العلم نور111
12-06-11, 12:14 AM
الاستعمار في ثوبه الجديد
بقلم/ نبيل الصبحي
لم يخفت العداء الصليبي للدين الإسلامي ولم يتوارى منذ عشرات القرون السابقة حتى تاريخنا المعاصر،وبرغم أن الغرب يدعي قيادة الإنسان إلى التقدم ،والحرية ،والمساواة، والهيمنة على العالم والشعوب من خلال تلك المصطلحات البراقة ؛ إلا أن تاريخ الغرب ملطخ بدماء الآلاف من الأبرياء الذين صفيت أجسادهم وحيكت ضدهم أبشع جرائم القتل والفتك.
كما أقدمت القوى الغربية على سلب ونهب ثروات الشعوب الإسلامية وممتلكاتها ، وعملت على تشريد وتهجير البشر عن أوطانهم ،وقامت بشن غارتها العدائية والعسكرية على بلدان العالم الإسلامي وشعوبه ؛حتى أصبحت بقاع المسلمين مستباحة مستعمرة، كما جُعلت العالم الإسلامي أشبه مايكون بكعكة صغيرة قُسمت على أكلتها من جحافل المستعمرين.
ولا أريد أن أتعرض في هذا المقال لمفهوم الاستعمار القديم وهو استلاء دولة على دولة بالقوة العسكرية لنهب ثرواتها وخيراتها وتسخير طاقات أفراده لصالح المستعمرين
ولن أتحدث عن الاستعمارات التي حصلت للبلدان الإسلامية والعربية وكذلك معاهدة سايكس بيكو السرية عام1334هـ التي نصت بنودها على تقسيم البلدان العربية والإسلامية على فرنسا وبريطانيا
وإنما أريد أن أنبه القارئ إلى أن الاستعمار تطور مفهومه في العصر الحديث وأصبح يأخذ بعدا ومفهوما جديدا لينتقل من الطور المباشر التقليدي إلى الطور غير المباشر من خلال الغزو الفكري والثقافي والسيطرة السياسية والاقتصادية للدول دون اللجوء إلي القوة العسكرية الباهضة ، وهذا ما يسمى الآن بالاستعمار الحديث أو الاستعمار الجديد أو الاستعمار غير المباشر.
وهذه المرحلة وجدت بعد الحرب العالمية الثانية عندما أعلن ميثاق الأمم المتحدة الذي دعا إلى الحرية وضمان تحقيق المصير ونبذ الاستعمار.
فلجأت القوى الاستعمارية إلى الغزو الفكري من خلال جميع الوسائل الإعلامية والتعليمية لفرض سيطرتها في مستعمراتها.
فكثيرا نجد من المطبلين للحضارة الغربية إلصاق تهمة الإرهاب والقتل والتدمير لكل من ينتسب للدين الإسلامي بينما نجد أن العالم الإسلامي تعرض إلى هجمات غربية شرسة موجعة جراء العداء الصليبي المسيحي للإسلام بمذابحهم البشرية وجرائمهم البشعة التي أعملت في المسلمين وهي محفوظة في التاريخ.
ومن هنا ندرك أن الاستعمار الغربي للعالم الإسلامي بدأ من دوافع دينية وأخرى اقتصادية وسياسية مجتمعة لا يمكن الفصل بينها
يقول المؤرخ الصلابي في كتابه الدولة العثمانية:
(ارتعدت فرائص الأمم المسيحية من الخطر الإسلامي العظيم الذي هدد القارة الأوروبية، من جراء تدفق الجيوش العثمانية براً وبحراً فأخذ البابا بيوس الخامس ( 1566 - 1572م ) يسعى من جديد لجمع شمل البلاد الأوروبية المختلفة وتوحيد قواها براً وبحراً تحت راية البابوية).
