المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العزة ... غزة ... والحضاريون


هيو2
09-01-09, 03:47 PM
أصبحت القاعدة في هذا العصر الدعوة إلى وقف "العنف"، والمقصود هنا وقف مقاومة المحتل واستبدالها بالمفاوضات والاحتجاج السلمي.
وهذا أمر عجيب فالواقع أن العمل السلمي لم يغير شيئاً رغم كل هذه السنين من
المفاوضات خاصة على الجانب الفلسطيني، وعلى جانب مطالبة الشعوب العربية بالإصلاح السياسي .

وعلى الجانب الفلسطيني تحديداً الرسالة الواضحة هي المفاوضات حتى الموت،
فالغرب يضغط على هؤلاء الفلسطينيين "القتلة" الذين أخافوا إسرائيل "جنة الديمقراطية"،
وتضغط مع الغرب الدول العربية التي سبب لها هؤلاء "الساديين الفلسطينيين" إحراجاً
متواصلاً أمام العالم المتحضر، وقد بلغ من اهتمام إسرائيل واحترامها لأعدائها أن قامت
بتدريب الماعز على التفتيش بدلاً من الكلاب، فأين هذا مما يعمله القتلة من تفجير
أنفسهم بالشوارع من دون سبب يقبله عقل متحضر!!!!

والنتيجة أن العمل السلمي لم ينتج تحرراً ولا إصلاحاً، فنحن من ضعف لآخر ومن
مفاوضات لمفاوضات وتنازلات، ومن رئيس قائد ملهم إلى رئيس قائد ملهم ديمقراطي
مستمراً حتى الموت.
والمقاومة عنف، والمطالبة بالحقوق عنف، والتحضر أن تفاوض ثم تفاوض ثم تفاوض،
ثم تتنازل ثم تتنازل ثم تتنازل ثم تفاوض ثم تتنازل حتى تضمحل،
وقد تقتل أو تسجن قبل أن تضمحل. ولكن أهم ما في الأمر أن تكون متحضراً.

والمقاومة والعمل المسلح أعمال ليس لها معنى ولن تؤدي إلى نتيجة فكل ما ستفعله أن
تحولك إلى مجرم مطارد متخلف ومن ثم تؤدي بك إلى الشقاء، ومع أن العمل السلمي
لم يؤدي لنتيجة إلا أنه يسمح لك بالظهور الإعلامي وحضور الملتقيات الفكرية ويحولك
إلى شخص متحضر تسلب أرضه وتسرق ثرواته ويقتل أهله ويقابل كل هذه الأمور بكل
أريحية وذكاء سياسي "لتجاوز المرحلة".


الخاتمة (بأمل) دنقل:
".. فنظر "كليب" حواليه وتحسَّر، وذرف دمعة وتعبَّر، ورأى عبدًا واقفًا فقال له: أريد منك يا عبد الخير، قبل أن تسلبني، أن تسحبني إلى هذه البلاطة القريبة من هذا الغدير؛ لأكتب وصيتي إلى أخي الأمير سالم الزير، فأوصيه بأولادي وفلذة كبدي..

فسحبه العبد إلى قرب البلاطة، والرمح غارس في ظهره، والدم يقطر من جنبه.. فغمس "كليب" إصبعه في الدم، وخطَّ على البلاطة وأنشأ يقول ..

(1)
لا تصالحْ !
.. ولو منحوك الذهب
أترى حين أفقأ عينيك،
ثم أثبت جوهرتين مكانهما..
هل ترى..؟
هي أشياء لا تشترى..:
..............
(4)
لا تصالح
ولو توَّجوك بتاج الإمارة
كيف تخطو على جثة ابن أبيكَ ..؟
وكيف تصير المليكَ ..
على أوجهِ البهجة المستعارة ؟
كيف تنظر في يد من صافحوك..
فلا تبصر الدم..
في كل كف ؟
إن سهمًا أتاني من الخلف..
سوف يجيئك من ألف خلف
فالدم - الآن - صار وسامًا وشارة
لا تصالح

(5)
لا تصالح
ولو قال من مال عند الصدامْ
" .. ما بنا طاقة لامتشاق الحسام .."
عندما يملأ الحق قلبك:
تندلع النار إن تتنفَّسْ
ولسانُ الخيانة يخرس
لا تصالح
ولو قيل ما قيل من كلمات السلام
كيف تستنشق الرئتان النسيم المدنَّس ؟
كيف تنظر في عيني امرأة ..
أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها ؟
كيف تصبح فارسها في الغرام ؟
كيف ترجو غدًا .. لوليد ينام
- كيف تحلم أو تتغنى بمستقبلٍ لغلام
وهو يكبر - بين يديك - بقلب مُنكَّس ؟
لا تصالح
ولا تقتسم مع من قتلوك الطعام
وارْوِ قلبك بالدم..
واروِ التراب المقدَّس ..
واروِ أسلافَكَ الراقدين ..
إلى أن تردَّ عليك العظام !


