ماري & ماكس

[ساري نهار]

http://www.fernbyfilms.com/wp-content/uploads/2009/11/mary2.jpg

.
.
.
.
http://www.dca.org.uk/uploads/lg_Mary-Max.jpg


.
.
.
تبدأ القصه من عام 1976 في مدينة ماونت ويفرلي بأستراليا
حيث كانت عينا ماري دنكل ذات الثمان سنوات
بلون الوحل
ووحمتها بلون الفضلات
كان عصر يوم سبت
وكانت تشعر بالملل
تمنت (ماري) لو أن لديها صديقاً
تتداعب معه
أصدقائها الوحيدون كانوا آل (نوبلت )
من فيلم الرسوم المتحركة المفضل لديها
لم تكن الدمى الحقيقية
التي تباع في الأسواق
وإنما زائفة صنعتها بنفسها
من الصدف والحطب والزينة
وعظام الدجاج التي إحتفظت بها
من وجبة طعام ليلة الجمعة

كانت تضطر لصنع جميع ألعابها
وكانت المفضلة لديها هي "المنكمشات "

حزم رقاقات بطاطس كانت تنكمش
داخل الفرن

،والد (ماري )
هو
(نويل نورمان دنكل)

كان يعمل في مصنع
يقوم بربط الخيوط بأكياس الشاي
أثناء الندوة الدراسية
...أخبرت الصف
بأنه يستطيع الحصول على ما شاء
من أكياس الشاي المجانية

نوعية الشاي المفضلة لديها
كانت (إيرل غراي)
كانت تحب قول (إيرل غراي)
وكانت تتمنى ذات يوم
أن تتزوج رجلاً اسمه (إيرل غراي)
يعيشان في قلعة
في (أسكوتلندا)

وينجبان تسعة أطفال
ويربيان بطتين
و يربيان كلب اسمه (كيفين)
هواية (نويل) كانت الجلوس في سقيفته
وتناول قشدة (بايلي) الآيرلندية
وحشو طيور وجدها بجانب
الطريق السريع
تمنت (ماري) لو أنه يقضي معها المزيد من الوقت
بدلاً من أصدقائه الموتى
وتمنت أيضاً لو أن لديها
بعض الأخوة والأخوات
.
"أخبرتها أمها بأنها كانت "حادث

!!
كيف لأحد أن يكون حادثاً؟

أخبرها جدها (رالف) بأن الأطفال
يأتون عن عمد
ويعثر عليهم الآباء
في قاع مشروب الجعة

كانت رائحة جدها تشبه
البصل المخلل

وكان عضواً في محطمو جليد (فرانكستن)
لـ51 سنة
كانوا يسبحون في الشتاء
ليشعروا بالحياة
قال جدها بأن ذلك كان يتسبب
في تصلّب حلمتيّ صدره
مات قبل سنة بعمر الـ74

وألقى أعز أصدقائه (كين)
قصيدة فيه

وُلد في حظيرة بتلال (بورون)
عاش (رالف) حياة طويلة
ومات من إلتهاب الرئة

(ماري) إشتاقت إليه
وكثيراً ما كانت تتساءل
عن سبب تناوله للأمونيا

أمور كثيرة كانت تحيّر (ماري)
ولا سيما أمها
(فيرا لورين دنكل)
لطالما كانت (فيرا) متقلبةفي نظر (ماري)
أحبت (فيرا) الإستماع إلى مباريات الكريكيت
أثناء إعداد الطعام
وكان عنصرها الرئيسي
هو الخمر الإسباني
أخبرت (ماري) بأنه نوع من الشاي
ولكن للكبار
بحاجة إلى جرعات ثابتة
.
لم تفهم أيضاً (ماري) سبب إستعارة
أمها الدائمة

بالأمس إستعارت بعض أصابع السمك
من الممر السادس في السوق و خبأتها تحت ملابسها


أخبرت (ماري) بأنها تضع الأغراض
داخل لباسها لتوفير الأكياس البلاستيكية

(فيرا) كانت شخصية معقدة بالفعل


و في يوم ماطر
أوقفت (ماري) أحلام اليقظة

وأنقذت ديكها من المطر و أدخلته الى المنزل
فقد وجد فيما سبق أبوها الديك على جانب
الطريق السريع
بعد أن سقط من شاحنة المذبحة
أسمته بـ(إثيل )

اجلسته يجانيها
فقد حان وقت مشاهدة "آل (نوبلت )
كانت تعشقه
لأن الجميع كان بنياً
،ويعيش في إبريق شاي
وكان لديه عشرات الأصدقاء
لم تعتقد (ماري) بأن هنالك
...شيء أجمل
،من إستنشاق رائحة ديك رطب يجلس بجانبها...
وصوت المطر على السقف
ومذاق حليب مكثف محلّى من العلبة
أثناء مشاهدة برنامجك المفضّل

(في ذات الوقت كان رجلاً اسمه (ماكس هورويتس
يشاهد "آل (نوبليت)" أيضاً

تلفاز (ماكس) الصغير كان يعرض
الصورة فقط دون الصوت
وتلفازه الكبير يعرض الصوت
دون الصورة
كان بعمر الـ44
"وكان يحب "آل (نوبليت )
لأنهم كانوا يعيشون
،في مجتمع محدد وموضوع
في إنسجام دائم
وأيضاً لأن لديهم عشرات الأصدقاء
(ماكس) كان يعاني الأرق
وأمضى الليلة وهو يشاهد التلفاز
ويصطاد طعاماً للسمكة
فقد كان اسم سمتكه ( هنري الثامن )
، و كان يمسك الذباب
ليطعم السمكه بها
دوّن أنها كانت سادس ذبابة
يصيدها تلك الأمسية
في تمام الساعة التاسعة مساءً
تساءل إن كان عليه النوم
،وإحصاء الماشية
أو تناول شطيرة شوكولاتة أخرى
قرر أن يفعل الأمرين
ولكن لم يفلح ذلك
كان قد مضى 6 ساعات و12 دقيقة
على موت (هنري الثامن )
ووضع موت (هنري) حياة (ماكس)
في حالة فوضى أصبحت غير منتظمة

وكلما أسرع في شراء سمكة جديدة
كان أفضل
سيذهب غداً إلى متجر الحيوانات الأليفة
ويحصل على (هنري) آخر

(هنري التاسع)



في مكتب البريد
بــــــــــ (ماونت ويفرلي)
كان يوم التسوق
وجلست (ماري) صابرةً
ريثما تستعير أمها بعض الأظرف
لكي تملء الفراغ
تفحصت الغرفة
وأحصت عدد الأشياء البنية
كان هناك شريط لاصق
وأربطة مطاطية
ودليل هواتف به صورة سيدة
،تقف على بحيرة بنية
ويدها مشتعلة
قالت (ماري) لنفسها إن الناس
يحملون أسماءً غريبة في (أمريكا)
أسماء غريبة مثل (روكيفيلر)
و(فينكلستين)



.
.
.
.
.
.
يتبع

[ساري نهار]

و أخذت تتخيلهم
وتعجبت بشأن أشكالهم وأعمارهم
وما إذا كانوا متزوجون أو يضعون النظارات
أو إذا وجدوا أطفالاً في مشاريبهم
ربما في (أمريكا) كانوا يجدون الأطفال
في مكان آخر
إنهم يكثرون من تناول الكولا
ربما يجدونهم في العلب
ولكن ما كانوا ليتناسبوا
مع فتحة العلبة

و فجأة
راودت (ماري) فكرة

أن تراسل أحد الأمريكيين
وتسأل عن مصدر الأطفال


إختارت رجلاً باسم السيد (م. هورويتس)
و في تلك الأثناء
سقطت من السيده ( دنكل ) الأظرف المسروقه
و صرخ مدير المكتب

!سيدة (دنكل)


