المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وعاظ السلاطين


ساري نهار
01-11-12, 11:42 AM
http://mepanorama.mepanorama.netdna-cdn.com/wp-content/uploads/2011/08/mepanorama.com_4.jpg

كتاب وعاظ السلاطين للدكتور علي الوردي هو عبارة عن نظرة تحليلية في الفكر الأسلامي في ضوء المنطق الحديث ويدور الكتاب حول إطار البحث الاجتماعي وفهم الطبيعة البشرية المترفة وكذلك تحليل لبعض الأمور ذات الطابع الاجتماعي ...

و سأنقل بين فتره و أخرى مقتطفات من هذا الكتاب

.
.
.
.

يتبع

ساري نهار
01-11-12, 11:45 AM
مقطع ( 1 ) من مقدمة الكتاب :

في هذا الكتاب بحث صريح لا نفاق فيه حول طبيعة الإنسان، و بأن منطق الوعظي الأفلاطوني هو منطق المترفين والظلمة. إن التاريخ لا يسير على أساس التفكير المنطقي، إنه بالأحرى يسير على أساس ما في طبيعة الإنسان من نزعات أصيلة لا تقبل التبديل، إن الأخلاق ما هي إلا نتيجة من نتائج الظروف الاجتماعية....

ساري نهار
01-11-12, 11:53 AM
مقطع ( 2 ) من مقدمة الكتاب :

و يبدو لي أن هذا هو دأب الواعظين عندنا ، فهم يتركون الطغاة المترفين يفعلون ما يشاؤن ، و يصبون جل اهتمامهم على الفقراء من الناس فيبحثون عن زلاتهم و ينغصون عليهم عيشتهم و ينذرونهم بالويل و الثبور في الدنيا و الآخره .

و سبب هذا لتحيز في الوعظ ، فيما اعتقده ، راجع إلى أن الواعظين كانوا ، و لا يزالون ، يعيشون على فضلات ، موائد الأغنياء و الطغاة ، فكانت معائشهم متوقفه على رضاء أولياء الأمر ، و تراهم لذلك يغضون الطرف عما يقوم به هؤلاء من التعسف و النهب و الترف - ثم يدعون الله لهم فوق ذلك بطول العمر ..

و يخيل لي أن الطغاة وجدوا في الواعظين خير معوان لهم على إلهاء رعاياهم و تخديرهم ، فقد انشغل الناس بوعظ بعضهم بعضا ، فنسوا بذلك ما حل بهم على أيدي الطغاة من ظلم ....

~{ جموح الأصآيل }~
01-11-12, 01:26 PM
جميل متابعين

ساري نهار
01-11-12, 01:26 PM
مقطع( 3 ) من الفصل الأول - الوعظ و الصراع النفسي :



يكون الوعظ ذا ضرر بليغ في تكوين الشخصية البشرية اذا كان ينشد اهدافا معاكسة لقيم العرف الاجتماعي .

فاذا ذهب الانسان الى المسجد او الى المدرسة، و اخذ يسمع وعظاً افلاطونياً يحضه على ترك الدنيا ،مثلا، ادى ذلك الى تكوين ازمة نفسية فيه .

فهو يحب الدنيا من اعماق قلبه و يود الاغتراف من مناهلها بكلتا يديه و هذا دأب كل انسان في الغالب .

فالدنيا و مافيها من ملذات و مغريات و مطامع ، تفسد على الإنسان صلاته و تخلب بصره ، و لايستثنى من ذلك الا الشاذ النادر و الشاذ لا يقاس عليه كما يقول المناطقه .

و الانسان ، حين يسمع الواعظ يعظه بترك هذه الدنيا الخلابة ، يمسي حائرا .

فضميره يأمره بإطاعة الواعظ من ناحية ونفسه تجذبه من الناحية الثانية نحو الدنيا جذبا لا خلاص منه ،
فهو اذن واقع بين حجري الرحى ، لا يستطيع ان يترك الدنيا و لايستطيع ان يترك الجنة التي وعد بها المتقون .

ساري نهار
01-11-12, 01:39 PM
مقطع( 4 ) من الفصل الأول - الوعظ و الصراع النفسي :


من خصائص الطبيعة البشرية أنها شديدة التأثر بما يوحي به العرف الاجتماعي من قيم واعتبارات. فالانسان يود ان يظهر بين الناس بالمظهر الذي يروق في أعينهم، فإذا احترم الناس صفة معينة ترى الفرد يحاول بشتى المحاولات الاتصاف بتلك الصفة والتباهي بها والتنافس عليها.

وشر المجتمعات هو ذلك المجتمع الذي يحترم طريقا معينا في الحياة في الوقت الذي ينصح فيه الواعظون باتباع طريق آخر معاكس له.

وفي هذا المجتمع ذي الوجهين ينمو الصراع النفسي لدى بعض الأفراد، ويأخذ بتلابيبهم، وقد يلجأ كثيرون منهم إلى حياة الانعزال أو الرهبنة. لأنهم لا يستطيعون أن يوفقوا في انفسهم بين هذين الدافعين المتناقضين. ولذلك نراهم طلقوا الدنيا وذهبوا الى صوامعهم أو ابراجهم العاجية يجترون مثلهم العليا اجترارا.

أما الباقون من الناس، من الذين لا يستطيعون الاعتزال، فنراهم يلجأون، في سبيل التوفيق بين مبادئ الوعظ وقيم المجتمع، إلى حيلة أخرى هي ما نسميها بازدواج الشخصية، إذ نجدهم يتقصمون شخصيتين مختلفتين احداهما تصغي لما ينصح به الواعظون ثم تتشدق به والاخرى تندفع وراء ما يروق في أعين الناس من مال أو جاه أو اعتبار..

ساري نهار
01-11-12, 01:42 PM
مقطع( 5 ) من الفصل الأول - الوعظ و الصراع النفسي :

والانسان، حين يرى قومه يحترمون المال ويقدرون اصحابه، تجده مندفعا نحو المال يجمعه فلا يبالي بأن يسرق أو يحتكر أو يرتشي أو يغتصب. ذلك انه يرى رأي العين ما يأتي به المال من جاه ونفوذ في نظر الناس. فهو يسعى نحو الغاية التي يقدرها الناس، ويستسيغ كل وسيلة في هذا السبيل.

