المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : زكرتي ينصح ملتزم..!!


cardiac
20-07-09, 07:58 PM
زكرتي ينصح ملتزم..!!

..
..



توجهتُ ذات يوم إلى أحد الأسواق بغيت شراء بعض الحاجيات..ولتسلية نفسي بالنظر إلى بعض المخلوقات ذات الشكل الغريب التي ترتاد أماكن كتلك باستمرار..وما إن وصلت هناك وقمت بالتسوق لدرجة التسول مُبدياً هواية تُعد إحدى الهوايات المفضلة لدي بمايُعرف عندنا بـ (المكاسر)..والذي يعود الفضل بإيجاد هذه الهواية لأجدادي فهم من أنشأها وقاموا أعمامي وآبآئي بتطوير أفكارها وأساليبها..وأثناء حلي وترحالي هنا وهناك..وقعت عيناي على شخص ملتزم ويظهر عليه آثار الصلاح..ونورٌ في الوجه..وليس كأي نور..نور خالطه شيء من الأبتسامة..وكان يصاحبه امرأته وطفلهما الصغير..وكانت امرأته على النقيض منه تماماً.. كانت تلبس عباءة مخصرة..بل محزقة..وتثير الشهوات..خصوصاً لمن في قلبه مرض..وما عهدتي نفسي إلا كذلك..!فقد بدأت تدبُ في قلبي آثار الإعياء..حقيقةً كان منظرها مثيراً للفتنة هذا من الخارج!!ولا من الداخل لا نعلم..بل بدت وكأنها سعيدةً بنظر الناس لها من حولها..ولمعالم جسمها..ولأن المرأة كانت سبباً في الحروب والدمار فقد كادت أن تطالني يد هذه الدمار لولا رعاية الله...

