المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دفاعاً عن خلفاء بني أمية/د.جهيدة بوجمعة


Nabil48
01-11-10, 07:23 PM
دفاعاً عن خلفاء بني أمية

الدكتورة جهيدة بوجمعة


لقد تحامل الكثير من المؤرخين القدامى والمحدثين على خلفاء بني أمية واتّهموهم بالانغماس في اللهو والترف والزندقة، وإن كان هذا التحامل قد ركز على بعض الخلفاء، هم: معاوية بن أبي سفيان وابنه يزيد، والخليفة يزيد بن عبد الملك وابنه الوليد، فإنه لم يستثن - عموماً - أي خليفة من الخلفاء الأمويين.
لقد وُصف الخليفة معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه - (41-60 ﻫ) بالرجل الماكر الخداع [1] القاتل [2] المشكوك في دينه [3] بل الزنديق [4] الذي اغتصب الخلافة من أهلها [5] وحولها ملكاً كسراوياً [6] مع أنه صحابي جليل [7]) زاهد [8] ومن صفوة الصالحين [9].
لقد أسلم معاوية يوم فتح مكة في سنة (8 ﻫ) [10] وإن كان هناك من يذكر أنه أسلم قبل يوم الفتح وتحديداً بعد صلح الحديبية في سنة (6 ﻫ) «لكنه كتم الأمر حتى أظهره عام الفتح» [11]، وصَلُح إسلامه وحسن [12] وشارك في غزوة حنين وكان من المؤلَّفة قلوبهم [13] فاختاره الرسول صلى الله عليه وسلم لكتابة الوحي واستعان به في بعض أعماله [14] وصاحبه حتى أصبح من أهم رواة الحديث، روى له مائة وثلاثة وستين حديثاً [15]، وردت في الصحاح والمساند وغيرها [16]. وكان الرسول صلى الله عليه وسلم معجباً به كثيراً [17] حيث دعا له قائلاً: «اللهم اجعله هادياً، وأهد به» [18]، بل لقد بشره بالخلافة حيث قال له يوماً «يا معاوية إذا ملكت فأحسن» [19].
لقد ظلت مكانة معاوية عالية بين صحابة الرسول - بعد وفاته - فقد كان الخليفة عمر بن الخطاب يعتبره «فتى قريش [20] من يضحك في الغضب ولا يُنال ما عنده إلاّ على الرضا ولا يؤخذ ما فوق رأسه إلا من تحت قدميه» [21]. لذا، استخلفه «استحقاقاً لا محاباة» [22] على ولاية الشام بعد موت أخيه يزيد بن أبي سفيان [23] ثم أقرَّه عليها الخليفة عثمان بن عفان، فاستمر فيها عشرين سنة أميراً [24]، ومثلها خليفة بعد أن بايعه الحسن بن علي [25] في عام الجماعة( [26]) فكان في الحالتين «مثالياً في العدل والتراحم والتآسي، لم يخيّر بين الطيب والأطيب إلا اختار الأطيب على الطيب» [27]، فقد كان أعدل من الخليفة عمر بن عبد العزيز [28]، أحب رعيته وصلى عليها، فأحبته حباً يكاد يكون خرافياً وصلّت عليه، فهو إذن من خيار الأئمة قياساً بالحديث الذي جاء فيه «خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم» [29].
اعتُمِدَ لتأكيد مكر معاوية وخداعه على إشاعة أنه اتخذ من مقتل الخليفة عثمان ذريعة للوصول إلى الخلافة، وأنه وافق على خدعة التحكيم ليسلبها سلباً من الخليفة عليّ رضي الله عنه.

لقد أصبحت هاتان الإشاعتان راسختين في عقولنا حتى لا نكاد التشكيك فيهما أبداً ذلك لأنهما شاعتا في برامجنا التعليمية وفي وسائل إعلامنا، مع أن الذي حدث في الإشاعة الأولى يكاد يكون شيئاً معتاداً حيث إن معاوية رفض بعد استشارة أهله وأصحابه مبايعة علي بالخلافة إلا بعد أن يَقْتل قَتَلة عثمان أو يسلمهم له حتى يجري الحد عليهم بعدما طلب منه أبناء عثمان ذلك وسائر عصبيته [30] «ذلك لأن قَتْل القاتِل إنما شَرْعُ عِصْمَة» [31] وعندما لم يكن الخليفة قادراً على هذا الإجراء خوفاً من الفتنة وبخاصة أن القَتلة كانوا قد انضموا إليه وعسكروا معه في العراق فكانت قبائلهم لا محالة ستغضب وتثور [32] قرّر عزل معاوية من ولاية الشام [33] مما جعل معاوية يعلن مجتهداً في سياسته لا خارجاً عن دينه [34] الخروج عن طاعة الخليفة [35].

أما خدعة التحكيم التي نلخصها، حسب ما جاءت في العديد من المصادر( [36]، في أن الخليفة عليّاً ومعاوية اتّفقا على التحكيم بعد فتنة "صِفّين" التي قُتل فيها سبعون ألف مسلم فاختير من جانب معاوية عمرو بن العاص واختير من جانب الخليفة علي أبو موسى الأشعري حيث اجتمعا "بأدراج" وتفاوضا واتفقا على أن يُخْلَعَ الرجلان، فقال عمرو لأبي موسى اسْبقْ بالقول فتقدم فقال: «إني نظرت فخلعت علياً عن الأمر، ولينظر المسلمون لأنفسهم كما خلعت سيفي هذا من عاتقي». وأخرجه من عنقه فوضعه في الأرض وقام عمرو فوضع سيفه في الأرض وقال: «إنّي نظرت فاثبتُّ معاوية في الأمر كما أَثْبَتُّ سيفي هذا في عاتقي»، وتقلده فأنكره أبو موسى، فقال عمرو: «كذلك اتفقنا، وتفرق الجمع على ذلك من الاختلاف».

