سيف العدل
11-11-10, 09:14 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
(( قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )) .
كان مسيلمة الكذاب بليغ فصيح سليط اللسان ( كعادة الأعراب في الفصاحة والبلاغة ) وصاحب كارزيما طاغية ومؤثرة على أصحاب العقول البسيطة والمغفلة من حوله ، لدرجة إقناعهم أنه نبي الله عز وجل ( وتعالى الله علواً كبيراً أن يكون هذا نبيه ) ، فصدقه كثير من قومه لدرجة أنهم فدوه بأرواحهم ( وما بعد النفس شيء عزيز ) وهذا يؤكد قوة إيمانهم به وتصديق رسالته لدرجة التضيحة بالنفس . وهكذا حال الدجالين من قديم الزمان إلى يومنا الحاضر ، فالدجل والكذب لمن لا يعرف ( موهبة وفن ) قل من يتقنها من البشر أو يتمتع بها لدرجة مقاربة الكمال بالكذب المطلق ، حتى وإن كانت هناك أحاديث تصف المنافقين ، فهؤلاء قادرون على تجاوز هذه الأحاديث وخداع النّاس أحيان بمنطق القوة لا قوة المنطق أو مثل ما يقال ( يكذب ويكذب ويكذب حتى يصدق كذبته ) .
يثير إشمئزازي ذلك المسئول الذي لم أقرأ له تصريح إلا وفيه تذكير الكذاذبة ، بداع وبدون داع بأن الدولة دولة الإسلام ودستورها القران وسنة النبي صلى الله عليه وسلم ، حتى بت لا أعلم حقيقة من المقصود بكلامه بـ ( الله ) .؟ وأي إسلام يقصد .؟ فلربما كان هناك إسلام أمريكي أو صهيوني .؟ وأي قرآن عنا بـ ( القران ) .؟ وعن أي نبي يتحدث .؟ فقد يجوز أنه يتكلم عن نبي آخر غير محمد بن عبدالله الهاشمي القرشي صلوات ربي وسلامه عليه وعلى ازواجه وذريته وأصحابه أجمعين .
إذا كانت المسافة بين الأرض والقمر كما يقول العلماء ثانية ضوئية ، فالحقيقة المرة أن بيننا وبين الفهم السليم و ( المنطق ) ( على الرغم أنّ أبو المنطق هو أبينا إبراهيم عليه الصلاة والسلام ) ، مسافة قد تتجاوز مئات السنين الضوئية . (( وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ )) ولو قرأنا هذه الآية الكريمة لكفتنا بوصف حالنا اليوم .. فهناك من له قلب ولكنه لا يفقه شيئاً .. ولهم أعين يرون من خلالها كل المخالفات الشرعية ويسمعون كلام الناصحين لكن لا يغيرون من فكرهم ولا يتزحزحون قيد أنملة . لا يرون حفلات الإستقبال الأسطورية تكريما للفاتح بوش ولا الصروح الربوية ولا محلات الأغاني ولا موالاة الكفار ومعادة المسلمين ، ولا يسمعون أن بوش قال من لم يكن معي فهو ضدي أو كلام أوباما وهيلاري كلينتون أنهم إستغلونا كمطايا لتحقيق أهدافهم ومخططاتهم .!!
يقول الكاتب ( الوطني ) يحي الأمير في جريدة الوطن ..: (( وكثير من الفقهاء التقليديين الآن هم صامتون فقط عن قضايا كالولاء والبراء وحكم الانضمام إلى المنظمات الدولية وتوقيع الاتفاقيات ودعوات الحوار الحضاري، وإقامة العلاقات مع الدول (الكافرة) وغيرها، )) ، وعندما أسأله ماذا لو قال هؤلاء العلماء وبينوا رأيهم أو رأي الشرع في هذه المخالفات الشرعية ماذا سنجد ..؟.. يقول ..: (( أن الحياة السعودية برمتها عبارة عن مخالفة شرعية كبرى . )) .. وهو بهذا يستفيد من صمتهم ومداهنتهم في الهجوم على الإسلام عن طريقهم بما أنهم ( يدعون ) أنهم أهل السنة والجماعة ويطبقون الشرع .. كذباً وزورا .!
