المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حوار حول حقيقة أقـــوال وأفـعـــال [حماس]


معتز بإسلامه
31-08-09, 12:27 AM
حوار حول حقيقة
أقـــوال وأفـعـــال
[حماس]


لفضيلة الشيخ

أبي أحمد عبد الرحمن المصري
- حفظه الله –



الحمد لله رب العالمين الذى علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم .... وبعد
أخي الفاضل : أعظم شىء فى الدنيا الفقه فى دين الله ، وتوفيق الله للعبد بالعمل به .

أقول أن موضوع الحركة الإسلامية التى اتخذت طريقا وسطا بين الإسلام والعلمانية ، فلا هي تقبل الإسلام جملة وعلى الغيب كما هو المفهوم الشرعي الصحيح عند أهل السنة والجماعة ، ولا هي تقبل العلمانية جملة وعلى الغيب ، وهذا هو طريق الحركات والأحزاب العلمانية ، فهى فى الحقيقة بين بين ، لا هي إلى الإسلام السلفي كلية ولا هي إلى العلمانية كلية ، فهى على قنطرة بين أهل الحق وأهل الباطل ، وهى تختلف عن حال أهل الأعراف حيث وقوفهم بين الجنة والنار لتساوى حسناتهم مع سيئاتهم ، فالأمر راجع إلي مرتبة الأعمال متوقف على رحمة الله ، غير راجع إلى الأصول .
ومن هنا اختلف الأمر فهل نقول إن حال هؤلاء مثل المنافقين مذبذبين لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ، أم أن الأمر لابد فيه من الرفق ومراعاة الواقع ، وهل هذه الاعتبارات تجعلنا عندما نتكلم عن التوصيف الشرعى للقول أو الفعل ، نتكلم عنه كما هو فى الحقيقة وفى نفس الأمر، أم ماذا ؟ وهل حبنا لحركة أو لشخص ، أو بغضنا لشخص أو حركة يغير من الحقائق شيئا ، فالحقيقة ثابتة لا تتغير أبدا يقول تعالى ﴿وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى﴾ ( المائدة :2).
فالعدل واجب على كل أحد ، فى كل أحد ، ولهذا كان من الضرورى معرفة الحق والحقائق الشرعية التى لا بد منها ، وذلك لاستبانة الحق من الباطل ، واستبانة سبيل المسلمين من سبيل المجرمين ، فهل ما تقع فيه هذه الحركات من شرك نتيجة لعدم استبانة الحق بصورة واضحة تميزه عن الباطل بفرقان شرعى بين ، أو أن الأمور واضحة ، ولكنها اختارت هذا الطريق عن وعى ورغبة ، ومما يؤكد ذلك وجود أهل الحق أهل السنة المحضة على الأرض يدعون إلى الإسلام ،بل ويقاتلون على الإسلام المحض أيضا ، حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله.
فهناك نوعين من الأحكام :

