أبو عهد الشهراني
02-05-09, 07:28 PM
من مجموعة بريد الدكتور عبد العزيز قاسم الإعلامي المعروف وقد سمح بنشرها :
الدعوة إلى الله حب " وليس بصاق و شتائم
أعانك الله عليهم أبا أسامة..
والله أني جاد ، كيف يمكن أن يتحول زقيل والدويش إلى بشر ومسلمين مثلنا يحبون ويكرهون بعقل ؟
لماذا يكرهني زقيل ويحرّش علي مثلا ؟ وعلى الوطن أيضا ؟ هل لأنه ضحية الإيمان بالكوابيس أم انه من صناع الكوابيس؟
كيف يستطيع أن يقف من على المنبر ويحذر من المؤامرة الداهمة ويشعر بالأهمية انه هو الذي يحمي البلاد والعباد ويصد عنهم الخطر؟ .
أنور الجندي مثلا اختلف مع نصف المثقفين في مصر وكذلك محمود شاكر ولكنهما لم يقولا سأبصق على العقاد أو أتفل على طه حسين .
هل يستطيع أي مسئول أن يسمح للدويش أن يتحدث في التلفزيون السعودي وهل يمكن للحكومة السودانية مثلا أن تستضيفه في " مؤتمر مناصرة السنة" مثلا وما أكثر المؤتمرات في السودان ؟
أنا وأنت أخي عبدالعزيز نختلف وكذلك سلمان العودة وعبدالرحمن الراشد وحسين شبكشي والحميد والطريري وجميل فارسي وعبد المحسن حليت وبالطبع وليد البسام ، ولكننا جميعا وان اختلفت آراؤنا فإننا جميعا ضمن ما يمكن تسميته " القاعدة العريضة " من المثقفين السعوديين .
أما زقيل والدويش فهما على الأطراف البعيدة ، لن يحتملهما احد ، حتى اليمين المحافظ وان كنت أعتب عليه أن يجاملهما ، وأتساءل : هل الشيخ العودة مستعد أن يصطحب معه الدويش إلى الدورة القادمة لمؤتمر العلماء المسلمين ، بالتأكيد لن يفعل .
هل يهمني أن يشتمني الدويش أو يكيد لي عبدالله زقيل المشغول بالعبد الضعيف وصحيفة الوطن ، بالطبع لا .
ولكن لو جاءني مجرد عتب من رجل كمحمد صلاح الدين لسارعت إليه مهموما مستفسرا ، لماذا ؟ لأن أبي عمرو أراه ضمن " القاعدة العريضة " التي يمكن أن اختلف أو تختلف معي ولكن نظل قريبين من بعضنا .
التحدي : كيف يمكن أن نعين أخوينا البعيدين ونعيدهما إلى هذه القاعدة ونبعدهما عن تلك القاعدة ! ؟
كيف نستطيع أن نحمي ضالة الصحوة من الإعجاب بهؤلاء فهم شباب يحركهم الحماس بعدما خدعهم صناع الكوابيس بوجود مؤامرة زوار السفارات .
كيف نعيد منهج أن " الدعوة إلى الله حب " وليس بصاق أو شتائم تكال هنا وهناك، يا الله كم ابتعد بعضنا عن منهج الدعوة الحق ، أكثر من المني في حديث الدويش معك هو قوله أن منهجه " شرعي " ..
تحياتي والسلام عليكم
محبك
جمال خاشقجي
...................
نحن في زمن النت وأسلوب التحجير على الأفكار قد ولى ومضى
الأستاذ جمال خاشقجي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أشكر لك حسن ظنك بالعبد الفقير ، وأشكرك أيضا على مفرداتك التي استخدمتها في تعقيبك ! ، والتي منها : " كيف يمكن أن يتحول زقيل والدويش إلى بشر ومسلمين مثلنا يحبون ويكرهون بعقل " .
لا أدري هل تريد أن تخرجنا من دائرة البشرية والإسلام ، وأصبحت تكفر لمجرد الاختلاف في الرأي ! .
أعانك الله على هذه المفردة التي أعتبرها زلة قلم منك ، وأجد لك العذر عفا الله عنك .
ثم تقول : " لماذا يكرهني زقيل ويحرّش علي مثلا ؟ وعلى الوطن أيضا ؟ هل لأنه ضحية الإيمان بالكوابيس أم انه من صناع الكوابيس؟ "
أخي جمال : ليكن معلوما لديك - سلمك الله - أنني لا أكرهك لشخصك ، وليس بيني بينك أي لقاء سابق حتى تقول : " أكرهك " ، ولا تعاملت معك أصلا ، فمن أين أتيت بهذا الكره لشخصك ؟
أنا انتقد فكرك لأنك لست معصوما من النقد ، وإن كنت لا تقبل النقد فقل لنا لنضعك في خانة العصمة كما عندالفكر الشيعي .
وأعجب من رئيس تحرير في منزلتك ومكانتك تقول عني أنني ضحية الإيمان بالكوابيس !
أشكرك على حسن أدبك ، وهذه المفردة سأمر عليها بدون تعليق ، وأنا ولله الحمد أحصن نفسي بالأذكار عند النوم لكي لأرى الكوابيس !! ولم أرك في حياتي في المنام وهذه من باب الطرفة فلا تزعل !!
أما إذا كنتُ من صناع الكوابيس فهذه مفخرة لي ، فقد كان موسى عليه السلام بمثابة الكابوس لفرعون ، والرسول صلى الله عليه وسلم أيضا كان كابوسا لأبي جهل وأبي لهب ، وأشكرك على صفة المدح هذه .