لقد تحير محب الدين الخطيب كثيراً من هذه الرواية وقال: «إن معاوية لم يكن يومئذ خليفة حتى يخلعه أو يثبته عمرو بل إنه لم يكن يدّعي الخلافة ولم يكن يفكّر فيها ولم يَدْعُهُ أحدٌ خليفة أبداً إلا بعد أن بايعه الحسن بن علي واجتمع عليه الناس كلهم في عام الجماعة» [37] فهو لم تكن أهدافه حتى هذا الوقت سوى إقامة الحدّ الشرعي على القتلة وإبقائه والياً على الشام مثلما كان في عهد عُمر وعهد عثمان [38]. ويؤكد محبّ الدين الخطيب أن «عمرو بن العاص لم يغالط ولم يَخْدَع أبداً بأي حال من الأحوال أبَا موسى الأشعري لأنه لم يُعْطِ معاوية شيئاً جديداً» وإن «الذي فعله عمرو هو نفس الذي فعله أبو موسى» واتفقا على أن يعهدا أمر الخلافة إلى أعيان الصحابة الموجودين على قيد الحياة للنظر فيها، متى شاءوا. وكان ذلك اجتهاداً منهما حتى يبعدا المسلمين عن الفتن [39] ويواصل قائلاً: «إذا كانت هذه الخطوة لم تتمَّ فما في ذلك تقصير من أبي موسى ولا من عمرو»، والمهم أن التحكيم لم يقع فيه خداع ولا مكر ولم تتخلّله بلاهة وغفلة من أبي موسى ولم يُقَرِّر فيه الحكماء قراراً غير ما سلف ذكره لذا لم يطرأ أي جديد بعده فالخليفة عليّ بقيت تحت أيديه العراق والحجاز وما كان يتبعهما، والوالي معاوية عاد إلى الشام مثلما كان من قبل [40].ولم ينفرد محب الدين الخطيب وحده بهذه الأحكام، بل نفهمهما أيضاً من ابن كثير الذي يقول بعد عرض الحدث «إنه حديث مُنْكَر ورفعه موضوع والله أعلم. إذ لو كان هذا معلوماً عند علي لم يوافق على تحكيم الحكمين حتى لا يكون سبباً لإضلال الناس كما نطق به هذا الحديث وآفة هذا الحديث هو زكريا بن يحيى وهو الكندي الحِميري الأعمى» [41].

أما عن اتهام معاوية بالقتل فقد أجاب ابن تيمية قائلاً: «أما الصحابة فيقال الذين قتلوا من الطائفتين قَتَل هؤلاء وهؤلاء من هؤلاء... وكان علي ومعاوية رضي الله عنهما أطلب لكف الدماء من أكثر المقتتلين لكن غُلبا فيما وقع والفتنة إذا ثارت عجز الحكماء عن إطفاء نارها. وكان في العسكرين مثل الأشتر النخعي وهاشم بن عتبة المرقال وعبد الرحمن بن خالد بن الوليد وأبي الأعور السلمي ونحوهم من المحرضين على القتال قوم ينتصرون لعثمان غاية الأنصار وقوم ينفرون عنه وقوم ينتصرون لعلي وقوم ينفرون عنه... وقتال الفتنة مثل قتال الجاهلية» [42].

أما قَتْله لحجر بن عدي فقد ذكر ما يعلّله. فقد كان حجر يسعى دائماً لإثارة الفتن في الكوفة، المنطقة التي أخرجت العدد الأكبر من الفاتنين مندفعاً بعاطفته الحزبيّة وتشيعه لعليّ [43]. ويظهر أن محاولاته هذه كانت قد فاقت مدى حلم الخليفة وسعة صدره. وكان آخر ما قام به هو قطع خطبة الجمعة لزياد بن أبي سفيان حيث يُذكر أن زياداً خطب وأطال الخطبة في الكوفة فقاطعه منادياً: "الصلاة" لكن زياداً واصل في خطبته إلا أن حجراً حاصبه مع مجموعة من الرجال فكتب الوالي إلى الخليفة يشكو بغي حجر وفساده فأمر الخليفة بتسريحه له ولما جيء به أمر بقتله [44].
لقد كان معاوية مقتنعاً أن قتل حجر كان الجزاء الذي ينبغي أن يكون ويظهر هذا في ردّه على السيّدة عائشة حينما كلمته في الأمر حيث قال لها: «دعيني وحجراً حتى نلتقي عند الله. وأنتم معشر المسلمين أولى أن تدعوهما حتى يقفا بين يدي الله مع صاحبهما العدل الأمين المصطفى المكين، وأنتم ودخولكم حيث لا تشعرون، فمالكم لا تسمعون» [45].

أمام اتهام معاوية بقتل الحسن بن علي رضي الله عنهما بأن اتّفق مع إحدى زوجات الحسن وهي جعدة بنت الأشعث على أن تدسّ له سُمّاً ووعدها على ذلك بمائة ألف درهم وبأن يزوجها ابنه يزيد [46]) فهو اتهام كاذب ومستحيل الحدوث كما يراه البعض [47] فأبو بكر العربي يقول: «هذا محال من جهين: أحدهما أنه ما كان [معاوية] ليتقي من الحسن بأساً وقد سلم الأمر. والثاني أنه أمر مغيّب لا يعلمه إلا الله فكيف تحملونه بغير بينة على أحد من خلقه في زمان متباعد لم تثق فيه بنقل ناقل، بين أيدي قوم ذوي أهواء، وفي حال فتنة وعصبية، ينسب كل واحد إلى صاحبه ما لا ينبغي»( [48]).
أما ابن تيمية فيقول: «لم يثبت ذلك ببيِّنة شرعية ولا قرار معتبر ولا إقرار معتبر، ولا نقل يجزم به. وهذا مِمّا لا يمكن العلم به، فالقول به قول بلا علم»( [49]) ويحاول هذا الشيخ أن يعطي احتمالات على فرض صحة الخبر فيجدها كلها مستحيلة الافتراض. ويذكر أن جعدة المتهمة كانت مطلقة من الحسن عند وفاته.

