مؤمن ، المفتي بأستر أباد
6- الشيخ حسين ، المفتي بأرومية 17- السيد محمد تقي ، المفتي بقزوين
7- ميرزا أبو الفضل ، المفتي بقم 18- الملا محمد حسين ، المفتي بسبزوار
8- الحاج صادق ، المفتي بجام 19- السيد بهاء الدين ، المفتي بكرمان
9- السيد محمد المهدي ، إمام أصفهان
10- الحاج محمد زكي ، مفتي كرمنشاه
11- الحاج محمد الشمامي ، المفتي بشيراز
…وغيرهم من العلماء

ب - السيد عبدالله بن الحسين السويدي العباسي المولود سنة1104 هـ و المتوفى سنة 1174 هـ و كان رحمه الله علامة العراق و عماد هذا المؤتمر و رئيسه.

ج - علماء الأفغان:

1- الشيخ الفاضل الملا حمزة القلجاني الحنفي مفتي الأفغان
2- الملا أمين الأفغاني القلجاني ، ابن الملا سليمان ، قاضي الأفغان
3- الملا طه الأفغاني المدرس بنادر آباد الحنفي
4- الملا دنيا الحنفي
5- الملا نور محمد الأفغاني القلجاني الحنفي
6- الملا عبدالرزاق الأفغاني القلجاني الحنفي
7- الملا إدريس الأفغاني الابدالي الحنفي

د- علماء ما وراء النهر:
1- العلامة الهادي خوجة ( الملقب ببحر العلم ) ابن علاء الدين البخاري القاضي ببخارى الحنفي
2- مير عبدالله صدور البخاري الحنفي
3- ملا أميد صدور البخاري الحنفي
4- قلندر خوجة البخاري الحنفي
5- باد شاه مير خوجة البخاري الحنفي
6- ميرزا خوجة البخاري الحنفي
7- الملا إبراهيم البخاري الحنفي

رابعاً: النتائـج:

1- خضوع علماء إيران و مجتهديها من الشيعة لإمامة أبي بكر و عمر رضي الله عنهما و اعترافهم و إقرارهم بصحة و أحقية توليهم الخلافة قبل علي رضوان الله عليهم جميعاً.
2- رفع سب الشيخين.
3- إقرارهم بأن الصحابة كلهم عدول رضي الله عنهم.
4- تحريمهم المتعة إذ لا يقبلها إلا السفهاء منهم.
5- عدم تفضيله علياً على أبي بكر أو القول بأنه الخليفة الحق بعد النبي صلى الله عليه و سلم و اعترافهم بأن أفضل الخلق بعد النبي صلى الله عليه وسلم: أبو بكر بن أبي قحافة ، فعمر بن الخطاب ، فعثمان بن عفان ، فعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم جميعاً و أن خلافتهم على هذا الترتيب الذي ذكروه في تفضيلهم.
6- قبولهم شروط عدم تحليلهم حراماً معلوماً من الدين بالضرورة و حرمته مجمع عليها، و عدم تحريمهم حلالاً مجمعاً عليه معلوماً حله.
7- التوقيع من قبلهم على صحيفة أعدت لهذا الشأن.

بعض تفاصيل المؤتمر:

طبعاً تفاصيل القصة طويلة وكيف بدأ المؤتمر و لمن أراد التفاصيل فليرجع إلى مذكرات الشيخ أو كتاب الخطوط ( العريضة لمذهب الشيعة الإمامية الإثنى عشرية ) للشيخ الجليل / محب الدين الخطيب رحمه الله. و لكن المؤتمر كان بسبب أن نادر شاه أرسل إلى أحد علماء السنة لمناظرة علماء الشيعة في مذهب الإثنى عشر فجاء عبد الله بن الحسين لهذا الأمر.

عندما سمع الملا باشا ( عالم الشيعة ) أن قاضي بخارى ( عالم سني ) يُقال له بحر العلم قال:--
كيف يسوغ له أن يُلقب ببحر العلم وهو لا يعرف من العلم شيئاً ، فوالله لو سألته عن دليلين في خلافة علي ( رضي الله عنه ) لما إستطاع أن يُجيب عنهما ، بل ولا الفحول من أهل السنة - وكرر الكلام ثلاث مرات - .

