المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نكبة القرن الرابع الهجري الشنيعة .؟!


راهب الفكر
31-03-06, 11:47 PM
يعد القرن الرابع الهجري في تاريخ الحضارة الاسلامية قرناً ذهبياً ..

ويصفه آدم متز في كتابه ( الحضارة الاسلامية في القرن الرابع الهجري ) بـ ( عصر النهضة في الاسلام ) .

فقد كان منصة الذروة في الخط البياني من حيث التراكم المعرفي عند اهم الحقول والمجالات العلمية والثقافية . ولا سيما في كمجال علم أصول النحو الذي بلغ قمة نضجه في هذا القرن .

الا ان هذا القرن يعدّ من منظور الاجتهاد واشكالياته قرن الجمود وتوقف التفكير الاصولي وانغلاقه في مدونات فقهية مذهبية منغلقة ونهائية .

فلم يبق من المذاهب الاجتهادية المطلقة التي قال عنها احمد امين في كتابه ( ظهر الاسلام ) ان عددها قد بلغ خمس مئة مذهب .
لم يبقى منها الا اربعة مذاهب فقط في المجال السني وهي : الحنفية , والمالكية , والشافعية , والحنبيلة .
مع ان ائمة هذه المذاهب رحمهم الله لم يقدموا انفسهم بوصفهم اصحاب مذاهب نهائية بل قدموا انفسهم بوصفهم مجتهدين مستقلين مطلقين في ادلتهم .

وقد كان للاستملاك السياسي للمذاهب وهيمنته دور رئيسي في هذا الانحطاط الفكري وتعطيل العقل الاجتهادي ودخوله في مرحلة التجمد والتوقف عن العمل .

وعلى الرغم من ان فكرة تبني مذهب رسمي للدولة لم تكن فكرة جديدة فلقد سبق للخليفة العباسي ابو جعفر المنصور ان عرض على الامام مالك ابن انس فكرة اتخاذ الموطأ قانوناً عاماً للدولة ولكنه رفض ذلك .

الا انه في هذا القرن تحققت هذه الرغبة الملحة عبر التاريخ الاسلامي لاستخدامه كأدوات ايديولوجية لبسط هيمنة السلطان او امير من الامراء .

ومن هنا تأسست لاول مرة ما يمكن تسميته بمدارس الدولة وكلياتها المذهبية التي باتت تخرج مديري البنيات الفقهية المذهبية الذين يحرسون كماليتها وتماميتها .

ففي عام ( 381 ) وبامر من الخليفة العباسي القادر تم حصر المذاهب الفقهية .
واضعاً بذلك نقطة النهاية في الحرب الخفية المندلعة منذ قرون خلت لسيطرة السياسة على الفقه والفقهاء .
وتوج ذلك بوضع الماوردي الشافعي بامر من هذا الخليفة كتاب ( الاقناع ) وصنف ابو الحسين القدوري الحنفي مختصره المعروف بـ ( متن القدوري ) وصنف عبدالوهاب بن محمد ابن نصر المالكي مختصراً اخر ولم يعرف من صنف له على المذهب الحنبلي .
واعتراف القادر بها ومن ثم قصر العمل على مذاهبها .
ثم تم الزام علماء المدرسة المستنصرية باغلاق باب البحث والنظر والاجتهاد على كتب السابقين وتقليد ارائهم . وذلك لتطويق أي رأي سياسي معارض تحت ستار الراي والاجتهاد .

ومنذ ذلك التاريخ ظهرت المذاهب الفقهية وكأنها ديانات مختلفة وساد التعصب والانغلاق الفقهي ..
بل وصل الامر الى ( تحريم الانتقال من مذهب الى مذهب وكأنه انتقال من دين الى دين . وعد من ينتقل من مذهب الى مذهب مرتكباً جريمة ) كما يذكر احمد امين في كتابه ظهر الاسلام .
ووصل الامر انه حتى في مجال الاحوال الشخصية ساد الشقاق والتعصب . فتم الاختلاف في حكم تزوج الحنفية بالشافعي وقال بعضهم : ( لا يصح لانها يشك في ايمانها . وقال اخرون يصح قياساً على الذمية ..!! )

واصبح في محراب الجامع الاموي في دمشق اربعة محاريب تبعاً للمذاهب الاربعة . وحصل التشاجر والتنافر ما بين المذاهب حتى ان والياً حنفياً كان يرى المسجد الوحيد للشافعية فيقول : ( أما آن لهذه الكنسية ان تغلق ..!! ) ..

الصواعق
01-04-06, 12:01 AM
وصل الامر الى ( تحريم الانتقال من مذهب الى مذهب وكأنه انتقال من دين الى دين . وعد من ينتقل من مذهب الى مذهب مرتكباً جريمة ) كما يذكر احمد امين في كتابه ظهر الاسلام .

غلطان ياخوي :)
السعودية هنا تأخذ المذهب الحنبلي
ومع ذلك تدرس الكتب الحنفية والشافعية وغيرها من المذاهب
وتحترم كل المذاهب .. ولا تنتقص .



وابن عثيمين رحمه الله .. كان لا يأخذ بمذهب بعينه ولكن يأخذ الصواب من أي مذهب

بعدين ترى الفرق بين المذاهب أشياء بسيطة
مثل البسملة قبل الصلاة
ووضع اليدين
وغيرها

لكن مافيه تحريم وغيره ...

لكن الأفضل يأخذ مذهب بعينه حتى يكون انتظام للمجتمع ومايكون فيه لخبطه
مثلا كل مذهب تصير له خطبه مستقلة في عرفه ..!
لذلك الأفضل والأنسب أن تجتمع في خطبة واحدة تحت مذهب واحد.

أما أنه يرتكب جريمة .... مع احترامي لك ولـ مؤلف الكتاب اللي نقلت منه (( ماعنده سالفه ))

:) تحيتي لك راهب

أبو الكرامات
01-04-06, 06:25 AM
غلطان ياخوي :)
السعودية هنا تأخذ المذهب الحنبلي
ومع ذلك تدرس الكتب الحنفية والشافعية وغيرها من المذاهب
وتحترم كل المذاهب .. ولا تنتقص .


كم حنفي ومالكي وشافعي في هيئة كبار ( العلماااء ) ياسيد ابو الكرامات / شام

أرجو الرد و بدقة؟ ;)

مستغرب
01-04-06, 12:12 PM
أخي راهب الفكر

ربما كانت هذه حقبة من الزمن سادة عليها القوة لوضعها حول قيود تتبع القيادة

ولكن أرى الآن أنها إنتهت ولم يعد لها وجود

هناك إختلافات كثيرة بين المذاهب ولكنها إختلافات أصبحت الآن تتجه نحو إجتهاد واحد

لا يزال بعض المنتسبين لهذه المذاهب يضرب بالآخر وهم قلة كما يحدث بيننا وبين الأزهر من تناحر ولكنه بسيطة

وربما إيجاد هذه النقطة وإثارتها من أجل الظهور لا أكثر ولا أقل

لكن أجد الآن أن المذاهب تتجه نحو تقارب كبير فيما بينهم

حيدره الجنوبي
01-04-06, 12:43 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لو حبذا لو قام صاحب الموضوع بالتعليق على ما نقله لنا لكي تتضح لنا الصورة اكثر

ففي النقل مداخلة كثيرة وتم نقلها دون التعليق عليها من قبل راهب الفكر

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الصواعق
01-04-06, 01:29 PM
كم حنفي ومالكي وشافعي في هيئة كبار العــلمااء؟

أرجو الرد و بدقة؟ ;)


:)

أنا أقولك منهج السعودية في الفقه هو الفقه الحنبلي :)

يعني كلهم حنابله

ومع ذلك المذاهب الأخرى محترمة لدينا وتدرس كتبهم في الجامعات والمعاهد العلمية :)


<< يحس أنه يكلم طفل من كثره التكرار (q104)

بعدين أنت يابوالكرامات تأدب مع رموزي :)
هذا إذا أردتني أن أحترمك

الشــامخ
01-04-06, 01:46 PM
اما ان لكم ان تكفوا عن نبش الماضي ومواطن الخلاف بين المسلمين فنحن في موقف يتطلب الالتحام والتكاتف .....************** من تتبع سقطات الائمه والمجتهدين ,,,,,,,,جميع المسلمين يعبدون اله واحد اما الاجتهاد ففي كل بلد علماءوه ومجتهدوه ,,,,,,
******************************************
*********************************** (a14)


يابلادي واصلي والله معاك

الشروي
01-04-06, 03:17 PM
رلهب الفكر والصواعق

العلماء في القرن الخامس والرابع منعوا من الاجتهاد(أغلبهم وليس كلهم)
لوجود متعالمين مثل أبوالكرامات!
بعذرهم شافوا أناس لم يحترموا العلماء ولايفقهون العلم فمنعوهم من الاجتهاد
وياليته يغلق اليوم

راهب الفكر
01-04-06, 03:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لو حبذا لو قام صاحب الموضوع بالتعليق على ما نقله لنا لكي تتضح لنا الصورة اكثر

ففي النقل مداخلة كثيرة وتم نقلها دون التعليق عليها من قبل راهب الفكر

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
ياحبذا ان تتكرم علي وتفيدني من اين نقلت لك هذا الموضوع . ؟
ام انك ترى ان من استشهد بما في بطون الكتب هو مجرد ناقل .!

راهب الفكر
01-04-06, 03:52 PM
اما ان لكم ان تكفوا عن نبش الماضي ومواطن الخلاف بين المسلمين *********فنحن في موقف يتطلب الالتحام والتكاتف ..... ************* تتبع سقطات الائمه والمجتهدين ,,,,,,,,جميع المسلمين يعبدون اله واحد اما الاجتهاد ففي كل بلد علماءوه ومجتهدوه ,,,,,, ******************************

يابلادي واصلي والله معاك





اعان الله العالم العربي على مثل هذه العقول التي ملئت بزبالة الالفاظ
واكرم الله القراء الكرام واجلهم على هذه الرائحة العفنة التي اندلقت في هذه الصفحة

هنا طامي
01-04-06, 03:55 PM
عموما الخلاف هو مكسب وليس خسارة
ونعم نحن نعبد الله وحده والكل يجتهد في غير ما أقره كتاب الله عز وجل
ونبيه الكريم عليه الصلاة والسلام وإجماع العلماء الأوائل


وحتى أصحاب هذه المذاهب اختلفو أنفسهم
ولكن كان اختلافهم
راقي جدا وليس مثل المهاترات التي نراها في هذا الزمن

فلدى الحنابلة (لحم الإبل) ينقض الوضوء
ولدى المالكية لا ينقض الوضوء

وعندما سؤل الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله
هذا السؤال ( إذا أكلت أنت والإمام مالك لحم الإبل على مائدة واحدة
ثم قام الإمام مالك وتقدم للصلاة بدون وضوء بعد لحم الإبل
ألا تصلي ورائة )
فرد رحمه الله رداً استفهامياً ... هو مثال للخلاف الراقي الذي يجب علينا اتباعه وهو
(أفلا أصلي خلف مالك ؟؟!!)
ولم يعارض الصلاة خلفة بالرغم من اعتقاده أن لحم الإبل ينقض الوضوء !!

الله أكبر يالهؤلاء من عبر ...

والسلام عليكم

هنا طامي
01-04-06, 04:05 PM
************************************************ (a14)











الحين انت شايف ان في وحدة فصحى ووحدة عامية ؟؟؟؟

راهب الفكر
01-04-06, 04:17 PM
غلطان ياخوي :)
السعودية هنا تأخذ المذهب الحنبلي
ومع ذلك تدرس الكتب الحنفية والشافعية وغيرها من المذاهب
وتحترم كل المذاهب .. ولا تنتقص .



وابن عثيمين رحمه الله .. كان لا يأخذ بمذهب بعينه ولكن يأخذ الصواب من أي مذهب

بعدين ترى الفرق بين المذاهب أشياء بسيطة
مثل البسملة قبل الصلاة
ووضع اليدين
وغيرها

لكن مافيه تحريم وغيره ...

لكن الأفضل يأخذ مذهب بعينه حتى يكون انتظام للمجتمع ومايكون فيه لخبطه
مثلا كل مذهب تصير له خطبه مستقلة في عرفه ..!
لذلك الأفضل والأنسب أن تجتمع في خطبة واحدة تحت مذهب واحد.

أما أنه يرتكب جريمة .... مع احترامي لك ولـ مؤلف الكتاب اللي نقلت منه (( ماعنده سالفه ))

:) تحيتي لك راهب

اولاً / احب ان اوضح ان هذا الموضوع هو موضوع يتحدث عن وضع شامل وليس المقصود به دولة بعينها .

ثانياً / ما اعرفه ان بعض المسائل الخلافية تعتبر من المسائل الشائكة وليست البسيطة مثل الحجاب والغناء واللحية والاسبال وغيرها من الامور الفقهية . وفي العقائد حدث ولا حرج والتي يصل الغلو فيها الى درجة خطيرة من المنابذة والتشاحن والبغضاء وليس هنا مجال الحديث عنها . ولا ينكرها الا من لا بضاعة له في الفكر الاسلامي

ثالثاً / قولك ان احمد امين ( ما عنده سالفه ) هذا رايك وانت وما تعتقد وترى . ولكن هنالك مساحة متعارف عليها عند الحديث عن العلماء والمؤرخين والمؤلفين في الالفاظ والكنايات .
تحياتي العاطرة لك ايها الصديق الصواعق

راهب الفكر
01-04-06, 04:23 PM
عموما الخلاف هو مكسب وليس خسارة
ونعم نحن نعبد الله وحده والكل يجتهد في غير ما أقره كتاب الله عز وجل
ونبيه الكريم عليه الصلاة والسلام وإجماع العلماء الأوائل


وحتى أصحاب هذه المذاهب اختلفو أنفسهم
ولكن كان اختلافهم
راقي جدا وليس مثل المهاترات التي نراها في هذا الزمن

فلدى الحنابلة (لحم الإبل) ينقض الوضوء
ولدى المالكية لا ينقض الوضوء

وعندما سؤل الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله
هذا السؤال ( إذا أكلت أنت والإمام مالك لحم الإبل على مائدة واحدة
ثم قام الإمام مالك وتقدم للصلاة بدون وضوء بعد لحم الإبل
ألا تصلي ورائة )
فرد رحمه الله رداً استفهامياً ... هو مثال للخلاف الراقي الذي يجب علينا اتباعه وهو
(أفلا أصلي خلف مالك ؟؟!!)
ولم يعارض الصلاة خلفة بالرغم من اعتقاده أن لحم الإبل ينقض الوضوء !!

الله أكبر يالهؤلاء من عبر ...

والسلام عليكم

اقف احتراماً لهذا العقل الراقي الذي يعرف كيف يفكر وينظر الى البعيد .
لستُ هنا لمجرد التشنيع كما يراه بعض البلهاء ممن مر هنا وازكمت انوفنا رائحتهم العفنة . انما كان هنالك هدف بعيد وارى انك اول من اصاب قوسه الهدف .

تحياتي العاطرة

راهب الفكر
01-04-06, 04:36 PM
أخي راهب الفكر

ربما كانت هذه حقبة من الزمن سادة عليها القوة لوضعها حول قيود تتبع القيادة

ولكن أرى الآن أنها إنتهت ولم يعد لها وجود

هناك إختلافات كثيرة بين المذاهب ولكنها إختلافات أصبحت الآن تتجه نحو إجتهاد واحد

لا يزال بعض المنتسبين لهذه المذاهب يضرب بالآخر وهم قلة كما يحدث بيننا وبين الأزهر من تناحر ولكنه بسيطة

وربما إيجاد هذه النقطة وإثارتها من أجل الظهور لا أكثر ولا أقل

لكن أجد الآن أن المذاهب تتجه نحو تقارب كبير فيما بينهم

ارجو واتمنى ان تكون اللوحة بهذا الاشراق الذي تعتقده .
ولكن في الحاضر فقط اما فيما مضى فلقد شهد التاريخ وليس هنالك شهادة تفوق شهادة التاريخ وانصافه .
والحاضر وليد الماضي اليس كذلك

هنا طامي
01-04-06, 05:29 PM
اقف احتراماً لهذا العقل الراقي الذي يعرف كيف يفكر وينظر الى البعيد .

لستُ هنا لمجرد التشنيع كما يراه بعض البلهاء ممن مر هنا وازكمت انوفنا رائحتهم العفنة . انما كان هنالك هدف بعيد وارى انك اول من اصاب قوسه الهدف .

تحياتي العاطرة



الإحترام لك أخي الكريم بارك الله فيك
وأسأل الله أن ينور بصائرنا جميعا
لما يحب ويرضى
وأن يجعلنا ومن خالفنا
في الحق وبالحق وللحق
نختلف

والسلام عليكم

الصواعق
02-04-06, 02:30 AM
الأخ راهب .. الفكر ..


اولاً / احب ان اوضح ان هذا الموضوع هو موضوع يتحدث عن وضع شامل وليس المقصود به دولة بعينها
أنا ضربت لك مثال وخصصت ، حتى نكون واضحين أكثر ونبعد عن الكلام العام ..


ثانياً / ما اعرفه ان بعض المسائل الخلافية تعتبر من المسائل الشائكة وليست البسيطة مثل الحجاب والغناء واللحية والاسبال وغيرها من الامور الفقهية . وفي العقائد حدث ولا حرج والتي يصل الغلو فيها الى درجة خطيرة من المنابذة والتشاحن والبغضاء وليس هنا مجال الحديث عنها . ولا ينكرها الا من لا بضاعة له في الفكر الاسلامي


ياصديقي
إذا على المسائل الشائكة ، توجد اختلافات كثيرة من الأراء حتى في المذهب الواحد
مثلا الطلاق .. ابن تيمية يعتبر من المذهب الحنبلي .. وخالف المذهب كلّه
وبخصوص الحجاب ، يوجد من العلماء الشافعيين من قال أن المرأة تغطي وجهها .. وهو خلاف المذهب هناك
لذلك لا نحجّر واسعاً ..
هذا رأي العلماء الكبار فيما بينهم ..

ولكن عند طلبة العلم والمتحمسين تجد البغضاء والشحناء
مثلا لدينا من العلماء ومن هو محسوب على المذهب السلفي .. ينتقص ويقلل من قدر سيد قطب والغزالي والشيخ محمد عبدو والشعراوي والألباني

ولكن لو نسأل أرباب العلم والفهم .. لوجدتهم يقدرونه ويبجلونّه .. ولكن يقولون عليه أخطاء (( بنظرها هم ))

وكذلك الحال لدى كل العلماء في هذا الزمن :)



ولكن دعني أقول لك معلومة لا أظنها تخفى على عاقل ومفكّر مثلك

ابن جرير الطبري صاحب كتاب التاريخ الذي يعتبر (( العمدة )) لدى المؤرخين ، وكذلك صاحب التفسير العظيم .
تم التنكيل به ومات كمداً .. على أفراد المذهب الحنبلي لأنه قال (( أحمد بن حنبل ليس بفقيه . ولكنّه محدّث ))

وهذا العمل لا يقر به أحمد بن حنبل لو كان حي ، ولا كبار المذهب الحنبلي .. ولكن هذه العصبية ياصديقي
حتى تجد المشاحنات والمشاكل على تشجيع فرق كورة القدم ، وهؤلاء مشجعين مذاهب ..
وكم من حرب دارت بين الحنبلية والشافعية على مدى الزمن .

الخاسرون هم أصحاب المذهب .


وهذه المسائل اختفت في هذا الزمن الحاضر ولم قلّت جدا
وأنت تتحكم في موضوعك على العصر الحاضر .. وليس الغابر حسبما فهمت :)


ثالثاً / قولك ان احمد امين ( ما عنده سالفه ) هذا رايك وانت وما تعتقد وترى . ولكن هنالك مساحة متعارف عليها عند الحديث عن العلماء والمؤرخين والمؤلفين في الالفاظ والكنايات .
تحياتي العاطرة لك ايها الصديق الصواعق

قولي أنه ماعنده سالفة بخصوص قوله : (( تحريم الانتقال من مذهب الى مذهب وكأنه انتقال من دين الى دين . وعد من ينتقل من مذهب الى مذهب مرتكباً جريمة ))

وهذا ما لم أسمع به أبداً .. في هذا الزمن الحالي

وأعتذر إن كان في هذا اللفظ مايثير تحفظك

وشكراً لك ..

أبو الكرامات
02-04-06, 03:12 AM
أنا أقولك منهج السعودية في الفقه هو الفقه الحنبلي :)

يعني كلهم حنابله

من قال لك أن كل أهل البلد حنابلة؟

البلد مليئة بالمنحرفين جامية و سرورية و صوفية وزيدية و اسماعيلية و انبطاحية وعلمانية وتركي-حمدوية (يعني كفار)

يا رجال قل كلام يدخل العقل (على رأي شام)



بعدين أنت يابوالكرامات تأدب مع رموزي :)
هذا إذا أردتني أن أحترمك

إلى الآن لم أرى لك إلا :):):):):) هذه هي الرموز التي تضعها في كتابتك!

مستغرب
02-04-06, 09:15 AM
والحاضر وليد الماضي اليس كذلك





أخي راهب الفكر

لا أعتقد انه فعلا الحاضر وليد الماضي

لو كان كذلك لما تقدمت الأمم التتاريه البغليه الهمجية على الأمم الآن وهذا شاهد

كذلك الأمم الغربية التي كانت في عهد ثورتنا أمة تقبع تحت وطأة الجهل

الحاضر ليس وليد الماضي بل هو وليد اللحظة ونحن ربما نصنع حاضر مجيد او حاضر يكون عباره عن إمتداد للماضي اذا ظللنا في قيودنا

هذا ما اعتقده

راهب الفكر
02-04-06, 12:03 PM
ياصديقي
إذا على المسائل الشائكة ، توجد اختلافات كثيرة من الأراء حتى في المذهب الواحد
مثلا الطلاق .. ابن تيمية يعتبر من المذهب الحنبلي .. وخالف المذهب كلّه
وبخصوص الحجاب ، يوجد من العلماء الشافعيين من قال أن المرأة تغطي وجهها .. وهو خلاف المذهب هناك
لذلك لا نحجّر واسعاً ..
هذا رأي العلماء الكبار فيما بينهم ..

ولكن عند طلبة العلم والمتحمسين تجد البغضاء والشحناء
مثلا لدينا من العلماء ومن هو محسوب على المذهب السلفي .. ينتقص ويقلل من قدر سيد قطب والغزالي والشيخ محمد عبدو والشعراوي والألباني

ولكن لو نسأل أرباب العلم والفهم .. لوجدتهم يقدرونه ويبجلونّه .. ولكن يقولون عليه أخطاء (( بنظرها هم ))

وكذلك الحال لدى كل العلماء في هذا الزمن :)



ولكن دعني أقول لك معلومة لا أظنها تخفى على عاقل ومفكّر مثلك

ابن جرير الطبري صاحب كتاب التاريخ الذي يعتبر (( العمدة )) لدى المؤرخين ، وكذلك صاحب التفسير العظيم .
تم التنكيل به ومات كمداً .. على أفراد المذهب الحنبلي لأنه قال (( أحمد بن حنبل ليس بفقيه . ولكنّه محدّث ))

وهذا العمل لا يقر به أحمد بن حنبل لو كان حي ، ولا كبار المذهب الحنبلي .. ولكن هذه العصبية ياصديقي
حتى تجد المشاحنات والمشاكل على تشجيع فرق كورة القدم ، وهؤلاء مشجعين مذاهب ..
وكم من حرب دارت بين الحنبلية والشافعية على مدى الزمن .

الخاسرون هم أصحاب المذهب .


وهذه المسائل اختفت في هذا الزمن الحاضر ولم قلّت جدا
وأنت تتحكم في موضوعك على العصر الحاضر .. وليس الغابر حسبما فهمت :)




قولي أنه ماعنده سالفة بخصوص قوله : (( تحريم الانتقال من مذهب الى مذهب وكأنه انتقال من دين الى دين . وعد من ينتقل من مذهب الى مذهب مرتكباً جريمة ))

وهذا ما لم أسمع به أبداً .. في هذا الزمن الحالي

وأعتذر إن كان في هذا اللفظ مايثير تحفظك

وشكراً لك ..

كلام رائع جداً جداً جداً .
اذاً نحن نتفق على انه منذ عهد الصحابة الى القرن الرابع كان الفقه والفقهاء القدماء متميزون عن غيرهم من الخلف المتاخرين . وهذا امر جعل الباحث المنصف يشهد بذلك حتى من غير المسملين
لذلك قلت انا في اصل موضوعي :
( مع ان ائمة هذه المذاهب رحمهم الله لم يقدموا انفسهم بوصفهم اصحاب مذاهب نهائية بل قدموا انفسهم بوصفهم مجتهدين مستقلين مطلقين في ادلتهم . ) .


ولكن بعد هذا القرن تغيرت كثير من الامور او غيرت قسراً بيد السلطان .
واخذت الاجيال تتوارث الفقه دون الفقيه .
اما بالنسبة للتعصب المذهبي الذي كان سائداً فاعتقد مع احترامي لرايك انه ما زال باقياً وهنا المشكلة التي يهدف هذا الموضوع الى القاء الضوء عليها .

تحياتي العاطرة

راهب الفكر
02-04-06, 12:14 PM
أخي راهب الفكر

لا أعتقد انه فعلا الحاضر وليد الماضي

لو كان كذلك لما تقدمت الأمم التتاريه البغليه الهمجية على الأمم الآن وهذا شاهد

كذلك الأمم الغربية التي كانت في عهد ثورتنا أمة تقبع تحت وطأة الجهل

الحاضر ليس وليد الماضي بل هو وليد اللحظة ونحن ربما نصنع حاضر مجيد او حاضر يكون عباره عن إمتداد للماضي اذا ظللنا في قيودنا

هذا ما اعتقده

عفواً يا صديقي . لستُ معك في هذا الراي مع كامل احترامي لك .
فلايمكننا ان نصنع حاضراً مشرقاً وخصوصاً في الفكر الاسلامي بفصله وبتره تماماً عن الماضي .
لكن ما يمكننا فعله هو تنقيته وتهذيبه واخذ الصحيح منه والبناء عليه .
ومن ليس له ماضي وخصوصاً في مجال الحضارات وبناءها فليس له حاضر . حتى الانبياء انفسهم لم يأتوا بشيء جديد لم يسبقهم اليه احد من قبل . بل ان الرسالات السماوية هي عبارة عن سلسلة متصلة هدفها تطوير القيم الانسانية وان تشرع لهم ما يناسبهم فتنسخ مالا فائدة فيه لتقر بدل من منه الشيء المفيد لهذا الانسان .

تحياتي العاطرة

ثاني قطر
02-04-06, 12:44 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتمنى من الأخوة المشتركين عدم الاساءة إلى بعض وعدم التجريح

( إلي عنده رد يرد بإحترام أو ما يرد .. وجزاه الله خير )

وافي العهد
02-04-06, 03:41 PM
النكبه هي في البحث عن مايفرق المسلمين في هذا الزمن الذي نحن فيه بحاجه للتكاتف والاخاء اما من يبحث في سقطات القرن الرابع والامه وقبل الاف السنين فهذا يشبه الفار وصنيعه في سد مأرب لكن ستبقى الامه الاسلاميه مجيده ولن تلتفت لمن يبحث عن الفرقة والنزاع

خروع
02-04-06, 04:09 PM
*********************

ارجوا من العضو خروع ان يلتزم الادب في ردوده

qassimyvb

المأمون
02-04-06, 04:32 PM
مرحبا براهب الفكر.. وأسمح لي بالرؤية من زاوية مختلفة
ففي رأيي أن من يخلق الفتنة والاختلاف دائما هو من يعتقد بأنه على حق..وغيره على باطل.. هو من لديه الاحساس بالفوقية... وهو عكس من يعتقد بأن رأيه خطأ قابل للصواب فهو من يسير في الطريق الصحيح...فالبعض يتشدد ويضيق واسعا ويعتقد انه على حق.. التشدد في غير مكانه يؤدي للخلل.. فمثلا البعض يكره أن يرى بعض الناس يبالغ في حب الرسول .. فيعتقد إما بأنه يحبه اكثر من المولى عز وجل. . أو انه سيعبده.. انه مجرد تخمين... لا يدري ان من يبالغ في حب رسول الله هو يحب المولى عز وجل اكثر ... هذا مثال فقط لخلفية البعض...

الفكر دائما يترك مساحة للاخرين .. ليفكروا .. فجميعنا لا يستطيع الرؤيا من جميع الزوايا... وللاسف في هذا العصر أغلق البعض باب الفقه والفهم.. واصبح البعض مجرد حفظة... ولو تعمقنا في الرؤية فيستحضرني الان مقولة لتوني بلير قبل مدة بعيدة .. ايقنت منها ان البشرية من حولنا تتقدم لأنها تفكر ... ولأضرب مثلا مما أعني ...ففي مجلس العموم اثناء مناقشة مشكلة بريطانية داخلية حاول احد الاعضاء بمقارنتها بمشكلة مشابه اتخذ فيها بلير موقفا مختلفا متهما له باذدواجية المعايير.... وكانت اتابع رده والموضوع عموما بدقة.. فكان رده.. ان المشكلة تتشابه في الشكل .. فعندما حلل كل واحدة منهما وذكر اسباب كل منها تبين لكل ذي عقل من مستمعيه صحة وصواب منطقه... وصحة الحلول المختلفة لكل منها...

هكذا يفكرون وهم ليس لديهم مثلما لدينا (القران الكريم واقوال رسولنا الكريم).. فماذا فعلنا نحن بهم ويتحدانا المولى عز وجل (وما أوتيتم من العلم الا قليلا).. هذا القليل كل من كانت لديه المقدرة للحفظ استطاع ان يكرر ماحفظه.. وصرنا نسخة طبق الاصل من آخرين ظروفهم تختلف عنا.. بالتأكيد بخلفية هذه الظروف كانت حلولهم ناجعة وناجحة.. واعتقد البعض ان الحلول ماهي الا مكاييل.. ونصوص محفوظة... ونسي انها تحتاج لتفكير والى تطوير...

اخي راهب الفكر...
افهم ما تريد أن تقوله .. لكني اعتقد لو استمر النقاش وتلاقحت الاراء فإن ذلك سيؤتي اكله ولو بعد حين...

تحياتي لك ولكل الاخوة المشاركين...

اخوكم: المأمون..
.

راهب الفكر
02-04-06, 05:30 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أتمنى من الأخوة المشتركين عدم الاساءة إلى بعض وعدم التجريح

( إلي عنده رد يرد بإحترام أو ما يرد .. وجزاه الله خير )

راي ثمين يدل على عقل راجح .
تحياتي العاطرة

راهب الفكر
02-04-06, 05:45 PM
النكبه هي في البحث عن مايفرق المسلمين في هذا الزمن الذي نحن فيه بحاجه للتكاتف والاخاء اما من يبحث في سقطات القرن الرابع والامه وقبل الاف السنين فهذا يشبه الفار وصنيعه في سد مأرب لكن ستبقى الامه الاسلاميه مجيده ولن تلتفت لمن يبحث عن الفرقة والنزاع








اولاً شكراً لحضورك .
وسامحك الله
ومن حقك ان تقول ما تشاء بشرط ان لاتسيء الى الاخرين حتى لايساء اليك . عموماً هذا رايك وانت وما تعتقد .