أما إذا جاءه الواعظون أثناء ذلك يذكرونه بتقوى الله، فتلك موعظة لا تدخل إلى اعماق نفسه. إنه قد يعظ الناس مثلهم عند الحاجة، لأن عقله الظاهر امتلأ بهذه المواعظ منذ صغره، فهو يحفظها ويلقيها على غيره، ولكنه لا يثأثر بها مادامت معاكسة لقيم العرف الاجتماعي الذي نشأ فيه.

وهو بهذا المعنى اصبح مزدوج الشخصية. وازدواج الشخصية هذا يختلف في بعض الأوجه عن النفاق. فالمنافق مزدوج في قوله وفعله، ولكنه يعرف انه مزدوج، إذ هو يتقصد هذا الازدواج لكي يتزلف الى شخص او يطلب منه شيئا.

أما مزدوج الشخصية فهو لا يدري بازدواجه وهو لا يريد ان يدري. ان له في الواقع وجهين، يدارى الواعظين بأحدهما ويداري بقية الناس بالآخر. وإذا ذكر بهذا انكر... وربما ارعد وزمجر.

والمشكلة نابعة من كونه يهاب مرارة الصراع النفسي. فهو لا يريد ان يعترف بازدواج شخصيته لكي لا يشعر بوجود عاملين متعاكسين في نفسه.

زايدالشوق
01-11-12, 02:00 PM
رائع ...
واصل ونحن لك من المتابعين المعلقين في النهاية ...

ساري نهار
01-11-12, 02:01 PM
مقطع( 6 ) من الفصل الأول - الوعظ و الصراع النفسي :


لعلنا لا نخطىء إذا قلنا بأن المسلمين ، بوجه عام ،مروا في عهد الأمويين بمرحلة الصراع النفسي ، و لهذا كان هذا العهد مملوءاً بالثورات و الفتن و شتى أنواع النزاع الاجتماعي ، فكان الأمويون يدفعون الناس نحو الفتح و يشغلونهم به ، و لا يكاد الفتح يفتر في ناحية من النواحي حتى يندلع لهيب الثورة ، و لا تنطفي تلك الثورة إلا بعد أن تأخذ نصيبها من الأرواح و الأموال ..

و يشير التاريخ إلى أن العهد العباسي كان عهد هدوء نسبي ، و الظاهر أن هذا العهد كان عهد ازدواج الشخصيه ، فقد خمد الصراع النفسي فيه تدريجيا و بدأت النفوس تلتجىء إلى طريقة الازدواج لكي ترتاح بها مما أصابها في الماضي من عناء طويل ..

مجدلاوي
01-11-12, 02:17 PM
ساااري النهاااار..

متى ستسري ليلاً؟؟؟!!!

..
تتكلمون عن الجامية؟!

منــــــال
01-11-12, 02:22 PM
مقطع( 3 ) من الفصل الأول - الوعظ و الصراع النفسي :



يكون الوعظ ذا ضرر بليغ في تكوين الشخصية البشرية اذا كان ينشد اهدافا معاكسة لقيم العرف الاجتماعي .

فاذا ذهب الانسان الى المسجد او الى المدرسة، و اخذ يسمع وعظاً افلاطونياً يحضه على ترك الدنيا ،مثلا، ادى ذلك الى تكوين ازمة نفسية فيه .

فهو يحب الدنيا من اعماق قلبه و يود الاغتراف من مناهلها بكلتا يديه و هذا دأب كل انسان في الغالب .

فالدنيا و مافيها من ملذات و مغريات و مطامع ، تفسد على الإنسان صلاته و تخلب بصره ، و لايستثنى من ذلك الا الشاذ النادر و الشاذ لا يقاس عليه كما يقول المناطقه .

و الانسان ، حين يسمع الواعظ يعظه بترك هذه الدنيا الخلابة ، يمسي حائرا .

فضميره يأمره بإطاعة الواعظ من ناحية ونفسه تجذبه من الناحية الثانية نحو الدنيا جذبا لا خلاص منه ،
فهو اذن واقع بين حجري الرحى ، لا يستطيع ان يترك الدنيا و لايستطيع ان يترك الجنة التي وعد بها المتقون .

مساكين والله اللي مازال العالم مدفوع الاجر يحاط عندهم بهالة التقديس
كمية تناقض عجيبة مجبورين على محاولة تقبلها
بذات لما يشاهدون من يأمرهم بالزهد في الدنيا وملذاتها يمتلك القصور والمساحات الشاسعة من الاراضي والحدائق


أما مزدوج الشخصية فهو لا يدري بازدواجه وهو لا يريد ان يدري. ان له في الواقع وجهين، يدارى الواعظين بأحدهما ويداري بقية الناس بالآخر. وإذا ذكر بهذا انكر... وربما ارعد وزمجر.

والمشكلة نابعة من كونه يهاب مرارة الصراع النفسي. فهو لا يريد ان يعترف بازدواج شخصيته لكي لا يشعر بوجود عاملين متعاكسين في نفسه.


وااااو من جد على الجرح
بعض المجتمات عندنا واضح عندها الازدواجية وضوح الشمس
قمة التطرف والتشدد الديني في محيطهم المغلق وقمة الانفلات عند وجود ابسط متنفس
كمية الكبت والغضب عندهم مهولة

جمعة ويدلعونه ويك اند
01-11-12, 06:36 PM
علي الوردي هذه ظهر قبل الجامية ولا بعدها
لانه ايقال ماسك واحد جامي وقاعد يحلل شخصيته
الله يزيلهم من الارض

نهّات
01-11-12, 07:50 PM
مقطع ( 1 ) من مقدمة الكتاب :

في هذا الكتاب بحث صريح لا نفاق فيه حول طبيعة الإنسان، و بأن منطق الوعظي الأفلاطوني هو منطق المترفين والظلمة. إن التاريخ لا يسير على أساس التفكير المنطقي، إنه بالأحرى يسير على أساس ما في طبيعة الإنسان من نزعات أصيلة لا تقبل التبديل، إن الأخلاق ما هي إلا نتيجة من نتائج الظروف الاجتماعية....