الأول :يتكلم عن الحقيقة الشرعية كما هى لكى يعمل بها المسلم فى حياته ليفوز بالرضى فى الدنيا والأخرة ، وهذه الأحكام يطلق عليها ( التكليفية ) وهى الواجب سواء كان راجعا إلى التوحيد أو ما دونه كالصلاة والزكاة الخ أو مندوب أو حرام سواء كان راجعا إلى الشرك أو ما دون ذلك من زنا أو قتل الخ أو مكروه أو مباح ، فهذه الأحكام ثابتة ثبات الاحكام الكونية لا تتغير من مكان إلى مكان ، ولا من زمان إلى زمان إلى يوم القيامة ، لا من أجل فلان أو غيره أو حركة معينة أو غيرها0
أما النوع الثاني : هو ما يطلق عليه ( الأحكام الوضعية ) ومنها طرق إجراء الأحكام على الواقع ، وهذه الأحكام المرتبطة بالواقع مرتبطة بقواعد شرعية تعتبر شروطا أو أسبابا أو موانعا من إطلاق الحكم الشرعى أو عدم إطلاقه ، قواعد شرعية تعتبر الواقع كاعتبار المآلات ، أو سد الذرائع ، أو دفع أعلى المفسدتين باحتمال أدناهما ، إلى غير ذلك من القواعد الشرعية التى تراعى الواقع ، وتتغير الأحكام لاعتبار الواقع من مكان الى آخر أو زمان الى آخر ، ولكن لا يعنى ذلك تغييرا للحقائق الشرعية - كما أخبر رسول الله صلى الله عيه وسلم (إنما أنا بشرٌ، وإنكم تختصمون إليّ، ولعل بعضكم أن يكون أَلْحَنَ بحجته من بعض، فأقضي له على نحو ما أسمع، فمن قضيت له من حق أخيه شيئاً فلا يأخذه، فإنما أقطع له قطعة من النار) متفق عليه ، ومن هنا فالحكم بالإسلام على عبد الله بن أبى ،هل كان مغيرا لحقيقته أنه كافر مخلد فى النار رأس المنافقين 000 نعود إلى موضوعنا الأصلي.[1] (http://202.71.102.68/%7Ealfaloj/vb/#_ftn1)
يقول الأخ:[ يقول البعض ... إنه لافرق بين مبادئ حماس و بين مبادئ العلمانيين ... مما يدل على أنهم إكتفوا في حكمهمعلى حماس على التصريحات السياسية ... و تجاهل قناعات الأفراد و المبادئ الإسلاميةالتي تربي عليها حماس أبنائها ].
أقول أخي الفاضل : إن الحديث عن الأفراد والحكم عليهم شئ ، والحديث عن حركة وطائفة والحكم عليها شىء آخر ، ولا يجب الخلط بينهما ، عند الحديث عن حركة أتحدث عن التوجه العام من خلال الأقوال والأعمال التى تجتمع عليها الحركة من خلال تطبيقها للشريعة ، أو عدم تطبيقها لها عند القدرة ، فإذا لم تطبق الجماعة شرع الله أصبحت علمانية ،لأن الحكم على الدار أو الجماعة من خلال غلبة الأحكام ، أما الأفراد فحكمهم يختلف عن ذلك ، فلا خلط بين الحكمين ، فالحكم على الجماعة بالإسلام أو بالكفر لا يعنى أن كل أفرادها له نفس الحكم فلا تلازم بينهما.
وتختلف الأحكام على الجماعة إما بالجملة أو بالعموم ، وذلك بالنظر إلى الواقع الذى وصلت إليه الجماعة وأفرادها ومن خلال اتضاح أمرها ، أو عدم اتضاحه بالنسبةلافرادها أنفسهم وبالنسبة للعام والخاص من أفراد الامة ، فالحديث عن الجيش الإسلامى والحزب الإسلامى فى العراق وحماس العراق ، يختلف تماما عن الحديث عن حماس فى فلسطين من حيث سفور عمالتها أو عدم سفورها للصليبية والصهيونية العالمية ، وان كانت التوجهات العقدية غالبا واحدة .
يقول الأخ : ( إذ إن المتأمل لأغلب الانتقادات التي توجـه للحركة ... يجدها تنصـب على تصريحات قادتها ومواقفهم السياسية ...ولعلنانعطي أمثلة على هذه التصريحات...تصريح خالد مشعل بأن قضيـة الشيشان مسألة روسيـة داخليه ... التصريح بـ احترام الشرعيةالدوليـة التصريح بـ إحترام القانون الفسطيني.
التصريح بأن الحركة لا تسعي إلى أسلمة المجتمع ...التصريح بـ الاعتراف بـ شرعية محمود عباس...هذا نموذجمن التصريحات ... التي دفعت البعض إلى كيل السباب و الشتائم في حق حماس ... و دفعـتالبعض الأخر إلى تكفير حركة حماس)
أقول : الحديث عن التقية كسبب لهذه التصريحات ينبغى أن يسبقه بيان معنى التقية شرعاً :فالتقية تستخدم فى معنى المداراة وكذلك فى معنى الإكراه :
أولاً : التقية بمعنى المداراة عند الخوف وضدها المداهنة ، والفرق بين المدارة والمداهنة :
1 / أنالمداراة : بذل الدنيا لصلاح الدنيا ، أو الدين ، أو هما معاً،وهي مباحة، وربما استحبت ، والمداهنةترك الدين لصلاح الدنيا.[2] (http://202.71.102.68/%7Ealfaloj/vb/#_ftn2)
2 / المداراة من أخلاق المؤمنين وهى خفض الجناح للناس ، ولين الكلمة وترك الإغلاظ لهم في القول، وذلك من أقوى أسباب الألفة، وظن بعضهم أن المداراة هى المداهنة فغلط ، لأن المداراة مندوب إليها والمداهنة محرمة. والفرق أن المداهنة: من الدهان وهو الذي يظهر على الشيء ويستر باطنه، وفسّرها العلماء بأنها معاشرة الفاسق وإظهار الرضا بما هو فيه من غير انكار عليه. والمداراة: هى الرفق بالجاهل في التعليم وبالفاسق في النهي عن فعله، وترك الإغلاظ عليه حيث لا يظهر ما هو فيه والإنكار عليه بلطف القول والفعل لاسيما إذا احتيج إلى تألفه ونحو ذلك).[3] (http://202.71.102.68/%7Ealfaloj/vb/#_ftn3)
مما سبق يتبينهزيمة أقوام من المنتسبين للإسلام اليوم ، حينما داهنوا أعداء الله سبحانهوتعالى ،وخدعوا أنفسهم وخدعوا الناس، وقالوا إن هذهمداراة شرعية،وما هي إلا هزيمة نكراء ، ومداهنةعمياء ، قلب الحق فيها باطلاً والباطل حقاً،وبُذل الدين لصلاح الدنيا ـ وصلاح مصالح شخصية وضيعة،فماذا يبقى من معاني النصر بعد هذه الهزيمة المنكرة .. ؟!
ثانياً : أو أن التقية مقابل الإكراه ، ومن هنا فالخوف لا يعتبر إكراها فليس كل من خفت منه تقول له قولا مكفرا أو تفعل فعلا مكفرا من أجل دفع أذاه ،فهل مع هذا يبقى دين لأحد فى هذا الزمان أو أي زمان ، فالخوف ليس بعذر يبيح قول الكفر أو فعل الكفر فمن أتاه فقد كفر ، فالإكراه المعتبر هو من يمارس عليه التعذيب وليس اى تعذيب.
فلو فسرت التقية بالإكراه فهنا مجال الحديث عن أقوال وأفعال الكفر ،مع الاختلاف فى ذلك ، حيث يبيح البعض الأقوال مع الإكراه ولا يبيح الأفعال وهناك من يسوى بينهما مع الإكراه حيث الإباحة ،إلا أن هذه الإباحة فى الأقوال والأفعال مرتبطة بضابط شرعى ألا يترتب عليها أثرها بالضرورة ، وهنا يفرق بين العالم والجاهل فى أن استجابة الشخص العادى لا يترتب عليها أثرها بالضرورة مع اطمئنان قلبه بالإيمان أي مع عدم شرح الصدر بالكفر[4] (http://202.71.102.68/%7Ealfaloj/vb/#_ftn4) - ( وهذا فى بعض الأفعال لا الكل كالولاء لا إكراه فيه لا لعالم ولا لجاهل ) والقاعدة تقول [ مالا يترتب عليه أثره بالضرورة يلحق بالأقوال وإن كان فعلا وما يترتب عليه أثره بالضرورة يلحق بالأفعال وإن كان قولاً ].
والعالم أقواله وأفعاله يترتب عليها أثرها بالضرورة لأنه قائم مقام النبى فى البلاغ ، ومن هنا لا يجوز فى حقه الاستجابة للإكراه ، ولذا هجر الأمام أحمد رضوان الله عليه العلماء الذين استجابوا للإكراه فى فتنة خلق القران ، كما أنه لا يجوز للإنسان أن يقتل نفسا من أجل إنقاذ نفسه استجابة للإكراه ، وهذا أمر مجمع عليه ، كما أنه لا يقبل الإكراه فى أفعال الولاء ، أي أن تقف فى صف المشركين متعللا بالإكراه فلم يقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم عذر عمه بالإكراه ، وقال له إن ظاهرك كان علينا فإذا كان الإكراه لا يبيح قتل النفس فداء للنفس فكيف يبيح قتل الأنفس وضياع الدين والدار والمال والعرض.