ثانياً قبل ان انصرف هل لي ان اسألك سؤالاً واحداً فقط .
هل قرأت الموضوع كاملاً وفهمت ما اعني او ما اقصده في هذا المقال .
دعني اتكلم بصراحة ووضوح اكثر لانني منذ البداية تعمتد ان اشير الى ما اريد باشأرات عابرة لانني اريد من ذلك ان يفكر كل قاريء لهذا الموضوع بحرية تامة وان يعتمد على مخزونه الثقافي . ولكي تكون الافكار التي سوف تنثر هنا متنوعة . تتلاقح منها العقول وتثري النقاش حول هذه القضية .
ولو انك تتفضل ايها الاستاذ الكريم بقرأة الموضوع مرة اخرى لوجدت ان ما قلته واضحاص وضوحاً جلياً . ولوجدت ايضاً - وهذا هو المهم - انني ادعوا الى التلاحم لا الى التفرق والتشاجر ..
كيف ذاك ..؟
في سياق مقالي ذكرت ان النكبة بدأت بعد القرن الرابع الهجري وان ما سبق هذا القرن كانت الامور تدل على تطور حضاري عظيم وسيلان في الفكر الاسلامي عموماً والاجتهاد الفقهي خصوصاً.
واستشهدت على صحة كلامي انه قبل هذا التاريخ كان ائمة المذاهب الاربعة مثلاً رائعاً لما نريده ان يحدث اليوم بين شتى المذاهب الاسلامية لانهم كانوا مع اختلاف اجتهاداتهم وارائهم كانوا يحترمون الراي الاخر ولا ينقصون من قدر قائله كما يفعل البعض هنا هداهم الله .
فهم قبل ان يحفظوا الفقه حفظوا ادب طالب العلم فيما يسمى في ذلك الزمان وربما يصح ان نسميه نحن في هذا الزمان بادب الباحث .
فكلما وضع الباحث في عقله انه ان اصاب فله اجران وان اخطأ فله اجر واحد . وان غيره له مثل ما له من الاجر وكلاهما يبحثون عن الصواب . فنحن بهذا نقضي على مشكلة عظيمة وبلية بليت بها امتنا الاسلامية منذ ما يقارب الالف عام .
فنحن بحاجة اليوم الى ان نعود الى ما كان عليه سلف الامة ونتبع اثارهم ونتعلم ادابهم .

فهل ترى ايها الكريم في هذا ما يفرق الامة .؟
اترك لك الاجابة .

تحياتي العاطرة

راهب الفكر
02-04-06, 05:48 PM
رلهب الفكر والصواعق

العلماء في القرن الخامس والرابع منعوا من الاجتهاد(أغلبهم وليس كلهم)


اوافقك الراي بخصوص انهم منعوا فعلاً ولكن بطريقة عبقرية طويلة الاجل .

تحياتي العاطرة

راهب الفكر
02-04-06, 06:03 PM
مرحبا براهب الفكر.. وأسمح لي بالرؤية من زاوية مختلفة
ففي رأيي أن من يخلق الفتنة والاختلاف دائما هو من يعتقد بأنه على حق..وغيره على باطل.. هو من لديه الاحساس بالفوقية... وهو عكس من يعتقد بأن رأيه خطأ قابل للصواب فهو من يسير في الطريق الصحيح...فالبعض يتشدد ويضيق واسعا ويعتقد انه على حق.. التشدد في غير مكانه يؤدي للخلل.. فمثلا البعض يكره أن يرى بعض الناس يبالغ في حب الرسول .. فيعتقد إما بأنه يحبه اكثر من المولى عز وجل. . أو انه سيعبده.. انه مجرد تخمين... لا يدري ان من يبالغ في حب رسول الله هو يحب المولى عز وجل اكثر ... هذا مثال فقط لخلفية البعض...

الفكر دائما يترك مساحة للاخرين .. ليفكروا .. فجميعنا لا يستطيع الرؤيا من جميع الزوايا... وللاسف في هذا العصر أغلق البعض باب الفقه والفهم.. واصبح البعض مجرد حفظة... ولو تعمقنا في الرؤية فيستحضرني الان مقولة لتوني بلير قبل مدة بعيدة .. ايقنت منها ان البشرية من حولنا تتقدم لأنها تفكر ... ولأضرب مثلا مما أعني ...ففي مجلس العموم اثناء مناقشة مشكلة بريطانية داخلية حاول احد الاعضاء بمقارنتها بمشكلة مشابه اتخذ فيها بلير موقفا مختلفا متهما له باذدواجية المعايير.... وكانت اتابع رده والموضوع عموما بدقة.. فكان رده.. ان المشكلة تتشابه في الشكل .. فعندما حلل كل واحدة منهما وذكر اسباب كل منها تبين لكل ذي عقل من مستمعيه صحة وصواب منطقه... وصحة الحلول المختلفة لكل منها...

هكذا يفكرون وهم ليس لديهم مثلما لدينا (القران الكريم واقوال رسولنا الكريم).. فماذا فعلنا نحن بهم ويتحدانا المولى عز وجل (وما أوتيتم من العلم الا قليلا).. هذا القليل كل من كانت لديه المقدرة للحفظ استطاع ان يكرر ماحفظه.. وصرنا نسخة طبق الاصل من آخرين ظروفهم تختلف عنا.. بالتأكيد بخلفية هذه الظروف كانت حلولهم ناجعة وناجحة.. واعتقد البعض ان الحلول ماهي الا مكاييل.. ونصوص محفوظة... ونسي انها تحتاج لتفكير والى تطوير...

اخي راهب الفكر...
افهم ما تريد أن تقوله .. لكني اعتقد لو استمر النقاش وتلاقحت الاراء فإن ذلك سيؤتي اكله ولو بعد حين...

تحياتي لك ولكل الاخوة المشاركين...

اخوكم: المأمون..
.


هنيئاً لك ولنا بهذا العقل المفكر الذي كسر اغلاله وقيوده وانطلق كما خلقه الله . يفكر ويتامل ويستنتج .
مصيبتنا عزيزي المامون هو اننا ولدنا في بيئة تصرخ لنا قائلة :
ايها الناس عطلوا عقولكم يرحمكم الله .
ايها الانس من اراد ان يعيش بيننا معافاً في بدنه آمناً في سردبه فليعطل عقله وليكن كالببغاء يردد ما يقال له وما يسمعه فقط . ممنوع ان تفكر وتشغل عقلك ليفكر في مسارات الفكر الاسلامي او التاريخ او في السياسة . فقط اسكت وليس بالامكان ابدع مما كان .
تناقض عجيب بين ما نقرأه في كتاب الله وسنة رسوله وبين ما نرى عليه المسلمون اليوم .
الله يامرنا في مواضع كثيرة من كتابه الحكيم ان نشغل عقولنا وان نفكر لاننا حتماً سوف نصل الى نتيجة سليمة تدل على اصل سليم .
والمسلمون يأمروننا ان نعطل عقولنا وان نصبح كالانعام نهيم في الادوية والشعاب ناكل ونشرب فقط .

المأمون .
ليس غريباً ان يسجل تحت اسمك من كبار الكتاب فأنت اهل لذلك وتستحقه بجدارة .
ارجو ان تسجلني تلميذاً صغيراً في مدرستكم العامرة ينهل من فكركم وادبكم .

تحياتي العاطرة

العندليب
02-04-06, 07:01 PM
ولكن بعد هذا القرن تغيرت كثير من الامور او غيرت قسراً بيد السلطان .
واخذت الاجيال تتوارث الفقه دون الفقيه .
اما بالنسبة للتعصب المذهبي الذي كان سائداً فاعتقد مع احترامي لرايك انه ما زال باقياً وهنا المشكلة التي يهدف هذا الموضوع الى



عموما هذا سؤال ورد الي اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء تأمله ************************** sham.
س:‏ هل تصح صلاة المرسل يده في الصلاة، وهل يصح الاقتداء به وبمن يقبض يديه، وهل الارسال يكفر الانسان، وهل قبض اليد بعد الركوع اولى ام الارسال، واي ذلك ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم‏؟‏
ج6‏:‏ السنة وضع اليد اليمنى على اليسرى لما روى البخاري في صحيحه عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال‏:‏ ‏(‏كان الناس يؤمرون ان يضع الرجل اليد اليمنى على ذراعه اليسرى‏)‏‏.‏ ‏[‏اخرجه البخاري 1/180 واحمد 5/336‏]‏ وفي رواية لمسلم ثم وضع يده اليمنى على ظهر كفه اليسرى ‏[‏مسلم 1/301 برقم ‏(‏401‏)‏، وابو داود 1/589 برقم ‏(‏963‏)‏، والنسائي 2/126 برقم ‏(‏889‏)‏، وابن خزيمة 1/243 برقم ‏(‏480‏)‏‏]‏‏.‏
وقد وردت احاديث وضع اليد اليمنى على اليد اليسرى من طرق متعددة فمن ذلك ما اخرجه الترمذي وابن ماجه عن قبيصة بن هلب عن ابيه، قال الترمذي بعد اخراجه‏:‏ حديث حسن، وعند ابن عبدالبر في التمهيد والاستذكار عن عظيف بن الحارث وعند الدارقطني عن حذيفة بن اليمان، وعن ابي الدرداء عند الدارقطني مرفوعاً وعند ابن ابي شيبة مرفوعاً وعند احمد والدارقطني عن جابر وعند ابي داود عن عبدالله بن الزبير، وعند البيهقى عن عائشة وقال صحيح، وعنـــد الدارقطني والبيهقي عن ابي هريرة، وعند ابي داود عن الحسن مرسلاً، وعنده ايضاً عن طاووس مرسلاً وعند النسائي وابن ماجه عن ابن مسعود، قال ابن سيد الناس‏:‏ رجاله رجال الصحيح، قال الحافظ في الفتح‏:‏ اسناده حسن وقال الترمذي في جامعه بعد سياقه لحديث قبيصة عن ابيه‏:‏ والعمل على هذا عنداهل العلم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين ومن بعدهم‏:‏ يرون ان يضع الرجل يمينه على شماله في الصلاة، وراى بعضهم ان يضعها فوق السرة، وراى بعضهم ان يضعها تحت السرة وكل ذلك واسع عندهم‏.‏ انتهى كلام الترمذي ‏[‏سنن الترمذي 2/32،33 برقم ‏(‏252‏)‏‏]‏ ‏.‏
اذا تقرر ان السنة‏'‏هي وضع اليد اليمنى على اليد اليسرى فاذا صلى شخص وهو مرسل يديه فصلاته صحيحة؛ لان وضع اليمنى علي اليسرى ليس من اركان الصلاة ولا من شروطها ولا من واجباتها، واما اقتداء من يضع يده اليمنى على اليسرى بمن يرسل يديه فصحيح، قال شيخ الاسلام ابن تيمية‏:‏ ‏(‏من قال من المتفقهة اتباع المذاهب انه لا يصح الائتمام بمن يخالفه اذا فعل او ترك شيئا يقدح في الصلاة عند المامومين فمقالته توقعه في مذاهب اهل الفرقة والبدعة من الروافض والمعتزلة والخوارج الذين فارقوا السنة ودخلوا في الفرقة والبدعة‏.‏‏.‏‏)‏، قال‏:‏ ‏(‏ولهذا ال الامر ببعض الضالين الى انه لا يصلي خلف من ترك الرفع اول مرة واخر لا يصلي خلف من يتوضا من المياه القليلة، واخر لا يصلي خلف من لا يتحرز من يسير النجاسة المعفو عنه الى امثال هذه الضلالات التي توجب ايضا انه لا يصلي اهل المذهب الواحد بعضهم خلف بعض، ولا يصلي التلميذ خلف استاذه، ولا يصلي ابوبكر خلف عمر، ولا علي خلف عثمان، ولا يصلي المهاجرون والانصار بعضهم خلف بعض‏.‏‏.‏‏)‏، قال‏:‏ ‏(‏ولا يخفى على مسلم ان هذه مذاهب اهل الضلال وان غلط فيها بعض الناس‏)‏، وقال ايضا‏:‏ ‏(‏وقد اتفق سلف الامة من الصحابة والتابعين على صلاة بعضهم خلف بعض مع تنازعهم في بعض فروع الفقه وفي بعض واجبات الصلاة ومبطلاتها، ومن نهى بعض الامة عن الصلاة خلف بعض لاجل ما يتنازعون فيه من موارد الاجتهاد فهو من جنس اهل البدع والضلالة‏)‏ انتهى المقصود ‏.‏
واذا صلى شخص مرسلاً يديه في حال قيامه فقد ترك سنة وتارك السنة ليس بكافر‏.‏
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه وسلم ‏.‏
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء
نائب رئيس اللجنة‏:‏ عبدالرزاق عفيفي
عضو‏:‏ عبدالله بن قعود
عضو‏:‏ عبدالله بن غديان
السؤال الثاني من الفتوى رقم ‏(‏893‏)‏
س2‏:‏ الاغلبية هنا مالكيون ويصلون بالسدل فيجيء بعض الذين تعلموا في الخارج الازهر والمدينة المنورة بدانا نرى السدل والقبض اشكالاً وانواعاً فنرجو بيان حكم الاسلام في هذا‏؟‏
ج2‏:‏ لقد ورد سؤال الى المفتي رحمه الله عن حكم السدل والقبض في الصلاة فصدر عليه الجواب التالي وفيه الكفاية‏:‏
الاصل في هذا القول عند من قال به الكتاب والسنة والاستصحاب، اما الكتاب فقوله تعالى‏:‏ ‏{‏قد افلح l المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون‏}‏ ‏[‏سورة المؤمنون، الاية 1،2‏]‏، وما جاء في معنى هذه الاية مما يدل على الخشوع في الصلاة، ووجه الدلالة ان قبض رسغ اليد اليسرى بكف اليد اليمنى والحركة المؤدية الى ذلك بعد تكبيرة الاحرام مناف للخشوع فيكون ممنوعاً والاقرب الى الخشوع هو الارسال فيكون مشروعاً ‏.‏
والجواب عن هذا ان تحريك اليدين الى استقرار القبض وسيلة والغاية سنة كما سياتي والوسائل لها حكم الغايات، وكون الغاية سنة ثابت ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بطريق التواتر فعند الترمذي وابن ماجه عن قبيصة بن هلب عن ابيه، قال الترمذي بعد اخراجه‏:‏ حديث حسن، وعند مسلم في صحيحه وابن خزيمة في صحيحه عن وائل بن حجر، وعند احمد في المسند وابن عبدالبر في التمهيد والاستذكار عن عظيف بن الحارث، وعند الدارقطني عن حذيفه بن اليمان، وعن ابي الدرداء عند الدارقطني مرفوعاً وابن شيبة مرفوعاً وعند احمد والدارقطني عن جابر، وعند ابي داود عن عبدالله بن الزبير، وعند البيهقي عن عائشة وقال صحيح، وعند الدارقطني والبيهقي عن ابي هريرة وعندابي داود عن الحسن مرسلاً وعنده ايضا عن طاووس مرسلا وعند البخاري في الصحيح واحمد في المسند عن سهل بن سعد، وعند ابي داود والنسائي وابن ماجه عن ابن مسعود، قال ابن سيد الناس‏:‏ رجاله رجال الصحيح‏.‏ وقال الحافظ في الفتح‏:‏ اسناده حسن، وقال الترمذي في جامعه بعد سياقه لحديث قبيصة عن ابيه ما نصه‏:‏ والعمل على هذا عند اهل العلم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين من بعدهم‏:‏ يرون ان يضع الرجل يمينه على شماله في الصلاة، ويرى بعضهم ان يضعها فوق السرة ويرى بعضهم ان يضعها تحت السرة وكل ذلك واسع عندهم‏.‏ انتهى كلام الترمذي‏.‏
اما السنة فانهم استدلوا بالدليلين الاتيين‏:‏
الاول‏:‏ عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم دخل المسجد فدخل رجل فصلى ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فرد النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏ارجع فصل فانك لم تصل‏"‏ ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏ارجع فصل فانك لم تصل‏"‏ ثلاثاً، فقال‏:‏ والذي بعثك بالحق ما احسن غيره فعلمني قال‏:‏ ‏"‏ اذا قمت الى الصلاة فكبر ثم اقرا ما تيسر من القران ثم اركع حتى تطمئن راكعاً ثم ارفع حتى تعتدل قائماً ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً ثم ارفع حتى تطمئن جالساً ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً ثم افعل ذلك في صلاتك كلها‏"‏ متفق عليه ‏.‏
وجه الدلالة انه صلى الله عليه وسلم لم يبين له وضع اليمنى على اليسرى وهذا موضع البيان، وقد اجمع العلماء على ان تاخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز في حقه صلى الله عليه وسلم‏.‏‏.‏‏.‏ والجواب على هذا من وجهين‏:‏
الاول‏:‏ ما سبق من الادلة الدالة على مشروعية القبض، وهذا قدر زائد علىحديث المسيء فيعمل به ‏.‏
الثاني‏:‏ ان حديث المسيء غير وارد في محل النزاع، وتقرير ذلك ان النزاع في الاستحباب لا في الوجوب فترك ذكره انما هو حجة على القائل بالوجوب وقد علم ان النبي صلى الله عليه وسلم اقتصر على ذكر الفرائض في هذا الحديث ‏.‏
ثانيا‏:‏ عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال‏:‏ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏مالي اراكم رافعي ايديكم كانها اذناب خيل شمس اســــكنوا في الصلاة‏"‏ ‏[‏اخرجه احمد5/101، 107 ومسلم 1/322 برقم ‏(‏430‏)‏، وابوداود 1/608 برقم ‏(‏1000‏)‏ والنسائي 3/4 برقم ‏(‏1184‏)‏، والبيهقي 2/280، وابن حبان 5/198برقم ‏(‏1878‏)‏، وابن خزيمة1/361 برقم ‏(‏733‏)‏‏]‏ رواه مسلم في الصحيح وابو داود في السنن ‏.‏
ووجه الدلالة انه صلى الله عليه وسلم انكر على اصحابه رضي الله عنهم رفع ايديهم، وامرهم بالسكون في الصلاة وامره يقتضي الوجوب، وقبض الشمال باليمين بعد تكبيرة الاحرام مخالف للسكون‏.‏ والامر بالشيء نهي عن ضده، ففيه نهي عن القبض، والنهي اذا تجرد عن القرائن اقتضى التحريم‏.‏
والجواب على هذا من وجوه ستة‏:‏
الاول‏:‏ ما سبق من الجواب عند الاية ‏.‏
الثانى‏:‏ ما سبق من الوجه الاول من الجواب على حديث المسيء ‏.‏
الثالث‏:‏ ان هذا الحديث ورد على سبب خاص؛ فعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال‏:‏ كنا اذا صلينا مع النبي صلى الله عليه وسلم قلنا‏:‏ السلام عليكم ورحمة الله السلام عليكم ورحمة الله واشار بيده الىالجانبــــين، فقـال لهم النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏علام تومؤن بايديكم كانها اذناب خيل شمس اسكنوا في الصلاة انما يكفي احدكم ان يضع يديه على فخذيه ثم يسلم على اخيه من عن يمينه ومن عن شماله‏"‏ ‏[‏اخرجه احمد 5 /86، 88،102،107، ومسلم 1/322 برقم ‏(‏431‏)‏، وابوداود 1/607-608 برقم ‏(‏998-999‏)‏ والنسائي 3/5 برقم ‏(‏1185‏)‏ والبيهقي 2/172، 173، 178، 180، وابن حبان 5/199 - 200 برقم ‏(‏1880 -1881 ‏)‏،، وابن خزيمة 1/361 برقم ‏(‏733‏)‏‏]‏ رواه مسلم ‏.‏
واذا تقرر انه وارد على سبب خاص فالقاعدة المقررة في علم الاصول في هذا الباب ان العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، ولكن ورد ما يدل على عدم تناول هذا العموم لمسالة قبض الشمال باليمين واذا تعارض عام وخاص اخرج الخاص من العام؛ لان تناول الخاص لمدلوله اقوى من تناول العام لهذا المدلول وقد اجتمع في هذا الخصوص قوله صلى الله عليه وسلم وفعله وتقريره ‏.‏
والرابع‏:‏ ان ادلة القبض متواترة فتقدم ‏.‏
الخامس‏:‏ اذا ورد دليل عام واجمع الصحابة على خلافه او خلاف بعض مدلوله علمنا انهم لم يجمعوا الا على اساس مستند اقتضى ذلك، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لا تجتمع امتي على ضلالة‏"‏ ‏[‏اخرجه احمد 5/145، 6/396، وابوداود 4/452 برقم ‏(‏4253‏)‏ والترمذي 4/466 برقم ‏(‏2167‏)‏وابن ماجه2/1303 برقم ‏(‏3950‏)‏ والدارمي في المقدمة، باب ما اعطي النبي صلى الله عليه وسلم من الفضل، وابن ابي عاصم 1/39، 41، 42، 44، الارقام ‏(‏80، 82، 83، 85، 92 ‏)‏ والحاكم 1/115، 116، 4/507، وابي نعيم في الحلية 3/37‏]‏ وهذا الحديث متواتر معنى فانه ورد من طرق كثيرة عن كثير من الصحابة بالفاظ مختلفة ترجع الى معنى هذا اللفظ الذي ذكرناه وبناء على ذلك فقد سبق نقل الاجماع عن الترمذي في هذه المسالة، وحكى الحافظ ابن حجر عن ابن عبـــدالبر انه قال‏:‏ لم يات عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه خلاف، والذي حكاه ابن حجر عن ابن عبدالبر هو قوله‏:‏ وهو امر مجمع عليه في هيئة وضع اليدين احداهما على الاخرى فعلم بذلك عدم تناول العموم له ‏.‏
السادس‏:‏ ان معنى الرفع في اللغة لا يصدق على مسمى الوضع، قال احمد بن فارس في معجم مقاييس اللغة في مادة ‏(‏رفع‏)‏‏:‏ الراء والفاء والعين اصل واحد يدل على خلاف الوضع، وتقول رفعت الشيء رفعاً، وقال ايضا في مادة‏:‏ ‏(‏الوضع‏)‏ الواو والضاد والعين اصل واحد يدل على الخفض للشيء وحمله‏.‏ انتهى وهذا المعنى في اللسان والقاموس وغيرهما من كتب اللغة، اذا تقرر ذلك بطل الاستدلال بقوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏مالي اراكم رافعي ايديكم كانها اذناب خيل شمس‏"‏ فان الادلة جاءت بالوضع لا بالرفع، اما الاستصحاب فهو ان الاصل هو الارسال كحالة الانسان قبل الدخول في الصلاة كذلك اذا دخل في الصلاة‏.‏
والجواب‏:‏ ان هذا الاصل مسلم لو سلم من المعارض، وتقرير ذلك ان الاستصحاب انما يستدل به في حالة عدم مايعارضه وقد عورض هنا بادلة الوضع فتكون رافعة له ‏.‏
اذا علمت ما سبق فاننا نبين لك من علمنا انه قال بالارسال، قال النووي في المجموع شرح المهذب‏:‏ حكى ابن المنذر عن عبدالله بن الزبير والحسن البصرى والنخعي انه يرسل يديه ولا يضع احداهما على الاخرى وحكاه القاضي ابوالطيب عن ابن سيرين، قال الليث بن سعد يرسلهما فان طال ذلك عليه وضع اليمنى على اليسرى للاستراحة ويروي ابن عبدالحكم عن مالك الوضع، وروى عنه ابن القاسم الارسال وهو الاشهر وعليه جميع اهل المغرب من اصحابه او جمهورهم، قال ابن القيم في اعلام الموقعين بعد ذكر احاديث وضع اليدين في الصلاة مالفظه‏:‏ ‏(‏فردت هذه الاثار برواية ابن القاسم عن مالك‏)‏، قال‏:‏ ‏(‏تركه احب الي ولا اعلم شيئاً قط ردت به سواه ‏)‏ ‏[‏اعلام الموقعين 2/400 ‏(‏ دار الجيل‏)‏‏]‏ انتهى ‏.‏
وقال سليمان بن خلف الباجي في كتابه المنتقى شرح الموطا وقد اختلف الرواة عن مالك في وضع اليمنى على اليسرى فروى اشهب عن مالك انه قال لاباس بذلك في النافلة والفريضة، وروى مطرف وابن الماجشون عن مالك انه استحسنه، وروى العراقيون عن اصحابنا عن مالك في ذلك روايتين‏:‏ احداهما الاستحسان والثانية المنع، وروى ابن القاسم عن مالك‏:‏ لا باس بذلك في النافلة وكرهه في الفريضة، وقال القاضي ابو محمد‏:‏ ليس هذا من باب وضع اليمنى على اليسرى وانما هو من باب الاعتماد، والذي قاله هو الصواب، فان وضع اليمنى على اليسرى انما اختلف فيه ‏(‏هل هو من هيئة الصلاة ام لا‏؟‏ ليس فيه اعتماد فيفرق فيه بين النافلة والفريضة ‏)‏ ثم قال‏:‏ ‏(‏انما منع الوضع على سبيل الاعتماد، ومن حمل منع مالك على هذا الوضع اعتل بذلك لئلا يلحقه اهل الجهل بافعال الصلاة المعتبرة في صحتها ‏)‏ ‏[‏المنتقى للباجي 1/280 ‏(‏ دار الكتاب العربى ‏)‏‏]‏ انتهى ‏.‏
فتبين لك مما سبق ان الارسال ليس بسنة وانما السنة القبض ولا اعتبار لقول احد مع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وفعله وتقريره‏.‏
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه وسلم ‏.‏
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء
نائب رئيس اللجنة‏:‏ عبدالرزاق عفيفي
عضو‏:‏ عبدالله بن قعود
عضو‏:‏ عبدالله بن غديان

السؤال السادس من الفتوى رقم ‏(‏949‏)‏
س6‏:‏ نسال عن حكم ارسال اليدين او قبضهما بوضع احداهما على الاخرى‏؟‏
ج6‏:‏ سبق ان ورد الى سماحة الشيخ محمد بن ابراهيم ال الشيخ - رحمه الله - سؤال مشابه لهذا السؤال فنكتفي باجابته لتكون اجـــــابة على السؤال وفيما يلى نص الاجابة‏:‏
السنة وضع اليد اليمنى على اليد اليسرى لما روى البخاري في صحيحه عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال‏:‏ كان الناس يؤمرون ان يضع الرجل اليد اليمنى على ذراعه اليسرى‏.‏ وفي رواية لمسلم ثم وضع يده اليمنى على ظهر يده اليسرى‏.‏ وقد وردت احاديث وضع اليد اليمنى على اليد اليسرى من طرق متعددة فمن ذلك ما اخرجه الترمذي وابن ماجه عن قبيصة بن هلب عن ابيه قال الترمذي بعد اخراجه حديث حسن وعن ابن عبدالبر في التمهيد والاستذكار عن عظيف بن الحارث وعند الدارقطني عن حذيفة بن اليمان، وعن ابي الدرداء عند الدارقطني مرفوعا وابن ابي شيبه مرفوعاً، وعند احمد والدارقطني عن جابر، وعند ابى داود عن عبدالله بن الزبير، وعند البيهقى عن عائشة وقال صحيح ‏.‏ وعند الدارقطني والبيهقى عن ابى هريرة، وعند ابي داود عن الحسن مرسلاً، وعنده ايضاً عن طاووس مرسلاً، وعند النسائي وابن ماجه عن ابن مسعود، قال ابن سيد الناس‏:‏ رجاله رجال الصحيح، قال الحافظ في الفتح اسناده حسن، وقال الترمذي في جامعه بعد سياقه لحديث قبيصة بن هلب عن ابيه والعمل على هذا عند اهل العلم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين ومن بعدهم يرون ان يضع الرجل يمينه على شماله في الصلاة، وراى بعضهم ان يضعها فوق السرة، وراى بعضهم ان يضعها تحت السرة، وكل ذلك واسع عندهم انتهى كلام الترمذي ‏.‏
اذ تقرر ان السنة هي وضع اليمنى على اليسرى فاذا صلى شخص وهو مرسل يديه فصلاته صحيحة؛ لان وضع اليد اليمنى على اليسرى ليس من اركان الصلاة ولا من شروطها ولا من واجباتها‏.‏ واما اقتداء من يضع يده اليمنى على اليسرى بمن يرسل يديه فصحيح ‏.‏
قال شيخ الاسلام ابن تيمية‏:‏ ‏(‏من قال من المتفقهة اتباع المذاهب انه لا يصح الائتمام بمن يخالفه اذا فعل او ترك شيئا يقدح في الصلاة عند المامومين فمقالته توقعه في مذاهب اهل الفرقة والبدعة من الروافض والمعتزلة والخوارج الذين فارقوا السنة ودخلوا في الفرقة والبدعة‏)‏ ‏.‏
قال‏:‏ ‏(‏ولهذا ال الامر ببعض الغالين الى انه لا يصلي خلف من ترك الرفع اول مرة واخر لا يصلي خلف من يتوضا من المياه القليلة، واخر لا يصلي خلف من لايتحرز من يسير النجاسة المعفو عنه الى امثال هذه الضلالات التى توجب ايضا انه لا يصلي اهل المذهب الواحد بعضهم خلف بعض، ولا يصلي التلميذ خلف استاذه، ولا يصلي ابوبكر خلف عمر، ولا علي خلف عثمان، ولا يصلي المهاجرون والانصار بعضهم خلف بعض‏)‏، قال‏:‏ ‏(‏ولا يخفى على المسلم ان هذا من مذاهب اهل الضلال وان غلط فيه بعض الناس‏.‏ وقال ايضاً وقد اتفق سلف الامة من الصحابة والتابعين على صلاة بعضهم خلف بعض مع تنازعهم في بعض فروع الفقه، وفي بعض واجبات الصلاة ومبطلاتها، ومن نهى بعض الامة عن الصلاة خلف بعض لاجل ما يتنازعون فيه من موارد الاجتهاد فهو من جنس اهل البدع والضلالة‏)‏ انتهى المقصود‏.‏
واذا صلى شخص مرسلاً يديه في حال قيامه فقد ترك سنة وتارك السنة ليس بكافر ‏.‏
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه وسلم ‏.‏
اللجنه الدائمه للبحوث العلمية والافتاء
نائب رئيس اللجنة‏:‏ عبدالرزاق عفيفي
عضو‏:‏ عبدالله بن قعود
عضو‏:‏ عبدالله بن غديان

السؤال الثانى من الفتوى رقم ‏(‏1257‏)‏
س2‏:‏ بعض العلماء يسدل في الصلاة، وبعضهم يقبض، وبعض من يقبض لا يصلي وراء من يسدل، وبعض من يسدل لا يصلي وراء من يقبض فافتونا بذلك‏؟‏
ج2‏:‏ ثبت ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يضع يده اليمنى على يده اليسرى في الصلاة فريضة او نافلة ‏[‏اخرجه احمد 5/226 ومسلم 1/301 كتاب الصلاة باب وضع اليمنى على اليسرى بعد تكبيرةالاحرام، وابوداود 1/201 كتاب الصلاة باب وضع اليمنى على اليسرى في الصلاة والترمذى 2/32 كتاب الصلاة باب ما جاء في وضع اليمين علي الشمال في الصلاة، والنسائي 2/26 كتاب الافتتاح باب وضع اليمين علىالشمال في الصلاة وابن ماجه 1/266 كتاب اقامة الصلاة باب وضع اليمين على الشمال في الصلاة‏]‏ وبهذا قال جمهور الفقهاء وهو الصواب، وكره مالك ذلك في الفريضة للاعتماد، واجازه في النافلة وذكر ابوالوليد محمد بن احمد بن رشد في كتابه المقدمات ان وضع اليدين احداهما على الاخرى في الصلاة من مستحبات الصلاة، وقال‏:‏ ومعنى كراهية مالك له ان يعد من واجبات الصلاة ا‏.‏هـ ومع ذلك فاقتداء من يسدل بمن يقبض واقتداء من يقبض بمن يسدل كلاهما صحيح باتفاق العلماء‏.‏
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه وسلم ‏.‏
اللجنه الدائمه للبحوث العلمية والافتاء
الرئيس‏:‏ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
نائب رئيس اللجنة‏:‏ عبدالرزاق عفيفي
عضو‏:‏ عبدالله بن غديان
عضو‏:‏ عبدالله بن منيع