الحقيقة أحيان كثيرة تتطلب منا .. بعد توفيق الله والإلحاح على الإخلاص وإستحضار النية .. الحياد والموضوعية وقراءة الأحداث قراءة متجردة لا تبحث إلا عن الحق ولا سبيل لإنتصار النفس والذات أو الأنا عليه . وعندما تسكن في مجرة بعيدة ، تفرح بشخص ما قد إخترق التفاسير المادية واخترع جهاز عقلي أسرع من الضوء ينقله إليك ، تفرح حتى وإن لم يكن قريباً ولكنك ربما تتلمس بآرقة أمل في وصول غيره بعد أن يصلوا له عن طريق تلمسه آثاره ، ومن ثم يتفوقوا عليه .
اليوم بدأ أول المثقفين في الوصول إلى مجرة قريبة من مجرة الحقيقة ، بدأ وهو المثقف المطلع بعد عشرات السنين في البحث عن الحقيقة ملامسة سؤال كيف شكلها .؟ عندما كتب عن الحرب الباردة ومن الذي إستفاد منها بعد نهايتها .؟
يقول الكاتب أحمد الشرعبي في جريدة الوطن اليوم ، ولأن هناك حروب ، لذا من الطبيعي أن تكون هناك غنائم للمنتصر ومن وقف معه ولكن هل حدث هذ معنا ؟ يقول الكاتب ..: ( تحولت المعايير المقبولة إلى تراجيديا هازلة كالتي انتهت إليها معادلات الحرب الباردة التي ذهب ريعها لصالح الكيان الإسرائيلي بدلاً عن الذين شاركوا الولايات المتحدة الأمريكية خيارات المواجهة في غير مكان من العالم ) ، فهناك دولاً تم إستخدام دينها وشعبها ومواردها في شيطنة وتكفير مقيت وهي عملية خداع للذين آمنوا في سبيل إنتصار الليبرالية على الشيوعية ، فمن الذي إستفاد .؟ الكيان الإسرائيلي ، من خدع الحكام والعلماء والشعب ليجير هذا النصر في الأخير على أرض الواقع لصالح الكيان الإسرائيلي .؟ هذا السؤال الذي يجب أن يطرح ويتم مناقشته بكل صراحة ووضوح . بدون هذا وبدون الإعتراف لن ينصلح الحال لا بد أن نعرف من كفر الشيوعية وتناسى في الوقت نفسه الليبرالية العدو اللدود لها على أي أساس تدخل في شأن ( قطبي الرحى العالمي ) لينتصر لفريق على فريق .؟ ومن حرضه وطلب منه ذلك .؟ من حقنا أن نعرف إذا أردنا أن نعرف الحقيقة ونصحح الأخطاء ونتجاوز التوترات . على الأقل ماذا استفادت الدولة والشعب .؟ فمثلاً الدول ذات السيادة لا توافق على أمر ينتهك سيادتها أو يضر مصلحتها القومية ويتعارض معها وما دون ذلك يتم التفاوض عليه ( خصوصاً إذا كان الطلب نوع من أنواع المشاركة في حرب ما أو حصار إقتصادي لدولة ) وتحديد المكاسب كما فعلت كوريا الجنوبية عندما طلبت للمشاركة في حرب أفغانستان مشاريع إقتصادية فتم إعطاءها عقد بقيمة خيالية لإنشاء مفاعل نووي في الإمارات يقام بعد سنوات طويلة ( هذا إذا أقيم ) المهم أن العقد وصلت قيمته لكوريا فتم الموافقة على نقض عهدها مع المجاهدين والعودة للمشاركة في الحرب مرة أخرى وكذلك فعلت روسيا عندما تخلت عن إيران وكذلك الصين فعلت بمقابل عقود مثل مشروع القطار وبعض الإنشاءات العمرانية التي تقدر بلميارات الدولارات . فماذا إستفدنا نحن .؟ لا شيء
