حسن خليل
01-11-05, 10:44 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
الحوار مع المعاند والمكابر
هناك طريقتان للتعامل مع المحاور المعاند والمكابر هما:
الهجر وترك الحوار معه.
التحدي والإفحام
على حسب ما يقتضيه الموقف. إلا أنه في كلا الحالين لا بد من الرد، أو المحاورة معه بالتدرج، وأن تبدأ بالحسنى، وأن تكون على وفق أسس وآداب الحوار، وذلك امتثالاً لأمر الله سبحانه في قوله تعالى في سورة البقرة - آية 83 - وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً .. الآية وقوله سبحانه في سورة النحل - آية 125 - (وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) الآية.
وقد ورد في القرآن حوارات متعددة مع مسلمين وغير مسلمين، والنبي عليه الصلاة والسلام حاور المسلم وغير المسلم، ولاحظنا أنه في كلا الحالتين كيف كانت توجيهات القرآن والسنة تؤكد الالتزام بآداب الحوار مع الطرف الآخر من أجل الوصول إلى عقله وقلبه، وما ذلك إلا لقصد هدايته وقبوله للحق، فإن لم يقبل الحق وكابر، فلا أقل من أن يرى حسن التعامل، الذي قد يكون سبباً في هدايته وقبول الحق في المستقبل، أو يبتعد عن الإيذاء أو الصد عن سبيل الله. هذا المنهج هو سبيل المؤمنين والعلماء الربانيين كما قال تعالى في سورة فصلت - آية 34 - (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ).
إلا في حالة واحدة عندما يتحول حواره إلى مشاغبة ومغالبة وإفراط في المجادلة مع المؤمنين ولم يتأدب هو بآداب الحوار وكان (من الذين ظلموا) من أهل الكفر والشرك، فلا بأس بالإغلاظ عليهم والتخشين في مجادلتهم.
قال تعالى في سورة العنكبوت - آية 46 - (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ) الآية ، ففي هذه الآية ينهى الله المؤمنين عن مجادلة أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن، أي: بحسن خلق ولطف، ولين كلام، ودعوة إلى الحق وتحسنه، ورد الباطل وتهجينه بأقرب طريق موصل لذلك.
(إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا) من أهل الكتاب بأن ظهر من قصد المجادل منهم وحاله أنه لا إرادة له في الحق، وإنما يجادل في وجه المشاغبة والمغالبة، فهذا لا فائدة في جداله؛ لأن المقصود منها ضائع. فهؤلاء يغلظ لهم في القول ويترك جدالهم؛ لأنهم حادوا عن وجه الحق وعمُوا عن واضح المحجة، وعاندوا وكابروا.
وأما أسلوب التحدي والإفحام، ولو كان بالحجة الدامغة، فإنه يبغض صاحبه للآخرين، سواءً مع المسلم أو غير المسلم، فلا تلجأ إليه؛ لأن كسب القلوب أهم من كسب المواقف. ثم إنك قد تفحم الخصم، ولكن لا تقنعه ولا يسلم لك؛ لأنك أحرجته، فيرفض التسليم لك بعاطفته حتى وإن كان عقله معك.
أما إذا تلطفت معه، فهو سيقتنع بوجهة نظرك إن عاجلاً أو آجلاً. فإذا انتهيت مما تريد قوله فاترك صاحبك، وليكن انتصارك مملوءاً بالتواضع، وراقب نيتك، لا يعتريك العجب والزهو، فيضيع أجرك ويحبط عملك.
بيد أن هناك حالات تستثنى من ذلك، يحسن بالمسلم أن يلجأ فيها إلى الإفحام وإسكات الطرف الآخر، وعلى سبيل المثال:
رجل ضال فاسد يعادي الحق وهو يعرفه، ولا يبتغي الوصول إلى الحقيقة، وربما يسعى لنشر أفكاره المضللة، فهذا الأفضل والأحسن أن يحرج، وأن يسكت ويفحم ولو كان أمام الناس ليرتدع، ويحذره الناس.
وفي الحلقة القادمة سنكمل الموضوع بالجزء الثاني.
وكل عام وأنتم بخير.
