اعصار نار
05-08-06, 09:08 PM
عندما تم اغتيال الرئيس اللبناني الأسبق رفيق الحريري قامت قناة الجزيرة بعرض مشهد فيديو أبيض وأسود ، ظهر فيه شخص يقرأ من ورقة مكتوبة زعم فيها بأنه يمثل تنظيم القاعدة في بلاد الشام ، وأن القاعدة قامت بتنفيذ عملية الاغتيال رداًً علي الهجمات التي يقوم بها الأمن السعودي علي أوكار الإرهابيين في المملكة ، نفت القاعدة قيامها بإعداد هذا الشريط وسخرت من إعداده ، لأن ( أبو عدس ) الذي تلا البيان كان لا يتحدث اللغة العربية بنفس المستوي من الفصاحة التي عُرف بها رموز القاعدة .
السيناريو كان بمنتهى الإتقان ، وقد قامت المخابرات السورية بفبركة الشريط ، بينما تولت قناة الجزيرة مهمة النشر والتوزيع ، هذه القناة تحركها أصابع خفية ، فهي دائماً تطبل للحروب الأهلية والعرقية ، كما تفعل الآن في الصومال والعراق ، وفي السودان بعد رحيل قرنق قام مراسلها في السودان الطاهر المرضي بإعداد تقرير عن تلك الأحداث كاد أن يضع السودان كله في بحر من الدماء ، ذكر الطاهر المرضي في تقريره بأن الجنوبيين قاموا باغتصاب بعض الطالبات الصغيرات في مدرسة ابتدائية تقع جنوب الخرطوم ، وظهر في الشريط بعض الرجال الغاضبين وهم يؤكدون وقوع هذه الجريمة البشعة أمام أعينهم ، وغير بعيدٍ عن كل ذلك قامت المذيعة جمانة نمور بقراءة خبر يفيد بأن الجنوبيين قاموا بإحراق المساجد في الرنك وجوبا وملكال !!
ولكن رهان قناة الجزيرة علي قيام الحرب الأهلية في السودان قد فشل ، بسبب حنكة الحركة الشعبية وتكذيبها لهذا التلفيق الإعلامي المضلل ، ومن المؤسف أن هذا الحدث قد مر من غير أن تحاسب هذه القناة المدسوسة علي نشرها لتلك الأكاذيب ، فهذه ليست حرية صحفية كما يدعي القائمون علي أمر هذه القناة ، والمحررون الذين يصوغون هذه الأخبار ويعدون التقارير الصحفية أناسٌ معروفون بانتماءاتهم الحزبية والمذهبية ، ولهم رؤية سياسية تسبق تناولهم لتحليل أي حدث يطرأ علي الساحة ، فإن كان ما ينشرونه هو نوعاً من الحرية الصحفية فلماذا لا تتطرق قناة الجزيرة لأزمة المهجرين في قطر والذين سحبت منهم الدولة شهادة الجنسية وعددهم ستة آلاف ؟؟ ولماذا لا يقوم برنامج الاتجاه المعاكس باستضافة أحد أنصار الملك المخلوع الشيخ/خليفة ضد أحد أتباع الأمير الثائر الابن /الشيخ حمد ؟؟ وما هي قصة مكتب التمثيل القطري الإسرائيلي في الدوحة ؟؟ كل هذه الأسئلة لا يجيب عليها أحمد منصور أو جمال ريان وليلى الشايب وغيرهم من شباب المقاومة الفضائية ، والقضايا المطروحة في قناة الجزيرة كلها تتعلق ببلدان عربية محدودة مثل السعودية والسودان ومصر والعراق والشام ، أما قطر فهي جزيرة معزولة عن الأحداث ويُحرم تناول شئونها أمام العامة ، وإذا أيقنا أن المحررين بقناة الجزيرة لهم لون سياسي محدد فيا تري ما هو لون الضيوف والخبراء الذين تستعين بهم في المداخلات ، فهم يأتون علي هذه الشاكلة :
الشيخ يوسف القرضاوي من الدوحة ( الأخوان المسلمين )