السؤال الاول من الفتوى رقم ‏(‏1275‏)‏
س‏:‏‏(‏ا‏)‏ المسلمون في المدينة يمنعون الناس عن قبض اليدين في الصلاة في مسجدهم الجامع هل يجوز لاهل السنة ترك القبض ليصلوا في مسجدهم ام يتركوا مسجدهم ويصلون في بيوتهم منفردين مع قبض اليدين‏؟‏
‏(‏ب‏)‏ مسلم وضع يده على صدره وهو يصلي ومسلم اخر يصلي مسدل اليدين ايهما احسن‏؟‏
ج‏:‏ وضع اليد اليمنى على اليسرى في الصلاة فوق الصدر حال القيام فيها من سنن الصلاة، فينبغي لمن تيسر له ذلك ان يحرص عليه رجاء الاجر والثواب في اتباع هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن ان اعترض عليه المصلون بالمسجد وخشي ان تحدث فتنة من وضع يده اليمنى على اليسرى في الصلاة وان ينشا عن ذلك ضرر ترك القبض ارسل يديه اتقاء للفتنة والضرر، ولا يجوز له ان يتخلف عن الجماعة ويصلي في بيته مادام الامام لايعرف عنه ما يوجب كفره؛ لان الصلاة مع الجماعة في المسجد فرض على الصحيح، وبهذا يعرف ان من يصلي واضعاً يده اليمنى فوق اليسرى فوق صدره خير واحسن صلاة ممن يصلي مرسلاً يديه الى جنبيه مع كون صلاتهم جميعا صحيحة ‏.‏
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه وسلم ‏.‏
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء
الرئيس‏:‏ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
نائب رئيس اللجنة‏:‏ عبدالرزاق عفيفي
عضو‏:‏ عبدالله بن غديان

السؤال الاول والثانى من الفتوى رقم ‏(‏4150‏)‏
س‏:‏1- 2 ما هو الفرق بين القبض والسدل، وهل هناك حديث او احاديث تدل على ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان سادلاً او بعض اصحابه في الصلاة ‏.‏ والد طرد ابنه من البيت لانه راى اي‏:‏ الولد، يصلي قابضاً واخاف الوالد انه لم يسمح لولده حتى يصلي ســــادلاً، اذا فماذا يصنع لوالده‏؟‏
ج‏:‏1-2 القبض في الصلاة وضع كف اليد اليمنى على اليد اليسرى، والسدل في الصلاة ارسال اليدين مع الجانبين وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه وضع يده اليمنى على اليسرى في الصلاة حال القيام للقراءة وحال القيام بعد الرفع من الركوع وذلك فيما رواه احمد ومسلم عن وائل بن حجر رضي الله عنه انه راى النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه حين دخل في الصلاة وكبر ثم التحف بثوبه ثم وضع اليمنى على اليسرى فلما اراد ان يركع اخرج يديه ثم رفعهما وكبر فركع فلما قال سمع الله لمن حمده، رفع يديه فلما سجد سجد بين كفيه ‏[‏اخرجه احمد4/317 - 318، ومسلم 1/301 برقم ‏(‏401‏)‏، وابوداود1/464، 465 برقم ‏(‏723، 726‏)‏‏]‏‏.‏ وفي رواية لاحمد وابي داود‏:‏ ‏(‏ثم وضع يده اليمنى على كفه اليسرى والرسغ والساعد‏)‏ ‏[‏اخرجه احمد 1/318،وابوداود 1/466 برقم ‏(‏727‏)‏، والنسائي 2/136 برقم ‏(‏889‏)‏‏]‏‏.‏ وفيما رواه ابوحازم عن سهل بن سعد الساعدي قال‏:‏ ‏(‏ كان الناس يؤمرون ان يضع الرجل اليد اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة‏)‏، وقال ابوحازم‏:‏ ‏(‏ولا اعلمه الا ينمي ذلك الى النبي صلى الله عليه وسلم‏)‏ رواه احمد والبخاري ‏.‏ ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث انه سدل يديه وارسلهما مع جنبيه في القيام في الصلاة ‏.‏
اما طرد الوالد ابنه من اجل عمله بالسنة فخطا وعلى الابن ان يصاحب والده بالمعروف ولوطرده واذاه ولا يطيعه في نهيه عن العمل بالسنة لقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وان جاهداك على ان تشرك بي ماليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً واتبع سبيل من اناب الي‏.‏‏.‏‏}‏ الاية ‏[‏سورة لقمان، الايه 15‏]‏
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه وسلم ‏.‏
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء
الرئيس‏:‏ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
نائب رئيس اللجنة‏:‏ عبدالرزاق عفيفي
عضو‏:‏ عبدالله بن قعود
عضو‏:‏ عبدالله بن غديان

السؤال الاول من الفتوى رقم ‏(‏5852‏)‏
س1‏:‏ جاء في المدونة الكبرى للامام مالك رحمه الله ‏(‏ج‏:‏1‏)‏ باب وضع اليد على اليد‏:‏ سئل مالك عن وضع اليد اليمنى على اليسرى في الصلاة فقال‏:‏ لا اعرف ذلك في الفريضة ولكن في النوافل اذا طال القيام فلا باس به يعين به على نفسه‏.‏ فهل معنى ذلك انه لا يستحب وضع اليد اليمنى على اليد اليسرى في الفريضة‏؟‏
فان قيل‏:‏ انه ثبت في السنة القبض‏.‏ قلت نعم ثبت ذلك من رواية مالك في الموطا فكيف يقول لااعرف ذلك وهو الذي روى الحديث في الموطا وعنه اخذه الشيخان‏.‏ فمعنى ذلك انه لا يعرف العمل على هذا الحديث، وانتم تعلمون جلالة علم مالك وتشدده في التمسك بالسنة واثار الصحـابة، فهل يكون قوله هذا ناسخاً للحديث مع العلم اني درست بعض كتب اصول الفقه والحديث واطمئن للاصل الذي اتبعه مالك في ان اجماع اهل المدينة ناسخ للحديث اذا لم يكن هناك مخالف من التابعين في قطراخر فان قيل‏:‏ ان قول مالك‏:‏ ‏(‏لا اعرف‏)‏ لا يدل على اجماع اهل المدينة، قلت هذا فيه نظر؛ لانه لو وجد فيه خلاف لعرفه ولو عرفه لذكره‏.‏ فلما لم يكن هناك خلاف دل على ان هناك اجماع‏.‏ فان قيل يحتمل انه لا يعرف في ذلك حديثاً فلما وجد رواه في الموطا‏:‏ هذا مردود بقوله ‏(‏ولكن النوافل اذا طال القيام‏)‏ فهذا يدل على معرفة مالك واطلاعه على الحديث ولكن حمله على النوافل دون الفرائض كما في مسالة من اكل او شرب ناسياً في رمضان عند الامام مالك‏.‏ ثم جواب اخر وهو انه انما روى الحديث حتى لا يظن به احد انه خالف الحديث، او انه لا يعرف الحديث وانما يعرف الحديث ولا يعمل به ‏.‏ وجواب اخر ان الراوي اذا روى الحديث لايدل ذلك علىعدم نسخ الحديث وان كان الحديث صحيحاً‏.‏ وجواب اخر ان ابن القاسم كان من الملازمين للامام مالك وحفظ الموطا فلو ان الحديث غير منسوخ لرد قول الامام مالك‏.‏
ج1‏:‏ الحديث صحيح عند ائمة الحديث جميعاً ومنهم مالك بن انس رحمه الله وليس بمنسوخ لا بعمل اهل المدينة ولا بغيره، وانما تاوله مالك رحمه الله بحمله على وضع اليد اليمنى على اليسرى في النوافل ليستعين بذلك اذا طال قيامه فيها، ولا يفعل ذلك في الفريضة في نظره، ولذا قال‏:‏ لا اعرف ذلك في الفريضة ولم يقل لا اعرف مطلقاً حتى يتعارض مع روايته هذا الحديث‏.‏ وانما تاوله كما تقدم تصريحه بذلك، والصحيح ان عمل اهل المدينة ليس بحجة؛ لانهم غير معصومين وانما المعصوم اجماع الامة‏.‏
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه وسلم ‏.‏
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء
الرئيس‏:‏ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
نائب رئيس اللجنة‏:‏ عبدالرزاق عفيفي
عضو‏:‏ عبدالله بن غديان
السؤال الخامس من الفتوى رقم ‏(‏2139‏)‏
س5‏:‏ هل وضع اليمين على الشمال فوق الصدر في الصلاة من فعل النبي صلى الله عليه وسلم او لا‏؟‏
ج5‏:‏ من السنة وضع كف اليمنى على كف اليسرى والرسغ والساعد فوق الصدر اثناء القراءة في القيام، وفي القيام ايضا بعد الرفع من الركوع الى ان يخر ساجداً وهذا هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته العملية ‏.‏
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه وسلم ‏.‏
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء
الرئيس‏:‏ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
نائب رئيس اللجنة‏:‏ عبدالرزاق عفيفي
عضو‏:‏ عبدالله بن قعود
عضو‏:‏ عبدالله بن غديان

الفتوى رقم ‏(‏2399‏)‏
س‏:‏ افتى رجل بان الذين يضعون ايديهم على صدورهم في الصلاة بعد الرفع من الركوع مبتدعة ضلال، ويقول للناس‏:‏ ارسلوا ايديكم بعد الرفع من الركوع‏.‏ فهل هذا قول صحيح او باطل‏؟‏ بينوا لنا بالدليل الصحيح تؤجروا يوم الدين ‏.‏
ج‏:‏ ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يضع كفه اليمنى على كفه اليسرى والرسغ والذراع، فيما بين تكبيرة الاحرام والركوع، وبعد الرفع من الركوع ‏[‏اخرجه النسائي 1/126 كتاب الافتتاح باب موضع اليمين من الشمال في الصلاة‏]‏ وثبت عنه انه قال‏:‏ ‏"‏صلوا كما رايتموني اصلي‏"‏، فليس ذلك بدعة ولا ضلالة، بل هو سنة ‏.‏
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه وسلم ‏.‏
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء
الرئيس‏:‏ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
نائب رئيس اللجنة‏:‏ عبدالرزاق عفيفي
عضو‏:‏ عبدالله بن قعود
عضو‏:‏ عبدالله بن غديان

الفتوى رقم ‏(‏4777‏)‏
س‏:‏ انا شاب محترم في المجتمع الذي اعيش فيه ولله الحمد، وبعد انتهائي من الدراسة في المدارس المحلية هنا في السنغال توجهت الى الدعوة الى الله تعالى والتعليم فاقبل الناس الي وقبلوا التوحيد الذي ادعوهم اليه، وصــــاروا يعتبرون الكـــتاب والسنة مصدرين اساسيين بعد ان كانوا يلقونهما وراء ظهورهم‏.‏ لكنهم سرعان مابداوا في الانسحاب الى ما كانوا عليه من قبل؛ وذلك انهم راوني اصلى واضعاً يدي اليمنى على اليسرى ثم اضــــعهما على صدري فانكروا علي ذلك وظنوه ديناً اخر غير الاسلام فحاولت بكل وسيلة اقناعهم بان ذلك من السنة، وذكرت لهم النصوص الواردة في ذلك فلم يسمعوا‏.‏ فهل ورد نص في ان الرسول صلى الله عليه وسلم صلى مرسلاً يديه‏؟‏ وهل الافضل للدعوة ان اصلي بالارسال حتى يقبلوا التوحيد او استمر في الصلاة قبضاً واياس من تلبيتهم الدعوة الى الاسلام واستماعهم الي‏؟‏ افيدوني فانا متحير في هذه المسالة جزاكم الله خيراً ‏.‏
ج‏:‏ السنة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه كان يضع يده اليمنى على اليسرى فوق صدره في الصلاة سواء كانت فريضة ام نافلة، ولم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم انه صلى مرسلاً يديه الى جنبيه، وقد قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏ لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيراً‏}‏ ‏[‏سورة الاحزاب، الاية 21‏]‏ وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال‏:‏‏"‏ صلوا كما رايتموني اصلي‏"‏، لكن عليك ايها الاخ بالرفق في دعوتك لقومك‏.‏ ولا تترك سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من اجل اعراضهم عنك‏.‏ واحرص على ان تكون دعوتك الى اصول الاسلام والايمان ثم الى الفروع بالحكمة والموعظة الحسنة والجدل بالتي هي احسن، عسى ان يهدي الله بك خلقاً كثيراً ‏.‏
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه وسلم ‏.‏
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء
الرئيس‏:‏ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
نائب رئيس اللجنة‏:‏ عبدالرزاق عفيفي
عضو‏:‏ عبدالله بن قعود
عضو‏:‏ عبدالله بن غديان

راهب الفكر
02-04-06, 10:44 PM
عموما هذا سؤال ورد الي اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء تأمله
*********************************************.


[/center]

عموماً شفاك الله وعافك .


____________________
الله يهدي الجميع / شام

راهب الفكر
02-04-06, 10:57 PM
اولاً / احب ان اوضح ان هذا الموضوع هو موضوع يتحدث عن وضع شامل وليس المقصود به دولة بعينها .



ثانياً / ما اعرفه ان بعض المسائل الخلافية تعتبر من المسائل الشائكة وليست البسيطة مثل الحجاب والغناء واللحية والاسبال وغيرها من الامور الفقهية . وفي العقائد حدث ولا حرج والتي يصل الغلو فيها الى درجة خطيرة من المنابذة والتشاحن والبغضاء وليس هنا مجال الحديث عنها . ولا ينكرها الا من لا بضاعة له في الفكر الاسلامي








خاص بالعضو العندليب .
هذا الاقتباس لرد سابق كتبته تعقيباً على احد الاعضاء الذين عقبوا على هذا الموضوع .
لذلك اتمنى ان تتأمل فيه جيداً

وافي العهد
02-04-06, 10:59 PM
راهب الفكر ارى صورتك وشعارك كانها الملك الفرعوني الذي كفر بالله .... كيف تريد منا ان نقبل منك شيئا وانت تضع اعداء الله ومن ادعى الالوهية مقياسا ورمزا لمعرفك في المنتدى وكفاك نبشاَ في القبور والاجيال والافكارالتي مضى عليها قروناً طويله <<<<<<<< بختصار لن يستمع اليك احد لانك تتخذ رمز فرعون صورة لك

العندليب
02-04-06, 11:01 PM
***********************************************
sham

الصواعق
02-04-06, 11:07 PM
ياشباب .. أشربوا سوبيا

وروٌقوا المنقا :)

راهب الفكر
02-04-06, 11:10 PM
ياشباب .. أشربوا سوبيا

وروٌقوا المنقا :)


شكراً لك ايها الصديق . اطلب واحد منقا على حسابك .
تحياتي العاطرة لشحصك الكريم

راهب الفكر
02-04-06, 11:13 PM
ياشباب .. أشربوا سوبيا

وروٌقوا المنقا :)

(a24)
شكراً لك ايها الصديق . اطلب واحد منقا على حسابك .
تحياتي العاطرة لشحصك الكريم

راهب الفكر
02-04-06, 11:15 PM
************************************
**************
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته / شام







صدق من قال كل اناءً بما فيه ينضح

الصواعق
02-04-06, 11:39 PM
راهب والعندليب .. اركدوا يامال الصلاح

راس ماله موضوع ..:)

وشوله كل هالحساسية ؟


راهب .. تبي عصير منقا ؟.. ماعندي الا عصير عنب .. على كيف كيفك
تبي جغمة ؟

شاكر المولى
02-04-06, 11:44 PM
لو سلمت الأمه الإسلاميه من هؤلاء الأربعه وتمسكت بماجاء به الرسول عليه وعلى آله

أفضل الصلاة والسلام لكان المسلمين في تود وتراحم وعزه ونصر ولكنها إرادة الله

الذي لوشاء لجعلنا أمة واحده بدل مانحن عليه الأن0 شيع كل حزب بما لديهم فرحون0

العندليب
03-04-06, 12:14 AM
*************** المتنح عباره عن اجابات دينيه لأسئله موجهه لعلماء أفاضل اتهمتهم انت
بتعطيل المذاهب والاخذ بالمذهب الذي تتبناه الدولة***********************

****************************
sham(qq22)

ارسطوطاليس
03-04-06, 12:42 AM
[QUOTE=العندليب]
*************** المتنح عباره عن اجابات دينيه لأسئله موجهه لعلماء أفاضل اتهمتهم انت


بتعطيل المذاهب والاخذ بالمذهب الذي تتبناه الدولة***********************

****************************
sham(qq22)














فعلاً الاستهبال داء خطيرررررررررررررر والاخطر منه ان يهرف الانسان بما لا يعرف
يبدو انك تعيش في عالم اخر والا ماذا تسمي القضاء لدينا والذي يقضي على المذهب الحنبلي فقط ياصاحب العلم والاختصاص
*************
sham
.
<<<(qq22)<

العندليب
03-04-06, 12:59 AM
********************* وافهم اولا وش الموضوع وبعدين تعال وهات

ماعندك
*****************
sham

راهب الفكر
03-04-06, 01:03 AM
راهب والعندليب .. اركدوا يامال الصلاح

راس ماله موضوع ..:)

وشوله كل هالحساسية ؟


راهب .. تبي عصير منقا ؟.. ماعندي الا عصير عنب .. على كيف كيفك
تبي جغمة ؟

لا عليك ياصديقي .
فقد نسيت الامر كله ولا اريد لمثل هذه الامور العارضة وسخفات الاطفال ممن لم يبلغوا سن الحلم بعد ان تصرفنا عن لب الموضوع .

المهم .
انا مصر على المنقا لان العنب يجيب لي حموضة خلك كريم كما عهدناك وجيب المنقا

راهب الفكر
03-04-06, 01:06 AM
لو سلمت الأمه الإسلاميه من هؤلاء الأربعه وتمسكت بماجاء به الرسول عليه وعلى آله

أفضل الصلاة والسلام لكان المسلمين في تود وتراحم وعزه ونصر ولكنها إرادة الله

الذي لوشاء لجعلنا أمة واحده بدل مانحن عليه الأن0 شيع كل حزب بما لديهم فرحون0

هل تقصد المذاهب الاربعة . ارجو ان توضح الامر اكثر اذا تكرمت

الصواعق
03-04-06, 01:11 AM
لا عليك ياصديقي .
فقد نسيت الامر كله ولا اريد لمثل هذه الامور العارضة وسخفات الاطفال ممن لم يبلغوا سن الحلم بعد ان تصرفنا عن لب الموضوع .

المهم .
انا مصر على المنقا لان العنب يجيب لي حموضة خلك كريم كما عهدناك وجيب المنقا

ياصديقي .. مشي حالك :)

وبخصوص المنقا .. يقولون إنها تسمّن .

لكن أنصحك بما أنك تحب الفكر .. أن تجرب العنب ، خصوصا المندرينا

فهي التي تهتك أسرار الأفكار والمعاني ،

وكما قال عمرو بن كلثوم :
ألاهبي بصبحك فاصبحينا ... ولا تبقي عصير المندريناا

<< يقول الله يستر ماتجي الهيئة ..وتشيله

راهب الفكر
03-04-06, 01:11 AM
والا ماذا تسمي القضاء لدينا والذي يقضي على المذهب الحنبلي فقط ياصاحب العلم والاختصاص
*************
sham

ارسطو طاليس هدء اعصابك وتجاهل مثل هذه الاشكال فهذه انجع طريقة للتعامل معهم لانهم لايفقهون شيئاً وكما يقال ( لا تجادل الاحمق فيخطيء الناس بالتفريق بينكما ) .
المهم تعال معي فنحن مدعوين على كأس من عصير المنقا الطازج على حساب استاذنا الصواعق وبعدها دعنا نثرى هذا الموضوع بالنقاش الجاد والمفيد
تحياتي العاطرة لشخصك الكريم

وافي العهد
03-04-06, 01:13 AM
الصواعق راهب .. تبي عصير منقا ؟.. ماعندي الا عصير عنب .. على كيف كيفك
تبي جغمة ؟



شكرا اخي العندليب فانت من كبار الكتاب اما راهب الفكر هداه الله فاعتقد انه يمجد الفراعنه وملوكهم الهالكين ... اما الصواعق فاقول لك اتق الله في نفسك **********:) ***************** وتهنى يالصواعق بالعصير العنب المعتق

الصواعق
03-04-06, 01:18 AM
شكرا اخي العندليب فانت من كبار الكتاب اما راهب الفكر هداه الله فاعتقد انه يمجد الفراعنه وملوكهم الهالكين ... اما الصواعق فاقول لك اتق الله في نفسك **********:) ***************** وتهنى يالصواعق بالعصير العنب المعتق :)





لا تأخذ الأمور بجدية ياوافي :)

وأحسن الظن بإخوتك ..:)

وافي العهد
03-04-06, 01:27 AM
تسلم لي الصواعق اجل اشربوا بكيفكم اترككم انا بس لاتكثرون من العنب المعتق ههههههه :)

تأبط حرفاً
03-04-06, 06:47 AM
من قال لك أن كل أهل البلد حنابلة؟

البلد مليئة بالمنحرفين جامية و سرورية و صوفية وزيدية و اسماعيلية و انبطاحية وعلمانية وتركي-حمدوية (يعني كفار)

يا رجال قل كلام يدخل العقل (على رأي شام)


هات البينة ياأبو الكرامات والعلم

وقبل ذلك هات اجماع نصي من علماء بلدك المعتبرين


بارك الله فيك وسددك وهداك

لاتشرد عن الموضوع وتحاول إظهار مرئياتك بدون سبب لها

أعتذر منك

تأبط حرفاً

تأبط حرفاً
03-04-06, 07:03 AM
سيدي الكريم.......................... راهب الفكر

أقف إجلالاً لحرفك وإن لم يسعفني الوقت للتروي والبحث داخل

ماسطرته من درر هي في الحقيقة تمثل الحقيقة


لكني أوافقك فيها شكلاً ومضموناً


ولكن تبقى نقطة المتلقي نقطة فاصلة في هذا الموضوع



فما تفوه فيه العندليب ووابن العهد إلا أنموذج لموضوعك


ومثالاً للقرن الفائت



سددت من قلم وبوركت من عقل


(( بلا رهبة للفكر))


تأبط حرفاً

المأمون
03-04-06, 09:38 AM
الاخ راهب الفكر...
متابع... مناوشات الصواعق ... هو مصر على عصير العنب.. لا أدري معتقا ام طازج... ولكنه على الخط يفكر.. (يلعب صاح) كما يقولون... يراوغ ليفتح ثغرات في دفاع الخصم... انه كعادته معارض عنيد... يتقدم يوميا للامام من خلال هذه المناوشات... هنيئا لك يا الصواعق... لا تترك عقلك ع الزيرو...

البعض يهتم بالشكل ويهرب من المضمون.. فما دخل الصورة.. في الموضوع.. يبدوا أنه لديه اعتراض اساسي.. ولكنه لايعرف كيف يعبر وكان انتقاده على الهامش... زهذا مما يسميه البعض (الهروب للأمام)...

الاخت شام اوردت لنا قضية خطيرة... لخصها احد العلماء من المعاصرين.. ان ذا النورين (وقصدت من ذلك ان كلتا زوجتيه .. من صلب رسول الله.. تخرجتا من بيت النبوة وتربيا على يد مربي البشرية رسولنا الكريم وبالتأكيد اخذتا منه الكثير مما تعلمتاه قولا وسمعا ونظرا.. فضلا عن أن بهما شيء من دم رسول الله وجيناته) عثمان بن عفان الذي يقيم الليل بركعة يقرأ فيها القرآن كله .. يبدأ صلاته قابضا يده اليمنى على اليسرى بصدره.... ويدخل في معية الله لا يحس بنفسه.. وهو بالتأكيد يقف خاشعا لمولاه.. فتنزل بمرور الزمن يداه رويدا إلى أن يسبل تماما... وقال إن ذلك دليله على أن القبض على اي درجة كانت حتى مرحلة الاسبال الكامل هي من السنة ومن افعال الرسول صلى الله عليه وسلم وخلفاءه الراشدين...

أما ان يصرف كل هذا الوقت في هذه المسألة وهناك كثير من المواضيع الاساسية التي فيها خلاف.. لا يتم التحاور فيها .. فهذا هو ما ننتقده وحاشا وكلا أن ننتقص من قدر علمهم او فكرهم... ولكن ما أقول أن الانتقاد يكمن في ضرورة اقتحام الاولويات التي تجعل تؤثر على وحدة رؤية المسلمون لامور دينهم ودنياهم... فهذا هو المحك وهذا هو التحدي الذي يجابهنا جميعا في هذا العصر... وليعلم الجميع ان المولى عز وجل طالبنا بالتفكر والتعقل.. بكل السبل ومن سبل العلم بجانب القرأة هي القياس والاستنباط .. ولن يتأتى ذلك الا من خلال التعمق في الفكر... وربما يخطيء هذا العالم هنا او هناك.. ولنخلع جميعا ثوب التعصب للأشخاص ولنوقن ان المعصومين من الخطأ هم الرسل والانبياء فقط.. فربما يرى جاهل ثغرة صغيرة في أمر ما لا يتمكن عالم متمكن من رؤيتها.. ويشير لها الجاهل .. ويتفكر فيها العالم ويصل عن طريقها لفتوحات له من المولى عز وجل.. وفي العلوم الاخرى لنتأمل كيف اكتشف الانسان الجاذبية.. اليس عن طريق التأمل .. وكيف اكتشف الانسان كثير من الاشياء .. حتى الذرة.. وكيف طورها .. السيلكون .. وكيف طوره.. الكهرباء.. . النسلين (المضاد الحيوي).. وكيف طوره . وكيف وصل للقمر.. وفي طريقه للمريخ... والكثير الكثير الذي كان مغمورا ... كلها اشاء كانت موجودة فقط توصلت لها البشرية بعد أن اعملت عقولها وفكرت... وهناك الكثير في هذا البحر الذي لا ساحل له وصدق الله العظيم عندما قال (وما أوتيتم من العلم الا قليلا)... انها دعوة للبحث والتقصي وتشغيل هذه الآلة الخطيرة التي تقبع في جماجم البشر...

مجرد خواطر سجلتها مباشرة .. فإن اصبت فمن الله وإن اخطأت فمن نفسي...

اخوكم: المأمون..

بلوتوث
03-04-06, 10:28 AM
يا لهذه المواضيع التي تسبب الصداع!

ارسطوطاليس
03-04-06, 10:33 AM
عزيزي راهب الفكر ,
موضوع في الصميم وتشخيص لمرض عضال يعاني منه الفكر الاسلامي منذ قرون مضت,
فلقد وصل الجمود الفكري الى مرحلة خطيرة حتى ان احد العلماء الحنابلة وهو ابن رجب الحنبلي قال انه لايجوز الاجتهاد المطلق ويجب ان يكون مقيداً بما اتفق عليه الائمة الاربعة , بكلام اخر اي انه لايجوز الافتاء باي مسالة سبق وان افتى بها الائمة الاربعة بفتوى مخالفة ,وحتى عقود قريبة لم يحاول احد من العلماء المسلمين قطع هذه الاسلاك الشائكة التي طوق بها الاجتهاد الفقهي سوى نزر قليل من الائمة , فهنالك بعض المحاولات من الامام الغزالي في القرن الخامس الهجري ثم تلى ذلك محاولات جرئية وجادة من ابن تيمية وما قضية الطلاق الذي سجن وعذب بسببها الا احد افرازات الاحتقان الموجود لدى متبعي المذاهب في ذلك العصر وبعد ابن تيمية بقرون اتى الامام الاندلسي الشاطبي ( 790 هـ ) الذي نقل الفقه الاسلامي نقلة نوعية من علم القياس الى مقاصد الشريعة ويعتبر كتاب الشاطبي الموافقات من طلائع الكتب الاسلامية التي كانت تحمل في مضمونها فكراً جديداً لفهم الشريعة الاسلامية بناء على المصلحة .,

عزيزي راهب الفكر
اعتقد انك توافقني الراي اننا نرى اليوم بوادر تحرر من هذا الانغلاق والجمود الفكري الذي اصاب الامة الاسلامية منذ قرون خلت ولكنها تقابل بالهجوم من الكثير والمطلوب هو عدم الالتفات الى ذلك والمضي قدماً في تحرير الفكر الاسلامي من الاغلال التي طوق بها حتى يعود الاسلام متجدداً

العندليب
03-04-06, 11:23 AM
بصراحه يعتبر هذا الموضوع من اسخف ما قرأت من مواضيع في قصيمي نت ومن اخطرها على الإطلاق
واسوء ما اشاهده على النت بشكل عام ان يتحدث العامة في أدق التخصصات العلمية والدينيه خاصه
والتي لا تقبل مجرد الاراء فيها فضلا عن الجدل العقيم وبالذات الحديث عن المذاهب وهو حديث لايقبل الارتجال
والعفس والتخبيص وحبه فوء وحبه تحت !! ...واللي يحب يجامل احد يجامله في أي شئ بس
مو على حساب الدين ..وكفانا عبث وتأليف في ديننا وهو غاية أمرنا و أسمى شئ في حياتنا وليس
لنا بعده شئ يهمنا ...فاتقو الله يامشرفين واحذفوا هذا الجدل السقيم ..وكفى الأمة ماتعانيه من
تفرقه وتمزق وشتات ... اللهم انا نصحناهم اللهم فاشهد ...والله من وراء القصد ,,

ارسطوطاليس
03-04-06, 12:12 PM
بصراحه يعتبر هذا الموضوع من اسخف ما قرأت من مواضيع في قصيمي نت ومن اخطرها على الإطلاق

واسوء ما اشاهده على النت بشكل عام ان يتحدث العامة في أدق التخصصات العلمية والدينيه خاصه
والتي لا تقبل مجرد الاراء فيها فضلا عن الجدل العقيم وبالذات الحديث عن المذاهب وهو حديث لايقبل الارتجال
والعفس والتخبيص وحبه فوء وحبه تحت !! ...واللي يحب يجامل احد يجامله في أي شئ بس
مو على حساب الدين ..وكفانا عبث وتأليف في ديننا وهو غاية أمرنا و أسمى شئ في حياتنا وليس
لنا بعده شئ يهمنا ...فاتقو الله يامشرفين واحذفوا هذا الجدل السقيم ..وكفى الأمة ماتعانيه من
تفرقه وتمزق وشتات ... اللهم انا نصحناهم اللهم فاشهد ...والله من وراء القصد ,,



العجيب انه مع هذه الضحالة الفكرية الفاضحة وهذا الاسلوب السخيف الذي يدل على مستواك العقلي والادبي مكتوب تحت اسمك ( من كبار الكتاب ) اي انك ند للمأمون وغيره من عمالقة هذا المنتدى ,
عجببببببببببببببببببببببببي

راهب الفكر
03-04-06, 12:19 PM
ارسطو طاليس هدء اعصابك وتجاهل مثل هذه الاشكال فهذه انجع طريقة للتعامل معهم لانهم لايفقهون شيئاً وكما يقال ( لا تجادل الاحمق فيخطيء الناس بالتفريق بينكما ) .
المهم تعال معي فنحن مدعوين على كأس من عصير المنقا الطازج على حساب استاذنا الصواعق وبعدها دعنا نثرى هذا الموضوع بالنقاش الجاد والمفيد


تحياتي العاطرة لشخصك الكريم


هذا اقتباس من رد لراهب الفكر على الاستاذ ارسطوطاليس عندما راء اعصابه منشدة في النقاش ومعروف ان المنقا من الفواكه التي تهديء الاعصاب








تسلم لي الصواعق اجل اشربوا بكيفكم اترككم انا بس لاتكثرون من العنب المعتق ههههههه :)







وهذا رد للعضو وافي العهد على الصواعق وانظروا مقدار التحريف وخلط الامور والنية السيئة
عموماً هذه الاقتباسات موجه للاخوة القراء حتى تتبين لهم مدى حجم تضخم النية السيئة لدى وافي العهد ومدى التخيلات المريضة التي ترتع في عقله

راهب الفكر
03-04-06, 12:19 PM
عدل من قبل راهب الفكر لتكراره

راهب الفكر
03-04-06, 12:52 PM
سيدي الكريم.......................... راهب الفكر

أقف إجلالاً لحرفك وإن لم يسعفني الوقت للتروي والبحث داخل

ماسطرته من درر هي في الحقيقة تمثل الحقيقة


لكني أوافقك فيها شكلاً ومضموناً


ولكن تبقى نقطة المتلقي نقطة فاصلة في هذا الموضوع



فما تفوه فيه العندليب ووابن العهد إلا أنموذج لموضوعك


ومثالاً للقرن الفائت



سددت من قلم وبوركت من عقل


(( بلا رهبة للفكر))


تأبط حرفاً


اشكرك عزيزي تابط حرفاً على مشاعرك الجميلة وما نبحث عنها هي فعلاً نقطة الالتقاء الفاصلة لكي يقوم المسلمون والمهتمون بالفكر الاسلامي بعملية تنقية ونخل لما هو ضار وابقاء النافع ففي الدين الاسلامي الاصيل جواهر ودرر وكنوز لم تكتشف بعد واعترف لك انني على قناعة تامة ان هذا الدين العظيم عندما يجد من يحرره من الاغلال التي قيد بها سينكشف للناس مدى مرونته واتساعه الشاسع
ولاشك ان هنالك على مر التاريخ عقول متحجرة ابتليت بها الامة يسوقونها الى كهوف الظلام وما زالوا وكما تفضلت بالمثل الذي اوردته عن عينات ممن يغضبون على الناس لانهم لم يفكروا بهذا الموضوع بمثل مستوى عقلياتهم الرضيعة المضحكة .
احد الاخوة ممن سبق وتفضل علينا برايه هنا قال مثلاً عامياً مضحكاً ومعبراً في نفس الوقت عن الحال .!
يقول هذا الاخ مستشهداً بهذا المثل لانه يقول شيئاً والناس يقولونه شيئاً اخر مغاير تماماً لما يقول :
( قال ثور قالوا احلبوه ) ونحن نقول لهم الموضوع اشمل واكبر من عقولكم الصغيرة
تحياتي العاطرة

راهب الفكر
03-04-06, 01:03 PM
الاخ راهب الفكر...

