المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العزوف عن الزواج آثار... وأسباب... وحلول...


ضبية الجنوب
05-05-13, 06:03 AM
العزوف عن الزواج آثار... وأسباب... وحلول...
شباب المشرق/
تمهيد
إن العزوف عن الزواج ظاهرة متزايدة في العالم العربي وفي عموم الشرق الإسلامي، وهذه الظاهرة تهدد مجتمعاتنا من الداخل، إن أعداء امتنا العربية والإسلامية حاولوا وما زالوا يحاولون تدمير لبنة المجتمع الأساسية وآخر ما تبقى لهذه الأمة من حصون وهي الأسرة، التي ما زالت متماسكة أمام جميع الهجمات الموجهة نحوها. إن تزايد نسبة العنوسة بين رجالنا ونسائنا ما هو إلا تنبيه إلى أن المكون المجتمع الرئيس في أوطاننا في خطر. إن تأخر سن الزواج، أو العزوف عنه، يعني تأخراً في بناء المجتمع، أو توقفاً عن البناء فيه، وبالتالي انهياره، وإن كان في قمة الرخاء الاقتصادي والاجتماعي. فما هي أثار العزوف عن الزواج، و تأخر سن الزواج؟ وما الأسباب في تزايد هذه ظاهرة في عالمنا العربي والإٌسلامي؟ وما هي الحلول الممكنة لعلاج هذه الظاهرة ؟
إحصائيات:
نسبة العنوسة في دول الخليج واليمن 35%، ممن بلغن سن الزواج وتجاوزن عمر 35 سنة.
نسبة العنوسة في الأردن 5% ممن بلغن سنة الزواج، وتجاوزن عمر 35 سنة. وتقول الإحصائيات إن نحو 71 ألف فتاة تجاوزن سن الثلاثين، و85 ألف شاب تجاوزا 30 من عمرهم دون زواج.
نسبة العازفين عن الزواج في لبنان من الجنسين 90%، ممن هم بين 25-30 عاماً.
نسبة العنوسة في فلسطين 1% ممن بلغن سن الزواج وتجاوزن عمر35 سنة.
أعلى نسبة عنوسة في العراق، إذ بلغت 85% ممن بلغن سنة الزواج وتجاوزن عمر 35 سنة.
يبلغ عدد العوانس في سورية 700 ألف امرأة. وتقول الدراسات إن 50% من الشباب السوري أعزب و60% من الفتيات السوريات عازبات.
يبلغ عدد العوانس في مصر 6.5 مليون، ممن تجاوزت أعمارهن 35 عاما .
ثلث سكان الجزائر عوانس وعزاب‏ ممن بلغوا سن الزواج وتجاوزها.
نسبة العزاب ‏20%‏ في كلٍّ من السودان والصومال، ممن بلغوا سن الزواج و تجاوزها.
آثار العزوف عن الزواج وتأخره:
من أهم آثار العزوف عن الزواج انتشار الفواحش و العلاقات غير الشرعية في المجتمع، وإن مثل هذه العادات تجعل من الشاب غير مستقر نفسياً وعاطفياً. ومن ناحية أخرى فإن كثرة هذه العلاقات تهدد بانتشار الأمراض الخطيرة في المجتمع، مثل مرض نقص المناعة المكتسبة الايدز والكلاميديا والزهري و السيلان والتهاب الكبد الفيروسي، والتهاب المهبل، وقمل العانة. وهذه الأمراض ستحمل المجتمع تبعات اقتصادية وصحية واجتماعية. وفي نفس المضمار فإن انتشار العلاقات غير الشرعية سيدمر الأسرة، الحصن الأخير في هذه الأمة: أبناء من غير آباء، وآباء وأمهات غير متوازنين نفسيا وعاطفيا، فينشأ جيل كاره لمجتمعه ولكل من حوله .
إن تأخر سن الزواج والعزوف عنه يخلق أنواعاً أخرى من الزواج غير المعترف بها رسميا، مثل الزواج العرفي، و زواج المتعة، و زواج المسيار، وزواج فريندي، وهذه الأنواع تقوض الأسرة، وتؤدي إلى تفشي الفساد والإباحية في المجتمع، ولكن بغطاء شرعي ـ كما يحاول بعضهم الترويج له...
إن تأخر سن الزواج والعزوف عنه يفقد المجتمع الإحساس بالمشاعر والعواطف، ويصبح الفرد فيه كالآلة يعمل دون أن يفكر، فالرجل يفقد مشاعر الأبوة، والأم تفقد مشاعر الأمومة، ويرون المستقبل بعيون سوداء قاتمة بعيدة عن الأمل والحب والعطاء ...
إن العزوف عن الزواج يؤثر على إنتاجية المجتمع سلباً، فالرجل مشغول البال غير مستقر ولا متوازن، فلا يستطيع إن ينتج بكامل طاقته، يهدر وقته في البحث عن إشباع لذاته،وكذلك المرأة.
إن العزوف عن الزواج يجعل هناك فجوة بين الأجيال، فيصبح المجتمع مكوناً من أطفال و كهول أو شباب دون أطفال ثم شباب دون أطفال .
أسباب العزوف عن الزواج وتأخر في سن الزواج:
تتنوع أسباب هذه الظاهرة؛ فمنها الاجتماعي؛ ومنها الثقافي، ومنها الاقتصادي، ومنها التربوي.