فقلت له ( أي عبد الله بن الحسين وكان موجوداً في المجلس ) :--
وما هذان الدليلان اللذان لا جواب عنهما ؟

قال ( الملا باشا = م) :--
قبل تحرير البحث أسألك هل قوله صلى الله عليه وسلم لعلي (( أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي )) ثابت عندكم ؟

قلت ( عبد الله = ع ) :--
نعم إنه حديث مشهور .

فقال ( م ) :-- هذا الحديث بمنطوقه ومفهومه يدل دلالة صريحة على أن الخليفة بالحق بعد النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب .
قلت (ع) :-- ما وجه الدليل من ذلك ؟
قال(م) :-- حيث أثبت النبي لعلي جميع منازل هارون ولم يستثن إلا النبوة - والإستثناء معيار المعلوم - فثبتت الخلافة لعلي لأنها من جملة منازل هارون ، فإنه لو عاش لكان خليفة عن موسى .
فقلت(ع) :-- صريح كلامك يدل على أن هذه القضية موجبة كلية ، فما صور هذا الإيجاب الكلي ؟
قال(م) :-- الإضافة التي في الإستغراق بقرينة الإستثناء .
فقلت(ع) :-- أولاً إن هذا الحديث غير نص جلي ، وذلك لإختلاف المُحدثين فيه ، فمن قائل إنه صحيح ، ومن قائل إنه حسن ، ومن قائل إنه ضعيف ، حتى بالغ ابن الجوزي فادعى أنه موضوع .
فكيف تثبتون به الخلافة وأنتم تشترطون النص الجلي ؟!
فقال(م) :-- نعم نقول بموجب ما ذكرت ، وإن دليلنا ليس هذا ، وإنما قوله صلى الله عليه وسلم (( سلموا على علي بإمرة المؤمنين )) ، وحديث الطائر ، ولأنكم تدعون أنهما موضوعان فكلامي في هذا الحديث (أي حديث موسى وهارون عليهما السلام) معكم لما لم تثبتوا أنتم الخلافة لعلي به ؟
قلت(ع) :-- هذا الحديث لا يصلح أن يكون دليلاً من وجوه :-
منها أن الإستغراق ممنوع ، إذ من جملة منازل هارون كونه نبياً مع موسى ، وعلي ليس بنبي بإتفاق منا ومنكم ، لا مع النبي صلى الله عليه وسلم ولا بعده ، فلو كانت المنازل الثابتة لهارون - ما عدا النبوة بعد النبي صلى الله عليه وسلم - ثابتة لعلي لإقتضى أن يكون علي نبياً مع النبي صلى الله عليه وسلم لأن النبوة معه لم تُستثن وهي من منازل هارون كونه أخاً شقيقاً لموسى ، وعلي ليس بأخ ، والعام إذا تخصص بغير الإستثناء صارت دلالته ظنية ، فليحمل الكلام على منزلة واحدة كما هو ظاهر التاء التي للوحدة ، فتكون الإضافة للعهد وهو الأصل فيها ، و(( إلا )) في الحديث بمعنى (( لكن )) كقولهم : فلان جواد إلا أنه جبان ، أي لكنه.
فرجعت القضية مهملة يراد منها بعض غير معين فيها وإنما نعينه من خارج ، والمعين هو المنزلة المعهودة حين إستخلف موسى هارون على بني إسرائيل ، والدال على ذلك قوله تعالى (( اخلفني في قومي )) ومنزلة علي هي إستخلافه على المدينة في غزوة تبوك.

فقال (م) :-- والإستخلاف يدل على أنه أفضل وأنه الخليفة بعد .
فقلت (ع) :-- لو دل هذا على ما ذكرت لإقتضى أن ابن أم مكتوم خليفة بعد النبي صلى الله عليه وسلم ، لأنه استخلفه على المدينة ، واستخلف غيره ، فلما خصصتم علياً بذلك دون غيره مع إشتراك الكل في الإستخلاف؟ و أيضاً لو كان هذا من باب الفضائل لما وجد علي ( رضي الله منه ) في نفسه وقال: ( أتجعلني مع النساء والأطفال والضعفة ) . فقال النبي صلى الله عليه وسلم تطييباً لنفسه (( أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى)).

