المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الازدواج الفكري....


سامي3000
30-12-13, 05:02 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


هناك أمور كثيرة يُعتبَر التوسط فيها ضرباً مـن الخيال؛ فمثلاً لا يمكن الوقوف على مسافة واحدة بين الإيمان والإلحاد، فلا يمكنك أن تكون نصف مؤمن ونصف ملحد، أو أن تكون صادقاً كاذباً، أو تقياً فاجراً. هذه متناقضات تناقضَ الموت والحياة.
وينعدم اللون الرمادي في مثل هذه الأمور: فإما أن تختار الأبيض فتكون رافضاً للأسوَد، أو الأسوَد فتكون رافضاً للأبيض.إنه لَضَرب من العبث أن تحاول الجمع بين الاثنين، تماماً كمن يستخدم القسمة ليحصل على ناتج الضرب، أو يعمل عمل أهل النار ويريد دخول الجنة.
لا يمكن أن تحمل الولاء لمبدأين متضادين فترة طويلة، وإذا حصل ذلك فأنت تخادع نفسك.
لا بد أنك تخادع في أحدهما؛ لأنهما ببساطة لا يجتمعان، والأسـوأ أن تكون مخادعاً في كليهما.
إن اختيار مسـارٍ بين المسارين في مثـل هذه الأمـور لا يَقِل سوءاً عن اختيار المسار السيئ، بل قد يكون أسوأ؛ فالمنافقون - مثلاً - في الدرك الأسفل من النار.
أحياناً لا يكون لدى المرء تناقضات أو تضادات أساسية لكن يكون لديه خَلْطٌ في ترتيب مبادئه؛ فيحدث خلل عند التطبيق؛ فكل فرد منَّا - على سبيل المثال - لديه عدة ولاءات: لدينه، ووطنه، وقبيلته، ونفسه... إلخ.
وإذا لم يكن لديه ترتيب لهذه الولاءات، فإنه يكون عُرضة لقرارات خاطئة، ولو كانت ولاءاته مرتبة لَـمَا حدث لديه إشكال في التطبيق؛ فالولاء للدين - مثلاً - يجب أن يقدَّم ويكون حاكماً على ما سواه.
إذا تمكَّن المرء من ترتيب مبادئه والتخلُّص من أي ازدواج فيها، يكون قد خطا خطوة كبيرة في سبيل تحقيق الانسجام الفكري والنفسي لديه؛ والفرق شاسع بين بناء فكريٍّ منسجم، وآخَرَ ما هو إلا كومة من المبادئ والسياسات المتناقضة: الأول قوي يمكن لصاحبه الاعتماد عليه، والآخرُ ضعيف، وأي بناء عليه يعني ركاماً أكثر تعقيداً.
وبقدر انسجام مبادئ المرء تكون راحته النفسية، وتكون قوة طرحه.وبقدر قبوله بالمتناقضات يكون اضطراره للتسطيح وتكون أعماله غير معبِّرة عمَّا يحمل أو يود أن يحمل من قيم.
لكل ذلك رتِّب مبادئك، وتخلَّص من أي ازدواج فيها، وتذكَّر أن أيَّ ازدواج في اتجاه الرؤيا يعني حَوَلاً في النظر، وأيَّ ازدواج في المبادئ يعني حَوَلاً في التفكير....نقل بتصرف....والله من وراء القصد

المحــــارب **
30-12-13, 07:53 AM
الاستاذ سامي .. اهلا وسهلا باليعربي الاصيل


الازدواج الفكري أمر شائع الحدوث وللاسف الكثير من الناس يخلط بين الاشياء بدعوى الانفتاح وتفهم الاخر احيانا .. واحيانا تفهم المحيط فيه بزعمه .. فيقول لك انا مسلم ليبرالي .. وهذه اكثر الدعاوي المتأخرة انتشارا .. علما انه كما تفضلت لايمكن الجمع بين متناقضين الا في روؤس أنصاف المثقفين الجدد ..