ويقول " يوجين روستو " مستشار الرئيس الأمريكي الأسبق جونسون: " يجب أن ندرك أن الخلافات القائمة بيننا وبين الشعوب العربية ليست خلافات بين دول أو شعوب، بل هي خلافات بين الحضارة الإسلامية والحضارة المسيحية.(1)
كما أن القوى الاستعمارية أخذت على عاتقها حملات تبشيرية وتنصيرية منظمة وصرفت في ذلك أموالا ضخمة وأصبحت الكنيسة تدير بدقة مخططاتها نحو تحقيق هذا الهدف.
وهنا نجد أهداف المستعمرين تتحقق على أيدي منافقين قد يكونوا من بني جلدتنا تربوا على الطريقة الغربية فهم معاول هدم في جسد الأمة يسعون إلى تشكيك المسلمين في عقائدهم وفي مصادر تشريعهم و تاريخهم وحضارتهم
يقول المستشرق الأمريكي "وك سميث" الخبير بشئون باكستان " إذا أعطي المسلمون الحرية في العالم الإسلامي ، وعاشوا في ظل أنظمة ديمقراطية فإن الإسلام ينتصر في هذه البلاد ، وبالدكتاتوريات وحدها يمكن الحيلولة بين الشعوب الإسلامية ودينها " .
وماهو حاصل في البلدان العربية لهو شاهد على كلامه فلو تركت الأمور الانتخابية على حالها النزيها وديمقراطيتها الحقيقية لاكتسح التيار الإسلامي الساحة بقوة.
وكذلك يسعون إلى نشر الرذيلة والفساد الاجتماعي بين صفوف المسلمين،وهذا ما صرح به قائد الحملة الفرنسية في طريقها إلى لبنان حينما سأله الصحفيون عن بارجة تحمل العديد من الفتيات العرايا والمومسات فقال لهم:
إن أثر البوارج الحربية قد يزول أما أثر هذه فلن يزول.
وهاهم أذناب الغرب يطالعونا بعد فترة وحين بضرورة انفتاح المجتمع وعدم التقيد بتعاليم الدين الإسلامي
فهم يجلبون بخيلهم ورجلهم لإفساد المجتمع باي طريقة كانت.
وكذلك يرى "زويمر" (..أن القضاء على الإسلام في مدارس المسلمين هو اكبر واسطة للتبشير،وأن المسلم لا يكون مسيحيا مطلقا ولكن الغاية هي إخراج المسلم من الإسلام فقط ليكون إما ملحدا أو مضطربا في دينه وعندها لا يكون مسلما وهذه اسمي الغايات الاستعمارية).
أيها القارئ الكريم
لا نستطيع أن نغطي جميع جوانب البحث في موضوع كبير بحجم موضعنا عن الاستعمار والذي تتسع فيه الموضوعات وتتشعب بحيث تتدرج من النواحي التاريخية والجغرافية إلى النواحي الفكرية والدينية والثقافية والاقتصادية.
ومع ذلك استطعنا أن نتوصل إلى بعض النقاط المهمة من خلال طرحنا السابق وهي كما يلي:-
- أن الاستعمار العسكري يمثل حركة امتداد للحروب الصليبية على العالم الإسلامي.
- أن الاستعمار الغربي للعالم الإسلامي جاء نتيجة دوافع متنوعة كان أبرزها الدوافع الدينة للقضاء على الدين الإسلامي والحد من انتشاره.
- أن الاستعمار الغربي لازال مستمرا في واقعنا المعاصر وإن اختلفت أساليبه.
- أن الصراع الديني والفكري بين الإسلام وغيره من الأديان صراع مستمر وقائم لا يمكن تجاهله وإذابته تحت الشعارات البراقة والحوارات الزائفة المزعومة كتقارب الأديان وغيره.
- أن الاستعمار الغربي وأجنحته الماكرة من الاستشراق والتبشير تتبع هيئات منظمة تحت إشراف الكنيسة المسيحية ورجالها.
- أن السبيل الوحيد للخروج من الأزمة هو الرجوع إلى الكتاب والسنة وليس بتلقف الحضارة الغربية بحلوها ومرها.