تقول غفر الله لك : " كيف يستطيع أن يقف من على المنبر ويحذر من المؤامرة الداهمة ويشعر بالأهمية انه هو الذي يحمي البلاد والعباد ويصد عنهم الخطر؟ "
أقول : من قال لك أنني أشعر بالأهمية ، وأنني أحمي البلاد والعباد ، ومن صور لك هذا هداك الله ؟
والسؤال الكبير المطروح : إذا كنت تشعر أنني على العكس مما قلت ، فما الذي يقلقك ويجعلك تقول هذا الكلام ؟
دعني أكتب ما أشاء ، وأنا مجرد شخص أعبر عن رأي كما يعبر أحد المستكتبين عندك في الصحيفة ، والفرق أنني أكتب في مجالٍ فسيحٍ رحبٍ حرٍّ ، وليس تحت رحمتك أو رحمة غيرك ، والحمد لله الذي سخر لنا النت وما كنا له مقرنين
قلت سلمك الله : " أنور الجندي مثلا اختلف مع نصف المثقفين في مصر وكذلك محمود شاكر ولكنهما لم يقولا سأبصق على العقاد أو أتفل على طه حسين " .
أقول : أنور الجندي اختلفوا معه لأنه قال الحقيقة في وقت جبن الكثير عن القول بها ، وألف كتابا يجري له أجره في قبره " الصحافة والأقلام المسمومة " فكان مرجعا للباحثين عن الوجه الحقيقي للصحافة ، فلذلك أبغضوه واختلفوا معه سلمك الله ، ومحمود شاكر أيضا نفس فضية أنور الجندي ، لكن تأمل أخي جمال من بقيت سيرته العطرة ؟ ومن هو على العكس ؟
فالأعمال بالخواتيم سلمك الله ، وبما ينفع الإنسان نفسه في الدنيا ، وبما نافح به عن دين الله وشرعه ، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، لا الهجوم على ثوابت الدين وأسسه ، أو يكون أداة لذلك .
وأما عن نفسي فإنك اتهمتني بأنني قلت سأبصق في وجه فلان وفلان ، وهذه أريدك أن تأتي بدليل عليها عفا الله عنك .
قلتَ : هل يستطيع أي مسئول أن يسمح للدويش أن يتحدث في التلفزيون السعودي وهل يمكن للحكومة السودانية مثلا أن تستضيفه في " مؤتمر مناصرة السنة" مثلا وما أكثر المؤتمرات في السودان ؟
أقول : هذه ربما يجيب عنها الشيخ سليمان الدويش لأنها تخصه هو ، فهو له قلمه الذي يجيبُ به على سؤالك ؟
قلتَ : أما زقيل والدويش فهما على الأطراف البعيدة ، لن يحتملهما احد ، حتى اليمين المحافظ وان كنت أعتب عليه أن يجاملهما
أقول : إذا كنتُ في الطرف البعيد ففي تصوري أنك في المقابل له ، وهذا يشهد به القاصي والداني ، وأجزم أنه لو عمل استفتاء على جريدة " الوطن " من جهة أي الأطراف تمثل لرأيت ما يحزنك ولا يفرحك ، فلا تصور نفسك هداك الله أنك تمثل المنهج الوسط أو تدعيه ، ودع الناس يحكمون .
أما العبد الفقير فإن كتابتي معروفة وواضحة ، ومنهجي معروف ، ولك أن تسأل عني أخي عبد العزيز قاسم الذي يفترض أن ينقل لك صورة حقيقة عني ، ويعرفني معرفة جيدة ، وأختلف أنا وهو في وجهات النظر لكن نبقى أخوين مهما حاول الآخرون تعكير الصفو بيني وبينه ، فإذا كنت تضيق ذرعا من النقد لك ولصحيفتك فاسمح لي فإنك لا تصلح أن تكون رئيسا للتحرير .
وأما عبارتك الأخيرة " وان كنت أعتب عليه أن يجاملهما " .
لا أدري ماذا تريد أن يفعلوا بنا ؟
يخرجونا من رحمة رب الأرباب ! أما يخرجونا من البلاد ويستضيفونا في سجون غوانتامو! ، أم يحققوا معنا لأننا كتبنا عن الأستاذ جمال قُدس سره !
أخي جمال ينبغي أن تعلم سلمك الله أننا في زمن النت ، وأسلوب التحجير على الأفكار قد ولى ومضى ، وعدم المجاملة والمداهنة هو طريق لا بد أن يكون في الأمة ، وهذا لا أقصد به نفسي حاشا وكلا ، ولكن يجب أن تعد نفسك وجميع إخوانك من رؤساء التحرير لمثل هذا الأمر ، وأن يتسع صدرك لجميع الآراء والأفكار .
ودعني أضرب لك مثالا بدولة الكويت ، يكتب في الصحف الكويتية الليبرالي والعلماني والشيعي والإسلامي وجميع أطياف المجتمع ، أما عندنا فالسيطرة لطرف واحد والذي يمارس عملية الإقصاء التي لا أظنها تخفى عليك ، واعذرني على الصراحة وأرجو أن يتسع صدرك لها ، فليس بيني وبينك شيء .
قلتَ : هل يهمني أن يشتمني الدويش أو يكيد لي عبدالله زقيل المشغول بالعبد الضعيف وصحيفة الوطن ، بالطبع لا .