يقول الشرعبي ..: ( ومن غير ذلك فإن الدرس على مرارته بالنسبة لأمتينا العربية والإسلامية يبدو غير مستوعب بالصورة المطلوبة التي تثمر العبرة والعظة وتحمي الأمتين من تكرار حالة الاستدراج وقابلية الوقوع في الفخاخ المنصوبة على منضدة سايس بيكو وفوق طاولة صموئل هيمونتل (صراع الحضارات) وما يقابلها لدى وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة عن (الفوضى الخلاقة) وقبلهما ما أورده السيد كيسنجر وهي رؤى وتصورات جميعها تحلق ضمن أفق يجري التحضير لفرضه على طريق إحلال خارطة (الشرق أوسط الجديد).. )
وها هو أوباما يقوم بجولة آسيوية ويوقع مع الهند صفقات نووية وتقنية حساسة ويطالب لها بمقعد دائم في مجلس الأمن بينما يتوقف في الدول الإسلامية ويوقع على التعاون الكامل في محاربة الإرهاب .. بدون مقابل .. ليؤكد أن هذا هو الضمان الوحيد للزعماء للبقاء في منصابهم ، ويطالب باكستان بالمزيد من العمل ضد ما أسماهم الجماعات المتشددة وهي التي تقتل أبناءها إرضاء له وتعتقلهم وتسلمهم وتسمح بإخترق أجواءها وقصف معاقل قبائل البشتون في وزير ستان . فهو لا يرى كل هذا ولم يطالب لأمة المليار والنصف بمقعد في مجلس الأمن ولم يوقع معهم أي إتفاقيات تقنية ولا هم يحزنون . كل ما يطلب منهم محاربة الإرهاب ومقابل آخر ضمان ديمومة الكراسي للطواغيت .!
يقول الكاتب أحمد الشرعبي ..: (( إننا حين نعيد قراءة التوجهات العربية والإسلامية خلال الماضي القريب ونوع وماهية مشاركتنا في وقائع وأحداث الحرب الباردة ينتابنا شيء من الذهول لأننا ذهبنا بعيداً عن سنن التدافع واخترنا حالة الانقسام بين هذا المعسكر أو ذاك دون تأمل في السنن الإلهية التي تجعل التوازن ضرورة حياة ومتطلب حماية لكل الشعوب المحكومة بنفس ظروفنا. )) وقد يقول لئيم ..:
من هي الدولة التي خدعت الإسلام والمسلمين وأقنعتهم بالمشاركة في خوض حرب الليبرالية بالوكالة ضد الشيوعية على أنها جهاد في سبيل الله .؟
من العلماء ( ومن أي دولة .؟ .) الذين شيطنوا وكفروا الشيوعية وساعدوا في تقديم شباب الأمة جنود شطرنج تحركهم الصهيونية العالمية لتحصد إسرائيل على كل هذه الإمتيازات .؟
ومن هذا الشعب المغفل ( كما وصف في القران أولئك هم الغافلون على الرغم أن لهم آذان وأعين وقلوب ) .؟
ورغم كل ما قاله هذا الكاتب في جريدة الوطن اليوم إلا أنه لا يزال في مجرة أخرى وإن كانت قريبة من المجرة التي يقع فيها كوكب الحقيقة الذي لا يسمح لأحد بالوصول له إلا إذا كان شجاعاً نزيهً يضع أمام عينه سؤال دائماً عندما يستذكر التاريخ ما هي فائد الكيان الإسرائيلي من هذا الحدث .؟ أو كيف إستفادت إسرائيل .؟ في أي حدث تشارك فيه أكبر دولة إسلامية شاركت في الحرب الباردة بدينها ومالها وشعبها وسياستها وسمعتها .!
وفي الأخير أتمنى من ذلك المسئول أن لا يتحدث كثيراً عن تطبيق الشرع والقران وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يخبرني أي رب ودين ورسول يعني .؟ فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين فكم مرة لدغتنا الصهيونية بوجودك وبرعايتك وتشجيعك وتخديرك .
-------------------
للإطلاع على مقال يحي الأمير
http://www.alwatan.com.sa/Articles/Detail.aspx?ArticleId=3053
ومقال أحمد الشرعبي
http://www.alwatan.com.sa/Articles/Detail.aspx?ArticleID=3083
(( قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )) .
