محمد سنجر
24-11-09, 10:55 AM
حاولت المسكينة الإفلات من بين أياديهم ،
انهالوا عليها سبا و قذفا ،
تحاول بيديها الواهنة حماية وجهها و جسدها من أمطار الحصى التي تتساقط عليها من كل صوب ،
تركض المسكينة فارة بنفسها ،
اعترض أحدهم طريقها بقدمه ،
تسقط على وجهها ،
أحست طعم التراب والدم يختلطان في فمها ،
التف الذئاب حولها ،
حاولت تغطية أسفل ساقيها التي تكشفت ،
يصرخ أحدهم في وجهها )
ـ كيف ما ضربتونا و رميتوا الحافلة يا يهود يا أولاد .....
( تحاول المرعوبة الوقوف ، يقترب الشباب منها ،
لمعت بأيديهم الأسلحة البيضاء التي يمسكون بها ،
تحاول الهرب ،
تركض بكل ما أتاها الله من طاقة ،
يمطرونها بالمزيد من الحصى ،
أخيرا تنجح بالإفلات ،
ما تلبث أن تتوارى عنهم ،
يتبعها الغوغاء إلى بيتها يرجمونها ،
دفعت باب دارها عنوة ، توارت خلفه ،
حاولت إغلاقه جاهدة ،
جرى إليها طفليها ،
تعالى صراخهم من شدة الخوف ،
احتضنتهم بينما أسندت الباب بجسدها ،
انهالت عليها الصيحات مختلطة ببعضها )
ـ يا مصارية يا صهاينة يا يهود .....
ـ ون تو ثري ، فيفا لا جيري ،
ون تو ثري فيفا لا جيري.......
( تتعالى صيحاتهم ،
تدق الباب ضربات الحصى المتلاحقة ،
تتلاحق أمطار أحزانها المكبوتة داخل صدرها ،
قلبها يدق قفصه الحديدي بقوة ،
يريد الهرب من شدة الرعب ، صراخ أطفالها صم سمعها ،
أخذت تصيح )
ـ حرام عليكم يا عرب يا مسلمين ، حرام ، حرااااااااااام ......
( يتعالى صياحهم بالخارج )
ـ يا مصارية يا صهاينة يا يهود ......
( تحاول المسكينة غلق آذان أطفالها بأصابعها ،
تنهمر دموعها تملأ دارها الصغير ،
تسقط المسكينة مغشيا عليها ،
تتباعد الأصوات من حولها رويدا رويدا ،
*********
تفتح المسكينة عينيها ،
الصمت و الظلام يخيمان على المكان ،
تحاول المسكينة جاهدة النهوض ،
تتحسس طريقها إلى مفتاح الإضاءة ،
تشعل الضوء ،
تجد أطفالها يفترشون الأرض ،
وضعت كفها على صدرهم لتطمئن عليهم ،
الحمد لله ، لقد غلبهم النعاس من شدة الإجهاد ،
جلست جوارهما ،
حزن رهيب افترس قلبها الرقيق ،
ترقرقت الدموع بعينيها ،
توجهت بنظرها للسماء )
ـ و ها نفضل كده لحد إمتى يا ربي ؟
لحد ما يقتلوني أنا و العيال اليتامى دول ؟
على الأقل ارجعي مصر ،
و الشغل ؟
شغل إيه و نيلة إيه بس ؟
طيب ها تخرجي إزاي من المطار من غير جواز سفر و لا تذاكر ؟
و ها أخرج إزاي بس بالعيال دول ؟
أكيد لسه واقفين متربصين لما نخرج ،
سيبي ولادك هنا لحد ما تيجي ،
أيوة عشان أرجع ألاقيهم مدبوحين ....
( و إذا بهدير يقترب رويدا رويدا ،
سرت قشعريرة بجسدها ،
قفزت كالملدوغة ،
استر يا رب ، و النبي حبيبك ،
تجري مسرعة إلى النافذة ،
روعها ما رأت ،
جماهير غفيرة تزأر مقتربة ،
ضربت صدرها بكفها ، سقط قلبها الرقيق بين قدميها ،
استيقظ الأطفال ،
جرت إليهم ، احتضنتهم )
ـ لا ، لا ، مش ممكن .
( اقترب الهدير أكثر فأكثر ،
اقتربت أصواتهم مدوية )
ـ كيف ما استقبلناكم بالورود ، قتلتوا ولادنا يا يهود ...
يا مصارية يا يهود ، يا مصارية يا يهود .....
( جحظت عينياها ، لم تقو المسكينة على الحراك ،
حاولت الابتعاد بأطفالها بسرعة من خلف النافذة ،
زلت قدمها فهوت بطفليها إلى الأرض ،
حجر انطلق إلى زجاج النافذة يكسره ،
تطايرت الشظايا فوق رؤوسهم ،
سالت الدماء ،
أختلط صراخها بصراخ أطفالها ،
ذاب صراخهم وسط صيحات الجماهير المجنونة )
ـ يا مصارية يا يهود ، يا مصارية يا يهود .....