حاولت جاهداً ألا أكترث لوجودها..وبما أن النفس أمارةٌ بالسوء..ودائماً ما كنت أحفظ هذه العبارة وأرددها..ولطالما كنت مجيباً لهذه النفس..بل وأحياناً داعياً لها بالمقولة الشهيرة(أغصبني وأتغيصب)ومرحباً بها..فقد أذعنت أستجابتي لها مسبقا بإمضاء إبليسيً..وكان الشيطان حاملاً اللواء وأنا من خلفه اتبعه اسمعه افهمه ولا اناقشه..فقد ظللت ارقب تلك المرأة متظاهراً بمراقبة طفلهما وتعلو محياي ابتسامة معبرة بالأهتمام بالأطفال وبراءتهم..شيئا فشيئا حتى غاب زوجها هو وطفلهما..ذاهبين لشراء بعض الحلويات من أحدى المحلات المجاورة..معهما غابت تلك الإبتسامة الصفراء شيئاً فشيئاً حتى غابوا..وظهرتُ بشكلي الحقيقي..مع بعض الأنياب الجانبية..وزين لي الشيطان عملي وصفق..تبعه مزاميراً لبعض الشياطين..ساعدتها طبول قلبي..وأخذ يقترح علي أفكاراً أخرى على أفكاري..وتلبستُ إبتسامةً من نوع آخر..محاولاً أن يكون في وجهي بعض النور كالذي يملكُه زوجها..بالأضافة لبعض النجفات الجانبية..!!أو حتى بعض الكبوس الأمامية..كانت تجرأ في الحديث مع الباعة..ويشوب ذلك بعض الضحكات الخفيفة..وأثناء نظري لها..منتظراً فرصتي لمحاولة شيطانية..وإذ بالمؤذن ينادي لصلاة المغرب:الله أكبر..الله أكبر،هنا أحسستُ بأني كنت في غفلة..وإذ بي أصحو منها..فاستغفرت ربي..وأكثرت من استغفاره..وأشحت بصري عنها..وإذ بي أرى زوجها قد قدم..فأحسست بتأنيب ضميري..فما ذنبه..؟وما ذنب طفلهما..؟وبالأساس هذا لايرضي الله..ماذا كنت أنوي أن أفعل؟!يجب أن أُصلح ما نويتُ أن أُفسده..أأنصحه..؟كيف وأنا حليق وهو ملتحي..؟!هنا أحسست ببعض الارتجاجات الفكرية..بينما هو كان ذاهباً لمصلى في داخل السوق..و ترك إبنه مع أمه..فوجدتها فرصة سانحة لتحدث إليه..فذهبت أتتبع خطواته،والشيطان متتبعاً خطواتي مرةً أخرى لمنعي من محادثته وكاد ينجح لولا أني استعذت بالله منه..لكن كيف السبيل؟لا أدري..خاصة لحليق مثلي أن يناصح شخص ملتحي..ناهيك أني لم يسبق لي أن ناصحةُ أحداً إلا قلة من أصدقائي الذين كانوا ينهون حديثي لهم بقولهم لي بعاميةhttp://www.alsakher.com/vb2/images/smilies/frown.gifمسوي مطوع الأخ..ياعمي طيييير)فيصغر وجهي..ويصغر..ويصغر حتى يكاد أن يختفي..وفي خضم هذه الحرب النفسية لم أجد نفسي وقبل دخوله المصلى بخطوات معدودة إلا منادياً له:يا أخ..يا أخ..متخيلاً معها أنه سوف يرد: :يا أهلاً وأن يأتي مقبلاً رأسي ويقول هل من نصيحة يا أخي؟!لكن الحقيقة لاتجري بما يشتهي الخيال..فرد علي:أهلا وسهلا هل ناديتني؟كدت أنفي وأفرُ بجلدي لولا أني خشيةُ بعض الشهود..فقلت له:نعم..قال لي:خيرٌ أنشاء الله؟قلت: في الحقيقة أنت شاب ملتزم مضيء الوجه..أتمنى أن تكون قدوةٌ لنا..وقد لفت نظري عباءة زوجتك ولا ينبغي لــ...!!قاطعني قائلاً:وما شأنك؟قالها وقد ألصق وجهه بوجهي..كدت ُ أن أرد لولا أنه أردف بكلام أزبد فيه وأرعد..مهدداً تارةً وتارةً موعد..وأخذت حواسي الخمس مرةً أخرىتضئل وتصغر وتصغر وتصغر حتى كادت أن تزول..!دخلتُ إلى المصلى محبطاً..نادماً..غاضباً..آسفاً..بالإضافة لأشياء وحالات أُخر تنتهي بألف التنوين..وها قد أغُشي على شيطاني ضحكاً علي..تمنيتُ حينها لو أن معي شريط ديني ذا صلة أهديه إياه وأُنهي كل شيء..أحسست بأن نظرتي للأمور في تلك اللحظة لم تتعدى أنفي..بل أن نظرتي لم تتعدى نظري..وبأني أنا من وضعت رقبتي أمام سكينه.. أقاموا الصلاة في المصلى وأخذ الشيطان مكانه بعد ما أنهى نوبة ضحكة ليشغلني في صلاتي..أحسست بعد هذا أني كثائر..كثائر بلا قضية بعد رده لي..!!تمنيت أن تدعني أفكاري وشأني..وتذهب أدراج الرياح مع شيطاني..ما أن انتهينا الصلاة وانتهى شيطاني مني معها..وأنا أهمُ بالخروج من المصلى وإذ بيد على كتفي من الخلف..ألتفت وإذا به صاحبي الملتحي..نشف ريقي وقتها..وبدأت أسناني تصطك وتضربُ بعضها بعضاً بشكل سريع فأسرع..ويدي ترتعش فأدخلتها في جيبي خجلاً منها..وإذ به يبتسم ويقول:الوقت ضيق وأُريد أن أحدثك بعد ربع ساعة..هل بوسعك الإنتظار؟أجبت:حسناً مُظهراً له اللامبالاة...

ذهب لا أدري إلى أين؟وعاد خيالي لي من جديد..قلت في نفسي لعله يريد الأعتذار..لا بل سيحضر رفاقاً له أو سلاحاً لينتقم من جرأتي..يجدر بي الصلاة ركعتين قبل أن يُرديني مضجراً بدمائي..وسوف أطلب منه الإنتظار حال قدومه لركعتين أخرى..لاحول ولاقوة إلا بالله..وسوف يكتبون أبناء المنتديات عني مواضيع قائلين فيها:من يأتينا بخبر شقردي وله بشارة؟وأيضاً سيكتبون:شقردي عسى المانع خير؟وسوف تتساقط المواضيع عني كالمطر..وبدأت تروق لي الفكرة نوعاً ما..فتذكرت نفسي وضحكت وقلت هذه تنفع أن تكون طرفة،إذا كتبوا متسائلين عني سوف يسقط الموضوع لصفحات الأخيرة بلا أي رد..هذا إن رأى النور..بل قد يحجبه الإشراف بحجة أن الموضوع لايستحق عناء الكتابة..وسوف يتم إيقاف كاتب الموضوع..وتذكرت أيضاً أصدقائي..وقلت اليوم الأربعاء وغداً الخميس..سوف يتصلوا بوالدي وأخوتي ليطلبوا منهم تأجيل العزاء بحجة أننا في العطلة الأسبوعية فالجو هذه الأيام ماطر والعطل الأسبوعية تمثل أيام الراحة للخروج والتنزه..وأنهم لا يريدون تكليف أنفسهم عناء تفويت هذه الأجواء الجميلة في العطل الأسبوعية..!!تذكرت رئيسي في العمل،وأني قد اغتبته أمس.. وقبله.. واليوم وكل يوم..! فهممتُ أن أستسمح منه قبل رحيلي لكنه لم يجب على أتصالي...