كان مسيلمة الكذاب بليغ فصيح سليط اللسان ( كعادة الأعراب في الفصاحة والبلاغة ) وصاحب كارزيما طاغية ومؤثرة على أصحاب العقول البسيطة والمغفلة من حوله ، لدرجة إقناعهم أنه نبي الله عز وجل ( وتعالى الله علواً كبيراً أن يكون هذا نبيه ) ، فصدقه كثير من قومه لدرجة أنهم فدوه بأرواحهم ( وما بعد النفس شيء عزيز ) وهذا يؤكد قوة إيمانهم به وتصديق رسالته لدرجة التضيحة بالنفس . وهكذا حال الدجالين من قديم الزمان إلى يومنا الحاضر ، فالدجل والكذب لمن لا يعرف ( موهبة وفن ) قل من يتقنها من البشر أو يتمتع بها لدرجة مقاربة الكمال بالكذب المطلق ، حتى وإن كانت هناك أحاديث تصف المنافقين ، فهؤلاء قادرون على تجاوز هذه الأحاديث وخداع النّاس أحيان بمنطق القوة لا قوة المنطق أو مثل ما يقال ( يكذب ويكذب ويكذب حتى يصدق كذبته ) .
يثير إشمئزازي ذلك المسئول الذي لم أقرأ له تصريح إلا وفيه تذكير الكذاذبة ، بداع وبدون داع بأن الدولة دولة الإسلام ودستورها القران وسنة النبي صلى الله عليه وسلم ، حتى بت لا أعلم حقيقة من المقصود بكلامه بـ ( الله ) .؟ وأي إسلام يقصد .؟ فلربما كان هناك إسلام أمريكي أو صهيوني .؟ وأي قرآن عنا بـ ( القران ) .؟ وعن أي نبي يتحدث .؟ فقد يجوز أنه يتكلم عن نبي آخر غير محمد بن عبدالله الهاشمي القرشي صلوات ربي وسلامه عليه وعلى ازواجه وذريته وأصحابه أجمعين .
إذا كانت المسافة بين الأرض والقمر كما يقول العلماء ثانية ضوئية ، فالحقيقة المرة أن بيننا وبين الفهم السليم و ( المنطق ) ( على الرغم أنّ أبو المنطق هو أبينا إبراهيم عليه الصلاة والسلام ) ، مسافة قد تتجاوز مئات السنين الضوئية . (( وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ )) ولو قرأنا هذه الآية الكريمة لكفتنا بوصف حالنا اليوم .. فهناك من له قلب ولكنه لا يفقه شيئاً .. ولهم أعين يرون من خلالها كل المخالفات الشرعية ويسمعون كلام الناصحين لكن لا يغيرون من فكرهم ولا يتزحزحون قيد أنملة . لا يرون حفلات الإستقبال الأسطورية تكريما للفاتح بوش ولا الصروح الربوية ولا محلات الأغاني ولا موالاة الكفار ومعادة المسلمين ، ولا يسمعون أن بوش قال من لم يكن معي فهو ضدي أو كلام أوباما وهيلاري كلينتون أنهم إستغلونا كمطايا لتحقيق أهدافهم ومخططاتهم .!!
يقول الكاتب ( الوطني ) يحي الأمير في جريدة الوطن ..: (( وكثير من الفقهاء التقليديين الآن هم صامتون فقط عن قضايا كالولاء والبراء وحكم الانضمام إلى المنظمات الدولية وتوقيع الاتفاقيات ودعوات الحوار الحضاري، وإقامة العلاقات مع الدول (الكافرة) وغيرها، )) ، وعندما أسأله ماذا لو قال هؤلاء العلماء وبينوا رأيهم أو رأي الشرع في هذه المخالفات الشرعية ماذا سنجد ..؟.. يقول ..: (( أن الحياة السعودية برمتها عبارة عن مخالفة شرعية كبرى . )) .. وهو بهذا يستفيد من صمتهم ومداهنتهم في الهجوم على الإسلام عن طريقهم بما أنهم ( يدعون ) أنهم أهل السنة والجماعة ويطبقون الشرع .. كذباً وزورا .!