أقول : أين كدتُ لك ؟ وعند مَنْ ؟
جعلني الله وإياك من عباده الضعفاء ، وتصورني أنني أكيد لك ! ومن أنا حتى أكيد لك ؟ وأخشى أن يكون هذا كابوسا !
فأنت رئيس تحرير صحيفة رسمية ، وأنا عبد فقير أكتب في النت ، ولا أمثل رأيا كصحيفة رسمية أنت ترأسها .
وصحيفة " الوطن " ليست فوق النقد بل فيها من المخالفات الشرعية والنظامية الكثير، وهي عرضة للنقد كغيرها من الصحف، فهناك عدد من مسئولي الدولة لا أظنه تخفى عليك تصريحاتهم حيال جريدة " الوطن " ، ومدى مصداقيتها ، وأحيانا أنقل منها النافع من الأخبار والمقالات ، ولكنك غلبت جانبا على جانب ، وقد لا ألومك لأن الشاعر يقول : وعين السخط تبدي ... !
وأحب أن أصحح لك خطأ نحويا وقعت فيه سلمك الله وهو قوله : " لأن أبي عمرو " .
والصواب : " أبا عمر " : اسم أن منصوب بالألف نيابة عن الفتحة لأنه من الأسماء الخمسة ! ، وتمنيت لو أن رسالتك مرت على المصحح اللغوي !
ما أريد أن أختم به هذه الرسالة أنني أحفظ لك حق الأخوة الإسلامية مهما أخطأت في حقي ، وأشكر الأخ عبد العزيز قاسم الذي أتاح لنا قراءة هذه الرسالة التي أرجو أن تساهم في بقاء الأخوة الإسلامية مهما اختلفنا في الآراء .
أخوك : عبد الله زقيل
.................................
مهلا يا جمال
الأخ الفاضل الدكتور عبدالعزيز قاسم حفظه الله
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
فلولا إلحاح بعض الأحبة عليَّ لما خططت سواداً على بياض بهذا الخصوص , لأني أرى في مثل هذه المماحكات الشخصية ذهابا للوقت , وإشغالاً للنفس بما إشغالها بغيره أنفع لها وأثمن , ولكن تحقيقاً لرغبة من سألني , وطردا لسحب الدخان التي أثارها جمال خاشقجي في ردِّه عليَّ وعلى الأخ الفاضل عبدالله زقيل , ومراده منها حجب الأعين عن بلوغ الحقيقة , فإني أقول :
أولاً : ليس بيني وبين جمال خاشقجي أي معرفة سابقة , فأنا لم أعرفه إلا بما أثير عنه , سواء أكان ذلك في تأريخه في أفغانستان , وإن كنت لاأدري حقيقة هل ذهب إليها مجاهداً , أم داعماً لوجستياً , أم غير ذلك مما له تعلق بالجانب السياسي البحت , أو ما أعقب ذلك من تحوُّل كبير , ليصبح رئيسا لتحرير جريدة الوطن , وماصاحب مسيرتها قبل طرده منها ثم عودته إليها , من مخالفات لايقبل بها الأحرار , ولا يرتضيها المنصفون .
ثانياً : جمال خاشقجي ليس ملََكا معصوماً , بل هو بشر يصيب ويخطىء , ولهذا فهو محتاج إلى أن يُروِّض نفسه لتقبل النقد , وأن يتخلى عن سياسة ( ما أريكم إلا ما أرى ) , لاسيما وقد انتهجت صحيفته منهجا شاذا حين أدرجت ضمن النقد الموضوعي حسب زعمها مصطلح الكذب والتزييف , وأنا حين أنتقده أو غيري ممن يتحملون مسؤولية ما تخطه أقلامهم لايمكن أن نعاملها بالمثل , بل نتعامل في نقدنا لها بالصدق والأمانة , لذا فمن الواجب أن يتسع صدر جمال لهذا النقد الذي لم يجاوز الحقيقة والواقع .
وإذا كان في موقعه لن يقبل بالنقد , ولن يتسع له صدره , فلماذا لا يجلس في بيته , أو على الأقل لماذا لايكف عن ممارسة مايرفضه لنفسه .
ثالثاً : حتى تعلم أخي الكريم أن جمال خاشقجي غير منصف مع نفسه ولا مع من يقرأ له , فيكفيك أن تقرأ أول رسالته ثم تطَّلع على آخرها , لتكتشف حجم التناقض عنده , وأنه يريدها خاشقجية ذات اتجاه واحد , لاكما يردد هو وكثير من الإعلاميين أنهم يحترمون الرأي والرأي الآخر .
فهو في البداية يقول : ( والله أني جاد ، كيف يمكن أن يتحول زقيل والدويش إلى بشر ومسلمين مثلنا يحبون ويكرهون بعقل ؟ ) وكأنه بمواقفنا معه ينفي عنا صفة البشرية والإسلام , أو على الأقل مماثلته فيهما , وهو هنا يرفع الغطاء عن كارثة يحق لي أن أسميها أخلاقية أو مهنية , لأن الذي استوعبت بشريته وإسلاميته تركي الحمد , وشاكر النابلسي , ومحمد سعيد طيب , والجابري , وغيرهم , ثم ضاقت عن مسلمين بسبب مخالفتهما له في الرأي , وانتقادهما لما ينتهجه من سياسة يرون أنها فاشلة , فهو هنا يضعنا أمام خلل في الموازين , إلا إذا كان إسلامه وبشريته لايتسعان إلا لمن هو ناقم على دينه وعقيدته .