!عودي إلى هنا (فيرا دنكل )
عودي إلى هنا

و تناولت يد ابنتها و جرتها مسرعه لتهرب من مكتب البريد
و كانت يد ماري قد مزعت من الدليل الجزء الذي يوجد به عنوان
( ماكس )
و في المنزل بدأت ( ماري ) بكتابه اول رساله لها
:
عزيزي سيد (م. هورويتس )
اسمي (ماري ديزي دنكل )
عمري 8 سنوات و3 أشهر
و9 أيام
لوني المفضل هو البني
وطعامي المفضل هو الحليب المكثف المحلى
متبوعاً بالشوكولاتة
عندي ديكاً اسمه (إثيل )
وهذا شكله " رسمة شكل الديك و ارفقته مع الرساله "
هو لا يضع البيض
ولكن سيضعه يوماً ما
أمي تحب التدخين والكريكيت
والخمر الإسباني
وأبي يحب اللعب في سقيفته
بالطيور الميتة
من أين تأتي الأطفال في (أمريكا)؟
هل يأتون من علب الكولا؟
في (أستراليا) نجدهم
في أقداح الجعة
هذه رسمتي " و رسمت شكلها و ارفقته مع الرساله "
أعجز عن إتقان رسم الآذان
ولكني أجيد رسم الأسنان
سيكون من الرائع إن راسلتني
وكنت صديقي
صديقتك "المخلصة" (ماري ديزي دنكل )
.
ملحوظة: آمل أن تعجبك قطعة الشوكولاتة
التي أرسلتها أيضاً
"يطلق عليها "الكرز الناضج

و ضعت رسالتها بصندوق و البريد
و ودعتها
.
(ماكس) كان يكره أيام الخميس
لأنة يوم الجلسة الأسبوعية
للمفرطين في الطعام
والليلة شعر بإضطراب شديد
لأنه تناول شطيرتيّ شوكولاتة
أثناء الطريق

تناول الشوكولاتة كان خرقاً للقوانين
إزدادت ليلته صعوبة
بسبب نظرات (مارجري بوترورث) الغريبة
التي كانت تشاركه في جسلة المفرطين في الطعام
(ماكس) كان لا يفهم
الإشارات اللاشفهية
مغازلة إمرأة كانت أمراً غريباً
بالنسبة إليه كالهرولة
(ماكس) كان يعتبر معظم الناس محيّرين

...ولكن سرعان ما أدرك (ماكس )

بأن ليلته كانت على وشك...
أن تزداد إضطراباً وغموضاً حين رأي رسالة ( ماري )
قرأ رسالة (ماري) أربع مرات
،ثم فعل ما يفعله عادةً
ارق
اضطراب
خوف
هلع
قلق
متى ما يواجهه شيء جديد ومجهد
حياة (ماكس) الهشّة
إضطربت مرة أخرى
وبعد النظر من النافذة
لمدة 18 ساعة
إتخذ قراراً أخيراً
أن يرد على رساله ماري

: عزيزتي (ماري ديزي دنكل)
شكراً على الرسالة التي قرأتها
في الساعة 9:17 مساءً
بعد جلسة المفرطين في الطعام
،أحاول أن أفقد الوزن
لأن طبيبي النفسيّ
د. (بيرنارد هازلهوف)
يقول إن العقل السليم
في الجسد السليم
يقول إن عقلي ليس سليماً بما يكفي
رسمك هو تصوّر بصري شيق لنفسك
لم أقابل يوماً أحداً من (أستراليا)

أولاً سأجيب عن سؤالك
للأسف الأطفال في (أمريكا)
لا يخرجون من علب الكولا
سألت أمي وأنا في الرابعة
وأجابتني بأنهم يخرجون من البيض
الذي يضعه الأحبار
إن لم تكوني يهودية فالراهبات
الكاثوليكيات هن اللائي يضعن البيض
وإن كنت ملحدة فالعاهرات السافلات
هن اللائي يضعن البيض
هذا هو مصدر الأطفال في (أمريكا )
،أعيش في منزلي مع سمكة
وبعض الحلزونات، التي أطلقت عليها
أسماء علماء مشهورين
"ببغاء يدعى "السيد (بسكيت )
وأخيراً قط يدعى (هال )
(هال) إختصار للبخر
والذي يعاني منه
تبعني إلى المنزل بعد أن أطلق
بعض الأطفال النار على عينه
و اصبح يملك عيناً واحده
ماري ،، هل عندك كنغارو؟

،عندما ولدت
هجرنا أبي في مزرعة
إنتحرت أمي بمسدس عمّي
وأنا في السادسة
هل تحبين شطائر الشوكولاتة؟
إخترعت الوصفة لهم
وأستطيع إرسالها إليك
في صغري إخترعت صديقاً خفياً
اسمه السيد (رافيولي )
قال طبيبي النفسيّ
بأني ما عدت بحاجة إليه
لذا يجلس الآن عند الزاوية ويقرأ
الأسبوع الماضي جمعت 128 عقب سيغارة
الناس يلوّثون دائماً
في (نيويورك )
لا أفهم سبب مخالفة الناس للقوانين
الأعقاب مضرّة لأنها يتم صرفها
إلى البحر
فيدخنها السمك ويصبح مدمناً للنيكوتين

،أنا أمزح بالطبع

لأنه من المحال أن تظل شعلة السيغارة
تحت الماء
كما أن السمك ليس لديه جيوب
ليضع فيها القدّاحات

عمري 44 سنة
وعندي ثمانية أطقم رياضية
بنفس اللون والمقاس
أزن 352 رطل
وطولي يعادل طول شجرة 6 أقدام

أستمتع بالإشتراك في اليانصيب
وأختار نفس الأرقام
منذ 9 سنوات
و تلك الارقام التي اختارها هي
3
5
6
9
11
و12
عملت بوظائف عديدة في حياتي
وظيفتي الأولى كانت تجميع العملات
في الأنفاق
وظيفتي الثانية كانت في متجر (يادل)
للأطعمة المغلفة
حيث عملت على الآلة التي تصنع
علب المعكرونة المحلاة
وُلدت يهودياً وكنت أؤمن بالرب
ولكني قرأت كتباً عديدة مذاك
أثبتت أن الرب من نسج خيالي
يفضّل الناس الإيمان بوجود الرب
،لأن ذلك يجيب عن أسئلة معقدة
،مثل مصدر نشأة الكون
،أو ذهاب الديدان إلى الجنة
أو سبب إكتساب شعر السيدات العجائز
للون الأزرق
،برغم أني ملحد
فما زلت أعتمر القبعة ( يمكا)
لأنها تبقي رأسي دافئاً
وظيفتي الثالثة كانت لدى شركة
تقوم بطبع الشعارات على ورق الزينة
عملت على آلة طبع الأقراص
وذلك قرص بلاستيكي دائري
يلقي به الناس بعضهم بعضاً
،أشبه بالشيء الذي يرتد إلى قاذفه
غير أنه لا يرتد
وظيفتي الرابعة كانت عندما
اُستدعيت للعمل ضمن هيئة المحلفين
لم أجنِ راتباً مجزياً ولكن كنت أحصل
على البسكويت والقهوة مجاناً
المحلفون هم أعضاء مرموقون بالمجتمع
ولم يقتلوا أي أحد
،وصلت إلى القائمة النهائية
لمحاكمة رجل قتل كل أصدقائه
في حفل عيد مولده المفاجئ
للأسف لم يتم إختياري
...لأنهم عرفوا
أني كنت مريض عقلياً
في مرحلة ما

هل مارست يوماً الطيران الشراعي؟

وظيفتي الخامسة كانت عامل قمامة
كان عليّ التنظيف وراء الملوّثين
دون التكلم إلى أي أحد
كنت أتظاهر أحياناً بأنني جامع قمامة آلي
مما جعل إحداهن تتصل بالشرطه عندما رأتني
أخذتني الشرطة للإستجواب
ولكن أطلقوا سراحي عندما قرروا
أني لا أشكّل تهديداً إلى أي أحد
غير نفسي
وظيفتي السادسة كانت
لدى الجيش الأمريكي
في قسم المستلزمات المكتبية
لأنني بارع في الحساب
كنت مكلف بإحصاء عدد الأقلام
التي يحتاج إليها الجيش
،ذات يوم قاموا بمرور أمني للتفتيش
وسألوا ما إذا كنت عضواً
في أية جماعات ثورية
أخبرتهم بأنني كنت عضواً
في نادي مشجعي أفلام الخيال العلمي
قالوا إن ذلك لا يحتسب
ولكن فصلوني من الجيش بأي حال
لحسن الحظ نسيت أن أخبرهم
بأنني كنت شيوعياً ذات مرة