عبد الباري عطوان من لندن ( القوميين العرب )
مصطفي بكري من مصر ( القوميين العرب )
منتصر الزيات من مصر ( الجماعة الإسلامية )
سعد الفقيه من لندن ( الإصلاح )
وئام وهاب من بيروت ( كتلة الوفاء المؤيدة لحزب الله )
هؤلاء هم أكثر الضيوف إطلالاً علي قناة الجزيرة ، ولهؤلاء الشخوص عداء غير مسبوق مع بعض الدول العربية ، فمعظمهم يهاجمون السعودية بصورة علنية أو ضمنية ، وخلافهم مع السعودية ليس محله أسباب فكرية واضحة ، بل لأن حكومة قطر تريد ذلك ، و السعودية مُتهمة من قبل محرري قناة الجزيرة بموالاة الأمريكان ولكن هؤلاء المحررين لا يشيرون إلي دور قطر في حرب العراق الأخيرة ، حيث دشن الجيش الأمريكي في الدوحة المكتب الإعلامي الذي كان يتحدث منه العميد فينست برونكس ، فمن خلال شاشات العرض الكبيرة كان العميد برونكس يصوّر لنا كيف كانت تقوم قواته بحصد أرواح العراقيين ، ولا أدري أين كان وقتها كل من الشيخ/ يوسف القرضاوي ومصطفي بكري واحمد منصور؟؟ إن مساحة العراق أكبر من مساحة غزة ومزارع شبعا ، وإرثه الحضاري ليس محل اختلاف ولكن لماذا سمح القطريين بانطلاق حملة الغزو من أراضيهم وهم الآن يضربون الخدود ويشقون الجيوب حسرةً علي ضياع غزة وجنوب لبنان ؟؟
نعم السعودية لها موقف متميز في أزمة لبنان الأخيرة ، فهي بلد تتعامل بالعقل وليس بالعاطفة ، وهي التي ساهمت في بناء الاقتصاد اللبناني ، وقد استضافت اللبنانيين في مؤتمر الطائف من أجل إرساء السلام ، ومن حقها أن تُبدى تحفظاً علي العملية التي قام بها حزب الله ، وقبل أيام رأيت نائب لبناني اسمه وئام وهاب ينتسب لحزب الله يقول في قناة الجزيرة : (( إن اتفاق الطائف قد انتهي )) وبدأ في شتم أسرة الحريري والدكتور فيصل القاسم مسرورٌ منه ولم يقاطعه طيلة وقت البرنامج .
وقبل ثلاثة أعوام من الآن غضب القوميون العرب من الأمير سعود فيصل عندما طالب صدام بالتنحي عن السلطة ، حتى يفسح المجال لقيادة عراقية جديدة من الداخل ، تحافظ علي أمن العراق ووحدته ، وتضمن سلامة مؤسساته من جيش وشرطة وأمن ، ولكن العاطفة غلبت علي العقل ، فأنصاع صدام لحكم العاطفة ورفض هذه الصفقة جملةً وتفصيلاً وأصرّ علي المقاومة والصمود وكانت من خلفه الأوركسترا الخاصة بالقوميين العرب ، تهتف له وتصفق وتدعو له بالنصرة والثبات ، وماذا كانت النتيجة ؟؟ خسر صدام أسرته وعرشه وربما حياته الآن علي محك القبر ، كما خسر العراق جيشه ووحدته وسمعته بين الأمم والشعوب ، أما دعاة المقاومة والصمود فقد تخلوا عن صدام بعد أن قبضوا الثمن وذهبوا يبحثون عن بطل آخر ، يداعب نفسيتهم المريضة بأوهام النصر والتحرير . والتاريخ يعيد نفسه الآن ، وصراحة الأمير سعود الفيصل المتكررة جعلت سدنة الصنم العربي يصبون جام غضبهم عليه من جديد ويتهمونه بخذلان المقاومة الشريفة في جنوب لبنان في أحرج الأوقات ؟؟ فإن كانت المقاومة تري طريق التحرير وحدها فما هي الحاجة إلي موقف الأمير سعود الفيصل ؟؟ والمقاومة الشريفة تحافظ علي مكتسبات التحرير وتحترم الدستور والدولة ولا تدفع بالعدو إلي داخل التراب الوطني ، فلحزب الله ثلاثة أسري لدى إسرائيل ، ولو مُنح هؤلاء الأسري خيار أن يبقوا في السجن مقابل سلامة لبنان لاختاروا السجن مع كراهيته وطول انتظاره ، فإذا خرج الأسير من المعتقل فوجد بيته مهدماً وابنه لا يذهب للمدرسة لأنها مدمرة وابنته معاقة بسبب شظية ، أما أبواه فقد لقيا حتفهما تحت الأنقاض من جراء القصف ، فهل قايض هذا الأسير حريته من أجل هذه النتائج السيئة ؟؟
سقط الرهان علي الشيخ حسن نصر الله ، فالرجل منذ البداية راهن علي القلب والعواطف ، ولم يراهن علي العقل والحلفاء ، فقرر خوض حرب التحرير وحده من جنوب لبنان ، من غير مشاركة المسلمين السنة والدروز والموارنة والروم الارذوكس ، وغيرهم من الطوائف التي يعج بها القطر اللبناني ، وعندما نزلت الواقعة أحاط الخطر بالجميع ، لم يعد هناك لبنان حديث يعيش أهله علي دخل السياحة والاستثمار ، ولكن أصبح عندنا لبنان قبل عشرين عاماً كما قال أولمرت ، ذعر ونزوح من القرى ، وسط تحطم الجسور ومدارج المطارات ، ولا أظن أن حسن نصر الله كان يتوقع أن تكون ردة الفعل الإسرائيلية بهذا المستوي من القسوة والعنف ، فهو كان يتوقع خطبة رنانة تنقلها الفضائيات يحدد فيها ما يريد مقابل ما يملكه من كنز ثمين ، وعلي شرط أن لا تكون هناك مفاوضات مباشرة مع الصهاينة ، ولكن الثور قد هرب من الحظيرة ، وأصبح من الصعب إعادته إليها ، ولو ذهب حسن نصر الله بعيداً وقصف تل أبيب نفسها بالصواريخ فالله أعلم بردة الفعل الإسرائيلية ، والتي ربما تكون قنابل نووية صغيرة تقضي علي ما تبقي من الهيكل اللبناني المنكوب ، ومن قال إن إسرائيل سوف تكترث لاستعادة جنودها الآن بعد الذي فعلته من خراب وتدمير ؟؟ أن القضاء علي الشعب الفلسطيني واللبناني بالنسبة لإسرائيل هدف إستراتيجي قائم بذاته أهم بكثير من حياة هؤلاء الجنود الثلاثة، وكما يقول المثل الأمريكي : (( لأجل إعداد طبق من العجة لا بد من تكسير عدد كبير من البيض ))، فإن حياة هؤلاء الجنود الثلاثة سوف تذهب من أجل تحقيق السلام لشعب إسرائيل القائم علي التفوق النوعي في السلاح ، وعندها ماذا تبقي لسدنة القومية العربية من فتات ، وكيف يقبل إسلاميو الفضائيات بعالم عربي من غير حرب وقتال ، لم يفتهم شئ لأن أمامهم مولودٌ جديد في السودان ، فهناك حرٌب مقبلة وبطلٌ مغوار يدعونا ليل نهار باسم الوطنية والدين لمحاربة الأمم المتحدة في دارفور ، فماذا يريدون أكثر من ذلك ؟؟ فالقضية واحدة .. والهم واحد .. ولا فرق بين دارفور وجنوب لبنان وغزة ، بلاد ممزقةٌ ونظامٌ مستبدٌ فاسد ودعوة صريحة للحرب والموت تحت مسمي السيادة .. وقائدٌ بطل وضع نفسه رئيساً لشعبه من غير أن يختاره أحد ..ونصب نفسه قائداً للمقاومة وهو تحت ظل القصر الرئاسي ..فكل شروط الحرب مستوفاة في السودان ..فاهرعوا إليها قبل أن تذوب في الفنجان .