أما اتهام معاوية رضي الله عنه بالرجل المشكوك في دينه بل والزنديق فنرد عليهم بعرض برنامج حياته اليومي المشحون بالعبادة والمكارم كما جاء به المسعودي المؤرخ الشيعي نفسه حيث يذكر قائلاً:
«كان يؤذّن في اليوم والليلة خمس مرات؛ كان إذا صلى الفجر جلس للقاص حتى يفرغ من قصصه، ثم يدخل فيؤتى بمصحفه فيقرأ جزأه، ثم يدخل إلى منزله فيأمر وينْهى، ثم يصلي أربع ركعات، ثم يخرج إلى مجلسه، فيأذن لخاصة الخاصة فيحدثهم ويحدثونه ويدخل عليه وزراؤه فيكلمونه فيما يريدون من يومهم إلى العشي، ثم يؤتى بالغداء الأصغر، وهو فضلة عشائه من جدي بارد أو فرخ أو ما يشبهه، ثم يتحدث طويلاً، ثم يدخل منزله لِمَا أراد ثم يخرج فيقول: "يا غلام أخْرِج الكرسي" فيتقدم إليه الضعيف والأعرابي والصبي والمرأة ومن لا أحد له، فيقول: "ظلمت" فيقول: "أعزوه" ويقول: "عُدِي عَلَّي" فيقول: "ابعثوا معه" ويقول: "صُنِعَ بي" فيقول: "أنظروا في أمره" حتى إذا لم يبق أحد دخل فجلس على السرير (...) ثم يؤتي بالغداء، يحضر الكاتب فيقوم عند رأسه ويقدم الرجل فيقول له: "اجلس على المائدة، فيجلس، فيمد يده فيأكل لقمتين أو ثلاثاً والكاتب يقرأ كتابه فيأمر فيه بأمره، فيقال: "يا عبد الله أعقب، فيقوم ويتقدم آخر، حتى يأتي على أصحاب الحوائج كلهم، وربما قدم عليه من أصحاب الحوائج أربعون أو نحوهم على قدر الغداء، ثم يرفع الغداء ويقال للناس: أجيزوا، فينصرفون، فيدخل منزله، فلا يطمع فيه طامع، حتى ينادي بالظهر، فيخرج فيصلي ثم يدخل فيصلّي أربع ركعات ثم يجلس فيأذن لخاصة الخاصّة ثم يخرج فيصلي العصر ثم يدخل إلى منزله فلا يطمع فيه طامع، حتى إذا كان في آخر أوقات العصر خرج فجلس على سريره ويؤذن للناس على منازلهم فيؤتى بالعشاء فيفرغ من مقدار ما ينادي بالمغرب... ثم يرفع العشاء وينادي بالمغرب، فيخرج فيصليها ثم يصلي بعدها أربع ركعات يقرأ في كل ركعة خمسين آية يجهر تارة ويخافت أخرى ثم يدخل منزله فلا يطمع في طامع حتى ينادي بالعشاء الآخر فيخرج فيصلي، ثم يُؤْذِن للخاصة وخاصة الخاصّة والوزراء والحاشية [...] ويستمر إلى ثلث الليل [...] ثم يدخل فينام ثلث الليل، ثم يقوم فيقعد فيحضر الدفاتر فيها سير الملوك وأخبار الحروب والمكايد فيقرأ ذلك عليه غلمان له مرتبون وقد وكلوا بحفظها وقراءتها، فتمر بسمعه كل ليلة جمل من الأخبار والسير والآثار وأنواع السياسيات، ثم يخرج فيصلي الصبح ثم يعود فيفعل ما وصفنا في كل يوم»( [50]).
كيف يتهم بالزندقة من يقول عنه الصحابي الجليل أبو الدرداء «ما رأيت أحداً أشبه صلاة بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من معاوية»( [51])، ومن يعتبره الصحابي ابن عباس فقيهاً [52] ومن يشهد له الصحابي المسور بن مخزمة بالخير والاجتهاد في مرضاة الله( [53]، ولو كان زنديقاً أو متهماً في دينه، على الأقل - لما كان الصحابة الذين أدركوا خلافته يوافقون عليه خليفة [54] بل أنّ علياً - رضي الله عنه - اعترف بإمارته وحاول إبعاد شيعته عن كرهه حيث قال: «أيها الناس لا تكرهوا إمارة معاوية، فأنكم لو فقدتموه رأيتم الرؤوس تندر عن كواهلها كأنها الحنظل» [55].
كما أنّ ابنه، الحسن - رضي الله عنه - لعن كل من يذكر أن معاوية سيكون من أهل النار [56]، كما أنه روي عن الخليفة عمر بن عبد العزيز أنه لم يكن يعاقب أحداً إلا بعد حبسه ثلاثة أيام كراهة أن يجعل في أول غضبه [57]، ولم يضرب أحداً سوطاً طيلة مدة خلافته، إلا رجل واحد ثلاثة أسواط لأنه تناول من معاوية [58].
أمّا من اعتبروا معاوية مغتصباً للخلافة فيجيبهم ابن تيمية قائلاً: «لم يدع معاوية الخلافة، ولم يبايع له بها حين قاتل على أنه خليفة، ولا أنه يستحق الخلافة... وكان معاوية يقر بذلك لمن سأله عنه، ولا كان معاوية وأصحابه يرون أن يبتدئوا علياً وأصحابه بالقتال...» [59]، كما يقول في جهة أخرى: «... لم يكن معاوية من يختار الحرب ابتداء بل كان من أشد الناس حرصاً على أن لا يكون قتال وكان غيره أحرص على القتال منه...» [60]، كما أن المصادر تذكر أن الحسن بن علي هو الذي بادر بمبايعة معاوية لأنه كان للحرب والقتال كارهاً وبالعلم والتعبد مشغفاً [61]، مما جعل الناس تجتمع على مبايعته فسمي عام (41 ﻫ) عام الجماعة لذلك [62].
أما توريثه الخلافة لابنه يزيد (60-64 ﻫ) فيبرره ابن خلدون بقوله: «... والذي دعا معاوية لإيثار ابنه يزيد بالعهد دون سواه، إنما هو مراعاة المصلحة في اجتماع الناس واتفاق أهوائهم باتفاق أهل الحل والعقد عليه حينئذ من بني أمية، إذ أن بني أمية يومئذ، لا يرضون سواهم، وهم عصابة قريش وأهل الملّة أجمع، وأهل الغلب منهم، فآثره بذلك دون غيره ممن يظن أنه أولى بها... ولا يظن بمعاوية غير هذا فعدالته وصحبته مانعة عن سوى ذلك» [63]، ويواصل قائلاً: «وحضور أكابر الصحابة لذلك وسكوتهم عنه دليل على انتهاء الرّيب فيه، فليسوا ممن تأخذهم في الحق هوادة، وليس معاوية ممن تأخذه في العزّة في قبول الحق، فإنهم كلهم أجلّ من ذلك...».
أما يزيد بن معاوية فقد كان له أيضاً نصيب كبير من التّهم والإشاعات حتى لا نكاد نجد عنه خبراً طيباً، فابن طباطبا يصفه قائلاً: «كان موفر الرغبة في اللهو والقنص والخمر والنساء والشعر» [64].
لا يُعقل أن يكون المقصود بهذه الأوصاف يزيد بن معاوية الذي لقب "بفتى العرب" [65] لشجاعته وبسالته في ميادين الجهاد ضد البيزنطيين، والذي عُرف برجاحة العقل والعلم حيث شهد له الصحابي ابن عباس بذلك فقال: «إذا ذهب ينو حرب ذهب علماء الناس» [66]، والذي شهد له ابن الحنفية بن علي - رضي الله عنه - بصحة دينه واجتهاده في التقرب إلى خالقه [67]، بل لقد شهد له الناس بذلك حتى أنهم أصبحوا لا يفضلون عليه أحداً [68].

