المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سيدات يتهيأن لحفلات خيرية «مخملية» في رمضان


شرواكو
05-07-13, 10:53 PM
بعض الرعاة يشترط «البهرجة»

http://www.aleqt.com/a/small/80/80e0b32c68b697f469654f184e0e9f96_w570_h0.jpg

الجمعيات الخيرية تسعى لجذب النساء وكسب التبرعات من خلال إقامة حفلات وفعاليات على مستوى راق.

مع اقتراب دخول شهر رمضان يبدأ عدد من سيدات المجتمع والأعمال في البحث عن أنشطة توازي حجم حفلاتهن ذات الأجواء المخملية التي يتجهن إليها في الإجازات والمناسبات الاجتماعية، فتتجه أنظارهن إلى الفعاليات الخيرية النسوية، وبعضهن يقدنها من خلال عضويتهن لتبدأ الجمعيات الخيرية تتسابق فيما بينها لإظهار مهرجاناتها الخيرية بشكل ينافس نظيراتها، ولكن بصورة يراها البعض أقرب إلى "البهرجة" والبذخ.
وحول المبالغة في هذا التوجه، تقول منيرة الحربي عضو في عدد من الجمعيات الخيرية ومديرة جمعية جود الخيرية النسائية سابقًا: "إن مطالبة الرعاة بأن تكون الحفلات بمستوى مبالغ فيه يعد إسرافا واستنزافا للتبرعات، وأنا لا أؤيد التكاليف المبالغ فيها، وانتقدت مجلس إدارة بعض الجمعيات الخيرية التي كانت تبالغ بتكاليف مالية في حفلات التكريم واللقاءات، وتتفاخر هذه الجمعيات بتلك المظاهر".
وأوضحت أن هناك ضرورة للمهرجانات لكن دون أن تصل إلى حد المبالغة وخسارة نسبة من التبرع مقابل إقامة حفلات أو مهرجانات مبالغ فيها تستنزف جزءًا من التبرعات بهدف الحصول على الضعف، فلابد من الإدارة الجدية للأموال.
وتابعت منيرة: "إن الجمعيات الجادة والحريصة تحاول إقامة مهرجاناتها وحفلاتها الخيرية بالمستوى المعقول والراقي دونما الإسراف، حتى إن لم تكن أموال التنظيم من ميزانية الجمعية، وأعتقد أنه من الضروري أن تقنن مصاريف تلك الحفلات الضخمة، باستخدام قاعات وصالات فندقية ضخمة حتى لو كانت من قبل المتبرعين ووصفته بالمبالغة غير الإيجابية".
وأشارت إلى أنه لا توجد لدى وزارة الشؤون الاجتماعية رقابة لصيقة لمثل هذه المهرجانات، موضحة أنها تتابع الأمر بعد انتهاء الفعاليات وتقييمها، وفي بعض الحالات قد تنتقد الوزارة الإسراف، وأضافت: "ليس هناك دور حقيقي لمكاتب الإشراف أو وزارة الشؤون على الجمعيات التي لا تكون رقيبة على أخطائها أو على فعالياتها، رغم أهمية أن يكون دور الوزارة ومكاتب إشرافها مفعلاً من خلال الرقابة والاطلاع المباشر واللصيق للجمعيات الخيرية النسوية، ليكون عمل المؤسسات الخيرية عملا منهجيا مؤسسيا، لضبط الاجتهادات من قبل بعض مديري هذه الجمعيات اللاتي يجهلن العمل المؤسسي المنهجي، حيث إن أغلبهن مجتهدات".
ومن جهتها، ترى نعيمة الزامل رئيسة جمعية "ود" الخيرية في الخبر أنه لا يوجد هناك استنزاف لموارد أو أموال الجمعية في المهرجانات وحفلات التبرع النسوية، مشددة على أن تدني مستوى هذه المهرجانات لن يجذب الجمهور؛ لذا فعلى الجمعيات التي تسعى إلى جذب النساء وكسب تبرعات الجمعية أن تقيم الحفلات والفاعليات على مستوى راقٍ.