البعض يهتم بالشكل ويهرب من المضمون.. فما دخل الصورة.. في الموضوع.. يبدوا أنه لديه اعتراض اساسي.. ولكنه لايعرف كيف يعبر وكان انتقاده على الهامش... زهذا مما يسميه البعض (الهروب للأمام)...

الاخت شام اوردت لنا قضية خطيرة... لخصها احد العلماء من المعاصرين.. ان ذا النورين (وقصدت من ذلك ان كلتا زوجتيه .. من صلب رسول الله.. تخرجتا من بيت النبوة وتربيا على يد مربي البشرية رسولنا الكريم وبالتأكيد اخذتا منه الكثير مما تعلمتاه قولا وسمعا ونظرا.. فضلا عن أن بهما شيء من دم رسول الله وجيناته) عثمان بن عفان الذي يقيم الليل بركعة يقرأ فيها القرآن كله .. يبدأ صلاته قابضا يده اليمنى على اليسرى بصدره.... ويدخل في معية الله لا يحس بنفسه.. وهو بالتأكيد يقف خاشعا لمولاه.. فتنزل بمرور الزمن يداه رويدا إلى أن يسبل تماما... وقال إن ذلك دليله على أن القبض على اي درجة كانت حتى مرحلة الاسبال الكامل هي من السنة ومن افعال الرسول صلى الله عليه وسلم وخلفاءه الراشدين...

أما ان يصرف كل هذا الوقت في هذه المسألة وهناك كثير من المواضيع الاساسية التي فيها خلاف.. لا يتم التحاور فيها .. فهذا هو ما ننتقده وحاشا وكلا أن ننتقص من قدر علمهم او فكرهم... ولكن ما أقول أن الانتقاد يكمن في ضرورة اقتحام الاولويات التي تجعل تؤثر على وحدة رؤية المسلمون لامور دينهم ودنياهم... فهذا هو المحك وهذا هو التحدي الذي يجابهنا جميعا في هذا العصر... وليعلم الجميع ان المولى عز وجل طالبنا بالتفكر والتعقل.. بكل السبل ومن سبل العلم بجانب القرأة هي القياس والاستنباط .. ولن يتأتى ذلك الا من خلال التعمق في الفكر... وربما يخطيء هذا العالم هنا او هناك.. ولنخلع جميعا ثوب التعصب للأشخاص ولنوقن ان المعصومين من الخطأ هم الرسل والانبياء فقط.. فربما يرى جاهل ثغرة صغيرة في أمر ما لا يتمكن عالم متمكن من رؤيتها.. ويشير لها الجاهل .. ويتفكر فيها العالم ويصل عن طريقها لفتوحات له من المولى عز وجل.. وفي العلوم الاخرى لنتأمل كيف اكتشف الانسان الجاذبية.. اليس عن طريق التأمل .. وكيف اكتشف الانسان كثير من الاشياء .. حتى الذرة.. وكيف طورها .. السيلكون .. وكيف طوره.. الكهرباء.. . النسلين (المضاد الحيوي).. وكيف طوره . وكيف وصل للقمر.. وفي طريقه للمريخ... والكثير الكثير الذي كان مغمورا ... كلها اشاء كانت موجودة فقط توصلت لها البشرية بعد أن اعملت عقولها وفكرت... وهناك الكثير في هذا البحر الذي لا ساحل له وصدق الله العظيم عندما قال (وما أوتيتم من العلم الا قليلا)... انها دعوة للبحث والتقصي وتشغيل هذه الآلة الخطيرة التي تقبع في جماجم البشر...

مجرد خواطر سجلتها مباشرة .. فإن اصبت فمن الله وإن اخطأت فمن نفسي...

اخوكم: المأمون..

زدنا من هذه الخواطر التي يطرب لها العقل ويرقص فرحاً . زادك الله من نعيمه وافاض عليك
عزيزي المامون .
ما نريده هو ان نقول لك انسان يخالف ويعارض ان الله تبارك وتعالى منحنا عقول نفكر بها ورزقنا ديننا واضح المعالم بين الحجة لا غموض فيه او شعوذات . فمن حقنا ان نفكر وان نتامل وان نسال ومن يعارضنا وهذا ( امر بالمناسبة مفيد ان يكون هنالك نقاش وتعارض وتلاقح افكار ) اقول على من يرى ان هذا الامر خطأ ان يقدم دليله وحجته بنية سليمة وعقل يبحث عن الحق .
اما ان ياتينا الواحد وهو يردد ما اريكم الا ما ارى . فنقول لله بالفم المليان كلا وكلا وكلا .
وهذا دليل واقعي على ان الخلل متاصل في عقول البعض لدرجة انك تقول كلاماً ويقولونك كلاماً اخر
التاريخ ليس ملك احد ولا يستطع اي انسان كائناً من يكون ان يغطيه ويحجبه عن الانظار والتفكير والتفكر ظاهرة صحية تصل بالمرء الى بر الامان
تحياتي العاطرة

العندليب
03-04-06, 01:05 PM
عزيزي راهب الفكر ,
موضوع في الصميم وتشخيص لمرض عضال يعاني منه الفكر الاسلامي منذ قرون مضت,
فلقد وصل الجمود الفكري الى مرحلة خطيرة حتى ان احد العلماء الحنابلة وهو ابن رجب الحنبلي قال انه لايجوز الاجتهاد المطلق ويجب ان يكون مقيداً بما اتفق عليه الائمة الاربعة , بكلام اخر اي انه لايجوز الافتاء باي مسالة سبق وان افتى بها الائمة الاربعة بفتوى مخالفة ,وحتى عقود قريبة لم يحاول احد من العلماء المسلمين قطع هذه الاسلاك الشائكة التي طوق بها الاجتهاد الفقهي سوى نزر قليل من الائمة , فهنالك بعض المحاولات من الامام الغزالي في القرن الخامس الهجري ثم تلى ذلك محاولات جرئية وجادة من ابن تيمية وما قضية الطلاق الذي سجن وعذب بسببها الا احد افرازات الاحتقان الموجود لدى متبعي المذاهب في ذلك العصر وبعد ابن تيمية بقرون اتى الامام الاندلسي الشاطبي ( 790 هـ ) الذي نقل الفقه الاسلامي نقلة نوعية من علم القياس الى مقاصد الشريعة ويعتبر كتاب الشاطبي الموافقات من طلائع الكتب الاسلامية التي كانت تحمل في مضمونها فكراً جديداً لفهم الشريعة الاسلامية بناء على المصلحة .,

عزيزي راهب الفكر
اعتقد انك توافقني الراي اننا نرى اليوم بوادر تحرر من هذا الانغلاق والجمود الفكري الذي اصاب الامة الاسلامية منذ قرون خلت ولكنها تقابل بالهجوم من الكثير والمطلوب هو عدم الالتفات الى ذلك والمضي قدماً في تحرير الفكر الاسلامي من الاغلال التي طوق بها حتى يعود الاسلام متجدداً

طبيعي جدا يا أمي ان اكون بنظرك الفكري المحدود بحدودك لا استحق أي شيئ ...فإذا كنت تجرأت على ابن رجب الحنبلي ..والائمة الاربعه
وفندتهم بافكارك الملوثه ووصفتهم بما وصفتهم به من جهل ..فمن اكون انا ومن يكون كل من يعارضك ويرفض افكارك وافكار
امثالك الملوثه ...ومن هنا ومن هذا المدخل ولد المكفرون ..واصحاب الفكر الضال الذين جعلوا افكارهم فوق افكار الائمة الاربعه
فيالك من ضال وويلك من عاقبة أمرك وحسبك ان مصيرك مصير الفئة الضالة ..
.
.
اجزم انك لا تعرف عن ابن رجب الحنبلي الا اسمه ...فخذ مني هذا الرابط لتعلم من هو ؟
وانقذ نفسك واقرأ لأهل العلم والبصيرة ولا تجهل على نفسك الي ان تموت واترك راهب وطقته
لن ينفعك احد ..واني لك من الناصحين
http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=387&CID=1

هنا طامي
03-04-06, 01:29 PM
كل المذاهب على العين والراس
وكل المجتهدين
السابقين منهم واللآحقين
سواء المخطئين أو المصيبين
فللمخطئ أجر وللمصيب أجران

ولا شأن لنا بنوايا القلوب
فلا يعلمها إلا الله عز وجل

وأغرب ما قرأت هو قول البعض
أنه لا يجب التغيير من مذهب إلى مذهب !!!!
هل إذا تغير مذهبي أكون (مرتد) والعياذ بالله ؟؟!!!
والآخر يقول أنه لا ما نع من تغيير المذاهب حسب الحاجة !!!
وهذا الكلام لا يجوز لأنه نوع من تتبع الرخص !!!

وكما قال عليه الصلاة والسلام
من تتبع الرخص فقد تزندق
أو كما قال عليه الصلاة والسلام

والأصل في التشريع
هو كتاب الله وسنة نبيه وإجماع أهل العلم

أما بعض الأمور الإجتهادية والمختلف عليها
فعلينا استفتاء قلوبنا أولا وأخيرا
للبحث عن الأقرب إلى ما أمر الله ورسوله
وليس الأسهل أو حسب الرغبة !!!
ولا شأن لي بمن اختلف معي
فطالما أن هذا الأمر أو ذاك اختلف عليه الأئمة أنفسهم
فهو قابل للنقاش
ولا يمنع بأن يكون كلا الرأيين خطأ أو صواب
فالمسألة قابلة للإجتهاد
وإلا لما اختلف عليها الأئمة أنفسهم


نلتقي لنرتقي

ارسطوطاليس
03-04-06, 02:31 PM
طبيعي جدا ** ان اكون بنظرك الفكري المحدود بحدودك لا استحق أي شيئ ...فإذا كنت تجرأت على ابن رجب الحنبلي ..والائمة الاربعه
وفندتهم بافكارك ووصفتهم بما وصفتهم به ..فمن اكون انا ومن يكون كل من يعارضك ويرفض افكارك وافكار
...ومن هنا ومن هذا المدخل ولد المكفرون ..واصحاب الفكر الضال الذين جعلوا افكارهم فوق افكار الائمة الاربعه

.
.
اجزم انك لا تعرف عن ابن رجب الحنبلي الا اسمه ...فخذ مني هذا الرابط لتعلم من هو ؟
وانقذ نفسك واقرأ لأهل العلم والبصيرة ولا تجهل على نفسك الي ان تموت **
لن ينفعك احد ..واني لك من الناصحين
http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=387&CID=1











الكلا معك لاينفع .
ابن رجب الحنبلي عالم جليل وحافظ كبير لايقلل من قدره
ولكن هذا لايعني ان ليس له اجتهادات غير موفقه مثل قوله بعدم الخروج عن المذاهب الاربعة
فابن رجب الحنبلي في كتابه ( الرد على من اتبع غير المذاهب الأربعة ، ) قال بما مختصره انه لايجوز الخروج عن المذاهب الاربعة . وانا عندما اوردت كلامه اوردته على سبيل التعجب لا على سبيل التحقير .
فأقراء الكلام بعقلك *******************sham

راهب الفكر
03-04-06, 02:45 PM
*************
ابن رجب الحنبلي عالم جليل وحافظ كبير لايقلل من قدره
ولكن هذا لايعني ان ليس له اجتهادات غير موفقه مثل قوله بعدم الخروج عن المذاهب الاربعة
فابن رجب الحنبلي في كتابه ( الرد على من اتبع غير المذاهب الأربعة ، ) قال بما مختصره انه لايجوز الخروج عن المذاهب الاربعة . وانا عندما اوردت كلامه اوردته على سبيل التعجب لا على سبيل التحقير .

*********************************

عزيزي ارسطو طاليس ارجو منك ان تهديء اعصابك ***** دعنا نرجع الى صلب الموضوع بدون تحديد اي شخص او عالم ما لانني من واقع التجربة عرفت ان اصحاب العقول الصغيرة يحاولون دائماً ان يشخصون اي موضوع يخضون فيه لانهم لايستطيعون ان يردوا عليه ولكي يخرج الموضوع عن مساره وهدفه ويصبح سبهلله. فأرجوا منك ان تتكرم وتستمع الى نصيحتي ودع هؤلاء لعقل القاريء الرزين ليحكم عليهم وعلق ثقتك به اولاً واخراً واهلاص بك وبفكرك النير
تحياتي العاطرة

راهب الفكر
03-04-06, 02:47 PM
يا لهذه المواضيع التي تسبب الصداع!

اعانك الله

راهب الفكر
03-04-06, 02:54 PM
عزيزي راهب الفكر ,
موضوع في الصميم وتشخيص لمرض عضال يعاني منه الفكر الاسلامي منذ قرون مضت,
فلقد وصل الجمود الفكري الى مرحلة خطيرة حتى ان احد العلماء الحنابلة وهو ابن رجب الحنبلي قال انه لايجوز الاجتهاد المطلق ويجب ان يكون مقيداً بما اتفق عليه الائمة الاربعة , بكلام اخر اي انه لايجوز الافتاء باي مسالة سبق وان افتى بها الائمة الاربعة بفتوى مخالفة ,وحتى عقود قريبة لم يحاول احد من العلماء المسلمين قطع هذه الاسلاك الشائكة التي طوق بها الاجتهاد الفقهي سوى نزر قليل من الائمة , فهنالك بعض المحاولات من الامام الغزالي في القرن الخامس الهجري ثم تلى ذلك محاولات جرئية وجادة من ابن تيمية وما قضية الطلاق الذي سجن وعذب بسببها الا احد افرازات الاحتقان الموجود لدى متبعي المذاهب في ذلك العصر وبعد ابن تيمية بقرون اتى الامام الاندلسي الشاطبي ( 790 هـ ) الذي نقل الفقه الاسلامي نقلة نوعية من علم القياس الى مقاصد الشريعة ويعتبر كتاب الشاطبي الموافقات من طلائع الكتب الاسلامية التي كانت تحمل في مضمونها فكراً جديداً لفهم الشريعة الاسلامية بناء على المصلحة .,

عزيزي راهب الفكر
اعتقد انك توافقني الراي اننا نرى اليوم بوادر تحرر من هذا الانغلاق والجمود الفكري الذي اصاب الامة الاسلامية منذ قرون خلت ولكنها تقابل بالهجوم من الكثير والمطلوب هو عدم الالتفات الى ذلك والمضي قدماً في تحرير الفكر الاسلامي من الاغلال التي طوق بها حتى يعود الاسلام متجدداً

لمحة تاريخية رائعة عزيزي ارسطو طاليس .
وتلك الاغلال سوف تتحطم عاجلاً ام آجلاً وسوف يستعيد الفكر الاسلامي حيويته المعهودة . وما اريد ان اشدد عليه هو ان النكبة التي رزيء بها الفكر الاسلامي كانت بسبب سيطرة الموسسة السياسية على المدارس الفقهية منذ القرن الرابع الهجري ومع الايام والسنين بدأ التقوقع الفكري يزداد .
ولكن الامل ما زال موجوداً ومن يتأمل واقعنا المعاصر الآن وهذا الحراك الفكري الذي يصطخب في جوانبه يشعر بالطمانينة الى ان الامة تتجه الى الشفاء باذن الله .
تحياتي العاطرة

راهب الفكر
03-04-06, 03:05 PM
كل المذاهب على العين والراس
وكل المجتهدين
السابقين منهم واللآحقين
سواء المخطئين أو المصيبين
فللمخطئ أجر وللمصيب أجران

ولا شأن لنا بنوايا القلوب
فلا يعلمها إلا الله عز وجل

وأغرب ما قرأت هو قول البعض
أنه لا يجب التغيير من مذهب إلى مذهب !!!!
هل إذا تغير مذهبي أكون (مرتد) والعياذ بالله ؟؟!!!
والآخر يقول أنه لا ما نع من تغيير المذاهب حسب الحاجة !!!
وهذا الكلام لا يجوز لأنه نوع من تتبع الرخص !!!

وكما قال عليه الصلاة والسلام
من تتبع الرخص فقد تزندق
أو كما قال عليه الصلاة والسلام

والأصل في التشريع
هو كتاب الله وسنة نبيه وإجماع أهل العلم

أما بعض الأمور الإجتهادية والمختلف عليها
فعلينا استفتاء قلوبنا أولا وأخيرا
للبحث عن الأقرب إلى ما أمر الله ورسوله
وليس الأسهل أو حسب الرغبة !!!
ولا شأن لي بمن اختلف معي
فطالما أن هذا الأمر أو ذاك اختلف عليه الأئمة أنفسهم
فهو قابل للنقاش
ولا يمنع بأن يكون كلا الرأيين خطأ أو صواب
فالمسألة قابلة للإجتهاد
وإلا لما اختلف عليها الأئمة أنفسهم


نلتقي لنرتقي

ياسيدي قلته سابقاً واقولها الآن انني ارفع قبعتي واقف احتراماً لهذا العقل النير المفكر .
زادك الله نوراً على نور عقلك الذي يهتك حجب الظلمات . لو ان ربع الامة فقط تفكر وتبحث بمثل هذا المنطق العقلي الرائع لما اصبح حالنا اليوم حال يرثى لها المشكلة ياعزيزي تكمن في تلك العقول الصغيرة التي ترى انها هي الحق والحق هو هي ومن يخالفها يخالف الحق ويقع بالباطل .
وهذه العقليات المتحجرة لابد ان نضع عملية ابادتها وسحقها سحقاً تاماً في اول قائمة كفاحنا من اجل نهضة الامة لانهم ببساطة اساس البلاء .
تحياتي العاطرة

ارسطوطاليس
03-04-06, 03:11 PM
عزيزي ارسطو طاليس ارجو منك ان تهديء اعصابك **************. دعنا نرجع الى صلب الموضوع بدون تحديد اي شخص او عالم ما لانني من واقع التجربة عرفت ان اصحاب العقول الصغيرة يحاولون دائماً ان يشخصون اي موضوع يخضون فيه لانهم لايستطيعون ان يردوا عليه ولكي يخرج الموضوع عن مساره وهدفه ويصبح سبهلله. فأرجوا منك ان تتكرم وتستمع الى نصيحتي ودع هؤلاءلعقل القاريء الرزين ليحكم عليهم وعلق ثقتك به اولاً واخراً واهلاص بك وبفكرك النير


تحياتي العاطرة





اعدك بما يسرك وآسف ان اندفعت قليلاً فلقد قرأت مالا يسكت عنه عقل محترم وسوف احجز لي مقعداً في المقاعد الخلفية لمتابعة هذا النقاش الرائع , سر وعين ألاله ترعاك
ونلتقي لنرتقي
كما يقول الاخ الفاضل هنا طامي (qq22)

المأمون
03-04-06, 03:37 PM
كل المذاهب على العين والراس
وكل المجتهدين
السابقين منهم واللآحقين
سواء المخطئين أو المصيبين
فللمخطئ أجر وللمصيب أجران

ولا شأن لنا بنوايا القلوب
فلا يعلمها إلا الله عز وجل

وأغرب ما قرأت هو قول البعض
أنه لا يجب التغيير من مذهب إلى مذهب !!!!
هل إذا تغير مذهبي أكون (مرتد) والعياذ بالله ؟؟!!!
والآخر يقول أنه لا ما نع من تغيير المذاهب حسب الحاجة !!!
وهذا الكلام لا يجوز لأنه نوع من تتبع الرخص !!!

وكما قال عليه الصلاة والسلام
من تتبع الرخص فقد تزندق
أو كما قال عليه الصلاة والسلام

والأصل في التشريع
هو كتاب الله وسنة نبيه وإجماع أهل العلم

أما بعض الأمور الإجتهادية والمختلف عليها
فعلينا استفتاء قلوبنا أولا وأخيرا
للبحث عن الأقرب إلى ما أمر الله ورسوله
وليس الأسهل أو حسب الرغبة !!!
ولا شأن لي بمن اختلف معي
فطالما أن هذا الأمر أو ذاك اختلف عليه الأئمة أنفسهم
فهو قابل للنقاش
ولا يمنع بأن يكون كلا الرأيين خطأ أو صواب
فالمسألة قابلة للإجتهاد
وإلا لما اختلف عليها الأئمة أنفسهم


نلتقي لنرتقي


عين العقل... أتفق معك اخي هنا طامي..

مستغرب
03-04-06, 04:03 PM
ما أجمل الحوار حين يكون بأدب وتقبل للآخر بصدر رحب

مهما كنا نعترض معه فيجب ان يكون بيننا الود

راهب الفكر لي عودتن مرتن اخرى يبي لك قعده

هنا طامي
03-04-06, 08:19 PM
عين العقل... أتفق معك اخي هنا طامي..


أخي وأستاذي الكريم

المأمون

يشرفني اعتراضك !!!
فما بالك باتفاقك ؟؟!!!


بارك الله فيك
وتقبل تحياتي

الصواعق
03-04-06, 09:42 PM
أنا أحس بعض الأخوة يكتبون على الكيبورد بيد واحدة ... واليد الأخرى ماسك فيها (( عجرا )) أو سلسلة ... أو مفتاح عجل

ولو نشوف وش سبب هالمشكلة ؟
المذاهب الأربعة ..!

أنا ودي أعرف طيب لو تكلم راهب الفكر عن الولاء والبراء أو القدر أو أو أو
وش بتكون ردة فعل البعض؟


حقيقة أنا انصدمت من البعض وطريقة ردهم ..!


راهب الفكر .. لا يهمك ياخوي :)
صح أني أختلف معك . لكن أنت مصيب في بعض ماتقول .. وغير مصيب في البعض ((حسب قناعاتي ))

وهذا لا يغير من الود بيننا .. ولن أعاديك ، ولن تكون بيننا عصبية عمياء وجاهلية ..

لاحول ولا قوة إلا بالله ..



احترامي لكم ..
وقد يكون لي عودة .. إن هدت النفوس قليلاً

الصواعق
03-04-06, 09:44 PM
الاخ راهب الفكر...
متابع... مناوشات الصواعق ... هو مصر على عصير العنب.. لا أدري معتقا ام طازج... ولكنه على الخط يفكر.. (يلعب صاح) كما يقولون... يراوغ ليفتح ثغرات في دفاع الخصم... انه كعادته معارض عنيد... يتقدم يوميا للامام من خلال هذه المناوشات... هنيئا لك يا الصواعق... لا تترك عقلك ع الزيرو...

المأمون .. لا تكشف أوراقي لو سمحت :)
احترامي لك أيها الأستاذ :)

أم أديم
04-04-06, 04:09 AM
الله يعطيك العافيه اخوي

انا متابعه موضوعك ماشاء الله عليك وعلى حلمك على بعض الاعضاء الله يهديهم

وما عندي رد لاني لست بمستوى فكرك

لكن اقتبست رد اخينا الفاضل والمتألق دائماً المأمون ماشاء الله عليه

مرحبا براهب الفكر.. وأسمح لي بالرؤية من زاوية مختلفة
ففي رأيي أن من يخلق الفتنة والاختلاف دائما هو من يعتقد بأنه على حق..وغيره على باطل.. هو من لديه الاحساس بالفوقية... وهو عكس من يعتقد بأن رأيه خطأ قابل للصواب فهو من يسير في الطريق الصحيح...فالبعض يتشدد ويضيق واسعا ويعتقد انه على حق.. التشدد في غير مكانه يؤدي للخلل.. فمثلا البعض يكره أن يرى بعض الناس يبالغ في حب الرسول .. فيعتقد إما بأنه يحبه اكثر من المولى عز وجل. . أو انه سيعبده.. انه مجرد تخمين... لا يدري ان من يبالغ في حب رسول الله هو يحب المولى عز وجل اكثر ... هذا مثال فقط لخلفية البعض...

الفكر دائما يترك مساحة للاخرين .. ليفكروا .. فجميعنا لا يستطيع الرؤيا من جميع الزوايا... وللاسف في هذا العصر أغلق البعض باب الفقه والفهم.. واصبح البعض مجرد حفظة... ولو تعمقنا في الرؤية فيستحضرني الان مقولة لتوني بلير قبل مدة بعيدة .. ايقنت منها ان البشرية من حولنا تتقدم لأنها تفكر ... ولأضرب مثلا مما أعني ...ففي مجلس العموم اثناء مناقشة مشكلة بريطانية داخلية حاول احد الاعضاء بمقارنتها بمشكلة مشابه اتخذ فيها بلير موقفا مختلفا متهما له باذدواجية المعايير.... وكانت اتابع رده والموضوع عموما بدقة.. فكان رده.. ان المشكلة تتشابه في الشكل .. فعندما حلل كل واحدة منهما وذكر اسباب كل منها تبين لكل ذي عقل من مستمعيه صحة وصواب منطقه... وصحة الحلول المختلفة لكل منها...

هكذا يفكرون وهم ليس لديهم مثلما لدينا (القران الكريم واقوال رسولنا الكريم).. فماذا فعلنا نحن بهم ويتحدانا المولى عز وجل (وما أوتيتم من العلم الا قليلا).. هذا القليل كل من كانت لديه المقدرة للحفظ استطاع ان يكرر ماحفظه.. وصرنا نسخة طبق الاصل من آخرين ظروفهم تختلف عنا.. بالتأكيد بخلفية هذه الظروف كانت حلولهم ناجعة وناجحة.. واعتقد البعض ان الحلول ماهي الا مكاييل.. ونصوص محفوظة... ونسي انها تحتاج لتفكير والى تطوير...

اخي راهب الفكر...
افهم ما تريد أن تقوله .. لكني اعتقد لو استمر النقاش وتلاقحت الاراء فإن ذلك سيؤتي اكله ولو بعد حين...

تحياتي لك ولكل الاخوة المشاركين...

اخوكم: المأمون..


لاعدمناكم

العندليب
04-04-06, 07:28 AM
عزيزي راهب الفكر ,
موضوع في الصميم وتشخيص لمرض عضال يعاني منه الفكر الاسلامي منذ قرون مضت,
فلقد وصل الجمود الفكري الى مرحلة خطيرة حتى ان احد العلماء الحنابلة وهو ابن رجب الحنبلي قال انه لايجوز الاجتهاد المطلق ويجب ان يكون مقيداً بما اتفق عليه الائمة الاربعة , بكلام اخر اي انه لايجوز الافتاء باي مسالة سبق وان افتى بها الائمة الاربعة بفتوى مخالفة ,وحتى عقود قريبة لم يحاول احد من العلماء المسلمين قطع هذه الاسلاك الشائكة التي طوق بها الاجتهاد الفقهي سوى نزر قليل من الائمة , فهنالك بعض المحاولات من الامام الغزالي في القرن الخامس الهجري ثم تلى ذلك محاولات جرئية وجادة من ابن تيمية وما قضية الطلاق الذي سجن وعذب بسببها الا احد افرازات الاحتقان الموجود لدى متبعي المذاهب في ذلك العصر وبعد ابن تيمية بقرون اتى الامام الاندلسي الشاطبي ( 790 هـ ) الذي نقل الفقه الاسلامي نقلة نوعية من علم القياس الى مقاصد الشريعة ويعتبر كتاب الشاطبي الموافقات من طلائع الكتب الاسلامية التي كانت تحمل في مضمونها فكراً جديداً لفهم الشريعة الاسلامية بناء على المصلحة .,

عزيزي راهب الفكر
اعتقد انك توافقني الراي اننا نرى اليوم بوادر تحرر من هذا الانغلاق والجمود الفكري الذي اصاب الامة الاسلامية منذ قرون خلت ولكنها تقابل بالهجوم من الكثير والمطلوب هو عدم الالتفات الى ذلك والمضي قدماً في تحرير الفكر الاسلامي من الاغلال التي طوق بها حتى يعود الاسلام متجدداً

http://www.qassimy.com/vb/upk/almeaiar.zip للرد على البيه الغزالي والله يتولاه
http://www.qassimy.com/vb/upk/gazali.zip موافقات الشاطبي
.
.
وباقي لكم في ذمتي 3 ملفات مضغوطه لدحض الهراء والخزعبلات الي أهلها

العندليب
04-04-06, 09:18 AM
الإعلام

بمخالفات الموافقات والاعتصام
http://www.qassimy.com/vb/upk/11.zip

وافي العهد
04-04-06, 10:13 AM
الرجاء عدم الخروج عن مضمون الموضوع
وشكرا / شام

ارسطوطاليس
04-04-06, 12:24 PM
http://www.qassimy.com/vb/upk/almeaiar.zip للرد على البيه الغزالي والله يتولاه
http://www.qassimy.com/vb/upk/gazali.zip موافقات الشاطبي
.
.
وباقي لكم في ذمتي 3 ملفات مضغوطه لدحض الهراء والخزعبلات الي أهلها















اخي راهب الفكر . اسمح لي فقد خالفت وعدي لك هذه المرة .

