فهد الخويلدي
07-03-11, 11:03 PM
صعقت لما سمعت مذيع نشرة الأخبار يقرأ بيان هيئة كبار العلماء ، وخالجني الشك هل ما أسمعه صحيح ؟! فهرعت لقراءته للتأكد من صحته ، ذهلت لما قرأته ، هل هذا بيان من علماء أم خطاب من سيف الأسلام القذافي ؟! بيان دقيق الكلمات ، حاد النبرة ، هجومي الطبع ، تحذيري اللهجة ، إقصاء و تهديد ، تنديد و وعيد ، بيان يفتقد للشمولية ، ذو نظرة آحادية ، المخالف فيه متروك ، و ليس له في العلم من خلاق ، بيان يكرس التبعية ، و يقنن العبودية لغير ذي الألوهية ، بيان بعيد عن الواقع ، كأني به يجدي في الزمن الغابر ، بيان خالي من السماحة الشرعية ، بعيد عن رحمة الدين العالمية .
هذا الخطاب مع صدوره من هيئة نحترم أعضاءها ، و نجل و نقدر علماءها ، فهم رجال أفنوا عمرهم في خدمة الدين ، و رهنوا أوقاتهم للسعي الحثيث في البحث و التقصي عن كل علم نافع ، و كل ما هو موافق لديننا و شرعنا ، فهم لنا آباء و هم لنا قدوة مربون ، لكن البيان الصادر من هيئتهم لا يلامس مواضع السقم ، و لا يعالج المشاكل في بلادنا ، فصدوره بهذه الكيفية و بهذه السرعة يذكرنا بطبيب يقرر العلاج من غير تشخيص و يصرف الدواء من غير تدقيق .
المشاكل في بلادنا ليست بحاجة لبيانات شرعية ، فجل المواطنون متعلمون ، يعرفون الحلال و الحرام و يميزون المتشابهات ، المشاكل في بلادنا سببها العلم و الوعي لدى المواطنين ، فكل مواطن مستعد لإصدار بيان شرعي مؤصل ، ينبع من القرآن و السنة ، فمثل هذه البيانات لا تقدم و لا تؤخر { والإثم ما حاك في صدرك و كرهت أن يطلع عليه الناس } ـ هذا قول الرسول صلى الله عليه وسلم عند مسلم ـ
يا أعضاء هيئة كبار العلماء الفساد في بلادنا أزكم الأنوف و أصم الآذان و أعمى الأبصار ، الفساد في بلادنا يعرفه القاصي و الداني ، الفساد في بلادنا مضرب مثل ، الفساد في بلادنا صير كل فساد الماضي هبأة على سفحه ، الفساد في بلادنا يتحدى كل فساد عصره مع فساد المستقبل أن يبلغوا مبلغه ، الفساد في بلادنا يرتكب عيانا جهارا ، الفساد في بلادنا صار قانونا و نظاما ، الربا ، الرشوة ، شهادة الزور كلها أشياء طبيعية ، نظام إقطاع لكل أرض من قبل أفراد و تجير باسم أفراد ، عقود بأرقام فلكية لمؤسسات منتقاة بحرفية ، مناصب تأخذ بالمحسوبية و تضرب بعرض الحائط الأهلية ، تبديد للمال العام فيما لا ينفع ، إنفاق للمال العام متبوع بالمن والأذى ، عطاء من المال العام رجاء الجزاء و الشكور ، بنا تحتية هشة و إصلاحت تحركها هبة ، موت المواطنين يكاد يحرك المسؤول ، إصلاحات بلادي جعجعات إعلام و تزلف مقيت ، إصلاحات بلادي تنظيم حفلات استقبال و توديع .
يا أعضاء هيئة كبار العلماء المواطن يحترق بنار الظلم ، المواطن يرزح تحت وطأة الغبن ، قال الله تعالى في الحديث القدسي { يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي ، وجعلته بينكم محرما ، فلا تظالموا } الرجال تقهر بسلب حقوقهم ، و الرسول صلى الله عليه و سلم تعوذ بالله من قهر الرجال , الفساد عم و طم و لم يسلم من تبعاته أحد .
يا أعضاء هيئة كبار العلماء أيعقل أن فسادا بهذه الصورة و بهذه الكيفية يعالج فقط بالمناصحة و كذلك مناصحة سرية ، أجل ما نقول بقول الله تعالى { لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم } فمشاكل بهذه الصورة لا يحلها بيان على ورق ، و لا يحلها مال ينفق ، فعقد تراكمت و تشبثت ببعضها ، وفاحت رائحتها و بدت للعيان ، لا يكون حلها إلا بمحاسبة المفسد علانية ، و الأخذ بيد السفيه و رده إلى الصواب .
كنا ننتظر من هيئة كبار العلماء بيانا بأسماء أشخاص تتم محاكمتهم علانية و تثبيت جرمهم ، و تطبيق أحكام جزائية في حقهم ؛ لأجل تخفيف الإحتقان لدى المواطنين ، فواجب الهيئة في هذا الوقت العصيب بالذات ملامسة حاجة المواطن ، و البحث عما فيه مصلحة المواطنين و مصلحة بلادنا ، فما هو المانع الشرعي من محاكمة مسؤول يختلس الأموال أو موظف متلاعب في سير الأعمال أو مدير مرتشي ، فباعتقدي القاصر أن محاكمة مسؤول بجرائمه يخفف نصف الإحتقان لدى المواطنين بل أكثر من ذلك إن لم يزله ، و كذلك يبعث فيهم روح الولاء لأجهزة الدولة ، و يعيد مصداقيتها في قلوبهم .