بل هو هنا يثبت أن مانردد عن جهل كثير من رؤساء التحرير بأمور الشرع حقيقة لامحيص عنها , بل هم أول من يكشفها للناس , حيث نرى جمال هنا يربط الحب والكره بالعقل , وهذا ربط لايوافقه عليه طلاب المرحلة الابتدائية , بله غيرهم من أنصاف المتعلمين أو طلاب العلم أو العلماء , لأن مقياس الحب والكره مردُّه إلى الشرع لا إلى العقل , ولعلي هنا أن أذكِّره بحديث : ( أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله ) , أما العقل فهذه من كيس جمال ونصيحتي له أن يوفِّرها .
ثم هو في النهاية يقول : ( هل يهمني أن يشتمني الدويش أو يكيد لي عبدالله زقيل المشغول بالعبد الضعيف وصحيفة الوطن ، بالطبع لا . ولكن لو جاءني مجرد عتب من رجل كمحمد صلاح الدين لسارعت إليه مهموما مستفسرا ، لماذا ؟ لأن أبي عمرو أراه ضمن " القاعدة العريضة " التي يمكن أن اختلف أو تختلف معي ولكن نظل قريبين من بعضنا .) فإذاكان رده الطويل على الدويش وزقيل لم يكن من مبدأ الاهتمام والانشغال , فكيف هي حاله معهما إن كان مهتما لهما ومشغولا بهما ؟ .
أنا أعلم أن جمال يحاول أن يسلي نفسه بهذه الكلمات , وإلا فلو صدق مع نفسه وأنصفها لاعترف بأنه من أكثر الناس متابعة لما يكتب عنه , وتأثرا بما يناله من نقد , وليس أدلَّ على ذلك من مواقفه التي نعلمها عنه , رغم ما مابيننا وبينه من الفجوة والبعد .
رابعاً : يسأل جمال كيف يمكن أن يحمي ضالة الصحوة كما يسميهم من حماس صناع الكوابيس ؟ , وهو سؤال يوحي بأنه مؤمن بأهمية الصحوة , ومشفق عليها من الضياع , فهل هو فعلاً كذلك ؟ , وهل يمكن له تحديد زمن بداية هذه الصحوة , وأبرز رموزها ؟ , وماهي مشاريعها وثمارها وآثارها ؟ , وماهي السبل الكفيلة للمحافظة عليها من الضياع والتقهقر ؟ .
أما إن كان لا يؤمن بالصحوة وهو ما يكشفه واقع حال الجريدة وما فيها من مقالات , فلماذا التباكي على شيء هو أحد من ينخر فيه ؟ .
خامساً : يقول جمال : ( التحدي : كيف يمكن أن نعين أخوينا البعيدين ونعيدهما إلى هذه القاعدة ونبعدهما عن تلك القاعدة ! ؟ ) وأنا هنا أحبُّ أن أهمس في أذنه أنني ولله الحمد لست مع قاعدة ابن لادن , ولا مع القاعدة الأمريكية , فالغلو مرفوض في قاموسي , والانحلال مرفوض كذلك , وإن كنت لا أدري عن قاعدتك ياجمال , لكني أكره أن أنضم لقاعدة تضم في ثناياها تركي الحمد ومحمد سعيد طيب وشاكر النابلسي ومعجب الزهراني وعلي الدميني وغيرهم .
سادساً : نهج الدعوة إلى الله جزء من دين الله , كما إن نهج المجادلة بالتي هي أحسن جزء آخر , وفي الدين أجزاء مشروعة ربما قصر علم جمال خاشقجي عنها , لذا فمن الواجب على من جهل شيئاً أن يبحث عن علمه قبل أن ينفر منه أو ينتقده .
وإذا كان جمال لا يعرف من منهج الدين إلا الحب , فأين هو عن منهج البغض , والحب والبغض أساسان عظيمان لا تستقيم عقيدة المسلم إلا بهما جميعا .
ولعلي في مستقبل الأيام أن أكتب حول هذه القضية وأزوده بنسخة منها ليتعلم ويستفيد فإني لا أراه أُتِي من هذا الباب إلا من جهله .
سابعاً : بقية ماذكره لا يستحق أن أقف عنده , وإن كنت أضم صوتي لصوت الشيخ عبدالله زقيل بأن يقوم جمال بعرض ما يكتبه على المدقق اللغوي ليتم ترميمه ووضع الماكياج اللازم له , حتى يخرج متلائماً مع وضعه المهني , وإن كنا نعرف الحقيقة لكن على الأقل ليكن ذلك أمام غيرنا من إخواننا غير السعوديين .
وختاماً : فليعلم الأخ جمال أو غيره أننا لا نتمنى لأنفسنا ولا لغيرنا ممن نختلف معه من المسلمين إلا الخير والهداية , وأننا لا نعتقد في أنفسنا الكمال , ولا نرى لها العصمة , ونبحث عن الحق , ونتمنى الوصول إليه , وأنا أقسم بالله لو أعلم أن الحق معه لأرغمت أنفي لقبوله , ولشكرت له ودعوت , ولكني أرى غير ذلك فلذلك أسأل الله أن يرزقني وإياه الوصول إلى الحق والتمسك به , وأن يجعلنا من أهل الطريقة الغراء والمنهج السديد.