نرى الشباب اليوم محاصراً في مجتمعه، فهو إما عاطل عن العمل، أو من ذوي الدخل القليل، ويعيش ظروفا اقتصادية صعبة مع ارتفاع متزايد في الأسعار، وارتفاع مستمر في مستوى المعيشة، دون زيادة مساوية له في الدخل. وفي المقابل فإنه مطالب بمهور عالية و توفير المسكن والملبس و المعيشة الكريمة للزوجة، التي تنتظر فارس أحلامها، ولا تقبل بالقليل واليسير، وتحوّل الكماليات إلى ضروريات، مقلدة بما تراه على شاشات التلفاز من مسلسلات وأفلام .
وهناك فئة من الشباب، ممن فقدوا الثقة بأنفسهم، ولم يتعودوا حمل المسؤولية، ولا يريدون أن يخاطروا بذلك، فالزواج مسؤولية وارتباط ومتطلبات وواجبات..!
وإن من أسباب تأخر الزواج في عالمنا الشرقي الإسلامي الإقبال على الدراسات العليا، من ماجستير ودكتوراه، ولا تقبل الفتاة الدراسة وهي متزوجة، حتى تتفرغ للدراسة.
إن الأوضاع السياسية في أمتنا من تهميش لدور الشباب، وهدر لطاقاتهم، جعلت ردة فعلهم سلبية للغاية، فهم لا يريدون المساهمة في بناء مثل هذه المجتمعات، فهم عازفون عن القراءة، عازفون عن المشاركة في الحياة السياسية، عازفون عن العمل التطوعي، عازفون عن الزواج.
وجود الكثير من البدائل المتاحة عبر وسائل الاتصالات، و الأقمار الصناعية و الوسائل المرئية، عبر التلفاز والانترنت والخلويات، والتي تنشر الفساد والإباحية، وتجعل الشباب يفضل ذلك على الزواج والارتباط بمؤسسته وتحمل تبعاتها.
حلول ومساهمات في خفض النسب المتزايدة:
إن لإعلامنا الدور الأساسي بتوعية الشباب بدورهم في بناء المجتمعات. بث رسائل إعلامية تحث على الزواج، وتعرف بأهميته عبر جميع وسائلها المرئية والمسموعة والمقروءة، و تحذر من العلاقات غير المشروعة ومضارها على صحة الإنسان وتوازنه النفسي والعاطفي، وأثر ذلك على المجتمع .
قيام المؤسسات التربوية ببثّ فكر وروح المسؤولية والتفاؤل و الأمل في الأوساط الشبابية، وحثهم على العمل، وتغيير أنماط تفكيرهم السلبية.
للأسرة الدور الأساس في حماية نفسها من الدمار الذي يحيق بها من العزوف عن الزواج. إن دورها يأتي من خلال دور الآباء والأمهات في تيسير الزواج وخفض المهور وتقليل الطلبات قدر الإمكان، وإقناع البنات بضرورة تحمل المسؤولية، والصبر مع زوجها من أجل أسرة هادئة تنعم بالسعادة والمحبة.
ومن الحلول التي تطبق في بعض الدول، وندعو لتعميمها إنشاء صناديق الزواج، ومهمة هذه الصناديق دعم الشباب المقبلين على الزواج دعماً مالياً.
القيام بحفلات الزواج الجماعي، مما يخفّض المصاريف على الشباب المقبل على الزواج.
إن قيام رجال الأعمال العرب والمسلمين بالاستثمار في أوطاننا يحسّن الوضع الاقتصادي العام، ويقلل نسب البطالة، ويعمل بشكل مباشر على محاربة أحد أسباب العزوف عن الزواج.
قيام مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الدينية بالحث على الزواج والترغيب فيه، وتوضيح مخاطر العزوف عنه يجعل الشباب و الدولة ينتبهان إلى خطورة عزوف الشباب عن الزواج.
إن انتشار بؤر الفساد في الجامعات أحد أسباب عزوف الشباب المحافظ عن الزواج.
خلاصة
إن مشكلة العزوف عن الزواج مشكلة لن تحل بمقالة ولا بسطور، فهي ناتج عن عديد من المشكلات التربوية والاقتصادية والاجتماعية، التي ترسخت في مجتمعنا، ولكننا ندعو كل أب وأم وأخ وأخت إلى تيسير أمور الزواج، والعودة إلى شرعنا الإسلامي المدني، الذي يحث على الزواج ويرغّب فيه، ويحث على تقليل المهور. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم مَن ترضَون خلقه ودينه فزوّجوه . وقال مخاطِبا الشابَّ المسلم: فعليك بذاتِ الدين ترِبَت يداك. إن تراث أمتنا وعاداتها و ثقافتها مهددة بالانقراض بازدياد معدلات العزوف عن الزواج ..
هذا موسم الزواج قد جاء، فليكن في كل حي عريس وعروس وعرس، وفي كل قرية وحيّ فرح نُحزِن به الأعداء، و نبني فيه المجتمع، ونزيد الإنتاج ونقهر العدو ..

تااالين
05-05-13, 06:32 AM
منقوووووووووووووول حظاً أوفر بالمرة القادمه(q33)