هل كنتِ شيوعية من قبل؟


هل سبق وتعرضت للهجوم من غراب
أو طائر كبير؟


وأنا في التاسعة هاجمني غراب
في طريقي إلى المدرسة
خضعت لثلاث غرز
والآن في الربيع أعتمر خوذة
مرسوم عليها عينين
يسخر منّي الناس
عندما أعتمر الخوذة
لا أعرف السبب
يشوشني الناس عادةً
ولكن أحاول ألا أقلق منهم
(نيويورك) مكان مزدحم ومزعج
أفضّل العيش في مكان آخر
أكثر هدوءاً
مثل القمر
لا أحب الحشود والأضواء
والضجة المفاجئة والروائح النفاثة
(نيويورك) بها كل ذلك
وخاصة الروائح
عادةً ما أضع سدادتين
لأذني وأنفي عندما أخرج
ذلك يساعدني على الهدوء
أجد الناس مثيرون للإهتمام
ولكن أواجه صعوبة في تفهمهم
ولكن أعتقد أني سأتفهمك
وأثق بكِ
تبدين سعيدة
وأعتقد أنك تفوحين برائحة القريدس
حيث أعلم أن (أستراليا)
تعج بالقريدس

هل يمكنكِ القراءة بسرعة؟

علّمت نفسي أن أقرأ
صفحتين في آن واحد
عين لكل صفحة
عليّ الذهاب الآن
برغم أني لم أكلّمك
،عن وظيفتي السابعة
في مصنع واقيات ذكرية

لا تتأخري في الرد

صديقك الأمريكي
(ماكس جيري هورويتس)


ملحوظة: ستجدين صورة شخصية مرفقة

ملحوظة ثانية: شكراً على الشوكولاتة
وأنا سعيد لأنك تحبين الشوكولاتة
مثلي تماماً
لم يسبق أن تناولت الحليب المكثف المحلّى
ولكن سأجرّبه هذا الأسبوع

ملحوظة ثالثة: لم أستعمل يوماً
واقياً ذكرياً

.
.
.
.
.
.
.

يتبع

[قفر]

ما كان ودي أخرب وأضع ردًا، ولكن


روعة حتى الآن، هذا الأدب الساخر حد التهلكة


ولأول مرة أطلع على ماري وماكس



شكرًا لك ساري

[ساري نهار]

اهلا قفر
في نهايه القصه
سأضع نبذه عنها إن شاء الله
تحيه

[ساري نهار]

http://kcamara.files.wordpress.com/2010/12/mary-and-max.jpg

.
.
.
.


تمنى (ماكس) أن تراسله
(ماري) مجدداً

لطالما تمنى صديقاً

صديق حقيقي غير مخفي ولا حيوان
ولا تمثال مطاطي
أحصى النجوم وتساءل عن عدد الأيام
،والساعات والدقائق
التي تستغرقها رسالته
للوصول إلى (أستراليا)

بعد تسعة أيام وست ساعات
وسبع وأربعين دقيقة


سقطت الرسالة في يد ( فيرا ) التي صورتها بالأعلى

(فيرا) لم تكن سعيدة
غير سعيدة البتة
أعتقدت أنه من المحال أن يكون هذا المغفل
صديق إبنتها بالمراسلة
( ثم رمت بالرسالة في سلة المهملات )

كان هناك ما يكفي من القبح
في العالم
ستعود (ماري) من المدرسة
بعد ساعة
ما يكفي لإعداد قدح آخر من الشاي
،وبعض الكريكيت لتهدئة الأعصاب
لإزالة رسالة (ماكس)
من عقلها التالف


اليوم التالي

مرت سيارة النفايات بجوار منزل ماري
و خرجت ( فيرا ) مسرعه مترنحه و تصرخ لهم

!توقف! انتظر


هل لديك مساحة لكيس آخر؟

( تعني كيس نفايتها الذي بالمنزل )


!طبعاً سيدة (دنكل)،

و هي تسير نحوهم
انزلقت في براز الديك ( اثيل )
و تناثر ما بداخل الكيس
حتى إن رساله ( ماكس ) تدحرجت بعيدا
فوجدتها ( ماري ) و خبأتها من امها

صرخ عامل النظافه :
هيا (فيرا )
أمامنا أكياس أخرى نأخذها

يا للسماء ( ماري تقول ذلك )


برغم أن رسالة (ماكس) كانت تفوح
برائحة السمك وقشر البرتقال
تجرعت (ماري) كلماته
كحساء حروف الأبجدية
ولم تشعر بهذا الحماس
منذ أن وجد جدها (رالف)
عملة معدنية في أنفها

كتبت الرد في الحال
على ورقة لحوم سرقتها
من الجزار


عزيزي (ماكس)
أنا سعيدة للغاية بردك
لا أعتقد أن أبويّ يحبانك
،لذا من الآن فصاعداً
ارسل إلى عنوان جاري
،(لين هيسلوب)
،في 26 طريق (لامنغتن)
(ماونت ويفرلي)
إنه عجوز وبلا ساقين
تعرضا للأكل في الحرب
العالمية الثانية
عندما حبسه اليابانيون داخل قفص
فوق أسماك البرانا
البرانا هي أسماك ذهبية
لها أسنان
إنه يخشى الخارج
وذلك مرض يطلق عليه الهوموفوبيا
بدأ يدفع لي 50 سنت أسبوعياً
لكي أجلب له بريده
أقوم بالإدخار لشراء قلعة في (أسكوتلندا)
والزواج برجل يدعى (إيرل غراي)

"هل تشاهدون "آل (نوبليت)
في (أمريكا)؟

شخصيتي المفضلة هي (فانيتي)
يريد أن يتصادق مع الجميع
!حتى الفتيان


قلت في رسالتك
أنك بلا أصدقاء


وأنا كذلك
بالأمس تبول (بيرني كليفورد)
على شطيرتي
ونعتني بذات الوجه المخيف
بسبب الوحمة
ليتني أستطيع نزعها مثل الضمادة
ضحك أيضاً لأن ملابسي
كانت بلا أزرار
(إثيل) نزعها
وأمي لم تستطع إدخال الخيط في الإبرة
بسبب تأثير الخمر
لذلك إستعملت مشابك الغسيل

عندما أعود إلى المنزل
أصعد إلى مخبئي حتى العشاء

سخر الأطفال الآخرون أيضاً
من حلاقة شعري
يقوم أبي بحلاقة شعري
...لأن أمي تقول
أن مصففي الشعر...
،يبيعون الشعر إلى الصينيين
الذين يحشون به المفارش
معلمتي الأستاذة (بندرغاست)
تقول إن عليّ الإبتسام أكثر
فقلت لأمي ورسمت إبتسامة كبيرة
على وجهي بأحمر الشفاه

أعتقد أن الأستاذة (بندرغاست)
ما عادت تحبني

يجدر بيّ الذهاب الآن
فدموعي تلطّخ كلماتي

صديقتك في (أستراليا)
(ماري ديزي دنكل)

ملحوظة: هل سبق وتعرضت للمضايقة؟
هل تستطيع مساعدتي؟

ملحوظة ثانية: لم أمارس الطيران الشراعي
من قبل ولم أكن "سيوعية" يوماً ====>تعني شيوعية

ولكن يسعدني الحصول على قرص طائر
ووصفتك لشطيرة الشوكولاتة

ملحوظة ثالثة: سأرسل لك بعض الشوكولاتة
،الأسترالية وزينة من صنع يدي

وقالب حلوى اسمه (لامنغتن)
كنت سأتناوله على الغداء

.
حين وصل طرد ( ماري ) إلى ( ماكس )
كانت رائحه العفن تخرج من الطرد بسبب تعفن
قالب الحلوى الذي ارسلته

و حين قراء رسالتها

ركز على السؤال التالي من الرساله

:هل سبق وتعرضت للمضايقة؟


،أشعلت رسالة (ماري) ذكريات
كان قد أطفأها (ماكس) منذ زمن

فتذكر حين يطارده الاطفال و هو صغير و يحاصروه :

،لقد حاصرناه الآن
ستدفع الثمن أيها اليهودي


خذ هذا أيها اليهودي
.