لقد كان في نية يزيد إتِّباع منهج حكم عمر بن الخطاب، ولقد روى أنّ «أباه سأله يوماً كيف تراك فاعلاً إن وليت؟»، فقال: معاوية: «سبحان الله يا بني، والله لقد جهدت على سيرة عثمان فما أطقتها، فكيف بك وسيرة عمر» [69]، ومع ذلك فقد حاول تطبيقه إلا أنه يظهر أن للبيئة وللناس دوراً كبيراً في اختيار المنهج، ففتحي عثمان ينبهنا إلى ذلك قائلاً: «قد يظن من لا نظر له في حياة الشعوب وسياستها أن الحاكم يستطيع أن يكون كما يريد أن يكون حيثما يكون!!! وهذا خطأ فللبيئة من التأثير في الحاكم، وفي نظام الحكم أكثر مما للحاكم ونظام الحكم من التأثير على البيئة...» [70]، وهذا ما عبر عنه الخليفة عبد الملك بن مروان (56-86 ﻫ) قائلاً: «إنكم لتسومون منا فعل أبي بكر وعمر ولستم بعمل رعيتهما، فأعان الله كلاً على كلّ» [71].
بقي أن نقول إنّ معاوية اهتم بتنشئة ابنه يزيد تنشئة إسلامية، وأنه اختار له الخشونة، والبداوة فبعثه لينشأ عند أخواله من قضاعة في البداية [72] وشك أنّه أعطاه الكثير من سياسته وعلمه كيف يكثر الأحباب ويكسب الأعداء فكيف إذن يخرج عن طاعة ربه علناً في وقت كان لا يؤم الإنسان إلا بدينه؟
وعن هذه الأوصاف التي وُصف بها يزيد الثاني يقول المستشرق كارل بروكلمان: «... إنه لمن العسير أن ينسب إلى مثل هذا الرجل من العاطفة ما جعله يحزن لوفاة جارية من جواريه حتى مات. فقد وحّد الإدارة في مكة والمدينة وأدخل إصلاحات على ديوان القبائل في مصر... ليس هذا فحسب بل لقد حاول أن يعالج المظالم الناتجة عن إصلاحات عمر الثاني المالية... واصطنع في سياسة النصارى اتجاهاً غير اتجاه عمر القائم على أساس الاحترام والود، فلم يكتف بالاستيلاء على عدد من كنائسهم بل أمر إلى ذلك بتحطيم تماثيلهم الدينية» [73]، فكيف لسياسي مثل هذا أن يعيش مبهوراً بجارية ويطير عند غنائها؟