يُقال أن الأخلاق عند المجتمعات لاتتبدل ! تبعا للظروف الإجتماعية . فهي من الفطرة . وهي تقوم على أسس ثابتة معروفة سلفا . ( الحق والعدل ) ( الخير ) ..

والسؤال هنا /


هل الإشكال في الوعاظ . أم في المجتمعات الحديثة ؟

وللتوضيح اقول لايمكن فرض فكرة الوصاية وزرعها في قلوب الناس ! والمشكلة تكمن في قلوبهم . وكأن الكاتب يريد من المقدمة خلق عدو إفتراضي ليلقي باللائمة على الوعاظ وحدهم ؟ وهم جزء من المشكلة لاشك وتصوير المجتمع على أنه ضحية من ضحايا الوعظ . (qq136) /


قال عمر يوما في مجلس وحوله المهاجرون والأنصار: أرأيتم لو ترخصت في بعض الأمر ما كنتم فاعلين؟ فسكتوا فعاد مرتين أو ثلاثا قال بشير بن سعد: لو فعلت قومناك تقويم القدح قال عمر: أنتم إذا أنتم .

نهّات
01-11-12, 07:59 PM
عندي بعض التعليقات على الكتاب . ولكن الواجب إعطاء فرصة للأخ ساري حتى يكمل مايود نقله من محتويات الكتاب


اشكره وبارك فيه .

زايدالشوق
01-11-12, 08:26 PM
من خلال تلك المقتطفات التي جئت بها اخي ساري نهار ، ارى بأن علي الوردي لم يبتعد كثيرا عن نظرية روبرت ميرتون (الانومي والبناء الاجتماعي ) والتي يرى من خلالها ذلك التناشز في انساق البناء الاجتماعي الذي يحدث نتيجة تاكيد المجتمع على افراده لتحقيق الاهداف بغض النظر عن الوسائل ... حيث يرى ميرتون ان افراد المجتمع ونتيجة لذلك ينقسمون الى انماط خمسة منها النمط الانسحابي الذي قد يصاب بالاكتئاب نتيجة ذالك التناقض في قيم المجتمع والتي تؤكد على العدالة والمساواة في حين لايوفر المجتمع هذه العدالة فينسحب هذا النمط من الحياة الاجتماعية وقد يتجه الى المخدرات او غيرها في سبيل تحقيق التكيف او للتخلص من الصراع الذاتي الذي قد يسببه له هذا التناقض ... اما النمط الاخر فهو النمط الطقوسي فهذا بحسب ميرتون يريد دائما الحفاظ على الوضع القائم حتى مع ادراكه بوجود التناقض بين القيم الاجتماعية ممثلة في الاهداف وبين وسائل تحقيقها ...

رائع ما اتيت به هنا اخي ساري نهار

محمد الفاتح العثماني
02-11-12, 01:13 AM
لا يخلو كلامة من بعض الصحه.... لكن غالبية كلامة يأتي بصورة الواعظ السيئة ويعمم وهذا تحامل
حتى التعميم على من وصفهم بحب المال من العامة حكم بأنهم سيرتشون ويسرقون
فقط لأنهم بحثوا عن الدنيا بمال أوغيره.. وهذا تحامل أيضا

كذلك كلمة وعاظ هذه كلمه مطاطيه فالواعظ ممكن يكون عالم وممكن يكون من عوام الناس
ولو قال علماء السلطان لكان المعنى صريح لكنه تمسك بمفردة الوعاظ وهي لاتوضح المقصود
وأظنه فعل هذا بغرض التعميم ليتجاوز علماء السلطان الى غيرهم
وهذا كم بينت من سمات الكاتب فعلماء السلطان مصطلح متعارف عليه
فلماذا الحاجة لما لا يكاد يبين ....
والتأكيد على أن كلامهم كله تزهيد في الدنيا ...فهذا غير صحيح
فكثيرا مايعظ الواعظون لتذكير الناس
وان ذكروا الزهد فلأجل أن الأخرة في الدين هي الأصل فلذلك
والمفروض أن يعتبر الواعظ فقط مبلغ يخترع من عنده وليس أتهامة بالنفاق
وكما أن كثير من الواعظين يبحثون عن السلامة فيتنحون عن السياسة ....
ولكن ذلك غير مقصور عليهم فالجمهور غالبا يريدون الحقيقة بالقدر الذي يبقيهم سالمين
.... لذلك منيصدع بالحق تراه محارب سواء من حكومات أو شعوب

ارى أن الكاتاب اراد تشويه من يحملون الدين .... الا أذا كان قد سبق وأستثنا بعضهم ؟ فممكن
.....أما التعميم بهذا الطريقة فارى أنه تحامل وحقد ...

هو خصص في وعاظ السلطان ... لكن تخصيصه كان مبهما ومطاطيا
بسبب عموم معنى واعظ ..



لكن الأكيد أنه ضليع في عمله ... جزاه الله بما يستحق ...

ساري نهار
02-11-12, 03:26 AM
مقطع( 7 ) من الفصل الثاني - الوعظ و ازدواج الشخصية :


لقد كان الخليفة الأموي بدوياً صريحاً يعمل ما يشاء ما دامت القوة بيده ، و كان يتبع في ذلك سنة الصحراء التي تقول : إن الحلال ما حل باليد ، و أن الحق بالسيف ، و لذا وجدناهم تركوا أهل التقوى و الدين في أبراجهم العاجيه يتحذلقون كما يشتهون .

اما الخليفة العباسي فأخذ يتبع طريق الازدواج ، إذا جاء وقت الموعظة بكى ، و إذا جاء وقت السياسة طغى ، فهو في وقت الموعظة من أشد الناس خشوعاً و تعففاً و زهداً ، أما حين يجلس في الديوان ينظر في أمر الخراج و تعيين الولاة و شراء الجواري فهو لا يختلف عن جالوت أو نيرون بشيء ...

ساري نهار
02-11-12, 03:41 AM
مقطع( 8 ) من الفصل الثاني - الوعظ و ازدواج الشخصية :


يُحكى في الأمثال : إن رجلا أخذ ذئباً فجعل يعظه و يقول له : (( إياك و أخذ أغنام الناس لئلا تعاقب )) .