ومن هنا فرؤساء هذه الحركات الإسلامية لو اعتبرناهم علماء هل يجوز فى حقهم الإكراه ، بالطبع لا يجوز الإكراه فى حقهم ، حتى يقولوا الأقوال والأفعال المكفرة كالأقوال التى ذكرت، أو الأفعال ومنها عدم تطبيق الشريعة مع تأكيد ذلك بالتصريح بأن الحركة لا تسعي إلى أسلمة المجتمع ، وكذلك التصريح بـ الإعتراف بـ شرعية محمود عباس ، بل والدخول معه فى الحكومة العلمانية والتصريح بـ احترام الشرعيةالدوليـة ، والتصريح بـ احترام القانون الفسطينيبل والعمل به وبقرارات الشرعية الدولية ، فما من قول إلا ووافقه وصدقه العمل ، أليس هذا هو الإيمان بالطاغوت والكفر بالله ، لا الإيمان بالله والكفر بالطاغوت 0 هذا على افتراض أن ثمة إكراه.
ولكن أين الإكراه الذى يمارس فى حق تلك القيادات حتى تقول هذه الكلمات ؟ أو تفعل هذه الأفعال ؟ كما أن الذى نتحدث عنهم طائفة مجاهدة ، تقاتل اليهود تستقل بحكم قطعة من الأرض الإسلامية ، تمكنت فيها ، وهزمت قوات عباس فيها ، وأخرجتهم منها ، وهزمت اليهود فيها ، وهذا لم تفعله كل الجيوش العربية مجتمعة ، ومع ذلك تسعى الآن لكى تخضعها لحكم محمود عباس مرة أخرى ، تحت اسم حكومة وحدة وطنية ، لتحقيق المصالح الفلسطينية ( بدلا من أن تخضعها لحكم الله ) وفى الحقيقة سواء خضعت لحكم عباس أو هنية فلن يتغير الأمر فكلاهما يحكم بشرع غير شرع الله ، والذى يفرق بينهما هو حكم الأفراد ، فمؤسسات عباس (علمانية) الأصل فيها الكفر ، إلا أن يظهر ما يخالف ذلك بالنسبة للأفراد.
أما حماس فهى حركات أنشأت بدعوى تطبيق الإسلام ، وانضم إليها الأفراد بناء على ذلك فالأصل فيهم الإسلام ، إلا أن يظهر خلاف ذلك ، ومن خلال اتضاح أمرها ، أو عدم اتضاحه تختلف الأحكام بالنسبة للأفراد.
يا قوم : من يقدم محمود عباس البهائى الكافر بإجماع الأمة على الله ، ويقدم حكم محمود عباس على حكم الله ، فيصبح الله محكوما لا حاكما ، أو معه آلهة تشاركه الحكم فى الأرض كعباس ، فأين مجال الاستضعاف أو التقية أو المداراة أو السياسة الشرعية ، أَمن السياسة والكياسة أن يكون حكم محمود عباس هو المعتبر، وحكم الله لا اعتبار له ، أهذا هو الإسلام ، أهذه هى الحركة الإسلامية التى تسعى لتطبيق شرع الله ، فوالله الذى لا إله إلا هو حتى لو طبقت الشريعة من خلال مجلسها الشركى الذى يرأسه محمود عباس أو إسماعيل هنية أو غيرهما فليس من الإسلام فى شىء ، بل هو الإسلام للطاغوت[5] (http://202.71.102.68/%7Ealfaloj/vb/#_ftn5)، أين الإكراه !!!! حتى نعلن للعالم أن ثوابتنا وطنية ، وأن منهجنا يختلف عن منهج السلفية الجهادية 00الذى يعتنقه إرهابيون متطرفون أما نحن فاسلام معتدل ( فهم ) أي السلفية الجهادية [لا يعترفون لا بقانون وضعى ولا بشرعية دولية ، ولا بأى شىء من مقررات الأرض ، قلوبهم وعقولهم متعلقة بما أنزل من السماء ، لا تخلط بينه وبين مقررات العبيد ، تلتزم فقط بحكم الله الذى تعبده وحده ، تصمد إليه ربا فى حاجاتها ، وتصمد إليه إلها فى حياتها ، فلا تحكم غيره لا فى قليل ولا كثير ، بل تحكمه فى حياتها كلها بل ومماتها ، ومن ثم فلا تسوى إطلاقا بين حكم الله وبين حكم العبيد أو تخلط بينهما ، لأنه يعنى التسوية بين الله والعبيد ، وهذا هو الشرك والكفر] أي إكراه هذا ليعلنوا بأنهم فى طريق يمثل الاعتدال ، وغيرهم من الحركات المجاهدة فى طريق يمثل التطرف ، ومن هنا يجب الوقوف فى وجه الحركات التى تخالفهم ومن ثم قتالها واعتقالها وتسليم أفرادها للحكومات العلمانية ، لأنهم أعدى أعداء البشرية ، وفى نفس الوقت نتقرب إلى الغرب الصليبى الصهيونى ( الذى نقاتله على أرض فلسطين) والدول العلمانية الخائنة ، بأنهم لن يطبقوا شرع الله ، وملتزمون بالشرعية الدولية حكما فى حياتهم، ولن يقيموا علاقاتهم على أساس ولاء الإسلام ، ومن ثم فقضية الشيشان أمر داخلى لا يخصهم .
أنا لا أدرى كيف يمكن أن أقاتله من أجل تحرير الأرض ولا يمكن أن يكون القتال الا مع القدرة ، وفى نفس الوقت أتقرب إليه بعدم تطبيقى للإسلام بدعوى عدم القدرة ، فالقتال مناطه القدرة وتطبيق الشرع مناطه القدرة ، فكيف أقدر على قتالهم وأتعلل بعدم القدرة على تطبيق الشريعة ، فهل هذا يعقل أم أن هذا نتيجة الاتفاق معه فى أصول العلمانية.
ومن ثم فلا مجال هنا للإكراه أو التقية أو التأويل ، كل هذا الكلام الذى لا يعبر إلا عن مجموعة من الأغاليط والشطط فى الأقوال والأفعال التى لا ترتكز لا على عقل أو وطنية أو شرع ، ومن ثم فبيان الحقائق الشرعية أمر واجب وضرورى ، ولا ينبغى التلبيس فيه ، لأن هذا يعنى الابتعاد عن الحقائق الشرعية وتبديلها والاستعاضة عنها بمفاهيم غير شرعية.
أقول : أنه كما بينت سابقا ، أن العلماء يفسرون التقية بالمداراه وبالإكراه ، ولا يجب أن نخلط بينهما ، فالمداراة هى كلمات طيبة يقولها الشخص للشخص المقابل إذا كان عدوا كافرا أو شريرا من المسلمين ، كما عبر عنها بن عباس بالملاطفة ، وعبر عنها مجاهد مصانعة ومخالقة ، أما كلام الجصاص والضحاك ففى معنى (الإكراه التقـية بـاللسان ) مَنْ حُمِلَ علـى أمريتكلـم به وهو لله معصية، فتكلـم مخافة علـى نفسه، وقلبه مطمئنٌ بـالإيـمان، فلاإثم علـيه ، إنـما التقـية بـاللسان.
ومن هنا ينبغى عدم الخلط بينهما ، فالتقية بمعنى المداراة تستخدم فى الأقوال لا الأفعال ، لأن الأفعال يترتب عليها أثرها بالضرورة ، وهذه الأقوال لا تحمل معنى الكفر قولاً ، فالخوف ليس عذرا فى قول الكفر أو فعله ، إنما المداراة هى مجرد التعريض واللطف والمصانعة مع إضمار القلب العداوة.
أما التقية بمعنى الإكراه ففيها كما قلت خلاف هل هى فى الأقوال فقط أو الأفعال أقول الصحيح إن شاء الله أنها تعم ولكن ليس بإطلاق لان أفعال الولاء لا عذر فيها ولا اعتبار بالإكراه ولا غيره ، فإذا كان الإكراه غير معتبر فى القتل فكيف بالاعتداء على الدين والنفس والعرض والأرض وكل شىء[6] (http://202.71.102.68/%7Ealfaloj/vb/#_ftn6)وإذا كانت المداراة تجوز فى حق الخائف فهل أقوال مشعل فى روسيا تجوز فيها المداراة ، وهل كان خائفا أو مكرها على هذه الأقوال ؟ وهل أكرهت حماس على تطبيق شرع غير شرع الله ؟ وهل الخوف يبيح لها ذلك !!!!
وقد بين علماء نجد :- أن إظهار الموافقة للمشركين له ثلاث حالات :
الحالة الأولى : أن يوافقهم فى الظاهر والباطن فهذا كافر خرج من الإسلام.
الحالة الثانية : أن يوافقهم فى الباطن مع مخالفته لهم فى الظاهر فهذا كافر أيضا.
الحالة الثالثة : أن يوافقهم مع مخالفته لهم فى الباطن وهو على وجهين :
1/ : أن يفعل ذلك لكونه فى سلطانهم مع ضربهم وتقييدهم له ويهددونه بالقتل يجوز له موافقتهم فى الظاهر مع كون قلبه مطمئنا بالإيمان.
2/ : أن يوافقهم فى الظاهر مع مخالفته لهم فى الباطن وهو ليس فى سلطانهم وإنما حمله على ذلك إما طمع فى رياسة أو مال أو مشحة بوطن أو عيال فانه فى هذه الحال يكون مرتدا ، ولا تنفعه كراهته لهم فى الباطن .
وأما ما يعتقده كثير من الناس عذرا فانه من تزيين الشيطان وتسويله ، وذلك أن بعضهم إذا خوفه أولياء الشيطان خوفاً لا حقيقة له ، ظن أنه يجوز له إظهار الموافقة للمشركين والانقياد لهم.
وهكذا يتبين لنا سواء اعتبرنا ما يحدث الآن من جهة حماس تقية بمعنى الإكراه أو بمعنى المداراة ( إن افترضنا جدلا أن مناطهما الشرعى متحقق ) لا يبرر أقوال الكفر ، فضلا عن أفعال الكفر.
يقول الأخ :