أما الخليفة الوليد بن يزيد (125-126 ﻫ) فقد نال القدر الأكبر من الاتهامات حيث اتفقت كل المصادر التي اطلعنا عليها على وصفه بالماجن والخليع والزنديق [74]، ومنها نأخذ وصف ابن طباطبا له ذلك لأنه، وحسب ما يبدو، كان ألين وصف حيث يقول: «كان الوليد من فتيان بني أمية وظرفائهم، وشجعانهم وأجوادهم وأشدائهم، منهمكاً في اللهو والشرب وسماع الغناء، وكان شاعراً حسناً له أشعار حسنة في العتاب والغزل ووصف الخمر».
نرد على هذه الاتهامات بما قاله الفقيه ابن علاثة للمهدي العباسي (158-169 ﻫ) حين سأله عن الوليد «يا أمير المؤمنين الله أعظم وأجل من أن يولي خلافة النبوة وأمر الأمة من لا يؤمن...» [75]، ويظهر أن المهدي اقتنع بهذه المقولة حيث يذكر أنه كان يرددها كما ذكر أن الوليد كان خليفة فاسقاً [76]، واقتنع بذلك أيضاً ابنه الرشيد (170-193 ﻫ) الذي يُذكر أنه كان يهوى كثيراً الحديث عن الوليد [77].
في الواقع، لقد تعرض التاريخ الأموي وخلفاؤه إلى تشويش وتشويه وطمس الحقائق، من أعدائه الْكُثر الذين تمثل بعضهم في الشيعة والزبيريين والعباسيين والخوارج، والشعوبيين والمستشرقين وخاصة منهم الألمان الذين دافعوا عن قوميتهم بالإساءة إلى الأمويين، الذين عدوهم حاملي لواء التوسع والاستعمار في القارة الأوربية، هذا فضلاً عن الكثير من المحدثين الذين نقلوا عن قصد ودون قصد من كتب المستشرقين معتبرين الحقائق التي توصلوا إليها نظريات [78].

ولا نشك أبداً في أمر التشويه إذا ما عرفنا أن التاريخ الأموي كتب في العصر العباسي اعتماداً على ما حملته الذاكرة الإنسانية من أخبار خاضعة للأهواء الشخصية والسياسية ويجب أن نذكر أن المؤرخين عملوا على التقرب إلى السلطة بالإساءة إلى الأمويين بعدما أدركوا ذلك التشجيع على تشويه تاريخ آل أمية من الخلفاء العباسيين أنفسهم، فالخليفة المأمون (198-218 ﻫ) طلب في سنة (211 ﻫ) من مناديه أن ينادي «برئت الذمة ممن ذكر معاوية بخير أو فضله على أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم »، وهذا بعدما لاحظ ميلاً كبيراً من رعيته لمعاوية [79].
ثم أنّ العباسيين لم يقفوا عند هذا الحد بل عمدوا إلى تزوير الحقائق التاريخية المعروفة وصاروا ينسبون لأنفسهم مآثر أعدائهم وينحلون ما قيل فيهم من طيب الشعر والمديح [80]. كما أنهم لم يتركوا حسنة لبني أمية إلا أتوا عليها وأخذوا يضطهدون مَن وَالاَهُم أو ساعدهم أو انتسب إليهم، فقد أمر الخليفة المأمون بإبعاد آل زياد بن عبيد الذين قرّبهم معاوية عن نسبهم القريشي، كما أن الخليفة المستعين (248-252 ﻫ) أمر بإسقاط مِن مراتب مَن كانت له مرتبة في دار العامة من بني أمية كأبي الشوارب والعثمانيين [81].

هذا وقد كتب مؤرخو الشيعة التاريخ الأموي مندفعين من عواطفهم الهائجة التي أملت عليهم ما يسيء كثيراً إلى الخلفاء الأمويين، وأعطى المقريزي دليلاً خرافياً عن العداوة بين بني هاشم وبني عبد شمس فقد ذكر «أن هشاماً وعبد شمس ولدا توأمين، خرج عبد شمس في الولادة قبل هاشم، وقد لصقت إصبع أحدهما بجبهة الآخر فلما نزعت دمى المكان فقيل سيكون بينهما أو بين بنيهما دم، فكان كذلك» [82]مع أننا نفهم من الواقدي أن بني عبد شمس كانوا من جملة المعتدلين في عداوة محمد صلى الله عليه وسلم بل أنّهم في الكثير من الأحيان كانوا كارهين للمسير لقتال المسلمين «حتى أصبحت قريش تعرف ذلك منهم» [83]، ثم إن أبا سفيان كان صديقاً للعباس بن المطلب ونديماً له، ولم تبدأ الكراهية التي لم تكن بين آل أمية وكل آل هاشم، بل فيما بينهم وبين علي - رضي الله عنه - إلا ابتداء من معركة بدر في السنة الهجرية الثانية، ذلك لأنه قتل وحده أربعة من بني شمس [84]، كما أن الشعوبيين سلكوا طريقاً في كتابتهم عن التاريخ الأموي جمعوا فيه بين التاريخ والخيال الأدبي، وجعلوا خلفاء آل أمية أبطالها، وصبوا عليهم كامل أحقادهم، ويعد كتاب "الأغاني" للأصفهاني - الذي يزعم أنه أموي النّسب حتى يُصدَّق [85]- من أخطر المصادر التي كتبت، وأصبحت من الركائز التي يعتمد عليها المستشرقون للإطاحة بالتاريخ الأموي بل وبالحضارة الإسلامية كلها.