الحقيقة أحيان كثيرة تتطلب منا .. بعد توفيق الله والإلحاح على الإخلاص وإستحضار النية .. الحياد والموضوعية وقراءة الأحداث قراءة متجردة لا تبحث إلا عن الحق ولا سبيل لإنتصار النفس والذات أو الأنا عليه . وعندما تسكن في مجرة بعيدة ، تفرح بشخص ما قد إخترق التفاسير المادية واخترع جهاز عقلي أسرع من الضوء ينقله إليك ، تفرح حتى وإن لم يكن قريباً ولكنك ربما تتلمس بآرقة أمل في وصول غيره بعد أن يصلوا له عن طريق تلمسه آثاره ، ومن ثم يتفوقوا عليه .
اليوم بدأ أول المثقفين في الوصول إلى مجرة قريبة من مجرة الحقيقة ، بدأ وهو المثقف المطلع بعد عشرات السنين في البحث عن الحقيقة ملامسة سؤال كيف شكلها .؟ عندما كتب عن الحرب الباردة ومن الذي إستفاد منها بعد نهايتها .؟
يقول الكاتب أحمد الشرعبي في جريدة الوطن اليوم ، ولأن هناك حروب ، لذا من الطبيعي أن تكون هناك غنائم للمنتصر ومن وقف معه ولكن هل حدث هذ معنا ؟ يقول الكاتب ..: ( تحولت المعايير المقبولة إلى تراجيديا هازلة كالتي انتهت إليها معادلات الحرب الباردة التي ذهب ريعها لصالح الكيان الإسرائيلي بدلاً عن الذين شاركوا الولايات المتحدة الأمريكية خيارات المواجهة في غير مكان من العالم ) ، فهناك دولاً تم إستخدام دينها وشعبها ومواردها في شيطنة وتكفير مقيت وهي عملية خداع للذين آمنوا في سبيل إنتصار الليبرالية على الشيوعية ، فمن الذي إستفاد .؟ الكيان الإسرائيلي ، من خدع الحكام والعلماء والشعب ليجير هذا النصر في الأخير على أرض الواقع لصالح الكيان الإسرائيلي .؟ هذا السؤال الذي يجب أن يطرح ويتم مناقشته بكل صراحة ووضوح . بدون هذا وبدون الإعتراف لن ينصلح الحال لا بد أن نعرف من كفر الشيوعية وتناسى في الوقت نفسه الليبرالية العدو اللدود لها على أي أساس تدخل في شأن ( قطبي الرحى العالمي ) لينتصر لفريق على فريق .؟ ومن حرضه وطلب منه ذلك .؟ من حقنا أن نعرف إذا أردنا أن نعرف الحقيقة ونصحح الأخطاء ونتجاوز التوترات . على الأقل ماذا استفادت الدولة والشعب .؟ فمثلاً الدول ذات السيادة لا توافق على أمر ينتهك سيادتها أو يضر مصلحتها القومية ويتعارض معها وما دون ذلك يتم التفاوض عليه ( خصوصاً إذا كان الطلب نوع من أنواع المشاركة في حرب ما أو حصار إقتصادي لدولة ) وتحديد المكاسب كما فعلت كوريا الجنوبية عندما طلبت للمشاركة في حرب أفغانستان مشاريع إقتصادية فتم إعطاءها عقد بقيمة خيالية لإنشاء مفاعل نووي في الإمارات يقام بعد سنوات طويلة ( هذا إذا أقيم ) المهم أن العقد وصلت قيمته لكوريا فتم الموافقة على نقض عهدها مع المجاهدين والعودة للمشاركة في الحرب مرة أخرى وكذلك فعلت روسيا عندما تخلت عن إيران وكذلك الصين فعلت بمقابل عقود مثل مشروع القطار وبعض الإنشاءات العمرانية التي تقدر بلميارات الدولارات . فماذا إستفدنا نحن .؟ لا شيء