أخوكم
حسن خليل
الحوار مع المعاند والمكابر
هناك طريقتان للتعامل مع المحاور المعاند والمكابر هما:
الهجر وترك الحوار معه.
التحدي والإفحام
على حسب ما يقتضيه الموقف. إلا أنه في كلا الحالين لا بد من الرد، أو المحاورة معه بالتدرج، وأن تبدأ بالحسنى، وأن تكون على وفق أسس وآداب الحوار، وذلك امتثالاً لأمر الله سبحانه في قوله تعالى في سورة البقرة - آية 83 - وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً .. الآية وقوله سبحانه في سورة النحل - آية 125 - (وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) الآية.
وقد ورد في القرآن حوارات متعددة مع مسلمين وغير مسلمين، والنبي عليه الصلاة والسلام حاور المسلم وغير المسلم، ولاحظنا أنه في كلا الحالتين كيف كانت توجيهات القرآن والسنة تؤكد الالتزام بآداب الحوار مع الطرف الآخر من أجل الوصول إلى عقله وقلبه، وما ذلك إلا لقصد هدايته وقبوله للحق، فإن لم يقبل الحق وكابر، فلا أقل من أن يرى حسن التعامل، الذي قد يكون سبباً في هدايته وقبول الحق في المستقبل، أو يبتعد عن الإيذاء أو الصد عن سبيل الله. هذا المنهج هو سبيل المؤمنين والعلماء الربانيين كما قال تعالى في سورة فصلت - آية 34 - (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ).
إلا في حالة واحدة عندما يتحول حواره إلى مشاغبة ومغالبة وإفراط في المجادلة مع المؤمنين ولم يتأدب هو بآداب الحوار وكان (من الذين ظلموا) من أهل الكفر والشرك، فلا بأس بالإغلاظ عليهم والتخشين في مجادلتهم.
قال تعالى في سورة العنكبوت - آية 46 - (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ) الآية ، ففي هذه الآية ينهى الله المؤمنين عن مجادلة أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن، أي: بحسن خلق ولطف، ولين كلام، ودعوة إلى الحق وتحسنه، ورد الباطل وتهجينه بأقرب طريق موصل لذلك.
(إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا) من أهل الكتاب بأن ظهر من قصد المجادل منهم وحاله أنه لا إرادة له في الحق، وإنما يجادل في وجه المشاغبة والمغالبة، فهذا لا فائدة في جداله؛ لأن المقصود منها ضائع. فهؤلاء يغلظ لهم في القول ويترك جدالهم؛ لأنهم حادوا عن وجه الحق وعمُوا عن واضح المحجة، وعاندوا وكابروا.
وأما أسلوب التحدي والإفحام، ولو كان بالحجة الدامغة، فإنه يبغض صاحبه للآخرين، سواءً مع المسلم أو غير المسلم، فلا تلجأ إليه؛ لأن كسب القلوب أهم من كسب المواقف. ثم إنك قد تفحم الخصم، ولكن لا تقنعه ولا يسلم لك؛ لأنك أحرجته، فيرفض التسليم لك بعاطفته حتى وإن كان عقله معك.
أما إذا تلطفت معه، فهو سيقتنع بوجهة نظرك إن عاجلاً أو آجلاً. فإذا انتهيت مما تريد قوله فاترك صاحبك، وليكن انتصارك مملوءاً بالتواضع، وراقب نيتك، لا يعتريك العجب والزهو، فيضيع أجرك ويحبط عملك.
بيد أن هناك حالات تستثنى من ذلك، يحسن بالمسلم أن يلجأ فيها إلى الإفحام وإسكات الطرف الآخر، وعلى سبيل المثال:
رجل ضال فاسد يعادي الحق وهو يعرفه، ولا يبتغي الوصول إلى الحقيقة، وربما يسعى لنشر أفكاره المضللة، فهذا الأفضل والأحسن أن يحرج، وأن يسكت ويفحم ولو كان أمام الناس ليرتدع، ويحذره الناس.
وفي الحلقة القادمة سنكمل الموضوع بالجزء الثاني.
وكل عام وأنتم بخير.
أخوكم
حسن خليل