المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الضمان الأوحد‏!‏!!


kareem rashad
02-08-06, 01:25 AM
أي حضيض وصلت إليه الإنسانية‏!!‏ أي عار بات عنوانا للشرعية الدولية التي خلعت رداء التحضر والإنسانية‏,‏ وارتدت إلي عصر شريعة الغاب‏!‏ أي خسة أصبحت سمة المصالح والتوازنات الدولية‏!‏ أمن أجل جنديين إسرائيليين تم أسرهما ردا علي آلاف الأسري الفلسطينيين واللبنانيين المعتقلين في سجون إسرائيل تدمر دولة‏,‏ وتنتهك حرماتها ويذبح شعبها من أطفال ونساء وشيوخ؟‏!‏

أي منطق يسوغ هذا الجنون والإجرام؟‏!‏ أدفاع عن النفس هذا؟ أم أنه عدوان صارخ علي دولة عربية مسالمة يضرب بكل المبادئ الإنسانية وقيم التحضر عرض الحائط؟‏!!‏ إسرائيل تدوس بأحذية غليظة علي كل المواثيق الدولية لحقوق الإنسان‏,‏ وتبصق في وجه العالم المتحضر فلا ينتفض هذا العالم ولا يعترض‏,‏ وإنما يربت علي كتفيها ويدين الضحية‏!‏

أي فخر وتيه للدول العظمي التي اجتمعت في سان بطرسبرج وهي تعلن بيانها المنحاز إلي الباطل والعدوان وثقافة الكراهية والشر والبلطجة‏!!‏

أي مصداقية تلك لرايات الحق والعدل والحرية وحقوق الإنسان التي ترفعها هذه الدول وهي تتعاطف مع الدولة المعتدية‏!!‏ ولنكن صادقين مع أنفسنا وندرك عن بينة كذب شعارات تلك الدول التي لا تزال علي عنصريتها تجاه العرب والمسلمين‏.‏ فهل أدرك السذج والغافلون من العرب الذين يرددون ترهات وأكاذيب الغرب المتعصب دون وعي أن إسرائيل لا تقبل أن تعيش في سلام مع جيرانها‏,‏ إلا في حالة واحدة فقط هي الركوع التام أمام أطماعها‏,‏ والموت المعنوي الزؤام أمام صلفها وتسلطها وعنصريتها؟‏!‏

ألم يحن الوقت لأن يتوقف مثقفون وسياسيون عرب عن ترديد اسطوانة الخطاب الغربي الخاص بالصراع العربي الإسرائيلي حتي باتوا سلاحا في أيدي أعدائنا يحاولون به الإجهاز علي آخر ما تبقي من المقاومة العربية‏,‏ التي باتت رمزا لكرامة هذه الأمة وشرفها المهدر علي موائد المؤتمرات والاجتماعات الرسمية والمحافل الدولية؟‏!‏ إن المقاومة المشروعة ضد المحتل وفقا لميثاق الأمم المتحدة باتت في نظر نفر من بني جلدتنا خطيئة وتهورا‏!!‏ ونسي هؤلاء أو تناسوا أن موازين القوي العسكرية علي مر التاريخ لم تكن دائما هي الفيصل في كسب الحروب بقدر ما كانت عزيمة الشعوب

وإرادتها وإيمانها بقضاياها العادلة وحريتها مع الأخذ بالأسباب في حدود القدرات المتاحة وبراعة التخطيط‏,‏ فإذا قدر للحق أن يهزم في مرحلة من مراحل الصراع‏,‏ وانتصر الباطل فهذا لايعني مطلقا أن أصحاب الحق قد أخطأوا لأنهم قاوموا ولم يستسلموا‏.‏ وفي الصراع الأبدي بين قوي الخير وقوي الشر التي نعلم جيدا من يمثلها اليوم في العالم لابد أن يسقط الضحايا والشهداء‏,‏ فثمن الحرية غال‏,‏ ولاينالها سوي الشرفاء الذين يدفعون مهرها النفيس‏.‏ إن أكبر خطيئة يمكن أن ترتكب في حق أمتنا هي أن يشارك الساسة اللبنانيون والعرب في محاولات الغرب والولايات المتحدة لنزع أسلحة حزب الله‏,‏

وهو أحد أهداف هذه الحرب التي أشعلت فتيلها إسرائيل‏,‏ بالإضافة إلي إسقاط حكومة حماس‏,‏ ووأد أي أمل مستقبلي لدي العرب في مجرد رفع الرأس‏,‏ والقناعة بما تلقيه إلينا إسرائيل من فتات حقوقنا‏.‏ كيف نلقي بالبندقية الباقية في أيدينا ونحن نواجه وحشا دمويا لا يرحم؟‏!‏ فهل تدرك الوحوش سوي لغة القوة‏!!‏ إن المنطق والعقل والواقع والضمير تفرض عدم نزع سلاح حزب الله‏,‏ بل مساندته بالمال والسلاح المتقدم ورفع كفاءة الجيوش العربية وتطوير معداتها العسكرية وتزويدها بأحدث الأسلحة‏,‏ والسعي لامتلاك التكنولوجيا النووية‏.‏ كما فعلت باكستان وكما تفعل إيران‏.‏ حينئذ وحينئذ فقط سوف تدرك إسرائيل أنها تواجه قوة عسكرية وتكنولوجية متقدمة لها وزنها المعتبر وثقلها‏,‏ وسوف يكون السلام أقرب إلي الواقع‏.‏ فالقوة الرادعة هي الضمان الأوحد لبناء السلام في عالمنا الذي لم يعد فيه مكان للضعفاء والواهمين‏.‏

منقول