المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الابداع >< حركة الموهبة


# النوار #
25-05-11, 12:48 AM
هذا الموضوع يعتبر مكمل للموضوع السابق عن الموهبة

ما الفرق بين (الإبداع والموهبة) وهل الموهوب مبدع والمبدع موهوب؟

هناك فرق بين (الموهبة والإبداع) وفرق بين الإنسان الموهوب والإنسان المبدع والأغلب من الناس يظن بأن الموهوب هو المبدع

ومن اعتقد بأن هذه المقدرتين نفس المعنى قد حدد قدرات فهمه وقدرات إنتاجه وتفاعله
فالمعلومة الحقيقية هي بأن الإبداع حالة متطورة من الموهبة او حركة الموهبة وهو ترجمة الموهبة إلى أعمال وأفعال متنوعة
المبدع موهوب ودليل موهبته هو امتلاكه للإبداع الذي يجعله يقدم الأفكار وينتج الأعمال ويستخرج الفنون لتتنوع إبداعاته وتتفرع قدراته

ولكن أيضا اعلم بأن الإنسان الموهوب لا يشترط به أن يكون مبدعا لأن الموهبة إن استقرت على حالها معناها تكررت أفعالها بلا جديد بلا تطوير أو تغيير أو تنوع أو تفرع أو تعدد بالأفكار إنما اعتمدت على الإتقان بشكل متكرر

لأن الموهبة قدرة والإبداع هو حركة هذه القدرة وبمعنى أخر تفاعل هذه القدرة أو الموهبة التي تجعل موهبتك متغيرة ومتشكلة ومتفاعلة بمجالات متنوعة ومختلفة لتصبح مرن في أفكارك وأعمالك

وعندما نقيسها بمثال توضيحي سنقول
الكاتب الذي يجيد الكتابة هو إنسان موهوب يمتلك موهبة الكتابة لأنه يتقنها ويبرع بها إلا إننا لا نطلق عليه مبدع لأنه لم يطور وينوع ويغير من طريقة كتابته إنما يجيد هذه الكتابة فقط بمعنى انه يستخدم أسلوبا واحدا لا يطوره ولا يغيره ولا يفرعه و ينوعه إنما يكرره دائما
أما الإنسان الكاتب الذي يمتلك موهبة الكتابة ونطلق عليه مبدعا هو من يطور هذه الموهبة بتنوع كتاباته وبتغيير مواضيعه وبتفريع أعماله مثلا يكتب (قصائد وقصص ومقالات) بمعنى آخر أبدع بالكتابة إلى جانب موهبته وهي امتلاكه قدرة الكتابة فالإنسان الموهوب هو كالرسام الذي يتقن فن الرسم ولكنه لا يرسم إلا (الوجه أو الوجوه) أما الرسام الموهوب بالرسم والمبدع به هو الذي يتنوع بما يرسمه مثل (الأجسام والأشكال والمناظر والطبيعة وغيرها)

اذن الموهوب هو الذي يمتلك القدرة على الإتقان والإجادة
والمبدع هو من يستطيع أن ينوع من طرق قدراته لتتفرع أعماله وتتنوع مواهبه

الموهبة لا تنتج عن دراسة إنما هي هبه وهبها الله سبحانه وتعالى لعبده الإنسان الذي أنعم عليه بها وبتمعن الإنسان في ذاته سيكتشف هذه الموهبة عن طريق ما يميل إليه أو ما يهواه أو ما يرغب به أو ما يشعر فيه بداخله

أما الإبداع هو نتيجة دراسة وتجارب وبحث وهي عملية تطويرية للموهبة التي يمتلكها الإنسان لينوع منها من خلال احتكاكاته وتجاربه وأفعاله وأعماله المتنوعة والمختلفة في الحياة وهي تنشئ بتجديد الموهبة عن طريق البحث عن الجديد والمفيد


وللابداع اكثر من تعريف :

تعريف (تورنس Torrance) فقد عرّف الإبداع بأنه: "عملية تشبه البحث العلمي، وتساعدّ الفرد على الإحساس والوعي بالمشكلة، ومواطن الضعف والثغرات، والبحث عن الحلول، والتنبؤ ووضع الفرضيات، واختبار صحتها وإجراء تعديل على النتائج؛ حتى يتم الوصول إلى سلوك الإنتاج الإبداعي".


كما عرّف جيلفور الإبداع بأنه: "سمات استعدادية تضم الطلاقة، والمرونة، والإسهاب والحساسية للمشكلات، وإعادة تعريف المشكلة وإيضاحها".

وفرق ديفيز (Davis, 2003) بين نوعين من الإبداع هما:
الإبداع الكامن
ويعني استعداد الفرد لإنتاج أفكار جديدة.
الإنتاج الإبداعي
ويظهر من خلال اهتمام الأفراد بموضوعات متميزة مثل الفنون والآداب والاختراعات،



كما عرّف تريفنجر الإبداع بأنه: عملية تطوير نتاجات تتسم بالجِدَّة والحداثة من خلال تمويل نتاجات وأشياء في بيئة الفرد، وهذا المنتج يجب أن يكون فريداً ومستنداً إلى معايير الأهداف والقيم التي وضعها الفرد.


وبعامة فإن مختلف التعريفات تفسر الإبداع حسب علاقته بالإنتاج الجديد النادر الأصيل سواءً أكان فكراً أو عمل








* منقول بتصرف من عدة مواقع











ولحديث الابداع بقية باذن الله ....

تخيل انك ماتخيل
25-05-11, 12:49 AM
جزاك الله كويس ..

موضوعك رآئع ..

لالـه
25-05-11, 12:56 AM
هي بأن الإبداع حالة متطورة من الموهبة او حركة الموهبة وهو ترجمة الموهبة إلى أعمال وأفعال متنوعة

....

هذا السطر كافي وشافي
بالنسبة ليا جديدة المعلومة
احب الإبداع واهلو .. موضوع رايق


وبارك الله

تااالين
25-05-11, 01:19 AM
رائع معلومات مفيده اضافت لي كثيرا
شكرا يالنوار:)

ستيف نبراسكا
25-05-11, 02:19 AM
اللي اعرفه في كرة القدم مثلاً :

اللاعب الموهوب هو اللاعب الذي يستطيع ان يوفق

بين افكاره وخيالاته وبين الحركه العضليه ( القدم )


يعني يترجم افكاره وسيناريوهاته للكوره .... الي لعبة حلوه تنم عن موهبه !


والظاهر ان الكاتب الموهوب كذا ...

هو الذي يتسطيع ان يترجم افكاره بلغه كتابيه عاليه ...

من استطاع التوفيق بين فكره وبين قلمه .... ابدع (q81)



تحياتي لك .....

# النوار #
25-05-11, 03:36 AM
جزاك الله كويس ..

موضوعك رآئع ..

شلون جزاك الله كويس .. اخبرها جزاك الله خير ها1

عموما حضور رائع والله يعطيك كويس (q39)

لاله

هي بأن الإبداع حالة متطورة من الموهبة او حركة الموهبة وهو ترجمة الموهبة إلى أعمال وأفعال متنوعة

....

هذا السطر كافي وشافي
بالنسبة ليا جديدة المعلومة
احب الإبداع واهلو .. موضوع رايق


وبارك الله






مين ما يحب الابداع .. وحتى انا المعلومة جديدة علي وتوني اعرف ان الموهبة تختلف عن الابداع كنت افكرهم بمعنى واحد

لكن يوم دخلت موقع موهبة شفتهم حاطين خانة للموهبة وتعريفها وخانة ثانية للابداع قلت في نفسي ياحب المؤسسات الحكومية للشقا والمشاوير http://www.4-fn.com/vb/images/smilies/icon1611.gif
وبعدين بحثت في النت عن الفرق بينهم واكتشفت معلومات حلوة وافادتني وان شاء الله يكون فيها فائدة لغيري
وترى بعد في فرق بين الابداع والابتكار عند البعض وعرفته من مقال قريته بحاول اختصره واضيفه باسرع وقت باذن الله


[ تالينQUOTE]

رائع معلومات مفيده اضافت لي كثيرا
شكرا يالنوار:)




[/QUOTE]
هذا هدفي طال عمرك اذا استفاد شخص واحد يكفيني .. فكيف اذا كان هذا الشخص تالين :) >> شلوني وانا حليوة (a26)


* شوفو ترى فيني نوم ووراي بكرة حفل التخرج لبنتي
فراح انقل ردودي في منتدى آخر وبلزقها هنا فرجاء لحد يزعل من عدم الابداع في الردود (q83)

# النوار #
25-05-11, 03:45 AM
اللي اعرفه في كرة القدم مثلاً :

اللاعب الموهوب هو اللاعب الذي يستطيع ان يوفق

بين افكاره وخيالاته وبين الحركه العضليه ( القدم )


يعني يترجم افكاره وسيناريوهاته للكوره .... الي لعبة حلوه تنم عن موهبه !


والظاهر ان الكاتب الموهوب كذا ...

هو الذي يتسطيع ان يترجم افكاره بلغه كتابيه عاليه ...

من استطاع التوفيق بين فكره وبين قلمه .... ابدع (q81)



تحياتي لك .....