وكالعادة تصرّف بالطريقة
الوحيدة التي كان يعرفها

قلق
خوف
هلع

،وبعد 36 شطيرة شوكولاتة أخرى
،وبعد ساعتين فقط من النوم
أفاق (ماكس) وراودته فكرة

.
.
.
.
.

يتبع

[امير مهذب]

جميل جدًا , ساري

من مُدَّة لم أقرء هذا النوع من الأدب

مُذ آخر كتاب لــالإيرلندي الجميل الساخر ( أوسكار وايلد )

--

وياريت تتحفنا بعنوان الكتاب إن كان كذلك ,
أو أكمل
إن أتيح لنا العودَة للقراءة

--

ملحوظَة :

يبدُوا أن مارِي لا تختلف كثيرًا العقليات الموجودة في أوطاننا في ( العالم الثالث )
أن تُلقن ( الكذبَ ) فقط لأنهم لا يجدون لكَ ( جوابا )
أو لأنهم ( لا يريدونك أن تعرف )

لتصبح كائنا مبنيا على ( أغلوطات ) > إن صح الجمع (qq152)

[ساري نهار]

الجميل هو أنت أمير مهذب
سأوفيك بتفاصيل مصدر القصه بعد نهايتها
و ملاحظتك فيها نظر
فقط انتظر حتى تنتهي القصه
تحيه

[ساري نهار]

و بداء يكتب ...


http://blogs.colum.edu/wp-content/blogs.dir/18/2011/10/adam20elliot20max20and20mary20animation12.jpg

عزيزتي (ماري ديزي دنكل )
شكراً على رسالتك وعلى الشوكولاتة
و(لامنغتن) والسكاكر

ذابت الشوكولاتة فمزجتها
بالحليب والمثلجات

وها أنا أشربها الآن

بعد تفكير عميق أعتقد أن عندي الحل
للمضايقة التي تتعرضين لها

اخبري (بيرني كليفورد) بأن وحمتك
مصنوعة من الشوكولاتة
ما يعني بأنك عندما تدخلين الجنة
ستكونين المسئولة عن كل الشوكولاتة
طبعاً تلك كذبة
وأنا لا أحب الكذب

ولكن في هذه الحالة
أعتقد أن منها منفعة

ليتني أكون مسئولاً
عن كل الشوكولاتة في الجنة

ولكن لا يمكن ذلك
بسبب إلحادي

جارتي (آيفي) ملحدة أيضاً

هي قليلة الكلام ولكنها تصنع لي
حساءً طيباً كل ليلة أحد

إنها عمياء نوعاً ما
وأحياناً أجد شعرها في الحساء

لا أخبرها بذلك حيث أخبرني الطبيب
(بيرنارد هازلهوف) بأن تلك قلة ذوق

إليك قائمة بمأكولاتي اليومية
الأثنين: عجينة بطاطس (غليكس)
الثلاثاء: معكرونة (يادل) المحلاة
الأربعاء: شرائح سمك (كابتن سالتي)
الخميس: قشدة جبن (ينتل)
والجمعة: قطع الدجاج
وفي ليالي السبت
أبتكر وصفاتي الخاصة
الأسبوع الماضي إبتكرت
شطيرة هامبرغر السباغيتي
الوصفات أشبه بالمعادلات الرياضية

أخبرني الطبيب (بيرنارد هازلهوف) بأنك
لا يجب أبداً أن تزن أكثر من ثلاجتك
وألا تأكل أبداً
شيئاً أكبر من رأسك
أكلت بطيخة أكبر من رأسي
ذات مرة
ولكن ليس دفعة واحدة

هل لديك أية اقتراحات
لإنقاص الوزن؟
جلسات المفرطين في الطعام
لا يبدو أنها تجدي نفعاً
بل إنها توترني فحسب
كان من الرائع لو أن هناك
"جنية سمنة"
مثل جنية الأسنان
ولكن تمتص دهونك
تقول (آيفي) إنها عمياء بعض الشيء
ولكن أعتقد أنها شديدة العمى

يجب أن تستند على عكاز
مثل ضعاف البصر
،يمكنها أن تجعل النهاية حادة
وتجمع القمامة في آن واحد
أعتقد أني سأراسل العمدة
بهذا الاقتراح
سيندهش للغاية

تقول (آيفي) إنها ليست بحاجة إلى عكاز
لأن حاسّة الشمّ لديها قوية
تقول إنها تستطيع أن تجدني
حتى وعيناها مغلقتان
تقول إن رائحتي تشبه عرق السوس
والكتب القديمة
أعتقد أن رائحتها تشبه
دواء السعال والبول
،لم أخبرها بذلك قط
حيث أخبرني الطبيب (بيرنارد هازلهوف )
بأن تلك قلة ذوق أيضاً

أحياناً يعتقد الناس
أني فظ ووقح
لا أفهم كيف للصراحة
أن تكون غير مقبولة
ربما لهذا السبب ليس لديّ أصدقاء
عداكِ بالتأكيد

أن أحظى صديق حقيقي
كان أحد أهدافي الثلاثة في الحياة

الآخران هما امتلاك آل (نوبلت) جميعاً
وإمداد دائم بالشوكولاتة

يقول الطبيب (بيرنارد هازلهوف)
بأنه أمر جيد أن يكون لديك أهداف
ولكن لا أهداف تافهة
كالتي لديّ

الآن نفد منّي الكلام

راسليني قريباً من فضلك

صديقك في (أمريكا)
(ماكس جيري هورويتس)

ملحوظة: لا تقلقي
من عدم الابتسام
ففمي نادراً ما يبتسم
ولكن ذلك لا يعني بأني لا أضحك
من داخل رأسي

:ملحوظة ثانية
أرفقت لك قرصاً طائراً

بعض قطع الشوكولاتة
التي عليك تناولها مع الكولا


ورسم لسلحفاة من قناة
(ناشونال جيوغرافيك)

ملحوظة ثالثة: هل تعرفين أن السلاحف
تتنفس من مؤخرتها؟

.
.
.


http://4.bp.blogspot.com/-TXAzHjXJpt0/TykaYDnP9AI/AAAAAAAAEqk/__-8EHe40hk/s1600/mary-and-max-1.jpg


.
.

،عزيزي (ماكس)

... عندما أخبرت (بيرني كليفورد)
بأني سأكون مسئولة عن كل الشوكولاتة...
،في الجنة وأني لن أعطيه أياً منها

أخذ يبكي

ووضعت أيضاً فضلات الكلب
داخل ملعبه الرملي
نصيحتك كانت مفيدة

ولديّ وظيفة الآن في تسليم المنشورات

حتى أستطيع توفير المال لزيارتك

حزنت لمعرفة أنك بدين
تقول أمي أني بدينة أيضاً
وأني سأصبح عِجلة عندما أكبر
أعتقد أن ذلك نوعاً من البقر
ربما عليك أن تتناول المأكولات
التي تبدأ بالحرف الأول لليوم
...في يوم الأثنين تأكل فقط
،الحليب المخفوق، الخبيزة
والخردل
أعدت أمي قالب حلوى لعيد مولدي
وأهداني أبي آلة تصوير
آمل أن تعجبك الصور التي أرسلتها
الأولى لـ(إثيل)
الذي أكل بعض الزينة
،الصورة التالية هي لي
بعد أن أكلت قطع الشوكولاتة
مع الكولا كما قلت
والتالية لـ(لين )
لا يزال يحاول التغلب على مخاوفه
التالية لأبي وهو في سقيفته