هذا وصلى الله وسلم على سيدنا محمد.
بقلم/ نبيل الصبحي
لم يخفت العداء الصليبي للدين الإسلامي ولم يتوارى منذ عشرات القرون السابقة حتى تاريخنا المعاصر،وبرغم أن الغرب يدعي قيادة الإنسان إلى التقدم ،والحرية ،والمساواة، والهيمنة على العالم والشعوب من خلال تلك المصطلحات البراقة ؛ إلا أن تاريخ الغرب ملطخ بدماء الآلاف من الأبرياء الذين صفيت أجسادهم وحيكت ضدهم أبشع جرائم القتل والفتك.
كما أقدمت القوى الغربية على سلب ونهب ثروات الشعوب الإسلامية وممتلكاتها ، وعملت على تشريد وتهجير البشر عن أوطانهم ،وقامت بشن غارتها العدائية والعسكرية على بلدان العالم الإسلامي وشعوبه ؛حتى أصبحت بقاع المسلمين مستباحة مستعمرة، كما جُعلت العالم الإسلامي أشبه مايكون بكعكة صغيرة قُسمت على أكلتها من جحافل المستعمرين.
ولا أريد أن أتعرض في هذا المقال لمفهوم الاستعمار القديم وهو استلاء دولة على دولة بالقوة العسكرية لنهب ثرواتها وخيراتها وتسخير طاقات أفراده لصالح المستعمرين
ولن أتحدث عن الاستعمارات التي حصلت للبلدان الإسلامية والعربية وكذلك معاهدة سايكس بيكو السرية عام1334هـ التي نصت بنودها على تقسيم البلدان العربية والإسلامية على فرنسا وبريطانيا
وإنما أريد أن أنبه القارئ إلى أن الاستعمار تطور مفهومه في العصر الحديث وأصبح يأخذ بعدا ومفهوما جديدا لينتقل من الطور المباشر التقليدي إلى الطور غير المباشر من خلال الغزو الفكري والثقافي والسيطرة السياسية والاقتصادية للدول دون اللجوء إلي القوة العسكرية الباهضة ، وهذا ما يسمى الآن بالاستعمار الحديث أو الاستعمار الجديد أو الاستعمار غير المباشر.
وهذه المرحلة وجدت بعد الحرب العالمية الثانية عندما أعلن ميثاق الأمم المتحدة الذي دعا إلى الحرية وضمان تحقيق المصير ونبذ الاستعمار.
فلجأت القوى الاستعمارية إلى الغزو الفكري من خلال جميع الوسائل الإعلامية والتعليمية لفرض سيطرتها في مستعمراتها.
فكثيرا نجد من المطبلين للحضارة الغربية إلصاق تهمة الإرهاب والقتل والتدمير لكل من ينتسب للدين الإسلامي بينما نجد أن العالم الإسلامي تعرض إلى هجمات غربية شرسة موجعة جراء العداء الصليبي المسيحي للإسلام بمذابحهم البشرية وجرائمهم البشعة التي أعملت في المسلمين وهي محفوظة في التاريخ.
ومن هنا ندرك أن الاستعمار الغربي للعالم الإسلامي بدأ من دوافع دينية وأخرى اقتصادية وسياسية مجتمعة لا يمكن الفصل بينها
يقول المؤرخ الصلابي في كتابه الدولة العثمانية:
(ارتعدت فرائص الأمم المسيحية من الخطر الإسلامي العظيم الذي هدد القارة الأوروبية، من جراء تدفق الجيوش العثمانية براً وبحراً فأخذ البابا بيوس الخامس ( 1566 - 1572م ) يسعى من جديد لجمع شمل البلاد الأوروبية المختلفة وتوحيد قواها براً وبحراً تحت راية البابوية).