والله أسأل أن يهدينا جميعا للحق ويبصرنا بمنهج الصدق
وبالله التوفيق
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوك
سليمان بن أحمد بن عبدالعزيز الدويش
أبو مالك
الدعوة إلى الله حب " وليس بصاق و شتائم
أعانك الله عليهم أبا أسامة..
والله أني جاد ، كيف يمكن أن يتحول زقيل والدويش إلى بشر ومسلمين مثلنا يحبون ويكرهون بعقل ؟
لماذا يكرهني زقيل ويحرّش علي مثلا ؟ وعلى الوطن أيضا ؟ هل لأنه ضحية الإيمان بالكوابيس أم انه من صناع الكوابيس؟
كيف يستطيع أن يقف من على المنبر ويحذر من المؤامرة الداهمة ويشعر بالأهمية انه هو الذي يحمي البلاد والعباد ويصد عنهم الخطر؟ .
أنور الجندي مثلا اختلف مع نصف المثقفين في مصر وكذلك محمود شاكر ولكنهما لم يقولا سأبصق على العقاد أو أتفل على طه حسين .
هل يستطيع أي مسئول أن يسمح للدويش أن يتحدث في التلفزيون السعودي وهل يمكن للحكومة السودانية مثلا أن تستضيفه في " مؤتمر مناصرة السنة" مثلا وما أكثر المؤتمرات في السودان ؟
أنا وأنت أخي عبدالعزيز نختلف وكذلك سلمان العودة وعبدالرحمن الراشد وحسين شبكشي والحميد والطريري وجميل فارسي وعبد المحسن حليت وبالطبع وليد البسام ، ولكننا جميعا وان اختلفت آراؤنا فإننا جميعا ضمن ما يمكن تسميته " القاعدة العريضة " من المثقفين السعوديين .
أما زقيل والدويش فهما على الأطراف البعيدة ، لن يحتملهما احد ، حتى اليمين المحافظ وان كنت أعتب عليه أن يجاملهما ، وأتساءل : هل الشيخ العودة مستعد أن يصطحب معه الدويش إلى الدورة القادمة لمؤتمر العلماء المسلمين ، بالتأكيد لن يفعل .
هل يهمني أن يشتمني الدويش أو يكيد لي عبدالله زقيل المشغول بالعبد الضعيف وصحيفة الوطن ، بالطبع لا .
ولكن لو جاءني مجرد عتب من رجل كمحمد صلاح الدين لسارعت إليه مهموما مستفسرا ، لماذا ؟ لأن أبي عمرو أراه ضمن " القاعدة العريضة " التي يمكن أن اختلف أو تختلف معي ولكن نظل قريبين من بعضنا .
التحدي : كيف يمكن أن نعين أخوينا البعيدين ونعيدهما إلى هذه القاعدة ونبعدهما عن تلك القاعدة ! ؟
كيف نستطيع أن نحمي ضالة الصحوة من الإعجاب بهؤلاء فهم شباب يحركهم الحماس بعدما خدعهم صناع الكوابيس بوجود مؤامرة زوار السفارات .
كيف نعيد منهج أن " الدعوة إلى الله حب " وليس بصاق أو شتائم تكال هنا وهناك، يا الله كم ابتعد بعضنا عن منهج الدعوة الحق ، أكثر من المني في حديث الدويش معك هو قوله أن منهجه " شرعي " ..
تحياتي والسلام عليكم
محبك
جمال خاشقجي
...................
نحن في زمن النت وأسلوب التحجير على الأفكار قد ولى ومضى
الأستاذ جمال خاشقجي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أشكر لك حسن ظنك بالعبد الفقير ، وأشكرك أيضا على مفرداتك التي استخدمتها في تعقيبك ! ، والتي منها : " كيف يمكن أن يتحول زقيل والدويش إلى بشر ومسلمين مثلنا يحبون ويكرهون بعقل " .
لا أدري هل تريد أن تخرجنا من دائرة البشرية والإسلام ، وأصبحت تكفر لمجرد الاختلاف في الرأي ! .
أعانك الله على هذه المفردة التي أعتبرها زلة قلم منك ، وأجد لك العذر عفا الله عنك .
ثم تقول : " لماذا يكرهني زقيل ويحرّش علي مثلا ؟ وعلى الوطن أيضا ؟ هل لأنه ضحية الإيمان بالكوابيس أم انه من صناع الكوابيس؟ "
أخي جمال : ليكن معلوما لديك - سلمك الله - أنني لا أكرهك لشخصك ، وليس بيني بينك أي لقاء سابق حتى تقول : " أكرهك " ، ولا تعاملت معك أصلا ، فمن أين أتيت بهذا الكره لشخصك ؟
أنا انتقد فكرك لأنك لست معصوما من النقد ، وإن كنت لا تقبل النقد فقل لنا لنضعك في خانة العصمة كما عندالفكر الشيعي .
وأعجب من رئيس تحرير في منزلتك ومكانتك تقول عني أنني ضحية الإيمان بالكوابيس !
أشكرك على حسن أدبك ، وهذه المفردة سأمر عليها بدون تعليق ، وأنا ولله الحمد أحصن نفسي بالأذكار عند النوم لكي لأرى الكوابيس !! ولم أرك في حياتي في المنام وهذه من باب الطرفة فلا تزعل !!
أما إذا كنتُ من صناع الكوابيس فهذه مفخرة لي ، فقد كان موسى عليه السلام بمثابة الكابوس لفرعون ، والرسول صلى الله عليه وسلم أيضا كان كابوسا لأبي جهل وأبي لهب ، وأشكرك على صفة المدح هذه .
