ساري نهار
28-10-10, 02:40 AM
لو أردنا أن نقيم قليلا من الحياد كي نتجذر و نعود بالتاريخ قليلا نحو حركات كثيرة رافضة للاحتلال او الاستعمار على اعتبار أن الثورة الجزائرية 1954-1962 ما هي إلا امتداد لما سبقها من حركات و إعداد ، فالحديث يقودنا إلى رجل أنجبته الجزائر قلما كان يوجد أحد في علمه و تفكيره و سعة افقه و شمول رؤيته ، حيث خرج إلى الحياة عام 1787 م في قبيلة مستغانم بمقاطقعة وهران
أنة الإمام محمد على السنوسي الذي تعود أصولة الى سلالة الادارسة الذين ينحدرون من أشرف نسب بين العرب حيث يلتقون في نسبهم مع على بن أبي طالب رضى الله عنه
اعتقد أن للحركة السنوسية امتداد عظيم و اثر جلي كدعوة إسلامية ، لإحياء الدين الإسلامي لتصل تلك الدعوة إلى أجزاء و زوايا كبيرة جدا ، _ السودان _تشاد_برقه_وسيوة_ طرابلس _ الصومال شرقا _ السنغال غربا حتى أن دعوته وصلت الى الحجاز الذي حوى اشرف بقاع الأرض
حتى إن واحة خغبوب في الصحراء الليبية كان قد أسس بها مدرسة لتخريج الدعاه الذين ينطلقون من حافة الصحراء إلى البلاد الوثنية، فدخلت قبائل كثيرة في الإسلام ، و تم تأسيس ممالك إسلامية مثل سلطنة رابح و أحمد و ساموري
فالإمام السنوسي يدرك الإسلام إدراكا واعيا ، فكان يعرف معني الإعداد و التأسيس
الحركة السنوسية خرج منها مجاهدون ضد الاستعمار حتى تمكنت الحركة من الوصول الى السلطة في أرض ليبيا ، و تولى أبناء السنوسي الحكم هناك ..
هناك حركات كثيرة لا ينبغى أن يتم دفنها سواء كان الدافع عقدي او مذهبي او خلافة ، و حتى إن لم يُكتب لها تحقيق الهدف إلا أن لها دور و اثر و امتداد قد يختلف منبعه إلا أن هدفه في تلك الحقبة هو ( طرد الاستعمار )
فقيام حركة عبدالقادر الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي ، و إن لم تأتي أكلها في حينها الا أن لها اثر ممتدد ربما اقل ما يمكن أن يقال أن عبدالقادر الجزائري هو الذي وضع حجر الأساس لبلد كالجزائر ، كما أن قيام تلك الحركة ساعدت حركة السنوسي في تجنب المواجهة المباشرة و الصدام السريع مع الاستعمار لأنها في ذلك الوقت ما زالت في طور الإعداد و التأسيس و التربية ..
هناك حركات للمقاومة و لطرد الاحتلال و لمناهضة الأعداء الأغراب الطامعين و كانت تلك الحركات ذات طابع إسلامي ، لكنها في بعض الأحيان للأسف يتم تغييبها بسبب الاختلاف العقدي ، فمجاهد كعمر المختار ، يتم ذكره على عجل ، بينما ينال " معمر القذافي " كل التمجيد ، في حين أن ذلك الكهل المحارب ذو المعتقد الصوفي ( عمر المختار ) اقل ما يقال عنه أنه جاهد بنفسة و مالة و تم إزهاق روحه على يد أعداءه الذين دوخهم كثيرا
بينما معمر قام بثورة ضد الحكم الملكي السنوسي و إن كان الحكام السنوسيين لم يسيروا على نفس النهج الذي رسمه الإمام السنوسي الأكبر ، فكانت السلطة سببا في عدم تحقيق أهداف الحركة البعيدة ، فمعمر ثوري ثار ضد حكومة من بني جلدته أما عمر المختار حمل السلاح و قاتل ضد غاصب أعجمي لا يدين بدين الإسلام ، فالحركة السنوسية ذات المذهب المالكي ، كان لها اثر في تشكيل شخصية عمر المختار بالذات الجهادية .
أيضا هناك حركة قامت في السودان عُرفت بالمهدية ، فقد أسسها الإمام محمد أحمد ، الذي تشرب الكثير من دروس الفقة و التفسير و علوم التصوف ، و انقطع فترة في جزيرة " ابا " إلى العبادة و التدريس ، و ذهب إلى كردفان و بدأ يدعو إلى الله و آزرته قبيلته البقارة ففي عام 1881 م لقب بالمهدي و عرف أتباعه بالدراويش .