وهذه الصورة من المرات
،التي غطيت فيها أمي

أثناء نومها بأشرطتها اللاصقة
التي تساعدها على الإقلاع عن التدخين

والتالية عندما صورتي حين إشتبك السلك
في شعري

وهذه الصورة عندما أخرج الكلب (سوني )
رفات زوجته (تشير)

وأخيراً صورة لجاري الآخر
(داميان بوبودوبولوس)
هو يوناني ويفوح برائحة
سائل الغسيل بنكهة الليمون
وبشرته ناعمة
مثل ظهر الملعقة
تقول أمي إنه معاق ومتلعثم
ويعجز حتى عن نطق اسمه
تقول إن عليك ضربه
،على ظهر رأسه
لكي ينطق بالكلام
بو.. بو.. بو.. (بوبودوبولوس)

ليته يكون صديقي ونتحاب
ونمارس المعاشرة

كما أخبرتني (كاثرين رمزي)
وراء مخزن الدراجات

،تقول إن ذلك عندما يتعرّى شخصان
ويفركان جسديهما معاً
لإنجاب الأطفال

قلت لها إنها كاذبة
وستذهب إلى الجحيم وتحترق كالخبز
لأن الأطفال يخرجون
،من أقداح الجعة
وبيض الأرانب والراهبات
"و"العاهلات =====> تعني العاهرات

،قالت إن النساء يحملن
ويخبزن الأطفال في بطونهن
،لمدة سنتين
حتى يخرجوا من أرحامهن
مع الدم والسباغيتي

هل لديك صديقة يا (ماكس)
أو بعض الزوجات؟
هل مارست المعاشرة؟
عيد الحب على الأعتاب
وأريد أن أمنح (داميان) هدية
حتى يحبني
هل يمكنك أن تشرح لي الحب
وكيف أكون محبوبة؟


.
.
.
.

يتبع

[جنــى]

سرد ممتع

تصلح حكاية ما قبل النوم (q39)

واصل ساري ..

فنحن هناك .. على المقاعد الجانبية ، ننتظر

[ساري نهار]

اهلا جنى
سأحاول ان اجتهد في السرد
لأنني لا احب أن ارتبط بشي معين لفتره طويله
:)
تحيه

[اسير المنتديات]

(qq15)


شي رهيب ..... حبيت هالقصة .. انتظر النهاية ...


مشكووور ساري .. :)

[ساري نهار]

اهلا اسير
الف شكر لك
:)

[ساري نهار]

مرة أخرى تتسببت رسالة (ماري)
في هجوم من الأرق

(ماكس) لم يعرف شيئاً
عن الحب
كان شيئاً غريباً عليه كالغطس
ولطالما فهمه بشكل خاطئ

ذات عيد حب
كان قد منح (زيلدا غلوتنيك) التي كانت تحب القطط
هدية كان واثقاً من أنها مناسبة

و كان عبارة عن ( ترمومتر شرجي )
و لم يوفق في قبول هديته

الرفيق الوحيد الذي أدفأ
فراش (ماكس)
كان قنينة الماء الساخن

،الشاعرية والحب
كانا لغة غامضة
فقد الأمل في تعلّمها
ليت (ماري) سألت
،عن كيفية تشغيل الفرن
أو طلبت تفسيراً
لنظرية الفوضى

ليت هناك معادلة رياضية للحب

أخذ يأكل ويفكّر
لكن الحب لم يكن كمكعب الألوان
بالنسبة إليه، لم يعرف له حلاً
مهما حاول أن يحلّه
كانت النتيجة سلبية
شعر بالحب
ولكن لم يستطع تفصيله
...منطقه كان غريباً عليه مثل
شطيرة السلطة
النجوم كانت أكثر منطقية

القلق والإجهاد كانا شديدين
أخيراً أنتصر غموض الحب
وأستسلم عقل (ماكس)

و أصبح خبر في احد الصحف تحت عنوان
(سقوط رجل بدين معاق ذهنياً)

كان يعاني من السمنة
وكآبة حادة

وأمضى الثمانية أشهر التالية
طريح الفراش بالمستشفى النفسي

،أغرقوه في تشكيلة من المخدرات

وأخضعوه إلى العلاج التقليدي ( الصدمات الكهربائية )

أثناء ذلك تساءلت (ماري)
وانتظرت الرد من ( ماكس )
الذي تأخر كثيرا:
ربما نفد الحبر من آلته الكاتبة
ربما نفد الحبر من (أمريكا)
ربما التهمته حيواناته الأليفة

ربما العيب كان فيها

،أكانت متطلبة أكثر من اللازم
مملة، قبيحة؟

والغضب يملأها مع الحيرة
،وكره الذات
حاولت (ماري) أن تمحي ذكرى
صديقها إلى الأبد
بأن احرقت جميع الرسائل

.. و ...بعد ثمانية أشهر

تعافى (ماكس)
واستعادت الحياة توازنها
وأمانها من جديد
ولكن لا تزال (ماري)
في تفكيره
جزء منه أراد أن يراسلها في الحال

والجزء الآخر لم يشأ
أن يصاب بإعاقة ذهنية مجدداً
أقله أن السيد (رافيولي) متواجد دائماً
كصديق له
كان خياراً أكثر أماناً

تساءل عما كانت تفعل (ماري) الآن

ولكنها كانت أبعد ما يكون
،عن السعادة
وتكافح بمفردها
للتوفير ليوم عاصف

عادت حياة (ماكس)
إلى نصابها

،وبرغم أنه أختار النظام والاستقرار
فسوء الحظ لم يبتعد أبداً

فقد سقط مكيف الهواء من شقته التي تقبع
في الادوار العلوية ، فمات أحدهم
و لحسن الحظ أن تهمة القتل
،عن غير عمد اُسقطت عنه

،لأنه كان مصنّف كمعاق ذهني
وغير محتمل أن يكون لديه دافع
،لقتل فنان مقلد
على نقيض الجميع

منذ ذلك الحين وقد برّد (ماكس)
نفسه بطريقة مختلفة
عن طريق تركيب مروحه صغيره فوق قبعته

،وعادت الأمور إلى طبيعتها
حتى عيد مولده الثامن والأربعين
عندما وصلت أرقامه أخيراً
خرج إليه صوت المذيع من التلفاز
:مرحباً بكم في مسابقة (نيويورك) لليانصيب

وهذه هي الأرقام الرابحة اليوم


3
5
6
9
11
و12
(ماكس) تعامل بعقلانية
مع ثروته المفاجئة
وأشترى ما يكفيه من الشوكولاتة
،لبقية حياته
ومجموعة شخصيات (نوبلت) الكاملة

تحقق إثنان من أهدافه

ولكن لا يزال لديه الكثير من المال

لذلك قرر أن يمنحه إلى (آيفي)


والتي كانت أيضاً عقلانية للغاية


فقد زارت طبيبة الأسنان
د. (فيليبا هولس)

و زرات الطبيب (براين فنغرتن) للتعطير

حتى وصلت أرقامها
لترقد بسلام (آيفي روبي بيفان)
1979 - 1901

كتبت (آيفي) كل ممتلكاتها
،لملجأ القطط المحلي
والذي حوّل مالكه تبرعها الكريم
،إلى حسابه المصرفي
ونهديّ زوجته الجديدين، و سيارة (فيراري)
والوقود الكافي للذهاب إلى (المكسيك)

،برغم تحقيق ( ماكس) لكل أهدافه

إلا أنه لا يزال يشعر بالنقص
لم يعد السيد (رافيولي)
ذا أهمية
وبدا أكثر اهتماما بكتبه الشخصية

(ماري) أعطت (ماكس) مذاقا
للصداقة الحقيقية
ولم تكن هناك مقارنة
إشتاقت إليه أيضاً
ولكن ما عادت تدخّر لرؤيته
وإنما تدخر الآن لسبب آخر

نهض السيد (رافيولي) ذات يوم
ورحل بلا عودة

طلب (ماكس) نصيحة الطبيب (هازلهوف)

أخبر (ماكس) أن الصداقة الحقيقية
تُرى عن طريق القلب
وليس عن طريق الأعين

وذلك عندما قرر مراسلة (ماري)
ليبوح بنفسه ونواقصه
تفهّم (ماكس) ذلك
.
.
.
.
.
يتبع

[ساري نهار]

http://events.animationblogspot.com/files/2009/06/Mary-Max.jpg

.
.