والذئب يقول: ((خفف يا أخي واختصر فهناك قطيع من الغنم أخشى أن يفوتني))

و هذا المثل يضرب لمن يريد أن يعظ إنساناً بامر يخالف طبيعته التي جبل عليها ، فالذئب مجبول على أكل الغنم ، لا يحيد عن ذلك محيصاً . فهو إذا صدّق بالموعظة فعلاً و ترك أكل الغنم مات جوعاً ، إنه مضطر إذاً أن يعطي إذنه للواعظ و يبجله و يتظاهر باحترام أمره ما دام ذلك لا يمس مشاريعه في الأكل اللذيذ . وهو لا يكاد يلمح قطيعاً من الغنم قادماً من بعيد حتى يلتفت إلى الواعظ راجياً ان يختصر موعظته لئلا تفوته الفريسة _ و يسلم بعد ذلك أمره إلى الله !

إن الازدواج أمر لا بد منه في مثل هذه الحاله ، فلا بد أن تنشق الشخصية إلى شقين : أحدهما يخصص لسماع المواعظ ، و يبقى الشق الآخر حراً للجري وراء أهداف الحياة ...

سامي3000
03-11-12, 04:12 AM
قال تعالى( أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ)

يتحدثون عن أمراض صاحبت ظاهرة التدين كما تصحب الحشائش السامة نبات الحنطة في أرض موبوءة سلفا وقد كان من واجب المراقب كما هو واجب الزارع المستفيد أن يتعامل مع هذه الحشائش بهدف تخليص الحنطة منها قبل أن يتمكن أعداء الحقل برمته أن يتحدثوا عنها لاقتلاع الحقل بأكمله اومايمكن تسميتة بالنقد الذي يتم فيه تحويل حال المسلمين أو المتدينين منهم بخاصة إلى سهام ضدهم وضد تدينهم بالإسلام نفسه . نقد ظاهره الرحمة وباطنه العذاب باطنه يؤدي إلى هدم بقية مبنى الإسلام بالكلية باعتباره إما فاشلا وإما هادما أو هما معاونحن نقر بوجود هذه المظاهر لكننا نحذر من الدعاية الخبيثة ضدها حيث تؤدي إلى القضاء عليها دون علاجها وعلاجها لم يكن هدفا للكاتب والناقل بقدر ما كان هو السخرية والتحقير وعلاجها لا يمكن أن يتم بغير الغوص في المفاهيم الدينية الواضحة الصحيحة لنكتشف أن هؤلاء قد أصابتهم آفات الحشائش الطفيلية التي تخنق الحنطة المقصودةوالمعنى الكلى يهدف الى العلمانية...نعم انها...العلمانية التي رسمت استراتيجيتها في اقتلاع الإسلام على أساس الادعاء بفشله في التطبيق منذ وقوع الفتنة الكبرى ومن ثم فإن عليه أن يستقيل من التاريخ …وفقا لما كتبه طه حسين عن " الفتنة الكبرى وفؤاد زكرياوعلي الوردي عن فشل الإسلام وما كتبه أسامة أنور عكاشة الذي استهل دورة جديدة من المعركة في مصر بشتم عمرو بن العاص ..انها..العلمانية وإن تسترت بحسب المناسبات العلمانية التخريبية رسول الاستعمار والصليبية والصهيونية واللادينية منذ أكثر من مائة عام...العلمانية العاملة على تخريب التاريخ الإسلامي سعيا نحو إسقاط مشروع النهضة الإسلامية منذ سقوط الخلافة العثمانية ...العلمانية المشرفة على دراسات التاريخ الإسلامي في جامعاتنا ومعاهدنا ومدارسنا : منتشية بجهل أبنائه وسذاجة أنصاره وكيد خصومه على السواء إنها العلمانية وقد استردت أخيرا "منجمها الذهبي " في طعن الصحابة أولا وصولا إلى تخريب أساسيات الإسلام وتخريب التاريخ الإسلامي لا لحساب طائفة بعينها ولكن لحساب القضاء على مستقبل الإسلام السياسي وهو هدفها الاستراتيجي في دعوتها إلى استبعاد الدين.....والله من وراءالقصد.....

مراجع:

http://www.qassimy.com/vb/showthread.php?t=470279

http://www.qassimy.com/vb/showthread.php?t=492914

ساري نهار
03-11-12, 06:54 AM
مقطع( 9 ) من الفصل الثاني - الوعظ و ازدواج الشخصية :


يقول البروفسور متز : (( كان من عادة الكثيرين من الكبراء أن يستدعي أحدهم واعظاً مشهوراً ، و يقول له عظني وخوفني وكثيراً ما كانوا يسمعون منهم مالا يحبون و لا يتوقعون من غليظ القول )) .

و الكبراء لا يهمهم أن يسمعوا غليظ القول من الواعظ ما دام لا يمنعهم ذلك عن أكل الغنم ، و لا يكاد الواعظ يدافع عن قطيع الغنم أو يمنع من اختطافه فعلا حتى تراهم تركوا خشوعهم المألوف فجأه و أمسكوا بتلابيب الواعظ ينهشونه نهشاً - والعياذ بالله .

ساري نهار
03-11-12, 07:11 AM
مقطع( 10 ) من الفصل الثاني - الوعظ و ازدواج الشخصية :



يُحكى ان نظام الملك وزير السلجوقيين في العراق كان ينفق أموالاً طائله على المساجد و المدراس و التكايا ، فعاتبه سيده ملك شاه على ذلك ، فأجاب الملك بالجواب التالي :

(( ... أنت مشتغل بلذاتك و منهمك في شهواتك و أكثر ما يصعد إلى الله تعالى معاصيك دون طاعتك و جيشوك الذين تعدهم للنوائب ... مستغرقون في المعاصي و الخمور والملاهي و المزمار والطنبور ، و انا أقمت لك جيشاً يُسمى ( جيش الليل ) ... إذا نامت جيوشك ليلاً قامت جيوش الليل على أقدامهم صفوفاً بين يدي ربهم فأسلوا دموعهم و أطلقوا ألسنتهم ومدوا إلى الله أكفهم للدعاء لك و لجيوشك ، فأنت وجيوشك في خفارتهم تعيشون ، و بدعائهم تبيتون ، و ببركاتهم تمطرون و ترزقون ))

فقبل ملك شاه من وزيره هذا الجواب المفحم المسكت .