أولا : أن هذه الانتقادات هي تنصـب بشكل أساسي على هذه التصريحات و أمثالها ... فهي في نطاقالقول لا العمل ... و إلا فلا يستطيع أحد أن يدعي مثلا أن حماس قدمت أي مساعدةمادية للروس في حربهم على الشيشان ..
ثانيا : أن الجميـع يسـلم أن فكر حماس و قناعات أفرادحماس تخالف هذه التصريحات ... و لا يجهلأحد أن أفراد الحركة لا يتنكرون لـ قضية الشيشان ... و أن أفراد الحركة لا يؤمنونبشرعية محمود عباس ... و أن أفراد الحركة لا يحترمون القوانين المخالفة للشريعة).
أقول :
1- إني لأتعجب من هذا الكلام الذى لا يتفق مع القواعد الشرعية ، حماس أعلنت أنها لا تريد أسلمة المجتمع ، ولم تطبق شرع الله ، وكما أعلنت أن حربها وطنية ليست دينية ، قالت أن أمر الشيشان مسألة داخلية بناء على الوطنية التى تعلنها سبيلا لها ، فهى لم تقدم أي مساعدة مادية للروس ، وأيضاً لم تقدم أي مساعدة مادية للمجاهدين فى الشيشان ، ولن تساعدهم لاختلاف المنهج بينهما ، ثم تصرح أن أمرهم أمر داخلى لا هو أمر المسلمين ولا أمر الإسلام ،إنما هو أمر يتعلق بدولة الروس الكافرة .
فكيف تصرح بذلك والإسلام يعلو ولا يعلى عليه ، ولا يسوى بين مسلم وكافر يقول تعالى (ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا ) ولا يمكن أن نغلب سبيل الكافر على سبيل المؤمن ، ولا يمكن أن نجعل الإسلام أبدا محكوما بالكفر يقبله أو يرفضه يقاتله فيقتله أو يدعه ، أى أن الكفر له الحق فى أن يفعل ما يشاء فى المسلمين والإسلام ، فهذا شأنهم وهذا حكمهم ( كبرت كلمة تخرج من أفواههم أن يقولون إلا كذبا) إنما شرع الجهاد لتكون كلمة الله هى العليا ، ومن ثم فالإسلام يعلو ولا يعلى عليه ، ومن ثم فالمسلم هو الأعلى والكافر هو الأسفل الأبعد الذى لا قيمة له ولا وزن ، لا فى قانون السماء ولا فى قوانين الكون ، وشرع الولاء على الإسلام لتكون كلمة الله هى العليا.
2- كما أن حركة حماس كما يقول الأخ - لا يعترفون بشرعية محمود عباس ، وهم فى نفس الوقت من أفراد حكومته ، فكيف يجتمعان !! لا يعترفون به ، ويقبلونه رئيسا لهم !! (هذا البهائى الكافر بإجماع المسلمين ، المنتهك لكل القيم والخائن للإسلام والمسلمين - وخاصة من نصبوه رئيسا عليهم - ) ، فكيف يجعلون الدماء التى سالت من الشعب الفلسطينى قربانا يتقربون به إلى محمود عباس لتحقيق الوحدة الوطنية ، - هل يمكن تحقيق وحدة مع كافر خائن حتى لوطنيته - وقربانا يتقربون به إلى الدول العلمانية والصليبية والصهيونية العالمية لكى تسمح لهم بفتح المعابر والهدنة إلى غير ذلك من الترهات والأباطيل ، أليس هذا خيانة لهذه الدماء فضلا عن حقوق الأمة فضلا عن الإسلام.
3- ثم تقول : هم لا يحترمون القانون الفلسطينى - فكيف يطبقونه إذن !! ويعلنون أنهم لن يطبقوا شرع الله ، هل يعنى هذا أنهم لا يحترمون القانون الفلسطينى ويحترمون شرع الله ، فالأفعال قد صدقت الأقوال فى عدم تطبيق شرع الله ، والأفعـال كذبت الأقوال في تطبيق شرع الله ، وتطبيق الشرع هو الذى يعطى الجماعة أو المجتمع صفة الإسلام أما مع عدم تطبيقه فلا شك هى جماعة جاهلية أو مجتمع جاهلى وإن كان غالب أفراده مسلمون .
كما أن هذا الكلام لا يستقيم لا واقعاً ولا شرعاً ولا حساً ، كيف تدعى حبك لشىء لا تعمل به ، وبغضك لشىء تعمل به مع القدرة على العمل بما تدعى حبه وترك ما تدعى بغضه ، هذا لعمرى فى الفعال عجيب فضلا عن مخالفته للقواعد الشرعية فالإيمان قول وعمل 0
يقول خالد مشعلفيمقابلة له مع محطة tv الفضائية 15/ 3/ 2006

