المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رجوع عمي من الرياض


قلم بائس
30-10-16, 05:46 AM
لما كنت بالصف الرابع الابتدائي سافر أبوي ومعه عمّي بغرض التجارة هذا ما قيل لي وقتها ، مر شهر بدون لا أشوف أبوي ولا كان فيه جوالات ولا عندنا بالديرة تليفون ثابت ماكان فيه وسيلة اتصال أبداً( قبل أكثر من عقدين )..
وبعد هذا الشهر كنت ألعب مع عيال عمي بحوش بيتهم ودخل علينا عمي ، ركضوا العيال فرحانين برجوعه ،وأنا ركضت باتجاه الباب عشان أستقبل أبوي ، طلعت من البيت لكن ما شفت أحد والسيارة ما فيها أحد ، رجعت دخلت البيت وسألت عمي بدون حتى لا أسلم عليه : عمي وين أبوي ؟
قال لي : أبوك مات
مات !!! شلون يعني؟
مات يعني ما راح يرجع ؟
ولا أنام بحضنه ؟
يعني ما راح يشوف أول شهادة تفوق لي؟
كنت انتظر رجعته عشان أبشره بتفوقي !!!
مات يعني ما راح أقول كلمة ( يبه ) بعد هـ اليوم ؟
فجأة رحت أصيح لأمي : يمه أبوي مات ، أبوي ماااااات يمّه ، أبوي مات
نزلت دموع أمي وهي ساكته ، أول مرة أشوف أمي منكسرة وحزينة ، وأول مرة أشوف دموع أمي ، والله لو كنت أستوعب لحظتها وكان الموقف يسمح كان جمعت لآلئ دمعها وحفظتهن بزجاجة عطر ، كيف لا وهن دمعات أغلى امرأة بكت على أغلى رجل .

* كانت جملة ( أبوك مات ) أكبر من عمري بكثير وأكبر من استيعابي لمعنى الموت ، قالها لي عمي بدون تدرّج ، بدون ديبلوماسية اللي ما كان يعرف عنها شي إلا شنطة اليد الديبلوماسية اللي كانت بيده .

ما يعرف معنى كلمة يتيم إلّا اللي ذاق مُر اليتم ...

#تجاهلوني

غريب الماضي
30-10-16, 06:17 AM
الله يغفر له ويرحمه
كلمة مؤلمة وصورت لنا الموقف
وكأننا نراه أمام أعيننا حقيقة
كان عمك قاسي ولا يمتلك أسلوب
ولايملك عطف وحنان الاب ، وقصتك
وشهادتك وتفوقك حزينة قابلت التفوق
بإنكسار وفاجعة

المحــــارب **
30-10-16, 02:50 PM
عنوان واضح وحاد وعباره قاسيه جدا من (جاهل)
الى (طفل ) صغير .. وهاهي مازالت ترن في اذنك وعقلك

عمك ( كالكثيرين ) قالها ومضى في حياته وتركها خنجر في قلبك ...

ان طعت شور من (جرب كل شي ) ياصديقي .. اهرب من حزنك وألمك
ولاتكرس الماضي بتذكره وتعيد جلد ذاتك .. انطلق من تلك الحقبه .. واقلب
الصوره هناك أم ( تنتظر منك تعويضها) هناك أسره تحتاج منك ان تسعد افرادها

هناك (أب ) غائب خلف الحجب وخلف الحياة ينتظر منك برا وصدقات ودعاء تجعل
حياته استمراريه ...

لاتقف هناك لتتذكر أسوا مافي القصه ( وان كنت اعلم انك لن تنساها ولا اطالبك بالنسيان)
ولكني اطلب منك التجاوز ...

تحياتي لك

الميسم
30-10-16, 10:52 PM
في اللحظة التي أقبل فيها ذلك الطفل الباحث عن أبيه و " بلهفة "
كان العم يستعد لإلقاء حمل عن كاهله >> حمل نقل خبره !

لم يأبه هل بإمكان ذلك القلب الصغير أن يتحمل مثل هذا الخبر !
هل بإمكان ذلك الجسد أن يتحمل سطوة الحزن التي أنهكته قبل شهر !

شوق خطّه الموت على جدار الزمن !!


تبًا لكل قلب تحجّر
ماقيمتنا إن كنا سنحمل الأنا ونمضي بمفردنا !!
ما قيمة مشاعر تحتوينا وحدنا ؟!!



رحم الله والدك رحمة واسعة
وجميع أموات المسلمين

الملاك
14-11-16, 03:22 PM
لا يمكن تجاهل إحساس الألم الذي صورته لنا حروفك
لا يشعر بالفقد الا من عاشه
مؤلمة هي اختلاط مشاعر الطفل من شوق وترقب وامنيات
الى صدمة وفقد
استشعر الضجيج حولك تلك اللحظة تبعثر الصور في مخيلتك الصغيره
واحتفاظك بتفاصيل القصة حتى اليوم

قلم ،،،
اسكب ابداعك حروف تلامس مشاعرنا
سعيدة بقلمك
اهلا بك

دُرر
26-01-18, 01:29 AM
ما أقساه حين نطقها

لم يشفق عليك من هول الصدمه

لكن هي بعض القلوب حين تتحجر وتخلو من الرحمه بالقلوب الصغيره


لحظة لا تنسى