ويتضح من هذا الجواب أن مشكلة الدين عند الناس اصبحت هينه للغايه ، فالفرد يجوز له أن يعمل ما يشاء و ينهب من يشاء ، و لكي يرضى عنه الله تعالى يجب أن يعطي جزءاً مما نهبه إلى العباد و الزهاد و الوعاظ عنه امام الله يستغفرون له .

و من الممكن القول بأنه كلما كان الظلم الاجتماعي أشد كان بناء المساجد وتشجيع الوعظ أكثر ، فإذا بنى الظالم الغاصب مسجداً بنى الله له في الجنة قصراً فخما ، و إذا هو أغدق النعم على الوعاظ أعطاه الله من الحور العين و الولدان المخلدين ، ما يعوض له عما فقده في هذه الدنيا الفانيه من الجواري و الغلمان - ومن يقرض الله قرضا حسناً يضاعفه له و هو على كل شيء قدير ..

سار الناس في هذا السبيل المزدوج ، و هم لا يزالون يسيرون فيه حتى يومنا هذا ...

99%حبيب
03-11-12, 10:58 PM
اهلا بالاخ ساري
فلنسر جميعا للتعاون في توضيح المبهم والمجمل
فلقد وردت في هذا الكتاب كلمات لابد ان تكون كلماتنا اعلى منها
فما اتهم به الكاتب الانسانية تهم باطلة فعلينا ذبها
مقطع ( 1 ) من مقدمة الكتاب :



في هذا الكتاب بحث صريح لا نفاق فيه حول طبيعة الإنسان، و بأن منطق الوعظي الأفلاطوني هو منطق المترفين والظلمة
هنا اجمال ظالم ليس بحاجة للتوضيح
او ان كان يقصد المنطق الافلاطوني
فلا نعفيه من الدحض لانه عمم هذا الوصف فيما بعد على الوعاظ المسلمين

. إن التاريخ لا يسير على أساس التفكير المنطقي، إنه بالأحرى يسير على أساس ما في طبيعة الإنسان من نزعات أصيلة لا تقبل التبديل
لوكان هذا صحيحا لما رأينا الحروب
، إن الأخلاق ما هي إلا نتيجة من نتائج الظروف الاجتماعية....
بعدما شهد لكل انسان بالاصالة
هاهو يجعل الظروف تتحكم في اخلاق الانسان

99%حبيب
03-11-12, 11:05 PM
مقطع ( 2 ) من مقدمة الكتاب :



و يبدو لي أن هذا هو دأب الواعظين عندنا ، فهم يتركون الطغاة المترفين يفعلون ما يشاؤن ، و يصبون جل اهتمامهم على الفقراء من الناس فيبحثون عن زلاتهم و ينغصون عليهم عيشتهم و ينذرونهم بالويل و الثبور في الدنيا و الآخره .

و سبب هذا لتحيز في الوعظ ، فيما اعتقده ، راجع إلى أن الواعظين كانوا ، و لا يزالون ، يعيشون على فضلات ، موائد الأغنياء و الطغاة ، فكانت معائشهم متوقفه على رضاء أولياء الأمر ، و تراهم لذلك يغضون الطرف عما يقوم به هؤلاء من التعسف و النهب و الترف - ثم يدعون الله لهم فوق ذلك بطول العمر ..
فكما ذكر الاخوة
ان الخطأ هنا التعميم


و يخيل لي أن الطغاة وجدوا في الواعظين خير معوان لهم على إلهاء رعاياهم و تخديرهم ، فقد انشغل الناس بوعظ بعضهم بعضا ، فنسوا بذلك ما حل بهم على أيدي الطغاة من ظلم ....
الطغاة في الغالب ليسوا بحاجة للوعاظ
ومن وُجد منهم يعظ في زمن الطغاة فقد
يكون تحين فرص الدعوة
لان الطغاة يخشون الدعوة اصلا

.

99%حبيب
03-11-12, 11:56 PM
مقطع( 3 ) من الفصل الأول - الوعظ و الصراع النفسي :






يكون الوعظ ذا ضرر بليغ في تكوين الشخصية البشرية اذا كان ينشد اهدافا معاكسة لقيم العرف الاجتماعي .


فاذا ذهب الانسان الى المسجد او الى المدرسة، و اخذ يسمع وعظاً افلاطونياً يحضه على ترك الدنيا ،مثلا، ادى ذلك الى تكوين ازمة نفسية فيه .



فهو يحب الدنيا من اعماق قلبه و يود الاغتراف من مناهلها بكلتا يديه و هذا دأب كل انسان في الغالب .
هنا انقلاب على نتيجة الوعظ
فالتسليم على ان نتائج الوعظ ذا فائدة وليست ذا ضرر
كما انه يخلط بين اعراف الغربيين الذين يقدسون الاعراف
وبين المسلمين الذين يجعلون الاعراف بعد النصوص الشرعية

واذا كان هناك ازمة يسببها الحض على ترك الدنيا فهو يسبب ازمة لقوم افلاطون فقط فهم الذين لاهم لهم الا المنافع الدنيوية والانانية واللذة والمادية

فالدنيا و مافيها من ملذات و مغريات و مطامع ، تفسد على الإنسان صلاته و تخلب بصره ، و لايستثنى من ذلك الا الشاذ النادر و الشاذ لا يقاس عليه كما يقول المناطقه .

و الانسان ، حين يسمع الواعظ يعظه بترك هذه الدنيا الخلابة ، يمسي حائرا .

فضميره يأمره بإطاعة الواعظ من ناحية ونفسه تجذبه من الناحية الثانية نحو الدنيا جذبا لا خلاص منه ،

فهو اذن واقع بين حجري الرحى ، لا يستطيع ان يترك الدنيا و لايستطيع ان يترك الجنة التي وعد بها المتقون .
هنا تهميش مقيت لما اراده الله وسنّه للانسان في هذه الحياة
كما انه تهميش لما سيحصل بعد الموت
من ثواب وعقاب
فتقديم الملذات والمغريات على الصلاة كما ذكر صاحب الكتاب
هو فصل بين الدنيا والاخرة
والغاءً لتهذيب النفس اللوامة لصاحبها
(وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا)



.