نجح المهدي في إقامة حركة إسلامية تجاهد ضد الاستعمار الانجليزي ، انتصر المهدي في كل المعارك التي دخلها و خاضها ضد الانجليز و هزم قادة الانجليز الكبار رغم قلة العدد و العدة ، و تمكن من السيطرة على السودان و جعل الخرطوم عاصمة لها .
لكن الإنجليز لم يتركوا دولة الدراويش بعد وفاة المهدي ، فقد تمكن الجيوش الإنجليزية و المصرية بقيادة كتشنر من دخول السودان مره أخرى على أشلاء الذراع الأيمن للمهدي عبدالله التعايشي
و نبشوا قبر الإمام المهدي و بعثروا رفاته او ما وجوده من عظامه و بعثوا بجمجمته إلى المتحف البريطاني فقد كانوا يغلون من الغيض إثر تلك الهزائم التي ألحقها بهم المهدي أبان معاركة بالذات حين قتل غردون .
شخصيا لا يمكن لي فصل كل حركة عن الأخرى حتى لو كان هناك اختلاف مذهبي او عقدي ، فالعدو أمام تلك الحركات واضح و قيام الحركات صميم روحها اسلامي و لها أهداف يدفعها الدين و الغيرة و حب الاستقلال ....
بقي هناك إشارة تاريخية لا بد منها ، فالسنوسية كحركة تجديد إسلامية ، أثرت كثيرا في حياة المسلمين ، ثم إنها حركة جهادية عرقلت المستعمر الأوربي كثيرا .
فقد ذكر المؤرخ الفرنسي شهادة تاريخية حيث يقول :
إن الحركة السنوسية هي المسئولة عن جميع أعمال المقاومة التي قامت ضد فرنسا في الجزائر و اليد المدبرة لجميع نكبات فرنسا في الشمال الأفريقي و السنغال .
كما يقول :
إن الحقيقة التي يجب ألا نغفل عنها أن الطريقة السنوسية هي أخطر أعداء نفوذنا و أنها العقبة صعبة جدا في سبيل توسعنا السياسي و الاقتصادي داخل أفريقيا .
.
.
.
فتلك فتره من الزمن ظهرت فيها حركات جهادية
و لك التمييز و المقارنة مع بــعض الحركات الجهادية المعاصرة
..
..
تحياتي
أنة الإمام محمد على السنوسي الذي تعود أصولة الى سلالة الادارسة الذين ينحدرون من أشرف نسب بين العرب حيث يلتقون في نسبهم مع على بن أبي طالب رضى الله عنه
اعتقد أن للحركة السنوسية امتداد عظيم و اثر جلي كدعوة إسلامية ، لإحياء الدين الإسلامي لتصل تلك الدعوة إلى أجزاء و زوايا كبيرة جدا ، _ السودان _تشاد_برقه_وسيوة_ طرابلس _ الصومال شرقا _ السنغال غربا حتى أن دعوته وصلت الى الحجاز الذي حوى اشرف بقاع الأرض
حتى إن واحة خغبوب في الصحراء الليبية كان قد أسس بها مدرسة لتخريج الدعاه الذين ينطلقون من حافة الصحراء إلى البلاد الوثنية، فدخلت قبائل كثيرة في الإسلام ، و تم تأسيس ممالك إسلامية مثل سلطنة رابح و أحمد و ساموري
فالإمام السنوسي يدرك الإسلام إدراكا واعيا ، فكان يعرف معني الإعداد و التأسيس
الحركة السنوسية خرج منها مجاهدون ضد الاستعمار حتى تمكنت الحركة من الوصول الى السلطة في أرض ليبيا ، و تولى أبناء السنوسي الحكم هناك ..
هناك حركات كثيرة لا ينبغى أن يتم دفنها سواء كان الدافع عقدي او مذهبي او خلافة ، و حتى إن لم يُكتب لها تحقيق الهدف إلا أن لها دور و اثر و امتداد قد يختلف منبعه إلا أن هدفه في تلك الحقبة هو ( طرد الاستعمار )
فقيام حركة عبدالقادر الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي ، و إن لم تأتي أكلها في حينها الا أن لها اثر ممتدد ربما اقل ما يمكن أن يقال أن عبدالقادر الجزائري هو الذي وضع حجر الأساس لبلد كالجزائر ، كما أن قيام تلك الحركة ساعدت حركة السنوسي في تجنب المواجهة المباشرة و الصدام السريع مع الاستعمار لأنها في ذلك الوقت ما زالت في طور الإعداد و التأسيس و التربية ..