~حماس لا تفرض برنامجها الاجتماعي والديني علىالأخرين هي تعرض ما لديها دون أن تلزمهم دون أن تكرههم لا تلزم الناس لا تلزمالنساء بالحجاب و لا تلزم الناس بمظاهر معينة،حماس لأن لديها قاعدة معينة "لا إكراه في الدين"، الدين اختياروليس إجبار~.!!؟؟
قال إسماعيل هنية في برنامج قضية على بساط البحثالساعة 7:45 مساء

يوم الأربعاء 3 ربيع آخر 1426هـ الموافق10مايو 2005م قال :

~إنحركة حماس تهدف من وراء دخول المجلس التشريعي تكريس وحدة الشعب الفلسطيني – الوحدة الوطنية تكريس التعددية السياسية والحزبيةوإن حركة حماس ستحترم إرادة الشعب فمن ينتخبه الشعب سترضىبه حماس فنحن دائما وأبدا نبقى مع إرادة الشعب وسنقبل بماتفرزه صناديق الاقتراع مهما كانت النتيجة لأن صناديق الاقتراع والديمقراطية هي الطريق الصحيح والسليم~
سميرة الحلايقة عضو المجلس التشريعي الفلسطيني أكدت في حوار مع صحيفةعكاظ

~أن حماس لن تفرض الحجاب ، لأنها تؤمن بأنه لايجوز استخدام العنف لفرض أحكام الشريعة الإسلامية . جريدة القدس 26 /2/2006~
يقول خالد مشغل في لقاء صحفي معه