( زجاجة حارقة اخترقت النافذة ، تلتها أخرى ،
زحفت المسكينة و أطفالها ناحية الباب ،
تحاول بكل ما تبقى لها من قوة فتح الباب العتيق ،
لا حول و لا قوة إلا بالله ،
أوصد المجرمون الباب من الخارج ،
تعالت صرخاتها )
ـ حرام عليكم يا عالم يا هوه ، يا مسلمين ، حرااااااااااام .....
( تعالت صيحاتهم المجنونة )
ـ يا مصارية يا يهود ، يا مصارية يا يهود .....
(تعالت صيحاتها )
ـ يا نـــــــــاس حـــــــرام عليــــــكــــــــم ....
( توالت عليهم كرات النار من كل جانب ،
انزوت المسكينة بأطفالها بركن الدار ،
أخذوا يصرخون و يصرخون ،
ضاعت صرخاتهم أدراج الرياح ،
النيران تلتهم ما حولهم ،
تقترب النار منهم رويدا رويدا ،
حرارتها تلهب وجوههم ، بح صوت الأطفال من شدة الصراخ ،
فجأة ،
انكسرت نافذة خشبية بجانب الغرفة ،
احتضنت المسكينة أطفالها بقوة ،
همت بالانقضاض ،
و إذا ب( أم يارا ) جارتها الجزائرية تطل بوجهها الصبوح ،
صرخت المسكينة في هستريا )
ـ أم يارا ؟ أم يارااااااااااا ......
( أخذت تبكي من شدة الفرح ،
أخذت تصرخ )
ـ طريق السد لي تدي ما ترد، علاش هادا يا حيطيست ، من شان الكورة ؟
الله ياخد الكورة ، الله ياخد الكورة ......
( جرت إليها ، رفعت إليها الأطفال ،
صعدت إلى النافذة ، مدت (يارا) و أخواتها أيديهن لمساعدتها ،
تحاول المسكينة الهرب من بين الحطام ،
قفزت خارجة ،
اشتبكت ملابسها بالحطام ،
احمر وجهها لتمزق الجلباب ،
تحتضنها ( أم يارا )، تسترها بجسدها ،
ينطلقون بها إلى شقتهم ، تصرخ ( أم يارا )
ـ من عندي و من عندك تنطبع و من عندي وحدي تنقطع ؟
انهالوا عليها سبا و قذفا ،
تحاول بيديها الواهنة حماية وجهها و جسدها من أمطار الحصى التي تتساقط عليها من كل صوب ،
تركض المسكينة فارة بنفسها ،
اعترض أحدهم طريقها بقدمه ،
تسقط على وجهها ،
أحست طعم التراب والدم يختلطان في فمها ،
التف الذئاب حولها ،
حاولت تغطية أسفل ساقيها التي تكشفت ،
يصرخ أحدهم في وجهها )
ـ كيف ما ضربتونا و رميتوا الحافلة يا يهود يا أولاد .....
( تحاول المرعوبة الوقوف ، يقترب الشباب منها ،
لمعت بأيديهم الأسلحة البيضاء التي يمسكون بها ،
تحاول الهرب ،
تركض بكل ما أتاها الله من طاقة ،
يمطرونها بالمزيد من الحصى ،
أخيرا تنجح بالإفلات ،
ما تلبث أن تتوارى عنهم ،
يتبعها الغوغاء إلى بيتها يرجمونها ،
دفعت باب دارها عنوة ، توارت خلفه ،
حاولت إغلاقه جاهدة ،
جرى إليها طفليها ،
تعالى صراخهم من شدة الخوف ،
احتضنتهم بينما أسندت الباب بجسدها ،
انهالت عليها الصيحات مختلطة ببعضها )
ـ يا مصارية يا صهاينة يا يهود .....
ـ ون تو ثري ، فيفا لا جيري ،
ون تو ثري فيفا لا جيري.......
( تتعالى صيحاتهم ،
تدق الباب ضربات الحصى المتلاحقة ،
تتلاحق أمطار أحزانها المكبوتة داخل صدرها ،
قلبها يدق قفصه الحديدي بقوة ،
يريد الهرب من شدة الرعب ، صراخ أطفالها صم سمعها ،
أخذت تصيح )
ـ حرام عليكم يا عرب يا مسلمين ، حرام ، حرااااااااااام ......
( يتعالى صياحهم بالخارج )
ـ يا مصارية يا صهاينة يا يهود ......
