المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الروعة في كل مكان ... الملاجئ الآمنة تحت الماء: الشعب المَرجانية -30-


ابن الرمادي
30-06-09, 01:07 PM
الروعة في كل مكان



-30-


http://www.r-alnoor.com/up/uploads/images/domain-0f9ba0d1b9.gif



الأستاذ هارون يحيى


الملاجئ الآمنة تحت الماء: الشعب المَرجانية

يعيش المَرجان في المياه الضحلة الاستوائية. و تتشكل الشعب المَرجانية من تكلس أجساد الكائنات المَرجانية الميتة. وتُعَدُّ هذه الشّعاب المرجانية مأوى مثالياً للكثير من الأحياء البحرية. و تنتشر هذه الشعاب في مناطق كثيرة جداً. ويشبّه العلماء هذه الشعاب بالغابات الاستوائية من ناحية كثرة الأنواع الحية التي تؤويها؛ لأن هذه الشعاب تؤوي أكثر من 2000 نوع من الأسماك و 5000 نوع من الرخويات و 700 نوع من المرجان وأنواعاً لا تحصى من سرطان البحر. إضافة إلى كستناء البحرو نجم البحر و القواقع البحرية.
وتعيش أنواع معينة من معوية الجوف Polyps ضمن الشعب المرجانية أيضاً. و هذه الكائنات الحية تعيش عيشة تكافلية مع الطّحالب الموجودة في السطح الداخلي لأنسجتها الجسمية. وهذه الطحالب تحتوي على الكلوروفيل، وبذلك تستطيع إجراء عملية التركيب الضوئي. و هي كذلك غنية من ناحية الأكسجين، ولكنها تحتاج إلى المواد المعدنية. ومثلها مثل النباتات الأخرى تحتاج إلى النترات و الفوسفات. وهنا تبرز أهمية التكافل بين هذين الكائنين الحيين ( Polyps و الطحالب)، و بهذا التكافل يستطيعان الاستمرار في الحياة؛ لأنهما لا يقويان على ذلك بمفردهما.
وهذا يعني أنّ الطحالب الموجودة في أجسام هذه الحيوانات المعوية الجوف توفر ما تحتاجه من مواد مثل النتروجين من مضيفاتها، وهي في الوقت نفسه تكون قد وجدت لنفسها ملجأ آمناً من الأعداء. و في مقابل هذا تأخذ الحيوانات المعوية الجوف جزءاً من الغذاء الذي تنتجه الطحالب بواسطة عملية التركيب الضوئي. و بهذه الطريقة تستطيع هذه الحيوانات أن تحصل على الطاقة اللازمة لبناء هياكلها الكلسية.
ومثل باقي الكائنات الحية التي تعيش عيشة تكافلية مشتركة، فإن معوية الجوف والطحالب تستطيع كل واحدة منها أن تحصل على ما هو ضروري لها من الأخرى. إن هذه الكائنات الحية قد خُلِقَتْ من قبل الله عز و جل وبهذه الصورة كي تعيش معيشة تكافلية فيما بينها.
إن هذه المزايا العجيبة والصفات الفريدة للكائنات الحية البحرية التي خلقها الله بقدرته وعلمه تعكس لنا صورة حية عن آياته الباهرة في خلقه، و تشهد على بديع صنعه و على علمه الواسع الذي لا حد له.
{وَ مَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الأَرْضِ مُخْتَلِفَاً أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمَاً طَرِيَّاً وَ تَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَ تَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}النحل: 13-14 .