الوضوح في الأفكار والمفاهيم مهم جدا للسلامه العقلية :)

اما عن ترتيب الولاءات .. فذاك مالايجيده الكثيرون .. خصوصا ابناء القبائل العربية فالولاء للقبيله احيانا يطغى على ماسواه .. واخرون بدعوى اسلاميه يطغي الولاء الديني لديهم على ماسواه ويقصي الاعتبارات الاخرى ..
التوازن جميل بكل الحالات


تحياتي لك .. دمت ماجدا

إكمال حقل
30-12-13, 12:28 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


هناك أمور كثيرة يُعتبَر التوسط فيها ضرباً مـن الخيال؛ فمثلاً لا يمكن الوقوف على مسافة واحدة بين الإيمان والإلحاد، فلا يمكنك أن تكون نصف مؤمن ونصف ملحد، أو أن تكون صادقاً كاذباً، أو تقياً فاجراً. هذه متناقضات تناقضَ الموت والحياة.
وينعدم اللون الرمادي في مثل هذه الأمور: فإما أن تختار الأبيض فتكون رافضاً للأسوَد، أو الأسوَد فتكون رافضاً للأبيض.إنه لَضَرب من العبث أن تحاول الجمع بين الاثنين، تماماً كمن يستخدم القسمة ليحصل على ناتج الضرب، أو يعمل عمل أهل النار ويريد دخول الجنة.
لا يمكن أن تحمل الولاء لمبدأين متضادين فترة طويلة، وإذا حصل ذلك فأنت تخادع نفسك.
لا بد أنك تخادع في أحدهما؛ لأنهما ببساطة لا يجتمعان، والأسـوأ أن تكون مخادعاً في كليهما.
إن اختيار مسـارٍ بين المسارين في مثـل هذه الأمـور لا يَقِل سوءاً عن اختيار المسار السيئ، بل قد يكون أسوأ؛ فالمنافقون - مثلاً - في الدرك الأسفل من النار.
أحياناً لا يكون لدى المرء تناقضات أو تضادات أساسية لكن يكون لديه خَلْطٌ في ترتيب مبادئه؛ فيحدث خلل عند التطبيق؛ فكل فرد منَّا - على سبيل المثال - لديه عدة ولاءات: لدينه، ووطنه، وقبيلته، ونفسه... إلخ.
وإذا لم يكن لديه ترتيب لهذه الولاءات، فإنه يكون عُرضة لقرارات خاطئة، ولو كانت ولاءاته مرتبة لَـمَا حدث لديه إشكال في التطبيق؛ فالولاء للدين - مثلاً - يجب أن يقدَّم ويكون حاكماً على ما سواه.
إذا تمكَّن المرء من ترتيب مبادئه والتخلُّص من أي ازدواج فيها، يكون قد خطا خطوة كبيرة في سبيل تحقيق الانسجام الفكري والنفسي لديه؛ والفرق شاسع بين بناء فكريٍّ منسجم، وآخَرَ ما هو إلا كومة من المبادئ والسياسات المتناقضة: الأول قوي يمكن لصاحبه الاعتماد عليه، والآخرُ ضعيف، وأي بناء عليه يعني ركاماً أكثر تعقيداً.
وبقدر انسجام مبادئ المرء تكون راحته النفسية، وتكون قوة طرحه.وبقدر قبوله بالمتناقضات يكون اضطراره للتسطيح وتكون أعماله غير معبِّرة عمَّا يحمل أو يود أن يحمل من قيم.
لكل ذلك رتِّب مبادئك، وتخلَّص من أي ازدواج فيها، وتذكَّر أن أيَّ ازدواج في اتجاه الرؤيا يعني حَوَلاً في النظر، وأيَّ ازدواج في المبادئ يعني حَوَلاً في التفكير....نقل بتصرف....والله من وراء القصد


أتّفق معك في المجمل ولكن هناك إعتبارات عدّة تحمل طابعا مختلفا من حيث فكرة التراتبية والإتّزان وضبط الأولويات فمثلا لايمكن إنتقاد الفكرة من الموقف أو المسألة وأثر المحيط الإنساني على الشخصيّات .فالأصل الذي يظهر لي والله أعلم يكمن في الإعتماد على فكرة أخذ الصورة العامة للشخصيّة وكيف هو تعاملها بشكل عام . فهناك أمور كثيرة وعوامل مؤثرة تحدث أثرا مغايرا على المسار الثابت للإنسان حتى لو كان يعلم في أهميّة الدين على التمسك بقيم وعادات تأتي في المرتبة الثانية من الأهميّة ! . ثم لاتنسى أن النصائح المثالية لاتستجيب لها الأحاسيس فهي أكثر جمودا في صورها المخزنة في ذاكرة العقل البشري بمعنى آخر أنّها لن تكون يوما واقعا قد حدث وطبقه النّاس ؟ (فالتلقائية والعفوية ) لها جانب كبير وأثر على شخصيّة الإنسان بشكل عام .