ختاما همسة في أذن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز :
يا خادم الحرمين أنا مواطن صالح يهمني أمن وطني و سلامة أهله ، أنشد تقدمه و ريادته ، كما أنشد مستقبلا مشرفا لأبنائه ، يا خادم الحرمين المواطنون فقدوا الثقة بمن حولك من موظفين ، فالحذر كل الحذر من أن يفقدوا الثقة بهيئة كبار العلماء المشرعة لحكمك .
هذا الخطاب مع صدوره من هيئة نحترم أعضاءها ، و نجل و نقدر علماءها ، فهم رجال أفنوا عمرهم في خدمة الدين ، و رهنوا أوقاتهم للسعي الحثيث في البحث و التقصي عن كل علم نافع ، و كل ما هو موافق لديننا و شرعنا ، فهم لنا آباء و هم لنا قدوة مربون ، لكن البيان الصادر من هيئتهم لا يلامس مواضع السقم ، و لا يعالج المشاكل في بلادنا ، فصدوره بهذه الكيفية و بهذه السرعة يذكرنا بطبيب يقرر العلاج من غير تشخيص و يصرف الدواء من غير تدقيق .
المشاكل في بلادنا ليست بحاجة لبيانات شرعية ، فجل المواطنون متعلمون ، يعرفون الحلال و الحرام و يميزون المتشابهات ، المشاكل في بلادنا سببها العلم و الوعي لدى المواطنين ، فكل مواطن مستعد لإصدار بيان شرعي مؤصل ، ينبع من القرآن و السنة ، فمثل هذه البيانات لا تقدم و لا تؤخر { والإثم ما حاك في صدرك و كرهت أن يطلع عليه الناس } ـ هذا قول الرسول صلى الله عليه وسلم عند مسلم ـ
يا أعضاء هيئة كبار العلماء الفساد في بلادنا أزكم الأنوف و أصم الآذان و أعمى الأبصار ، الفساد في بلادنا يعرفه القاصي و الداني ، الفساد في بلادنا مضرب مثل ، الفساد في بلادنا صير كل فساد الماضي هبأة على سفحه ، الفساد في بلادنا يتحدى كل فساد عصره مع فساد المستقبل أن يبلغوا مبلغه ، الفساد في بلادنا يرتكب عيانا جهارا ، الفساد في بلادنا صار قانونا و نظاما ، الربا ، الرشوة ، شهادة الزور كلها أشياء طبيعية ، نظام إقطاع لكل أرض من قبل أفراد و تجير باسم أفراد ، عقود بأرقام فلكية لمؤسسات منتقاة بحرفية ، مناصب تأخذ بالمحسوبية و تضرب بعرض الحائط الأهلية ، تبديد للمال العام فيما لا ينفع ، إنفاق للمال العام متبوع بالمن والأذى ، عطاء من المال العام رجاء الجزاء و الشكور ، بنا تحتية هشة و إصلاحت تحركها هبة ، موت المواطنين يكاد يحرك المسؤول ، إصلاحات بلادي جعجعات إعلام و تزلف مقيت ، إصلاحات بلادي تنظيم حفلات استقبال و توديع .
يا أعضاء هيئة كبار العلماء المواطن يحترق بنار الظلم ، المواطن يرزح تحت وطأة الغبن ، قال الله تعالى في الحديث القدسي { يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي ، وجعلته بينكم محرما ، فلا تظالموا } الرجال تقهر بسلب حقوقهم ، و الرسول صلى الله عليه و سلم تعوذ بالله من قهر الرجال , الفساد عم و طم و لم يسلم من تبعاته أحد .
يا أعضاء هيئة كبار العلماء أيعقل أن فسادا بهذه الصورة و بهذه الكيفية يعالج فقط بالمناصحة و كذلك مناصحة سرية ، أجل ما نقول بقول الله تعالى { لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم } فمشاكل بهذه الصورة لا يحلها بيان على ورق ، و لا يحلها مال ينفق ، فعقد تراكمت و تشبثت ببعضها ، وفاحت رائحتها و بدت للعيان ، لا يكون حلها إلا بمحاسبة المفسد علانية ، و الأخذ بيد السفيه و رده إلى الصواب .
كنا ننتظر من هيئة كبار العلماء بيانا بأسماء أشخاص تتم محاكمتهم علانية و تثبيت جرمهم ، و تطبيق أحكام جزائية في حقهم ؛ لأجل تخفيف الإحتقان لدى المواطنين ، فواجب الهيئة في هذا الوقت العصيب بالذات ملامسة حاجة المواطن ، و البحث عما فيه مصلحة المواطنين و مصلحة بلادنا ، فما هو المانع الشرعي من محاكمة مسؤول يختلس الأموال أو موظف متلاعب في سير الأعمال أو مدير مرتشي ، فباعتقدي القاصر أن محاكمة مسؤول بجرائمه يخفف نصف الإحتقان لدى المواطنين بل أكثر من ذلك إن لم يزله ، و كذلك يبعث فيهم روح الولاء لأجهزة الدولة ، و يعيد مصداقيتها في قلوبهم .
ختاما همسة في أذن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز :
يا خادم الحرمين أنا مواطن صالح يهمني أمن وطني و سلامة أهله ، أنشد تقدمه و ريادته ، كما أنشد مستقبلا مشرفا لأبنائه ، يا خادم الحرمين المواطنون فقدوا الثقة بمن حولك من موظفين ، فالحذر كل الحذر من أن يفقدوا الثقة بهيئة كبار العلماء المشرعة لحكمك .