حسن خليل
03-09-05, 05:16 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
النفس الباسمة ترى الصعاب، فيلذُّها التغلُّب عليها، تـنظرها فتَبسَّم، وتعالجها فتبسم، وتتغلب عليها فتبسم. والنفس العابسة لا ترى صعاباً فتخلفها، وإذا رأتها أكبرتها واستصغرت همَّتها بجانبها فهربت منها، وقبعت في جُحرها تسبُّ الدهر والزمان والمكان، وتعلَّلت بلو وإذا وإن. وما الدهر الذي لعنه إلا مزاجه وتربيته، إنه يودُّ النجاح في الحياة ولا يريد أن يدفع ثمنه، إنه يرى في كل طريق أسداً رابضاً، إنه ينتظر حتى تمطر السماء ذهبا أو تنشق الأرض عن كنز.
ليس يعبِّس النفس والوجه كاليأس، فإن أردت الابتسام فحارب اليأس. إن الفرصة سانحة لك وللناس، والنجاح مفتوح بابه لك وللناس، فعِّود عقلك تفتح الأمل وتوقُّع الخير في المستقبل.
والآن أترككم لتطربو مع هذه المقطوعة الشائقة الماتعة والتي سبق وأن قدمت جزءاً منها:
يقول إيليا أبو ماضي:
قال:"السماء كئيبةٌ!" وتجهَّما=قلت ابتسم يكفي التجهُّمُ في السماء!
قال: الصِّبا ولَّى! فقلتُ لهُ: ابتسم=لن يُرجع الأسفُ الصِّبا المتصرِّماَ
قال: التي كانت سمائي في الهوى=صارت لنفسي في الغرام جَهنَّما
خانت عهودي بعدما ملَّكتُها=قلبي، فكيف أُطيق أن أتبسَّما!
قلتُ: ابتسم واطرب فلو قارنتها=قضَّيتَ عمرك كله متألما!
قال: التجارة في صراع هائل=مثل المسافر كاد يقتله الظما
أو غادة مسلولة محتاجة=لدم، وتـنفُث كلما لهثت دَما!
قلتُ:ابتسم، ما أنت جالب دائها=وشفائها، فإذا ابتسمت فربما..
أيكون غيرك مجرماً، وتبيت في= وجل كأنك أنت صرت المُجرما؟
قال: العِدى حولي علت صيحاتهم=أأُسرُّ والأعداءُ حولي في الحِمى؟
قلت: ابتسم، لم يطلبوك بذمم=لو لم تكن منهم أجل وأعظما!
قال: المواسم قد بدت أعلامها=وتعرضت لي في الملابس والدُمى
وعليَّ للأحباب فرض لازم=لكن كفى ليس تملك درهما
قلت: ابتسم، يكفيك أنك لم تزل=حيّاً، ولست من الأحبة مُعدما!
قال: الليالي جرعتني علقما=قلت: ابتسم ولئن جرعت العلقما
فلعل غيرك إن رآك مرنما=طرح الكآبة جانباً وترنما
أتراك تغنم بالتبرم درهما=أم أنت تخسر بالبشاشة مغنما؟
يا صاح، لا خطر على شفتيك أن=تتلثما، والوجه أن يتحطما
فاضحك فإن الشهب تضحك والدُّجى=متلاطم، ولذا نحبُّ الأنجُما!
قال: البشاشة ليس تُسعد كائناً=يأتي إلى الدنيا ويذهب مُرغَما
قلتُ: ابتسم ما دامَ بينك والردى=شبرٌ فانِّك بعدُ لن تتبسما
ما أحوجنا إلى البسمة وطلاقة الوجه، وانشراح الصدر وأريحية الخلق، ولطف الروح، ولين الجانب؛ "إنَّ الله أوحى إليَّ أن تواضعوا؛ حتى لا يبغي أحد على أحد ولا يطغى أحد على أحد".