وتأكيداً على مدى تشويه التاريخ الأموي نقول: إن العصر العباسي عرف في بدايته انتفاضات كثيرة قامت تطالب بعودة الأمويين وخصوصاً في سوريا وفلسطين والجزيرة والتي نذكر منها انتفاضة حبيب بن مُرّة المريّ أحد قادة الخليفة مروان بن محمد وانتفاضة أبي الورد وانتفاضة أهل البوثانية وحوران وقنسورين وحمص وتدمر ودمشق [86]، في الشام وأهل قرقيسيا والرّقّة وحوران في الجزيرة. وعلى الرغم من أن العباسيين تمكنوا من التغلب على كل هذه الانتفاضات فإنهم لم يتمكنوا من استئصالها نهائياً فقد عادت شديدة في عهد المأمون عندما لاحظ العرب سيطرة آل الفضل الفرس على الخليفة ونفهم من الطبري أن الشام شهد في هذا العهد الكثير من الانتفاضات قام بها الثائر بن السريج وابن أبي الجمل وابن أبي الصقر. وإن هؤلاء تمكنوا من التغلب على الإقليم حيناً [87]، كما تذكر المصادر أيضاً أن القيسية في دمشق خرجت في سنة (277 ﻫ/ 841 م) عن طاعة العباسيين مطالبين بحكم آل أمية، وأنهم عاثوا كثيراً وأفسدوا وحاصروا أميرهم قبل أن يهزموا [88]. ويجب أن نذكر هنا أن هؤلاء الثائرين لَمَّا أدركوا استحالة عودة الأمويين للخلافة نشروا اعتقاداً فيما بينهم يقول عودة السفيان مهديهم المنتظر ليخلصهم من نير ظالميهم [89]. والمؤكد أن هذا الاعتقاد انتشر أيضاً بين الأعاجم ولا يزال إلى اليوم في شنغان في بلاد الهند [90].
هذا وقد عبّر بعض الشعراء العباسيين على حنينهم إلى حكم آل أمية ومن بينهم بشار بن برد الذي قال:

بني أمية هبّوا طال نومكم* إن الخليفة يعقوب بن داود
[91]
والشاعر أبو عطاء الذي قال:

يا ليت جور بني مروان عاد لنا * وأن عدل بني العباس في النار
[92]
وأيضاً الشاعر دعبل بن علي الذي هجا الرشيد قائلاً:

أرى أمية معذورين إن قتلوا * ولا أرى لبني العباس من عذر
[93]
بل لقد عرف بعض الحنين إلى خلفاء آل أمية من الخلفاء العباسيين أنفسهم، فكان الخليفة المنصور يهوى أخبار هشام والحديث عن سيرته [94]، لأنه كان يراه رجل القوم [95]. ويذكر أنه تأثر بها كثيراً حتى صار يسير سيرته في سياسته وتدبير أموره [96].
كما يذكر أن الخليفة الرشيد كان مقتنعاً أن خلفاء آل أمية كانوا أنفع للناس من خلفاء العباسيين [97]، كما عرف عن الخليفة المتوكل أيضاً أنه كان محباً لآل أمية حتى أنه كان لا يجالس إلا منهم أو من يعرف بحبهم [98].

إذن، لقد شوه الأعداء تاريخ خلفاء بني أمية، وأسقطوا عنهم كل المزايا.