~ حركة حماس تعترف بوجودإسرائيل كحقيقة على أرض الواقع،لكن الاعتراف الرسميبها لن يتم إلا بعد قيام دولة فلسطينية. ونحن كما تعلم ويعلم الجميع،أننا في حماس،ومع الموقف الفلسطيني الوطني العام والموقف العربي، مجمعون على ضرورة قيام دولة فلسطينية٤حزيران (يونيو) ٦٧، بما فيها القدس وحق العودةوالانسحاب الإسرائيلي لهذه الحدود~
4- وما يقوله خالد مشعل أيها الفاضل : هو خلط بين أحكام المجتمع ، وبين أحكام الأفراد ، فبالنسبة للمجتمع أى الدار لابد من تطبيق الشرع لأنه لا بد منه لإعطاء الدار صفة الإسلام ، وكذلك القائمين عليه ، أما الأفراد فلها حكم آخر ، فلا يجوز إكراههم على الإسلام ، ولا تلازم بين حكم الدار ، وبين حكم الأفراد ، وكل حكم منهما له طبيعته ، فلا ينبغى الخلط بينهما وكيف يقول هذا جاهل فضلا عن عالم 0 قال الشيخ أحمد شاكر مُعلقاً على موقف الإمام أحمد: (التقية إنما تجوز للمستضعفين الذين يخشون أن لا يثبتوا على الحق، والذين ليسوا بموضع القدوة للناس، هؤلاء يجوز لهم أن يأخذوا بالرخصة، أما أولو العزم من الأئمة الهداة، فإنهم يأخذون بالعزيمة ويحتملون الأذى ويثبتون، وفي سبيل الله ما يلقون، ولو أنهم أخذوا بالتقية، واستساغوا الرخصة لضل الناس من ورائهم، يقتدون بهم، ولا يعلمون أن هذا تقية).[7] (http://202.71.102.68/%7Ealfaloj/vb/#_ftn7)
و(سُئل الشافعي -رحمه الله- أيهما أفضل للرجل أن يمكن أو يبتلى؟ فقال: لا يمكن حتى يبتلى والله تعالى ابتلى أولي العزم من الرسل فلما صبروا مكنهم فلا يظن أحد أنه يخلص من الألم البتة)[8] (http://202.71.102.68/%7Ealfaloj/vb/#_ftn8)
يقول الأخ(سـابعـاً : يجب أن يجتهد المرء في التعريض بدلا من قول الكفرالصريح " ولكنبشرط أن يضمر خلافه،وأن يعرض في كل مايقول "
و على هذا يمكنتفهم تعريض البعض مثلا بـ " إحترام مبادئ الأمم المتحدة التي تدعوإلى محاربة الظلم و الطغيان و حماية البيئة و ... " ... فـ الكافر يفهم منالعبارة أن ذاك المسلم محترم لمبادي و مقررات الشرعية الدوليـة بكاملها ... بينماالمتكلم يقصـد المبادي التي لا تخالف الشريعة و يعرض بالقول على سبيل التقية ... فهذا مثال للتعريض ...)
أقول : قلت من قبل ، أي تعريض تتحدث عنه ، وهذه أقوال صريحة يعملون بها ، قول يعمل به ، كيف يكون تعريضاً ، فإذا كان القول الذى لم يعمل به تعريضا يحتمل أكثر من معنى ، فالعمل به قطع هذا التعريض ، وجعله قولاً ذو معنى صحيح مؤكد محدد بالفعل ،هل فى هذا شك عند العقلاء ، أن القول الذى يحتمل أكثر من معنى ، العمل به على معنى محدد ، يقطع فى المراد من الكلام به ، فلا يكون تعريضا أبداً ، بل كلام مؤكد بالفعل القاطع للاحتمال والنزاع.
يقول الأخ( يطرح البعض هناشبهة حيث سيقولون ... نحن لنـا الظاهر ... و ظاهر تصريحات قادة حماس هو الكفر ... ونحن سنكفرهم بناء على ظاهر كلامهم . و هذه شبهةمردودة ... مع أننا نسلـم بأن المكره يحكم عليه بحسب ظاهره ... لكن ذلك في حال عدمالمعرفة بحاله و ما يبطنـه ... و إما إذا تبينت و تأكدت أن الشخص الفلاني أوالجماعة الفلانية تستعمل التقية السياسية بسبب ظروف معينة ... و أن عقيدتها التي تؤمن بها عقيدة سليمة ... فلا يجوز حينئذ أن تتـعامي و تدعي أنك ستحكم على ظاهرها ... إذ إن باطنها قد بان لك و ظهر .)
أقول : يجب أن تعلم أن الأقوال والأفعال اذا تعرت عن المقاصد صارت كأفعال الجمادات والعجماوات ليس لها تكييف شرعى ، وهذه أمور ظاهرة ، فالإكراه لابد أن يكون ظاهراً ، أما مع عدم وجود إكراه ثم تتحدث عن معرفة بالحال وما يبطنه ، هذا كلام غير شرعى ولا يستقيم .
هل كان هناك أدنى شك عند الصحابة أن سيدنا قدامة بن مظعون عندما شرب الخمر متأولا أنه لا يقصد الكفر ، وأن حاله وما يبطنه صحيح ، إلا أنهم قالوا أنه استحل فان تاب وإلا قتل ردة فتاب وجلد حد الشرب.
يقول الأخ( إذا رفضـت تولى السلطة ... فتلك مصيبة ... لأنه سيقال أن الإسلام لايصلح للحكم ... و أن الإسلاميين فاشلون و أصحاب شعارات فارغة ... الخ .... ولايخفي عليكم أنها ستكون فتنة عظيمة لا يعلم مداها إلى الله ... و أنت هنا لا تختاربين شر و خير ... و إنما تختار بين شر و شر ... و تحاول أن تجد خير الشرين ... وهذه قضية أصولية غاية في العمق ... و تحتاج إلى فقيه محنك إن صح التعبير ... ويتسعفيها المجال للاجتهادات ... و قد اجتهد قادة الحركة إلى أن إعلانهم الانسحاب منالسلطة بهذه الطريقة مؤداه إلى فتنة عظيمة في الدين ... و اختاروا الاستمرار فيالسلطة ).
أنا لا أدرى أي شر وشر، وأي شر وخير ، هل يمكن أن نقول ندخل الحكم ونتحاكم إلى شرع غير شرع الله من أجل ألا يقال علينا أننا 00وأننا 00، هل هذا كلام يا أخي الفاضل شرعى وهل كان كلام بن باز أو غيره بالنسبة للعمليات الاستشهادية مثلا ، حجة على دين الله ، أم أن كل يقبل منه ويترك إلا المعصوم.
يقول شيخ الإسلام بن تيمية(من قال أو فعل ما هو كفر يكفر وإن لم يقصد الكفر إذ لا يقصد الكفر أحد إلا ما شاء الله )[9] (http://202.71.102.68/%7Ealfaloj/vb/#_ftn9)
ويقول الشيخ أبو الوليد الغزاوى (وبِهَذا التَّقْرِيرِ يَلُوحُ لكَ فَسادُ قَوْلِمَنْ أَطْلَقَ القَوْلَ بِتَكْفِيرِ (حَماسٍ) لِتَصْرِيحِ بَعْضِ قادَتِهابالتِزَامِها مَبْدَأَ (الديمُوقْراطِيَّةِ)!، ونَحْنُ وإنْ كُنّا نُنْكِرُ علَى(حَماسٍ) هَذه التصريحات وأمْثالَها مِمّا يَصْدُرُ عَنْهُم؛ كما سَيأتِي إنْشاءَ الله، إِلاّ أنَّ إنْكارَهُ شَيءٌ؛ وإطْلاقَ القَوْلِ بالتكْفِيرِ بِهِ شَيءٌآخَرُ، فإنَّنا نَسْلُكُ بِهِ مَا ذكَرْناهُ لكَ مِن مَسالكِ الأئِمَّةِ رَحَمِهُمُالله، فِإنَّ (الديموقْراطِيَّةَ) وإنْ كانَتْ فِيالأصْلِ نَهْجاً غَرْبِياًومُصطَلَحاً وافِداً دَخِيلاً عَلَى شَرْعِ اللهِ تعالَى؛ وهِي فِي الأصْلِ عِنْدَواضِعِها تَعْنِي (حُكْمَ الشَّعْبِ للشعْبِ)!؛