فقال(م) :-- قد ذُكر في أصولكم أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب .
قلت(ع) :-- إني لم أجعل خصوص السبب دليلاً ، وإنما هو قرينة تعيين ذلك البعض المهم .
فانقطع ....
ثم قال(م) :-- عندي دليل آخر لا يقبل التأويل ، وهو قوله تعالى (( قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين )) .
قلت(ع) له :-- ما وجه الدلالة من هذه الآية ؟
فقال (م):-- أنه لما أتى نصارى نجران للمباهلة إحتضن النبي صلى الله عليه وسلم الحسين وأخذ بيد الحسن وفاطمة ( رضي الله عنها ) من ورائهم وعلي ( رضي الله عنه ) خلفها ، ولم يقدم إلى الدعاء إلا الأفضل .
قلت (ع) :-- هذا من باب المناقب لا من باب الفضائل وكل صحابي اختص بمنقبة لا توجد في غيره ، كما لا يخفى على من تتبع كتب السير.
وأيضاً إن القرآن نزل على أسلوب كلام العرب ، وطرز محاوراتهم ، ولو فرض أن كبيرين من عشيرتين وقع بينهما حرب وجدال ، يقول أحدهما للآخر : ابرز أنت وخاصة عشيرتك وأبرز أنا وخاصة عشيرتي فنتقابل و لا يكون معنا من الأجانب أحد ، فهذا لا يدل على أنه لم يوجد مع الكبيرين أشجع من خاصتهما. و أيضاً الدعاء بحضور الأقارب يقتضي الخشوع المقتضي لسرعة الإجابة.

فقال(م):-- ولا ينشأ الخشوع إذ ذاك إلا من كثرة المحبة .
فقلت(ع):-- هذه محبة مرجعها إلى الجبلة والطبيعة ، كمحبة الإنسان نفسه وولده أكثر ممن هو أفضل منه ومن ولده بطبقات فلا يقتضي وزراً ولا أجراً إنما المحبة المحدودة التي تقتضي أحد الأمرين المتقدمين إنما هي المحبة الإختيارية .
فقال(م):-- وفيها وجه آخر يقتضي الأفضلية ، وهو حيث جعل نفسه صلى الله عليه وسلم نفس علي ، إذ في قوله (( أبناءنا )) يراد الحسن والحسين وفي (( نساءنا )) يراد فاطمة ، وفي (( أنفسنا )) لم يبق إلا علي والنبي صيى الله عليه وسلم .

فقلت(ع):-- الله أعلم أنك لم تعرف الأصول ، بل و لا اللغة العربية.
كيف وقد عبر بأنفسنا والأنفس جمع قلة مضافاً إلى (( نا )) الدالة على الجمع ومقابلة الجمع بالجمع تقتضي تقسيم الآحاد ، كما في قولنا ( ركب القوم دوابهم ) أي ركب كل واحد دابته.
وهذه مسألة مصرحة في الأصول ، غاية الأمر أنه أطلق الجمع على ما فوق الواحد وهو مسموع كقوله تعالى ((أولئك مبرؤن مما يقولون )) أي عائشة و صفوان ( رضي الله عنهما ) ، و قوله تعالى (( فقد صفت قلوبكما )) ولم يكن لهما إلا قلبان.
على أن أهل الميزان ( أي علم المنطق ) يطلقون الجمع في التعاريف على ما فوق الواحد ، وكذلك أطلق الأبناء على الحسن والحسين ، والنساء على فاطمة فقط مجازاً.
نعم لو كان بدل أنفسنا بـ ( نفسي ) لربما كان له وجه ما بحسب الظاهر.
وأيضاً لو كانت الآية دالة على على خلافة علي لدلت على خلافة الحسن والحسين وفاطمة ( رضي الله عنهم ) مع أنه بطريق الإشتراك ، ولا قائل بذلك لأن الحسن والحسين إذ ذاك صغيران ، وفاطمة مفطومة كسائر النساء عن الولايات ، فلم تكن الآية دالة على الخلافة .

فانقطع ......