وفي نوبة خيالاتي..وإذ بصاحبنا يقطع تلك الخيالات علي..ويبادرني السلام ويدخل يده لجيبه..!!فسارعت بإمساكها..قائلاً له:لاتحاول ولا حتى تفكر..وفي وجهه تعابير الدهشة..!!وقلت:أعرف ما تنوي فعله وصوتي قد غطى وطغى على المكان..ألتف الناس من حولنا..وأنا محاولاً تثبيته..وبدأت ملامح الدهشة عليه تتحول إلى إبتسامة..تبعتها ضحكة..وسط صراخي..!!وأنا أقول:نعم أضحك..الآن أستسلامك..لن ينفعك ولن يجديك إذعانك لي متأخراً..نصحتك ونصحتك ولم تستجب مسبقاً..وأخذ الناس يباعدون بيننا وأنا وأعصابي ودمي في حالة من الفوران والغليان..والشخص الآخر يكاد يسقط مغشياً عليه من الضحك..والناس يترقبون مستغربين مندهشين..!وهو يضحك مد إلي بشريط ورسالة أخرجها من جيبه..وهو يدعو لي بالخير..كان عنوان الشريط(النصــيحة)أما الرسالة التي كتبها بخط يده فكان يعبر فيها عن أسفه على تعامله معي..وشكره ودعائه لي...

أخيـــــراً..أرجو أن لا أُفهم بشكل خاطئ..وللمعلومية فأن لو لم يكن معلومٌ لدى القاري أن من قال:أحب الصالحين ولست منهم..لعلي أنال بهم شفاعة..هو الإمام الشافعي..لدعيتُ في محاولة شيطانية أني أنا من قالها..فأنا أحب الصالحين من إخواني..ولكن هناك فئة قد لاتقبل نصيحة من شخص حليق..!ورئيس لايقبل نصيحة من مرؤسه..وأخ كبير لا يقبل نصيحه من أخيه الأصغر..وأب لا يقبل نصيحه من أبنه..هذا مأردت توضيحة من بعض ما يحدث جراء الأرتجاجات الفكرية..وعموماً القصة بعضها واقع وبعضها الآخر من نسج خيالي المؤدلج...


دمتم بــــخــــير


منقول

الميسم
20-07-09, 08:29 PM
من كان في قلبه مثقال ذرة من كِبر هو من سيرفض النصيحه ..
حتى لو جآءت من ملتحي ..ورئيس , وأخ كبير ..

قصه جميله ..وفيها عبر ..

أجدت النقل ..
فشكرا لك ..
مع أني في البدايه ظننتك صاحب القصه ..

الهلالي
20-07-09, 08:36 PM
اخطأ الملتزم حينما رد عليه بقوله ما شأنك، فالمفروض انه هو الذي يتقبل النصيحه ولو كانت من حليق، لان الحق احق ان يتبع، ولانه يعلم ان هذا الحليق لا يفقه كثيرا من اداب النصيحه

حياتي تساهيل
20-07-09, 08:43 PM
الكارثة الآن ان العباءات الساترة التي توضع على الرأس تكاد تنعدم

وأغلبية مراكز العباءات كلها تبيع المخصرة الكتافية ذات الزخرفة

ووالله انها لتحتاج الى عباءة أخرى فوقها !!!

(qq60)

نور القصمان
20-07-09, 08:50 PM
ارى اشكال هذا الرجل الملتزم كثير قي الاسواق مدري اليس له سلطة على زوجته الله لايبلانااااااااااااااااااواغيرة الاسلامية مطلوبة من الجميع