العندليب يا اخي والله انني تاكدت الان انك اجهل من حمار اهلك وانه حتى نقع المواضعيع وشربها على الريق لاتنفع معك . ولا حول ولا قوة الا بالله .
القراء الكرام . في ردي على راهب الفكر ذكرت بعض العلماء الذين حاولوا الخروج على المذاهب وذكرت منهم الامام حجة الاسلام ابو حامد الغزالي الذي عاش في القرن الخامس الهجري .
وهذا الكلام موجود في ردي رقم 55 بامكانكم الرجوع اليه
فجاء المفكر الخطير العندليب .......... ولانه مصاب باحولال فكري مثل ما قال اخونا راهب الفكر اتي الى ردي وقرأه وفهم منه انني اقصد الشيخ محمد الغزالي المعاصر مع انني قد ذكرت زمن الامام الغزالي في سياق الرد وهو القرن الخامس الهجري . فانطلق العندليب فأتى لنا بهذا الملف الذي هو عبارة عن رد للشيخ صالح الشيخ على كتاب الشيخ محمد الغزالي المعاصر «السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث»
فاذا كان من يدعي الالمام بالفكر الاسلامي لا يفرق بين القرن الخامس والقرن العشرين ولايعرف حتى اسماء العلماء المشهورين مثل ابو حامد الغزالي الشافعي فما يقال له .
اليس يصدق عليه هنا قول الشاعر :
فعد عن الكتابة لست منها ** ولو لطخت ثوبك بالمدادِ

بالله يالعندليب انت منين تفتهم . هل فتشت عن عقلك مؤخراً
ما اقول الا والله عجبببببببببببببببببببببببي وحاطينك من كبار الكتاب .
ويقول بكل غرور باقي لكم في ذمتي ثلاث ملفات مضغوطة ( الله يستر لايجيب لنا هالمرة لحم حاشي مضغوط )
طيب جيبها عجل علينا خلنا نضحك شوي







آسف استاذي راهب الفكر على هذه المداخلة واعدك ان الترزم الصمت بعدها

راهب الفكر
04-04-06, 01:55 PM
ما أجمل الحوار حين يكون بأدب وتقبل للآخر بصدر رحب

مهما كنا نعترض معه فيجب ان يكون بيننا الود

راهب الفكر لي عودتن مرتن اخرى يبي لك قعده

صدقت ياصديقي مستغرب فهذا الكلام هو عين العقل . ومرحباً بك دائماً وابدا
تحياتي العاطرة

رامز
04-04-06, 02:00 PM
العلم من أهل العلم نطلبه ، والفضل لأهل الفضل ننسبه ، الأخ راهب الفكر ، بارك الله فيك على هذا الموضوع والذي ازداد أهمية ببعض المداخلات القيمة ، استمر رعاك الله فإننا لكم متابعون .

راهب الفكر
04-04-06, 02:06 PM
أنا أحس بعض الأخوة يكتبون على الكيبورد بيد واحدة ... واليد الأخرى ماسك فيها (( عجرا )) أو سلسلة ... أو مفتاح عجل

ولو نشوف وش سبب هالمشكلة ؟
المذاهب الأربعة ..!

أنا ودي أعرف طيب لو تكلم راهب الفكر عن الولاء والبراء أو القدر أو أو أو
وش بتكون ردة فعل البعض؟


حقيقة أنا انصدمت من البعض وطريقة ردهم ..!


راهب الفكر .. لا يهمك ياخوي :)
صح أني أختلف معك . لكن أنت مصيب في بعض ماتقول .. وغير مصيب في البعض ((حسب قناعاتي ))

وهذا لا يغير من الود بيننا .. ولن أعاديك ، ولن تكون بيننا عصبية عمياء وجاهلية ..

لاحول ولا قوة إلا بالله ..



احترامي لكم ..
وقد يكون لي عودة .. إن هدت النفوس قليلاً

صديقي الصواعق .
لولا النقاش والاختلاف في الافكار لما تجددت لدينا الافكار عند البحث فيها . ولكن المشكلة تكمن ياصديقي فيمن يعتقد انك اذا خالفت فانت بالضرورة عدوه اللدود . وهذه الطريقة بكلام اخر هي مصادرة لحرية الناس واستهتار بعقولهم لانه يريد ان يكون الناس جميعاً نسخة طبق الاصل عنه .
لو ان كل متحاور اخذ بالقاعدة التي تفضلت بذكرها وهي ان ( الاختلاف لايفسد للود قضية ) لما وصل الحال بنا الى هذا المستوى .
صديقي الصواعق احترام رايك واختلافك معي بل واشيد فيه وكما تفضلت الود باقي مهما كانت الاراء واذا اختلفنا بالافكار فلن نختلف بأذن الله بالقلوب والاجساد .

خارج الموضوع .
الحقيقة الصورة التي في توقيعك جميلة جداً ومؤثرة للغاية .

تحياتي العاطرة

راهب الفكر
04-04-06, 02:13 PM
الله يعطيك العافيه اخوي


انا متابعه موضوعك ماشاء الله عليك وعلى حلمك على بعض الاعضاء الله يهديهم

وما عندي رد لاني لست بمستوى فكرك

لكن اقتبست رد اخينا الفاضل والمتألق دائماً المأمون ماشاء الله عليه




لاعدمناكم

شكراً لك ام اديم وسدد المولى خطاك . البعض هنا يدعي انه من المنافحين عن الدين .!!
وما علم ان الدفاع عن الدين كما يزعم يحتاج الى امور كثيرة اقلها المجادلة بالتي هي احسن
تحياتي العاطرة لك اخت الكل

راهب الفكر
04-04-06, 02:15 PM
اخي راهب الفكر . اسمح لي فقد خالفت وعدي لك هذه المرة .




******************************
العندليب يا اخي والله القراء الكرام . في ردي على راهب الفكر ذكرت بعض العلماء الذين حاولوا الخروج على المذاهب وذكرت منهم الامام حجة الاسلام ابو حامد الغزالي الذي عاش في القرن الخامس الهجري .
وهذا الكلام موجود في ردي رقم 55 بامكانكم الرجوع اليه
فجاء ********* العندليب .......... ولانه مصاب باحولال فكري مثل ما قال اخونا راهب الفكر اتي الى ردي وقرأه وفهم منه انني اقصد الشيخ محمد الغزالي المعاصر مع انني قد ذكرت زمن الامام الغزالي في سياق الرد وهو القرن الخامس الهجري . فانطلق العندليب فأتى لنا بهذا الملف الذي هو عبارة عن رد للشيخ صالح الشيخ على كتاب الشيخ محمد الغزالي المعاصر «السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث»
فاذا كان من يدعي الالمام بالفكر الاسلامي لا يفرق بين القرن الخامس والقرن العشرين ولايعرف حتى اسماء العلماء المشهورين مثل ابو حامد الغزالي الشافعي فما يقال له .
اليس يصدق عليه هنا قول الشاعر :
فعد عن الكتابة لست منها ** ولو لطخت ثوبك بالمدادِ

بالله يالعندليب انت منين تفتهم . هل فتشت عن عقلك مؤخراً
ما اقول الا والله عجبببببببببببببببببببببببي وحاطينك من كبار الكتاب .
ويقول بكل غرور باقي لكم في ذمتي ثلاث ملفات مضغوطة ( الله يستر لايجيب لنا هالمرة لحم حاشي مضغوط )
طيب جيبها عجل علينا خلنا نضحك شوي









آسف استاذي راهب الفكر على هذه المداخلة واعدك ان الترزم الصمت بعدها








(qq152)


(ern)

راهب الفكر
04-04-06, 02:21 PM
العلم من أهل العلم نطلبه ، والفضل لأهل الفضل ننسبه ، الأخ راهب الفكر ، بارك الله فيك على هذا الموضوع والذي ازداد أهمية ببعض المداخلات القيمة ، استمر رعاك الله فإننا لكم متابعون .
الفضل لكم ياسيدي على متابعتكم الموضوع
تحياتي العاطرة

العندليب
04-04-06, 09:05 PM
رسطوطاليس في ردي على راهب الفكر ذكرت بعض العلماء الذين حاولوا الخروج على المذاهب وذكرت منهم الامام حجة الاسلام ابو حامد الغزالي الذي عاش في القرن الخامس الهجري


.
.
.

أهاااا..هاكذا أنت تقصد إذن .....وتكذب على الامام حجة الإسلام ابو حامد الغزالي وتجهل في كل
شيئ ..على اية حال ..اراد الله ان يفضح جهلك ويرديك في عثراتك ..يا مجادل مش فاهم اي حاجه
..!!!! ...اليك ياهذا كتاب المنقذ من الضلال للامام الحجة ابو حامد الغزالي ...ليدرك القارئ ويقف على حقيقة كل شئ... كل شيئ ! ...إليك الأمام ابو حامد الغزالي والذي توفي وصحيح البخاري على صدره
فقد ذم علم الكلام وحرم الخوض فيه وافاد إن ادلته لاتفيد اليقين وذلك في كتابي (المنقذ من الضلال – والتفرقة بين الأيمان والزندقة ) وقد قال رحمه الله ( لو تركنا المداهنة لصرحنا بأن الخوض في هذا العلم حرام )







اعتنى بـه
محمد أسماعيل حُزيِّن - و- شذا رائق عبدالله

نشر موقع الفلسفة الإسلامية


الفهرست



توطئة

مَدَاخِلُ السَفْسَطة وجَحْد العُلوم

القَولُ في أصْنَافِ الطَّالبْين

1 - عِلْمُ الكَلاَم: مَقْصُوده وحَاصِله

2 – الفَلسْفَة

أَصْناَف الفَلاَسِفةَ وشُمول وَصْمَة الكُفِر َكافَّتهمُ

أَقْسَامِ عُلومِهم

3 - القَولُ ِفي مَذْهَبِ التَّعلِيم وغَائِلَته

4 - طُرُق الصُّوفِيَّة

حَقيقَة النُبُوَّة: واضطِرار كَافةِ الخَلق إليهَا

سَبَب نشر العِلْم بعَدْ الإعرَاضِ عَنـه

ملاحظه عن النص والتحقيق


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي يفتتح بحمده كل رسالة ومقالة ، والصلاة على محمد المصطفى صاحب النبوة والرسالة ، وعلى آله وأصحابـه الهادين من الضلالة.

أما بعد:

فقد سألتني أيها الأخ في الدين ، أن أبثّ إليك غاية العلوم وأسرارها ، وغائلة المذاهب وأغوارها ، وأحكي لك ما قاسيته في استخلاص الحق من بين اضطراب الفرق ، مع تباين المسالك والطرق ، وما استجرأت عليه من الارتفاع عنحضيض التقليد ، إلى يفَاعٍ[1] الاستفسار[2] ، وما استفدته أولاً من علم الكلام ، وما اجَتَوْيـُته[3] ثانياً من طرق أهل التعليم القاصرين لَدرك الحق على تقليد الإمام ، وما ازدريته ثالثاً من طرق التفلسف ، وما ارتضيته آخراً من طريقة التصوف ، وما انجلى لي في تضاعيف تفتيشي عن أقاويل الخلق ، من لباب الحق ، وما صرفني عن نشر العلم ببغداد ، مع كثرة الطلبة ، وما دعاني[4] إلى معاودته بنيْسابورَ[5] بعد طول المدة ، فابتدرت لإجابتك إلى مطلبك ، بعد الوقوف على صدق رغبتك ، وقلت مستعيناً بالله ومتوكلاً عليه ، ومستوثقاً[6] منه ، وملتجئاً إليه:

اعلموا - أحسن الله (تعالى) إرشادكم ، وألاَنَ للحق قيادكم - أن اختلاف الخلق في الأديان والملل ، ثم اختلاف الأئمة في المذاهب ، على كثرة الفرق وتباين الطرق ، بحر عميق غرق فيه الأكثرون ، وما نجا منه إلا الأقلون ، وكل فريق يزعم أنه الناجي ، و (( كلُ حزبٍ بما لدَيهْم فرحون )) (الروم: 32) هو الذي وعدنا بـه سيد المرسلين ، صلوات الله عليه ، وهو الصادق الصدوق[7] حيث قال:

(( ستفترق أمتي ثلاثاً وسبعين فرقة الناجية منـها واحدة ))[8]

فقد كان ما وعد أن يكون.

ولم أزل في عنفوان شبابي ( وريعان عمري ) ، منذ راهقت البلوغ قبل بلوغ العشرين إلى الآن ، وقد أناف السن على الخمسين ، أقتحم لجّة هذا البحر العميق ، وأخوض غَمرَتهُ خَوْضَ الجَسُور ، لا خَوْضَ الجبان الحذور ، وأتوغل في كل مظلمة ، وأتـهجّم على كل مشكلة ، وأتقحم كل ورطة ، وأتفحص عن عقيدة كل فرقة ، وأستكشف أسرار مذهب كل طائفة ؛ لأميز بين مُحق ومبطل ، ومتسنن ومبتدع[9] ، لا أغادر باطنيًّا إلا وأحب أن أطلع على باطنيته[10] ، ولا ظاهريّاً إلا وأريد أن أعلم حاصل ظاهريته ، ولا فلسفياً إلا وأقصد الوقوف على كنـه فلسفته ، ولا متكلماً إلا وأجتهد في الإطلاع على غاية كلامه ومجادلته ، ولا صوفياً إلا وأحرص على العثور على سر صوفيته[11] ، ولا متعبداً إلا وأترصد ما يرجع إليه حاصل عبادته ، ولا زنديقاً[12] معطلاً[13] إلا وأتجسس[14] وراءه للتنبه لأسباب جرأته في تعطيله وزندقته.

وقد كان التعطش إلى درك حقائق الأمور دأبي وديدني من أول أمري وريعان عمري ، غريزة وفطرة من الله وضُعتا في جِبِلَّتي ، لا باختياري وحيلت ي ، حتى انحلت عني رابطة التقليد وانكسرت علي العقائد الموروثة على قرب عهد سن[15] الصبا ؛ إذ رأيت صبيان النصارى لا يكون لهم نشوءٌ إلا على التنصُر ، وصبيان اليهود لا نشوء لهم إلا على التهود ، وصبيان المسلمين لا نشوء لهم إلا على الإسلام. وسمعت الحديث المروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال [16]:

(( كل مولودٍ يولدُ على الفطرةِ فأبواهُ يُهودأنه وينُصرأنه ويُمجِّسَأنه ))[17]

فتحرك باطني إلى ( طلب ) حقيقة الفطرة الأصلية ، وحقيقة العقائد العارضة بتقليد الوالدين والأستاذين[18] ، والتمييز بين هذه التقليدات ، وأوائلها تلقينات ، وفي تمييز الحق منها عن الباطل اختلافات ، فقلت في نفسي:أولاً[19] إنما مطلوبي العلم بحقائق الأمور ، فلا بُد من طلب حقيقة العلم ما هي؟ فظهر لي أن العلم اليقيني هو الذي ينكشف[20] فيه المعلوم انكشافاً لا يبقى معه ريب ، ولا يقارنه[21] إمكان الغلط والوهم ، ولا يتسع القلب لتقدير ذلك ؛ بل الأمان من الخطأ ينبغي أنا يكون مقارناً لليقين مقارنة لو تحدى بإظهار بطلأنه مثلاً من يقلب الحجر ذهباً والعصا ثعباناً ، لم يورث ذلك شكاً وإنكاراً ؛ فإني إذا علمت أن العشرة أكثر من الثلاثة ، فلو قال لي قائل: لا ، بل الثلاثة أكثر [ من العشرة ] بدليل أني أقلب هذه العصا ثعباناً ، وقلبها ، وشاهدت ذلك منه ، لم أشك بسببه في معرفتي ، ولم يحصل لي منه إلا التعجب من كيفية قدرته عليه! فأما الشك[22] فيما علمته ، فلا.

ثم علمت أن كل ما لا أعلمه على هذا الوجه ولا أتيقنه هذا النوع من اليقين ، فهو علم لا ثقة به ولا أمان معه ، وكل علم لا أمان معه ، فليس بعلم يقيني.





1 - مَدَاخِلُ السَفْسَطة وجَحْد العُلوم
ثم فتشت عن علومي فوجدت نفسي عاطلاً من علم موصوف بـهذه الصفة إلا في الحسيات والضروريات. فقلت: الآن بعد حصول اليأس ، لا مطمع في اقتباس المشكلات إلا من الجليَّات ، وهي الحسيات والضروريات ، فلا بد من إحكامها أولاً لأتيقن أن ثقتي[23] بالمحسوسات ، وأماني من الغلط في الضروريات ، من جنس أماني الذي كان من قَبلُ في التقليديات ، ومن جنس أمان أكثر الخلق في النظريات ، أم هو أمان محققٌ لا غدر فيه ولا غائلة له؟ فأقبلت بجد بليغ أتأمل المحسوسات والضروريات ، وأنظر هل يمكنني أن أشكك نفسي فيها ، فانتهي بي طول التشكك[24] إلى أن لم تسمح نفسي بتسليم الأمان في المحسوسات أيضاً ، وأخذت تتسع للشك فيها وتقول[25] : من أين الثقة بالمحسوسات[26] ، وأقواها حاسة البصر؟ وهي تنظر إلى الظل فتراه واقفاً غير متحرك ، وتحكم بنفي الحركة ، ثم ، بالتجربة والمشاهدة ، بعد ساعة ، تعرف أنه متحرك وأنه لم يتحرك دفعة ( واحدة ) بغتة ، بل على التدريج ذرة ذرة ، حتى لم يكن[27] له حالة وقوف. وتنظر إلى الكوكب فتراه صغيراً في مقدار دينار[28] ، ثم الأدلة الهندسية تدل على أنه أكبر من الأرض في المقدار. وهذا وأمثاله من المحسوسات يحكم فيها حاكم الحس بأحكامه ، ويكذبـه حاكم العقل ويخونـه تكذيباً لا سبيل إلى مدافعته.

فقلت: قد بطلت الثقة بالمحسوسات أيضاً ، فلعله لا ثقة إلا بالعقليات التي هي من الأوليات ، كقولنا: العشرة أكثر من الثلاثة ، والنفي والإثبات لا يجتمعان في الشيء الواحد ، والشيء الواحد لا يكون حادثاً قديماً ، موجوداً معدوماً ، واجباً محالاً. فقالت المحسوسات: بم تأمن أن تكون ثقتك بالعقليات كثقتك بالمحسوسات ، وقد كنت واثقاً بي ، فجاء حاكم العقل فكذبني ، ولولا حاكم العقل لكنت تستمر على تصديقي ، فلعل وراء إدراك العقل حاكماً آخر ، إذا تجلى ، كذب العقل في حكمه ، كما تجلى حاكم العقل فكذب الحس في حكمه ، وعدم تجلي ذلك الإدراك ، لا يدل على استحالته. فتوقفت النفس في جواب ذلك قليلاً ، وأيدت إشكالها بالمنام ، وقالت: أما تراك تعتقد في النوم أموراً ، وتتخيل أحوالاً ، وتعتقد لها ثباتاً واستقراراً ، ولا تشك في تلك الحالة فيها ، ثم تستيقظ فتعلم أنه لم يكن لجميع متخيلاتك ومعتقداتك أصل وطائل ؛ فبم تأمن أن يكون جميع ما تعتقده في يقظتك بحس أو عقل هو حق بالإضافة إلى حالتك [ التي أنت فيها ] ؛ لكن يمكن أن تطرأ عليك حالة تكون نسبتها إلى يقظتك ، كنسبة يقظتك إلى منامك ، وتكون يقظتك نوماً بالإضافة إليها! فإذا وردت تلك الحالة تيقنت أن جميع ما توهمت بعقلك خيالات لا حاصل لها ، ولعل تلك الحالة ما تدعيه[29] الصوفية أنـها حالتهم ؛ إذ يزعمون أنـهم يشاهدون في أحوالهم التي ( لهم ) ، إذا غاصوا في أنفسهم ، وغابوا عن حواسهم ، أحوالاً لا توافق هذه المعقولات. ولعل تلك الحالة هي الموت ، إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم:

(( الناسُ نيامٌ فإذا ماتوا انتبـهوا ))[30]

فلعل الحياة الدنيا نوم بالإضافة إلى الآخرة. فإذا مات ظهرت له الأشياء على خلاف ما يشاهده الآن ، ويقال له عند ذلك:

(( فكشفنا عنكَ غطاءكَ فبصرُكَ اليومَ حديدٌ )) (ق: 22)

فلما خطرت[31] لي هذه الخواطر وانقدحت في النفس ، حاولت لذلك علاجاً فلم يتيسر ، إذ لم يكن دفعه إلا بالدليل ، ولم يمكن نصب دليل إلا من تركيب العلوم الأولية ، فإذا لم تكن مسلمة لم يمكن تركيب الدليل. فأعضل هذا الداء[32] ، ودام قريباً من شهرين أنا فيهما على مذهب السفسطة بحكم الحال ، لا بحكم النطق والمقال ، حتى شفى الله تعالى من ذلك المرض ، وعادت النفس إلى الصحة والاعتدال ، ورجعت الضروريات العقلية مقبولة موثوقاً بـها على أمن ويقين ؛ ولم يكن ذلك بنظم دليل وترتيب كلام ، بل بنور قذفه الله تعالى في الصدر وذلك النور هو مفتاح أكثر المعارف ، فمن ظن أن الكشف موقوف على الأدلة المحررة فقد ضيق رحمة الله [ تعالى ] الواسعة ؛ ولما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلّم عن ( الشرح ) ومعناه في قوله تعالى:

(( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام)) (الأنعام: 125)

قال: (( هو نور يقذفه الله تعالى في القلب )) فقيل: (وما علامته ؟) قال: (( التجافي عن دار الغُرُورِ والإنابة إلى دارِ الخُلُود ))[33]. وهو الذي قال صلى الله عليه وسلم فيه:

(( إن الله تعالى خلق الخلقَ في ظُلْمةٍ ثم رشَّ عليهمْ من نُورهِ ))[34]

فمن ذلك النور ينبغي أن يطلب الكشف ، وذلك النور ينبجس من الجود الإلهي في بعض الأحايين ، ويجب الترصد له كما قال صلى الله عليه وسلّم:

(( إن لربكم في أيامِ دهركم نفحاتٌ ألا فتعرضُوا لها ))[35]

والمقصود من هذه الحكايات أن يعمل كمال الجد في الطلب ، حتى ينتهي إلى طلب ما لا يطلب. فإن الأوليات ليست مطلوبة ، فأنـها حاضرة. والحاضر إذا طلب فقد[36] واختفى. ومن طلب ما لا يطلب ، فلا يتهم بالتقصير في طلب ما يطلب.





القَولُ في أصْنَافِ الطَّالبْين
ولما شفاني الله من هذا المرض بفضله وسعة جوده ، أنحصرت أصناف الطالبين عندي في أربع فرق:

1. المتكلمون: وهم يدَّعون أنـهم أهل الرأي والنظر.

2. الباطنية: وهم يزعمون أنـهم أصحاب التعليم والمخصوصون بالاقتباس من الإمام المعصوم.

3. الفلاسفة: وهم يزعمون أنـهم أهل المنطق والبرهان.

4. الصوفية: وهم يدعون أنـهم خواص الحضرة وأهل المشاهدة والمكاشفة.

فقلت في نفسي : الحق لا يعدو هذه الأصناف الأربعة ، فهؤلاء هم السالكون سبل طلب الحق ، فإن شذَّ الحق عنهم ، فلا يبقى في درك الحق مطمع ، إذ لا مطمع في الرجوع إلى التقليد بعد مفارقته ؛ و( من ) شرط المقلد[37] أن لا يعلم أنه مقلد ، فإذا علم ذلك انكسرت زجاجة تقليده ، وهو شعب[38] لا يرأب[39] ، وشعث[40] لا يلم بالتلفيق والتأليف ، إلا أن يذاب بالنار ، ويستأنف له صنعة أخرى مستجدة.

فابتدرت لسلوك هذه الطرق ، واستقصاء ما عند هذه الفرق. مبتدئاً بعلم الكلام. ومثنياً بطريق الفلسفة ، ومثلثاً بتعلم الباطنية ، ومربعاً بطريق الصوفية.

* * *



1- عِلْمُ الكَلاَم: مَقْصُوده وحَاصِله

ثم إني ابتدأت بعلم الكلام ، فحصَّلته وعقلته ، وطالعت كتب المحققين منهم ، وصنفت فيه ما أردت أن أصنف ، فصادفته علماً وافياً بمقصوده ، غير وافٍ بمقصودي ؛ وإنما المقصود منه[41] حفظ عقيدة أهل السنة [ على أهل السنة ] وحراستها عن تشويش أهل البدعة. فقد ألقى الله ( تعالى ) إلى عباده على لسان رسوله عقيدة هي الحق ، على ما فيه صلاح دينهم ودنياهم ، كما نطق بمعرفته القرآن والأخبار ، ثم ألقى الشيطان في وساوس المبتدعة أموراً مخالفة للسنة ، فلهجوا[42] بـها وكادوا يشوشون عقيدة الحق على أهلها. فأنشأ الله تعالى طائفة المتكلمين ، وحرك دواعيهم لنصرة السنة بكلام مرتب ، يكشف عن تلبيسات أهل البدع المحدثة ، على خلاف السنة المأثورة ؛ فمنه نشأ علم الكلام وأهله. ولقد قام طائفة منهم بما ندبـهم الله ( تعالى ) إليه ، فأحسنوا الذب عن السنة ، والنضال عن العقيدة المتلقاة بالقبول من النبوة ، والتغيير في وجه ما أحدث من البدعة ؛ ولكنهم اعتمدوا في ذلك على مقدمات تسلموها من خصومهم ، واضطرهم إلى تسليمها: إما التقليد ، أو إجماع الأمة ، أو مجرد القبول من القرآن والأخبار. وكان أكثر خوضهم في استخراج مناقضات الخصوم ، ومؤاخذتهم بلوازم مسلماتهم. وهذا قليل النفع في حق[43] من لا يسلم سوى الضروريات شيئاً ( أصلاً ) ، فلم يكن الكلام في حقي كافياً ، ولا لدائي الذي كنت أشكوه شافياً. نعم ، لما نشأت صنعة الكلام وكثر الخوض فيه وطالت المدة ، تشوق المتكلمون إلى محاولة الذبّ ( عن السنة ) بالبحث عن حقائق الأمور ، وخاضوا في البحث عن الجواهر والأعراض[44] وأحكامها. ولكن لما لم يكن ذلك مقصود علمهم ، لم يبلغ كلامهم فيه الغاية القصوى ، فلم يحصل منه ما يمحق[45] بالكلية ظلمات الحيرة في اختلافات الخلق ؛ ولا أبعدُ أن يكون قد حصل ذلك لغيري! بل لست أشك في حصول ذلك لطائفة ولكن حصولاً مشوباً بالتقليد في بعض الأمور التي ليست من الأوليات!

والغرض الآن حكاية حالي ، لا الإنكار على من استشفى به ، فإن أدوية الشفاء تختلف باختلاف الداء. وكم من دواء ينتفع به مريض ويستضر بـه آخر!

* * *



2 - الفَلسْفَة

· محصولها.

· المذموم منها وما لا يذم.

· وما يكفر به قائلة وما لا يكفر به.

· وما يبتدع فيه وما لا يبتدع.

· وبيان ما سرقه الفلاسفة من كلام أهل الحق.

· وبيان ما مزجوه بكلام أهل الحق لترويج باطلهم في درج ذلك.

· وكيفية عدم قبول البشر وحصول نفرة النفوس من ذلك الحق الممزوج بالباطل.

· وكيفية استخلاص الحق الخالص من الزيف والبهرج من جملة كلامهم.[46]

ثم إني ابتدأت ، بعد الفراغ من علم الكلام ، بعلم الفلسفة وعلمت يقيناً ، أنه لا يقف على فساد نوع من العلوم ، من لا يقف على منتهى ذلك العلم ، حتى يساوي أعلمهم في أصل [ ذلك ] العلم ، ثم يزيد عليه ويجاوز درجته ، فيطلع على ما لم يطلع عليه صاحب العلم من غور[47] وغائله ، وإذا ذاك[48] يمكن أن يكون ما يدعيه من فساده حقّاً. ولم أر أحداً من علماء الإسلام صرف عنايته وهمته إلى ذلك.

ولم يكن في كتب (( المتكلمين )) من كلامهم ، حيث اشتغلوا بالرد عليهم ، إلا كلمات معقدة مبددة ، ظاهرة التناقض والفساد ، لا يظن الاغترار بـها بعاقل[49] عامي ، فضلاً عمن يدعي دقائق العلوم. فعلمت أن رد المذهب قبل فهمه والإطلاع على كنهه[50] رمى في عماية ، فشمرت عن ساق الجد ، في تحصيل ذلك العلم من الكتب ، بمجرد المطالعة من غير استعانة بأستاذ ، وأقبلت على ذلك في أوقات فراغي من التصنيف والتدريس في العلوم الشرعية ، وأنا ممنو[51] بالتدريس والإفادة لثلاثمائة نفر من الطلبة ببغداد.

فأطلعني الله سبحأنه [ وتعالى ] بمجرد المطالعة في هذه الأوقات المختلسة ، على منتهى علومهم في أقل من سنتين. ثم لم أزل أواظب على التفكر فيه بعد فهمه قريباً من سنة ، أعاوده وأردده وأتفقد غوائله وأغواره ، حتى اطَّلعت على ما فيه من خداع وتلبيس ، وتحقيق وتخييل ، اطلاعاً لم أشك فيه.

فاسمع الآن حكايتهم[52] وحكاية حاصل علومهم ؛ فإني رأيتهم أصنافاً ، ورأيت علومهم أقساماً ؛ وهم على كثرة أصنافهم يلزمهم وصمة[53] الكفر والإلحاد ، وإن كان بين القدماء منهم والأقدمين ، وبين الأواخر منهم والأوائل ، تفاوت عظيم في البعد عن الحق والقرب منه.

* * *







أَصْناَف الفَلاَسِفةَ وشُمول وَصْمَة الكُفِر َكافَّتهمُ [54]
اعلم: أنـهم ، على كثرة فرقهم واختلاف مذاهبـهم ، ينقسمون إلى ثلاثة أقسام: الدهريون ، والطبيعيون ، والإلهيون.