عاد انت يا بومحمد ما يصلح لك الا ردي على روز لأنكم متقاربين في اسلوب الحوار >> الحمد لله انكم متشابهين والنقطة تقريبا وحدة والا توهقت برد يقط خيط وخيط .. تختلط فيه الاحلام بالحقيقة (q82)

الموهبة هو وجود القدرة والمهارة اما الابداع فهو التطوير والتجديد
لو كان شاعر مثلا ويكتب بنفس الاسلوب ويستخدم نفس الصور وما ينوع اكيد ما راح يكون مبدع وانما فقط عنده موهبة الشعر بينما المبدع يبهرك في كل قصيدة يكتبها وممكن يكتب قصائد نثرية وعامودية ويلف على الموشحات الاندلسية والمقالات والروايات اذا كان مبدع مرة http://www.4-fn.com/vb/images/smilies/regular_smile.gif

وكذلك الرسام اذا رسم بنفس الطريقة ممكن رسمه حلو لكنه واقف عند حد معين ما يتجاوزه ويكرر فيه بدون اي تجديد .. هذا عنده موهبة لكنه ما طورها

الفكرة ايش ؟؟
انه يطور وما يوقف عند حد معين .. يعني ينوع يا الاسلوب او المجال

الابداع باختصار هو التجديد وآخر جملة في الموضوع تبين المقصد مضبوط

وهذا نموذج ابداع للشاعر فهد عافت ما شاء الله قصائده تبي تركيز عالي وذهن مفتح جدا جميلة وعميقة وصورها غنية وكل قصيدة عالم جديد من الابداع

قصيدة الابواب

بغـيـت أرمــي بـعــض حـمـلـي
عــجــزت ألــقــى صــديـــق
إلا الرصـيـف وبـــارد الإسـفـلـت
ركـلـت الـلـي صـــدف رجـلــي
مــــن احــجــار الـطــريــق
وقـــــــــلــــــــــت :
ابـــي اقـــرا فـــي الـحـصـى
ســــــــر ارتـــبـــاكـــي
لا ... لـــــمـــــســــــت
الـضـاحــك / الـبـاكــي انــــا
***
حــــمـــــلـــــنـــــي
قــبــل لا اعــــرف الـكـتـابـه
مـوجــك الازرق عـلــى مـتـنــه
وقــــال ان الـبـلــل : فـتـنــه
وقــــالــــت لـــــــــي :
قبـل حـتـى الـ(( قـبـل )) قـاعـك:
تـضـيـع ان كــثــروا اتـبـاعــك
تــــغــــرد بــالاغـــانـــي
بـالاغـانـي الـبـيـض يـاشـاعــر:
نـجـوم اللـيـل : تـفــاح الـمـسـا
وعــيــونـــك : ذراعـــــــك
***

الـمـلــم حـنـطــة غــبـــاري
البّـس لهجتـي مــا يسـتـر الـعـاري
وأفـك الـبـاب : ... بــلا ... د ... ي
والجهـات الاربعـة فـي غيبتـك : ظلمـا
ومـا بيـن الجهـات الاربعـة : ظلـمـا
ابـي اتجـهـك ... مـعـي : وجـهـك
واول ما حفظت من ((الرمل)) و((المـا ))
واذا مــا شـابـه المعـنـى عـيـونـي
عـــــاذرك : .... خـــونـــي !
ولــكــن آه لـــــو تــدريـــن
عـن طـعـم الثـوانـي فــي غيـابـك
عـن لهـاث الـضـو فــي الـشـارع
عـن الفـارع مـن الـحـزن الـطـري

عـن دفتـري / عـن جلـسـة المقـهـى
بــــــلا ... اصـــحــــاب
***

تهجيتك .. ت .. هـ.. ج .. ي .. ت .. ك
رفضـت الممكـن / الباهـت : طـريـق
وهــذا انــا : جيـتـك وناجـيـتـك :
اذا مــا اشتـقـت فـــي الـغـربـة
قــل الـذكـرى طحـيـن الـوقــت !
واخـبــز مـــن تـبــي قـربــه
بـ.. لا .. د .. ي
يــا مفـاتـيـح الـكــلام الـبـكـر :
جـوعـي لــك / رجـوعــي لـــك
مـثـل مــا للـنـجـوم : اسـرارهــا
مـثــل مـــا للهدوم : ازرارهــــا
مـثـل مــا للهمـــوم : اوزارهـــا
للمفـردات الخـارجـه عــن سلمـهـا,
والداخـلـة فــي حلمـهـا زوارهــا !
قــومــي هـــــو الـعــشــق
احتـمـالات التـطـاول فــي الـبـنـا
مـنـح البنفـسـج فـرصـة الـركـض
انعتاق اجسادنا / المفـرق هـو العاشـق :
جـنـونٍ يحـفـر فـكـبــد الـسـمـا
مـن شـان دفـن الارض فــي الازرق
ويـــــــــــــــا ... ازرق :
يــابــعـــد .. وقـــــــرب !
يـا لمحـة فــي العـيـون الـغـرب !
يـا سقـف الكـون ! يـا لـون اللـون !
يــا حـبــر اقـلامـنـا المـعـجـون
بالفوضـى , وطيـن العاقـل المجنـون !
يـــــــــــــــا ... ازرق :
مـن الـلـي .. يـعـرف ان البـحـر :
هـــــــــيــــــــــن ؟!
... قــال ... (( مـــن يـغــرق ))
***

اشــوفــك مــلــح واتـهــجّــا
حـروفــك وادخــــل فـمـلـجــا
كـفـوفـك واغـرقــك وانــجــا !
واحـبــك واشــبــه الـجـامــح !
***
احـبــك : واشــبــه الـجـامــح
لـذا كـان الصهيـل : وسـادة المعـنـى
وكــنــتــي : أوّل الاشـــكـــال
مـــرَه فـيـهـا مـــن الـتـفــاح
مـا يحنـي غصـون القـلـب للـمـوّال
وكـنـتـي : اخــــر الاشــكــال
مـــرَه لـكــن : فــــرس ودلال !
وانـــا بـيــن الـسـمـا والـقــاع
كنـت اركـض وامـد مــن العـيـون :
................ ذراع
أزاوج بـيـن نـجـم اللـيـل والنعـنـاع
واهـــدي خـطـوتــك خـلـخــال
أنـا الشاعـر بـلادي أو أنــا الأشـيـاء
مـــا تـخـفـى ومـــا تـنـقـال !
أحـبــك واشــبــه الاطــفــال !
تــحــب وتـشـبــه الاطــفــال
وتــغـــريـــد الــكــتــابــه
(( بـالـرذاذ الـطـيـب الـدافــي )) :
بهـذا ثرْثـرت نسمـه وهفْهـفْ شــال
***

أحــبــك واشــبــه الـجــامــح
لــذا كــان الصهـيـل : وسـادتــي
كــانــت عـيـونــك : عــادتــي
والمثقـلات مــن الغـصـون قـلادتـي
كـــــــــانــــــــــت !
اذا مـاشـابـه المـعـنـى : عـيـونـي
عـــــــاذرك خــــونــــي !
ولـكـن لا تظنـيـن القصـايـد بالـوفـا
خـــــــــانــــــــــت !
بـلا ... د .. ي .. , آه لــو تـدريـن :
عـن طـعـم الثـوانـي فــي غيـابـك
عـن لهـاث الـضـو فــي الـشـارع
عــــــــن الــــفـــــارع
مـن الحـزن الطـري / عـن دفتـري /
عـن جلسـة المقهـى بـلا اصـحـاب !
عن الأشيا يقيدها ويطلقهـا (( الغريـب ))
وبعـدهـا يـسـال عــن الأسـبـاب !
عـن عيـونـي تصـيـر (( الـرّمْـث ))
ويصـيـر الـسـهـر (( حـطّــاب ))
عرفتي ليه انـا المخطـي وانـا المعطـي
وانـــا المـطـلـوب والــطــلاب !
عرفتـي لـيـه انــا كــل الحـضـور
فـحفـلـة عيـونـك وانــا الـغـيّـاب
عرفـتـي لـيــه انـــا الـصــادق
إلـى حـد الـذي سميـت بـه : كــذاب
عــرفـــتـــي لــــيــــه :
انــا اكــره دفـتــري واغـلـيـه ؟!
لــيــه امــوتــه واحـيــيــه ؟!
لــيــه اثـبــتــه وانـفــيــه ؟!
لــيــه اهــــدده واحـمـيــه ؟!
لـيــه اعـطـيــه واسـتـجـديـه ؟!
ليـه اجـلـس فــي كـلـي خـارجـه
واجـلـس فـــي كـلــي فـيــه ؟
لـيــه ابـــدا الـحــزن وانـهـيـه
بــــــاســــــمـــــــك
او عــرفـــتـــي لــــيــــه
انـا ارمـي لهجتـي : للملـح والفتـنـه
وارد الــــــــبـــــــــاب
***
وحــــدك تفـتـحـيـن الــبـــاب
وحــــــــــــــــــــدك
تطلعين النورس الغافـي علـى صـدري :
ســـمــــك واعـــشــــاب !
***

ارتـب لهجتـي يـا أجـمـل ضيـوفـي
واهيّـل قهـوتـي وتهيلـيـن عـتـاب !
تصبيـن (( الدرايـش )) فــي عيـونـي
و(( الـرسـايـل )) و((الـجـدايــل ))
و(( القـبـايـل )) و (( الـقـوايــل ))
والـكـلام الحـلـو ... والاحـبــاب !
واضـــــــــمــــــــــك
سالفـة (( غـوص )) قـديـم فـبـحـة
الــــــشــــــيّـــــــاب
أضـمّــك .. شـيـطـنـة طــفــل

ان ضحك : يجمـع مـن غيومـك أرانـب
وان بكـى : ت .. ت .. ك .. س .. ر ..
الألـــــــــعـــــــــاب !
أضـــــــــمّــــــــــك
حبْـل فــي (( حــوش العشـيـش ))
و (( ضرتيـن )) وهفهـفـات ثـيـاب !
أضمّـك: فـي الأغـانـي - لا ارتـفـع
صـــــــوت الاغــــانــــي
و (( الــهــوى .. غـــــلاب )) !
أضـمّـك داخـلــي يـــا داخـلــي
شـنـطــة كــتـــب فــصـــل
وطبـاشـيـر وشــغــب طــــلاب
أضمّك صالـةٍ ضجّـت بجمهـورٍ غريـبٍ
وشـــاعــــرٍ مـــرتــــاب !
وتـروحـيـن ويــظــل الـعـطــر
تـروحـيـن ويــخــون الـسـطــر
لا (( الجهـراء )) تجمّـع رملهـا فــي
راحــــــــة يـــديـــنـــي
ولا هــذا هـــو (( الـمـرقـاب )) !
,,,,
نعـيـق غــراب ... نعـيـق غــراب
نــــــعـــــــيـــــــق
أ .. غـــــــــــــــــراب
***

