بحرالهدوء
10-11-19, 01:22 PM
مدخل :
بعد مساء ممل وأنا في أحدى زاويا غرفتي أقرأ رواية أنا كارينا للعملاق ليو تولستوي غفوت قليلا بين الصحو والمنام وأحذق بعيني بالسقف !(a21)
دار حوار إفتراضي بين وبين زوجتي على اساس إني تزوجت !
كنا جالسين انا وزجتي بالصالة و هي بإناقتها المعتادة وتتصفح في جوالها بإبتسمامتها الجميلة وانا في هذا التأمل الجميل فجأتها بسؤال فقلت لها لنفترض مثلاً أنني قررت الزواج عليكِ وهذا لا يُصنف في خانة "محاولة إغاضتكِ" ولا يندرج تحت مسمى "ضرب النساء بالنساء" بل لنقل أنها رغبة شديدة في التغيير مع الحفاظ على حقي الشرعي في عدم التفريط فيكِ على أساس أنكِ زوجتي الأولى وأم ولي عهدي وخليفتي، وعلى أساس إعتبارات وعواطف أخرى لست بصدد ذكرها الآن، قلت لنفترض فقط، مجرد افتراض لعين لا يقدم ولا يؤخر شيئاً، كما أنه ليس "جس نبض" و لا يتوجب عليكِ أخذه بعين الإعتبار ولا التفكير بعدة فرضيات وتوقعات حوله، ولا حتى تخمينات واستنتاجات تافهة وأسئلة قد تُدخلك في دوامة من الشكوك التي أنتِ في غنى عنها .. خذي الأمر ببساطة تامة وتعاملي معه كأنه لا يعنيك .. كأنه تقريباً يعني شخصا غيركِ، صديقتكِ أو قريبتكِ مثلاً وأنتِ مجرد شخص يجلس خارج دائرة الخطر ويُنصت بهدوء لهذا الخبر الذي في مُجمله لا يعنيكِ أساساً لا من قريب ولا من بعيد، فكما تعلمين جيداً أنني متمسك بحبكِ، عاضٌ عليه بالنواجد وبزواجنا الذي دام أكثر من سنتين متحدياً كل الظروف السيئة التي مررنا بها، كل العقبات والعراقيل والأقاويل والأباطيل والمصائب ..
ورغم مزاجي السيء المتقلب وكتبي التي أتركها مرمية فوق بلاط الغرفة وتحت السرير وفي الشرفة .. ورغم أنني - تقريباً - لا أصلح لشيء إلا أنكِ تمسكتِ بهذا الفاشل وحافظت بذكاء منقطع النظير على عش الزوجية وفندت كل الإدعاءات الباطلة، الظاهر أني بدأت أخرج عن الموضوع وذهبت بعيداً عما أريده قوله تحديداً وهذا لفساد مخيلتي وانصياعي للأفكار العبثية التي تعشش بدماغي .. إذن وحتى لا تذهب جهودي سداً سأعود لطرح نفس السؤال وأقسم أن يدي لا ترتعش وأنا أكتب ذلك، لكني أشعر بدرجة حرارتي ترتفع وجسدي يتعرق بشدة، المهم لنفترض مثلاً أنني سأتزوج عليكِ - وهذا لن يحدث أبداً حتى في أحلامي السعيدة - لكنه مجرد افتراض كما سبق وشرحت لكِ، ما هو موقفكِ من هذا الأمر، وما مدى سوء ردة فعلكِ ؟ وهل قرار لطيف كهذا يشكل تهديداً على حياتي ؟
أحتاج إجابة مفصلة، صريحة وواضحة دون لف ولا دوران، أنتظر ردكِ وكلي طمع في حلمكِ ورحابة صدركِ، ولعلكِ إذا وافقتِ - رغم أن هذا ضرب من الجنون - سأذكركِ بكل خير في صلواتي وسيتضاعف حبي لكِ، أرجو ألا تنسي أن كل ما كتب أعلاه هو محض إفتراض، ولا يمت للواقع بصلة ولا لرغباتي الدفينة التي لا أصرح بها ..
إيقظني سقوط الكتاب من يدي من هذا الحلم اليقظي السريع والجميل وانا ألعن الكتاب الذي إيقظني لاني لم اسمع ردها .. تبا !!