الصنف الأول: الدهريون:- وهم طائفة من الأقدمين جحدوا الصانع المدبر ، العالم القادر ، وزعموا أن العالم لم يزل موجوداً كذلك بنفسه بلا صانع ، ولم يزل الحيوان من النطفة ، والنطفة من الحيوان ، كذلك كان ، وكذلك يكون أبداً وهؤلاء هم الزنادقة.

والصنف الثاني: الطبيعيون:- وهم قوم أكثروا بحثهم عن عالم الطبيعة ، وعن عجائب الحيوان والنبات ، وأكثروا الخوض في علم تشريح أعضاء الحيوانات ، فرأوا فيها من عجائب صنع الله تعالى وبدائع حكمته ، مما اضطروا معه إلى الاعتراف بفاطر[55] حكيم ، مطلع على غايات الأمور ومقاصدها. ولا يطالع التشريح وعجائب منافع الأعضاء مطالع ، إلا ويحصل له هذا العلم الضروري بكمال تدبير الباني لبنية الحيوان ؛ لا سيما بنية الإنسان. إلا أن هؤلاء ، لكثرة بحثهم عن الطبيعة ، ظهر عندهم - لاعتدال المزاج - تأثير عظيم في قوام قوى الحيوان بـه. فظنوا أن القوة العاقلة من الإنسان تابعة لمزاجه أيضاً ، وأنها تبطل ببطلان مزاجه فتنعدم[56]. ثم إذا انعدمت[57] ، فلا يعقل إعادة المعدوم كما زعموا. فذهبوا إلى أن النفس تموت ولا تعود ، فجحدوا الآخرة ، وأنكروا الجنة والنار ، [ والحشر والنشر ] ، والقيامة والحساب ، فلم يبق عندهم للطاعة ثواب ، ولا للمعصية عقاب ، فانحل عنهم اللجام وأنـهمكوا في الشهوات أنـهماك الأنعام.

وهؤلاء أيضاً زنادقة لأن أصل الإيمان هو الإيمان بالله واليوم الآخر. وهؤلاء جحدوا اليوم الآخر ، وإن آمنوا بالله وصفاته.

والصنف الثالث: الإلهيون :- وهم المتأخرون منهم ، [ مثل ]: سقراط ، وهو أستاذ أفلاطون ، وأفلاطون أستاذ أرسطاطاليس ، وأرسطاطاليس هو الذي رتب [ لهم ] المنطق ، وهذَّب لهم العلوم ، وحرّر لهم ما لم يكن محرراً من قبلُ ، وأنضَجَ لهم ما كان فِجّاً من علومهم ، وهم بجملتهم ردوا على الصنفين الأولين من الدهرية والطبيعية ، وأوردوا في الكشف عن فضائحهم ما أغنوا بـه غيرهم. (( وكفى الله المؤمنين القتال )) بتقاتلهم. ثم رد أرسطاطاليس على أفلاطون وسقراط ، ومن كان قبلهم من الإلهيين ، ردّاً لم يقصر فيه حتى تبرأ عن جميعهم ؛ إلا أنه استبقى أيضاً من رذائل[58] كفرهم وبدعتهم بقايا لم يوفق للنـزوع عنها[59] ، فوجب تكفيرهم ، وتكفير شيعتهم[60] من المتفلسفة الإسلاميين ، كابن سينا والفارابي و غيرهم[61]. على أنه لم يقم بنقل علم أرسطاطاليس أحد من متفلسفة الإسلاميين كقيام هذين الرجلين. وما نقله غيرهما ليس يخلو من تخبيط وتخليط يتشوش فيه قلب المطالع حتى لا يفهم. وما لا يُفهم كيف يُرد أو يقبل؟ ومجموع ما صح عندنا من فلسفة أرسطاطاليس ، بحسب نقل هذين الرجلين ، ينحصر في ثلاثة أقسام: -

1. قسم يجب التفكير به.

2. وقسم يجب التبديع به.

3. وقسم لا يجب إنكاره أصلاً فلنفصله[62].



* * *



أَقْسَامِ عُلومِهم
أعلم: أن علومهم - بالنسبة إلى الغرض الذي نطلبه - ستة أقسام: رياضية ، ومنطقية ، وطبيعية ، وإلهية ، وسياسية ، وخلقية.

1 - أما الرياضية: فتتعلق بعلم الحساب والهندسة وعلم هيئة العالم[63] ، وليس يتعلق شيء منها بالأمور الدينية نفياً وإثباتاً ، بل هي أمور برهانية لا سبيل إلى مجاحدته بعد فهمها ومعرفتها. وقد تولدت منها آفتان:

احداهما[64] الأولى: ان من ينظر فيها يتعجب من دقائقها ومن ظهور براهينها ، فيحسن بسبب ذلك اعتقاده في الفلاسفة ، ويحسب أن جميع علومهم في الوضوح [ وفي ] وثاقة البرهان كهذا العلم. ثم يكون قد سمع من كفرهم وتعطيلهم وتـهاونـهم بالشرع ما تناولته الألسن فيكفر بالتقليد المحض ويقول: لو كان الدين حقاً لما اختفى على هؤلاء مع تدقيقهم في هذا العلم! فإذا عرف بالتسامع كفرهم وجحدهم[65] استدل[66] على أن الحق هو الجحد والإنكار للدين. وكم رأيت ممن يضل[67] عن الحق بـهذا العذر[68] ولا مستند له سواه! وإذا قيل له: الحاذق في صناعة واحدة ليس يلزم أن يكون حاذقاً في كل صناعة ، فلا يلزم أن يكون الحاذق في الفقه والكلام حاذقاً في الطب ، ولا أن يكون الجاهل بالعقليات جاهلاً بالنحو ، بل لكل صناعة أهل بلغوا فيها [ رتبة ] البراعة والسبق. وإن كان الحمق والجهل ( قد ) يلزمهم في غيرها. فكلام الأوائل في الرياضيات برهاني ، وفي الإلهيات تخميني ؛ لا يعرف ذلك إلا من جرّبه وخاض فيه. فهذا إذا قرر على هذا الذي ألحَدَ [69] بالتقليد ، لم يقع منه موقع القبول ، بل تحمله غلبة الهوى ، والشهوة الباطلة ، وحب التكايس ، على أن يصر على تحسين الظن بـهم في العلوم كلها.

فهذه آفة عظيمة لأجلها يجب زجر كل من يخوض في تلك العلوم ، فأنها وإن لم تتعلق بأمر الدين ، ولكن لما كانت من مبادئ علومهم ، سرى[70] إليه شرهم وشؤمهم ، فقل من يخوض فيها إلا وينخلع من الدين وينحل عن رأسه لجام التقوى.

الآفة الثانية: نشأت من صديق للإسلام جاهل ، ظن أن الدين ينبغي أن ينصر بإنكار كل علم منسوب إليهم: فأنكر جميع علومهم وادعى جهلهم فيها ، حتى أنكر قولهم في الكسوف والخسوف ، وزعم أن ما قالوه على خلاف الشرع. فلما قرع ذلك سمع من عرف ذلك بالبرهان القاطع ، لم يشك في برهأنه ، ولكن اعتقد أن الإسلام مبني على الجهل وإنكار البرهان القاطع ، فيزداد للفلسفة حبّاً وللإسلام بغضاً. ولقد عظم على الدين جناية من ظن أن الإسلام ينصر بإنكار هذه العلوم ، وليس في الشرع تعرض لهذه العلوم بالنفي والإثبات ، ولا في هذه العلوم تعرض للأمور الدينية. وقوله صلى الله عليه وسلّم:

(( إن الشمس والقمر آيتان من آياتِ الله تعالى لا ينخسفانِ لموتِ أحدٍ ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك

فافزعوا إلى ذكر الله تعالى وإلى الصلاة ))[71].

وليس في هذا ما يوجب إنكار علم الحساب المعرف بمسير الشمس والقمر واجتماعهما أو مقابلهما على وجه مخصوص. أما قوله ( عليه السلام ): (( لكن الله إذا تجلى لشيءْ خضع لهُ )) فليس توجد هذه الزيادة في الصحاح أصلاً. فهذا حكم الرياضيات وآفتها.

2 – وأما المنطقيات: فلا يتعلق شيء منها بالدين نفياً وإثباتاً ، بل هي[72] النظر في طرق الأدلة والمقاييس وشروط مقدمات البرهان وكيفية تركيبها ، وشروط الحد الصحيح وكيفية ترتيبه. وأن العلم إما تصور وسبيل معرفته الحد ، وإما تصديق وسبيل معرفته البرهان ؛ وليس في هذا ما ينبغي أن ينكر ، بل هو ( من ) جنس ما ذكره المتكلمون وأهل النظر في الأدلة ، وإنما يفارقونـهم بالعبارات والاصطلاحات ، بزيادة الاستقصاء في التعريفات والتشعيبات ، ومثال كلامهم فيها قولهم: إذا ثبت أن كل (( أ )) (( ب )) لزم أن بعض (( ب )) (( أ )) أي إذا ثبت أن كل إنسان حيوان ، لزم أن بعض الحيوان إنسان. ويعبرون عن هذا بأنه الموجبة الكلية تنعكس موجبة جزئية. وأي تعلق لهذا بمهمات الدين حتى يجحد وينكر؟ فإذا أنكر لم يحصل من إنكاره عند أهل المنطق إلا سوء الاعتقاد في عقل المنكر ، بل في دينه الذي يزعم أنه موقوف على مثل هذا الإنكار. نعم ، لهم نوع من الظلم في هذا العلم ، وهو أنـهم يجمعون للبرهان شروطاً يعلم أنها تورث اليقين لا محالة ، لكنهم عند الانتهاء إلى المقاصد الدينية ما أمكنهم الوفاء بتلك الشروط ، بل تساهلوا غاية التساهل ، وربما ينظر في المنطق أيضاً من يستحسنه ويراه واضحاً ، فيظن أن ما ينقل عنهم من الكفريات مؤيد بمثل تلك البراهين ، فاستعجل بالكفر قبل الانتهاء إلى العلوم الإلهية.

فهذه الآفة أيضاً متطرقة إليه.

3 - وأما (علم) الطبيعيات: فهو بحث[73] عن عالم السماوات وكواكبها وما تحتها من الأجسام المفردة: كالماء والهواء والتراب والنار ، وعن الأجسام المركبة: كالحيوان والنبات والمعادن ، وعن أسباب تغيرها واستحالتها وامتزاجها. وذلك يضاهي بحث الطب[74] عن جسم الإنسان وأعضائه الرئيسة[75] والخادمة ، وأسباب استحالة مزاجه. وكما ليس من شرط الدين إنكار علم الطب ، فليس من شرطه أيضاً إنكار ذلك العلم ، إلا في مسائل معينة ، ذكرناها في كتاب (( تهافت الفلاسفة )). وما عداها مما يجب المخالفة فيها ؛ فعند التأمل يتبين أنها مندرجة تحتها ، وأصل جملتها: أن تعلم[76] أن الطبيعة مسخرة لله تعالى ، لا تعمل بنفسها ، بل هي مستعملة من جهة فاطرها. والشمس والقمر والنجوم والطبائع مسخرات بأمره لا فعل لشيءٍ منها بذاته عن ذاته[77].

4 – وأما الإلهيات: ففيها أكثر أغاليطهم ، فما قدروا على الوفاء بالبرهان على ما شرطوه في المنطق ، ولذلك كثر الاختلاف بينهم فيها. ولقد قرب مذهب أرسطاطاليس فيها من مذاهب الإسلاميين ، على ما نقله الفارابي وابن سينا. ولكن مجموع ما غلطوا فيه يرجع إلى عشرين أصلاً ، يجب تكفيرهم في ثلاثة منها ، وتبديعهم في سبعة عشر. ولإبطال مذهبهم في هذه المسائل العشرين ، صنفنا كتاب ( التهافت ).

أما المسائل الثلاث ، فقد خالفوا فيها كافة الإسلاميين[78] وذلك في قولهم:

1 - إن الأجساد لا تحشر ، وإنما المثاب والمعاقَب هي الأرواح المجردة ، ( والمثوبات ) والعقوبات روحانية لا جسمانية ؛

ولقد صدقوا في إثبات الروحانية ، فأنها ثابتة[79] أيضاً ، ولكن كذبوا في إنكار الجسمانية ، وكفروا بالشريعة فيما نطقوا به.

2 - ومن ذلك قولهم: (( إن الله تعالى يعلم الكليات دون الجزئيات )) ؛

وهذا أيضاً كفر صريح ، بل الحق أنه: (( لا يعزب عنـه مثقال ذرةٍ في السمواتِ ولا في الأرضِ )).(سبأ: 3)

3 - ومن ذلك قولهم بقدم العالم وأزليته فلم يذهب أحد من المسلمين إلى شيء من هذه المسائل.

وأما ما وراء ذلك من نفيهم الصفات ، وقولهم إنه عالم بالذات ، لا بعلم زائد (على الذات) وما يجري مجراه ، فمذهبهم فيها قريب من مذهب المعتزلة ولا يجب تكفير المعتزلة بمثل ذلك. وقد ذكرنا في كتاب ((فيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة)) ما يتبين به فساد رأي من يتسارع إلى التكفير في كل ما يخالف مذهبه.

4 - وأما السياسيات: فجميع كلامهم فيها يرجع إلى الحكم المصلحية المتعلقة بالأمور الدنيوية ( والإيالة ) السلطانية ، وإنما أخذوها من كتب الله المنـزلة على الأنبياء ، ومن الحكم المأثورة عن سلف الأنبياء [ عليهم السلام ].

5 - وأما الخلقية: فجميع كلامهم ( فيها ) يرجع إلى حصر صفات النفس وأخلاقها ، وذكر أجناسها وأنواعها وكيفية معالجتها ومجاهدتها ، وإنما أخذوها من كلام الصوفية ، وهم المتألهون المواظبون على ذكر الله تعالى ، وعلى مخالفة الهوى وسلوك الطريق إلى الله تعالى بالإعراض عن ملاذِّ الدنيا. وقد انكشف لهم في مجاهدتهم من أخلاق النفس وعيوبـها ، وآفات أعمالها ما صرحوا بـها ، فأخذها الفلاسفة ومزجوها بكلامهم ، توسلاً بالتجمل بـها إلى ترويج باطلهم. ولقد كان في عصرهم ، بل في كل عصر ، جماعة من المتأهلين ، لا يُخلي الله [ سبحانه ] العالم عنهم ، فأنـهم أوتاد الأرض ، ببركاتـهم تنـزل الرحمة على أهل الأرض كما ورد في الخبر حيث قال صلى الله عليه وسلّم:

(( بـهم تمطرون وبـهم ترزقون ومنـهم كان أصحاب الكهف ))[80].

وكانوا في سالف الأزمنة ، على ما نطق بـه القرآن ، فتولد من مزجهم كلام النبوة وكلام الصوفية بكتبهم آفتان: آفة في حق القابل وآفة في حق الراد:

1 - أما الآفة التي في حق الراد فعظيمة: إذ ظنت طائفة من الضعفاء أن ذلك الكلام إذا كان مُدوَّناً في كتبهم ، وممزوجاً بباطلهم ، ينبغي أن يُهجر ولا يُذكر بل يُنكر على [ كل ] من يذكره ، إذ لم يسمعوه أولاً إلا منهم ، فسبق إلى عقولهم الضعيفة أنه باطل ، لأن قائله مُبطل ؛ كالذي يسمع من النصراني قوله: (( لا إله إلا الله عيسى رسول الله )) فينكره ويقول: (( هذا كلام النصارى )) ولا يتوقف ريثما يتأمل أن النصراني كافر باعتبار هذا القول ، أو باعتبار إنكاره نبوة محمد عليه الصلاة والسلام!؟ فإن لم يكن كافراً إلا باعتبار إنكاره ، فلا ينبغي أن يخالف في غير ما هو به كافر مما هو حق في نفسه ، وإن كان أيضاً حقاً عنده. وهذه عادة ضعفاء العقول ، يعرفون الحق بالرجال ، لا الرجال بالحق. والعاقل يقتدي بسيد العقلاء[81] علي[82] ، رضي الله عنه[83] حيث قال: (( لا تعرف الحق بالرجال ( بل ) اعرف الحق تعرف أهله )) و ( العارف ) العاقل يعرف الحق ، ثم ينظر في نفس القول: فإن كان حقاً ، قبله سواء كان قائله مبطلاً أو محقاً ؛ بل ربما يحرص على انتزاع الحق من أقاويل[84] أهل الضلال ، عالماً بأن معدن الذهب الرغام. ولا بأس على الصراف إن أدخل يده في كيس القلاب ، وانتزع الإبريز الخالص من الزيف والبهرج ، مهما كان واثقاً ببصيرته ؛ وانما يزجر عن معاملة القلاب القرويُّ ، دون الصيرفي ( البصير ) ؛ ويمنع من ساحل البحر الأخرقُ ، دون السباح الحاذق ؛ ويُصد عن مس الحية الصبي دون المعزِّم البارع.

ولعمري! لما غلب على أكثر الخلق ظنهم بأنفسهم الحذاقة والبراعة ، وكمال العقل ( وتمام الآلة ) في تمييز الحق عن ( الباطل ، والهدى عن ) الضلالة ، وجب حسم الباب في زجر الكافة عن مطالعة كتب أهل الضلال ما أمكن ، إذ لا يسلمون عن الآفة الثانية التي سنذكرها ( أصلاً ) وإن سلموا عن ( هذه ) الآفة التي ذكرناها.

ولقد اعترض على بعض الكلمات المبثوثة في تصانيفنا في أسرار علوم الدين ، طائفة من الذين لم تستحكم في العلوم سرائرهم ، ولم تنفتح إلى أقصى غايات المذاهب بصائرهم ، وزعمت أن تلك الكلمات من كلام الأوائل ، مع أن بعضها من مولدات الخواطر - ولا يبعد أن يقع الحافر على الحافر - وبعضها يوجد في الكتب الشرعية ، وأكثرها موجود معناه في كتب الصوفية.

وهب أنها لم توجد إلا في كتبهم ، فإذا كان ذلك الكلام معقولاً في نفسه ، مؤيداً بالبرهان ، ولم يكن على مخالفة الكتاب والسنة ، فلمَ ينبغي أن يهجر ويترك؟ فلو فتحنا هذا الباب ، وتطرقنا إلى أن يهجر كل حق سبق إليه خاطر مبطل ، للزمنا أن نـهجر كثيراً من الحق ، ولزمنا أن نـهجر جملة آيات من آيات القرآن وأخبار الرسول صلى الله عليه وسلّم وحكايات السلف وكلمات الحكماء والصوفية ، لأن صاحب كتاب (( إخوان الصفا )) أوردها في كتابـه مستشهداً بـها ومستدرجاً قلوب الحمقى بواسطتها إلى باطله ؛ ويتداعى ذلك إلى أن يستخرج المبطلون الحق من أيدينا بإيداعهم إياه كتبهم. وأقل درجات العالم: أن يتميز عن العامي الغُمر ، فلا يعاف العسل ، وإن وجده في محجمة الحجَّام ، ويتحقق أن المحجمة لا تغير ذات العسل ، فإن نفرة الطبع عنه مبنية على جهل عامي منشؤه أن المحجمة ، إنما صنعت للدم المستقذَر ، فيظن أن الدم مستقذر لكونه في المحجمة ، ولا يدري أنه مستقذر لصفة في ذاته ؛ فإذا عدمت ( هذه ) الصفة في العسل فكونـه في ظرفه لا يكسبه تلك الصفة ، فلا ينبغي أن يوجب له الاستقذار ، وهذا وهم باطل ، وهو غالب على أكثر الخلق. فإذا نسبت الكلام وأسندته إلى قائل حسن فيه اعتقادهم ، قبلوه وإن كان باطلاً ؛ وإن أسندته إلى من ساء فيه اعتقادهم ردوه وإن كان حقاً. فأبداً يعرفون الحق بالرجال ولا يعرفون الرجال بالحق ، وهو غاية الضلال! هذه آفة
الرد.

2 - والآفة الثانية آفة القبول: فإن من نظر في كتبهم (( كإخوان الصفا )) وغيره ، فرأى ما مزجوه بكلامهم من الحكم النبوية ، والكلمات الصوفية ، ربما استحسنها وقبلها ، وحسن اعتقاده فيها ، فيسارع إلى قبول باطلهم الممزوج بـه ، لحسن ظن حصل فيما رآه واستحسنه ، وذلك نوع استدراج إلى الباطل.

ولأجل هذه الآفة يجب الزجر عن مطالعة كتبهم لما فيها من الغدر والخطر. وكما يجب صون من لا يحسن السباحة على مزالق الشطوط ، يجب صون الخلق عن مطالعة تلك الكتب. وكما يجب صون الصبيان عن مس الحيَّات ، يجب صون الأسماع عن مختلط الكلمات وكما يجب على المعزِّم أن لا يمس الحية بين يدي ولده الطفل ، إذا علم أن سيقتدي به ويظن أنه مثله ، بل يجب عليه أن يحذّره [ منه ] ، بأن يحذر هو [ في ] نفسه [ ولا يمسها ] بين يديه ، فكذلك يجب على العالم الراسخ مثله. وكما أن المعزِّم الحاذق إذا أخذ الحية وميز بين الترياق والسم ، واستخرج منها الترياق وأبطل السم فليس له أن يشح بالترياق على المحتاج إليه. وكذا الصراف الناقد البصير إذا أدخل يده في كيس القَلاّب ، وأخرج منه الإبريز الخالص ، واطّرح الزيف والبهرج ، فليس له أن يشح بالجيد المرضي على من يحتاج إليه ؛ فكذلك العالم. وكما أن المحتاج إلى الترياق ، إذا اشمأزت نفسه منه ، حيث علم أنه مستخرج من الحية التي هي مركز السم [ وجب تعريفه ] ، والفقير المضطر إلى المال ، إذا نفر عن قبول الذهب المستخرج من كيس القلاّب ، وجب تنبيهه على أن نفرته جهل محض ، هو سبب حرمأنه الفائدة التي هي مطلبه ، وتحتم تعريفه أن قرب الجوار بين الزيف والجيد لا يجعل الجيد زيفاً ، كما لا يجعل الزيف جيداً ، فكذلك قرب الجوار بين الحق الباطل ، لا يجعل الحق باطلاً ، كما لا يجعل الباطل حقاً.

فهذا ( مقدار ) ما أردنا ذكره من آفة الفلسفة وغائلتها.

* * *



3 - القَولُ ِفي مَذْهَبِ التَّعلِيم وغَائِلَته
ثم إني لما فرغت من علم الفلسفة وتحصيله وتفهمه وتزييف ما يزيف منه ، علمت أن ذلك أيضاً غير وافٍ بكمال الغرض ، وأن العقل ليس مستقلاً بالإحاطة بجميع المطالب ، ولا كاشفاً للغطاء عن جميع المعضلات. وكان قد نبغت نابغة التعليمية ، وشاع بني الخلق تحدثهم بمعرفة معنى الأمور من جهة الإمام المعصوم القائم بالحق ، فعنّ لي أن أبحث في مقالاتهم ، لأطّلع على ما في كنانتهم. ثم اتفق أن ورد عليّ أمر جازم من حضرة الخلافة ، بتصنيف كتاب يكشف [ عن ] حقيقة مذهبهم. فلم يسعني مدافعته وصار ذلك مستحثاً من خارج ، ضميمة للباعث من الباطن ، فابتدأت بطلب كتبهم وجمع مقالاتـهم. وكذلك قد بلغني بعض كلماتـهم المستحدثة التي ولدتها خواطر أهل العصر ، لا على المنهاج المعهود من سلفهم. فجمعت تلك الكلمات ، ( ورتبتها ) ترتيباً محكماً مقارناً للتحقيق ، واستوفيت الجواب عنها ، حتى أنكر بعض أهل الحق ( مني ) مبالغتي في تقرير حجتهم ، فقال: (( هذا سعي لهم ، فأنـهم كانوا يعجزون عن نصرة مذهبهم بـمثل هذه الشبهات لولا تحقيقك لها ، وترتيبك إياها )). وهذا الإنكار من وجه حق ، فقد أنكر أحمد بن حنبل على الحارث المحاسبي ( رحمهما الله ) ، تصنيفه في الرد على المعتزلة ؛ فقال الحارث: (( الرد على البدعة فرض)) فقال أحمد: (( نعم ، ولكن حكيت شبهتهم أولاً ثم أجبت عنها ؛ فبمَ تأمن أن يطالع الشبهة من يعلق ذلك بفهمه ، ولا يلتفت إلى الجواب ، أو ينظر في الجواب ولا يفهم كنهه؟ )).

وما ذكره أحمد بن حنبل حق ، ولكن في شبهة ( لم تنتشر ) ولم تشتهر. فأما إذا انتشرت ، فالجواب عنها واجب ولا يمكن الجواب [ عنها ] إلا بعد الحكاية. نعم ، ينبغي أن لا يتكلف لهم شبهة لم [ يتكلفوها ] ؛ ولم أتكلف أنا ذلك ، بل كنت قد سمعت تلك الشبهة من واحد من أصحابي المختلفين إلي ، بعد أن كان قد التحق بـهم ؛ وانتحل مذهبـهم ، وحكى أنـهم يضحكون على تصانيف المصنفين في الرد عليهم ، بأنـهم لم يفهموا بعد حجتهم. ثم ذكر تلك الحجة وحكاها عنهم ، فلم أرض لنفسي أن يظن في الغفلة عن اصل حجتهم ، فلذلك أوردتها ، ولا أن يظن بي أني - وإن سمعتها – لم أفهمها فلذلك قررتها.

والمقصود ، أني قررت شبهتهم إلى أقصى الإمكان ، ثم أظهرت فسادها [ بغاية البرهان ].

والحاصل: أنه لا حاصل عند هؤلاء ، ولا طائل لكلامهم. ولولا سوء نصرة الصديق الجاهل ، لما انتهت تلك البدعة - مع ضعفها - إلى هذه الدرجة ؛ ولكن شدة التعصب ، دعت الذابين عن الحق إلى تطويل النـزاع معهم في مقدمات كلامهم ، وإلى مجاحدتـهم في كل ما نطقوا به ، فجاحدوهم في دعواهم: (( الحاجة إلى التعليم والمعلم. )) وفي دعواهم أنه: (( لا يصلح كل معلم ، بل لا بد من معلم معصوم. )) وظهرت حجتهم في إظهار الحاجة إلى التعليم والمعلم ، وضعف قول المنكرين في مقابلته ، فاغتر بذلك جماعة وظنوا أن ذلك من قوة مذهبهم وضعف مذهب المخالفين لهم ، ولم يفهموا أن ذلك لضعف ناصر الحق وجعله بطريقه ؛ بل الصواب الاعتراف بالحاجة إلى المعلم ، وأنه لا بد وأن يكون ( المعلم ) معصوماً ، ولكن معلمنا المعصوم ( هو ) محمد صلى الله عليه وسلّم فإذا قالوا: (( هو ميت )) ، فنقول: (( ومعلمكم غائب )) ، فإذا قالوا: (( معلمنا قد علم الدعاة وبثهم في البلاد ، وهو ينتظر مراجعتهم إن اختلفوا أو أشكل عليهم مشكل )). فنقول: (( ومعلمنا قد علم الدعاة وبثهم في البلاد وأكمل التعليم إذ قال الله تعالى:

(( اليوم أكملتُ لكم دينكم [ وأتممتُ عليكمْ نعمتي ] )) (المائدة: 3)

وبعد كمال التعليم لا يضر موت المعلم كما لا يضر غيبته.

فبقي قولهم: (( كيف تحكمون فيما لم تسمعوه؟ أبالنص ولم تسمعوه ، أم بالإجتهاد والرأي وهو مظنة الخلاف؟ )) فنقول: (( نفعل ما فعله معاذ إذ بعثه رسول الله عليه [ الصلاة ] والسلام إلى اليمن: أن نحكم بالنص ، عند وجود النص وبالإجتهاد عند عدمه[85]. ( بل ) كما يفعله دعاتهم إذا بعدوا عن الإمام إلى أقاصي البلاد ، إذ لا يمكنـه أن يحكم بالنص فإن النصوص المتناهية لا تستوعب الوقائع الغير المتناهية ، ولا يمكنـه الرجوع في كل واقعة إلى بلدة الإمام ، وأن يقطع المسافة ويرجع فيكون المستفتي قد مات ، وفات الانتفاع بالرجوع. فمن أشكلت عليه القبلة ليس له طريق إلا أن يصلي بالاجتهاد ، إذ لو سافر إلى بلدة الإمام لمعرفة القبلة ، فيفوت وقت الصلاة. فإذن جازت الصلاة إلى غير القبلة بناء على الظن. ويقال: (( إن المخطيء في الاجتهاد له أجرٌ واحدٌ وللمُصيبِ أجران ))[86]. فكذلك في جميع المجتهدات ، وكذلك أمر صرف الزكاة إلى الفقير ، فربما يظنـه فقيراً باجتهاده وهو غني باطناً بإخفائه ماله ، فلا يكون مؤاخذاً بـه وإن أخطأ ، لأنه لم يؤاخذ إلا بموجب ظنه. فإن قال: (( ظن مخالفهِ كظنه )) فأقول: (( هو مأمور باتباع ظن نفسه ، كالمجتهد في القبلة يتبع ظنه وإن خالفه غيره. )) فإن قال: (( فالمقلد يتبع أبا حنيفة والشافعي ( رحمهما الله ) أم غيرهما. )) فأقول: (( فالمقلد في القبلة عند الاشتباه ، في معرفة الأفضل الأعلم بدلائل القبلة ، فيتبع ذلك الاجتهاد ؛ فكذلك في المذاهب. ))

فردّ الخلق إلى الاجتهاد - ضرورة - الأنبياءُ والأئمة مع العلم بأنـهم ( قد ) يخطئون ، بل قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: (( أنا أحكم بالظاهر والله يتولى السرائر ))[87]. أي أنا أحكم بغالب الظن الحاصل من قول الشهود ، وربما أخطأوا فيه. ولا سبيل إلى الأمن من الخطأ للأنبياء في مثل هذه المجتهدات ، فيكف يطمع في ذلك؟

ولهم ها هنا سؤالان: أحدهما قولهم: (( هذا وإن صح في المجتهدات فلا يصح في قواعد العقائد ، إذ المخطئ فيه غير معذور ، فكيف السبيل إليه؟ )) فأقول: (( قواعد العقائد يشتمل عليها الكتاب والسنة ؛ وما وراء ذلك من التفصيل ، والمتنازع فيه ، يعرف الحق فيه بالوزن بالقسطاس المستقيم. وهي الموازين التي ذكرها الله ( تعالى ) في كتابه ، وهي خمسة ذكرتها في كتاب (( القسطاس المستقيم )). فإن قال: (( خصومك يخالفونك في ذلك الميزان. )) فأقول: (( لا يتصور أن يفهم ذلك الميزان ثم يخالف فيه [ إذ لا يخالف فيه ] أهل التعليم ، لأني استخرجته من القرآن وتعلمته منه ، ولا يخالف فيه أهل المنطق ، لأنه موافق لما شرطوه في المنطق ، وغير مخالف له ؛ ولا يخالف فيه المتكلم لأنه موافق لما يذكره في أدلة النظريات ، وبه يعرف الحق في الكلاميات. )) فإن قال: (( فإن كان في يدك مثل هذا الميزان فلمَ لا ترفع الخلاف بين الخلق؟ )) فأقول: (( لو أصغوا إلي لرفعت الخلاف بينهم ؛ وذكرت طريق رفع الخلاف في كتاب القسطاس المستقيم ، فتأمله لتعلم أنه حق وأنه يرفع الخلاف قطعاً لو أصغوا ولا يصغون [ إليه ] بأجمعهم! بل قد أصغى إلي طائفة ، فرفعت الخلاف بينهم. وإمامك يريد رفع الخلاف بينهم مع عدم إصغائهم ، فلمَ لم يرفع إلى الآن؟ ولمَ لم يرفع علي رضي الله عنـه ، وهو رأس الأئمة؟ أو يدعي أنه يقدر على حمل كافتهم على الإصغاء قهراً ، فلمَ لم يحملهم إلى الآن؟ ولأي يوم أجله؟ وهل حصل بين الخلق بسبب دعوته إلا زيادة خلاف وزيادة مخالف؟ نعم! كان يخشى من الخلاف نوع الضرر لا ينتهي إلى سفك الدماء ، وتخريب البلاد وأيتام الأولاد ، وقطع الطرق ، والإغارة على الأموال. وقد حدث في العالم من بركات رفعكم الخلاف [ من الخلاف ] ما لم يكن بمثله عهد. )) فإن قال: (( ادعيت أنك ترفع الخلاف بين الخلق ولكن المتحير بين المذاهب المتعارضة ، والاختلافات المتقابلة ، لم يلزمه الإصغاء إليك دون خصمك ، وأكثر الخصوم يخالفونك ، ولا فرق بينك وبينهم. ))

العندليب
04-04-06, 09:08 PM
وهذا هو سؤالهم الثاني فأقول: (( هذا أولاً ينقلب عليك ، فإنك إذا دعوت هذا المتحير إلى نفسك فيقول المتحير ، بما صرت أولى من مخالفيك ، وأكثر أهل العلم يخالفونك؟ فليت شعري! بماذا تجيب ، أتجيب بأن تقول: إمامي منصوص عليه؟ فمن يصدقك في دعوى النص ، وهو لم يسمع النص من الرسول؟ وإنما يسمع دعواك مع تطابق أهل العلم على اختراعك وتكذيبك. ثم هب أنه سلم لك النص ، فإن كان متحيراً في أصل النبوة ، فقال: هب أن إمامك يدلي بمعجزة عيسى عليه السلام فيقول: الدليل على صدقي أني أحيي أباك ، فأحياه ، فناطقني بأنه محق ، فبماذا أعلم صدقه؟ ولم يعلم كافة الخلق صدق عيسى عليه السلام بـهذه المعجزة ، بل عليه من الأسئلة المشكلة ما لا يدفع إلا بدقيق النظر العقلي ؛ والنظر العقلي لا يوثق به عندك ، ولا يعرف دلالة المعجزة على الصدق ما لم يعرف السحر والتمييز بينه وبين المعجزة ، وما لم يعرف أن الله لا يضل عباده. - وسؤال الإضلال وعسر [ تحرير ] الجواب عنه مشهور- فبماذا تدفع جميع ذلك؟ ولم يكن إمامك أولى بالمتابعة من مخالفه! )) فيرجع إلى الأدلة النظرية التي ينكرها ، وخصمه يدلي بمثل تلك الأدلة وأوضح منها. وهذا السؤال قد انقلب عليهم انقلاباً عظيما ، لو اجتمع أولهم وآخرهم على أن يجيبوا عنه جواباً لم يقدروا عليه.