عن موقع التاريخ العربي

الهوامش:
[1] أبو الحسن علي المسعودي، توفي 346 ﻫ، مروج الذهب ومعادن الجوهر، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، المكتبة العصرية، بيروت، 1987، ج 2، ص. 411 وما بعدها.
[2] أبو العباس تقي الدين ابن تيمية، توفي سنة 758 ﻫ، منهاج السنة النبوية، المكتبة العلمية، بيروت، د.ت، ج 2 ص. 224.
[3] أبو عثمان عمر بن بحر الجاحظ، توفي 255 ﻫ، رسالة الجاحظ في بني أمية، دار المعارف، القاهرة،د. ت، ص. 124.
[4] أبو حامد عز الدين ابن أبي حديد، توفي 656 ﻫ، شرح نهج البلاغة، تحقيق محمد أبو الفضل، دار إحياء الكتب العربية، القاهرة، 1963، ج 5، ص. 130.
[5] تقي الدين المقريزي، توفي 845 ﻫ، النزاع والتخاصم فيما بين بني أمية وبني هاشم، حققه وعلق عليه حسين مؤنس، دار المعارف، القاهرة، د.ت، ص. 25.
[6] ابن أبي حديد، شرح نهج البلاغة، المصدر السابق، ج 5، ص. 130.
[7] ابن تيمية، منهاج...، المصدر السابق، ج 2، ص. 199.
[8] أبو بكر العربي المالكي، توفي 543 ﻫ، العواصم والقواصم في تحقيق مواقف الصحابة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، حققه وعلق على حواشيه العلامة الشيخ محب الدين الخطيب، دار الجيل، بيروت، د. ت، ص. 217.
[9] ابن تيمية، منهاج...، المصدر السابق، ج 2، ص. 198، 203.
[10] المصدر نفسه، ج 2، ص. 198، 206.
[11] أبو عمر يوسف القرطبي، توفي 463 ﻫ، الاستيعاب وأسماء الأصحاب، دار الكتاب العربي، بيروت، د. ت، ج 3، ص. 375.
[12] جلال الدين عبد الرحمن السيوطي، توفي 911 ﻫ، تاريخ الخلفاء، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، دار الجيل، بيروت، 1988، ص. 232.
[13] المصدر نفسه، ص. 233.
[14] ابن تيمية، منهاج...، المصدر السابق، ج 2، ص. 216.
[15] السيوطي، تاريخ الخلفاء، المصدر السابق، ص. 233.
[16] ابن تيمية، منهاج...، المصدر السابق، ج 2، ص. 201.
[17]) السيوطي، تاريخ الخلفاء، المصدر السابق، ص. 233.
[18] علي بن محمد بن مسعود الخزاعي، تخريج الدلالات السمعية، تحقيق إحسان عباس، دار الغرب الإسلامي، بيروت، 1985، ص. 172.
[19] السيوطي، تاريخ الخلفاء، المصدر السابق، ص. 234.
[20] القرطبي، الاستيعاب وأسماء الأصحاب، المصدر السابق، ج 3، ص. 377.
[21] المصدر نفسه والصفحة.
[22] ابن تيمية، منهاج...، المصدر السابق، ج 2، ص. 202.
[23] الخزاعي، تخريج الدلالات السمعية، المصدر السابق، ص. 267.
[24] المصدر نفسه، ص. 173.
[25] السيوطي، تاريخ الخلفاء، المصدر السابق، ص. 227.
[26] القرطبي، الاستيعاب، المصدر السابق، ج 3، ص. 278.
[27] تعقيبات محب الدين الخطيب في العواصم والقواصم، ص. 216.
[28] المصدر نفسه، ص. 217.
[29] ابن تيمية، منهاج...، المصدر السابق، ج 2، ص. 222.
[30] المصدر نفسه، ج 2، ص. 208؛ ومجموع فتاوى ابن تيمية، ج 35، صص. 72-73؛ تعليقات محب الدين الخطيب، العواصم والقواصم، المصدر السابق، ص. 168.
[31] ابن تيمية، منهاج...، المصدر السابق، ج 2، ص. 210.
[32] ابن تيمية، منهاج...، المصدر السابق، ج 2، ص. 209؛ ومجموع فتاوى ابن تيمية، ج 35، ص. 73؛ تعليقات محب الدين الخطيب، العواصم والقواصم، المصدر السابق، ص. 168 و169.
[33] ابن تيمية، منهاج...، المصدر السابق، ج 2، ص. 222.
[34] الترمذي، عارضة الأحوذي لشرح الترمذي، ج 13، ص. 230.
[35] ابن تيمية، منهاج...، المصدر السابق، ج 2، ص. 209؛ ومجموع فتاوى ابن تيمية، ج 35، ص. 73؛ تعليقات محب الدين الخطيب، العواصم والقواصم، المصدر السابق، ص. 168.
[36] أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، توفي 310 ﻫ، تاريخ الأمم والملوك، دار القاموس الحديث، بيروت، د. ت، ج 6، ص. 37؛ عز الدين أبو الحسن علي بن أبي الكرم بن عبد الواحد الشيباني ابن الأثير، توفي 630 ﻫ، الكامل في التاريخ، دار بيروت للطباعة والنشر، 1402/ 1982، ج 3، ص. 329 وما بعدها؛ عبد الله بن مسلم ابن قتيبة، الإمامة السياسية، تقديم عبد الرحمان بوزيد، موفم للنشر، الجزائر، 1989، ج 1، ص. 210 وما بعدها؛ المسعودي مروج الذهب، المصدر السابق،
ج 2، ص. 409؛ أبو بكر العربي المالكي، العواصم والقواصم، المصدر السابق، ص. 177؛ السيوطي، تاريخ الخلفاء، المصدر السابق، ص. 207.
[37] تعقيبات محب الدين الخطيب، العواصم والقواصم، المصدر السابق، ص. 177.
[38] المصدر نفسه، ص. 177.
[39] المصدر نفسه، ص. 177 و178.
[40] المصدر نفسه، ص. 177.
[41] الحافظ الدمشقي ابن كثير، توفي 774 ﻫ، البداية والنهاية، مكتبة المعارف، بيروت، ط. 6، 1409/ 1988، ج 7، ص. 385.
[42] ابن تيمية، منهاج...، المصدر السابق، ج 2، ص. 224.
حجر بن عدي الكندي يلقب بحجر الخير، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم هو وأخوه هانئ بن عدي، وشهد القادسية وكان من أمراء جيش علي في يوم الجمل وصفين سكن الكوفة بعد ذلك في إمارة زياد قتله معاوية "بمرج عذراء" مع أصحاب له عام 51 ﻫ/ 671 م. (انظر أحمد عطية الله، القاموس الإسلامي، المصدر السابق، ج 2، ص. 44).
[43] تعقيبات محب الدين الخطيب، العواصم والقواصم، المصدر السابق، صص. 119-120.
[44] المصدر نفسه، ص. 119.
[45] تعقيبات محب الدين الخطيب، العواصم والقواصم، المصدر السابق، صص. 220.