امــــد يـديـنــي لـيـديـنــي !
بـــلادي واســالــك ويــنــي ؟!
واصـــيــــح : اهـــــــواااك
يـكـشــر بـيـنــك وبـيــنــي :
((خميـسٍ )) مــن جـثـث واســلاك
ورق يـنــشــر ورق يـــطـــوي
شـفـاه مـــن الـظـمـا تـــروى !
جـسـد يـركـض بــلا جـــدوى !
ذراعٍ طــيــبــه تـــلــــوى !
بــنــادق تـرتـفــع مـابــيــن :
طفـلـيـن وصــحــن حــلــوى !
أغـانــي والـرصــاص أقــــوى
((بــلادك ويــن يــا نـجــوى؟! ))
بــــــــلادك ويــــــــن؟!
يــا نـجــوى بـــلادي ويـــن ؟!
نـغـنـي والــرصــاص أقــــوى
مــــــــن الاثـــنـــيـــن!
لـو تدريـن لـو تدريـن لــو تـدريـن
عن طعم الثوانـي عـن لظـى الفرقـا ؟!
وكيـف ليـا غـزانـي فــي خميـسـك
صــرخــتـــي تـــرقــــى؟!
ابعْثـر لهجـتـي فــي كــل صـبـح
وكــــل صــبـــح الــقـــى :
حـــروفــــي جــــامــــدة
قــهــوة كــلامـــي بـــــاردة
نــار الأغـانـي خـامـدة واشـقــى!
***
مـن اوّل يـوم لفراقـك إلــى هالـيـوم
ووحــــدك تفـتـحـيـن الــبــاب
وحـدك تطعمـيـن الـنـورس الغـافـي
عــــلــــى صــــــــدري
عــــتــــاب ولـــــــــوم
مـن اول يـوم لفراقـك الــى هالـيـوم
ووحـــدك تـذبـحـيـن الــنــوم !
هـذاك اللـي دمــاه تلـطـخ عيـونـي
ســــهــــر ونــــجــــوم!
مـن اول يـوم لفراقـك الــى هالـيـوم
وانــا اركــض واتـبــع آثـــارك
وامـــد مــــن الـعـيــون ذراع
واقــطــف مــــن ســمــاك :
هــــــــــمــــــــــوم
مـن اول يـوم لفراقـك الــى هالـيـوم
وانـــــا فـــــوق الـــــورق
تــــحــــت الـــــــــورق
بــيــن الـــــورق مــهـــزوم
***
كتـبـت ومـــا بـخـلـت بـجــرح
،،،،
كـتـبـت ومـــا تـنـفـس صـبــح

عـــرق واشـبــاح/ ارق واشـبــاح
ورق واشـبـاح / كـفــى يـاديـرتـي
بــــــــــرتــــــــــاح
مــــن اول يــــوم لـفــراقــك
ولا خـان الظـلام ولا وفــا مصـبـاح
مــــن اول يــــوم لـفــراقــك
وانـا اضمّـد جراحـك يـا بلـد بجـراح
مــــن اول يــــوم لـفــراقــك
وحـمـل الـمـفـردات (( سـفــاح ))
كــــفــــى بــــرتـــــاح
كفـى ياديرتـي/ ياسيـرتـي/ ياحيـرتـي
يــــا غـيــرتــي بــرتـــاح!
خلاص! ما عـاد امـدّ مـن العيـون ذراع
واقــطــف نـجـمــة الـتــفــاح
هــــــــي الـــفـــرقـــا :
ومـا فينـا الـذي مــن فـارقـك مــا
يــرفــضـــه رفــــضــــه!
ومـا فينـا الـذي مـا يلفـظـه لا مــن
حــــكــــى لـــفـــظـــه
وما فينا الـذي مـا ينهـدم صبـح ومسـا
بـعـضــه عــلــى بـعــضــه
غبـار ارواحنـا يـزداد مـا نقـدر علـى
نــــــفـــــــضـــــــه
تـبـريـنـا مـــــن الاشــيـــاء
تــبــرت مـنــنــا الاشــيـــاء
تغيرنـا كثيـر وكـل قلـب خــان بــه
نــــــبـــــــضـــــــه
هو الإنسـان مـن اقصـى حـدود الدمـع
الى اقصى حـدود الدمـع لعبـة فـي يـد
الــــلــــحـــــظـــــه !
وضــاع الشـعـر كـــل الـشـعـر
فــي معـنـى : عـجـوز/ ومـفـردة
نــــــبـــــــضـــــــه
والــــــشــــــاعــــــر
يغازل بالـرذاذ الطيّـب الدافـي صباحـه
والمسا: يصفـع جبيـن الشعـر بالكبريـت
والــــــفــــــضـــــــة
***
أبـي أصـرخ فــي البـحـر : تكـفـى
يــبــاس فـشـفـتـي وســكــوت
ولا ادري كــيـــف تـبـتـشـفــى
جـروحــي والـجــروح بــيــوت
دخــيــل عـيـونــك الاوفـــــا
تـرفـق بالتـعـب يــا (( كــوت ))!
فــي بـــرد يـشـفـه المـنـفـى !
فــي لـيــل يـشـبـه الـتـابـوت !
قلـيـل مـــن الـحـطـب وادفـــا
قلـيـل مـــن الـتـعـب وامـــوت
اردّ الـــــــــبـــــــــاب
دخيلـك يـا بـلـد لا تفتحـيـن الـبـاب
***

أبـي أرمـي مــن عيـونـي الـنـاس
والإحــــــــســـــــــاس
والأجـــــــــــــــــراس
والـــــــــحـــــــــراس
والــــــكــــــنـــــــاس
والــــــــوســـــــــواس
والــــــخــــــنــــــاس
الــفــظ آخـــــر الانــفـــاس
ارمـي جثتـي فـوق السريـر/ اليـاس :
لا شـــــــــاعـــــــــر
ولا مــــــعــــــنــــــى
ولا قــــــــرطـــــــــاس
نـــعـــاس ... ... نـــعـــاس
... نــــــــعــــــــاس ...
... نــــــــعــــــــاس...
... نــــــــعــــــــاس ...
...
ن.. عـ..ـا ... س ...

... نـ.. حـ.. ا .. س
..نـ..
... عـ..
...ا ...
... س ...
***
مــــن الــلـــي هــنـــاك ؟!
مــــن الــلـــي هــنـــاك ؟!
مــن الـلــي يـرمــي الـشـبـاك
بـا حجـار الحنيـن ويوقـظ الفطـنـة ؟!
انــا الـقـاع الـلـي قـالـت لــك :
تـضـيـع ان كـثــروا اتـبـاعــك !
وانا البحر اللـي شالـك فـوق متنـه ! !
بـــــــــــــــــــلادي..
يا كثـر مـا نـي مقصّـر بالغـلا وادري
ولـكـن مـــا قـويــت الـجــرح
تـمـنـيــتــك تـهـجــيــتــك
وشبّيـت المعانـي مـنْ حطـب صـدري
كـتـبـت ومـــا تـنـفـس صـبــح

مــــن اول يــــوم لـفــراقــك
وانــا اركــض واتـبــع آثـــارك
واركــــض واتــبــع آثــــارك
واركــــض واتــبــع آثــــارك
ولــكـــنـــك وقــــفــــت
ادري
لأنّ الـصـمـت عـاجــز يـقـتـلـك
والشـعـر عـاجـز يـاخـذ بـثــارك
***

أبــــــــي حـــرّيـــتـــي
هـذا الحكـي مــن غـابـت عيـونـك:
شبـك وسـيـاج.. غـضـب كـربـاج
خــذ عـيـون الـهـوى مـعــراج !
تشـبـه دايـمـا بالجـامـح الـطـفـل
وتـذكــر حـكـمــة الامــــواج!
ولا تهـتـم قـصـر لـيـل او طـــول
وكـون المستحيـل المعـطـي الـذاخـر
...

تـقــدم دايـمــاً مــــن أوّل الأوّل
وخـذ حلمـك معـاك لآخــر الآخــر
...
تعلم كيـف تقطـف مـن بساتيـن الكـلام
الـ(لاء) وتــــصــــرخ ( لا )
أحــــــــــبــــــــــك
كــثـــر مـــــا احـــبـــك
أحــبــك واكــــره الامــــلاء


هو العشق احتمالات التطـاول فـي البنـا
قــــبـــــل الالـــــــــف
مـنـح البنفـسـج فرصـتـه للـركـض
بــــعـــــد الـــــيـــــاء
خــــــذيــــــنـــــــي
علميـنـي مــن جـديـد استلـهـمـك
واســــتــــل هــــمـــــك
علمينـي كيـف اغامـر فــي البـيـاض
مـــــــــن الـــــــــورق
واعطـي لـصـدرك فتـنـة الغـامـض
مــن الـنـابـض مـــن الاشـيــاء
خــــــذيــــــنــــــي ..

علميني كيف اسوي من عصافير الطفولـة :
قــاعــدة والـمـدفــع اسـتـثـنـاء
جراح الطيبين : القاعدة والمدفـع استثنـاء
عيون الطيبات : القاعدة والمدفـع استثنـاء
***
زمــنــا وان قــســا بـيـلـيــن
وطــنــا وان قــصــا دانــــي


ادري القصيدة طويله لكن يكفي نقرا سطرين او ثلاثة عشان نعرف مدى الابداع ما شاء الله http://www.4-fn.com/vb/images/smilies/regular_smile.gif





وفي المقال اللي بحطه بعد شوي تفصيل اكثر .. لا تنامون الا قاريينه كله ابسألكم بكرة فيه (q39)

# النوار #
25-05-11, 03:47 AM
هذا المقال بترتيب وتلوين فقط -بدون اختصار- لأنه جميل وماتع بس محتاج شوية وقت http://www.4-fn.com/vb/images/smilies/regular_smile.gif

خصائص الشخصية المبدعة ...
(طارق حسن البنا)

الإبداع والابتكار والتجديد … عناصر أساسيّة لتطوير الحياة .
* من الناس قاعدون كسالى يعيشون على جهود غيرهم .
* ومنهم عاملون ، على درجات متفاوتة في الجد والدأب والمثابرة ، لكنهم نمطيّون تقليديّون ، لا يملكون القدرة على تحسين الواقع وتقديم الجديد ، فهم يكرّرون أنفسهم ، ويؤدّون إلى زيادة في الإنتاج.
وإذا كان وجود القاعدين الكسالى ضارّاً بالمجتمع ، فإن وجود العاملين ، لا سيّما أصحاب الجدّ والدأب … ضروري لا تقوم الحياة بدونه .
* لكن ثمّة فريقاً ثالثاً ، عليه مدار التجديد والتحسين . إنه فريق المبدعين ، الفريق الذي لا يكتفي بالتعامل مع ما هو موجود ، ولا بتكراره والسير على الأنماط المألوفة ، بل يملك النزوع نحو التغيير والقدرةَ عليه ، فإذا كان تغييراً نحو الأحسن فهوالابداع، وأصحابُه صنف نادر في الحياة ، وعليه المعوّل في تحويل تيّار المجتمع نحو الأفضل .
وإذا كان وجود المبدعين مهمّاً في كل ظرف ، فإنه في ظروف الضعف والركود والإحباط … يكون وجودهم في غاية الأهمية ، إذ لا مخرج من الأزمات إلا بوجود أصحاب المواهب والكفاءات المتميّزة .
حين نقرأ عن أبي الأَسْوَد الدُّؤَلي الذي بدأ بوضع قواعد النحو ، والخليل بن أحمد الفراهيدي الذي استنبط بحور الشعر العربي ، والإمام الشافعي الذي وضع أول كتاب في أصول الفقه ، وابن خلدون الذي أرسى قواعد علم الاجتماع ، وابن الهيثم ونظرياته في علم الضوء ، وابن النفيس في اكتشافه للدورة الدموية الصغرى … وحين نقرأ عن نيوتن وغاوس وآينشتاين الذين أبدعوا في الرياضيات والفيزياء … فإننا نتحدّث عن أنماط فريدة ، لم يكن إنتاجها مجرّد تكرار أو تجميع ، بل هو تحويل للتيار ، كلٌّ في ميدان عمله وإنتاجه .
وليس المراد أن يأتي المبدع بشيء جديد منقطع عما قبله ، بل أن يبني على ما سبقه ويأتي بالمزيد ، ويكون إبداعه بمقدار حجم هذا المزيد ونوعه وقيمته .

