المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : على زعمائنا أن يجيبوا


رحمة وملحمة
29-10-10, 11:50 PM
على زعمائنا أن يجيبوا

د. أكرم حجازي
4/9/2006

http://www.almoraqeb.net/main/infimages/myuppic/49af50dd8f763.jpg



دخلت إيران في صراع سياسي مكشوف مع الولايات المتحدة خصوصا والغرب عموما، على خلفية برنامجها النووي وشرعت في استعراضات لقوتها العسكرية بشكل غير مسبوق ومثير حقا. فقد كشفت عن بعض صناعاتها العسكرية المتفوقة عالميا كالطوربيد التحت بحري الذي تصل سرعته إلى مئة متر في الثانية، وهي سرعة خارقة للغاية بالنظر إلى أن الطوربيدات البحرية تسير وسط مقاومة شديدة من التيارات المائية. أما الاستعراض الثاني فكان نتاج جهد مشترك بين القوات الجوية والقوات البحرية الإيرانية والمتعلق بالزوارق البحرية الطيارة والبالغة السرعة، وهي زوارق قادرة على المناورة والمباغتة والهجوم. والأدهى أن الصناعات العسكرية الإيرانية يبدو أنها تعتمد على نظريتي السرعة والتخفي، إذ يصعب ملاحقتها أو رصدها بالرادار.
بهذه الطريقة يحذر الإيرانيون الولايات المتحدة خصوصا والغرب عموما ومن يهمه الأمر، وببساطة، إذا كنتم تتوعدوننا وتهددوننا فهذه نماذج من قوتنا العسكرية صورناها لكم وعرضناها على وسائل الإعلام العالمية، وما عليكم إلا دراستها والتحقق من صدقها وفاعليتها قبل أن تقدموا على أية حماقات، فماذا أنتم فاعلون وقد غدونا قادرين على شل حركة الملاحة البحرية في الخليج؟
أمريكا التي تستطيع أن تحطم رأس أي نظام سياسي عربي متى شاءت نجدها عاجزة عن القيام بذلك مع إيران أو كوريا التي فشلت في غزوها بسبب قوتها ولأن جيرانها رفضوا تكرار سيناريو العراق في واحاتهم ولأن كوريا ليست كالعرب كما يقول رئيسها.
لقد ظلت إيران قادرة على حماية حدودها في أحلك الظروف واستطاعت النهوض اقتصاديا وعسكريا في فترة وجيزة، ونجحت بإخافة الغرب رغم أنفه بينما عجزت مصر مثلا عن ذلك. فلماذا لا يكون لدينا نحن العرب إيراننا؟ لماذا لا نسمع في دولنا العربية إلا الفساد والتسلط والبذخ والرفاهية؟ لماذا لا نرى إلا الخنوع والانحطاط؟ لماذا ما زلنا نتسول الفراعنة والرومان والأنباط والفنيقيين وهم يطعموننا حتى الآن؟ بل أننا نتسول لهيب الشمس ورمال صحارينا لنبيعها إلى سياح أوروبا؟ ونتبجح بتطور اقتصاداتنا ونتسابق في جذب المزيد من السياح كالمتسولين تماما.
على زعمائنا أن يجيبوا: لماذا تنجح إيران وتتحول بكبرياء إلى قوة إقليمية كبرى ونخفق نحن بالحفاظ حتى على قوت يومنا؟ الكل يهددنا ويؤذينا ويسخر منا ويذلنا ويفرض علينا ما يشاء. ماذا فعل حكامنا بثروات البلاد؟ وأين أنفقوها؟ ولماذا يراهنون على قطاع السياحة والخدمات وتحويله إلى أكبر مصادر الدخل بينما هو قطاع ترفيهي في الدول الغربية والآسيوية؟
اللهم لا حسد يا إيران. فقد بتنا نرى دولة بالأمس القريب ضبطت أوضاعها وراهنت على العلم والمعرفة واحترمت خياراتها بأن تكون دولة مرهوبة الجانب وتتمتع باحترام ومهابة إقليمية ودولية دون أن تساعدها جامعة إيرانية ولا منظمة مؤتمر إسلامي ولا مجلس أمن دولي ولا علاقات صداقة وتحالف مع هذه القوة الكبرى أو تلك، إنها دولة لا تتوسل الحماية ولا التحالفات ولا المساعدات ولا تربط نهضتها بهذا الموقف الدولي أو ذاك.
سؤال بسيط وحرج: هل يستطيع أحد من الحكام العرب أن يقول لنا من هو العدو الآن؟