[46] السيوطي، تاريخ الخلفاء، المصدر السابق، ص. 228؛ المسعودي، مروج الذهب، المصدر السابق، ج 3، ص. 5.
[47] ابن تيمية، منهاج...، المصدر السابق، ج 2، ص. 225؛ أبو بكر بن عربي المالكي، العواصم والقواصم، المصدر السابق، ص. 221؛ محمود شلابي، حياة الإمام الحسين، دار الجيل، بيروت،
ط. 1، 1985، ص. 38.
[48] العواصم والقواصم، المصدر السابق، ص. 221.
[49] منهاج السنة النبوية، المصدر السابق، ج 2، ص. 225.
[50] مروج الذهب، المصدر السابق، ج 3، صص. 40-41.
[51] منهاج السنة ، المصدر السابق، ج 3، ص. 185.
[52] الحافظ شهاب الدين العسقلاني، توفي 852 ﻫ، الإصابة في تمييز الصحابة، دار الكتاب العربي، بيروت، د. ت، ص. 413.
[53] القرطبي، الاستيعاب، المصدر السابق، ج 3، ص. 382.
[54] المصدر نفسه، ص. 381.
[55] تعقيبات محب الدين الخطيب، العواصم والقواصم، المصدر السابق، ص. 212.
[56] القرطبي، الاستيعاب، المصدر السابق، ج 3، ص. 283.
[57] السيوطي، تاريخ الخلفاء، المصدر السابق، ص. 282.
[58] القرطبي، الاستيعاب، المصدر السابق، ج 3، ص. 283.
[59] ابن تيمية، الفتاوى، جمع وترتيب عبد الرحمن بن محمد بن القاسم العاصمي وساعده ابنه محمد، طبع بأمر صاحب السمو فهد بن عبد العزيز، ط. 1، 1398 ﻫ، ج 35، ص. 72.
[60] ابن تيمية، منهاج...، المصدر السابق، ج 2، ص. 219.
[61] الطبري، تاريخ الأمم والملوك، المصدر السابق، ج 6، ص. 93؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، المصدر السابق، ج 3، ص. 404.
[62] ابن تيمية، الفتاوى، المصدر السابق، ج 35، ص. 19.
[63] عبد الرحمن ولي الدين ابن خلدون، المقدمة، الدار التونسية للنشر، تونس، 1984، ج 1، ص. 265.
[64] محمد بن علي الطقطقي ابن طباطبا، توفي 709 ﻫ، الفخري في الآداب السلطانية والدول الإسلامية، مكتبة ومطبعة محمد علي صبيح وأولاده، القاهرة، د.ت، ص. 91.
[65] تعقيبات محب الدين الخطيب، العواصم والقواصم، المصدر السابق، ص. 222.
[66] المصدر نفسه، ص. 229.
[67] المصدر نفسه، ص. 233.
[68] المصدر نفسه، ص. 234.
[69] المصدر نفسه، ص. 216.
[70] أضواء على التاريخ الإسلامي، دار الجهاد، القاهرة، د. ت، ص. 211.
[71] أبو القاسم حسين بن محمد الراغب الأصفهاني، محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء، منشورات دار مكتبة الحياة، بيروت، 1961، ج 1، ص. 163.
[72] تعقيبات محب الدين الخطيب، العواصم والقواصم، المصدر السابق، ص. 232.
[73] تاريخ الشعوب الإسلامية، نقله إلى العربية نبيه أمين فارس ومنير البعلبكي، دار الملايين، بيروت،
ط. 9، 1981، ص. 152.
[74] الطبري، تاريخ الأمم والملوك، المصدر السابق، ج 8، ص. 288؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، المصدر السابق، ج 5، ص. 264؛ المسعودي، مروج الذهب، المصدر السابق، ج 3، ص. 225؛ ابن طباطبا، الفخري في الآداب السلطانية...، المصدر السابق، ص. 105.
[75] الأصفهاني، الأغاني، المصدر السابق، ج 7، ص. 81.
[76] ابن الأثير، الكامل في التاريخ، المصدر السابق، ج 5، ص. 291؛ السيوطي، تاريخ الخلفاء، المصدر السابق، ص. 301.
[77] الأصفهاني، الأغاني، المصدر السابق، ج 7، ص. 19.
[78] فاروق عمر، الجذور التاريخية للوزارة العباسية، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، 1986،
ص. 179.
[79] الطبري، تاريخ الأمم والملوك، المصدر السابق، ج 10، ص. 278؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، المصدر السابق، ج 6، ص. 406؛ المسعودي، مروج الذهب، المصدر السابق، ج 4، ص. 40.
[80] الجوزي بندلي صليبا، دراسات في اللغة والتاريخ الاقتصادي والاجتماعي عند العرب، جمع وتقديم جلال السيد ناجي علوش، دار الطليعة، بيروت، 1977، ص. 61.
[81] ابن الأثير، الكامل في التاريخ، المصدر السابق، ج 7، ص. 134.
[82] المقريزي، النزاع والتخاصم، المصدر السابق، صص. 37-38.
[83] محمد بن عمر الواقدي المتوفى 207 ﻫ، كتاب المغازي، تحقيق مارسدن جونس، عالم الكتب، بيروت، 1984، ج 1، ص. 37.
[84] المقريزي، النزاع والتخاصم، المصدر السابق، ص. 9.
[85] وليد الأعظمي، السيف اليماني في نحر الأصفهاني صاحب الأغاني، شركة الشهاب، الجزائر، ص. 60.
[86] الطبري، تاريخ الأمم والملوك، المصدر السابق، ج 9، صص. 139-140.
[87] المصدر نفسه، ج 10، ص. 278.
[88] ابن الأثير، الكامل في التاريخ، المصدر السابق، ج 6، ص. 523.
[89] الطبري، تاريخ الأمم والملوك، المصدر السابق، ج 10، ص. 155.
[90] الجوزي بندلي صليبا، دراسات في اللغة والتاريخ الاقتصادي والاجتماعي عند العرب، المصدر السابق، ص. 68.
[91] جرجي زيدان، تاريخ آداب اللغة العربية، ج 1، ص. 366.
[92] ابن قتيبة، الشعر والشعراء، ص. 522.
[93] جرجي زيدان، تاريخ آداب اللغة العربية، ج 1، ص. 378.
[94] المسعودي، مروج الذهب، المصدر السابق، ج 3، ص. 223.
[95] ابن خلدون، المقدمة، المصدر السابق، ج 1، ص. 261.
[96] المسعودي، مروج الذهب، المصدر السابق، ج 3، ص. 223
[97] ابن كثير، البداية والنهاية، المصدر السابق، ج 10، ص. 47.
[98] المصدر نفسه، ج 7، ص. 56.

مثلي قليل
12-11-10, 04:36 AM
يســــلمــووآ

تقـبل مروري

.,.,