ومع هذا يمكن التمييز بين إبداع كلّي وإبداع جزئي . فالإمام الشافعي مثلاً وجد أمامه نتاج فقهاء مجتهدين اتّبعوا قواعد معينة في اجتهادهم فكان له فضل السبق في استنباط هذه القواعد وضبطها … ثم جاء مِنْ بعده أصوليّون تقدّموا خطوات أخرى في علم الأصول فكان لهم إبداعات بقَدَر ، وكان له فضلٌ في إبداعٍ أعمق وأشمل .
ومثل هذا يقال في الابداع في أي مجال من مجالات اللغة والأدب والإدارة والسياسة والفيزياء والتكنولوجيا والطب والصيدلة …

هل الابداع والابتكار كلمتان مترادفتان ؟
قد يعدّ الابتكار إنتاج أي شيء جديد ، من حل مشكلة ، أو تعبير فني . والجدّة هنا أمر نسبي ، فما يُعَد جديداً بالنسبة لفرد قد يكون معروفاً لدى آخرين . والطفل في كثير من ألعابه مبتكر أصيل ، وكذا من يخترع جهازاً أو يضع نظاماً اجتماعياً أو اقتصادياً جديداً .
وأما الابداع فهو حالة خاصة من الابتكار وذلك حين يكون الشيء الجديد جديداً على الفرد وغيره.
وكثير من الباحثين يجعل الابداع والابتكار مترادفين ، إذ العبرة بوجود السمات العقلية والنفسية التي تؤهل صاحبها للإتيان بالجديد .
ونحن سنعتمد في هذا البحث ترادف الكلمتين . فنقول : الابداع أو الابتكار هو النشاط الذي يقود إلى إنتاج يتّصف بالجدّة والأصالة والقيمة بالنسبة للمجتمع .

مستويات الابداع :
وبديهي أن الابداع على مستويات شتى ،
منها البسيط الذي يقدر عليه كثير من الناس ،
ومنها المتوسط الذي تقدر عليه قلة من البشر ،
ومنها العالي الذي ينتجه العباقرة .
قد تقرأ قصيدة لشاعر عادي فتجد في أحد أبياتها صورة شعرية جديدة ، وقد تجد شاعراً محلّقاً يهز مشاعرك ويأخذ بأحاسيسك وأنت تحلّق معه في صور ومعانٍ وتعبيرات فائقة .

عناصر الابداع :
وفي تقويم أي عمل إبداعي أو شخصية مبدعة ينظر إلى توافر عناصر الابداع الأساسية وهي : 1-المرونة

2-الطلاقة

3-الأصالة
فأما المرونة فتعني سيولة المعلومات المختزنة ، وسهولة استدعائها وتنظيمها وإعادة بنائها والنظر إلى المسائل من زوايا عدّة .
وأما الطلاقة فهي غزارة الإنتاج ، وسرعة توليد وحدات من المعلومات ، كإعطاء كلمات تتفق مع معنى ما ، أو تضاده ، أو تربط جزءاً بكل . والطلاقة تقارب مفهوم التفكير المتشعب .
وأما الأصالة فتعني التفرد بالفكرة . ولا يقصد بذلك أن تكون الفكرة منقطعة عما قبلها ولكن صاحبها زاد فيها شيئاً ، أو عرضها بطريقة جديدة ، أو وصل إلى نظرية تنتظم أفكاراً متفرقة قال بها آخرون ،
فالخليل بن أحمد مبدع حين استنبط قواعد الشعر التي كان يمارسها الشعراء ، والإمام الشافعي أبدع في استنباط قواعد أصول الفقه التي كانت مختزنة في عقول الفقهاء ، وماندلييف أبدع في نظم جدول التصنيف الدوري للعناصر التي كانت معظم خواصها معروفة من قبله ، وفتحي الدريني أبدع حين وضع نظرية التعسف في استعمال الحق ، مع أن الفقهاء منذ القديم كانوا يحكّمون هذه النظرية في كثير من الأحكام ...
وتعني الأصالةُ في النهاية أن تكون الفكرة المبدعة جزءاً من شخصية المبدع .
والمفكرون الذين يتميزون بالأصالة هم أكثر تفتحاً ، عقلياً وانفعالياً .


وبعض علماء النفس يزيد على عناصر الابداع الثلاثة المذكورة ، عناصر أخرى مثل
الفائدة ( بأن يكون الشيء الجديد مفيداً للمجتمع ) ،

والقبول الاجتماعي بأن يكون موافقاً لقيم المجتمع .
لكن مثل هذين العنصرين يبقيان محل جدل ، فقد لا تدرك فائدة الجديد إلا بعد حين ، وقد يكون هذا الشيء مفيداً في مجال وضاراً في مجال ، وقد يكون مرفوضاً من المجتمع اليوم ، مقبولاً غداً ، أو مرفوضاً في مجتمع مقبولاً في مجتمع آخر ...

مجالات الابتكار :
ومن خلال ما ذكرنا يكمن الوصول إلى أن للابتكار والإبداع مجالات شتى كالأدب وفنونه ، والفقه وأصوله ، والاقتصاد ، والكيمياء ، والعسكرية ، وعلوم اللغة ، والرسم والموسيقا ...
ولكل مجال مقاييسه وخصوصياته ، وإن كانت المقاييس في الفنون والآداب أقل تحديداً ، وأصعب ضبطاً .

أهمية الابتكار :
حظي الابتكار بدراسات كثيرة في النصف الثاني من القرن العشرين ، فهَو ، في أرفع مستوياته ، من أهم الصفات الإنسانية التي تغير التاريخ ، فالمجتمع لا يمكن تغييره تغييراً نوعياً عبر التخطيط ، بل عبر أعمال المبدعين .
يشير كونانت ـ ( 1964 ) إلى أهمية المبدعين فيقول : " إن عالماً واحداً من المرتبة الأولى ( أي من المبدعين ) لا يعوضه عشرة رجال من الدرجة الثانية في العلوم . إنه لعديم الجدوى أن يسند إلى رجل من الفئة الثانية مهمة حل مشكلة من المستوى الأول " .

هل الموهوبون هم المبدعون ؟
الموهوبون نوعان :
1- نوع يتميز أفراده بقدرات إبداعية ، ويغلب عليهم أسلوب التفكير التشعبي ، أي القدرة على توجيه تفكيرهم في اتجاهات عدّة ، وقد تتصادم نتائج تفكيرهم مع أعراف المجتمع وقيمه وأنظمته ... وقد لا يكونون من المتفوقين في مقاييس الذكاء العام أو مقاييس التحصيل الدراسي، وقد يصعب التعامل معهم في المؤسسات المألوفة .


2-ونوع يتميز بذكاء مرتفع ، ويغلب عليه أسلوب التفكير اللامّ ، أي التفكير المركّز حول مناهج دراسية ، وأساليب إدارية مقررة ، وقواعد أخلاقية واجتماعية سائدة .

وكلا النوعين ، إذا اقترن بالدأب والجدّ والمثابرة ، أو توافر فيه الدافع والمزاج ، فإنه يؤدي إلى نتائج إيجابية رفيعة ، إما في مجال الابداع ، وهو النوع الأول ، أو مجال التفوق الدراسي وما يتبعه من النجاح في معظم المؤسسات الرسمية والخاصة ... وهو النوع الثاني .



إن الارتباط بين الذكاء العام وبين الابداع ارتباط ضعيف . لذلك يجب البحث عن الصفات الشخصية الأخرى للمبدعين .
وإن مقاييس الذكاء ، والتفوق الدراسي ، والشهادات الأكاديمية ... لا تصلح لكشف القدرات الإبداعية .

العصف الذهني :
والمراد به إتاحة الفرصة للإنسان كي يفكر بعيداً عن أي ضغط أو مؤثر سلبي ، ليُخرج كل ما عنده بطلاقة تامة ... بل قد لا يكتفى بإتاحة الفرصة ، فيزاد على ذلك إيجاد نوع من الإثارة التي تحفّز التفكير الطليق التشعبي التباعدي .
والهدف من العملية هو كشف الابداع الكامن ، وإظهار الحل المبدع للمشكلة .