يقول الشرعبي ..: ( ومن غير ذلك فإن الدرس على مرارته بالنسبة لأمتينا العربية والإسلامية يبدو غير مستوعب بالصورة المطلوبة التي تثمر العبرة والعظة وتحمي الأمتين من تكرار حالة الاستدراج وقابلية الوقوع في الفخاخ المنصوبة على منضدة سايس بيكو وفوق طاولة صموئل هيمونتل (صراع الحضارات) وما يقابلها لدى وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة عن (الفوضى الخلاقة) وقبلهما ما أورده السيد كيسنجر وهي رؤى وتصورات جميعها تحلق ضمن أفق يجري التحضير لفرضه على طريق إحلال خارطة (الشرق أوسط الجديد).. )
وها هو أوباما يقوم بجولة آسيوية ويوقع مع الهند صفقات نووية وتقنية حساسة ويطالب لها بمقعد دائم في مجلس الأمن بينما يتوقف في الدول الإسلامية ويوقع على التعاون الكامل في محاربة الإرهاب .. بدون مقابل .. ليؤكد أن هذا هو الضمان الوحيد للزعماء للبقاء في منصابهم ، ويطالب باكستان بالمزيد من العمل ضد ما أسماهم الجماعات المتشددة وهي التي تقتل أبناءها إرضاء له وتعتقلهم وتسلمهم وتسمح بإخترق أجواءها وقصف معاقل قبائل البشتون في وزير ستان . فهو لا يرى كل هذا ولم يطالب لأمة المليار والنصف بمقعد في مجلس الأمن ولم يوقع معهم أي إتفاقيات تقنية ولا هم يحزنون . كل ما يطلب منهم محاربة الإرهاب ومقابل آخر ضمان ديمومة الكراسي للطواغيت .!
يقول الكاتب أحمد الشرعبي ..: (( إننا حين نعيد قراءة التوجهات العربية والإسلامية خلال الماضي القريب ونوع وماهية مشاركتنا في وقائع وأحداث الحرب الباردة ينتابنا شيء من الذهول لأننا ذهبنا بعيداً عن سنن التدافع واخترنا حالة الانقسام بين هذا المعسكر أو ذاك دون تأمل في السنن الإلهية التي تجعل التوازن ضرورة حياة ومتطلب حماية لكل الشعوب المحكومة بنفس ظروفنا. )) وقد يقول لئيم ..:
من هي الدولة التي خدعت الإسلام والمسلمين وأقنعتهم بالمشاركة في خوض حرب الليبرالية بالوكالة ضد الشيوعية على أنها جهاد في سبيل الله .؟
من العلماء ( ومن أي دولة .؟ .) الذين شيطنوا وكفروا الشيوعية وساعدوا في تقديم شباب الأمة جنود شطرنج تحركهم الصهيونية العالمية لتحصد إسرائيل على كل هذه الإمتيازات .؟
ومن هذا الشعب المغفل ( كما وصف في القران أولئك هم الغافلون على الرغم أن لهم آذان وأعين وقلوب ) .؟
ورغم كل ما قاله هذا الكاتب في جريدة الوطن اليوم إلا أنه لا يزال في مجرة أخرى وإن كانت قريبة من المجرة التي يقع فيها كوكب الحقيقة الذي لا يسمح لأحد بالوصول له إلا إذا كان شجاعاً نزيهً يضع أمام عينه سؤال دائماً عندما يستذكر التاريخ ما هي فائد الكيان الإسرائيلي من هذا الحدث .؟ أو كيف إستفادت إسرائيل .؟ في أي حدث تشارك فيه أكبر دولة إسلامية شاركت في الحرب الباردة بدينها ومالها وشعبها وسياستها وسمعتها .!
وفي الأخير أتمنى من ذلك المسئول أن لا يتحدث كثيراً عن تطبيق الشرع والقران وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يخبرني أي رب ودين ورسول يعني .؟ فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين فكم مرة لدغتنا الصهيونية بوجودك وبرعايتك وتشجيعك وتخديرك .
-------------------
للإطلاع على مقال يحي الأمير
http://www.alwatan.com.sa/Articles/Detail.aspx?ArticleId=3053
ومقال أحمد الشرعبي
http://www.alwatan.com.sa/Articles/Detail.aspx?ArticleID=3083