ويقول " يوجين روستو " مستشار الرئيس الأمريكي الأسبق جونسون: " يجب أن ندرك أن الخلافات القائمة بيننا وبين الشعوب العربية ليست خلافات بين دول أو شعوب، بل هي خلافات بين الحضارة الإسلامية والحضارة المسيحية.(1)
كما أن القوى الاستعمارية أخذت على عاتقها حملات تبشيرية وتنصيرية منظمة وصرفت في ذلك أموالا ضخمة وأصبحت الكنيسة تدير بدقة مخططاتها نحو تحقيق هذا الهدف.
وهنا نجد أهداف المستعمرين تتحقق على أيدي منافقين قد يكونوا من بني جلدتنا تربوا على الطريقة الغربية فهم معاول هدم في جسد الأمة يسعون إلى تشكيك المسلمين في عقائدهم وفي مصادر تشريعهم و تاريخهم وحضارتهم
يقول المستشرق الأمريكي "وك سميث" الخبير بشئون باكستان " إذا أعطي المسلمون الحرية في العالم الإسلامي ، وعاشوا في ظل أنظمة ديمقراطية فإن الإسلام ينتصر في هذه البلاد ، وبالدكتاتوريات وحدها يمكن الحيلولة بين الشعوب الإسلامية ودينها " .
وماهو حاصل في البلدان العربية لهو شاهد على كلامه فلو تركت الأمور الانتخابية على حالها النزيها وديمقراطيتها الحقيقية لاكتسح التيار الإسلامي الساحة بقوة.
وكذلك يسعون إلى نشر الرذيلة والفساد الاجتماعي بين صفوف المسلمين،وهذا ما صرح به قائد الحملة الفرنسية في طريقها إلى لبنان حينما سأله الصحفيون عن بارجة تحمل العديد من الفتيات العرايا والمومسات فقال لهم:
إن أثر البوارج الحربية قد يزول أما أثر هذه فلن يزول.
وهاهم أذناب الغرب يطالعونا بعد فترة وحين بضرورة انفتاح المجتمع وعدم التقيد بتعاليم الدين الإسلامي
فهم يجلبون بخيلهم ورجلهم لإفساد المجتمع باي طريقة كانت.
وكذلك يرى "زويمر" (..أن القضاء على الإسلام في مدارس المسلمين هو اكبر واسطة للتبشير،وأن المسلم لا يكون مسيحيا مطلقا ولكن الغاية هي إخراج المسلم من الإسلام فقط ليكون إما ملحدا أو مضطربا في دينه وعندها لا يكون مسلما وهذه اسمي الغايات الاستعمارية).
أيها القارئ الكريم
لا نستطيع أن نغطي جميع جوانب البحث في موضوع كبير بحجم موضعنا عن الاستعمار والذي تتسع فيه الموضوعات وتتشعب بحيث تتدرج من النواحي التاريخية والجغرافية إلى النواحي الفكرية والدينية والثقافية والاقتصادية.
ومع ذلك استطعنا أن نتوصل إلى بعض النقاط المهمة من خلال طرحنا السابق وهي كما يلي:-
- أن الاستعمار العسكري يمثل حركة امتداد للحروب الصليبية على العالم الإسلامي.
- أن الاستعمار الغربي للعالم الإسلامي جاء نتيجة دوافع متنوعة كان أبرزها الدوافع الدينة للقضاء على الدين الإسلامي والحد من انتشاره.
- أن الاستعمار الغربي لازال مستمرا في واقعنا المعاصر وإن اختلفت أساليبه.
- أن الصراع الديني والفكري بين الإسلام وغيره من الأديان صراع مستمر وقائم لا يمكن تجاهله وإذابته تحت الشعارات البراقة والحوارات الزائفة المزعومة كتقارب الأديان وغيره.
- أن الاستعمار الغربي وأجنحته الماكرة من الاستشراق والتبشير تتبع هيئات منظمة تحت إشراف الكنيسة المسيحية ورجالها.
- أن السبيل الوحيد للخروج من الأزمة هو الرجوع إلى الكتاب والسنة وليس بتلقف الحضارة الغربية بحلوها ومرها.
هذا وصلى الله وسلم على سيدنا محمد.