حسن خليل
10-10-05, 12:31 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
ما زلنا نتكلم عن الحوار - منهج وسلوك واليوم سنتكلم عن شيء مهم في الحوار ألا وهو:
الصفات الأساسية للمحاور الناجح
1- اللباقة، ودماثة الخلق:
وهي أن يقول الشخص أكره الأشياء وأقساها بأرق عبارة وأحلاها. ويعرف كيف يلوم دون أن يسيء مع حضور البديهة، واختيار أحسن عبارة وأطيبها، مع البشاشة وطيب نفس.
فعن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق". رواه مسلم وأخرجه برقم 2626.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ... والكلمة الطيبة صدقة" متفق عليه. أخرجه البخاري (10/6023)، ومسلم (1009).
قال الشاعر:
لا خيل عندك تهديك ولا مال=فليسعف النطق إن لم يسعف الحال
2- الثقة ورباطة الجأش:
أن يكون لديه قناعة وثقة بما عنده وبقدراته، وأن يبتعد عن الخجل أو التردد، مع التأني ووضوح الصوت، وحسن البيان، ومن الشجاعة أن يرجع إلى الحق إذا تبيّن؛ لأن الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل. بل إن من أكبر درجات الشجاعة أن يسلم بخطئه حين يخطئ؛ كما قال عمر ابن الخطاب رضي الله عنه في شجاعة: "أصابت امرأة وأخطأ عمر".
3- قوة الشخصية:
يؤثر ولا يتأثر، يدور مع الحق حيث دار. وألاَّ يكون إمَّعة؛ إن أحسن الناس أحسن وإن أساؤوا أساء، ولكن يوطن نفسه، ويحسن في الأمرين، ويجتنب الإساءة، ولا يتنازل عن مبادئه وقيمه مجاملة، ولا يرجع أو يتنازل عما عقد عليه قلبه إلا إذا تبين له خلاف ذلك بالبرهان الساطع والدليل القاطع. قال تعالى في سورة مريم - آية 12 - (يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً).
وقال عليه الصلاة والسلام: "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير"، وقال أيضاً: "استعن بالله ولا تعجز ..".
4- الأمانة والصدق:
أن يكون أميناً فيما ينقل، لا يخفي شيئاً إن كان له أو عليه، صادقاً في الحديث؛ منهجه قوله كما قال تعالى في سورة الاسراء - آية 12 - (وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَاناً نَّصِيراً). وقال تعالى في سورة التوبة - آية 119 - (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ).
وقد كان عليه الصلاة والسلام يُعرف بالصادق الأمين حتى قبل البعثة، كما أن الصدق منجاة والكذب مهواة.
ومن الأمانة والصدق أن يتجنب الكذب في الحديث عند المحاورة؛ لأن المحاور إذا لم يكتشفه في الحال فسوف يكتشفه بعد حين، ومن هذا بتر النصوص عند الاستشهاد، وهو أن ينقل نصاً، فيجتزئ الكلام الذي يصلح ويدل على ما يريد، ويترك الباقي؛ فهذا ليس من الأمانة.
وليجعل المحاور أمام ناظريه حديث الرسول عليه الصلاة والسلام: "عليكم بالصدق؛ فإن الصدق يهدي إلى البر، وإياكم والكذب؛ فإن الكذب يهدي إلى الفجور" متفق عليه. أخرجه البخاري (10/6094) ومسلم (2607).
وإن إنكار الحق وعدم قبوله، أو إخفاءه وستره من صفات اليهود والنصارى، وهو أمر خطير، وجرم عظيم، ويهدد صاحبه بالعاقبة الوخيمة يوم القيامة، نسأل الله السلامة.
5- ضبط النفس والرفق:
المحاور الجيد مالكٌ لنفسه عند الغضب، يحسن التصرف عند المواقف، لا يتطاول أو يغضب أو يرفع صوته، أو يتلفظ بما لا يليق، غير منقاد لهواه؛ قال عليه الصلاة والسلام "لا يكون الرفق في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه"، وقال عليه الصلاة والسلام: "إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف .." رواه مسلم (2594).، وقال عليه الصلاة والسلام: "ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب" رواه البخاري (10/6114)، ومسلم (2609).
6- التواضع:
التواضع ضد التعالي، وهو ألا يرتفع الإنسان على غيره، إما بعلمه أو نسبه أو ماله أو جاهه أو إمارة أو وزارة أو غير ذلك، بل الواجب على المرء أن يخفض جناحه للمؤمنين، وأن يتواضع، كما كان أشرف الخلق عليه الصلاة والسلام يتواضع.