سارة عيسي
وطفح الكيل من الخنزيرة انها تستهدف المملكة
وحبيت انقل فيض من غيض هذه القناة الصهيونية
وتحياتي للجميع
السيناريو كان بمنتهى الإتقان ، وقد قامت المخابرات السورية بفبركة الشريط ، بينما تولت قناة الجزيرة مهمة النشر والتوزيع ، هذه القناة تحركها أصابع خفية ، فهي دائماً تطبل للحروب الأهلية والعرقية ، كما تفعل الآن في الصومال والعراق ، وفي السودان بعد رحيل قرنق قام مراسلها في السودان الطاهر المرضي بإعداد تقرير عن تلك الأحداث كاد أن يضع السودان كله في بحر من الدماء ، ذكر الطاهر المرضي في تقريره بأن الجنوبيين قاموا باغتصاب بعض الطالبات الصغيرات في مدرسة ابتدائية تقع جنوب الخرطوم ، وظهر في الشريط بعض الرجال الغاضبين وهم يؤكدون وقوع هذه الجريمة البشعة أمام أعينهم ، وغير بعيدٍ عن كل ذلك قامت المذيعة جمانة نمور بقراءة خبر يفيد بأن الجنوبيين قاموا بإحراق المساجد في الرنك وجوبا وملكال !!
ولكن رهان قناة الجزيرة علي قيام الحرب الأهلية في السودان قد فشل ، بسبب حنكة الحركة الشعبية وتكذيبها لهذا التلفيق الإعلامي المضلل ، ومن المؤسف أن هذا الحدث قد مر من غير أن تحاسب هذه القناة المدسوسة علي نشرها لتلك الأكاذيب ، فهذه ليست حرية صحفية كما يدعي القائمون علي أمر هذه القناة ، والمحررون الذين يصوغون هذه الأخبار ويعدون التقارير الصحفية أناسٌ معروفون بانتماءاتهم الحزبية والمذهبية ، ولهم رؤية سياسية تسبق تناولهم لتحليل أي حدث يطرأ علي الساحة ، فإن كان ما ينشرونه هو نوعاً من الحرية الصحفية فلماذا لا تتطرق قناة الجزيرة لأزمة المهجرين في قطر والذين سحبت منهم الدولة شهادة الجنسية وعددهم ستة آلاف ؟؟ ولماذا لا يقوم برنامج الاتجاه المعاكس باستضافة أحد أنصار الملك المخلوع الشيخ/خليفة ضد أحد أتباع الأمير الثائر الابن /الشيخ حمد ؟؟ وما هي قصة مكتب التمثيل القطري الإسرائيلي في الدوحة ؟؟ كل هذه الأسئلة لا يجيب عليها أحمد منصور أو جمال ريان وليلى الشايب وغيرهم من شباب المقاومة الفضائية ، والقضايا المطروحة في قناة الجزيرة كلها تتعلق ببلدان عربية محدودة مثل السعودية والسودان ومصر والعراق والشام ، أما قطر فهي جزيرة معزولة عن الأحداث ويُحرم تناول شئونها أمام العامة ، وإذا أيقنا أن المحررين بقناة الجزيرة لهم لون سياسي محدد فيا تري ما هو لون الضيوف والخبراء الذين تستعين بهم في المداخلات ، فهم يأتون علي هذه الشاكلة :
الشيخ يوسف القرضاوي من الدوحة ( الأخوان المسلمين )
عبد الباري عطوان من لندن ( القوميين العرب )
مصطفي بكري من مصر ( القوميين العرب )
منتصر الزيات من مصر ( الجماعة الإسلامية )
سعد الفقيه من لندن ( الإصلاح )
وئام وهاب من بيروت ( كتلة الوفاء المؤيدة لحزب الله )