ثم قال(م) :-- عندي دليل آخر وهو قوله تعالى (( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون )) أجمع أهل التفسير على أنها نزلت في علي حين تصدق بخاتمه على السائل وهو في الصلاة و (( إنما )) للحصر ، و (( الولي )) بمعنى ( الأولى منكم بالتصرف ).

فقلت(ع) :-- لهذه الآية عندي أجوبة كثيرة .

وقبل أن أشرع في الأجوبة قال بعض الحاضرين من الشيعة باللغة الفارسية يخاطب الملا باشي بشيء معناه: إترك المباحثة مع هذا فإنه شيطان مجسم و كلما زدت في الدلائل و أجابك عنها إنحطت منزلتك.
فنظر إلي وتبسم
وقال (م) :-- إنك رجل فاضل تجيب عن هذه وعن غيرها ، ولكن كلامي مع بحر العلم ( وهو القاضي / هادي خوجة قاضي بخارى ) فإنه لا يستطيع أن يجيب.
فقلت(ع) :-- الذي كان في صدر كلامك أن فحول أهل السنة لا يستطيعون الجواب ، فهذا الذي دعاني إلى المعارضة والمحاورة .
فقال(م) :-- أنا رجل أعجمي ولا أتقن العربية فربما صدر مني لفظ غير مقصود لي ....
فقلت(ع) له:-- أريد أن أسألك عن مسألتين لا تستطيع أهل الشيعة الجواب عنهما.
فقال(م) :-- وما هما ؟
قلت (ع):-- الأولى :
كيف حكم الصحابة عند الشيعة ؟
فقال(م):-- إرتدوا حيث لم يبايعوا علي على الخلافة ( إلا خمسة : علياً و المقداد و أبا ذر وسلمان الفارسي وعمار بن ياسر)
قلت(ع) :-- إن كان الأمر كذلك فكيف زوج علي ( رضي الله عنه ) بنته أم كلثوم من عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) .
فقال(م) :-- إنه مكره !
قلت( ع):-- والله إنكم إعتقدتم في علي منقصة لا يرضى بها أدنى العرب فضلاً عن بني هاشم الذين هم سادات العرب وأكرمها أرومة وأفضلها جرثومة وأعلاها نسباً وأعظمها مروءة وحمية وأكثرها نعوتاً سنِيَّة. و إن أدنى العرب يبذل نفسه دون عرضه و يُقتل دون حرمه و لا تعز نفسه على حرمه و أهله. فكيف تثبتون لعلي وهو الشجاع الصنديد ليث بني غالب أسد الله في المشارق و المغارب مثل هذه المنقصة التي لا يرضى بها أجلاف العرب ؟! بل كم رأينا من قاتل دون عياله فقُتل!

فقال(م):-- يحتمل أن تكون زُفت إليه جنية ( أي شيطانة ) تصورت بصورة أم كلثوم ؟
قلت(ع):-- هذا أشنع من الأول فكيف يُعقل مثل هذا ؟! و لو فتحنا هذا الباب لانسدت جميع أبواب الشريعة حتى لو أن الرجل جاء إلى زوجته لاحتمل أن تقول : أنت جني تصورت بصورة زوجي فتمنعه من الإتيان إليها. فإن بشاهدين عدلين على أنه فلان لاحتمل أن يقال فيهما إنهما جنيان تصورا بصورة هذين العدلين وهلم جرا ..... و يحتمل أن جنياً تصور بصورة جعفر الصادق - الذي تزعمون أن عبادتكم موافقة لمذهبه - جنياً تصور بصورته و ألقى إليكم هذه الأحكام الثابتة.

ثم قلت(ع) له :-- ما حكم أفعال الخليفة الجائر ؟ هل هي نافذة عند الشيعة ؟
فقال(م):-- لا تصح ولا تنفذ.
فقلت (ع) :-- أنشدك الله من أي عشيرة أم محمد بن الحنفية بن علي بن أبي طالب ؟
فقال(م) :-- من بني حنيفة .
فقلت(ع):-- من سبى بني حنيفة ؟
فقال(م) :--لا أدري ( وهو كاذب )
فقال بعض الحاضرين من علمائهم :-- سباهم أبو بكر الصديق ( رضي الله تعالى عنه )
فقلت(ع) :-- كيف ساغ لعلي أن يأخذ جارية من السبي ويتولدها ، والإمام - على زعمكم - لا تنفذ أحكامه لجوره ، والإحتياط في الفروج أمر مقرر !
فقال(م):-- لعله إستوهبها من أهلها ، يعني زوجوه بها .
قلت(ع):-- يحتاج هذا إلى دليل .