هناك حركات للمقاومة و لطرد الاحتلال و لمناهضة الأعداء الأغراب الطامعين و كانت تلك الحركات ذات طابع إسلامي ، لكنها في بعض الأحيان للأسف يتم تغييبها بسبب الاختلاف العقدي ، فمجاهد كعمر المختار ، يتم ذكره على عجل ، بينما ينال " معمر القذافي " كل التمجيد ، في حين أن ذلك الكهل المحارب ذو المعتقد الصوفي ( عمر المختار ) اقل ما يقال عنه أنه جاهد بنفسة و مالة و تم إزهاق روحه على يد أعداءه الذين دوخهم كثيرا
بينما معمر قام بثورة ضد الحكم الملكي السنوسي و إن كان الحكام السنوسيين لم يسيروا على نفس النهج الذي رسمه الإمام السنوسي الأكبر ، فكانت السلطة سببا في عدم تحقيق أهداف الحركة البعيدة ، فمعمر ثوري ثار ضد حكومة من بني جلدته أما عمر المختار حمل السلاح و قاتل ضد غاصب أعجمي لا يدين بدين الإسلام ، فالحركة السنوسية ذات المذهب المالكي ، كان لها اثر في تشكيل شخصية عمر المختار بالذات الجهادية .
أيضا هناك حركة قامت في السودان عُرفت بالمهدية ، فقد أسسها الإمام محمد أحمد ، الذي تشرب الكثير من دروس الفقة و التفسير و علوم التصوف ، و انقطع فترة في جزيرة " ابا " إلى العبادة و التدريس ، و ذهب إلى كردفان و بدأ يدعو إلى الله و آزرته قبيلته البقارة ففي عام 1881 م لقب بالمهدي و عرف أتباعه بالدراويش .
نجح المهدي في إقامة حركة إسلامية تجاهد ضد الاستعمار الانجليزي ، انتصر المهدي في كل المعارك التي دخلها و خاضها ضد الانجليز و هزم قادة الانجليز الكبار رغم قلة العدد و العدة ، و تمكن من السيطرة على السودان و جعل الخرطوم عاصمة لها .
لكن الإنجليز لم يتركوا دولة الدراويش بعد وفاة المهدي ، فقد تمكن الجيوش الإنجليزية و المصرية بقيادة كتشنر من دخول السودان مره أخرى على أشلاء الذراع الأيمن للمهدي عبدالله التعايشي
و نبشوا قبر الإمام المهدي و بعثروا رفاته او ما وجوده من عظامه و بعثوا بجمجمته إلى المتحف البريطاني فقد كانوا يغلون من الغيض إثر تلك الهزائم التي ألحقها بهم المهدي أبان معاركة بالذات حين قتل غردون .
شخصيا لا يمكن لي فصل كل حركة عن الأخرى حتى لو كان هناك اختلاف مذهبي او عقدي ، فالعدو أمام تلك الحركات واضح و قيام الحركات صميم روحها اسلامي و لها أهداف يدفعها الدين و الغيرة و حب الاستقلال ....
بقي هناك إشارة تاريخية لا بد منها ، فالسنوسية كحركة تجديد إسلامية ، أثرت كثيرا في حياة المسلمين ، ثم إنها حركة جهادية عرقلت المستعمر الأوربي كثيرا .
فقد ذكر المؤرخ الفرنسي شهادة تاريخية حيث يقول :
إن الحركة السنوسية هي المسئولة عن جميع أعمال المقاومة التي قامت ضد فرنسا في الجزائر و اليد المدبرة لجميع نكبات فرنسا في الشمال الأفريقي و السنغال .
كما يقول :
إن الحقيقة التي يجب ألا نغفل عنها أن الطريقة السنوسية هي أخطر أعداء نفوذنا و أنها العقبة صعبة جدا في سبيل توسعنا السياسي و الاقتصادي داخل أفريقيا .
.
.
.
فتلك فتره من الزمن ظهرت فيها حركات جهادية
و لك التمييز و المقارنة مع بــعض الحركات الجهادية المعاصرة
..
..
تحياتي