تقول غفر الله لك : " كيف يستطيع أن يقف من على المنبر ويحذر من المؤامرة الداهمة ويشعر بالأهمية انه هو الذي يحمي البلاد والعباد ويصد عنهم الخطر؟ "
أقول : من قال لك أنني أشعر بالأهمية ، وأنني أحمي البلاد والعباد ، ومن صور لك هذا هداك الله ؟
والسؤال الكبير المطروح : إذا كنت تشعر أنني على العكس مما قلت ، فما الذي يقلقك ويجعلك تقول هذا الكلام ؟
دعني أكتب ما أشاء ، وأنا مجرد شخص أعبر عن رأي كما يعبر أحد المستكتبين عندك في الصحيفة ، والفرق أنني أكتب في مجالٍ فسيحٍ رحبٍ حرٍّ ، وليس تحت رحمتك أو رحمة غيرك ، والحمد لله الذي سخر لنا النت وما كنا له مقرنين
قلت سلمك الله : " أنور الجندي مثلا اختلف مع نصف المثقفين في مصر وكذلك محمود شاكر ولكنهما لم يقولا سأبصق على العقاد أو أتفل على طه حسين " .
أقول : أنور الجندي اختلفوا معه لأنه قال الحقيقة في وقت جبن الكثير عن القول بها ، وألف كتابا يجري له أجره في قبره " الصحافة والأقلام المسمومة " فكان مرجعا للباحثين عن الوجه الحقيقي للصحافة ، فلذلك أبغضوه واختلفوا معه سلمك الله ، ومحمود شاكر أيضا نفس فضية أنور الجندي ، لكن تأمل أخي جمال من بقيت سيرته العطرة ؟ ومن هو على العكس ؟
فالأعمال بالخواتيم سلمك الله ، وبما ينفع الإنسان نفسه في الدنيا ، وبما نافح به عن دين الله وشرعه ، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، لا الهجوم على ثوابت الدين وأسسه ، أو يكون أداة لذلك .
وأما عن نفسي فإنك اتهمتني بأنني قلت سأبصق في وجه فلان وفلان ، وهذه أريدك أن تأتي بدليل عليها عفا الله عنك .
قلتَ : هل يستطيع أي مسئول أن يسمح للدويش أن يتحدث في التلفزيون السعودي وهل يمكن للحكومة السودانية مثلا أن تستضيفه في " مؤتمر مناصرة السنة" مثلا وما أكثر المؤتمرات في السودان ؟
أقول : هذه ربما يجيب عنها الشيخ سليمان الدويش لأنها تخصه هو ، فهو له قلمه الذي يجيبُ به على سؤالك ؟
قلتَ : أما زقيل والدويش فهما على الأطراف البعيدة ، لن يحتملهما احد ، حتى اليمين المحافظ وان كنت أعتب عليه أن يجاملهما
أقول : إذا كنتُ في الطرف البعيد ففي تصوري أنك في المقابل له ، وهذا يشهد به القاصي والداني ، وأجزم أنه لو عمل استفتاء على جريدة " الوطن " من جهة أي الأطراف تمثل لرأيت ما يحزنك ولا يفرحك ، فلا تصور نفسك هداك الله أنك تمثل المنهج الوسط أو تدعيه ، ودع الناس يحكمون .
أما العبد الفقير فإن كتابتي معروفة وواضحة ، ومنهجي معروف ، ولك أن تسأل عني أخي عبد العزيز قاسم الذي يفترض أن ينقل لك صورة حقيقة عني ، ويعرفني معرفة جيدة ، وأختلف أنا وهو في وجهات النظر لكن نبقى أخوين مهما حاول الآخرون تعكير الصفو بيني وبينه ، فإذا كنت تضيق ذرعا من النقد لك ولصحيفتك فاسمح لي فإنك لا تصلح أن تكون رئيسا للتحرير .
وأما عبارتك الأخيرة " وان كنت أعتب عليه أن يجاملهما " .
لا أدري ماذا تريد أن يفعلوا بنا ؟
يخرجونا من رحمة رب الأرباب ! أما يخرجونا من البلاد ويستضيفونا في سجون غوانتامو! ، أم يحققوا معنا لأننا كتبنا عن الأستاذ جمال قُدس سره !
أخي جمال ينبغي أن تعلم سلمك الله أننا في زمن النت ، وأسلوب التحجير على الأفكار قد ولى ومضى ، وعدم المجاملة والمداهنة هو طريق لا بد أن يكون في الأمة ، وهذا لا أقصد به نفسي حاشا وكلا ، ولكن يجب أن تعد نفسك وجميع إخوانك من رؤساء التحرير لمثل هذا الأمر ، وأن يتسع صدرك لجميع الآراء والأفكار .
ودعني أضرب لك مثالا بدولة الكويت ، يكتب في الصحف الكويتية الليبرالي والعلماني والشيعي والإسلامي وجميع أطياف المجتمع ، أما عندنا فالسيطرة لطرف واحد والذي يمارس عملية الإقصاء التي لا أظنها تخفى عليك ، واعذرني على الصراحة وأرجو أن يتسع صدرك لها ، فليس بيني وبينك شيء .
قلتَ : هل يهمني أن يشتمني الدويش أو يكيد لي عبدالله زقيل المشغول بالعبد الضعيف وصحيفة الوطن ، بالطبع لا .
