المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العلاقات المقدسة .... وبقايا اللئام


المحــــارب **
08-01-10, 07:42 AM
كانت تراقبه عن كثب، وهو يلاعب طفلته الصغيرة
يداعبها حتى تضحك، وتقهقه ببراءة وعذوبة،
كان مغرماً بطفلته سعيداً بها يحتضنها ويلاعبها،
ويحملها ويغني لها، وهي تراقب بهدوء

ثم أقتربت منه وسألته: إلى أي حد تحبها ؟
فأجاب متحمساً وهو لا يزال يلاعبها: إلى حد الجنون،
إني أحبها بجنون
انها طفلتي الغالية، حبيبة قلبي، ماستي الثمينة.
أقتربت منه أكثر، وقالت له مازحة:
غداً تكبر وتتزوج، ترى ماذا ستفعل إن أساء زوجها معاملتها؟
فرد بحماس وجدية: سأقتله

فنظرت للأسفل، وقالت بأسى:
كنت طفلة في سنها ذات يوم، وكان أبي مغرماً بي، سعيداً بضحكتي وبراءة عمري،
وكان حريصاً على سعادتي، واجتهد في تربيتي،
ومن المؤكد أنه تمنى لي الخير طوال حياتي، عندما جئت لخطبتي وافق عليك،
لأنه أعتقد أنك الرجل الذي يستحق ثقته، والذي سيصون إبنته الحبيبة، ويسعدها ...
صمتت لثواني قليلة ثم تابعت قائلة:
أبي أيضا، كان ذات يوم أب مثلك، أحب إبنته التي هي أنا
وخاف علي وطواني في تلابيب قلبه، ليحميني من لفحات النسيم واجتهد في تدليلي،
وعزعليه رؤية الدمعة في عيني، وصارع الهوان ليطعمني، ويسقيني ...

ثم بعد جهاده لأجلي ولرغبته في أن تكتمل سعادتي، زوجني بك،
فالمرأة لا تكون سعيدة بلا زواج، واختارك وحدك، أنت بالذات،
لأنه وجد فيك الشهم الذي سيصون درته النادرة، وماسته الثمينة

وهنا إلتفت نحوها، وقد بات يشعر بألم في رأسه، لكنها تابعت الحديث بهدوء وود:
تُرى كيف ستشعر لو أن زوج ابنتك الذي أمنته عليها ،
يفطر قلبها ؟
أو يتركها وحيدة كل ليلة ؟
وكيف ستشعر لو أنك علمت أن زوج ابنتك يستولي على راتبها ليصرفه
على سهراته مع رفاق السوء؟

وكيف ستفعل لو علمت أنه يحرمها حقها الشرعي ؟
او انه يهينها، ولا يجالسها، ويمتنع عن الحديث معها لعدة أيام وهم في منزل واحد ؟

وكيف ستفعل لوعلمت أنه لأجل شجار صغير يمزق ملابسها ؟
او يطردها خارج المنزل ؟
وأنه يمد يده عليها لاتفه سبب صباحاً ومساءَ ؟
وأنه يشتمها ويشتم أهلها وينعتها بصفات شنيعة ، والله لوكانت زانية ما استحقتها ؟
وخنقت العبرات صوتها المكسور الضعيف وقالت:
إن كنت تخشى على إبنتك من كل ذلك، فصن أمانة أبي !
فإن الجزاء من جنس العمل

وانتفض كمن لدغته افعى وسألها بعدوانية:
ماذا تقصدين إلى ماذا تلمحين ؟

أجابت بهدوء وإنكسار:
لست ألمح، لكني أذكرك وأسرد لك حكاية طفلة بريئة، وأب مطعون مغدور
ألم تشعر بمرارة الغدر، حينما تجد الحارس الأمين، بات يغتال الأمانة ؟
ألن تشعر بسياط الذنب تقطعك لأنك لم تحسن الإختيار؟

إني أخاف على أبي، لأني متأكدة أنه لو علم ما أعانيه فسيموت حسرة وكمدا
وإني لأخشى على ابنتي من إنتقام المنتقم الجبار من أبيها الذي خان الأمانة
فأخشى أن يريه الله العبرة في إبنته، فهل تحبها يا زوجي، هل تحب ابنتك ؟

نظر إليها غير مصدق وتمتم قائلاً : أنتِ غير، وابنتي غير !
قالت بهدوء وبرود:
بل كلنا سواء، كما أنكم سواء وغداً سيأتي من يقول لابنتك: أنتِ غير، وابنتي غير !

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال
أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا . وخياركم خياركم لنسائهم
حديث حسن صحيح رواه الترمذي
منقول .........
****************
*******

قادني هذا الموضوع الى تامل كثير من المشاكل الزوجية التي نسمع عنها في من حولنا ... والصراحه لاتعليق يذكر الا اني اقول ان اللئيم يبقى لئيما خبيث النفس.. مهما اعتذر او ساق المبررات لافعاله وخزاياه ضد امراته ..
دني النفس وضيعها يظل كذلك يرى قوته على إمرأة واطفاله المساكين .. ... يظل لئيما وان حاول رسم افعاله انها هي من دفعته اليها ..... لا يغلبهن الا لئيم ..
ويظل -والله- بعض الرجال لا يستحق إمرأته ولا يستحق عائلته


دمتم بخير

الحبق
08-01-10, 08:13 AM
صدقت ودمت بخير ايها المحارب