عزيزتي (ماري ديزي دنكل)
،أريد إخبارك بشيء ما
سيفسر سبب عدم مراسلتي لك
كل رسالة استلمتها منك
سببت لي هجوم شديد من القلق

ذلك لأنني عندما كنت مؤخراً
،في مصحّ عقلي
شخّصوا حالتي بأنني مصاب بشيء جديد
"يدعى "أعراض (أسبرغر)
وتلك إعاقة عصبية تتطور وتنتشر
أفضّل تسميته (آسبي) للاختصار
سأذكر الآن بعض سمات (آسبي)
أولاً: أجد العالم مشوشاً
وشديد الفوضوية
لأن عقلي شديد الواقعية والمنطقية
ثانياً: أواجه صعوبة في فهم
التعابير على وجوه الناس
في صغري صنعت كتاباً
لمساعدتي كلما تشوشت
ما زلت لا أفهم
بعض الناس
كان من الصعب أن أفهم (آيفي)
،بسبب تجاعيدها
ولأن حاجبيها لم يكونا حقيقيان
ثالثاً: خطي سيئ للغاية
و أنا حسّاس للغاية
وأخرق
وأشعر بالقلق بسهولة

،رابعاً: أحب حل الألغاز
قالت (آيفي) أن ذلك أمراً جيداً
وخامساً: يصعب عليّ
التعبير عن مشاعري
قال الطبيب (بيرنارد) أن عقلي
،به عيب
ولكن ذات يوم سيكون هناك
علاجاً لإعاقتي
لا أحب أن يقول ذلك
لا أشعر بالإعاقة أو العيب
أو بالحاجة إلى علاج
أحب كوني (آسبي)
ذلك سيكون أشبه بمحاولة
تغيير لون عينيّ
ثمة شيئاً وحيداً أود تغييره
بأي حال
ليتني أستطيع البكاء بشكل طبيعي
أحاول عصر الدموع
ولكن لا شيء يخرج
أبكي عندما أقطّع البصل
ولكن ذلك لا يحتسب
،بأية حال
هل تحبين كلمة (كومكوات)؟

إنه نوع من الفاكهة

هل لديك كلمات تحبين نطقها؟

:أفضل خمس كلمات في نظري هي
،"مرهم"، "نحلة كبيرة"
،"مدينة (فلاديفوستوك)" "الموز"
و"الخصية"
كما أني اخترعت بضعة كلمات جديدة

"مشائر" وذلك عندما تكون مشوش
وحائر في آن واحد

"الجسخ"، وذلك مزيج
بين الجليد والوسخ

و"المسحوقات"
وهي الفتات المتبقية بقاع الحقيبة

راسلت العاملين في قاموس (أوكسفورد)
طالباً منهم إدراج كلماتي
ولكن لم يصلني الرد
عليّ الذهاب الآن لحضور جلسة
المفرطين في الطعام

هناك إمرأة تدعى (مارجري باترسوورث)
توّترني
تقبّلني بدون إذني
لذا سأدهن إبطيّ بالبصل لصدّها

صديقك في (أمريكا)
(ماكس جيري هورويتس)

...ملحوظة: ستجدين بعض الشوكولاتة
على هيئة نمل...
وجدتها في المتجر

ملحوظة ثانية: ما من أحداث هامة
منذ آخر رسالة لي
،عدا اتهامي بالقتل غير المتعمد
والفوز باليانصيب وموت (آيفي)
.

(ماري) كانت سعيدة أن (ماكس)
راسلها أخيراً

وبغتة راودتها فكرة رائعة

أخذت قنينه دواء البواسير
و افرغتها من محتواها
ثم اخذت تتخيل قط يدهسه
حاصد العشب
و اخذت تبكي
و ملئت دعوها قنينه الدواء تلك
و كتبت عليها
دموع لـ(ماكس)
و أرسلتها له

انتعشت صداقة (ماري) و(ماكس)

ودموعها كانت أفضل هدية
تلقاها يوماً
داخل رأسه كان مبتسماً

،محملة بأشكال غريبة من الشوكولاتة
طارت رسائلهما الممتلئة مسرعة
بين القارات

تعلّم (ماكس) أن يقرأ
رسائل (ماري) بحذر
ومع أقل ذرة توتر محتملة
،كان يتوقف
ويتناول دواءه ويهدئ أعصابه
كل رسالة كان يقوم بكيها
،وحفظها في مكان مناسب
ما كان يهدئ أعصابه أيضاً
كان يستمتع بإجابة أسئلتها
...وحلّ ألغازها مثل
هل تنكمش الماشية تحت المطر؟
لماذا يرفع المسنّون بناطيلهم للأعلى؟
هل يقف شعر الأوز
ولماذا يكون وسخ سرّة البطن أزرقاً؟
هل من شخصيات (نوبلت) بالجنة؟
وإن سارت سيارة أجرة للوراء
هل يكون السائق مديناً لك بالمال؟

بالمقابل إستمتعت (ماري) بقراءة
أحداث من حياة (ماكس) المثيرة
عدد الناس الذين أحصاهم
وهم يلوّثون
كيف مات آخر (هنري)
ووصفات جديدة إبتكرها للدجاج

كل واحد أسعد الآخر

وبينما ازداد طول (ماري)

ازداد عرض (ماكس)

أصبحت صداقتهما أقوى من الصمغ
على تماثيل (نوبلت) الخاصة بـ(ماري)
برغم أن (ماكس) وجد العزاء
في (ماري)

لا يزال يرى بقية العالم محيراً
...ولم يستطع أن يفهم

لماذا يراه الجميع شاذاً...

بينما يعتبر الجميع عاديين

لوحه تحذيريه في مكان عام (ممنوع البصاق)
تجد البصاق عليها

البشر كانوا غير منطقيين البتة

لماذا يلقون بالطعام
بينما هناك أطفال جوعى في (الهند)؟

لماذا يفرغون الغابات الإستوائية
وهم بحاجة إلى الأكسجين؟

ولماذا يضعون جداول مواعيد للحافلات
في حين أنها لا تلتزم أبداً بها؟

إتفق مع عالمه المفضل " إنيشتاين "
بأن هناك شيئان لا ينتهيان

" الكون وغباء الإنسان "

.
.
.
.
يتبع

[ساري نهار]

وبالنسبة إلى (ماري)
برغم أن (ماكس) ملأها بالثقة
كان عالمها أبعد ما يكون
عن المثالية
أيضا قبضة الحب أمسكت بها
من حلقها ، فقد احبت جارها اليوناني

في الساعة 4:59 عصراً
،في الثامن من أغسطس 1988
ألصق (نويل نورمان دنكل)
،آخر خيط
وبعد 40 سنة و 40 مليون
كيس شاي، تقاعد
للإحتفال أعلن (نويل) بأنه
سيتقاعد من التحنيط
وسيقوم بالكشف عن المعادن
بدلاً من ذلك
ولكن للأسف لم تكن هواية
يجيدها منذ زمن
فقد مات بسبب موجه عاتيه
اخذته الى البحر

ليرقد بسلام (نويل نورمان دنكل)
1988 - 1929

في وصيته ترك لـ(ماري)
بعض المال
لذلك قررت الالتحاق بالجامعة
ودراسة اضطراب العقل
طامعة في معرفة المزيد
عن صديقها

شعبية (ماري) في الجامعة
كما كانت في المدرسة

(داميان) ذهب إلى هناك أيضاً
راجياً أن يكون ممثلاً

دخلت ( ماري ) الى المستشفى
لتزيل تلك الوحمه التي كانت تضايقها
كانت تريد ان تتجه الى التجمل
و كانت تتودد الى ( داميان ) كثيرا

-أهلاً (داميان)
زهور أمك تبدو رائعة

=شـ.. شكراً (ماري)

= مـ.. (ماري)
هل لي أن أخبرك بشيء؟

- طبعاً يا عزيزي

= ثمـ.. ثمة فضلات كلب على حذائك




http://1.bp.blogspot.com/-vrBjNwOp08A/Tyl3qisijQI/AAAAAAAABc8/3ksqRjG0yyk/s1600/mary_and_max1.jpg


عزيزي (ماكس)

لقد كنت حمقاء
أهدرت كل مالي
على شيء تافه
في حين أنه كان حرياً بي
أن أدخره لرؤيتك
أعلم أن الحب يزعجك
لذا لن أتكلم عنه
كل ما أريد قوله
هو أن الحب ليس لي كما يبدو

آمل أنك بخير
واستمتع بسيغار الشوكولاتة الذي أرسلته

محبتي، (ماري)

.
داهمت ( ماكس ) فكره جيده
فبعث إليها بقطعه بسكويت
على شكل قلب
و كان مكتوب على تلك القطعه

" أحبّ نفسك أولاً "
.
.


