عبد الصبور
20-11-09, 08:20 PM
جندي امريكي يروي تفاصيل معركة الفلوجة نقلا عن ( وكالة حق )
أينما تدير وجهك ترى المزيد والمزيد من الجنود يقتلون وتُبتر أطرافهم
العراقيون يقاتلون الدبابة بالسكين
الدعم الشعبي تزايد والمقاومة طريق الخلاص
نشرت صحيفة سوشيالست ووركر رسالة لجندي امريكي في العراق كان قد ارسلها الى الصحيفة التي كتبت:
هذا نص رسالة من جندي أمريكي في العراق، يعرف باسم هيكلي، ينقل بوضوح قسوة الهجوم الأمريكي على الفلوجة.
أينما تدير وجهكّ ترى المزيد والمزيد من الجنود يقتلون وتُبتر أطرافهم بعد مواجهات بشعة مع مقاتلين مصمّمين. إنها أيام مروّعة لقوات الولايات المتحدة في العراق.
التمرد يتصاعد بشكل لا يُصَدّق خاصة في أماكن معيّنة مثل بغداد، والموصل، وبعقوبة. رجال العصابات منظمين بشكل جيد ويعرفون كيف يستخدمون السلاح البسيط بأيديهم، يستخدمون أيضاً تقنيات أكثر تقدما. حتى في مدينة الفلوجة المُدَمّرة تدميرا شاملاً، بدأت قوات المتمردين بالظهور من جديد. لديهم تصميم صلب للنصر أو الموت الصعب. الآن بدأت تظهر الكثير من الانتقادات، وحتى السياسيين بدأوا يدركون أن هذه الحرب لا يمكن الانتصار بها بأي وجه من الوجوه.
لا أعرف كيف يعتقد البعض أن نصرٍاً كاملاً ممكن تحقيقه؟ قواتنا تكسب أرضا هنا وهناك، وهي تسفك بإفراط دماءً غزيرة من المدنيين والمتمردين مع كل تخم يتم الاستحواذ عليه، هذا من الناحية التقليدية، لكن بالرغم من ذلك، يعود المقاتلون ، مثلما حصل في الفلوجة مؤخراً، مثل أسراب من الزنابير الغاضبة ليهاجموننا بنوبة وحشية من الجنون.
كنتُ في الفلوجة خلال اليومين الأخيرين من الهجوم النهائي. اختلفت مهمتي كثيرا عن تلك المَهام الشجاعة والمرهقة المُناطة برجال المشاة والمارينز الشجعان الذين خاضوا المعارك الرئيسة. كنت مرافقاً، في الحقيقة كنت ضمن مجموعة مهمتها حماية ضابط كبير في منطقة القتال.
ذهب هذا الضابط المتغطرس بعينه إلى معركة الفلوجة الأخيرة بنفس الروحية التي يذهب فيها متفرج متعصّب ليشاهد تصفيات الربع النهائي لفريق مدرسة ثانوية بكرة القدم.
»اقسى راعي بقر«
ما أن وصلنا معسكر الفلوجة الذي تحتله مشاة المارينز وشاهدنا المدفعية تطلق نيرانها على المدينة، حتى تحول الرجل فجأة إلى متهوّر يريد أن يلعبَ دوراً في المعركة التي شارفت على الانتهاء بعد أن كانت أصلاً قد حولت الفلوجة إلى رماد. كانت هناك إشاعة بين الجنود أن كل ما يريده هذا الضابط هو أن يُعمّمَ فكرة عنه بأنه أقسى راعي بقر في غرب الفرات.