أقول : أين كدتُ لك ؟ وعند مَنْ ؟
جعلني الله وإياك من عباده الضعفاء ، وتصورني أنني أكيد لك ! ومن أنا حتى أكيد لك ؟ وأخشى أن يكون هذا كابوسا !
فأنت رئيس تحرير صحيفة رسمية ، وأنا عبد فقير أكتب في النت ، ولا أمثل رأيا كصحيفة رسمية أنت ترأسها .
وصحيفة " الوطن " ليست فوق النقد بل فيها من المخالفات الشرعية والنظامية الكثير، وهي عرضة للنقد كغيرها من الصحف، فهناك عدد من مسئولي الدولة لا أظنه تخفى عليك تصريحاتهم حيال جريدة " الوطن " ، ومدى مصداقيتها ، وأحيانا أنقل منها النافع من الأخبار والمقالات ، ولكنك غلبت جانبا على جانب ، وقد لا ألومك لأن الشاعر يقول : وعين السخط تبدي ... !
وأحب أن أصحح لك خطأ نحويا وقعت فيه سلمك الله وهو قوله : " لأن أبي عمرو " .
والصواب : " أبا عمر " : اسم أن منصوب بالألف نيابة عن الفتحة لأنه من الأسماء الخمسة ! ، وتمنيت لو أن رسالتك مرت على المصحح اللغوي !
ما أريد أن أختم به هذه الرسالة أنني أحفظ لك حق الأخوة الإسلامية مهما أخطأت في حقي ، وأشكر الأخ عبد العزيز قاسم الذي أتاح لنا قراءة هذه الرسالة التي أرجو أن تساهم في بقاء الأخوة الإسلامية مهما اختلفنا في الآراء .
أخوك : عبد الله زقيل
.................................
مهلا يا جمال
الأخ الفاضل الدكتور عبدالعزيز قاسم حفظه الله
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
فلولا إلحاح بعض الأحبة عليَّ لما خططت سواداً على بياض بهذا الخصوص , لأني أرى في مثل هذه المماحكات الشخصية ذهابا للوقت , وإشغالاً للنفس بما إشغالها بغيره أنفع لها وأثمن , ولكن تحقيقاً لرغبة من سألني , وطردا لسحب الدخان التي أثارها جمال خاشقجي في ردِّه عليَّ وعلى الأخ الفاضل عبدالله زقيل , ومراده منها حجب الأعين عن بلوغ الحقيقة , فإني أقول :
أولاً : ليس بيني وبين جمال خاشقجي أي معرفة سابقة , فأنا لم أعرفه إلا بما أثير عنه , سواء أكان ذلك في تأريخه في أفغانستان , وإن كنت لاأدري حقيقة هل ذهب إليها مجاهداً , أم داعماً لوجستياً , أم غير ذلك مما له تعلق بالجانب السياسي البحت , أو ما أعقب ذلك من تحوُّل كبير , ليصبح رئيسا لتحرير جريدة الوطن , وماصاحب مسيرتها قبل طرده منها ثم عودته إليها , من مخالفات لايقبل بها الأحرار , ولا يرتضيها المنصفون .
ثانياً : جمال خاشقجي ليس ملََكا معصوماً , بل هو بشر يصيب ويخطىء , ولهذا فهو محتاج إلى أن يُروِّض نفسه لتقبل النقد , وأن يتخلى عن سياسة ( ما أريكم إلا ما أرى ) , لاسيما وقد انتهجت صحيفته منهجا شاذا حين أدرجت ضمن النقد الموضوعي حسب زعمها مصطلح الكذب والتزييف , وأنا حين أنتقده أو غيري ممن يتحملون مسؤولية ما تخطه أقلامهم لايمكن أن نعاملها بالمثل , بل نتعامل في نقدنا لها بالصدق والأمانة , لذا فمن الواجب أن يتسع صدر جمال لهذا النقد الذي لم يجاوز الحقيقة والواقع .
وإذا كان في موقعه لن يقبل بالنقد , ولن يتسع له صدره , فلماذا لا يجلس في بيته , أو على الأقل لماذا لايكف عن ممارسة مايرفضه لنفسه .
ثالثاً : حتى تعلم أخي الكريم أن جمال خاشقجي غير منصف مع نفسه ولا مع من يقرأ له , فيكفيك أن تقرأ أول رسالته ثم تطَّلع على آخرها , لتكتشف حجم التناقض عنده , وأنه يريدها خاشقجية ذات اتجاه واحد , لاكما يردد هو وكثير من الإعلاميين أنهم يحترمون الرأي والرأي الآخر .
فهو في البداية يقول : ( والله أني جاد ، كيف يمكن أن يتحول زقيل والدويش إلى بشر ومسلمين مثلنا يحبون ويكرهون بعقل ؟ ) وكأنه بمواقفنا معه ينفي عنا صفة البشرية والإسلام , أو على الأقل مماثلته فيهما , وهو هنا يرفع الغطاء عن كارثة يحق لي أن أسميها أخلاقية أو مهنية , لأن الذي استوعبت بشريته وإسلاميته تركي الحمد , وشاكر النابلسي , ومحمد سعيد طيب , والجابري , وغيرهم , ثم ضاقت عن مسلمين بسبب مخالفتهما له في الرأي , وانتقادهما لما ينتهجه من سياسة يرون أنها فاشلة , فهو هنا يضعنا أمام خلل في الموازين , إلا إذا كان إسلامه وبشريته لايتسعان إلا لمن هو ناقم على دينه وعقيدته .