هؤلاء هم أكثر الضيوف إطلالاً علي قناة الجزيرة ، ولهؤلاء الشخوص عداء غير مسبوق مع بعض الدول العربية ، فمعظمهم يهاجمون السعودية بصورة علنية أو ضمنية ، وخلافهم مع السعودية ليس محله أسباب فكرية واضحة ، بل لأن حكومة قطر تريد ذلك ، و السعودية مُتهمة من قبل محرري قناة الجزيرة بموالاة الأمريكان ولكن هؤلاء المحررين لا يشيرون إلي دور قطر في حرب العراق الأخيرة ، حيث دشن الجيش الأمريكي في الدوحة المكتب الإعلامي الذي كان يتحدث منه العميد فينست برونكس ، فمن خلال شاشات العرض الكبيرة كان العميد برونكس يصوّر لنا كيف كانت تقوم قواته بحصد أرواح العراقيين ، ولا أدري أين كان وقتها كل من الشيخ/ يوسف القرضاوي ومصطفي بكري واحمد منصور؟؟ إن مساحة العراق أكبر من مساحة غزة ومزارع شبعا ، وإرثه الحضاري ليس محل اختلاف ولكن لماذا سمح القطريين بانطلاق حملة الغزو من أراضيهم وهم الآن يضربون الخدود ويشقون الجيوب حسرةً علي ضياع غزة وجنوب لبنان ؟؟
نعم السعودية لها موقف متميز في أزمة لبنان الأخيرة ، فهي بلد تتعامل بالعقل وليس بالعاطفة ، وهي التي ساهمت في بناء الاقتصاد اللبناني ، وقد استضافت اللبنانيين في مؤتمر الطائف من أجل إرساء السلام ، ومن حقها أن تُبدى تحفظاً علي العملية التي قام بها حزب الله ، وقبل أيام رأيت نائب لبناني اسمه وئام وهاب ينتسب لحزب الله يقول في قناة الجزيرة : (( إن اتفاق الطائف قد انتهي )) وبدأ في شتم أسرة الحريري والدكتور فيصل القاسم مسرورٌ منه ولم يقاطعه طيلة وقت البرنامج .
وقبل ثلاثة أعوام من الآن غضب القوميون العرب من الأمير سعود فيصل عندما طالب صدام بالتنحي عن السلطة ، حتى يفسح المجال لقيادة عراقية جديدة من الداخل ، تحافظ علي أمن العراق ووحدته ، وتضمن سلامة مؤسساته من جيش وشرطة وأمن ، ولكن العاطفة غلبت علي العقل ، فأنصاع صدام لحكم العاطفة ورفض هذه الصفقة جملةً وتفصيلاً وأصرّ علي المقاومة والصمود وكانت من خلفه الأوركسترا الخاصة بالقوميين العرب ، تهتف له وتصفق وتدعو له بالنصرة والثبات ، وماذا كانت النتيجة ؟؟ خسر صدام أسرته وعرشه وربما حياته الآن علي محك القبر ، كما خسر العراق جيشه ووحدته وسمعته بين الأمم والشعوب ، أما دعاة المقاومة والصمود فقد تخلوا عن صدام بعد أن قبضوا الثمن وذهبوا يبحثون عن بطل آخر ، يداعب نفسيتهم المريضة بأوهام النصر والتحرير . والتاريخ يعيد نفسه الآن ، وصراحة الأمير سعود الفيصل المتكررة جعلت سدنة الصنم العربي يصبون جام غضبهم عليه من جديد ويتهمونه بخذلان المقاومة الشريفة في جنوب لبنان في أحرج الأوقات ؟؟ فإن كانت المقاومة تري طريق التحرير وحدها فما هي الحاجة إلي موقف الأمير سعود الفيصل ؟؟ والمقاومة الشريفة تحافظ علي مكتسبات التحرير وتحترم الدستور والدولة ولا تدفع بالعدو إلي داخل التراب الوطني ، فلحزب الله ثلاثة أسري لدى إسرائيل ، ولو مُنح هؤلاء الأسري خيار أن يبقوا في السجن مقابل سلامة لبنان لاختاروا السجن مع كراهيته وطول انتظاره ، فإذا خرج الأسير من المعتقل فوجد بيته مهدماً وابنه لا يذهب للمدرسة لأنها مدمرة وابنته معاقة بسبب شظية ، أما أبواه فقد لقيا حتفهما تحت الأنقاض من جراء القصف ، فهل قايض هذا الأسير حريته من أجل هذه النتائج السيئة ؟؟