بعد وصولنا إلى خطوط الجبهة تقدم ضابط ليقدم صورة عن الموقف للضابط الذي نحميه، قال: القتال في المدينة على أشدّه كثافةً... أخفّ عربة مدرعة سُمح لها بدخول القطاع هي دبابات برادلي. بالرغم من أن همفي المصفّحة متينة جداً ولا تخترقها نيران الأسلحة الصغيرة إلا أنها عادة لا تصمد جيداً أمام قاذفات الصواريخ المحمولة على الكتف والقنابل التي تزرع على جوانب الطريق مثلما تصمد الدبابات المدرّعة، في منطقة القتال هناك هجمات عنيفة بقاذفات الصواريخ ينفّذها متمردون وقفوا في كل ركن من أركان الشوارع يسدّدون نحو الأهداف الخفيفة كالشاحنات. هزّ الضابط رأسه وقال: قطاعكم سيكون هادئاً.
في آخر المطاف تم نصح الضابط، المتحمس أكثر من اللازم، بعدم الدخول إلى القطاع وإلا سيكون طُعماً مميتاً للمتمردين المتأهبين خلال ساعات الغروب الخطيرة هذه. أُقتُرِحَ عليه أن ينتظر حتى الصباح كي يدخل المدينة "ليتفقد الأضرار" بعد أن يتم استكمال القصف الجوي الليلي.
ولغاية اللحظة التي كانت فيها الشمس تغرب في الأفق الأحمر الغائم، كانت المدفعية ما تزال تواصل دكّ مساحة 12% مما تبقى من مدينة الفلوجة التي كنا قد انتهينا من تدميرها أصلاً.
عند هبوط الليل انسحبت العديد من الوحدات إلى خارج المدينة استعداداً لقصف جوي واسع النطاق كان مقرراً له أن يستمر 12 ساعة.
كانت مجموعتنا تجلس في أعلى عربتنا الهمفي المتوقفة خارج المدينة، واحدٌ خلف مدفعها الرشاش وآخرون يمسحون الأرض في الأفق البعيد بنواظيرهم الليلية ليراقبوا نشاطات العدو. كنا في منطقة تقع خارج أرض العمليات يفترض أنها آمنة، لكن بالرغم من ذلك فمع عدم وجود أسلاك شائكة تحيط بنا، ومع دبابات مبعثرة قليلة تتولى حمايتنا فبإمكاننا أن نفترض إن أي غفلة صغيرة تأخذنا عن أدق التفاصيل التي تجري على الأرض ستسبب لنا كارثة.
أينما تدير وجهك ترى المزيد والمزيد من الجنود يقتلون وتُبتر أطرافهم
العراقيون يقاتلون الدبابة بالسكين
الدعم الشعبي تزايد والمقاومة طريق الخلاص
نشرت صحيفة سوشيالست ووركر رسالة لجندي امريكي في العراق كان قد ارسلها الى الصحيفة التي كتبت:
هذا نص رسالة من جندي أمريكي في العراق، يعرف باسم هيكلي، ينقل بوضوح قسوة الهجوم الأمريكي على الفلوجة.
أينما تدير وجهكّ ترى المزيد والمزيد من الجنود يقتلون وتُبتر أطرافهم بعد مواجهات بشعة مع مقاتلين مصمّمين. إنها أيام مروّعة لقوات الولايات المتحدة في العراق.
التمرد يتصاعد بشكل لا يُصَدّق خاصة في أماكن معيّنة مثل بغداد، والموصل، وبعقوبة. رجال العصابات منظمين بشكل جيد ويعرفون كيف يستخدمون السلاح البسيط بأيديهم، يستخدمون أيضاً تقنيات أكثر تقدما. حتى في مدينة الفلوجة المُدَمّرة تدميرا شاملاً، بدأت قوات المتمردين بالظهور من جديد. لديهم تصميم صلب للنصر أو الموت الصعب. الآن بدأت تظهر الكثير من الانتقادات، وحتى السياسيين بدأوا يدركون أن هذه الحرب لا يمكن الانتصار بها بأي وجه من الوجوه.
لا أعرف كيف يعتقد البعض أن نصرٍاً كاملاً ممكن تحقيقه؟ قواتنا تكسب أرضا هنا وهناك، وهي تسفك بإفراط دماءً غزيرة من المدنيين والمتمردين مع كل تخم يتم الاستحواذ عليه، هذا من الناحية التقليدية، لكن بالرغم من ذلك، يعود المقاتلون ، مثلما حصل في الفلوجة مؤخراً، مثل أسراب من الزنابير الغاضبة ليهاجموننا بنوبة وحشية من الجنون.