والمتواضع يقبل الحق، ولا يحتقر أحداً، ولا يتعالى عليه، بل ويتمنى أن يظهر الحق على لسان صاحبه أولاً، ثم على لسانه، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً، وما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه الله". رواه مسلم
وعن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد، ولا يبغي أحد على أحد" رواه مسلم.
7- العدل:
يعامل الناس بمثل ما يحب أن يعامل، ويعطي لصاحبه حقه من التقدير والمكان والوقت، ولا يتجاوز حدوده. وضده الظلم. قال تعالى في سورة المائدة - آية 8 - (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه".
قال الخطَّابي:
ارض للناس جمعياً=مثل ما ترضى لنفسك
إنما الناس جميعاً=كلهم أبناء جنسك
فلهم نفس كنفسك=ولهم حس كحسك
قال ابن حزم يرحمه الله: "من أراد الإنصاف، فليتوهم نفسه مكان خصمه، فإنه يلوح له وجه تعسفه".
وقلة العدل والإنصاف خصلة قبيحة، تقود صاحبها إلى الظلم والكبر والاعتساف، وتجر به إلى الصرم والهجر والقطيعة.
قال الشاعر:
ولم تزل قلة الإنصاف قاطعة=بين الرجال وإن كانو ذوي رحم
قال شيخ الاسلام ابن تيمية "وأئمة السنة والجماعة وأهل العلم والإيمان فيهم من العلم والعدل والرحمة فيعلمون الحق الذي يكونون به موافقين للسنة سالمين من البدعة، ويعدلون على من خرج منها ولو ظلمهم؛ كما قال تعالى في سورة المائدة - آية 8 - : " كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى .. الآية.
ويرحمون الخلق، فيرون لهم الخير والهدى والعلم، لا يقصدون الشر لهم ابتداءً، بل إذا عاقبوهم وبيَّنوا خطأهم وجهلهم وظلمهم كان قصدهم بذلك بيان الحق ورحمة الخلق؛ فلهذا كان أهل العلم والسنة لا يكفّرون من خالفهم وإن كان ذلك المخالف يكفّرهم؛ لأن الكفر حكم شرعي فليس للإنسان أن يعاقب بمثله، وكذلك التكفير حق لله، فلا يُكفَّر إلا من كفَّره الله ورسولُه.
وفي الحلقة القادمة سنتحدث عن آداب الحوار إن شاء الله.
أخوكم
حسن خليل
ما زلنا نتكلم عن الحوار - منهج وسلوك واليوم سنتكلم عن شيء مهم في الحوار ألا وهو:
الصفات الأساسية للمحاور الناجح
1- اللباقة، ودماثة الخلق:
وهي أن يقول الشخص أكره الأشياء وأقساها بأرق عبارة وأحلاها. ويعرف كيف يلوم دون أن يسيء مع حضور البديهة، واختيار أحسن عبارة وأطيبها، مع البشاشة وطيب نفس.
فعن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق". رواه مسلم وأخرجه برقم 2626.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ... والكلمة الطيبة صدقة" متفق عليه. أخرجه البخاري (10/6023)، ومسلم (1009).
قال الشاعر:
لا خيل عندك تهديك ولا مال=فليسعف النطق إن لم يسعف الحال
2- الثقة ورباطة الجأش:
أن يكون لديه قناعة وثقة بما عنده وبقدراته، وأن يبتعد عن الخجل أو التردد، مع التأني ووضوح الصوت، وحسن البيان، ومن الشجاعة أن يرجع إلى الحق إذا تبيّن؛ لأن الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل. بل إن من أكبر درجات الشجاعة أن يسلم بخطئه حين يخطئ؛ كما قال عمر ابن الخطاب رضي الله عنه في شجاعة: "أصابت امرأة وأخطأ عمر".
3- قوة الشخصية:
يؤثر ولا يتأثر، يدور مع الحق حيث دار. وألاَّ يكون إمَّعة؛ إن أحسن الناس أحسن وإن أساؤوا أساء، ولكن يوطن نفسه، ويحسن في الأمرين، ويجتنب الإساءة، ولا يتنازل عن مبادئه وقيمه مجاملة، ولا يرجع أو يتنازل عما عقد عليه قلبه إلا إذا تبين له خلاف ذلك بالبرهان الساطع والدليل القاطع. قال تعالى في سورة مريم - آية 12 - (يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً).
وقال عليه الصلاة والسلام: "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير"، وقال أيضاً: "استعن بالله ولا تعجز ..".
4- الأمانة والصدق:
أن يكون أميناً فيما ينقل، لا يخفي شيئاً إن كان له أو عليه، صادقاً في الحديث؛ منهجه قوله كما قال تعالى في سورة الاسراء - آية 12 - (وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَاناً نَّصِيراً). وقال تعالى في سورة التوبة - آية 119 - (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ).