سقط الرهان علي الشيخ حسن نصر الله ، فالرجل منذ البداية راهن علي القلب والعواطف ، ولم يراهن علي العقل والحلفاء ، فقرر خوض حرب التحرير وحده من جنوب لبنان ، من غير مشاركة المسلمين السنة والدروز والموارنة والروم الارذوكس ، وغيرهم من الطوائف التي يعج بها القطر اللبناني ، وعندما نزلت الواقعة أحاط الخطر بالجميع ، لم يعد هناك لبنان حديث يعيش أهله علي دخل السياحة والاستثمار ، ولكن أصبح عندنا لبنان قبل عشرين عاماً كما قال أولمرت ، ذعر ونزوح من القرى ، وسط تحطم الجسور ومدارج المطارات ، ولا أظن أن حسن نصر الله كان يتوقع أن تكون ردة الفعل الإسرائيلية بهذا المستوي من القسوة والعنف ، فهو كان يتوقع خطبة رنانة تنقلها الفضائيات يحدد فيها ما يريد مقابل ما يملكه من كنز ثمين ، وعلي شرط أن لا تكون هناك مفاوضات مباشرة مع الصهاينة ، ولكن الثور قد هرب من الحظيرة ، وأصبح من الصعب إعادته إليها ، ولو ذهب حسن نصر الله بعيداً وقصف تل أبيب نفسها بالصواريخ فالله أعلم بردة الفعل الإسرائيلية ، والتي ربما تكون قنابل نووية صغيرة تقضي علي ما تبقي من الهيكل اللبناني المنكوب ، ومن قال إن إسرائيل سوف تكترث لاستعادة جنودها الآن بعد الذي فعلته من خراب وتدمير ؟؟ أن القضاء علي الشعب الفلسطيني واللبناني بالنسبة لإسرائيل هدف إستراتيجي قائم بذاته أهم بكثير من حياة هؤلاء الجنود الثلاثة، وكما يقول المثل الأمريكي : (( لأجل إعداد طبق من العجة لا بد من تكسير عدد كبير من البيض ))، فإن حياة هؤلاء الجنود الثلاثة سوف تذهب من أجل تحقيق السلام لشعب إسرائيل القائم علي التفوق النوعي في السلاح ، وعندها ماذا تبقي لسدنة القومية العربية من فتات ، وكيف يقبل إسلاميو الفضائيات بعالم عربي من غير حرب وقتال ، لم يفتهم شئ لأن أمامهم مولودٌ جديد في السودان ، فهناك حرٌب مقبلة وبطلٌ مغوار يدعونا ليل نهار باسم الوطنية والدين لمحاربة الأمم المتحدة في دارفور ، فماذا يريدون أكثر من ذلك ؟؟ فالقضية واحدة .. والهم واحد .. ولا فرق بين دارفور وجنوب لبنان وغزة ، بلاد ممزقةٌ ونظامٌ مستبدٌ فاسد ودعوة صريحة للحرب والموت تحت مسمي السيادة .. وقائدٌ بطل وضع نفسه رئيساً لشعبه من غير أن يختاره أحد ..ونصب نفسه قائداً للمقاومة وهو تحت ظل القصر الرئاسي ..فكل شروط الحرب مستوفاة في السودان ..فاهرعوا إليها قبل أن تذوب في الفنجان .
سارة عيسي
وطفح الكيل من الخنزيرة انها تستهدف المملكة
وحبيت انقل فيض من غيض هذه القناة الصهيونية
وتحياتي للجميع