أشكرك على الموضوع

جمش ومش
30-12-13, 03:44 PM
الإزدواج في الفكر يقابله إزدواج في المعايير


والله سبحانه خلق الموت والحياة لبيلونا أينا أحسن عملا


أحيانا لا يمكن أن ندرك حقيقة الأشياء عل ظاهرها كما لا يمكن

أن نحملها على علاتها


من السهولة بمكان أن تعالج أي ( عطب ) يصيب الإنسان بجميع أجزاء جسمه


ولكن من الصعوبة ذاتها أن تعالج ذاك الفكر الملوّث

الميسم
30-12-13, 08:13 PM
رائع جدًا
لا إضافة على ما ذُكر هنا
أختصرت فأجدت وأفدت جزاك الله خيرًا

تحياتي وتقديري لك

سامي3000
31-12-13, 02:35 AM
الاستاذ سامي .. اهلا وسهلا باليعربي الاصيل


الازدواج الفكري أمر شائع الحدوث وللاسف الكثير من الناس يخلط بين الاشياء بدعوى الانفتاح وتفهم الاخر احيانا .. واحيانا تفهم المحيط فيه بزعمه .. فيقول لك انا مسلم ليبرالي .. وهذه اكثر الدعاوي المتأخرة انتشارا .. علما انه كما تفضلت لايمكن الجمع بين متناقضين الا في روؤس أنصاف المثقفين الجدد ..

الوضوح في الأفكار والمفاهيم مهم جدا للسلامه العقلية :)

اما عن ترتيب الولاءات .. فذاك مالايجيده الكثيرون .. خصوصا ابناء القبائل العربية فالولاء للقبيله احيانا يطغى على ماسواه .. واخرون بدعوى اسلاميه يطغي الولاء الديني لديهم على ماسواه ويقصي الاعتبارات الاخرى ..
التوازن جميل بكل الحالات


تحياتي لك .. دمت ماجدا

الاستاذالقدير/المحارب.....جزاك الله خيرالجزاءوبارك فيك ورفع قدرك....انامسلم ليبرالي !!؟ذابحني هذاالمصطلح...وصدقت عن ترتيب الولاءات والمفروض ان يكون الولاء للدين مقدم وحاكماعلى ماسواه......مع خالص شكري و تقديري لشخصكم الكريم....والله يوفقك دائماوابداويحفظ واهلك والجميع اللهم امين....والله من وراءالقصد....

سامي3000
01-01-14, 03:35 AM
أتّفق معك في المجمل ولكن هناك إعتبارات عدّة تحمل طابعا مختلفا من حيث فكرة التراتبية والإتّزان وضبط الأولويات فمثلا لايمكن إنتقاد الفكرة من الموقف أو المسألة وأثر المحيط الإنساني على الشخصيّات .فالأصل الذي يظهر لي والله أعلم يكمن في الإعتماد على فكرة أخذ الصورة العامة للشخصيّة وكيف هو تعاملها بشكل عام . فهناك أمور كثيرة وعوامل مؤثرة تحدث أثرا مغايرا على المسار الثابت للإنسان حتى لو كان يعلم في أهميّة الدين على التمسك بقيم وعادات تأتي في المرتبة الثانية من الأهميّة ! . ثم لاتنسى أن النصائح المثالية لاتستجيب لها الأحاسيس فهي أكثر جمودا في صورها المخزنة في ذاكرة العقل البشري بمعنى آخر أنّها لن تكون يوما واقعا قد حدث وطبقه النّاس ؟ (فالتلقائية والعفوية ) لها جانب كبير وأثر على شخصيّة الإنسان بشكل عام .

أشكرك على الموضوع




أخي الكريم(الفاضل)/ إكمال حقل ....جزاك الله خيرالجزاءوبارك فيك واثابك ورفع قدرك.....حقيقة الامرلم افهم كيف ان النصائح لاتستجييب لهاالاحاسيس لقناعة العقل انه يستحيل ان تكون يوماواقعاقدحدث وطبقة الناس؟هل بمعني القبول بالنفاق في شخصية الفرد؟وهل فعلا النصائح المثالية والعادات الصالحة غيرواقعية حتي يحكم العقل باستحاله وقوعها؟...ولماكانت العفوية والتلقائية كمؤثرات في شخصية الفرد...وهنالابد من رفع الوعى من درجة العفوية والتلقائية إلى درجات أكثر إدراكا بمشاكل الواقع وأكثر تبصرا بعواقب الأمور لتوليد إرادة التغيير وتبصيرالفردبسبل التغيير....مع خالص تحياتي وتقديري لشخصكم الكريم....والله يوفقك دئماوابداوالجميع اللهم امين....والله من وراءالقصد....