فانقطع ....... والحمد لله

ثم قلت(ع):-- إنما لم آتيك بحديث أو آية لأني مهما بالغت في صحة الحديث أقول رواه أهل الكتب الستة و غيرهم، فتقول أنا لا أقول بصحتها. و لو أتيتك بأية و قلت أجمع أهل التفسير لا يكون حجة علي و تذكر تأويلاً بعيداً و تقول الدليل إذا تطرقه الإحتمال بطل به الإستدلال. فهذا الذي دعاني إلى ترك الإستدلال بالآية أو الحديث.

ثم إن الشاه أُخبر بهذه المباحثة طبق ما وقع ، فأمر أن يُجمع علماء إيران وعلماء الأفغان ويرفعوا المكفرات وأكون ناظراً عليهم ووكيلاً عن الشاه وشاهداً على الفرق الثلاث بما يتفقوا عليه. فخرجنا نشق الخيام والأفغان والأزبك والعجم يشيرون إلي بالأصابع وكان يوماً مشهوداً.

إنتهى كلامه رحمه الله .

نهاية المناظرة:

و قد انتهت المناظرة بالتالي:

قال العالم السُني هادي خوجة لعالم الشيعة الملا باشا :
أنتم تكفرون بسبكم الشيخين ( أي أبو بكر وعمر )

قال الملا باشا :
رفعنا سب الشيخين

قال هادي خوجة :
وتكفرون بتضليلكم الصحابة وتكفيركم إياهم

قال الملا باشا :
الصحابة كلهم عدول رضي الله عنهم ورضوا عنه

قال هادي خوجة :
وتقولون بحل المتعة

قال الملا باشا :
هي حرام لا يقبلها إلا السفهاء منا

قال هادي خوجة:
وتفضلون علياً على أبي بكر وتقولون إنه الخليفة الحق بعد النبي صلى الله عليه وسلم

قال الملا باشا :
أفضل الخلق بعد النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر بن أبي قحافة فعمر بن الخطاب فعثمان بن عفان فعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم جميعاً ، وإن خلافتهم على هذا الترتيب الذي ذكرناه في تفضيلهم

و كل ذلك غيض من فيض مما دار في تلك المناظرة. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