ساري نهار
04-11-12, 06:21 AM
مقطع( 11 ) من الفصل الثاني - الوعظ و ازدواج الشخصية :


أن الوعاظ والطغاة من نوع واحد ، هؤلاء يظلمون الناس بأعمالهم وأولئك يظلمونهم بأقولهم .

فلو ان الواعظين كرّسوا خطبهم الرنانة على توالي العصور في مكافحة الطغاه و إظهار عيوبهم لصار البشر على غير ما هم علية الآن.

عرض أحد الطغاة ذات يوم على الفقهاء و رجال الدين استفتاءاً محرجا ، كان مضمونه : (( أيهما خير : المسلم الظالم ، أو الكافر العادل ؟ )) ، فسكتوا جميعاً .
عندها قام أحد الحاضرين و هو محنق ، فأفتى معلناً : (( إن الكافر العادل خير من المسلم الظالم ! )) ثم خرج لا يلوي على شيء .


.
.
.
.
ما دام السلطان الظالم محاطاً بالفقهاء والوعاظ ، و هم يؤيدونه فيما يفعل و يدعون له بطول البقاء ، فمتى يستطيع أن يحسّ بأن هناك أمة ساخطة أو إلهاً مهدداً .

إن التهديدات الإلهية لا تردع الظالم عن ظلمة ، فهو حين يظلم لا يدري إنه ظالم ، إذ يسوّغ ظلمه و يبرره و يتأول فيه فيجعله عدلاً لاحباً لا شيء فيه .

وقد برع الفقهاء بما يسمونه بــ (( الحيل الشرعية )) ، فهم يستطيعون أن يجدوا مسوغاً شرعياً لكل عمل مهما كان دنيئا ...

ساري نهار
04-11-12, 06:23 AM
مقطع( 12 ) من الفصل الثاني - الوعظ و ازدواج الشخصية :


إذا جاء أحد الناس يريد أن يعظ السلطان وعظاً شديداً لا نفاق فيه و لا تزلف وقع بين أمرين ، إما أن يُغضى السلطان عن موعظته و يجامله ، أو يحقد عليه ويؤذيه ، و قليل من السلاطين من يتأثر بموعظة تخالف مزاجه أو هواه .

و كثيرا ما يكون الحاكم ظالماً و هو لا يدري أنه ظالم ، إنه يجد لنفسه عذارً في جميع ما يفعل ، فإذا جاءه واعظ يقول له : (( إن الظلم يغضب الله )) ، أومأ السلطان برأسة إيماءة القبول و قال له : (( أحسنت .. بارك الله فيك ! ))

إن السلطان لا يدري بأنه هو المقصود بهذه الموعظة ، فهو يعتقد إنه عادل لا شك في عدله ، و ربما أعطى الواعظ هبة كبيرة مكافأة له على تلك الموعظة المسيلة للدموع .

إن قولك للظالم أن يكون عادلاً كقولك للمجنون أن يكون عاقلاً ، فالمجنون يعتقد أنه هو العاقل الوحيد من بين جميع الناس ، فإذا قلت له : (( يجب على الإنسان أن يكون عاقلاً )) قال لك : ( أحسنت ، إن العقل زينة الرجل ) ، وهو يعني بذلك نفسه طبعاً .

ساري نهار
04-11-12, 05:05 PM
مقطع( 13 ) من الفصل الثالث - الوعظ و اصلاح المجتمع :


إن الوعظ يجعل الناس شديدين في نقد غيرهم ، فالمقاييس الأخلاقيه التي يسمعونها من أفواه الوعاظ عالية جداً ، و هم لا يستطيعون تطبيقها على أنفسهم فيلجأون إلى تطبيقها على غيرهم ، و بذا يكون نقدهم شديداً .

إنهم لا يبصرون عيوبهم ، فهم يستطيعون أن ياتوا بالحجج و الأعذار لتبرير أعمالهم في ضوء ما سمعوه من المقاييس الوعظيه .

أما غيرهم فلا عذر له ، ولذا نراهم يكفر بعضهم بعضاً و يضطهد بعضهم بعضاً ، و يشتد هذا الأمر في المجتمعات الدينيه ، ففي هذه المجتمعات يكون الوعظ على أشده ، و يكون فيه الانتقاد و البحث عن عيوب الناس إذن هائلا.

ويلاحظ أن الوعاظ انفسهم بارعون في انتقاد غيرهم ، فهم يحفظون عددا كبيراً من المقاييس الأخلاقيه الدقيقة ، إذ هم يكررونها على مسامع الناس صباح مساء ، و لذا فهم يستعملون هذه المقاييس سلاحاً ضد الذين يكرههم ، فلا يكادون يلمحون فــي أحد قولاً أو فعلاً منافياً لما وعظوا به حتى ينثالوا عليه لعناً وذما ، و ربما اعلنوا عليه الجهاد في سبيل الله ..

ساري نهار
04-11-12, 05:21 PM
مقطع( 14 ) من الفصل الثالث - الوعظ و اصلاح المجتمع :


وكان وعاظنا سامحهم الله لا يفتأون يدعون لأصحاب السيف و السوط بطول العمر في كل صباح و مساء ، فهم يقولون للظالم أحسنت ، و للمظلوم أسأت .

وهم كانوا ينصحون الناس بأن لا يشتكوا من ظالم ، فالظلم قد حل بالناس من جراء ما عملت أيديهم ، و ذهبت البركة منهم لسوء نياتهم ، و الناس على نياتهم يرزقون .

لا نكران أن العهد العثماني كان من أشد العهود التي شهدها تاريخ هذا البلد ( العراق ) عسفا ولؤما و دناءة ، فقد أمسى البلد خلال هذا العهد خراباً يعبث به اللصوص و السفاكون و المرابون ، ووجدنا الوعاظ رغم ذلك يرفعون أيديهم عقب كل خطبه يدعون الله أن ينصر الدين و الدولة معاً ..

