المقداد مقداد
27-05-09, 12:34 AM
الصحوة واستقلال الإرادة
- مما كتبه الأستاذ
أحمد كمال ابو المجد
---------------------------------
ترى كيف يمكن أن تكون صورة العالم الإسلامي اليوم
لو أن الطاقة الهائلة التي فجرتها موجة الصحوة الإسلامية
توجهت وجهة سليمة وصالحة ؟ .
ماذا لو أن الدفعة الروحية الهائلة التي انطوت عليها بعض
الحركات الإسلامية قد توجهت إلى حيث كان ينبغي لها أن
توجه ؟ .
لو أن ذلك كله توجه إلى بناء مجتمع جديد شعاره " استقلال
ارادة المسلمين " وتعمير أرضهم , والوقوف سدا منيعا في
وجه محاولات المستكبرين الحقيقيين لتحويل الكيان الصهيوني إلى قوة ردع عظمى وسط أمة المسلمين والعرب
تؤدب الذين يتجاسرون على الوقوف في وجه مصالح أولئك
المستكبرين أو يحاولون وضع لبنة جديدة في بناء النهضة
الإسلامية والعربية .
ترى كم كان يختلف الحال ؟ . وتكون صورة الحاضر الإسلاميلو أن جماعات الغضب افسلامي كما نؤثر أن نسميهاو التي تنتشر من أقصى المغرب إلى أدنى المشرق
قد توجهت رغبتها الهائلة بالتغيير وغضبتها العارمة على
أوضاع المسلمين .
وتمردها على التبعية الحضارية والنفسية لغير منهج الله
وشريعته إلى وجهتها الصحيحة ؟
فاشتغلت بالبناء والتعمير في صمت وهدوء بدلا من الاشتغال بالهدم والتكفير وسط ضجة هائلة وكلام كثير
ماذا لو كانت أخذت بيد المجهودين والمكدودين من ملايين
العرب والمسلمين .. بدلا من الأخذ بناصيتهم وإفراغ الجهد كله في اتهامهم وإدانتهم وإصدار الأحكام عليهم ؟ .
ماذا لو إقتربت من الناس .. ولم تعتزلهم وتبتعد عنهم ؟
ماذا لو قدمت الفعل على الكلمة .. والبحث عن حلول للمشاكل القائمة. بدلا من البحث عن عورات الناس وسقطاتهم والبحث عن مشاكل جديدة تضاف إلى همومهم
ومشاكلهم .؟ .
ماذا لو استقام الأدنى من إدراك أولويات الأمور وترتيب
مهام الإصلاح والتغيير .. فادركت أن مع الظلم ورفع المعاناة وتحريك عملية الإنتاج .. والذود عن أرض العرب
والمسلمين أمور مقدمة كثيرا على قضايا النقاب والحجاب
وإرسال اللحى وضبط أطوال الثياب ؟ .
ماذا لو خرج دعاة هذه الجماعات من إسار الواقع المحلي الضيق الذي يحبسون أنفسهم فيه .. إلى رحاب العالم الواسع الذي أتاح لهم العلم أن يجوسوا خلاله وأن يعرفوا مايدور فيه وهم جلوس في أماكنهم .. وقبل أن يقوموا من
مقامهم هذا .. ؟ .
ولو فعلوا كل ذلك لرأوا بعيونهم كيف يعمل الناس هناك –
في غير بلاد المسلمين – وكيف ندور نحن حول أنفسنا
متشاغلين بأفكار قديمة وصراعات قديمة . وقضايا لم يعد
لها في ميزان العقل والشرع مكانة ولا مكان .
ولراوا كذلك عالما جديدا مليئا بالصراعات الهائلة بين قوى
عملاقة ليس لها بيننا وليٌ ولا صديق .
ولأدركوا هول الفجوة التي تفصل بين أمتنا الحائرة المتعثرة
وبين شعوب أخرى حولنا تقفز على طريق النمو والتقدم قفزا.