وقد كان عليه الصلاة والسلام يُعرف بالصادق الأمين حتى قبل البعثة، كما أن الصدق منجاة والكذب مهواة.
ومن الأمانة والصدق أن يتجنب الكذب في الحديث عند المحاورة؛ لأن المحاور إذا لم يكتشفه في الحال فسوف يكتشفه بعد حين، ومن هذا بتر النصوص عند الاستشهاد، وهو أن ينقل نصاً، فيجتزئ الكلام الذي يصلح ويدل على ما يريد، ويترك الباقي؛ فهذا ليس من الأمانة.
وليجعل المحاور أمام ناظريه حديث الرسول عليه الصلاة والسلام: "عليكم بالصدق؛ فإن الصدق يهدي إلى البر، وإياكم والكذب؛ فإن الكذب يهدي إلى الفجور" متفق عليه. أخرجه البخاري (10/6094) ومسلم (2607).
وإن إنكار الحق وعدم قبوله، أو إخفاءه وستره من صفات اليهود والنصارى، وهو أمر خطير، وجرم عظيم، ويهدد صاحبه بالعاقبة الوخيمة يوم القيامة، نسأل الله السلامة.
5- ضبط النفس والرفق:
المحاور الجيد مالكٌ لنفسه عند الغضب، يحسن التصرف عند المواقف، لا يتطاول أو يغضب أو يرفع صوته، أو يتلفظ بما لا يليق، غير منقاد لهواه؛ قال عليه الصلاة والسلام "لا يكون الرفق في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه"، وقال عليه الصلاة والسلام: "إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف .." رواه مسلم (2594).، وقال عليه الصلاة والسلام: "ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب" رواه البخاري (10/6114)، ومسلم (2609).
6- التواضع:
التواضع ضد التعالي، وهو ألا يرتفع الإنسان على غيره، إما بعلمه أو نسبه أو ماله أو جاهه أو إمارة أو وزارة أو غير ذلك، بل الواجب على المرء أن يخفض جناحه للمؤمنين، وأن يتواضع، كما كان أشرف الخلق عليه الصلاة والسلام يتواضع.
والمتواضع يقبل الحق، ولا يحتقر أحداً، ولا يتعالى عليه، بل ويتمنى أن يظهر الحق على لسان صاحبه أولاً، ثم على لسانه، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً، وما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه الله". رواه مسلم
وعن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد، ولا يبغي أحد على أحد" رواه مسلم.
7- العدل:
يعامل الناس بمثل ما يحب أن يعامل، ويعطي لصاحبه حقه من التقدير والمكان والوقت، ولا يتجاوز حدوده. وضده الظلم. قال تعالى في سورة المائدة - آية 8 - (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه".
قال الخطَّابي:
ارض للناس جمعياً=مثل ما ترضى لنفسك
إنما الناس جميعاً=كلهم أبناء جنسك
فلهم نفس كنفسك=ولهم حس كحسك
قال ابن حزم يرحمه الله: "من أراد الإنصاف، فليتوهم نفسه مكان خصمه، فإنه يلوح له وجه تعسفه".
وقلة العدل والإنصاف خصلة قبيحة، تقود صاحبها إلى الظلم والكبر والاعتساف، وتجر به إلى الصرم والهجر والقطيعة.
قال الشاعر:
ولم تزل قلة الإنصاف قاطعة=بين الرجال وإن كانو ذوي رحم
قال شيخ الاسلام ابن تيمية "وأئمة السنة والجماعة وأهل العلم والإيمان فيهم من العلم والعدل والرحمة فيعلمون الحق الذي يكونون به موافقين للسنة سالمين من البدعة، ويعدلون على من خرج منها ولو ظلمهم؛ كما قال تعالى في سورة المائدة - آية 8 - : " كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى .. الآية.
ويرحمون الخلق، فيرون لهم الخير والهدى والعلم، لا يقصدون الشر لهم ابتداءً، بل إذا عاقبوهم وبيَّنوا خطأهم وجهلهم وظلمهم كان قصدهم بذلك بيان الحق ورحمة الخلق؛ فلهذا كان أهل العلم والسنة لا يكفّرون من خالفهم وإن كان ذلك المخالف يكفّرهم؛ لأن الكفر حكم شرعي فليس للإنسان أن يعاقب بمثله، وكذلك التكفير حق لله، فلا يُكفَّر إلا من كفَّره الله ورسولُه.
وفي الحلقة القادمة سنتحدث عن آداب الحوار إن شاء الله.
أخوكم
حسن خليل