بل هو هنا يثبت أن مانردد عن جهل كثير من رؤساء التحرير بأمور الشرع حقيقة لامحيص عنها , بل هم أول من يكشفها للناس , حيث نرى جمال هنا يربط الحب والكره بالعقل , وهذا ربط لايوافقه عليه طلاب المرحلة الابتدائية , بله غيرهم من أنصاف المتعلمين أو طلاب العلم أو العلماء , لأن مقياس الحب والكره مردُّه إلى الشرع لا إلى العقل , ولعلي هنا أن أذكِّره بحديث : ( أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله ) , أما العقل فهذه من كيس جمال ونصيحتي له أن يوفِّرها .
ثم هو في النهاية يقول : ( هل يهمني أن يشتمني الدويش أو يكيد لي عبدالله زقيل المشغول بالعبد الضعيف وصحيفة الوطن ، بالطبع لا . ولكن لو جاءني مجرد عتب من رجل كمحمد صلاح الدين لسارعت إليه مهموما مستفسرا ، لماذا ؟ لأن أبي عمرو أراه ضمن " القاعدة العريضة " التي يمكن أن اختلف أو تختلف معي ولكن نظل قريبين من بعضنا .) فإذاكان رده الطويل على الدويش وزقيل لم يكن من مبدأ الاهتمام والانشغال , فكيف هي حاله معهما إن كان مهتما لهما ومشغولا بهما ؟ .
أنا أعلم أن جمال يحاول أن يسلي نفسه بهذه الكلمات , وإلا فلو صدق مع نفسه وأنصفها لاعترف بأنه من أكثر الناس متابعة لما يكتب عنه , وتأثرا بما يناله من نقد , وليس أدلَّ على ذلك من مواقفه التي نعلمها عنه , رغم ما مابيننا وبينه من الفجوة والبعد .
رابعاً : يسأل جمال كيف يمكن أن يحمي ضالة الصحوة كما يسميهم من حماس صناع الكوابيس ؟ , وهو سؤال يوحي بأنه مؤمن بأهمية الصحوة , ومشفق عليها من الضياع , فهل هو فعلاً كذلك ؟ , وهل يمكن له تحديد زمن بداية هذه الصحوة , وأبرز رموزها ؟ , وماهي مشاريعها وثمارها وآثارها ؟ , وماهي السبل الكفيلة للمحافظة عليها من الضياع والتقهقر ؟ .
أما إن كان لا يؤمن بالصحوة وهو ما يكشفه واقع حال الجريدة وما فيها من مقالات , فلماذا التباكي على شيء هو أحد من ينخر فيه ؟ .
خامساً : يقول جمال : ( التحدي : كيف يمكن أن نعين أخوينا البعيدين ونعيدهما إلى هذه القاعدة ونبعدهما عن تلك القاعدة ! ؟ ) وأنا هنا أحبُّ أن أهمس في أذنه أنني ولله الحمد لست مع قاعدة ابن لادن , ولا مع القاعدة الأمريكية , فالغلو مرفوض في قاموسي , والانحلال مرفوض كذلك , وإن كنت لا أدري عن قاعدتك ياجمال , لكني أكره أن أنضم لقاعدة تضم في ثناياها تركي الحمد ومحمد سعيد طيب وشاكر النابلسي ومعجب الزهراني وعلي الدميني وغيرهم .
سادساً : نهج الدعوة إلى الله جزء من دين الله , كما إن نهج المجادلة بالتي هي أحسن جزء آخر , وفي الدين أجزاء مشروعة ربما قصر علم جمال خاشقجي عنها , لذا فمن الواجب على من جهل شيئاً أن يبحث عن علمه قبل أن ينفر منه أو ينتقده .
وإذا كان جمال لا يعرف من منهج الدين إلا الحب , فأين هو عن منهج البغض , والحب والبغض أساسان عظيمان لا تستقيم عقيدة المسلم إلا بهما جميعا .
ولعلي في مستقبل الأيام أن أكتب حول هذه القضية وأزوده بنسخة منها ليتعلم ويستفيد فإني لا أراه أُتِي من هذا الباب إلا من جهله .
سابعاً : بقية ماذكره لا يستحق أن أقف عنده , وإن كنت أضم صوتي لصوت الشيخ عبدالله زقيل بأن يقوم جمال بعرض ما يكتبه على المدقق اللغوي ليتم ترميمه ووضع الماكياج اللازم له , حتى يخرج متلائماً مع وضعه المهني , وإن كنا نعرف الحقيقة لكن على الأقل ليكن ذلك أمام غيرنا من إخواننا غير السعوديين .
وختاماً : فليعلم الأخ جمال أو غيره أننا لا نتمنى لأنفسنا ولا لغيرنا ممن نختلف معه من المسلمين إلا الخير والهداية , وأننا لا نعتقد في أنفسنا الكمال , ولا نرى لها العصمة , ونبحث عن الحق , ونتمنى الوصول إليه , وأنا أقسم بالله لو أعلم أن الحق معه لأرغمت أنفي لقبوله , ولشكرت له ودعوت , ولكني أرى غير ذلك فلذلك أسأل الله أن يرزقني وإياه الوصول إلى الحق والتمسك به , وأن يجعلنا من أهل الطريقة الغراء والمنهج السديد.
والله أسأل أن يهدينا جميعا للحق ويبصرنا بمنهج الصدق
وبالله التوفيق
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوك
سليمان بن أحمد بن عبدالعزيز الدويش
أبو مالك