ساري نهار
04-11-12, 05:37 PM
مقطع( 15 ) من الفصل الثالث - الوعظ و اصلاح المجتمع :



فالصالح من الناس هو ذلك الشخص الذي ساعده الحظ أن يجد له عملاً يتلذذ به و ينتفع الناس به في آن واحد ، فهو يسعى وراء مصلحته ولكن مصلحته لحسن الحظ مطابقة للمصلحة العامه إلى حد بعيد ،

فالزعيم يروم إعلاء ذاته والحصول على المكانة الاجتماعية ، فهو يخدم الأمه ويذوب فيها ، و ينال بذلك شهرة ومكانة ، إنه سعيد إذاً لكونة قد برع في عمل ينفعة و ينفع الأمة معاً ، فهو لا يجد تناقضاً بين مصلحته و مصلحة الناس .

و ليس هذا هو شان الزعيم وحده ، إنه شأن كل مواطن صالح يقوم بعمل يخدم به نفسه و يخدم الغير في آن واحد ، فكل بارع في فن أو علم أو صناعة هو من هذا الطراز في قليل أو كثير ، فالمخترع الذي يسهر الليالي في سبيل الوصول إلى اختراع جديد ، إنما هو يسعى في سبيل شيء ينفعة و ينفع الناس ، و كذلك هو شأن الكاتب و الفنان و التاجر و الباحث و المهندس و الطبيب و المعلم و غيرهم ، كل واحد منهم يريد بعمله نفع نفسه ولكن المجتمع ينتفع من عمله أيضا بمقدار كبير أو صغير .

و المجتمع الناجح هو الذي يكثر فيه أمثال هؤلاء الأفراد الذين يزيدون بأعمالهم المتنوعة ثروته ورفاهيته و كرامته .

اما المجتمع الفاسد فهو الذي لا يستطيع أن يوفق بين مصلحته و مصلحة الكثيرين من أبنائه و بذا يكثر فيه المجرمون و المجانين و أولوا اللؤم و الاعتداء و الحسد ...

99%حبيب
04-11-12, 10:00 PM
ماسكه معي ياساري على كتاب الرجال
ماادري ليه
يمكن على شان انه نسب تحليلاته للفكر الاسلامي
او انه دائما مايعمم
ولا يضرب الامثله
يمكن
فاعذرني اخي ساري
عند مروري على بعض الوصف هنا لن استرسل وذلك لان الاخوة القراء اوسع مني خيالا فما اقوله اويقوله احد منهم يفتح المجال لتأمل اوسع
مقطع( 4 ) من الفصل الأول - الوعظ و الصراع النفسي :



من خصائص الطبيعة البشرية أنها شديدة التأثر بما يوحي به العرف الاجتماعي من قيم واعتبارات. فالانسان يود ان يظهر بين الناس بالمظهر الذي يروق في أعينهم، فإذا احترم الناس صفة معينة ترى الفرد يحاول بشتى المحاولات الاتصاف بتلك الصفة والتباهي بها والتنافس عليها.



وشر المجتمعات هو ذلك المجتمع الذي يحترم طريقا معينا في الحياة في الوقت الذي ينصح فيه الواعظون باتباع طريق آخر معاكس له.

وفي هذا المجتمع ذي الوجهين ينمو الصراع النفسي لدى بعض الأفراد، ويأخذ بتلابيبهم، وقد يلجأ كثيرون منهم إلى حياة الانعزال أو الرهبنة. لأنهم لا يستطيعون أن يوفقوا في انفسهم بين هذين الدافعين المتناقضين. ولذلك نراهم طلقوا الدنيا وذهبوا الى صوامعهم أو ابراجهم العاجية يجترون مثلهم العليا اجترارا.


أما الباقون من الناس، من الذين لا يستطيعون الاعتزال، فنراهم يلجأون، في سبيل التوفيق بين مبادئ الوعظ وقيم المجتمع، إلى حيلة أخرى هي ما نسميها بازدواج الشخصية، إذ نجدهم يتقصمون شخصيتين مختلفتين احداهما تصغي لما ينصح به الواعظون ثم تتشدق به والاخرى تندفع وراء ما يروق في أعين الناس من مال أو جاه أو اعتبار..العبارات السابقة اذا كانت موجهة لنا كفكر اسلامي فهي تحتاج الى نظر
لانه تجاهل ان العقل والقلب قوتان مدركتان
فقد جعلهما الكاتب معرضين للانحراف في مهب اي ريح
كما انه بالالتفاف على النفاق وتلميعه قتل الضمير الديني والادبي
وفي اكثر من مرة لم يقدر للنفس اللوامة حرصها على الفضيلة بل سماها صراعا نفسيا غير مباليا بحقوق الله على خلقه

99%حبيب
04-11-12, 10:28 PM
مقطع( 5 ) من الفصل الأول - الوعظ و الصراع النفسي :

والانسان، حين يرى قومه يحترمون المال ويقدرون اصحابه، تجده مندفعا نحو المال يجمعه فلا يبالي بأن يسرق أو يحتكر أو يرتشي أو يغتصب. ذلك انه يرى رأي العين ما يأتي به المال من جاه ونفوذ في نظر الناس. فهو يسعى نحو الغاية التي يقدرها الناس، ويستسيغ كل وسيلة في هذا السبيل.
يبدو ان اخانا يحب المال حبا حبا جما جما
فجعله غاية مقياسا على شدة حبه


أما إذا جاءه الواعظون أثناء ذلك يذكرونه بتقوى الله، فتلك موعظة لا تدخل إلى اعماق نفسه. إنه قد يعظ الناس مثلهم عند الحاجة، لأن عقله الظاهر امتلأ بهذه المواعظ منذ صغره، فهو يحفظها ويلقيها على غيره، ولكنه لا يثأثر بها مادامت معاكسة لقيم العرف الاجتماعي الذي نشأ فيه.
هولاء الذين اخلدوا الى الشهوات

وهو بهذا المعنى اصبح مزدوج الشخصية. وازدواج الشخصية هذا يختلف في بعض الأوجه عن النفاق. فالمنافق مزدوج في قوله وفعله، ولكنه يعرف انه مزدوج، إذ هو يتقصد هذا الازدواج لكي يتزلف الى شخص او يطلب منه شيئا.