* في المثال التالي بيان لمعنى عناصر الابداع : المرونة والطلاقة والأصالة ومعنى العصف الذهني الذي قد يأتي بنتائج باهرة لكنها غير متوقعة ، وغير منسجمة مع الأساليب المألوفة . وهو مثال من عالَم الفيزياء :
الباروميتر وناطحة السحاب .. والعصف الذهني
في امتحان الفيزياء في جامعة كوبنهاجن بالدانمارك ، جاء أحد أسئلة الامتحان كالتالي : كيف تحدد ارتفاع ناطحة سحاب باستخدام الباروميتر ( جهاز قياس الضغط الجوي ) ، كانت الإجابة الصحيحة : هي بقياس الفرق بين الضغط الجوي على سطح الأرض وسطح ناطحة السحاب .
إحدى الإجابات استفزت أستاذ الفيزياء ، وجعلته يقرر رسوب صاحب الإجابة بدون قراءة بقية إجاباته على الأسئلة الأخرى .
كانت الإجابة المستفِزّة هي : نقوم بربط الباروميتر بحبل طويل ، وندلي الخيط من أعلى ناطحة السحاب حتى يمس الباروميتر الأرض . غضب أستاذ المادة لأن الطالب قاس له ارتفاع الناطحة بأسلوب بدائي ليس له علاقة بالباروميتر أو الفيزياء .
تظلم الطالب مؤكداً أن إجابته صحيحة 100% وحسب قوانين الجامعة ، فقد عُين خبير للبت في القضية .
أفاد تقرير الخبير أن إجابة الطالب صحيحة لكنها لا تدل على معرفته بمادة الفيزياء ، وتقرر إعطاء الطالب فرصة أخرى لإثبات معرفته العلمية ، فتمّ إحضار الطالب أمام الخبير ، الذي أعاد طرح السؤال نفسه شفهياً ، فكّر الطالب قليلاً ، وقال : " لدي إجابات كثيرة لقياس ارتفاع الناطحة ولا أدري أيها أختار " . فقال الحكَم : " هات كل ما عندك " . فأجاب الطالب :
يمكن إلقاء الباروميتر من أعلى ناطحة السحاب على الأرض ، ويُقاس الزمن الذي يستغرقه الباروميتر حتى يصل إلى الأرض ، وبالتالي يمكن حساب ارتفاع الناطحة ، باستخدام قانون الجاذبية الأرضية ، وعندما تكون الشمس مشرقة ، يمكن قياس طول ظل الباروميتر وطول ظل ناطحة السحاب ، فنعرف ارتفاع الناطحة من قانون التناسب بين الطولين وبين الظلين ، أو إذا أردنا حلاً سريعاً يريح عقولنا ، فإن أفضل طريقة لقياس ارتفاع الناطحة باستخدام الباروميتر هي أن نقول لحارس الناطحة : " سأعطيك هذا الباروميتر الجديد هدية إذا قلت لي كم يبلغ ارتفاع هذه الناطحة " ؟ . أما إذا أردنا تعقيد الأمور ، فسنحسب ارتفاع الناطحة بواسطة الفرق بين الضغط الجوي على سطح الأرض وأعلى ناطحة السحاب باستخدام الباروميتر .
كان الحَكَم ينتظر الإجابة الأخيرة التي تدل على فهم الطالب لمادة الفيزياء ، بينما كان الطالب يعتقد أن هذه الإجابة هي أسوأ الإجابات لأنها الأصعب ، والأكثر تعقيداً .
بقي أن نقول : إنّ اسم هذا الطالب هو " نيلز بور " ، وهو لم ينجح فقط في مادة الفيزياء ، بل إنه الدانمركي الوحيد الذي نال جائزة نوبل في الفيزياء .

الصفات الشخصية للمبدعين
تقوم الدراسة الإحصائية لشخصيات المبدعين على دراسة كل صفة عقلية أو نفسية من الصفات المتوقع تأثيرها ، مقارَنَةً مع مجموعة ضابطة ، بشرط أن يكون أفراد المجموعة الضابطة من المستوى العلمي أو التخصصي نفسه ، كأن تقاس تلك الصفات لدى كيميائي مبدع وآخر عادي ، وكلاهما يحمل الشهادات الدراسية نفسها ، والدرجة العلمية ذاتها ، وكذا تقاس لدى كاتب للقصص الخيالي مع قصاص آخر ... وهما يحملان الشهادة الدراسية ذاتها .



ونتيجة الدراسة الإحصائية تلك تبين أن هناك زمرتين من الصفات الشخصية للمبدعين :
الصفات العقلية ، والصفات النفسية والمزاجية .
1. الصفات العقلية :
أساس الابداع هو التفكير التباعدي أو التشعبي ، وعناصره الأساسية ثلاثة هي : المرونة والأصالة والطلاقة . وهنا نستعرض عوامل وجوده .
فأهم عوامل وجوده العقلية هي :
1) الذكاء :
قد يبدو أن الذكاء الحاد والإبداع متلازمان ! والحقيقة إن الارتباط بينهما ليس كما نتصور ، والعلاقة بينهما تحتاج إلى توضيح وتفصيل .
إذا اعتبرنا الذكاء قدرة عقلية عامة فهو يختلف عن الابداع، وإن كان يرتبط به ، لأن الابداع عملية أكثر تحديداً وأكثر خصوصية من الذكاء ، كما أن الابداع ليس جزءاً من الذكاء وإن كان مرتبطاً به .
فقد تبين بالاستقراء والملاحظة والبحث العلمي أن الأذكياء جداً ليسوا مبدعين دائماً ، وأن المبدعين ليسوا دائماً من الأذكياء جداً ، فمن يحصل على علامات مرتفعة جداً في اختبارات الذكاء ليس دائماً من المبدعين ، وكذلك لم يحصل المبدعون على الدرجات العالية جداً في اختبارات الذكاء .
مع هذا كله ، وُجدت علاقة بين الذكاء والابتكار في المستويات العليا جداً ، وعندئذ يجتمع الاتزان النفسي ، والاستقامة السلوكية والنتائج العبقرية ، وهو ما كان عند أئمة وقادة عظام كأبي بكر وعمر ، وخالد والمثنى ، وأبي حنيفة والشافعي ، وأبي الأسود الدؤلي والخليل ، والشاطبي وابن خلدون ، وحسن البنا وسيد قطب ...
ويبدو أنه عندما لا يكون للذكاء أهمية ظاهرة في عملية الابتكار فإن خصائص الشخصية الأخرى، النفسية والمزاجية ، تتدخل بشكل حاسم .
الذكاء شرط للإبداع ، فلا بد من حد أدنى مقبول لحدوث الابداع ، فإذا تحقق هذا الشرط فإن الابداع يتوقف على عوامل أخرى عقلية ونفسية .
ولابد من ملاحظة اختلاف هذا الحد الأدنى للذكاء بين ميدان وآخر من ميادين الابداع
مثلاً : لوحظ أن درجة الذكاء المطلوبة في الابداع التقني ، كاختراع الأجهزة ، درجة قليلة نسبياً بالقياس إلى الدرجة المطلوبة في العلوم الفيزيائية والرياضية .
وكذلك فدرجة الذكاء المطلوبة في الابداع الأدبي درجة عالية نسبياً أمام الدرجات المطلوبة في ميادين الابداع التعبيري الأخرى كالرسم والتمثيل ، وأمام الدرجات المطلوبة في الابداع العلمي والتقني.

2) الحساسية للمشكلات :
والمراد منها حساسية الفرد لوجود مشكلة تثير التفكير تتطلب حلاً . وفي الابداع العلمي خاصة يتوقف نجاح الفرد إلى حد كبير على قدرته في طرح الأسئلة ، وعلى نوع هذه الأسئلة.
وكثير من هذه المواقف لا يجد فيه الإنسان العادي مشكلة ، بينما يرى فيه آخرون مشكلة، وذلك لاختلاف معايير كل إنسان وموازينه وطريقة تفكيره ومستوى هذا التفكير ، واهتماماته ودوافعه .

3) درجة التعقيد التي يمكن للفرد أن يتعامل معها :
وهي قدرة الفرد على توجيه فكره في أكثر من اتجاه في الوقت نفسه ( أي قدرته على التفكير التشعبي أو التباعدي ) ، وهو أمر تزداد صعوبته كلما ازداد عدد العناصر التي يتعامل معها العقل أثناء التفكير .

4) قدرة الفرد على التقويم المناسب للأفكار :
يجب أن تكون الأفكار صالحة ومقبولة حتى تكون مفيدة ، وإذا غاب التقويم كانت الأفكار محتوية على جزء كبير غير مناسب ، وصَرْف الجهد العقلي في معالجة هذا الجزء تضييع للوقت ، وتعويق للإبداع .
لكن درجة الضبط يجب ألا تكون كبيرة بحيث تؤثّر على عناصرالابداع الأساسية ( المرونة والطلاقة والأصالة ) وإلا كانت جموداً وعُقْمَ تفكير ، وقد تمنع الفرد من التفاعل مع العناصر بشكل أصيل . وإن مشكلةَ أن يكون التقويم سبباً في تعويق الدماغ ، كانت عاملاً في ظهور طريقة خاصة في تدريب الابداع سمّيت ( العصف الذهني ) .

2. الصفات النفسية والمزاجية :
من أبرز الصفات النفسية عند المبدعين صفة الاعتماد على النفس والثقة الزائدة بها، والتحفظ والعزلة ورقة القلب والحساسية والتفكير المستقل ، والبصيرة النفسية ، وضعف الأنا الأعلى ( أي الانتساب إلى المجتمع ) .

* الابتكار – بعكس الكفاءة في الأعمال التقليدية – ليس بالضرورة مرغوباً به في كثير من المهن والأعمال ، لأن صاحبه واثق من نفسه جداً ، ويتصرف بأسلوب مفاجئ ، وقد لا يلتزم بالمعايير الخُلُقية والاجتماعية ( وخاصة إذا كان الابتكار في ميادين الفنون والآداب ) .
ويتّسم المبدعون من الأدباء إلى سمة يمكن تسميتها بالبصيرة النفسية أو التقمص الوجداني. وهي تعني قدرة الأديب أو الفنان على فهم شخصيات الآخرين ، والشعور بمشاعرهم ، والتوحد مع الموضوع ، وهذه القدرة تختلف عن المشاركة الوجدانية التي تعني التعاطف .
الفنان المبدع إذاً يحس بمشاعر الآخرين ، وينظر إلى الأحداث من خلال عيونهم ، ويدرك دوافع سلوكهم ... وقد يدين في أثناء ذلك ، أو في نتيجته ، تلك الدوافع .
كما ينشأ عن البصيرة النفسية لدى المبدعين من الأدباء والفنانين : الاتجاه الجمالي الذي يعني الالتقاط الحساس لأي تناسق أو عنصر جمالي يقع في مركز الانتباه ، واستقراء معانٍ لا يدركها الإنسان العادي ، لكن الإنسان العادي عندما يطلع عليها في أعمال الفنان أو الأديب يعجب بها ، أو يستهجنها . ومثال ذلك رؤى الصوفيين .
ونتيجة لشعور المبدع بتميزه ، واستقلال تفكيره ، ومخالفته لرؤى أبناء مجتمعه في مجال رؤاه الخاصة ... ينمو عنده الاعتداد بالنفس والاعتماد عليها ، بمقابل ضعف شعوره بالانتماء إلى المجتمع الذي لا يقدِّم إليه – وفق اعتقاده – إلا القليل .