( تحاول المسكينة غلق آذان أطفالها بأصابعها ،
تنهمر دموعها تملأ دارها الصغير ،
تسقط المسكينة مغشيا عليها ،
تتباعد الأصوات من حولها رويدا رويدا ،
*********
تفتح المسكينة عينيها ،
الصمت و الظلام يخيمان على المكان ،
تحاول المسكينة جاهدة النهوض ،
تتحسس طريقها إلى مفتاح الإضاءة ،
تشعل الضوء ،
تجد أطفالها يفترشون الأرض ،
وضعت كفها على صدرهم لتطمئن عليهم ،
الحمد لله ، لقد غلبهم النعاس من شدة الإجهاد ،
جلست جوارهما ،
حزن رهيب افترس قلبها الرقيق ،
ترقرقت الدموع بعينيها ،
توجهت بنظرها للسماء )
ـ و ها نفضل كده لحد إمتى يا ربي ؟
لحد ما يقتلوني أنا و العيال اليتامى دول ؟
على الأقل ارجعي مصر ،
و الشغل ؟
شغل إيه و نيلة إيه بس ؟
طيب ها تخرجي إزاي من المطار من غير جواز سفر و لا تذاكر ؟
و ها أخرج إزاي بس بالعيال دول ؟
أكيد لسه واقفين متربصين لما نخرج ،
سيبي ولادك هنا لحد ما تيجي ،
أيوة عشان أرجع ألاقيهم مدبوحين ....
( و إذا بهدير يقترب رويدا رويدا ،
سرت قشعريرة بجسدها ،
قفزت كالملدوغة ،
استر يا رب ، و النبي حبيبك ،
تجري مسرعة إلى النافذة ،
روعها ما رأت ،
جماهير غفيرة تزأر مقتربة ،
ضربت صدرها بكفها ، سقط قلبها الرقيق بين قدميها ،
استيقظ الأطفال ،
جرت إليهم ، احتضنتهم )
ـ لا ، لا ، مش ممكن .
( اقترب الهدير أكثر فأكثر ،
اقتربت أصواتهم مدوية )
ـ كيف ما استقبلناكم بالورود ، قتلتوا ولادنا يا يهود ...
يا مصارية يا يهود ، يا مصارية يا يهود .....
( جحظت عينياها ، لم تقو المسكينة على الحراك ،
حاولت الابتعاد بأطفالها بسرعة من خلف النافذة ،
زلت قدمها فهوت بطفليها إلى الأرض ،
حجر انطلق إلى زجاج النافذة يكسره ،
تطايرت الشظايا فوق رؤوسهم ،
سالت الدماء ،
أختلط صراخها بصراخ أطفالها ،
ذاب صراخهم وسط صيحات الجماهير المجنونة )
ـ يا مصارية يا يهود ، يا مصارية يا يهود .....
( زجاجة حارقة اخترقت النافذة ، تلتها أخرى ،
زحفت المسكينة و أطفالها ناحية الباب ،
تحاول بكل ما تبقى لها من قوة فتح الباب العتيق ،
لا حول و لا قوة إلا بالله ،
أوصد المجرمون الباب من الخارج ،
تعالت صرخاتها )
ـ حرام عليكم يا عالم يا هوه ، يا مسلمين ، حرااااااااااام .....
( تعالت صيحاتهم المجنونة )
ـ يا مصارية يا يهود ، يا مصارية يا يهود .....
(تعالت صيحاتها )
ـ يا نـــــــــاس حـــــــرام عليــــــكــــــــم ....
( توالت عليهم كرات النار من كل جانب ،
انزوت المسكينة بأطفالها بركن الدار ،
أخذوا يصرخون و يصرخون ،
ضاعت صرخاتهم أدراج الرياح ،
النيران تلتهم ما حولهم ،
تقترب النار منهم رويدا رويدا ،
حرارتها تلهب وجوههم ، بح صوت الأطفال من شدة الصراخ ،
فجأة ،
انكسرت نافذة خشبية بجانب الغرفة ،
احتضنت المسكينة أطفالها بقوة ،
همت بالانقضاض ،
و إذا ب( أم يارا ) جارتها الجزائرية تطل بوجهها الصبوح ،
صرخت المسكينة في هستريا )
ـ أم يارا ؟ أم يارااااااااااا ......
( أخذت تبكي من شدة الفرح ،
أخذت تصرخ )
ـ طريق السد لي تدي ما ترد، علاش هادا يا حيطيست ، من شان الكورة ؟
الله ياخد الكورة ، الله ياخد الكورة ......
( جرت إليها ، رفعت إليها الأطفال ،
صعدت إلى النافذة ، مدت (يارا) و أخواتها أيديهن لمساعدتها ،
تحاول المسكينة الهرب من بين الحطام ،
قفزت خارجة ،
اشتبكت ملابسها بالحطام ،
احمر وجهها لتمزق الجلباب ،
تحتضنها ( أم يارا )، تسترها بجسدها ،
ينطلقون بها إلى شقتهم ، تصرخ ( أم يارا )
ـ من عندي و من عندك تنطبع و من عندي وحدي تنقطع ؟