موت (نويل) المفاجئ
ملأ (فيرا) بالندم والذنب

فتصرّفت بالطريقة الوحيدة
التي تعرفها
بشرب الكثير من الخمر الاسباني
حتى اصبحت مخمورة جدا
و لم تدري إلا وهي تتناول
،سائل التحنيط، الفورمالدهيد
و كان سـماً قـاتـلاً
.
لترقد بسلام (فيرا لورين دنكل)
1989 – 1935
.
.


"أحبّي نفسك أولاً "
كان وقع الجمله قويا
فقد تزوجت من ( داميان )

.
.


عزيزي (ماكس)

يوم عرسنا كان كل ما حلمت به
تعويضاً عن السنة الفظيعة
التي مررت بها
وبرغم أن كل الضيوف
كانوا عائلة وأصدقاء (داميان)
إلا أني شعرت بالترحاب
(داميان) مثالي
حتى أنه صمّم لي رداء الزفاف
،وفي شهر العسل
أخذني إلى جزيرة (موكونوس)
المفضلة لديه في (اليونان)
امتطيت الحمار
ووجدت أنسب هدية لـ(لين)
و كان عبارة عن قميص
مكتوب عليه
" قبّلني ، فأنا إغريقي "
(لين) المسكين لا يزال يحاول
التغلب على مخاوفه
أنا و(داميان) متشابهان للغاية
حتى أن لديه صديقاً بالمراسلة
يعيش في مزرعة في (نيوزلندا)

.
.
.

(ماري) كانت تنتعش بالثقة
وثقتها بنفسها بلغت الحد
تألقت في الجامعة
وحملت على عاتقها
علاج العالم من الأمراض الذهنية

جعلت أطروحتها
عن أعراض (أسبرغر)

وإتخذت (ماكس) كمادتها الدراسية

أساتذتها كانوا منبهرين
ونالت كتاباتها الإشادة
من أماكن بعيدة
وسرعان ما تهافت الناشرون
على طباعة رؤيتها الفريدة
وبحلول عيد مولدها الـ25
آلاف النسخ كانت تنتظر الشحن
.
.

عزيزي (ماكس)
...أتشرف بمنحك
أول نسخة من كتابي عن إعاقتك
وآمل أن نجد علاجاً له
في يوم ما
،والأكثر إثارة من ذلك

هو أني قادمة لرؤيتك والإحتفال معك
في غضون أسبوع
سأعطيك أيضاً نصف حقوق الملكية
صديقتك المحبة (ماري)

ملحوظة: ستجد بعض اللوز السويسري
المكسو بالشوكولاتة

.

(ماكس) لم يتلق الأنباء
بطريقة جيدة
بطريقة غير جيدة على الإطلاق
.
.
.
.

يتبع

[ساري نهار]

عزيزتي (ماري ديزي دنكل)

لا أستطيع وصف نفسي
بطريقة واضحة الآن
لذلك سأذكر مشاعري الآن
حسب الأكثر ألماً
،الألم، "المشائرة"، الخيانة
الإزعاج، الضيق، والأزيز
،آخر واحدة ليست شعوراً
ولكن وجب أن تعرفي عنها
بأية حال ....
.
توقف ( ماكس ) عن كتابة الرسالة
و قام بتكويمها و رميها في سلة المهملات
عاد إلى ألته الكاتبه
و وقف امامها غاضبا
ثم انتزع بقوة عمود حرف الــ ( م ) الذي
يطبع على الورق ذلك حرف
.

بعد أن حزمت حقيبتها إلى (نيويورك)
ألقت الوداع على (داميان)
لم تشعر بهذا الحماس منذ أن وجدت
شخصية (نوبلت) في البالوعة
.
و هي واقفه خارج المنزل مع حقيبتها
وجدت ظرف مرسول من ( ماكس )
فتحت الظرف فوجدت عمود حرف الــ ( م )
الذي يخص أله الكتابه التي لدى ( ماكس )

و سرعان ما ذاب حماسها
كشوكولاتة في الشمس
عرفت أن ( ماكس ) ما عاد يريد صداقتها
.

و في طاحونة (ماونت ويفرلي) لإعدام الورق
اتلفت ( ماري ) جميع مؤلفاتها التي تم إعدادها للنشر

حتى أنها اصبحت خبرا صحفيا في الصحف
تحت عنوان ( الباحثة المحلية تعدم روايتها
ومستقبلها المهني)
.
و اصبحت زبونه لمخزن (آنيس) للخمور

و كما كانت والدتها تختار ذلك النوع
اصبحت ( ماري ) تختار
الخمر الإسباني ماركة "العمّة جوان"

غرقت (ماري) شيئاً فشيئاً
في بركة من الكآبة وكراهية الذات
وبدأت تطبخ بالخمر الإسباني
الضوء الوحيد في حياتها الآن
هو حبيبها (داميان)
على بعد ذراع فقط
ولكن بعيداً كالقمر
فقدت اهتمامها بالعالم
وفقد العالم اهتمامه بها
وكأن عفريتاً بدأ ملازمتها
بدأت تقضي أوقاتها
في صناعة الزينة
وتناول المعكرونة المسلوقة
.
وجدت علبه معدنيه
و كتبت عليها
" أنا آسفة"
ثم بعثتها إلى ( ماكس )
.
استلمها ( ماكس ) و لم يرد عليها
،كل يوم بقوة وندم
مشت (ماري) إلى صندوق البريد
،في أمل أن تجد شيئا من صديقها

فقد كان الذهاب الى صندوق البريد
اشبه بالذهاب نحو الإحباط
ثم العودة إلى الداخل
لم يكن في صندوق البريد
سوى بعض الحلوزونات التي فضلت
الرطوبه و الفراغ
و ذات يوم وجدت رسالة
قد ملئت قليلا فراغ صندوق البريد
.
.
عزيزتي (ماري)
عندما تقرأين هذا
سأكون على متن طائرة إلى (نيوزيلندا)
لكي أبدأ حياة جديدة
ربما لم تلاحظي
أني حزمت حقائبي
وقعت في غرام صديقي بالمراسلة
(ديزموند)
وسأعيش في مزرعته
كان من الصعب رؤيتك وأنت تتحولين
إلى بقايا من الشخص الذي أحببته
بحثك عن الأمراض الذهنية
كان مذهلاً
ولكن سعيك وراء العلاج
كان خاطئاً
(ماري)، عليك أن تدركي
،أنك لست ملكة جمال ساحرة
تستطيع أن تلمس العالم
لتخليصه من شوائبه
أحبك (ماري)
ولكني أحب (ديزموند) أكثر
آمل أن يصفو قلبك يوماً ما
ونكون صديقين
الشغوف بك (داميان)
.
.
و بعد ان فرغت من قراءة الرسالة
وقعت مغشيا عليها
.
.