وإنما نشأ الفساد من جماعة من الضعفة ناظروهم ، فلم يشتغلوا بالقلب ، بل بالجواب. وذلك مما يطول فيه الكلام ، وما لا يسبق سريعاً إلى الإفهام ، فلا يصلح للإفحام. فإن قال قائل: (( فهذا هو القلب ، فهل عنه جواب؟ )) فأقول: (( نعم! جوابه أن المتحير لو قال: أنا متحير ، ولم يعين المسألة التي هو متحير فيها ، يقال له: أنت كمريض يقول: أنا مريض ولا يعين مرضه ، ويطلب علاجه. فيقال له: ليس في الوجود علاج للمرض المطلق ، بل لمرض معين: من صداع أو إسهال أو غيرهما. فكذلك المتحير ينبغي أن يعين ما هو متحير فيه ؛ فإن عين المسألة عرّفته الحق فيها بالوزن بالموازين الخمسة ، التي لا يفهمها أحد إلا ويعترف بأنه الميزان الحق ، الذي يوثق بكل ما يوزن به ، فيفهم الميزان ، ويفهم منه أيضاً صحة الوزن ، كما يفهم متعلم علم الحساب نفس الحساب ، وكون المحاسب المعلم عالماً بالحساب وصادقاً فيه )). وقد أوضحت ذلك في كتاب (( القسطاس المستقيم )) في مقدار عشرين ورقة ؛ فليتأمل.

وليس المقصود الآن بيان فساد مذهبهم ، فقد ذكرت ذلك في كتاب (( المستظهري )) أولاً ؛ وفي كتاب (( حجة الحق )) ثانياً ، وهو جواب كلام لهم عُرض علي ببغداد ؛ وفي كتاب (( مفصل الخلاف )) الذي هو اثنا عشر فصلاً ثالثاً ؛ وهو جواب كلام عُرض علي بـهمدان ؛ وفي كتاب (( الدرج )) المرقوم (( بالجداول )) رابعاً ، وهو من ركيك كلامهم الذي عُرض علي بطوس ؛ وفي كتاب (( القسطاس المستقيم )) خامساً ، وهو كتاب مستقل بنفسه مقصوده بيان ميزان العلوم وإظهار الاستغناء عن الامام [ المعصوم ] لمن أحاط به.

بل المقصود أن هؤلاء ليس معهم شيء من الشفاء المنجي من ظلمات الآراء ، بل هم ، مع عجزهم عن إقامة البرهان على تعيين الإمام ، طال ما جاريناهم[88] فصدقناهم في الحاجة إلى التعليم وإلى المعلم المعصوم وأنه الذي عينوه ، ثم سألناهم عن العلم الذي تعلموه من هذا المعصوم وعرضنا عليهم إشكالات فلم يفهموها ، فضلاً عن القيام بحلّها! فلما عجزوا أحالوا [ على ] الإمام الغائب ، وقالوا: (( ( أنه ) لا بد من السفر إليه. )) والعجب أنـهم ضيعوا عمرهم في طلب المعلم وفي التبجح بالظفر به ، ولم يتعلموا منه شيئاً أصلاً ، كالمتضمّخ[89] بالنجاسة ، يتعب في طلب الماء حتى إذا وجده لم يستعمله ، وبقي متضمخاً بالخبائث.

ومنهم من ادعى شيئاً من علمهم ، فكان حاصل ما ذكره شيئاً من ركيك فلسفة فيثاغورس: وهو رجل من قدماء الأوائل ، ومذهبـه أرك مذاهب الفلسفة ، وقد رد عليه أرسطاطاليس ، بل استركَّ كلامه واسترذله ، وهو المحكي في كتاب (( إخوان الصفا )) ، وهو على التحقيق حشو الفلسفة.

فالعجب ممن يتعب طول العمر في تحصيل العلم ثم يقنع بمثل ذلك العلم الركيك المستغث ، ويظن بأنه ظفر بأقصى مقاصد العلوم! فهؤلاء أيضاً جربناهم وسبرنا ظاهرهم وباطنهم ؛ فرجع حاصلهم إلى استدراج العوام ، وضعفاء العقول ببيان الحاجة إلى المعلم ، ومجادلتهم في إنكارهم الحاجة إلى التعليم بكلام قوي مفحم ، حتى إذا ساعدهم على الحاجة إلى المعلم مساعد ، وقال: (( هات علمه وأفدنا من تعليمه! )) وقف وقال: (( الآن إذا سلمت لي هذا فاطلبه ، فإنما غرضَي هذا القدر فقط. )) إذ علم أنه لو زاد على ذلك لافتضح ولعجز عن حل أدنى الإشكالات ، بل عجز عن فهمه ، فضلاً عن جوابـه.

فهذه حقيقة حالهم فأخبرهم تَقْلُهم[90] فلما خبرناهم[91] نفضنا اليد عنهم ( أيضاً ).

* * *



4 - طُرُق الصُّوفِيَّة

ثم إني ، لما فرغت من هذه العلوم ، أقبلت بـهمتي على طريق الصوفية وعلمت أن طريقتهم إنما تتم بعلم وعمل ؛ وكان حاصل علومهم قطع عقبات النفس. والتنـزه عن أخلاقها المذمومة وصفاتها الخبيثة ، حتى يتوصل ( بـها ) إلى تخلية القلب عن غير الله ( تعالى ) وتحليته بذكر الله.

وكان العلم أيسر عليّ من العمل. فابتدأت بتحصيل علمهم من مطالعة كتبهم مثل: (( قوت القلوب )) لأبي طالب المكي ( رحمه الله ) وكتب (( الحارث المحاسبي )) ، والمتفرقات المأثورة عن ((الجنيد)) و (( الشبلي )) و (( أبي يزيد البسطامي )) [ قدس الله أرواحهم ] ، وغيرهم من المشايخ ؛ حتى اطلعت على كنه مقاصدهم العلمية ، وحصلت ما يمكن أن يحصل من طريقهم بالتعلم والسماع. فظهر لي أن أخص خواصهم ، ما لا يمكن الوصول إليه بالتعلم بل بالذوق والحال وتبدل الصفات. وكم من الفرق بين أن تعلم حد الصحة وحد الشبع وأسبابـهما وشروطهما ، وبين أن تكون صحيحاً وشبعان؟ وبين أن تعرف حد السكر ، وأنه عبارة عن حالة تحصل من استيلاء أبخرة تتصاعد من المعدة على معادن الفكر ، وبين أن تكون سكران! بل السكران لا يعرف حدّ السكر وعِلمه وهو سكران وما معه من علمه شيء! والصَّاحي يعرف حدّ السُكر واركأنه ومَا معه من السكر شيء. والطبيب في حالة المرض يعرف حدّ الصحة وأسبابـها وأدويتها ، وهو فاقد الصحة. فكذلك فرقٌ بين أن تعرف حقيقة الزهد وشروطه وأسبابه ، وبين أن تكون حالك الزهد وعزوف النفس عن الدنيا!

فعلمت يقيناً أنـهم أرباب الأحوال ، لا أصحاب الأقوال. وأن ما يمكن تحصيله بطريق العلم فقد حصلته ، ولم يبقَ إلا ما لا سبيل إليه بالسماع والتعلم ، بل بالذوق والسلوك. وكان ( قد ) حصل معي - من العلوم التي مارستها والمسالك التي سلكتها ، في التفتيش عن صنفي العلوم الشرعية والعقلية- إيمانٌ يقينيٌ بالله تعالى ، وبالنبُوّة وباليوم الآخر.

فهذه الأصول الثلاثة من الإيمان كانت قد رسخت في نفسي ، لا بدليل معين محرر[92] بل بأسبابٍ وقرائن وتجارب لا تدخل تحت الحصر تفاصيلُها.

وكان قد ظهر عندي أنه لا مطمع ( لي ) في سعادة الآخرة إلا بالتقوى ، وكف النفس عن الهوى ، وأن رأس ذلك كله ، قطعُ علاقة القلب عن الدنيا بالتجافي عن دار الغرور ، والإنابة إلى دار الخلود ، والإقبال بكُنه الهمة على الله تعالى. وأن ذلك لا يتم إلا بالإعراض عن الجاه والمال ، والهرب من الشواغل والعلائق.

ثم لاحظت أحوالي ؛ فإذا أنا منغمس في العلائق ، وقد أحدقت بي من الجوانب ؛ ولاحظت أعمالي – وأحسنها التدريس والتعليم - فإذا أنا فيها مقبل على علوم غير مهمة ولا نافعة في طريق الآخرة.

ثم تفكرت في نيتي في التدريس فإذا هي غير خالصة لوجه الله تعالى ، بل باعثها ومحركها طلب الجاه وانتشار الصيت ؛ فتيقنت أني على شفا جُرُف هار ، وأني قد أشفيت على النار ، إن لم أشتغل بتلافي الأحوال.

فلم أزل أتفكر فيه مدة ، وأنا بعدُ على مقام الاختيار ، أصمم العزم على الخروج من بغداد ومفارقة تلك الأحوال يوماً ، وأحل العزم يوماً ، وأقدم فيه رجلاً وأؤخر عنه أخرى. لا تصدق لي رغبة في طلب الآخرة بكرة ، إلا ويحمل عليها جند الشهوة حملة فيفترها عشية. فصارت شهوات الدنيا تجاذبني بسلاسلها إلى المقام ، ومنادي الإيمان ينادي: الرحيل! الرحيل! فلم يبق من العمر إلا قليل ، وبين يديك السفر الطويل ، وجميع ما أنت فيه من العلم والعمل رياء وتخييل! فإن لم تستعد الآن للآخرة فمتى تستعد؟ وإن لم تقطع الآن [ هذه العلائق ] فمتى تقطع؟ فعند ذلك تنبعث الداعية ، وينجزم العزم على الهرب والفرار.

ثم يعود الشيطان ويقول: (( هذه حال عارضة ، إياك أن تطاوعها ، فأنها سريعة الزوال ؛ فإن أذعنت لها وتركت هذا الجاه العريض ، والشأن المنظوم الخالي عن التكدير والتنغيص ، والأمر المسلم الصافي عن منازعة الخصوم ، ربما التفتت إليه نفسك ، ولا يتيسر لك المعاودة. ))

فلم أزل أتردد بين تجاذب شهوات الدنيا ، ودواعي الآخرة ، قريباً من ستة أشهر أولها رجب سنة ثمان[93] وثمانين وأربع مائة. وفي هذا الشهر[94] جاوز الأمر حد الاختيار إلى الاضطرار ، إذ أقفل الله على لساني حتى اعتقل عن التدريس ، فكنت أجاهد نفسي أن أدرس يوماً واحداً تطييباً لقلوب المختلفة [ إلي ] ، فكان لا ينطق لساني بكلمة [ واحدة ] ولا أستطيعها البتة ، حتى أورثت هذه العقلة في اللسان حزناً في القلب ، بطلت معه قوة الهضم ومراءة الطعام والشراب: فكان لا ينساغ لي ثريد ، ولا تنهضم ( لي ) لقمة ؛ وتعدى إلى ضعف القوى ، حتى قطع الأطباء طمعهم من العلاج وقالوا: (( هذا أمر نـزل بالقلب ، ومنه سرى إلى المزاج ، فلا سبيل إليه بالعلاج ، إلا بأن يتروح السر عن الهم الملم )).

ثم لما أحسست بعجزي ، وسقط بالكلية اختياري ، التجأت إلى الله تعالى التجاء المضطر الذي لا حيلة له ، فأجابني الذي (( يجيب المضطر إذا دعاه )) ، وسهل على قلبي الإعراض عن الجاه والمال (والأهل والولد والأصحاب) ، وأظهرت عزم الخروج إلى مكة وأنا أدبّر في نفسي سفر الشام حذراً أن يطلع الخليفة وجملة الأصحاب على عزمي على المقام في الشام ؛ فتلطفت بلطائف الحيل في الخروج من بغداد على عزم أن لا أعاودها أبداً. واستهدفت لأئمة أهل العراق كافة ، إذ لم يكن فيهم من يجوز أن يكون للإعراض عما كنت فيه سبب دينيّ ، إذ ظنوا أن ذلك هو المنصب الأعلى في الدين ، وكان ذلك مبلغهم من العلم.

ثم ارتبك الناس في الاستنباطات ، وظن من بعُد عن العراق ، أن ذلك كان لاستشعار من جهة الولاة ؛ ( وأما من قرب من الولاة ) : كان يشاهد إلحاحهم في التعلق بي والانكباب عليَّ ، وإعراضي عنهم ، وعن الالتفات إلى قولهم ، فيقولون: (( هذا أمر سماوي ، وليس له سبب إلا عين أصابت أهل الإسلام وزمرة أهل العلم )).

ففارقت بغداد ، وفرقت ما كان معي من المال ، ولم أدخر إلا قدر الكفاف ، وقوت الأطفال ، ترخصاً بأن مال العراق مرصد للمصالح ، ولكونه وقفاً على المسلمين. فلم أر في العالم مالاً يأخذه العالم لعياله أصلح منه.

ثم دخلت الشام ، وأقمت به قريباً من سنتين لا شغل لي إلا العزلة والخلوة ؛ والرياضة والمجاهدة ، اشتغالاً بتزكية النفس ، وتهذيب الأخلاق ، وتصفية القلب لذكر الله ( تعالى ) ، كما كنت حصلته من كتب[95] الصوفية. فكنت أعتكف مدة في مسجد دمشق ، أصعد منارة المسجد طول النهار ، وأغلق بابـها على نفسي.

ثم رحلت منها إلى بيت المقدس ، أدخل كل يوم الصخرة ، وأغلق بابـها على نفسي.

ثم تحركت فيَّ داعية فريضة الحج ، والاستمداد من بركات مكة والمدينة. وزيارة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الفراغ من زيارة الخليل صلوات الله وسلامه عليه ؛ فسرت إلى الحجاز.

ثم جذبتني الهمم ، ودعوات الأطفال إلى الوطن ، فعاودته بعد أن كنت أبعد الخلق عن الرجوع إليه. فآثرت العزلة [ به ] أيضاً حرصاً على الخلوة ، وتصفية القلب للذكر.

وكانت حوادث الزمان ، ومهمات العيال ، وضرورات المعاش[96] ، تغير فيَّ وجه المراد ، وتشوش صفوة الخلوة. وكان لا يصفو [ لي ] الحال إلا في أقوات متفرقة. لكني مع ذلك لا أقطع طمعي منها ، فتدفعني عنها العوائق ، وأعود إليها.

ودمت على ذلك مقدار عشر سنين ؛ وانكشفت لي في أثناء هذه الخلوات أمور لا يمكن إحصاؤها واستقصاؤها ، والقدر الذي أذكره لينتفع به: إني علمت يقيناً أن الصوفية هم السالكون لطريق الله ( تعالى ) خاصة ، وأن سيرتهم أحسن السير ، وطريقهم أصوب الطرق ، وأخلاقهم أزكى الأخلاق. بل لو جُمع عقل العقلاء ، وحكمة الحكماء ، وعلم الواقفين على أسرار الشرع من العلماء ، ليغيروا شيئاً من سيرهم وأخلاقهم ، ويبدلوه بما هو خير منه ، لم يجدوا إليه سبيلاً. فإن جميع حركاتـهم وسكناتـهم ، في ظاهرهم وباطنهم ، مقتبسة من ( نور ) مشكاة النبوة ؛ وليس وراء نور النبوة على وجه الأرض نور يستضاء به.

وبالجملة ، فماذا يقول القائلون في طريقة ، طهارتـها - وهي أول شروطها - تطهير القلب بالكلية عما سوى الله ( تعالى ) ، ومفتاحها الجاري منها مجرى التحريم من الصلاة ، استغراق القلب بالكلية بذكر الله ، وآخرها الفناء بالكلية في الله؟ وهذا آخرها بالإضافة إلى ما يكاد يدخل تحت الاختيار والكسب من أوائلها. وهي على التحقيق أول الطريقة ، وما قبل ذلك كالدهليز للسالك إليه.

ومن أول الطريقة تبتدئ المكاشفات ( والمشاهدات ) ، حتى أنـهم في يقظتهم يشاهدون الملائكة ، وأرواح الأنبياء ويسمعون منهم أصواتاً ويقتبسون منهم فوائد. ثم يترقى الحال من مشاهدة الصور والأمثال ، إلى درجات يضيق عنها نطاق النطق ، فلا يحاول معبر أن يعبر عنها إلا اشتمل لفظه على خطأ صريح لا يمكنه الاحتراز عنه.

وعلى الجملة. ينتهي الأمر إلى قرب يكاد يتخيل منه طائفة الحلول ، وطائفة الاتحاد ، وطائفة الوصول ، وكل ذلك خطأ. وقد بينا وجه الخطأ فيه في كتاب (( المقصد الأسنى )) ؛ بل الذي لابسته تلك الحالة لا ينبغي أن يزيد على أن يقول :

وكان ما كان مما لستُ أذكره فظنَّ خيراً ولا تسأل عن الخبرِ![97]

وبالجملة ، فمن لم يرزق منه شيئاً بالذوق ، فليس يدرك من حقيقة النبوة إلا الاسم ، وكرامات الأولياء ، [ هي ] على التحقيق ، بدايات الأنبياء ، وكان ذلك أول حال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حين أقبل إلى جبل (( حراء )) ، حيث كان يخلو فيه بربه ويتعبد ، حتى قالت العرب : (( إن محمداً عشق ربه!)).

وهذه حالة ، يتحققها بالذوق من يسلك سبيلها. فمن لم يرزق الذوق ، فيتيقنها بالتجربة والتسامع ، إن أكثر معهم الصحبة ، حتى يفهم ذلك بقرائن الأحوال يقيناً. ومن جالسهم ، استفاد منهم هذا الإيمان. فهم القوم لا يشقى جليسهم. ومن لم يرزق صحبتهم ، فليعلم إمكان ذلك يقيناً بشواهد البرهان ، على ما ذكرناه في كتاب (( عجائب القلب )) من كتب (( إحياء علوم الدين )).

والتحقيق بالبرهان علم ، وملابسة عين تلك الحالة ذوق ، والقبول من التسامع والتجربة بحسن الظن إيمان. فهذه ثلاث درجات :

(( يرفعِ الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجاتٍ )) (المجادلة: 58: 11)

ووراء هؤلاء قوم جهال ، هم المنكرون لأصل ذلك ، المتعجبون من هذا الكلام ، يستمعون ويسخرون ، ويقولون : العجب ! أنـهم كيف يهذون ! وفهيم قال الله تعالى :

(( ومنـهم من يستمع إليكَ حتى إذا خرجوا من عِندك قالوا للذين أُوتوا العلم ماذا قال آنفاً أولئك الذين طبع الله على قلوبـهم واتبعوا أهواءهم )) ( فأصمهُم وأعمى أبصارهم ) (محمد : 47: 16)

ومما بان لي بالضرورة من ممارسة طريقتهم ، (( حقيقة النبوة وخاصيتها )). ولا بد من التنبيه[98] على أصلها لشدة مسيس الحاجة إليها.



حَقيقَة النُبُوَّة: واضطِرار كَافةِ الخَلق إليهَا

اعلم: أن جوهر الإنسان في أصل الفطرة ، خلق خالياً ساذجاً لا خبر معه من عوالم الله ( تعالى )! والعوالم كثيرة لا يحصيها إلا الله تعالى كما قال:

(( وما يعلم جنودُ ربك إلا هو )) (المدثر : 74: 31)

وإنما خبره من العوالم بواسطة الإدراك ، وكل إدراك من الإدراكات خلق ليطلع الإنسان به على عالم من الموجودات ، ونعني بالعوالم ، أجناس الموجودات.

فأول ما يخلق في الإنسان حاسة اللمس ، فيدرك بـها أجناساً من الموجودات: كالحرارة ، والبرودة ، والرطوبة واليبوسة ، واللين والخشونة ، وغيرها. واللمس قاصر عن الألوان والأصوات قطعاً ، بل هي كالمعدوم في حق اللمس.

ثم تخلق له [ حاسة ] البصر ، فيدرك بـها الألوان والأشكال ، وهو أوسع عوالم المحسوسات.

ثم ينفخ فيه السمع ، فيسمع الأصوات والنغمات.

ثم يخلق له الذوق. وكذلك إلى أن يجاوز عالم المحسوسات ، فيخلق فيه التمييز ، وهو قريب من سبع سنين ، وهو طور آخر من أطوار وجوده : فيدرك فيه أموراً زائدة على ( عالم ) المحسوسات ، لا يوجد منها شيء في عالم الحس.

ثم يترقى إلى طور آخر ، فيخلق له العقل ، فيدرك الواجبات والجائزات والمستحيلات ، وأموراً لا توجد في الأطوار التي قبله.

ووراء العقل طور آخر تنفتح فيه عين أخرى يبصر بـها الغيب وما سيكون في المستقبل ، وأموراً أُخر ، العقل معزول عنها كعزل قوة التمييز عن إدراك المعقولات وكعزل قوة الحس عن مدركات التمييز. وكما أن المميز لو عرضت عليه مدركات العقل لأباها واستبعدها ، فكذلك بعض العقلاء أبوا مدركات النبوة واستبعدوها ، وذلك عين الجهل : إذ لا مستند لهم إلا أنه طور لم يبلغه ولم يوجد في حقه ، فيظن أنه غير موجود في نفسه. والأكمه ، لو لم يعلم بالتواتر والتسامع الألوان والأشكال وحكي له ذلك ابتداءً ، لم يفهمها ولم يقرّ بـها. وقد قرب الله تعالى على خلقه بأن أعطاهم نموذجاً[99] من خاصية النبوة ، وهو النوم : إذ النائم يدرك ما سيكون من الغيب ، إما صريحاً وإما في كسوة مثال يكشف عنـه التعبير. وهذا لو لم يجربه الإنسان من نفسه - وقيل له: (( إن من الناس من يسقط مغشياً عليه كالميت ، ويزول ( عنه ) إحساسه وسمعه وبصره فيدرك الغيب. )) – لأنكره ، وأقام البرهان على استحالته ، وقال: (( القوى الحساسة أسباب الإدراك ، فمن لا يدرك الأشياء مع وجودها وحضورها ، فبأن لا يدرك مع ركودها أولى وأحق.)) وهذا نوع قياس يكذبه الوجود والمشاهدة. فكما أن العقل طور من أطوار الآدمي ، يحصل فيه عين يبصر بـها أنواعاً من المعقولات ، والحواس معزولة عنها ، فالنبوة أيضاً عبارة عن طور يحصل فيه عين لها نور يظهر في نورها الغيب ، وأمور لا يدركها العقل.

والشك في النبوة ، إما أن يقع: في إمكأنـها ، أو في وجودها ووقوعها ، أو في حصولها لشخص معين.

ودليل إمكأنـها وجودها. ودليل وجودها وجود معارف في العالم لا يتصور أن تنال بالعقل ، كعلم الطب والنجوم ؛ فإن من بحث عنها علم بالضرورة أنها لا تدرك إلا بإلهام إلهي وتوفيق من جهة الله ( تعالى ) ، ولا سبيل إليها بالتجربة. فمن الأحكام النجومية ما لا يقع إلا في كل ألف سنة مرة ، فكيف ينال ذلك بالتجربة ؟ وكذلك خواص الأدوية. فتبين بـهذا البرهان أن في الإمكان وجود طريق لإدراك هذه الأمور التي لا يدركها العقل - وهو المراد بالنبوة - لا أن النبوة عبارة عنها فقط ، بل إدراك هذا الجنس الخارج عن مدركات العقل إحدى خواص النبوة ، ولها خواص كثيرة سواها. وما ذكرنا ، فقطرة من بحرها ؛ إنما ذكرناها لأن معك أُنموذجاً منها ، وهو مدركاتك في النوم ؛ ومعك علوم من جنسها في الطب والنجوم ، وهي معجزات الأنبياء ( عليهم الصلاة والسلام ) ، ولا سبيل إليها للعقلاء ببضاعة العقل أصلاً.

وأما ما عدا هذا من خواص النبوة ، فإنما يدرك بالذوق ، من سلوك طريق التصوف ؛ لأن هذا إنما فهمته بأنموذج رزقته وهو النوم ، ولولاه لما صدقت به. فإن كان للنبي خاصة ليس لك منها أنموذج ، ولا تفهمها أصلاً ، فكيف تصدق بـها ؟ وإنما التصديق بعد الفهم: وذلك الأنموذج يحصل في أوائل طريق التصوف فيحصل به نوع من الذوق بالقدر الحاصل ونوع من التصديق بما لم يحصل بالقياس ( إليه ). فهذه الخاصية الواحدة تكفيك للإيمان بأصل النبوة.

فإن وقع لك الشك في شخص معين ، أنه نبي أم لا ، فلا يحصل اليقين إلا بمعرفة أحواله ، إما بالمشاهدة ، أو بالتواتر والتسامع ؛ فإنك إذا عرفت الطب والفقه ، يمكنك أن تعرف الفقهاء والأطباء بمشاهدة أحوالهم ، وسماع أقوالهم ، وإن لم تشاهدهم ؛ ولا تعجز أيضاً عن معرفة كون الشافعي ( رحمه الله ) فقيهاً ، وكون جالينوس طبيباً ، معرفة بالحقيقة لا بالتقليد عن الغير ، [ بل ] بأن تتعلم شيئاً من الفقه والطب وتطالع كتبهما وتصانيفهما ، فيحصل لك علم ضروري بحالهما. فكذلك إذا فهمت معنى النبوة فأكثرت النظر في القرآن والأخبار ، يحصل لك العلم الضروري بكونه صلى الله عليه وسلم على أعلى درجات النبوة ، وأعضد ذلك بتجربة ما قاله في العبادات وتأثيرها في تصفية القلوب ، وكيف صدق صلى الله عليه وسلم في قوله:

(( من عمل بما علم ورثهُ الله علم ما لم يعلم ))[100]

وكيف صدق في قوله:

(( من أعان ظالماً سلطهُ الله عليهِ ))[101]

وكيف صدق في قوله:

(( من اصبح وهُمُومُهُ همٌّ واحدٌ كفاه الله ( تعالى ) هُمُومَ الدنيا والآخرةِ ))[102].

فإذا جربت ذلك في ألف وألفين وآلاف ، حصل لك علم ضروري لا تتمارى فيه.

فمن هذا الطريق اطلب اليقين بالنبوة ، لا من قلب العصا ثعباناً ، وشق القمر ، فإن ذلك إذا نظرت إليه وحده ، ولم تنضم إليه القرائن الكثيرة الخارجة عن الحصر ، وربما ظننت أنه سحر وتخييل ، وأنه من الله تعالى إضلال فأنه

(( يُضِلُّ من يَشَاءُ ويَهدي من يشاءُ )) (فاطر:8).

وترد عليك أسئلة المعجزات ، فإذا كان مستند إيمانك إلى كلام منظوم في وجه دلالة المعجزة ، فينجزم إيمانك بكلام مرتب في وجه الإشكال والشبهة عليها ، فليكن مثل هذه الخوارق إحدى الدلائل والقرائن في جملة نظرك ، حتى يحصل لك علم ضروري لا يمكنك ذكر مستنده على التعيين كالذي يخبره جماعة بخبر متواتر لا يمكنه أن يذكر أن اليقين مستفاد من قول واحد معين ، بل من حيث لا يدري ، ولا يخرج عن جملة ذلك ولا بتعيين الآحاد. فهذا هو الإيمان القوي العلمي.

وأما الذوق فهو كالمشاهدة والأخذ باليد ، ولا يوجد إلا في طريق الصوفية.

فهذا القدر من حقيقة النبوة ، كاف في الغرض الذي أقصده الآن ، وسأذكر وجه الحاجة إليه.