ولبرهة وانا عالق في اتون هذا الحلم ذهب بيا الزمن الي شهر فبراير من عام 1881 مساء كئيب وحزين جدا كمسائي هذا .. قال ديستويفسكي لزوجته أانا وهو على فراش الموت وهو ممسك بيدها : " لم أخنك ولو حتي بمخيلتي "
المخلص " بحر الهدوء "(qq77)
بعد مساء ممل وأنا في أحدى زاويا غرفتي أقرأ رواية أنا كارينا للعملاق ليو تولستوي غفوت قليلا بين الصحو والمنام وأحذق بعيني بالسقف !(a21)
دار حوار إفتراضي بين وبين زوجتي على اساس إني تزوجت !
كنا جالسين انا وزجتي بالصالة و هي بإناقتها المعتادة وتتصفح في جوالها بإبتسمامتها الجميلة وانا في هذا التأمل الجميل فجأتها بسؤال فقلت لها لنفترض مثلاً أنني قررت الزواج عليكِ وهذا لا يُصنف في خانة "محاولة إغاضتكِ" ولا يندرج تحت مسمى "ضرب النساء بالنساء" بل لنقل أنها رغبة شديدة في التغيير مع الحفاظ على حقي الشرعي في عدم التفريط فيكِ على أساس أنكِ زوجتي الأولى وأم ولي عهدي وخليفتي، وعلى أساس إعتبارات وعواطف أخرى لست بصدد ذكرها الآن، قلت لنفترض فقط، مجرد افتراض لعين لا يقدم ولا يؤخر شيئاً، كما أنه ليس "جس نبض" و لا يتوجب عليكِ أخذه بعين الإعتبار ولا التفكير بعدة فرضيات وتوقعات حوله، ولا حتى تخمينات واستنتاجات تافهة وأسئلة قد تُدخلك في دوامة من الشكوك التي أنتِ في غنى عنها .. خذي الأمر ببساطة تامة وتعاملي معه كأنه لا يعنيك .. كأنه تقريباً يعني شخصا غيركِ، صديقتكِ أو قريبتكِ مثلاً وأنتِ مجرد شخص يجلس خارج دائرة الخطر ويُنصت بهدوء لهذا الخبر الذي في مُجمله لا يعنيكِ أساساً لا من قريب ولا من بعيد، فكما تعلمين جيداً أنني متمسك بحبكِ، عاضٌ عليه بالنواجد وبزواجنا الذي دام أكثر من سنتين متحدياً كل الظروف السيئة التي مررنا بها، كل العقبات والعراقيل والأقاويل والأباطيل والمصائب ..
ورغم مزاجي السيء المتقلب وكتبي التي أتركها مرمية فوق بلاط الغرفة وتحت السرير وفي الشرفة .. ورغم أنني - تقريباً - لا أصلح لشيء إلا أنكِ تمسكتِ بهذا الفاشل وحافظت بذكاء منقطع النظير على عش الزوجية وفندت كل الإدعاءات الباطلة، الظاهر أني بدأت أخرج عن الموضوع وذهبت بعيداً عما أريده قوله تحديداً وهذا لفساد مخيلتي وانصياعي للأفكار العبثية التي تعشش بدماغي .. إذن وحتى لا تذهب جهودي سداً سأعود لطرح نفس السؤال وأقسم أن يدي لا ترتعش وأنا أكتب ذلك، لكني أشعر بدرجة حرارتي ترتفع وجسدي يتعرق بشدة، المهم لنفترض مثلاً أنني سأتزوج عليكِ - وهذا لن يحدث أبداً حتى في أحلامي السعيدة - لكنه مجرد افتراض كما سبق وشرحت لكِ، ما هو موقفكِ من هذا الأمر، وما مدى سوء ردة فعلكِ ؟ وهل قرار لطيف كهذا يشكل تهديداً على حياتي ؟
أحتاج إجابة مفصلة، صريحة وواضحة دون لف ولا دوران، أنتظر ردكِ وكلي طمع في حلمكِ ورحابة صدركِ، ولعلكِ إذا وافقتِ - رغم أن هذا ضرب من الجنون - سأذكركِ بكل خير في صلواتي وسيتضاعف حبي لكِ، أرجو ألا تنسي أن كل ما كتب أعلاه هو محض إفتراض، ولا يمت للواقع بصلة ولا لرغباتي الدفينة التي لا أصرح بها ..
إيقظني سقوط الكتاب من يدي من هذا الحلم اليقظي السريع والجميل وانا ألعن الكتاب الذي إيقظني لاني لم اسمع ردها .. تبا !!
ولبرهة وانا عالق في اتون هذا الحلم ذهب بيا الزمن الي شهر فبراير من عام 1881 مساء كئيب وحزين جدا كمسائي هذا .. قال ديستويفسكي لزوجته أانا وهو على فراش الموت وهو ممسك بيدها : " لم أخنك ولو حتي بمخيلتي "
المخلص " بحر الهدوء "(qq77)