يشاهد ( ماكس) من نافذته
سيده تقف بجوار لوحه مكتوب عليها
(ممنوع ترك المخلفات
غرامة 500 دولار)
ثم ترمي تلك السيد عقاب سيجاره بعد أن
لوثت الهواء قليلا و لوثت الارض كثيرا
.
اخذ الحنق من ( ماكس ) الحد الذي توجب عليه
مراسله عمدة نيويورك
.
عزيزي العمدة (ريديكيولاني)
يوم الاثنين أحصيت 278 شخصاً
يلقون أعقاب السجائر
...أود أن أقترح بأن ترتفع الغرامة
إلى مليون دولار على الأقل...
كرادع أقوى
...ويسعدني أن ...
.

يبدو ان رسالة ( ماكس )
لم تكتمل
فعدّاد الحبر، فارغ
و كلمة ( مليون ) ظهرت ( ليون )
لأنه لا يوجد حرف الـ ( م )
.
ذهب لشراء الحبر

و هو عائد
إذ بمتشرد
يرمي بعقاب سيجارة بجواره
قبض عليه ( ماكس )
و رفعه عاليا من حلقه
و إذ بالمتشرد يقول : آسف ،، آسف
.
تذكر ( ماكس )
العلبة التي ارسلتها ( ماري )
و كان مكتوب عليها " آسف "
و يبدو أنه تفهم مشاعر الأسف من ذلك المتشرد
.
.
عاد و كتب رسالة الى ( ماري )
وبعد ان أنهى الرساله
ذهب ليرسلها
وفي طريقه إلى المنزل
توقف (ماكس) لإحصاء النجوم
شعر بالكمال
إستعاد العالم توازنه
..

ساعي البريد يقف عند باب ( ماري)
و في يده طرد كبير و يقرع الباب
و لكن لم تفتح ماري الباب
فوضع الطرد عند الباب ثم انصرف
فبالنسبة لــ ( ماري )
لم يكن الوضع جيد
فقد كانت في غمره النوم المخمور
افاقت لتأكل شيئا
و بالصدفه
وجدت دواء الفاليوم، الخاص بالسيدة (فيرا دنكل)

و على صدى اصوات اغنيه تغنيها مغنيه جميله الصوت
تقف ( ماري ) و حبل الانتحار المغزول من الصوف
حول رقبتها و في يدها حفنه من حبوب الفاليوم
و في اليد الأخرى علبه كولا
و اندمجت مع كلمات الاغنيه التي تقول :

عندما كنت فتاة صغيرة
سألت أمي عمّا سأكون
هل سأكون جميلة؟
هل سأكون ثرية؟
إليكم ما قالته لي
ما سيكون سيكون
ما سيكون سيكون
ليس لنا أن نتنبأ بالمستقبل
ما سيكون سيكون
ما سيكون سيكون
ما سيكون سيكون
ليس لنا أن نتنبأ بالمستقبل
ما سيكون سيكون
ما سيكون سيكون
ما سيكون سيكون

http://www.youtube.com/watch?v=uq17zxmTMY8

.
.
.
.
.
.
.
.
.

يتبع

[ساري نهار]

في تلك اللحظة
كان أحدهم يقرع الباب
فقد كان ( لين )

(لين) أنقذ الموقف
و قطع على ( ماري ) لحظات الانتحار

،فبعد 45 سنة
تغلّب أخيراً على فوبيا الخروج من منزله
سلم لــ ( ماري ) الطرد الذي كان ينتظر
عند بابها طويلا

.
عزيزتي (ماري)
ستجدين مجموعتي الكاملة
لشخصيات آل (نوبلت)
كعلامة أني سامحتك
عندما استلمت كتابك
...كانت مشاعري
وكأنها تتقلب بداخل غسالة...
الألم كان أشبه بتدبيس شفتيّ معاً
دون عمد
سبب مسامحتي لك
هو أنك لست مثالية

أنت ناقصة وكذلك أنا

،كل الناس ناقصون
حتى الرجل الذي يجلس
أمام شقتي ويترك المخلفات

وأنا صغير أردت أن أكون أي أحد سواي
قال الطبيب (برنارد هازلهوف) بأني
،لو كنت على جزيرة معزولة
فعليّ الاعتياد على رفقة نفسي
وحدي مع جوز الهند
قال أن عليّ تقبّل نفسي
بنواقصي
وأننا لا نختار نواقصنا
إنها جزءاً منّا
وعلينا التعايش معها
ولكن يمكننا أن نختار أصدقاءنا
وأنا سعيد باختياري لك
...قال الطبيب (برنارد هازلهوف) أيضاً
بأن حياة كل شخص
أشبه بممر طويل
بعضها مبلّط بشكل جيد
،والآخر مثل ممري
به تصدعات، قشور موز
وأعقاب سجائر
ممرك يشبه ممري
ولكن به تصدعات أقل

على أمل أن يلتقي ممرانا
،ذات يوم
ونستطيع أن نتقاسم
علبة حليب مكثف
،أنت أعزّ أصدقائي
أنت صديقتي الوحيدة
صديقك الأمريكي بالمراسلة
(ماكس جيري هورويتس)

ملحوظة: حصلت مؤخراً على الوظيفة
المثالية مع شركة إحصائيات
ما عليّ سوى تناول المأكولات
وتدوين الملاحظات
.

.
.

بعد مرور سنة

توقفت سيارة التاكسي أمام المبني الذي يقطن به ( ماكس )
فقد كانت ( ماري ) التي وصلت و معها طفلها الرضيع
و بعض الحقائب

صعدت إلى الادوار العلوية حيث يقطن
بالشقه رقم 96
و قرعت الباب بهدوء
و اخذت تنادي

(ماكس)؟

.
.
(ماكس)؟
.
.

(ماكس)؟

..

فتحت الباب لأنها كانت تسمع صوت التلفاز


= مرحباً ( ماكس) ،،، هذا نحن

!نحن هنا

(ماكس)؟

.
.

كان جالساً على الإريكه و رأسة مسنوده إلى الاعلي
مات (ماكس) بسلام ذاك الصباح
بعد إنهاء آخر علبة حليب مكثف

تأملته ( ماري )قليلا
و اتجهت الى ألته الكاتبه
و اعادت عمود حرف الـ( م ) هناك
ثم عادت و جلست بجوار ( ماكس )
و أمسكت بيده و أخذت تجول ببصرها في شقته ..
ببغاء ، هنري آخر ، كتاب الوجيه كي يعرف تعابير الوجه
تلك قنينيه الدموع التي ارستلها له
تلك صورتي المرسومه التي ارستلها
رفعت بصرها قليلا
و إذ بالحائط مغطى بالكامل برسائل ( ماري )
و هنا اتي صدى صوت( ماكس )
يدور في ذهنا

=أنتِ أعزّ أصدقائي
أنت صديقتي الوحيدة

.

قالت في خاطرها بأنه يفوح برائحة
عرق السوس والكتب القديمة
ريثما إندفعت الدموع
،من عينيها
بلون الوحل


.
.
.
.
.
.

خاتمه :

منحنا الرب الأقارب، حمداً لله أننا
نستطيع اختيار أصدقائنا. (إثيل ممفورد)

.
.
.
.

النهاية

[ساري نهار]

توضيحات عن القصه :



http://thecia.com.au/reviews/m/images/mary-and-max-poster-0.jpg




عرفت القصه عن طريق فلم ( أنميشين ) يحمل اسم Mary and Max

الفيلم مقتبس من قصة حقيقية !

إخراج وتأليف : Adam Elliot
وهـو أول فيلم آنميشن للمخرج ,
الجوائز التي حصدها الفيلم جوائز متعدده
و حصل على تقيم 8.2 في الموقع الشهير imdb
و هو تقييم عالي
تصنيف الفيلم : كوميدي - دراما - آنميشن ..
و هو من انتاج عام 2009
و يحمل الفلم الجنسية الاسترالية


كيف كتبت هذه القصه هنا رغم أنها عبارة عن فلم ؟

الجواب بسيط تقريبا

فقد استعنت بملف الترجمه الخاص بهذا الفلم
و قمت بالتعديل علية و بالإضافه و الحذف
طبعا أمل أن تكون القصه قد اعجبتكم
و آمل أن لا أكون قد اهملت بعض التفاصيل المهمه
فقد حاولت نقل الفلم نقلا كتابيا قدر المستطاع

.
.
.

مودتي