المدرسة والإبداع :
مما سبق نجد أن ارتباط الذكاء بالتفوق الدراسي ارتباط قوي ، أما ارتباطه بالإبداع فليس كذلك . ومن المناسب ذكر بعض التكملات والتوضيحات لعلاقة المدرسة بالإبداع والذكاء .
التعليم المدرسي بالضرورة يعتمد على المنهاج ، مهما كان في هذا الاعتماد من مرونة ، ويقوّم الطلاب – بالضرورة – وفق التحصيل الدراسي واستيعاب المنهج مهما اعتمدت الاختبارات على الاستنباط والربط ...
ونتيجة لذلك سيكون التعليم المدرسي كاشفاً للذكاء ، مثمّناً له ، مهملاً للابتكار ، وربما قامعاً له ! وكثيراً ما اتُّهم المبدعون العباقرة بأنهم أغبياء متخلفون ... حينما كانوا على مقاعد الدراسة .
يجد المبدع أن التزامه بالمنهج المدرسي وضوابط الاختبارات التي تفرض عليه التقيد بمعطيات المنهج ... تشكل تهديداً خطيراً لقدراته الإبداعية ، يقول آينشتين عن ذلك :
" لقد كان هذا القيد مفزعاً للغاية ، لدرجة أنني بعدما اجتزت الامتحان النهائي وجدت نفسي غير قادر على التفكير في أي مشكلة علمية لمدة عام تقريباً " .
وفي سن السادسة عشرة رسب آينشتين في امتحان القبول في معهد الفنون التطبيقية بزيورخ ، ولكنه نجح في العام التالي بدرجة مُرْضية .
وأعلَن آينشتين مرة " إنني لا أكدّس الحقائق في ذاكرتي ، حيث إنني أستطيع الحصول على تلك الحقائق بسهولة في إحدى الموسوعات " .
ومثال آخر : التحق الطفل بمدرسة البلدة ، التي لم تكن تلقن التلاميذ في ذلك الوقت ، أكثر من القراءة والكتابة والحساب أي استخدام الأعداد . وكانت المدرسة تستخدم العصا لحث الأولاد الكسالى والمبطئين أو البلهاء – كما كانوا يسمونهم . وكان المعلمون عاجزين تماماً عن قراءة ما يدور في عقل تلميذهم الجديد ، فكان يجلس ثم يرسم صوراً ، ويلتفت حوله ، وقد يصغي إلى ما يقوله كل واحد منهم، وكان يوجه أسئلة " مستحيلة " لكنه يأبى أن يجيب على إحداها ، حتى لو هدده المدرس بالعقاب. وكان الأطفال يلقبونه " الأبله " ، وبوجه عام كان في مؤخرة صفه . وذات يوم ، زار أحد المفتشين الصف فتوجه إليه المعلم بالشكوى من سلوك التلميذ الجديد قائلاً : " إن عقل هذا الصبي مختل وهو غير أهل لإبقائه في المدرسة أكثر من ذلك . " ولكن بمرور الوقت أصبح هذا الصبي عالماً ذائع الصيت ، فلم يكن إلا " توماس أديسون " Edison المخترع الأمريكي ( 1847-1931 ) ، وكلنا يعلم ما قدمه للبشرية من مخترعات يسّرت لها أسباب الحياة والرفاهية ، ومنها : الحاكي ( الفونوغراف) ، الخيالة ( آلة السينما ) ، المحرك الكهربائي ( الموتور ) ، البطارية الكهربائية ، الهاتف ، والمصباح الكهربائي المتألق ... الخ .
ومثال آخر : أحد مهندسي المعمار الأمريكيين الذين درسهم ماكينون ـ ( 1962 ) ، كان واحداً من أكثر التلاميذ تمرداً ، ولكن بمضي الوقت أصبح من أكثر مهندسي عصره إبداعاً . وكان عميد معهد الفنون الذي يدرس به ، قد نصحه بأن يترك دراسة الفن ويتجه إلى أي عمل آخر ، حيث إنه لا يملك أية موهبة ، بدلاً من تضييع وقته سدى .



فإذا سألنا بعدئذ : لماذا تفشل المدرسة عادة في كشف المبدعين ؟

كان الجواب : لأن المدارس تعتمد معايير نمطية لا بديل عنها ، وهي تصلح للشريحة العظمى من الطلاب ، وتركّز – في الدرجة الأولى – على القدرات المعرفية ( التعرف ، التحقق ، اليقظة ... ) ثم على القدرات التقاربية ( أي الانسجام مع معايير السلوك المقبولة اجتماعياً ورسمياً ، والقرب من الاتجاه الصحيح والحل الصحيح ) ثم على الذاكرة ، ثم على القدرات التقويمية كالتفكير النقدي والمقارن ، وأخيراً على القدرات المتعلقة بالابتكار ( كالتفكير المستقل والمستفسر ) وهي التي تسمى بالعمليات العقلية التشعبية أو المتباعدة ، والتي يمكن أن تتوصل إلى نتائج مفاجئة غير مألوفة ، وهي تقابل طرائق التفكير اللامّ أو القدرات التقاربية ، التي تنتهي إلى نتيجة محددة سلفاً .
لذلك فإن كثيراً من المبتكرين لم يتوصلوا إلى مكانتهم المرموقة في الجو المدرسي وحتى نهاية المرحلة الثانوية ، وأحياناً حتى نهاية المرحلة الجامعية .

ولكن هل يمكن التعامل مع التلاميذ في خطين متباينين : الخط النمطي الذي يشمل عامة التلاميذ ، والخط المستقل الذي يصلح للتعامل مع مبدع في الرياضة أو الكمبيوتر أو الشعر ... ؟! الأمر ليس سهلاً ، لكن ما يُقَرِّبُه هو نشر ثقافة تربوية بين المربِّين يعرفون من خلالها خصائص الشخصية المبدعة ، ووجود مشرفين تربويين يتمكنون من كشف تلك الخصائص وتوجيهها ورعايتها .



وهذا يوصلنا إلى حقيقة أخرى وهي أن الابداع الكامن في النفس لا قيمة له حتى يتحقق في واقع ملموس ، لأن هذا التحقق يجعله محدداً واضحاً ،
فكما يقال : إن أفضل ما يحدد الناس المبدعين موضوعياً هو أعمالهم . ويقول آينشتين في هذا : لكي يكون لمفهوم الابتكار معنى حقيقي ، يجب أن يقدّم مقياساً لنفسه .
يقول أرنو لد تويني: إن أي مجتمع لا يعطي الابداع الفرصة الكافية إنما هو مجتمع ميت".
فلحظة إبداعية واحدة قد تؤتي بثمار يمتد أثرها إلي أجيال وأجيال. قد تحي موات أمم. وقد تسمو بالإفراد إلي معالي القمم. كما أن تعطيل لحظات الابداع هذه وقت الحاجة قد يساهم في انقراض وهلاك الأمم وكذلك الأفراد.

ودعنا نذهب سريعا إلى يوم بدر يوم الفرقان . يوم التقى الجمعان. فها هو الجيش المسلم قد تمركز بالعدوة الدنيا عند أدنى ماء من بدر . وها هو الحباب بن المنذر ينظر إلى مواضع تمركز القوات فيجد فيها خللا ظاهرا . فيتقدم إلى رسول الله بأدب الجندي مع القائد ويقترح ضرورة تغيير مواضع تمركز القوات المسلمة لأسباب ميدانية وجيهة. فيعجب الرسول برأيه . ويأيد مقولته. وينزل – وهو القائد عند رأي الجندي. بل ويقول له: لقد أشرت بالرأي. ويأمر الجيش بالتمركز في المواقع الجديدة التي ارتآها الحباب بن المنذر . وتدور المعركة ويتحقق النصر . وكان لهذا الرأي دور في تحقيق النصر يوم بدر.
إن الذي فعله الحباب بن المنذر في هذا الموقف أنه نظر إلي الأمور بصورة مناقضة للواقع . نظر الي الأمر المعتاد بصورة غير معتادة. إذ جرت عادة الجند تنفيذ أوامر القادة دون آية مناقشة أو تردد. ولكن الشخصية الإبداعية غير ذلك.
الشخصية الإبداعية لا تكتفي بالنظر الي الواقع. ولكنها دائما تنظر إلى ما وراء الواقع. وهذا ما فعله الحباب بن المنذر رضي الله عنه وأرضاه.

يقول أحد العلماء: إن الأمم مالم تتخذ مواقف إبداعية تجاه مشكلاتها وقضاياها فإن مصيرها هو الانقراض والهلاك.
وأرجوك أن تتخيل معي مصير عتبه بن غزوان لما أرسله الخليفة عمر علي رأس جيش لفتح مدينة الأبله – البصرة- حاليا.كان جيش عتبه قليل العدد والعدة .(ثلاث مائة رجل وبضع نساء ) وكان علي أمل وصول المدد من المدينة ليساعده في مهمة فتح هذه المدينة . وما أن وصل عتبه حتى هاله قوة تحصينات المدينة وكثرة أبراج الاستطلاع المحيطة بها وموقعها الحصين وكثرة السفن المحيطة بها ؟. إضافة إلى كونها محاطة بمياه النهر من عدة جهات فماذا فعل عتبه .؟
صف كل جنوده في طابور طويل يفصل بين الجندي والأخر مسافة واعد للنسوة رايات رفعها على أعواد الرماح وأمرهن أن يمشين خلف الجيش . وقال لهن :
- إذا نحن اقتربنا من المدينة فأثرن التراب خلفنا حتى تملان به الجو .
وما أن اقتربت مقدمة جيش عتبة من المدينة. حتى خرج إليهم جند الجيش الروماني . لا أن أبراج استطلاع الجيش الروماني رصدت صورة جيش جرار . مقدمته على أعتاب المدينة و وراياته تخفق عالية في الخلف و غبار خيوله علي مرمى البصر . فقال بعضهم لبعض :
- إنها طليعة العسكر . وإن وراءهم جيشا جرارا يثير الغبار. نحن قلة.
وسرعان ما عم خبر هذا الجيش الجرار بين جنود الجيش الروماني . وسرعان ما عمت الفوضى بين الجند والقادة .وسرعان ما دب في قلوبهم الذعر وسيطر عليهم الجذع . فطفقوا يحملون ما خف وزنه وغلا ثمنه . وقفزوا في السفن الراسية في مياه نهر الفرات . وتركوا المدينة هاربين فارين . ودخلها عتبة بن غزوان وجنوده دونما قتال .
إن الذي فعله عتبه أمام تلك المعضلة التي واجهها . انه كانت لديه القدرة علي توليد فكرة جديدة.. بسيطة .. مفيدة . استطاع بها حل هذه المشكلة. وهذه أحد سمات الشخصية الإبداعية. .