من المؤكد أن أحدا لن يجرؤ على القول بأنه أمريكا أو إسرائيل. فالعدو هو ذاك الذي تتعارض، على الأقل، مصالحك القومية والاستراتيجية معه، وليست أمريكا ولا إسرائيل أحدهما بدليل أن جميع الدول العربية توجه سياساتها الخارجية والداخلية نحو هدف واحد لا يقل عن استرضائهما. فلأمريكا الحق في إملاء الشروط التي ترغب بها على العرب ولها الحق في دعم النظم السياسية الديكتاتورية أو قمعها ولها الحق في قبول هذه الديمقراطية أو رفضها ولها الحق في أن تكون فوق القانون الدولي وفوق القانون الجنائي ولها الحق في أن تتساءل لماذا يكرهوننا؟ ولها الحق فيما ليس لأحد فيه حق.
أمريكا التي لا يستطيع أحد من العرب معارضتها ناهيك عن معاداتها أعلنت عن نزاهة الانتخابات الفلسطينية وهي نفسها التي رفضت نتائجها، وهي نفسها التي خصصت 45 مليون دولار لدعم البدائل الديمقراطية لحماس وهي نفسها التي أوقفت المساعدات عن الشعب الفلسطيني الذي انتخب حركة حماس، وهي نفسها التي تطالب بمحاصرتها عربيا ودوليا ولعلها نجحت في ذلك. والحجة أن حماس رفضت الاعتراف بإسرائيل ورفضت الاعتراف بالاتفاقات الموقعة معها ورفضت نزع سلاحها وسلاح الفصائل الفلسطينية. فماذا رد العرب؟
طالبوا حماس بما تطالب به أمريكا وإسرائيل ولم يتساءلوا عن الجدوى من اعترافات سبق أن قدمتها المنظمة على طبق من ذهب ولم يعد يعترف بها أحد؟ كما أنهم لم يتساءلوا عن النتائج التي خلفتها الاعترافات كالتدمير والخراب والكوارث التي انصبت على رأس الشعب الفلسطيني وقضيته التي انتهت من قضية عقدية إنسانية ومظلمة تاريخية إلى ما يساوي بضعة ملايين من الدولارات لا تفي برغبة سفيه في نوادي القمار؟ يحدث هذا والعرب وغيرهم حتى عامة الناس يعرفون أن إسرائيل لم تبق على اتفاق واحد يمكن الاعتراف به. أما لماذا وصلنا إلى هذا الحال فلأن الضعف العربي هو الذي يبقي فلسطين مغتصبة ومحتلة حتى الآن دون أن يراوده أدنى شعور بالمسؤولية تجاه ذاته أرضا وشعبا ودولة ونظام وكرامة وانحطاط وتخلف، إنه ضعف يفاخر ويجاهر بالهوان والوضاعة دون رادع من قيمة أو تاريخ أو قانون أو مصلحة أو مستقبل، ضعف بات مستعدا لقبول أي إملاء حتى لو طلب منه تجويع الشعب الفلسطيني وابتزازه والإعلان عن دعمه بنفس الوقت!
هكذا فحين يغدو العدو القومي والاستراتيجي ضيفا غير مرغوب فيه فلأنه لم يكن كذلك منذ زمن بعيد. ولما لم يكن ثمة عدو فليس من حاجة للتسلح ولا للطموح ولا حتى للعلم، لأن مثل هذه الأمور تعني الاستعداد لبناء دولة قوية لها أهداف ورسالات. ولأن دولنا العربية هي محصلة معاهدات استعمارية فإن رأسمالها لا يتجاوز بقاءها على قيد الحياة مما يعني استعدادها للتحلل من أية مسؤولية قومية أو إقليمية أو حتى إنسانية، ولو تساءلنا عن العدو سابقا فلن يكون غير هذه الأيديولوجية أو تلك، أو هذه الجماعة أو تلك، فلماذا التسلح؟ وما هي الحاجة إلى النهضة؟



نشر بتاريخ 28-02-2009

الهلالي
29-10-10, 11:53 PM
ترى ممنوع اكثر من موضوع واحد باليوم

بنت الهيلا
30-10-10, 12:13 AM
ممنوع السياسه بالحوار انتبه يعطونك باند

رحمة وملحمة
31-10-10, 06:44 PM
ممنوع السياسه بالحوار انتبه يعطونك باند
بارك الله فيك اختي على التنبيه

رحمة وملحمة
31-10-10, 06:45 PM
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء

دمعه وفاء
31-10-10, 08:40 PM
ايران الله لا يقويها