العندليب
04-04-06, 09:12 PM
سَبَب نشر العِلْم بعَدْ الإعرَاضِ عَنـه
ثم إني ، لما واظبت على العزلة والخلوة قريباً من عشر سنين ، بان لي في أثناء ذلك على الضرورة من أسباب لا أحصيها ، مرة بالذوق ، ومرة بالعلم البرهاني ، ومرة بالقبول الإيماني : أن الإنسان خلق من بدن وقلب[103] - وأعني بالقلب حقيقة روحه التي هي محل معرفة الله ، دون اللحم والدم الذي يشارك فيه الميت والبهيمة - ، وأن البدن له صحة بـها سعادته ومرض فيه هلاكه ؛ وأن القلب كذلك له صحة وسلامة ، ولا ينجو (( إلا من أتى الله بقلب سليم )) (الشعراء:89) ؛ وله مرض فيه هلاكه الأبدي الأخروي ، كما قال تعالى : (( في قلوبـهم مرضٌ ))[104] (البقرة:10) وأن الجهل بالله سم مهلك ؛ وأن معصية الله ، بمتابعة الهوى ، داؤه الممرض ، وأن معرفة الله تعالى ترياقه المحيي ، وطاعته بمخالفة الهوى ، دواؤه الشافي ؛ وأنه لا سبيل إلى معالجتة بازالة مرضه وكسب صحته ، الا بأدوية ؛ كما لا سبيل إلى معالجة البدن إلا بذلك. وكما أن أدوية البدن تؤثر في كسب الصحة بخاصية فيها ، لا يدركها العقلاء ببضاعة العقل ، بل يجب فيها تقليد الأطباء الذين أخذوها من الأنبياء ، الذين اطلعوا بخاصية النبوة على خواص الأشياء ، فكذلك بان لي ، على الضرورة ، بأن أدوية العبادات بحدودها ومقاديرها المحدودة المقدرة من جهة الأنبياء ، لا يدرك وجه تأثيرها ببضاعة عقل العقلاء ، بل يجب فيها تقليد الأنبياء الذين أدركوا تلك الخواص بنور النبوة ، لا ببضاعة العقل. وكما أن الأدوية تركب من ( أخلاط مختلفة ) النوع والمقدار وبعضها ضعف البعض في الوزن والمقدار ، فلا يخلو اختلاف مقاديرها عن سر هو من قبيل الخواص ، فكذلك العبادات التي هي أدوية داء القلوب ، مركبة من أفعال مختلفة النوع والمقدار ، حتى أن السجود ضعف الركوع ، وصلاة الصبح نصف صلاة العصر في المقدار ؛ ولا يخلو عن سر من الاسرار ، هو من قبيل الخواص التي لا يطلع عليها الا بنور النبوة. ولقد تحامق وتجاهل جداً من أراد أن يستنبط ، بطريق العقل ، لها حكمة ، أو ظن أنها ذكرت على الاتفاق ، لا عن سر إلهي فيها ، يقتضيها بطريق الخاصية. وكما أن في الأدوية أصولاً هي أركأنـها ، وزوائد هي متمماتها ، لكل واحد منها خصوص تأثير في أعمال أصولها ، كذلك النوافل والسنن متممات لتكميل آثار أركان العبادات.

وعلى الجملة : فالأنبياء عليهم السلام أطباء أمراض القلوب ، وإنما فائدة العقل وتصرفه أن عرّفنا ذلك وشهد للنبوة بالتصديق ولنفسه بالعجز[105] عن درك ما يدرك بعين النبوة ، وأخذ بأيدينا وسلمنا ( إليها ) تسليم العميان إلى القائدين ، وتسليم المرضى المتحيرين إلى الأطباء المشفقين. فإلى ههنا مجرى العقل ومخطاه وهو معزول عما بعد ذلك ، إلا عن تفهم ما يلقيه الطبيب إليه.

فهذه أمور عرفناها بالضرورة الجارية مجرى المشاهدة ، في مدة الخلوة والعزلة.

ثم رأينا فتور الاعتقادات في أصل النبوة ، ثم في حقيقة النبوة ، ثم في العمل بما شرحته النبوة ، وتحققنا شيوع ذلك بين الخلق ؛ فنظرت إلى أسباب فتور الخلق ، وضعف إيمأنـهم ، فإذا هي أربعة :

1 - سبب من الخائضين في علم الفلسفة ؛

2 - وسبب من الخائضين في طريق التصوف ؛

3 - وسبب من المنتسبين الى دعوى التعليم ؛

4- وسبب من معاملة الموسومين بالعلم فيما بين الناس.

فإني تتبعت مدةً آحاد الخلق ، أسألُ من أن يقصر منهم في متابعة الشرع ( واسأله ) عن شبهته وأبحث عن عقيدته وسره وقلت له: (( ما لك تقصر فيها فإن كنت تؤمن بالآخرة ولست تستعد لها وتبيعها بالدنيا ، فهذه حماقة! فإنك لا تبيع الاثنين بواحد ، فكيف تبيع ما لا نـهاية له بأيام معدودة؟ وإن كنت لا تؤمن ، فأنت كافر! فدبر نفسك في طلب الإيمان ، وانظر ما سبب كفرك الخفي الذي هو مذهبك باطناً ، وهو سبب جرأتك ظاهراً ، وإن كنت لا تصرح به تجملاً بالإيمان وتشرفاً بذكر الشرع ! )).

فقائل يقول: (( إن هذا أمر لو وجبت المحافظة عليه ، لكان العلماء أجدر بذلك ؛ وفلان من المشاهير بين الفضلاء لا يصلي ، وفلان يشرب الخمر ، وفلان يأكل أموال الأوقاف وأموال اليتامى ، وفلان يأكل إدرار السلطان ولا يحترز عن الحرام ، وفلان يأخذ الرشوة على القضاء والشهادة ! وهلم جراً إلى أمثاله. ))

وقائل ثان: يدعي ( علم ) التصوف ، ويزعم أنه قد بلغ مبلغاً ترقّى عن الحاجة إلى العبادة!.

وقائل ثالث: يتعلل بشبهة أخرى من شبهات أهل الإباحة!

وهؤلاء هم الذين ضلوا عن التصوف.

وقائل رابع لقي أهل التعليم فيقول: (( الحق مشكل ، والطريق إليه متعسر[106] ، والاختلاف فيه كثير ، وليس بعض المذاهب أولى من بعض ، وأدلة العقول متعارضة ، فلا ثقة برأي أهل الرأي ، والداعي إلى التعليم متحكم لا حجة له ، فكيف أدع اليقين بالشك ؟ )).

وقائل خامس يقول: (( لست أفعل هذا تقليداً ، ولكني قرأت علم الفلسفة وأدركت حقيقة النبوة ، وإن حاصلها يرجع إلى الحكمة والمصلحة ، وأن المقصود من تعبداتـها: ضبط عوام الخلق وتقييدهم عن التقاتل والتنازع والاسترسال في الشهوات ، فما أنا من العوام الجهال حتى أدخل في حجر التكليف ، وإنما أنا من الحكماء أتبع الحكمة وأنا بصير بـها ، مستغن فيها عن التقليد ! )).

هذا منتهى إيمان من قرأ ( مذهب ) فلسفة الإلهيين منهم ؛ وتعلم ذلك من كتب ابن سينا وأبي نصر الفارابي. وهؤلاء هم المتجملون بالإسلام.

وربما ترى الواحد منهم يقرأ القرآن ، ويحضر الجماعات والصلوات ، ويعظم الشريعة بلسأنه ، ولكنه مع ذلك لا يترك شرب الخمر ، وأنواعاً من الفسق والفجور! وإذا قيل له: ((إن كانت النبوة غير صحيحة ، فلم تصلي ؟ )) فربما يقول: (( لرياضة الجسد ، ولعادة أهل البلد ، وحفظ المال والولد! )). وربما قال: ((الشريعة صحيحة ، والنبوة حق! )) فيقال: (( فلمَ تشرب الخمر؟ )) فيقول: (( إنما نـهي عن الخمر لأنها تورث العداوة والبغضاء ، وأنا بحكمتي محترز عن ذلك ، وإني أقصد به تشحيذ خاطري.)) حتى أن ابن سينا ذكر في وصية له كتب فيها: أنه عاهد الله تعالى على كذا وكذا ، وأن يعظم الأوضاع الشرعية ، ولا يقصر في العبادات الدينية ، ولا يشرب تلهياً بل تداوياً وتشافياً ؛ فكان منتهى حالته في صفاء الإيمان ، والتزام العبادات ، أن استثنى شرب الخمر لغرض التشافي.

فهذا إيمان من يدعي الإيمان منهم. وقد انخدع بـهم جماعة ، وزادهم انخداعاً ضعف اعتراض المعترضين عليهم ، إذ اعترضوا بمجاهدة علم الهندسة والمنطق ، وغير ذلك مما هو ضروري لهم ، على ما بينا علته من قبل.

فلما رأيت أصناف الخلق قد ضعف إيـمأنـهم إلى هذا الحد بـهذه الأسباب ، ورأيت نفسي ملبة بكشف هذه الشبهة ، حتى كان إفضاح هؤلاء أيسر عندي من شربة ماء ، لكثرة خوضي في علومهم [ وطرقهم ] - أعني [ طرق ] الصوفية والفلاسفة والتعليمية والمتوسمين من العلماء- ، انقدح في نفسي أن ذلك متعين في هذا الوقت ، محتوم. فماذا تغنيك الخلوة والعزلة ، وقد عم الداء ، ومرض الأطباء ، وأشرف الخلق على الهلاك؟ ثم قلت في نفسي: (( متى تشتغل أنت بكشف هذه الغمة ومصادمة هذه الظلمة ، والزمان زمان الفترة ، والدور دور الباطل ، ولو اشتغلت بدعوة الخلق ، عن طرقهم إلى الحق ، لعاداك أهل الزمان بأجمعهم ، وأنـَّى تقاومهم فكيف تعايشهم ، ولا يتم ذلك إلا بزمان مساعد ، وسلطان متدين قاهر؟ ))

فترخصت بيني وبين الله تعالى بالاستمرار على العزلة تعللاً بالعجز عن إظهار الحق بالحجة. فقدر الله تعالى أن حرك داعية سلطان الوقت من نفسه ، لا بتحريك من خارج. فأمر أمر إلزام بالنهوض إلى نيسابور ، لتدارك هذه الفترة. وبلغ الإلزام حداً كان ينتهي ، لو أصررت على الخلاف ، إلى حد الوحشة. فخطر لي أن سبب الرخصة قد ضعف ، فلا ينبغي أن يكون باعثك على ملازمة العزلة الكسل والاستراحة ، وطلب عز النفس وصونها عن أذى الخلق ، ولم ترخص لنفسك عُسْرَ معاناة الخلق ، والله سبحأنه وتعالى يقول:

(( بسم الله الرحمن الرحيم: الم. أحَسِبَ الناسُ أن يُتركوا أن يقولوا آمناً وهم لا يُفَتَنونَ ولقد فتنّا الذينَ من قبلهم )) الآية (العنكبوت: 1-3 )

ويقول عز وجل لرسوله وهو أعز خلقه:

(( ولقدَ كُذّبَتْ رُسلٌ من قبلكَ فصَبروا على ما كُذّبوا وأُوذوا ، حتى أتاهم نصرُنا ؛ ولا مبَدّلَ لكلماتِ الله ، ولقد جاءك من نبأ المرسلين )) ( الأنعام:34 )

ويقول عز وجل: (( بسم الله الرحمن الرحيم : يس والقرآن الحكيم... )) إلى قوله (( إنما تنذرُ من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيبِ )). ( يس:1-11 )

فشاورت في ذلك جماعة من أرباب القلوب والمشاهدات ، فاتفقوا على الإشارة بترك العزلة ، والخروج من الزاوية ؛ وانضاف إلى ذلك منامات من الصالحين كثيرة متواترة ، تشهد بأن هذه الحركة مبدأ خير ورشد قدّرها الله سبحأنه على رأس هذه المائة[107] ؛ فاستحكم الرجاء ، وغلب حسن الظنّ بسبب هذه الشهادات وقد وعد الله سبحأنه بإحياء دينه على رأس كل مائة. ويسّر الله تعالى الحركة إلى نيسابور ، للقيام بـهذا المهم في ذي القعدة ، سن تسع وتسعين وأربع مائة. وكان الخروج من بغداد في ذي القعدة سنة ثمان وثمانين وأربع مائة. وبلغت مدة العزلة إحدى عشر سنة. وهذه حركة قدّرها الله تعالى ، ( وهي ) من عجائب تقديراته التي لم يكن لها انقداح في القلب في هذه العزلة ، كما لم يكن الخروج من بغداد ، والنـزوع عن تلك الأحوال مما خطر إمكأنه أصلاً بالبال ؛ والله تعالى مقلب القلوب والأحوال و (( قلب المؤمن بين إصبعين من أصابعِ الرحمن ))[108]. وأنا أعلم أني ، وإن رجعت إلى نشر العلم ، فما رجعت! فإن الرجوع عَودٌ إلى ما كان ، وكنت في ذلك الزمان أنشر العلم الذي به يكتسب الجاه ، وأدعو إليه بقولي وعملي ، وكان ذلك قصدي ونيتي. وأما الآن فأدعو إلى العلم الذي به يُترك الجاه ، ويعرف بـه سقوط رتبة الجاه.

هذا هو الآن نيتي وقصدي وأمنيتي ؛ يعلم الله ذلك مني ؛ وأنا أبغي أن أصلح نفسي وغيري ، ولست أدري أأصِل مرادي أم أُخترم[109] دون غرضي؟ ولكني اؤمن إيمان يقين ومشاهدة أنه لا حول ولا قوة إلا بالله ( العلي العظيم ) ؛ وأني لم أتحرك ، لكنه حركني ؛ وإني لم أعمل ، لكنه استعملني ؛ فأسأله أن يصلحني أولاً ، ثم يُصلح بي ، ويهديني ، ثم يهدي بي ؛ وأن يريني الحق حقاً ، ويرزقني اتباعه ، ويريني الباطل باطلاً ، ويرزقني اجتنابه.

* * *

ونعود الآن إلى ما ذكرناه من أسباب ضعف الإيمان بذكر طريق إرشادهم وإنقاذهم من مهالكهم:

أما الذين ادعوا الحيرة بما سمعوه من أهل التعليم ، فعلاجهم ما ذكرناه في كتاب (( القسطاس المستقيم )) ولا نطول بذكره ( في ) هذه الرسالة.

وأما ما توهمه أهل الإباحة ، فقد حصرنا شبههم في سبعة أنواع وكشفناها في كتاب (( كيمياء السعادة )).

وأما من فسد إيمأنه بطريق الفلسفة ، حتى أنكر أصل النبوة ، فقد ذكرنا حقيقة النبوة ووجودها بالضرورة ، بدليل وجود ( علم ) خواص الأدوية والنجوم وغيرهما. وإنما قدمنا هذه المقدمة لأجل ذلك. وأنـما أوردنا الدليل من خواص الطب والنجوم ، لأنه من نفس علمهم. ونحن نبين لكل عالم بفن من العلوم ، كالنجوم والطب والطبيعة والسحر والطلسمات[110] ، مثلاً من نفس علمه ، برهان النبوة.

وأما من أثبت النبوة بلسأنه ، وسوى أوضاع الشرع على الحكمة ، فهو على التحقيق كافر بالنبوة ، وإنما هو مؤمن بحكم له طالع مخصوص ، يقتضي طالعه أن يكون متبوعاً ؛ وليس هذا من النبوة في شيء. بل الإيمان بالنبوة: أن يقر بإثبات طور وراء العقل ، تنفتح فيه عين يدرك بـها مدركات خاصة ، والعقل معزول عنها ، كعزل السمع عن إدراك الألوان ، والبصر عن إدراك الأصوات ، وجميع الحواس عن إدراك المعقولات. فإن لم يجوّز هذا ، فقد أقمنا البرهان على إمكأنه ، بل على وجوده. وإن جوز هذا ، فقد أثبت ، أن ههنا أموراً تسمى خواص ، لا يدور تصرف العقل حواليها أصلاً ، بل يكاد العقل يكذبـها ويقضي باستحالتها. فإن وزن دانق[111] من الأفيون ، سم قاتل لأنه يجمد الدم في العروق لفرط برودته. والذي يدعي علم الطبيعة ، يزعم أنه ما يبرد من المركبات ، إنما يبرد بعنصري الماء والتراب ؛ فهما العنصران الباردان. ومعلوم أن أرطالاً من الماء والتراب لا يبلغ تبريدها في الباطن إلى هذا الحد. فلو أخبر طبيعي بـهذا ولم يجربـه ، لقال: (( هذا محال ، والدليل على استحالته أن فيه نارية وهوائية ، والهوائية والنارية لا تزيدها برودة ؛ فنقدر الكل ماء وتراباً ، فلا يوجب هذا الإفراط في التبريد. فإن انضم إليه حارّان فبأن لا يوجب ذلك أولى. )) ويقدر هذا برهاناً! وأكثر براهين الفلاسفة في الطبيعيات والإلهيات ، مبني على هذا الجنس! فأنـهم تصوروا الأمور على قدر ما وجدوه وعقلوه ، وما لم يألفوه قدروا استحالته ، ولو لم تكن الرُؤْيا الصادقة مألوفة ، وادعى مدعٍ ، أنه عند ركود الحواس ، يعلم الغيب ، لأنكره المتصفون بمثل هذه العقول. ولو قيل لواحد: هل يجوز أن يكون في الدنيا شيء ، هو بمقدار حبة ، يوضع في بلدة فيأكل تلك البلدة بجملتها ثم يأكل نفسه فلا يُبقي [ شيئاً ] من البلدة وما فيها ، ولا يبقى هو نفسه؟ )) لقال: (( هذا لمحال وهو من جملة الخرافات! )) وهذه حالة النار ، ينكرها من لم يرَ النار إذا سمعها. وأكثر [ إنكار ] عجائب الآخرة هو من هذا القبيل. فنقول للطبيعي: (( قد اضطررت إلى أن تقول : في الأفيون خاصية في التبريد ، ليست على قياس المعقول بالطبيعة. فلمَ لا يجوز أن يكون في الأوضاع الشرعية من الخواص ، في مداواة القلوب وتصفيتها ، ما لا يدرك بالحكمة العقلية ، بل لا يبصر ذلك إلا بعين النبوة؟ )) بل قد اعترفوا بخواص هي أعجب من هذا فيما أوردوه في كتبهم ، وهي من الخواص العجيبة المجربة في معالجة الحامل التي عسر عليها الطلق ، بـهذا الشكل:
يكتب على خرقتين لم يصبهما ماء ، وتنظر إليهما الحامل بعينها ، وتضعهما تحت قدميها ، فيسرع الولد في الحال إلى الخروج. وقد أقروا بإمكان ذلك وأوردوه في (( عجائب الخواص )) ؛ وهو شكل فيه تسعة بيوت ، يرقم فيها رقوم مخصوصة ، يكون مجموع ما في جدول واحد خمسة عشر ، قرأته في طول الشكل أو في عرضه أو على التأريب[112].

فيا ليت شعري! من يصدق بذلك ، ثم لا يتسع عقله للتصديق ، بأن تقدير صلاة الصبح بركعتين ، والظهر بأربع ، والمغرب بثلاث ، هو لخواص غير معلومة بنظر الحكمة؟ وسببها اختلاف هذه الأوقات. وإنما تدرك هذه الخواص بنور النبوة. والعجب أنَّا لو غيرنا العبارة إلى عبارة المنجمين ، لعقلوا اختلاف هذه الأوقات ، فنقول: (( أليس يختلف الحكم في الطالع ، بأن تكون الشمس في وسط السماء ، أو في الطالع ، أو في الغارب ، حتى يبنوا على هذا في تسييراتهم اختلاف العلاج ، وتفاوت الأعمار والآجال ، ولا فرق بين الزوال وبين كون الشمس في وسط السماء ، ولا بين المغرب وبين كون الشمس في الغارب ، فهل لتصديق ذلك سبب؟ )) إلا أن ذلك يسمعه بعبارة منجم ، لعله جرب كذبه مائة مرة. ولا يزال يعاود تصديقه ، حتى لو قال المنجم [ له ]: (( إذا كانت الشمس في وسط السماء ، ونظر إليها الكوكب الفلاني ، والطالع هو البرج الفلاني ، فلبست ثوباً جديداً في ذلك الوقت قتلت في ذلك الثوب! )) فأنه لا يلبس الثوب في ذلك الوقت ، وربما يقاسي فيه البرد الشديد ، وربما سمعه من منجم وقد عرف[113] كذبـه مرات!.

فليت شعري! من يتسع عقله لقبول هذه البدائع ويضطر إلى الاعتراف بأنها خواص -معرفتها معجزة لبعض الأنبياء- فيكف ينكر مثل ذلك ، فيما يسمعه من قول نبي صادق مؤيد بالمعجزات ، لم يعرف قط بالكذب! ( ولم لا يتسع لإمكأنه! ).

فإن أنكر فلسفي إمكان هذه الخواص في أعداد الركعات ، ورمي الجمار ، وعدد أركان الحج ، وسائر تعبدات الشرع ، لم يجد بينها وبين خواص الأدوية والنجوم فرقاً أصلاً. فإن قال: (( قد جربت شيئاً من النجوم وشيئاً من الطب ، فوجدت بعضه صادقاً ، فانقدح في نفسي تصديقه وسقط من قلبي استبعاده ونفرته ؛ وهذا لم أجربه ، فبم أعلم وجوده وتحقيقه؟ )) وإن أقررت بإمكأنه ، فأقول: (( إنك لا تقتصر على تصديق ما جربته بل سمعت أخبار المجربين وقلدتهم ، فاسمع أقوال الأنبياء فقد جربوا وشاهدوا الحق في جميع ما ورد بـه الشرع ، واسلك سبيلهم تدرك بالمشاهدة بعض ذلك.))

على أني أقول: (( وإن لم تجربه ، فيقضي عقلك بوجوب التصديق والإتباع قطعاً. فإنا لو فرضنا رجلاً بلغ وعقل ولم يجرب ( المرض ) ، فمرض ، وله والد مشفق حاذق بالطب ، يسمع دعواه في معرفة الطب منذ عقل ، فعجن له والده دواء ، فقال: (( هذا يصلح لمرضك ويشفيك من سقمك. )) فماذا يقتضيه عقله ، إن كان الدواء مراً كريه المذاق ، أن يتناول؟ أوَ يَكذب ويقول: (( أنا [ لا ] أعقل مناسبة هذا الدواء لتحصيل الشفاء ، ولم أجربه! )) فلا شك أنك تستحمقه إن فعل ذلك! وكذلك يستحمقك أهل البصائر في توقفك! فإن قلت: (( فبَم أعرف شفقة النبي صلى الله عليه وسلم ومعرفته بـهذا الطب؟ )) فأقول: (( وبم عرفت [ شفقة أبيك ] وليس ذلك أمراً محسوساً؟ بل عرفتها بقرائن أحواله وشواهد أعماله في مصادره وموارده علماً ضرورياً لا تتمارى فيه. ))

ومن نظر في أقوال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما ورد من الأخبار في اهتمامه بإرشاد الخلق ، وتلطفه في جرّ الناس بأنواع الرفق واللطف ، إلى تحسين الأخلاق وإصلاح ذات البين ، وبالجملة إلى ما يصلح به دينهم ودنياهم ، حصل له علم ضروري ، بأن شفقته صلى الله عليه وسلم على أمته أعظم من شفقة الوالد على ولده.


وإذا نظر إلى عجائب ما ظهر عليه من الأفعال ، وإلى عجائب الغيب الذي أخبر عنه القرآن على لسأنه وفي الأخبار ، وإلى ما ذكره في آخر الزمان ، فظهر ذلك كما ذكره ، علم علماً ضرورياً أنه بلغ الطور الذي وراء العقل ، وانفتحت له العين التي ينكشف منها الغيب الذي لا يدركه إلا الخواص ، والأمور التي لا يدركها العقل.
فهذا هو منهاج تحصيل العلم الضروري بتصديق النبي صلى الله عليه وسلم . فجرب وتأمل القرآن وطالع الأخبار ، تعرف ذلك بالعيان.
وهذا القدر يكفي في تنبيه المتفلسفة ، ذكرناه لشدة الحاجة إليه في هذا الزمان.
وأما السبب الرابع - وهو ضعف الإيمان بسبب سيرة العلماء- فيداوي هذا المرض بثلاثة أمور:
أحدها: أن تقول: (( إن العالم الذي تزعم أنه يأكل الحرام ومعرفته بتحريم ذلك الحرام كمعرفتك بتحريم الخمر [ ولحم الخنـزير ] والربا ، بل بتحريم الغيبة والكذب والنميمة ، وأنت تعرف ذلك وتفعله ، لا لعدم إيمانك بأنه معصية ، بل لشهوتك الغالبة عليك ؛ فشهوته كشهوتك ، وقد غلبته كما غلبتك ، فعلمه بمسائل وراء هذا يتميز به عنك ، لا يناسب زيادة زجر عن هذا المحظور المعين.
(( وكم من مؤمن بالطب لا يصبر عن الفاكهة وعن الماء البارد ، وإن زجره الطبيب عنه! ولا يدل ذلك على أنه غير ضار ، أو على ان الإيمان بالطب غير صحيح ، فهذا محمل هفوات العلماء. ))
الثاني: أن يقال للعامي: (( ينبغي أن تعتقد أن العالم اتخذ علمه ذخراً لنفسه في الآخرة ، ويظن أن علمه ينجيه ، ويكون شفيعاً له حتى يتساهل معه في أعماله ، لفضيلة علمه. وإن جاز أن يكون زيادة حجة عليه ، فهو يجوز أن يكون زيادة درجة له ، وهو ممكن. فهو ، وإن ترك العمل ، يدلي بالعلم. وأما أنت أيها العامي! إذا نظرت إليه وتركت العمل وأنت عن العلم عاطل ، فتهلك بسوء عملك ولا شفيع لك! ))
الثالث: وهو الحقيقة ، أن العالم الحقيقي ، لا يقارف معصية إلا على سبيل الهفوة ، ولا يكون مصراً على المعاصي أصلاً. إذ العلم الحقيقي ما يعرّف أن المعصية سمٌ مهلك ، وأن الآخرة خير من الدنيا. ومن عرَف ذلك ، لا يبيع الخير بما هو أدنى [ منه ].
وهذا العلم لا يحصل بأنواع العلوم التي يشتغل بـها أكثر الناس. فلذلك لا يزيدهم ذلك العلم إلا جرأة على معصية الله تعالى. وأما العلم الحقيقي ، فيزيد صاحبه خشية وخوفاً [ ورجاءً ] ، وذلك يحول بينه وبين المعاصي إلا الهفوات التي لا ينفك عنها البشر في الفترات ، وذلك لا يدل على ضعف الإيمان. فالمؤمن مفتنٌ توّابٌ ، وهو بعيدٌ عن الإصرار والإكباب.

* * *


هذا ما أردت أن أذكره في ذم الفلسفة والتعليم وآفاتـهما وآفات من أنكر عليهما ، لا بطريقه.
نسأل الله العظيم أن يجعلنا ممن آثره واجتباه ، وأرشده إلى الحق وهداه ، وألهمه ذكره حتى لا ينساه ، وعصمه عن شر نفسه حتى لم يؤثر عليه سواه ، واستخلصه لنفسه حتى لا يعبد إلا إياه.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبـه وسلم.

* * *
وبـهذا تم كتاب المُنقِذُ مِنَ الضَّلال و الموُصِلُ اِلىَ ذِي العِزَّةِ وَالجَلاَل للأمام الغزالي رحمه الله تعالى واسكنـه فسيح جناته
.
.
موفق يا حبر الأمة (q41)

العندليب
04-04-06, 09:28 PM
الغريب ان ***** هذول طقم جديد مدري وش قصتهم ومن جابهم والاعجب حقيقة
انه لم يحضر اي احد فيهم دليل او مصدر يستند عليه مجرد هرطقات فاضين ..********

هنا طامي
05-04-06, 12:17 AM
اخي راهب الفكر . اسمح لي فقد خالفت وعدي لك هذه المرة .



العندليب يا اخي والله انني تاكدت الان انك اجهل من حمار اهلك وانه حتى نقع المواضعيع وشربها على الريق لاتنفع معك . ولا حول ولا قوة الا بالله .
القراء الكرام . في ردي على راهب الفكر ذكرت بعض العلماء الذين حاولوا الخروج على المذاهب وذكرت منهم الامام حجة الاسلام ابو حامد الغزالي الذي عاش في القرن الخامس الهجري .
وهذا الكلام موجود في ردي رقم 55 بامكانكم الرجوع اليه
فجاء المفكر الخطير العندليب .......... ولانه مصاب باحولال فكري مثل ما قال اخونا راهب الفكر اتي الى ردي وقرأه وفهم منه انني اقصد الشيخ محمد الغزالي المعاصر مع انني قد ذكرت زمن الامام الغزالي في سياق الرد وهو القرن الخامس الهجري . فانطلق العندليب فأتى لنا بهذا الملف الذي هو عبارة عن رد للشيخ صالح الشيخ على كتاب الشيخ محمد الغزالي المعاصر «السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث»
فاذا كان من يدعي الالمام بالفكر الاسلامي لا يفرق بين القرن الخامس والقرن العشرين ولايعرف حتى اسماء العلماء المشهورين مثل ابو حامد الغزالي الشافعي فما يقال له .
اليس يصدق عليه هنا قول الشاعر :
فعد عن الكتابة لست منها ** ولو لطخت ثوبك بالمدادِ

بالله يالعندليب انت منين تفتهم . هل فتشت عن عقلك مؤخراً
ما اقول الا والله عجبببببببببببببببببببببببي وحاطينك من كبار الكتاب .
ويقول بكل غرور باقي لكم في ذمتي ثلاث ملفات مضغوطة ( الله يستر لايجيب لنا هالمرة لحم حاشي مضغوط )
طيب جيبها عجل علينا خلنا نضحك شوي









آسف استاذي راهب الفكر على هذه المداخلة واعدك ان الترزم الصمت بعدها




الغاية :
لا أضنها إلا سامية والله أعلم

ولكن

الوسيلة :
يشوبها بعض المهاترات الغير لازمة

أسأل الله لي ولك الهداية
والإنتقاء السليم لما نستخدم من كلمات


نلتقي لنرتقي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

راهب الفكر
05-04-06, 12:17 AM
الصديق ارسطو طاليس .

يبدو ان حالة صاحبنا مستعصية للغاية ولاينفع معها العلاج . فقد كنت اظن سابقاً انه مصاب باحولال فكري اما الآن فأعلن انني قد تراجعت عن قولي هذا وحسبما اعرف ان معظم المصابين بأحولال فكري حالتهم ليست مستعصية الى هذا الحد . وفيما يبدوا ان صاحبنا نسأل الله العافية والسلامة ولد بدون عقل او فكر اصلاً . فسألتك بالله ثلاثاً ان ترفع نفسك عنه وعن النزول الى مستواه فمجاراته بعد هذه الفضائح المتتالية جريمة يعاقب عليها القانون عند معشر العقلاء امثالك . واصدقك القول انني والله ما ضحكت ضحكاً مفرطاً خشيت معه ان يظن بي الناس الظنون الا عندما قرأت رده الاخير .
حقيقة لا الوم الرجل فقد هتكت ستره وسطلت اضواء عقلك الساطعة على عقله المظلم فأنكشف المستور واتضح انه كما يقول العامة في مثلهم الشهير ( ما في الشجر احد ) واستبان للجميع مدى التصحر الفكري المصاب به . عموماً سعدت هنا بمحاورتك والنقاش معك فلك جزيل الشكر انت وكل الاخوة العقلاء الذين اثروا هذا الموضوع بأرائهم وافكارهم سواء اتفقت معهم او اختلفت .
تحياتي العاطرة للجميع
والى لقاء قريب