أخوكم
حسن خليل
النفس الباسمة ترى الصعاب، فيلذُّها التغلُّب عليها، تـنظرها فتَبسَّم، وتعالجها فتبسم، وتتغلب عليها فتبسم. والنفس العابسة لا ترى صعاباً فتخلفها، وإذا رأتها أكبرتها واستصغرت همَّتها بجانبها فهربت منها، وقبعت في جُحرها تسبُّ الدهر والزمان والمكان، وتعلَّلت بلو وإذا وإن. وما الدهر الذي لعنه إلا مزاجه وتربيته، إنه يودُّ النجاح في الحياة ولا يريد أن يدفع ثمنه، إنه يرى في كل طريق أسداً رابضاً، إنه ينتظر حتى تمطر السماء ذهبا أو تنشق الأرض عن كنز.
ليس يعبِّس النفس والوجه كاليأس، فإن أردت الابتسام فحارب اليأس. إن الفرصة سانحة لك وللناس، والنجاح مفتوح بابه لك وللناس، فعِّود عقلك تفتح الأمل وتوقُّع الخير في المستقبل.
والآن أترككم لتطربو مع هذه المقطوعة الشائقة الماتعة والتي سبق وأن قدمت جزءاً منها:
يقول إيليا أبو ماضي:
قال:"السماء كئيبةٌ!" وتجهَّما=قلت ابتسم يكفي التجهُّمُ في السماء!
قال: الصِّبا ولَّى! فقلتُ لهُ: ابتسم=لن يُرجع الأسفُ الصِّبا المتصرِّماَ
قال: التي كانت سمائي في الهوى=صارت لنفسي في الغرام جَهنَّما
خانت عهودي بعدما ملَّكتُها=قلبي، فكيف أُطيق أن أتبسَّما!
قلتُ: ابتسم واطرب فلو قارنتها=قضَّيتَ عمرك كله متألما!
قال: التجارة في صراع هائل=مثل المسافر كاد يقتله الظما
أو غادة مسلولة محتاجة=لدم، وتـنفُث كلما لهثت دَما!
قلتُ:ابتسم، ما أنت جالب دائها=وشفائها، فإذا ابتسمت فربما..
أيكون غيرك مجرماً، وتبيت في= وجل كأنك أنت صرت المُجرما؟
قال: العِدى حولي علت صيحاتهم=أأُسرُّ والأعداءُ حولي في الحِمى؟
قلت: ابتسم، لم يطلبوك بذمم=لو لم تكن منهم أجل وأعظما!
قال: المواسم قد بدت أعلامها=وتعرضت لي في الملابس والدُمى
وعليَّ للأحباب فرض لازم=لكن كفى ليس تملك درهما
قلت: ابتسم، يكفيك أنك لم تزل=حيّاً، ولست من الأحبة مُعدما!
قال: الليالي جرعتني علقما=قلت: ابتسم ولئن جرعت العلقما
فلعل غيرك إن رآك مرنما=طرح الكآبة جانباً وترنما
أتراك تغنم بالتبرم درهما=أم أنت تخسر بالبشاشة مغنما؟
يا صاح، لا خطر على شفتيك أن=تتلثما، والوجه أن يتحطما
فاضحك فإن الشهب تضحك والدُّجى=متلاطم، ولذا نحبُّ الأنجُما!
قال: البشاشة ليس تُسعد كائناً=يأتي إلى الدنيا ويذهب مُرغَما
قلتُ: ابتسم ما دامَ بينك والردى=شبرٌ فانِّك بعدُ لن تتبسما
ما أحوجنا إلى البسمة وطلاقة الوجه، وانشراح الصدر وأريحية الخلق، ولطف الروح، ولين الجانب؛ "إنَّ الله أوحى إليَّ أن تواضعوا؛ حتى لا يبغي أحد على أحد ولا يطغى أحد على أحد".
أخوكم
حسن خليل