أما مزدوج الشخصية فهو لا يدري بازدواجه وهو لا يريد ان يدري. ان له في الواقع وجهين، يدارى الواعظين بأحدهما ويداري بقية الناس بالآخر. وإذا ذكر بهذا انكر... وربما ارعد وزمجر.


والمشكلة نابعة من كونه يهاب مرارة الصراع النفسي. فهو لا يريد ان يعترف بازدواج شخصيته لكي لا يشعر بوجود عاملين متعاكسين في نفسه.
لازال يصف النفس اللوامة التي تحاول الرقي بالعقل والروح بالازدواجية
ولا زال يغلف النفاق بالتكيف

.

غيمة امل
04-11-12, 10:29 PM
قال الفضيل بن عياض : لو كان لي دعوة مستجابة ما صيرتها إلا في الإمام لأني لو جعلتها للنفسي لم تجاوزني ولو جعلتها له كان صلاح الإمام صلاح العباد والبلاد.وقال أحمد بن حنبل : لو علمت أنه لم يكن لي غير دعوة واحدة مستجابة لجعلتها للسلطان وكثيرمن سلفنا الصالح كان هذا نهجهم

زايدالشوق
05-11-12, 12:07 AM
الاخ ساري نهار ...

مستمتعين جدا بما تنقله هنا ...

واصل عين الله ترعاك ...

ساري نهار
05-11-12, 10:25 AM
مقطع( 16 ) من الفصل الثالث - الوعظ و اصلاح المجتمع :


يحاول الوعاظ أن يصلحوا أخلاق الناس بالكلام و النصيحه المجرده ، و ما دروا أن الأخلاق هي نتيجه للظروف النفسية و الاجتماعية .

إنهم يحسبون الأخلاق سبباً لتلك الظروف ... لا نتيجه لها .

ولذا نراهم يقولون : (( غيّروا أخلاقكم تتغير بذلك ظروفكم )) ، و لو انصفوا لقالوا عكس ذلك ، فو غيرنا ظروف الناس لتغيرت أخلاقهم طبعاً .

فلو رفعنا عن كاهل الناس عبء الفاقه و المشقة ، و جعلناهم يشعرون بأن مصالحهم مطابقة لمصالح المجتمع ، لصاروا مواطنين صالحين وتركوا الافساد و الاجرام .


.
.
.
.
إن الواعظ الحق هو الذي يدعو إلى الاهتمام بالمصلحة الخاصة و إلى تقريب المصلحة العامه منها .

و المجتمع الناجح هو الذي ينزل بمصلحته إلى مستوى المصالح الخاصة و يماشيها ، أما إذا كان المجتمع يريد من أفراده أن يتركوا مصالحهم في سبيله ، فأعلم أنه مجتمع فاشل يجب أن تقرأ عليه السلام ..

ساري نهار
05-11-12, 10:35 AM
مقطع( 17 ) من الفصل الثالث - الوعظ و اصلاح المجتمع :


يقول أبو ذر الغفاري : (( عجبت لمن لا يجد القوت في بيته كيف لا يخرج على الناس شاهراً سيفه ))

لعل أبا ذر يشير بقوله هذا إلى مأساة التناقض في نفسية الفقير بين مصلحته الخاصه و ما تفرضه علية المصلحة العامه ، فهو مضطر أن يأكل ، و هذا الاضطرار قد يدفعه إلى الجرأة على الافساد ، إنه لا يبالي بمصلحة الناس ما دامت مصلحته مهدده .

و يقول أبو ذر أيضاً : (( إذا ذهب الفقر إلى بلد قال له الكفر : خذني معك )) .

مغترب في بلدي
05-11-12, 11:24 PM
قرأت لعلي الوردي كل مؤلفاته فيما أزعمهذا الرجل تتميز كتبه. بالواقعية الشديدة وبعدها عن المثاليات
فهو يصب نقده على كل من لايفهم طبيعة البشر (وهو عالم الإجتماع البشري) وليس الوعاظ وحدهم من اكتوى بناره فالفلاسفة والمناطقة كان لهم نصيب في كتابه مهزلة العقل البشري . وكذلك الأدباء جعل عاليهم سافلهم في كتابه أسطورة الأدب الرفيع.
بل حتى أنه انتقد نفسه في كتابه الأحلام بين العلم والعقيدة كون هذا الكتاب طبع أيام الثورة العراقية وقال فيه بأن المواطن يتطلع لكتّاب جدد يواكبون التغير الذي طرأ على المجتمع وأنا شيخ كبير وحان الدور لغيري. ألف عدة كتب ولكنه رفض نشرها بعد الثورة للسبب الذي ذكرته وبقيت حبيسة الأدراج إلى اليوم.. للأسف


أنصح الجميع بقراءة كتبه المنشورة فهيتجمع بين واقعية الفكرة وسلاسة الطرح وعمق المعنى




شكرا ساري

ساري نهار
14-11-12, 02:34 AM
جميل متابعين

الف شكر للمتابعه

زايدالشوق
14-11-12, 03:29 AM
مقطع( 16 ) من الفصل الثالث - الوعظ و اصلاح المجتمع :





يحاول الوعاظ أن يصلحوا أخلاق الناس بالكلام و النصيحه المجرده ، و ما دروا أن الأخلاق هي نتيجه للظروف النفسية و الاجتماعية .

إنهم يحسبون الأخلاق سبباً لتلك الظروف ... لا نتيجه لها .

ولذا نراهم يقولون : (( غيّروا أخلاقكم تتغير بذلك ظروفكم )) ، و لو انصفوا لقالوا عكس ذلك ، فو غيرنا ظروف الناس لتغيرت أخلاقهم طبعاً .

فلو رفعنا عن كاهل الناس عبء الفاقه و المشقة ، و جعلناهم يشعرون بأن مصالحهم مطابقة لمصالح المجتمع ، لصاروا مواطنين صالحين وتركوا الافساد و الاجرام .










نعم هناك مجرمون تستحقهم مجتمعاتهم ...

واصل
مستمتعين بالمتابعه

طالب الفزعة
14-11-12, 05:01 AM
علي الوردي هذا موجود في أية معتقل ؟؟

عشان نروح نزوره


(qq22)