ونحن شهود تتملكنا الدهشة ولا نزداد بها إلا حيرة وعجزا
-----------------انتهى –د أحمد كمال أبو المجد
بصرى الشام 26-5-209م
- مما كتبه الأستاذ
أحمد كمال ابو المجد
---------------------------------
ترى كيف يمكن أن تكون صورة العالم الإسلامي اليوم
لو أن الطاقة الهائلة التي فجرتها موجة الصحوة الإسلامية
توجهت وجهة سليمة وصالحة ؟ .
ماذا لو أن الدفعة الروحية الهائلة التي انطوت عليها بعض
الحركات الإسلامية قد توجهت إلى حيث كان ينبغي لها أن
توجه ؟ .
لو أن ذلك كله توجه إلى بناء مجتمع جديد شعاره " استقلال
ارادة المسلمين " وتعمير أرضهم , والوقوف سدا منيعا في
وجه محاولات المستكبرين الحقيقيين لتحويل الكيان الصهيوني إلى قوة ردع عظمى وسط أمة المسلمين والعرب
تؤدب الذين يتجاسرون على الوقوف في وجه مصالح أولئك
المستكبرين أو يحاولون وضع لبنة جديدة في بناء النهضة
الإسلامية والعربية .
ترى كم كان يختلف الحال ؟ . وتكون صورة الحاضر الإسلاميلو أن جماعات الغضب افسلامي كما نؤثر أن نسميهاو التي تنتشر من أقصى المغرب إلى أدنى المشرق
قد توجهت رغبتها الهائلة بالتغيير وغضبتها العارمة على
أوضاع المسلمين .
وتمردها على التبعية الحضارية والنفسية لغير منهج الله
وشريعته إلى وجهتها الصحيحة ؟
فاشتغلت بالبناء والتعمير في صمت وهدوء بدلا من الاشتغال بالهدم والتكفير وسط ضجة هائلة وكلام كثير
ماذا لو كانت أخذت بيد المجهودين والمكدودين من ملايين
العرب والمسلمين .. بدلا من الأخذ بناصيتهم وإفراغ الجهد كله في اتهامهم وإدانتهم وإصدار الأحكام عليهم ؟ .
ماذا لو إقتربت من الناس .. ولم تعتزلهم وتبتعد عنهم ؟
ماذا لو قدمت الفعل على الكلمة .. والبحث عن حلول للمشاكل القائمة. بدلا من البحث عن عورات الناس وسقطاتهم والبحث عن مشاكل جديدة تضاف إلى همومهم
ومشاكلهم .؟ .
ماذا لو استقام الأدنى من إدراك أولويات الأمور وترتيب
مهام الإصلاح والتغيير .. فادركت أن مع الظلم ورفع المعاناة وتحريك عملية الإنتاج .. والذود عن أرض العرب
والمسلمين أمور مقدمة كثيرا على قضايا النقاب والحجاب
وإرسال اللحى وضبط أطوال الثياب ؟ .
ماذا لو خرج دعاة هذه الجماعات من إسار الواقع المحلي الضيق الذي يحبسون أنفسهم فيه .. إلى رحاب العالم الواسع الذي أتاح لهم العلم أن يجوسوا خلاله وأن يعرفوا مايدور فيه وهم جلوس في أماكنهم .. وقبل أن يقوموا من
مقامهم هذا .. ؟ .
ولو فعلوا كل ذلك لرأوا بعيونهم كيف يعمل الناس هناك –
في غير بلاد المسلمين – وكيف ندور نحن حول أنفسنا
متشاغلين بأفكار قديمة وصراعات قديمة . وقضايا لم يعد
لها في ميزان العقل والشرع مكانة ولا مكان .
ولراوا كذلك عالما جديدا مليئا بالصراعات الهائلة بين قوى
عملاقة ليس لها بيننا وليٌ ولا صديق .
ولأدركوا هول الفجوة التي تفصل بين أمتنا الحائرة المتعثرة
وبين شعوب أخرى حولنا تقفز على طريق النمو والتقدم قفزا.
ونحن شهود تتملكنا الدهشة ولا نزداد بها إلا حيرة وعجزا
-----------------انتهى –د أحمد كمال أبو المجد
بصرى الشام 26-5-209م