وبينت لـ "الاقتصادية" أنَّ موارد الجمعيات قد لا تكون كافية لتغطية متطلباتها وتنمية احتياجاتها وتوسعها في الأنشطة الخيرية، حيث لا تكفيها التبرعات البسيطة أو عطايا الشؤون الاجتماعية؛ لذا تبتكر إدارات الجمعيات مصدرا ماليا آخر، فتتجه للحفلات والبرامج الاجتماعية والمهرجانات، وغالبا ما تساند تكاليف هذه الحفلات والمهرجانات التبرعية، من قبل عضوات الجمعية اللاتي لديهن قوة مالية تسهم في دعم هذه المناشط الخيرية، منوهة إلى أنَّ الجمعيات باتت مظلومة منتقدة دون وعي من منتقديها الذين يتهمونها بالاستنزاف، متناسين أن عضوات الجمعيات هن غالبا مساندات لإقامة هذه الحفلات الخيرية بتكلفة أقل.
واعتبرت الزامل أن التنافس مطلوب بين الجمعيات في أسواقها وحفلاتها الخيرية لجذب أكبر عدد من المتبرعين والرعاة والداعمين لمناشطها، مبينة أن ارتفاع عدد العضوات والحالة المادية للعضوات هي التي تمنح الجمعيات ذلك الزخم من البذخ الذي يصفه البعض ويعتقد بأن الجمعيات مسرفة.
ولفتت إلى أن وزارة الشؤون الاجتماعية لديها رقابة شديدة لمصادر الأموال والبرامج وتكاليف المصروفات، وأن هناك محاسبين من جهة الشؤون الاجتماعية لمراقبة ميزانيات الجمعيات كل ثلاثة أشهر، لتتعرف على مصدر صرف هذه الأموال من التبرعات والمنح المخصصة لهذه الجمعيات، موضحة أن تكلفة بطاقات الدعوة تعود إلى الأحوال المادية للعضوات اللاتي يسعين أن تخرج مهرجانات وحفلات الجمعيات التي ينتسبن إليها للمنافسة على فخامة الحفلات الخيرية لاستقطاب أكبر عدد من المتبرعين وسيدات المجتمع اللاتي يتوقع أن تكون لهن عطايا تبرعية ضخمة لصالح أعمال الجمعية.
أما ابتسام الشيخ مسؤولة العلاقات العامة في إحدى الجمعيات الخيرية النسوية: "إن تنظيم المهرجانات في بعض الحالات يتضمن اشتراط الرعاة أن يكون الحفل الخيري في مستوى مميز، ليكون ظهور أسمائهم بشكل أفضل أمام الحضور، حيث تسعى تلك الشركات الراعية إلى جانب تبرعاتها أن تحظى بتسويق لاسمها". وأكدت أن طبيعة المجتمع هي البحث عن المظاهر الفخمة، خاصة أن المجتمع النسوي يبحث عن المهرجانات والفعاليات الراقية ولا يتدنى حضوره بالمناسبات الأقل في المستوى، لافتة إلى أن الجمعيات الخيرية تبحث عن جمع أكبر عدد من التبرعات لخدمة أسرها التي ترعاها وأنشطتها الخيرية، لذلك تسعى الجمعيات إلى المنافسة لظهورها بمظهر لائق وفخم لاستقطاب أكبر عدد، ليرتفع عدد العضوات أو التبرعات، وأن يقدم بمستواهم الاجتماعي نفسه".
وتصف الشيخ هذا الاتجاه بأنه سياسة لجذب ومجاراة المجتمع وطبيعته، موضحة أن الجمعيات التي تنظم هذه الفعاليات لا تستنزف موارد الجمعية الخاصة، إنما هو من تبرع الرعاة للحفلات والمناسبات، وبينت أن بعض الأسر والنساء لا يقبلن على المعارض أو المهرجانات متدنية المستوى، ويتجهن إلى الراقية التي تراوح قيمة دخولها أحيانًا بين 500 و1000 ريال، ولفتت إلى أن المستوى الراقي للمناشط سيدعم الجمعية المنظمة لتحصل على إقبال وحضور، فحتى المعارض التي تؤجر مواقع تبحث عن الفخامة والمستوى الراقي للمعارض الخيرية.