سامي3000
01-01-14, 03:55 AM
الإزدواج في الفكر يقابله إزدواج في المعايير


والله سبحانه خلق الموت والحياة لبيلونا أينا أحسن عملا


أحيانا لا يمكن أن ندرك حقيقة الأشياء عل ظاهرها كما لا يمكن

أن نحملها على علاتها


من السهولة بمكان أن تعالج أي ( عطب ) يصيب الإنسان بجميع أجزاء جسمه


ولكن من الصعوبة ذاتها أن تعالج ذاك الفكر الملوّث



أخي الكريم(الفاضل)/ جمش ومش ....جزاك الله خيرالجزاءوبارك فيك واثابك ورفع قدرك.....اذاكان الإزدواج في الفكرشرفاشرمنه ازدواج المعايير....مع خالص تحياتي وتقديري لشخصكم الكريم....والله يوفقك دئماوابداوالجميع اللهم امين....والله من وراءالقصد....

سامي3000
01-01-14, 04:06 AM
رائع جدًا
لا إضافة على ما ذُكر هنا
أختصرت فأجدت وأفدت جزاك الله خيرًا

تحياتي وتقديري لك



الاستاذةالقديرة/ الميسم....جزاك الله خيرالجزاءوبارك فيك واثابك ورفع قدرك.....اتشرف بمرورك الكريم.......مع خالص تحياتي وتقديري لشخصكم الكريم....والله يوفقك دائماوابداويسددعلى طريق الحق والخيرخطاك والجميع اللهم امين....والله من وراءالقصد....

الحبق
01-01-14, 11:58 AM
يمكن نسميه صاحب هالازدواج مختلا ؟

أسد من ورق
01-01-14, 12:06 PM
أخي فيصل ... المسلم الموحد الحقيقي لايعاني من تلك الإزدواجية التي أضاعت كثيرين من أبناء المسلمين ممن يعانون من الضعف الإيماني والإعجاب بالغرب الكافر .
تلك الإزدواجية تقتل الطموح وتشتت الذهن وتضرب العقيده بمقتل .
وكما تفضلت أنت بضرب نموذج بمن يعانون من تلك الإزدواجيه وهم ( الليبراليون والعلمانيون ) والذين إبتلينا بهم وهم سبب تعاستنا ونشر ثقافة الغرب بيننا .
شكرا فيصل على هذا الموضوع المثري

الحبق
01-01-14, 03:27 PM
هل يمكن تسميه صاحب هالازدواج مختلا ؟

سامي3000
02-01-14, 03:37 AM
يمكن نسميه صاحب هالازدواج مختلا ؟

أخي الكريم(الفاضل)/الحبق..... جزاك الله خيرالجزاءوبارك فيك ورفع قدرك......اذاكان نقصدبالمختل الغيرمستقيم على طريق واضح...فاننانقول نعم هواختلال....مع خالص تحياتي وتقديري لشخصكم الكريم....والله يوفقك دائماوابداوالجميع اللهم امين...والله من وراء القصد....

سامي3000
02-01-14, 03:44 AM
أخي فيصل ... المسلم الموحد الحقيقي لايعاني من تلك الإزدواجية التي أضاعت كثيرين من أبناء المسلمين ممن يعانون من الضعف الإيماني والإعجاب بالغرب الكافر .
تلك الإزدواجية تقتل الطموح وتشتت الذهن وتضرب العقيده بمقتل .
وكما تفضلت أنت بضرب نموذج بمن يعانون من تلك الإزدواجيه وهم ( الليبراليون والعلمانيون ) والذين إبتلينا بهم وهم سبب تعاستنا ونشر ثقافة الغرب بيننا .
شكرا فيصل على هذا الموضوع المثري


أخي الكريم(الفاضل)/أسد...... جزاك الله خيرالجزاءوبارك فيك ورفع قدرك......بالنيابة عن فيصل! ؟نقول.... في الحديث الشريف(أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليه وسلم مرَّ عليْهِ جنازةٌ فقالَ مستريحٌ ومستراحٌ منْهُ فقالوا ما المستريحُ وما المستراحُ منْهُ ؟ قالَ : العبدُ المؤمنُ يستريحُ من نصَبِ الدُّنيا وأذاها والعبدُ الفاجرُ يستريحُ منْهُ العبادُ والبلادُ والشَّجرُ والدَّوابُّ).....مع خالص تحياتي وتقديري لشخصكم الكريم....والله يوفقك دائماوابداويهديناالى اقرب من هذارشداانه ولى ذلك والقادرعليه...والله من وراء القصد....