إِلاّ أَنَّنا نَسْلكُ مَعَ مَنِاسْتَعْمَلَ هَذهِ اللفْظَةَ مِن المُسْلِمِينَ مَسالكَ الأئِمَّةِ فِي الألْفاظِالتِي سَبَقَتْ الإشارَةُ إلَى بَعْضِها، فالمُتَعَيِّنُ إيرادُ الأَوْجِهِ التِييَحْتَمِلُها مُرادُ المُتَكَلِّمِ بالعِبارَةِ، فِإنْ أَرادَ المَعْنَى الذِيدَلَّتْ علَيهِ بِأصْلِ الوَضْعِ وهُوَ تَحْكِيمُ آراءِ البَشَرِ وأهْوائِهِمْوتَقْدِيمُها علَى شَرْعِ اللهِ تَعالَى فَذلكَ كُفْرٌيَقِيناوإنْ قَصَدَ(بالديمُوقْراطِيَّةِ) مَبْدَأَ الشورَى الذي جاءَ بِهِ الشرْعُ وأنْ تُقامَالحُكُومَةُ الإسلامِيَّةُ بَمُشاوَرَةِ أهْلِ الحَلِّ والعَقْدِ كَما يَصَرِّحُبِهِ كَثِيرٌ من كِبارِ المُعاصِرِينَ كَما سَمِعْناهُ مِن بَعْضِهِمْ مُشافَهَةًونُقِلَ لنا عَنْ آخَرين فَلا يَكُونُ كُفْراً أقول(هذا الكلام الذى يسوقه الشيخ الفاضل فيه خلط بين حكم الفرد وحكم الجماعة ، كما أن تصويره الامر على مجرد أقوال وجعلها تحتمل كنا نود ذلك ونجعلها تحتمل كما يقول ، وإن كانت لا تحتمل لانها أقوال تصدر من رؤوساء لحركة إسلامية يفترض فيهم العلم والقيام بواجي البيان ولا تقية للعالم مع الاكراه فكيف بغير إكراهوإذا كانت هذه الاقوال تصدقها الاعمال فهل ثمة مجال لاحتمال يبقى ، فاذا كانت حماس تتحاكم لشرع غير شرع الله ، فكيف نقول مجرد أقوال تحتمل ، فاذا كان الامر أمر شخص وقال قولا ولم يصدقه بعمله ، أى لم يحدد المراد منه بعمله فهنا ربما يبقى إحتمال أما جماعة تقوم على تطبيق الشرع ثم تعلن أنها لن تطبق الشرع وتطبق شرع غير شرع الله وتلزم الناس به بالقوة ، كما أن الالفاظ لها أوضاع مختلفة كلام ظاهر لا يحتمل (المحكم والنص وكلاهما لا يحتمل معنى آخر ) ، ثانيا كلام ظاهر يحتمل معنيين فأكثر وهو ظاهر فى أحد المعاني ، ثالثا كلام مجمل أو متشابه فلا بد من معرفة المراد من صاحبه ، فليست كل الأقوال تحتمل وإلا لأصبحت اللغة ليست وسيلة للتخاطب بين البشر ولصار كل واحد يتكلم مع الاخر يسأله ماذا تعنى وهذا يعنى إبطال لغة الخطاب وصارت لغة البهائم أعظم من لغة البشر كما قال الامام الشافعى كما أن العمل بالظاهر قطعى كما بين الامام الشاطبى يقول الشيخ (وقَوْلُنا هَذا لَيْسَ تَصْوِيباً لِما وَقَعَ، ولاحُكْما لإحْدَى الطائِفَتَينِ علَى الأخْرى، فَإنَّ ذلكَ مَوقُوفٌ علَى مَعْرِفَةِحَقِيقَةِما جَرى فِي نَفْس الأمْر،بَلْ هُو جَوابٌ علَى مَنْرَتَّبَ علَى ذلكَ القَوْلَ بِالتَكْفِيرِ، وأرادَ أنْ يُلْحِقَها بالطوائِفِالخارِجَةِ عَنْ شَرِيعَةِ الإسلامِ أقول(كونها طائفة خارجة عن شريعة الاسلام هذا حق لا ريب فيه أما تكفيرها أو عدم تكفيرها هذا أمر آخر يرجع للضوابط الشرعية من سياسة شرعية او إعتبار لمآلات الى غيرها من الضوابط الأخرىأما تكفير قادتها فاذا كان العلماء كفروا رؤوس الفتنة فى الجماعات المبتدعة التى كانت ملتزمة بشرع الله وهى ذات الاقوال التى تحتمل الكفر وغيره ولذا اختلف العلماء في تكفيرها فنقل المجد بن تيمية تكفير الرؤوس وتفسيق المدعوين فكيف بمن يتحاكم الى شرع غير شرع الله ويدعو الى تحكيم الشرعية الدوليةولسنا هنا في مقام التكفير أو عدم التكفير إنما الغرض هو بيان الاقوال والافعال المكفرة وان اى جماعة تجتمع على غير الاسلام قولا وفعلا فليست بجماعة مسلمة وإن إدعى لها من إدعى أو تأول لها من تأول فالحقائق شىء محاولة تغييرها تحت أى دعوى هو إعتداء أما مسائل الاحكام ففيها متسع وفق قواعد الشريعةيقول الشيخ : يُؤَيِّدُهُ أَنَّنا نَعْلَمُ مِن حالِ( حَماسٍ) - عَلَى ما فِيها – أَنَّها حَرَكَةٌ إسلامِيَّةٌ لَها يَدٌ طُولَى فِيقِتالِ اليهُودِ لَعَنَهُم الله؛ ولَها جُهُودٌ كَبِيرَةٌ فِي المُحافَظَةِ علَىإسلامِ الناسِ فِي تِلكِ البِلادِ ونَشْرِ الدَّعْوَةِ بَيْنَهُمْ؛ بَعْدَ أنْكادَتْ مَعالِمُهُ تَنْدَرِسُ فِي تِلكَ الربوعِ لطُولِ عَهْدِهابالاحْتِلالفَكَيْفَ يُسَوَّى بَيْنَ هذا وبَيْنَ مَنْ عُرِفَ عَنْهُ العَداءُللدِّينِ والشرِيعَةِ؛ والسعْيُ فِي هَلاكِ أهْلِهِ؛ وتَسْليطُ الكافِرِ علَىبِلادِ الإسلامِ؛ وتَمْكِينُهُ مِن رِقابِ المُسْلِمينَ يَصْنَعُ بِهِمْ مايَشاء؟!وقَدْتَجْتَمِعُ الحَسناتُ والسيِّئاتُ فِي المُسْلِمِ كَما ذكَرَ ابنُ تَيْمِيَةَرَحِمَهُ اللهُ فِي قاعِدَتِهِ المَشْهُورَةِ فِي الباب؛ فَيَكُونُ ذلكَ مِمّايُوجِبُ حَمْلَ ما يَقَعُ مِن الزّلَلِ مِنْهُ علَى أَحْسَنِ المَحامِلِِ والتِماسِالعُذرِ لَهُ ما أمْكَنَوإنْ كانَ يُنْهَى عَنالوُقوعِ فِي مواطِنِ الشبُهاتِِ).
لما كان الجهاد في سبيل الله من الأعمال التكليفية، كان لابد من إحاطة العلم به، حتى نتعبد الله على بصيرة ونور، وما نظر العلماء إلى مشروعية الجهاد ومقاصده، وشروطه وضوابطه، إلا تأصيلاً وتقعيداً لهذه الشعيرة الإسلامية التي ما أنتجت العقول البشرية لها شبيهاً ولا نظيراً، لأنها من أفراد الإسلام، وجاهل من ألبسها لباس المدنية الغربية، أو حاول تجميلها قياساً بالحضارة العالمية، أو انبرى مدافعاً عنها، وهي التي ما فتئت تدافع عنه وعن أمثاله، ولولاها لما عرفت البشرية دين ربها، ولما انتقلت من عبودية العباد إلى عبودية رب العباد، ومن المحال على النزعة البشرية المركبة على الصفات السبعية الغضبية أن ترقى وتخرج عن أطوارها الجبلية إلا بضبط الأصول والفروع على المنهج الإسلامي الثابت، بضرورة فهم التغاير والتمايز بين السبب والنتيجة بناءً على الأصول الثابتة والقواعد الراسخة.
لذلك فإنَّ الجهاد لابد أنْ يعتمد على شرطه، وهو (فِي سَبِيلِ اللَّهِ) ذلك القيد الذي ما انفك عن الكلمة، في آية أو حديث صراحةً أو ضمناً، بل جاء شرطاً لتوافق الكلمة مع المدلول الشرعي.
ولما كان الشرط لازماً لضرورة التوافق مع المقاصد الشرعية، كان لابد من فهم هذا الشرط بناء على أصله، وهو مفهوم قوله r: (مَنْ خَرَجَ مِنَ الطَّاعَةِ وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ ثُمَّ مَاتَ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً وَمَنْ قُتِلَ تَحْتَ رَايَةٍ عُمِّيَّةٍ يَغْضَبُ لِلْعَصَبَةِ وَيُقَاتِلُ لِلْعَصَبَةِ فَلَيْسَ مِنْ أُمَّتِي)[10] (http://202.71.102.68/%7Ealfaloj/vb/#_ftn10)
وعليه فإن قتال اليهود في ذاته لا يُصحح منهج، ولا يُصوب راية، ولو كان المعيار مقاتلة اليهود لتساوى في ذلك العلماني والشيوعي والاشتراكي مع الموحد، بل لفضل كثير من الكفار في ذلك، ولكان (هتلر) الكافر في المرتبة الأولى بل إمام المجاهدين، ولكن مقاتلة اليهود في ذاته لا عبرة فيه، بل العبرة لصحة المنهج أساساً ولسلامة المعتقد ابتداءً، ثم ظهور أثره في مقاتلة أعداء الدين، كما في مقاتلة اليهود لأن الله أمرنا بقتالهم، ولأنهم كفار أصلاً، أما قتالهم لأنهم احتلوا الأرض، فهذا لا مزية فيه ولا فضل، لتساوي أهل الأرض فيه، ولأن الشعوب المستضعفة المحتلة سواء أكانت مسلمة أو كافرة، قاتلت محتلي أرضها وطردتهم منها، واكتسبت حريتها وحكمت بلادها بقوانينهاوقال هاني السباعي: (ليس كل من حمل البندقية وقاتل ينال شرف لقب مجاهد في سبيل الله! وإلا اعتبرنا(نمور التاميل) في (سيريلانكا) مجاهدين في سبيل الله خاصةأنهم أسبق من الجماعات الجهادية التي كانت تفجر نفسها في صفوف أعدائها! ولو أن كل من يحمل بندقية أطلقنا عليه مجاهداً في سبيل الله فسنعتبر ثوار (الكونترا) في (نيكاراجوا) مجاهدين بررة.[11] (http://202.71.102.68/%7Ealfaloj/vb/#_ftn11)