وما زلت أذكر هذا الطفل الذي أعيت أهله الحيل لينتظم في الدراسة . وما زلت أذكر معاناة أهل هذا الطفل- وخاصة أمه-ومدى حزنهم الشديد بسبب عزوف الطفل عن الدراسة وما زلت أذكر كيف استنفذ أهله معه كل الوسائل: من تحفيز وتهديد ووعيد وعقاب لإقناعه بالانتظام مع زملائه في الدراسة دون جدوى . كان الطفل يواجه كل هذه الإجراءات بمزيد من الإصرار والعناد المصحوب بالصراخ والبكاء إلا أن أحد المعلمين جاء إلى الطفل ذات يوم ومسح على رأسه وهدأ من روعه وأعطاه عصاه وقال له :
هذه عصاي خذها معك على أن تحضرها معك غدا في طابور الصباح .
ولم ينس المعلم أن يوضح للطفل المخاطر الناجمة من عدم إحضاره العصا غدا في الصباح الباكر وقبل بدء الطابور . المهم هدأت حفيظة الطفل وظل يحمل عصا المعلم طيلة اليوم وهو يشعر بشيء من النشوى . ومع انتهاء اليوم الدراسي عاد الطفل إلى بيته ومعه العصا . وفي الصباح كانت المفاجأة لأهل الطفل . إذ بكر الطفل وأخذ يعد نفسه ويعد حقيبة كتبه للذهاب الي المدرسة مبكرا على غير العادة وسط دهشة الجميع من هذا السلوك المفاجئ . وظل الطفل على هذه الحالة لفترة من الزمن : يتوجه إلى المدرسة كل يوم في الصباح الباكر لا لشيء إلا من اجل إحضار عصا المعلم . ومرت الأيام وانتظم الطفل في دراسته وانشغل في دروسه وواجباته. ولم تعد تشغله حكاية عصا المعلم هذه .

إن هذا الموقف الذي اتخذه هذا المعلم يساوي نفس الموقف الذي اتخذه الحباب بن المنذر ويساوي نفس الموقف الذي اتخذه عتبه. فكل منهم عاش مشكلة . وكل منهم تعامل مع مشكلته بموقف إبداعي. وهذا ما يجب أن يظلل حياتنا . وفي مختلف ميادين الحياة وليس في ميدان واحد .

إذ يجمع المختصون أن الابداع ليس له مجال محدد. ولا ميدان محدد . فمجالات الابداع لا حصر لها .

فالشخصية الإبداعية يجب أن يلمس أثرها في :
ميادين المعارك, وعند مواجهة المشاكل ,وعند الدعوة إلى الله , وأثناء القيادة, وفي المكتب ، وفى المدرسة, وفي المسجد , وفي الشارع . و أثناء ممارسة الرياضة, وعند ممارسة الهواية, وعندما يكون الإنسان بمفرده, وعند الاسترخاء وأثناء النوم, وعلي الشاطئ , حتى ومن خلال الحلم .
إننا جميعا مطالبون بالسعي الدؤوب لنشر ثقافة الابداع بين أبناء المسلمين. بغية انتشال امتنا من حالة الموات التي ألمت بها من جراء اضمحلال ثقافة الابداع عند الكثير من أبنائها على كافة المستويات .

ملهوي
25-05-11, 03:57 AM
ايت ابداع والحرامية يسلبون السان والمال وينسبونة لانفسهم
بقوة القانون والمال.........
اقول غن ياليل مطولك

الميسم
25-05-11, 05:23 AM
رائع جدًا يا النوار..

أحب أن أضيف إلى أن الموهوب قد لايعلم بموهبته ..
وإن مارسها أحيانًا ولكنه لا يمنحها اهتمامه , لأنه بكل بساطة لم يكتشفها ..
وربما احتاج لغيره حتى يتعرف عليها ..
أما المبدع ..العكس تمامًا ..
لا يحتاج لغيره كي يظهر موهبته ..بل هو من يلفت الأنظار إليه لأنه وظف إبداعه ..لينمو ويتطور ويتشعب..
بمعنى أن الموهبة هي بذرة الإبداع ..
وقد تكون هذه البذرة في كل إنسان فلن تجدي من يخلو من ذلك ولو بالشيء اليسير ..
ومتى وجدت الإهتمام ..نمت ليظهر الإبداع ..
لنخلص إلى أن كل مبدع موهوب ...وليس كل موهوب مبدع ..
بعد قرآءة موضوعك تذكرت مركز رعاية الموهوبين ..
الفكرة جميلة جدًا , ولكن للأسف لم تطبق بالشكل المطلوب ..بمعنى أن جهدهم يقف عند حد معين
ولا يتطور لأكثر من ذلك ..فيتم دفن الموهبة بل تطويرها ..
عند إكتشاف موهبة الطالبة أو الطالب , يتم تحويلهم لهذا المركز ..ولكن للأسف ليس من أجل التطوير ..ولكن من أجل التكريم فقط ..!
مالفائدة عندما يُكرم , ومن ثم يُهمل ..؟
لاشك أن هذه الموهبة ستندثر إذا لم تعط حقها من الإهتمام , ليظهر الإبداع ..!!

هذا ما لدي الآن ..ولي عودة بإذن الله لقرآءة الجزء الثاني من الموضوع ..
تحياتي لكِ..

تااالين
25-05-11, 06:32 AM
[QUOTE=# النوار #;8686421]


هذا هدفي طال عمرك اذا استفاد شخص واحد يكفيني .. فكيف اذا كان هذا الشخص تالين :) >> شلوني وانا حليوة (a26)
قلتيها خلاص حليوه(a26)


* شوفو ترى فيني نوم ووراي بكرة حفل التخرج لبنتي
فراح انقل ردودي في منتدى آخر وبلزقها هنا فرجاء لحد يزعل من عدم الابداع في الردود (q83)

لاتحاتين ماحدا بيزعل منك في عدم الإبداع بالرد
لأن ملكة الإبداع في الرد ليست لديك فعاذرينك:cl:
بوسيلي بنتك اللزيزه(d)

# النوار #
26-05-11, 03:55 PM
ايت ابداع والحرامية يسلبون السان والمال وينسبونة لانفسهم
بقوة القانون والمال.........
اقول غن ياليل مطولك


هنا تظهر اهمية المبدع في كل مجال ... يخلق من المحنه منحه

يتجاوز بموهبته ما لم يستطع غيره تجاوزه ... فيبدع بحسب الامكانيات المتاحة ..
وارجع لصفات المبدع النفسية في الموضوع

ويُقال الحاجة ام الاختراع ...


اخيرا ( ولا تيأسوا من روح الله )

وهذه كلمات جميلة عن الامل في حياة المسلم " ولو ترجع لصفات الموهوب تجد المثابرة والاصرار ولا تنتج المثابرة الا ممن يحمل في قلبه الامل "



الأمل
يُحكى أن قائدًا هُزِمَ في إحدى المعارك، فسيطر اليأس عليه، وذهب عنه الأمل، فترك جنوده وذهب إلى مكان خال في الصحراء، وجلس إلى جوار صخرة كبيرة.
وبينما هو على تلك الحال، رأى نملة صغيرة تَجُرُّ حبة قمح، وتحاول أن تصعد بها إلى منزلها في أعلى الصخرة، ولما سارت بالحبة سقطت منها، فعادت النملة إلى حمل الحبة مرة أخري. وفي كل مرة، كانت تقع الحبة فتعود النملة لتلتقطها، وتحاول أن تصعد بها...وهكذا.
فأخذ القائد يراقب النملة باهتمام شديد، ويتابع محاولاتها في حمل الحبة مرات ومرات، حتى نجحت أخيرًا في الصعود بالحبة إلى مسكنها، فتعجب القائد المهزوم من هذا المنظر الغريب، ثم نهض القائد من مكانه وقد ملأه الأمل والعزيمة فجمع رجاله، وأعاد إليهم روح التفاؤل والإقدام، وأخذ يجهزهم لخوض معركة جديدة.. وبالفعل انتصر القائد على أعدائه، وكان سلاحه الأول هو الأمل وعدم اليأس، الذي استمده وتعلمه من تلك النملة الصغيرة.
*حكى الرسول صلى الله عليه وسلم لصحابته قصة رجل قتل تسعة وتسعين نَفْسًا، وأراد أن يتوب إلى الله -تعالى- فسأل أحد العباد الزهاد: هل تجوز لي التوبة؟ فأجابه ذلك العابد: لا. فاغتاظ الرجل وقتله وأكمل به المائة، وبعد أن قتله زادت حيرته وندمه، فسأل عالـمًا صالحًا: هل لي من توبة؟
فقال له: نعم تجوز لك التوبة،ولكن عليك أن تترك القرية التي تقيم فيها لسوء أهلها وتذهب إلى قرية أخرى أهلها صالحون؛ لكي تعبد الله معهم.
فخرج الرجل مهاجرًا من قريته إلى القرية الصالحة، عسى الله أن يتقبل توبته، لكنه مات في الطريق، ولم يصل إلى القرية الصالحة. فنزلت ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، واختلفوا فيما بينهم أيهم يأخذه، فأوحى الله إليهم أن يقيسوا المسافة التي مات عندها الرجل، فإن كان قريبًا إلى القرية الصالحة كتب في سجلات ملائكة الرحمة، وإلا فهو من نصيب ملائكة العذاب.
ثم أوحى الله -سبحانه- إلى الأرض التي بينه وبين القرية الصالحة أن تَقَارَبِي، وإلى الأخرى أن تَبَاعَدِي، فكان الرجل من نصيب ملائكة الرحمة، وقبل الله توبته؛ لأنه هاجر راجيًا رحمته سبحانه، وطامعًا في مغفرته ورحمته.
[القصة مأخوذة من حديث متفق عليه].