كنتُ في الفلوجة خلال اليومين الأخيرين من الهجوم النهائي. اختلفت مهمتي كثيرا عن تلك المَهام الشجاعة والمرهقة المُناطة برجال المشاة والمارينز الشجعان الذين خاضوا المعارك الرئيسة. كنت مرافقاً، في الحقيقة كنت ضمن مجموعة مهمتها حماية ضابط كبير في منطقة القتال.
ذهب هذا الضابط المتغطرس بعينه إلى معركة الفلوجة الأخيرة بنفس الروحية التي يذهب فيها متفرج متعصّب ليشاهد تصفيات الربع النهائي لفريق مدرسة ثانوية بكرة القدم.
»اقسى راعي بقر«
ما أن وصلنا معسكر الفلوجة الذي تحتله مشاة المارينز وشاهدنا المدفعية تطلق نيرانها على المدينة، حتى تحول الرجل فجأة إلى متهوّر يريد أن يلعبَ دوراً في المعركة التي شارفت على الانتهاء بعد أن كانت أصلاً قد حولت الفلوجة إلى رماد. كانت هناك إشاعة بين الجنود أن كل ما يريده هذا الضابط هو أن يُعمّمَ فكرة عنه بأنه أقسى راعي بقر في غرب الفرات.
بعد وصولنا إلى خطوط الجبهة تقدم ضابط ليقدم صورة عن الموقف للضابط الذي نحميه، قال: القتال في المدينة على أشدّه كثافةً... أخفّ عربة مدرعة سُمح لها بدخول القطاع هي دبابات برادلي. بالرغم من أن همفي المصفّحة متينة جداً ولا تخترقها نيران الأسلحة الصغيرة إلا أنها عادة لا تصمد جيداً أمام قاذفات الصواريخ المحمولة على الكتف والقنابل التي تزرع على جوانب الطريق مثلما تصمد الدبابات المدرّعة، في منطقة القتال هناك هجمات عنيفة بقاذفات الصواريخ ينفّذها متمردون وقفوا في كل ركن من أركان الشوارع يسدّدون نحو الأهداف الخفيفة كالشاحنات. هزّ الضابط رأسه وقال: قطاعكم سيكون هادئاً.
في آخر المطاف تم نصح الضابط، المتحمس أكثر من اللازم، بعدم الدخول إلى القطاع وإلا سيكون طُعماً مميتاً للمتمردين المتأهبين خلال ساعات الغروب الخطيرة هذه. أُقتُرِحَ عليه أن ينتظر حتى الصباح كي يدخل المدينة "ليتفقد الأضرار" بعد أن يتم استكمال القصف الجوي الليلي.
ولغاية اللحظة التي كانت فيها الشمس تغرب في الأفق الأحمر الغائم، كانت المدفعية ما تزال تواصل دكّ مساحة 12% مما تبقى من مدينة الفلوجة التي كنا قد انتهينا من تدميرها أصلاً.
عند هبوط الليل انسحبت العديد من الوحدات إلى خارج المدينة استعداداً لقصف جوي واسع النطاق كان مقرراً له أن يستمر 12 ساعة.
كانت مجموعتنا تجلس في أعلى عربتنا الهمفي المتوقفة خارج المدينة، واحدٌ خلف مدفعها الرشاش وآخرون يمسحون الأرض في الأفق البعيد بنواظيرهم الليلية ليراقبوا نشاطات العدو. كنا في منطقة تقع خارج أرض العمليات يفترض أنها آمنة، لكن بالرغم من ذلك فمع عدم وجود أسلاك شائكة تحيط بنا، ومع دبابات مبعثرة قليلة تتولى حمايتنا فبإمكاننا أن نفترض إن أي غفلة صغيرة تأخذنا عن أدق التفاصيل التي تجري على الأرض ستسبب لنا كارثة.