وكما أن قتال محتل الأرض لا يصحح الراية ولا يصوب المنهج

وجزاكم الله كل خير

ادعوا لإخوانكم المجاهدين

أخوانكم في
[ مجموعة الأنصار البريدية ]Al-Ansar Mailing List Newsletter
1430هـ // 2009 م


1 / يراجع ضوابط حقيقة الإيمان والحكم بالإسلام - أبو أحمد عبد الرحمن بن محمود

2 / (فتح الباري) 10/ 454.

3 / (فتح الباري) 10/ 528.

4 / وقال ابن تيمية قال سبحانه: (مَنْ كَفَرَ بالله مِنْ بَعْد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان، ولكن من شرح بالكفر صدراً فعليهم غضب من الله، ولهم عذاب عظيم) ــ النحل 106 ــ ومعلوم أنه لم يرد بالكفر هنا اعتقاد القلب فقط، لأن ذلك لايكره الرجل عليه، وهو قد استثنى من أكره ولم يرد من قال واعتقد، لأنه استثنى المُكْرَهَ وهو لا يكرَه على العقد والقول، وإنما يكره على القول فقط، فعلم أنه أراد من تكلم بكلمة الكفر فعليه غضب من الله وله عذاب عظيم وأنه كافر بذلك إلا من أكره وهو مطمئن بالإيمان، ولكن من شرح بالكفر صدراً من المكرهين فإنه كافر أيضاً، فصار من تكلم بالكفر كافراً إلا من أكره فقال بلسانه كلمة الكفر وقلبه مطمئن بالإيمان 0

5 / يراجع بحث بعنوان هل يجوز تطبيق الشريعة من خلال المجالس الكفرية

6 / والقاعدة تقول [ مالا يترتب عليه أثره بالضرورة يلحق بالأقوال وإن كان فعلا وما يترتب عليه أثره بالضرورة يلحق بالأقوال وإن كان قولاً ]

7 / تعليق الشيخ أحمد شاكر على سير أعلام النبلاء للذهبي في ترجمة الإمام أحمد، [انظر السير (11/252)].

8 / زاد المعاد لابن القيم (3/11)، والفوائد له أيضاً (1/208).

9 / (الصارم المسلول) صـ 177 ــ 178.

10 / أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة t 12/283 برقم4894

11 / (إذا نزلوا ساحة قتال أفسدوها) بقلم د.هاني السباعي (12)، نشر في منبر التوحيد والجهاد.

سيف العدل
31-08-09, 12:50 AM
قال الله سبحانه وتعالى ..:
(( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ))

غوطي صلصة
31-08-09, 04:28 PM
بعد اجتماع مكة الشهير بين المجموعتين المتنحارتين على الجاه والسلطة
وبعد ان اعتمروا جميعا وصلوا بالحرم المكي وطافوا وسعوا وبعد شهرين
اقتتلوا فهؤلاء جميعا لا خلاق لهم ولا يؤمن جانبهم