خيال نجد
06-08-06, 12:43 AM
مناظرة بين ســلفي و رافضي


في إحدى زيارات الشيخ سلمان العودة - سلمه الله - لأمريكا قابله مجموعة من الشيعة - من البحرين والقطيف - ممن يحملون معتقد أسيادهم فقابلهم بهدوءه المعتاد بعيداً عن الانفعال من الطرفين .
فقال الشيخ : ما رأيكم في الإمام الخميني ؟
قال الرافضي : نعتقد أنه إمام وفقيه وعالمٌ من علماء الشيعة وممن نفتخر به .
قال الشيخ : وما رأيكم في حركته الإصلاحية ؟
قال الرافضي : هي حركة تستحق أن يقف التاريخ عندها .
قال الشيخ : وبمن استعان الخميني في حركته الإصلاحية ؟ وما صفات أولئك الرجال الذين اختارهم ؟
قال الرافضي : استعان الإمام الخميني بخيار رجالات الشيعة وبالرجال الأتقياء والذين يعتمد عليهم .
قال الشيخ : ألم يكن من بين من اختار الخميني رجالٌ من أهل السنة أو طوائف أخرى ؟
قال الرافضي : حاشاه ذلك !!! بل كلهم من علماء الشيعة الأطهار !!!!!
قال الشيخ : وهل من بين من اختار رجال ليسو مؤهلين علمياً وخلقياً ؟ وهل منهم أناسٌ غير ملتزمين بدينهم ورسالتهم؟
قال الرافضي : أبداً !! فقد اختار صفوة الرجال فكان ذلك سبباً قوياً لنجاح تلك الحركة !
قال الشيخ : لا شك أن الخميني جعل أبرز معاونيه هم أفضل أولئك الأخيار الذين ذكرت من الشيعة ، وممن يعتمد عليهم كثيراً في حركته ورسالته !!
قال الرافضي : لا شك في هذا ! ولذلك نجحت الحركة .
قال الشيخ : دعني أسألك الآن : من أفضل وأذكى وأزكى رسول الله صلى الله عليه وسلم أم الخميني ؟
قال الرافضي : لا شك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الأفضل .
قال الشيخ : فكيف يوفق الخميني لاختيار أفضل معاونين وأخلصهم وأصدقهم !! ويخفق رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟؟؟ إذ أنه جعل أقرب معاونيه أبا بكر وعمر - رضي الله عنهما - !! وهو المؤيد بالوحي من رب العالمين !! .
قال الرافضي : ولكنهما بدلا ونكثا العهود بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم .
قال الشيخ : وهل فعلهما هذا خاف على الله جل وعلا فلم يطلع عليه نبيه صلى الله عليه وسلم ليحذر منهما ؟؟؟
فلم يجب الرافضي !!!
قال الشيخ : بينما نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أحداثاً كثيرة ستقع بعده في أمور أقل أهمية من خلافته من بعده !! وعدد له الشيخ الكثير من إخبار النبي صلى الله عليه وسلم لوقائع تحدث من بعده !!
ثم قال الشيخ : أيها الرجل اتق الله واعلم أنكم على ضلال كبير فإن اختيار النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - وتقريبه لهما كان سبباً لحفظ هذه الأمة ونصرتها وانتشار الإسلام من بعده .
ثم انتقل الشيخ مع الرافضي إلى مواضيع أخرى من الحوار لكنه أبى الاستمرار كعادتهم عندما يلقمون حجرا

همس الامواج
06-08-06, 12:51 AM
وفيت وكفيت يعطيك العافية
أخي الكريم
بارك الله فيك على مرورك الجميل وكلماتك الأروع لاحرمك الله أجر ماكتبته أخي .
أخي جزآك الله خيراً على ماكتبته .[/size]
http://muzoohi.com/sing/gggggg.gif

همس الامواج
06-08-06, 01:21 AM
أخي الكريم : خيال نجــد
بارك الله فيك على مرورك الجميل وعلى إضافاتك الرائعة جداً ، لاحرمك الله أجرها وأجر ماكتبتهُ لنا أخي الطيب .
مما لاشك فيه أن هؤلاء على ضلالً عظيم ويحتجون لمن يذكرهم عن ضلالهم ويبين لهم ذلك فأسيادهم قد ضلوهم ضلالً بعيداً فيجب عليهم الوقوف لحضات مع نفوسهم ومسائلتها ومراجعة عقيدتهم فالنار لن تأكل سوى أجسادهم ولن ينفعهم أسيادهم.
نسأل الله بأن يهديهم ويردهم الى الطريق الصحيح .

قال تعالى : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم { وقال الشيطان لما قضى الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لى عليكم من سلطانٍ إلآ أن دعوتكم فآستجبتم لى فلا تلوموني ولوموّ أنفسكم مآ أنا بمصرخكم ومآ أنتم بمصرخى إنى كفرت بمآ أشركتمون من قبل إن الظالمين لهم عذابُ أليم(22) }. الأيه

قال تعالى : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ( يأيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر ولولا فضل الله عليكم ورحمته مازكى منكم من أحدً أبداً ولاكن الله يزكى من يشاء والله سميعً عليم ) .الأيه
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ( وإذا قيل لهم لاتفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون * إلا أنهم هم المفسدون ولكن لايشعرون ) الأيه11 البقرة


أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ( اذتبرأ الذين آتبـِعوا من الذين اتبَعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب * وقال الذين اتبَعوا لو أن لنا كرةً فنتبرأ منهم كما تبرءُوا منا كذالك يريهم الله أعملاهم حسراتٍ عليهم وماهم بخارجين من النار ) الأيه 165 البقرة


أخي جزآك الله خيراً على ماكتبته وأضفته .[/size]http://muzoohi.com/sing/gggggg.gif