*ما هو الأمل؟
الأمل هو انشراح النفس في وقت الضيق والأزمات؛ بحيث ينتظر المرء الفرج واليسر لما أصابه، والأمل يدفع الإنسان إلى إنجاز ما فشل فـيه من قبل، ولا يمل حتى ينجح في تحقيقه.

الأمل عند الأنبياء:
الأمل والرجاء خلق من أخلاق الأنبياء، وهو الذي جعلهم يواصلون دعوة أقوامهم إلى الله دون يأس أو ضيق، برغم ما كانوا يلاقونه من إعراض ونفور وأذي؛ أملا في هدايتهم في مقتبل الأيام.
الأمل عند الرسول صلى الله عليه وسلم: كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصًا على هداية قومه، ولم ييأس يومًا من تحقيق ذلك وكان دائمًا يدعو ربه أن يهديهم، ويشرح صدورهم للإسلام.
وقد جاءه جبريل -عليه السلام- بعد رحلة الطائف الشاقة، وقال له: لقد بعثني ربي إليك لتأمرني بأمرك، إن شئتَ أطبقتُ عليهم الأخشبيْن (اسم جبلين)، فقال صلى الله عليه وسلم: (بل أرجو أن يُخْرِجَ الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئًا) [متفق عليه].
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم واثقًا في نصر الله له، وبدا ذلك واضحًا في رده على أبي بكر الصديق، أثناء وجودهما في الغار ومطاردة المشركين لهما، فقال له بكل ثقة وإيمان: {لا تحزن إن الله معنا} [التوبة: 40].
أمل نوح -عليه السلام-: ظل نبي الله نوح -عليه السلام- يدعو قومه إلى الإيمان بالله ألف سنة إلا خمسين عامًا، دون أن يمل أو يضجر أو يسأم، بل كان يدعوهم بالليل والنهار.. في السر والعلن.. فُرَادَى وجماعات.. لم يترك طريقًا من طرق الدعوة إلا سلكه معهم أملا في إيمانهم بالله: {قال رب إني دعوت قومي ليلاً ونهارًا . فلم يزدهم دعائي إلا فرارًا . وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارًا . ثم إني دعوتهم جهارًا . ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارًا} [نوح: 5-9].
فأوحى الله -تعالى- إليـه أنه لن يؤمن معه أحد إلا من اتبعه، فصنع السفينة، وأنجاه الله هو والمؤمنين.
أمل يعقوب -عليه السلام-: ابتلى الله -سبحانه- نبيه يعقوب -عليه السلام- بفقد ولديْه: يوسف وبنيامين، فحزن عليهما حزنًا شديدًا حتى فقد بصره، لكن يعقوب -عليه السلام- ظل صابرًا بقضاء الله، ولم ييأس من رجوع ولديه، وازداد أمله ورجاؤه في الله -سبحانه- أن يُعِيدَهما إليه، وطلب يعقوب -عليه السلام- من أبنائه الآخرين أن يبحثوا عنهما دون يأس أو قنوط، لأن الأمل بيد الله، فقال لهم: {يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون} [يوسف: 87]، وحقق الله أمل يعقوب ورجاءه، وَرَدَّ عليه بصره وولديه.
أمل موسى -عليه السلام-: ظهر الأمل والثقة في نصر الله بصورة جليَّة في موقف نبي الله موسى -عليه السلام- مع قومه، حين طاردهم فرعون وجنوده، فظنوا أن فرعون سيدركهم، وشعروا باليأس حينما وجدوا فرعون على مقربة منهم، وليس أمامهم سوى البحر، فقالوا لموسى: {إنا لمدركون}
[الشعراء: 61].
فقال لهم نبي الله موسى -عليه السلام- في ثقة ويقين: {قال كلا إن معي ربي سيهدين} [الشعراء: 62]. فأمره الله -سبحانه- أن يضرب بعصاه البحر، فانشق نصفين، ومشى موسى وقومه، وعبروا البحر في أمان، ثم عاد البحر مرة أخرى كما كان، فغرق فرعون وجنوده، ونجا موسى ومن آمن معه.
أمل أيوب -عليه السلام-: ابتلى الله -سبحانه- نبيه أيوب -عليه السلام- في نفسه وماله وولده إلا أنه لم يفقد أمله في أن يرفع الله الضر عنه، وكان دائم الدعاء لله؛ يقول تعالى: {وأيوب إذ نادى ربه إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين} [الأنبياء: 83]. فلم يُخَيِّب الله أمله، فحقق رجاءه، وشفاه الله وعافاه، وعوَّضه عما فقده.
الأمل والعمل:

الأمل في الله ورجاء مغفرته يقترن دائمًا بالعمل لا بالكسل والتمني، قال تعالى: {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحًا ولا يشرك بعبادة ربه أحدًا} [_الكهف: 110]. وقال عز وجل: {إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمت الله والله غفور رحيم} [البقرة: 218].
فلا يقول الإنسان: إن عندي أملا في الله، وأُحسن الظن بالله، ثم بعد ذلك نراه لا يؤدي ما عليه تجاه الله من فروض وأوامر، ولا ينتهي عما نهى الله عنه، والذي يفعل ذلك إنما هو مخادع يضحك على نفسه.
روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (حسن الظن من حسن العبادة) [أبوداود وأحمد].



فضل الأمل:
الأمل يدفع الإنسان دائمًا إلى العمل، ولولا الأمل لامتنع الإنسان عن مواصلة الحياة ومجابهة مصائبها وشدائدها، ولولاه لسيطر اليأس على قلبه، وأصبح يحرص على الموت، ولذلك قيل: اليأس سلم القبر، والأمل نور الحياة.
وقيل: لا يأس مع الحياة، ولا حياة مع اليأس.
وقال الشاعر:
لا خير في اليأس، كُلُّ الخير في الأمل
أَصْلُ الشجـاعـةِ والإقدام ِفي الرَّجُـلِ
والمسلم لا ييأس من رحمة الله؛ لأن الأمل في عفو الله هو الذي يدفع إلى التوبة واتباع صراط الله المستقيم، وقد حث الله -عز وجل- على ذلك، ونهى عن اليأس والقنوط من رحمته ومغفرته، فقال تعالى: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا إنه هو الغفور الرحيم} [الزمر: 53].
وإذا فعل المسلم ذنبًا فهو يسارع بالتوبة الصادقة إلى ربه، وكله أمل في عفو الله عنه وقَبُول توبته.
والأمل طاقة يودعها الله في قلوب البشر؛ لتحثهم على تعمير الكون، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة (نخلة صغيرة)، فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسَها فليْغرسْها) [أحمد].
وقال حكيم: لولا الأمل ما بنى بانٍ بنيانًا، ولا غرس غارس شجرًا.
ولولا الأمل لما تحققت كل الإنجازات التي وصلت إليها البشرية، وذلك لأن المخترع لم يتمكن من تحقيق إنجازه من أول مرة في أغلب الأحيان، وإنما حاول تحقيقه مرة بعد مرة دون يأس أو ملل، ولذلك قيل: الأمل يُنَمِّي الطموح والإرادة، واليأس يقتلهما.
فليحرص المسلم على الأمل في كل جوانب حياته، ولْيتمسك به تمسكه بالحياة، ولا يستسلم لليأس والقنوط أبدًا.
وقد قال الشاعر:
أُعَلِّلُ النَّفــْسَ بـالآمــال أَرْقُـبُــها
ما أَضْيَقَ الْعَيْـشَ لولا فُسْحَة الأمل
فالإنسان يصبر على ضيق العيش في الدنيا على أمل أن يفرج الله همومه، ويوسع عليه، ولولا ذلك لضاق الإنسان بمعيشته، يقول الله -سبحانه-: {ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون} [يوسف: 87].

# النوار #
26-05-11, 04:08 PM
بعد قرآءة موضوعك تذكرت مركز رعاية الموهوبين ..
الفكرة جميلة جدًا , ولكن للأسف لم تطبق بالشكل المطلوب ..بمعنى أن جهدهم يقف عند حد معين
ولا يتطور لأكثر من ذلك ..فيتم دفن الموهبة بل تطويرها ..
عند إكتشاف موهبة الطالبة أو الطالب , يتم تحويلهم لهذا المركز ..ولكن للأسف ليس من أجل التطوير ..ولكن من أجل التكريم فقط ..!
مالفائدة عندما يُكرم , ومن ثم يُهمل ..؟
لاشك أن هذه الموهبة ستندثر إذا لم تعط حقها من الإهتمام , ليظهر الإبداع ..!!

هذا ما لدي الآن ..ولي عودة بإذن الله لقرآءة الجزء الثاني من الموضوع ..
تحياتي لكِ..





جزاك الله كل خير ميسم .. تصدقين لي فترة ادور على احد يعطيني معلومة عن هالمركز وطلعت استنتاجات زوجي صحيحة كان يقولي شي من ورا الحكومة اغسلي يدك منه (qq115)

عندك مثلا في الشرقية سايتك هو المتبني للمشروع وبيني وبينك سايتك احسه ربحي وهدفه مادي بحت ولا ياخذون اي طفل وانما العبقري وبعد اختبارات تعجيزية >> عشان ما يضيعون الوقت مع ناس ما يستفيدون منهم بشكل عالي في المستقبل (qq115)

لكن مو مشكلة هم يكرمون ويرفعون معنويات بزارينا ويعطونا بس الضوء الاخضر ويعلمونا الطريق الاسهل والاصح لتنمية الموهبة واحنا بننطلق ان شاء الله
وانا كأم يكفي اعرف ان طفلي موهوب ومحتاج رعاية اكبر مني وتفهم والباقي بيسره رب العالمين



في انتظار عودتك

# النوار #
26-05-11, 04:16 PM
[QUOTE=# النوار #;8686421]



لاتحاتين ماحدا بيزعل منك في عدم الإبداع بالرد
لأن ملكة الإبداع في الرد ليست لديك فعاذرينك:cl:
بوسيلي بنتك اللزيزه(d)



ومين يقدر يزعل مني اصلا (qq115)


تم ايصال الرسالة الهشهوشية لابنتنا الكريمة لكن بدون ذكر المرسلة (ask)