(6)
لا تصالح
ولو ناشدتك القبيلة
باسم حزن "الجليلة"
أن تسوق الدهاءَ
وتُبدي - لمن قصدوك - القبول
سيقولون :
ها أنت تطلب ثأرًا يطول
فخذ - الآن - ما تستطيع :
قليلاً من الحق ..
في هذه السنوات القليلة
إنه ليس ثأرك وحدك،
لكنه ثأر جيلٍ فجيل
وغدًا..
سوف يولد من يلبس الدرع كاملةً،
يوقد النار شاملةً،
يطلب الثأرَ،
يستولد الحقَّ،
من أَضْلُع المستحيل
لا تصالح
ولو قيل إن التصالح حيلة
إنه الثأرُ
تبهتُ شعلته في الضلوع..
إذا ما توالت عليها الفصول..
ثم تبقى يد العار مرسومة (بأصابعها الخمس)
فوق الجباهِ الذليلة !
...........................
لا تصالحْ
فما الصلح إلا معاهدةٌ بين ندَّينْ ..
(في شرف القلب)
لا تُنتقَصْ
والذي اغتالني مَحضُ لصْ
سرق الأرض من بين عينيَّ
والصمت يطلقُ ضحكته الساخرة !

(9)
لا تصالح
ولو وَقَفَت ضد سيفك كلُّ الشيوخ
والرجال التي ملأتها الشروخ
هؤلاء الذين يحبون طعم الثريد
وامتطاء العبيد
هؤلاء الذين تدلت عمائمهم فوق أعينهم،
وسيوفهم العربية، قد نسيتْ سنوات الشموخ
لا تصالح
فليس سوى أن تريد
أنت فارسُ هذا الزمان الوحيد
وسواك .. المسوخ ! "

عبادي نت
09-01-09, 04:27 PM
حتى والعبد الذي قتل حمزة ابن عبدالمطلب ومثل به

عندما اعلن إسلامه امره الرسول صلى الله عليه وسلم ان يترك البلاد

لأنه لايطيق رؤية من فعل الأفاعيل بسيد الشهداء رضي الله عنه




وهانحن نرى ونشاهد القنابل الفوسفورية والعنقودية والذكية والغبية

تغير ملامح البشر في غزة

وفينا من يدعو للصلح والسلام

وقد قال تعالى ( فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وانتم الأعلون والله معكم
ولن يتركم اعمالكم)


فبعد كل هذا القتل والهرج والمرج

ليأتي طلب السلام منهم

إذن

(qq11)

ولا لإلقاء السلاح













وقد رد الزير على اخيه كليب بهذه القصيدة



نرفض الصلح او تردوا كليباً

او نبيد الحيين بكراً وذهلاً



نرفض الصلح او تردوا كليباً

او نذيق الرجال قهراً وذلاً



نرفض الصلح او تردوا كليباً

او تعم السيوف شيبان قتلاً








وقال في اخرى وهي بيت القصيد



لاأصلح الله منا من يصالحهم

حتى يصلح ذيب المعز راعيها


وتوالد البغلة الخضرا خدالجه

وانت تحيا من الغبراء تاليها


ويحلب الشاة من اسنانها لبنٌ

وتسرع النوق لاترعى مراعيها








شكراً هيو2

تهياب
09-01-09, 04:59 PM
حب الدنيا وكره الآخره ..

هذا هو السبب‘ لمن عاشوا تحت أســّره من ريش النعام !

رضوا بأذناب الــبقر‘ وتبايعوا بالعــينه‘ وشطروا الجهـاد .

إذن فليسلط الله عليهم ذلا إلى يوم القيــامة ..

والعاقبة للمتقين .

__________________

الزمن لا ضاق يا كثر الحــلول// وانتظارك للعدم والله حـرام
كم رجيت انسان ‘ لكن ويش اقول// الرجـى باللي عيونه ما تنام

رااايق نت
09-01-09, 05:02 PM
أصبحت القاعدة في هذا العصر الدعوة إلى وقف "العنف"، والمقصود هنا وقف مقاومة المحتل واستبدالها بالمفاوضات والاحتجاج السلمي.
وهذا أمر عجيب فالواقع أن العمل السلمي لم يغير شيئاً رغم كل هذه السنين من
المفاوضات خاصة على الجانب الفلسطيني، وعلى جانب مطالبة الشعوب العربية بالإصلاح السياسي .

ياسلام يا هيو2 سراحة اقف معجبا بك وبما كتبت اناملك هنا
تعليقي لعله يرقى لنجوم سطورك
ماذا فعل السلام لنا طوال هذه السنين ..؟؟
لا شيء يذكر البته بل هو استسلام مقيت منتن جريا وراء الدنيا وملذاتها
وكما قلت انت اخي الفاضل وقف العنف استبدالا بمقاومت المحتل
والاصح العنف بدل الجهاد المشروع الذي ترتعد له فرائض الغرب كله
أرأيت اخي الفاضل
كيف يريدون تغييب الجهاد عن اذهان ابنائنا وبناتنا بمقولة العنف ..؟
شيء مرعب مخيف مع صمت العرب والمسلمين عن ذلك
جريا وراء سلام لا يسمن ولا يغني من جوع .
وعلى الجانب الفلسطيني تحديداً الرسالة الواضحة هي المفاوضات حتى الموت، فالغرب يضغط على هؤلاء الفلسطينيين "القتلة" الذين أخافوا إسرائيل "جنة الديمقراطية"،
الجانب الفلسطيني المغلوب على امره المتخلى عنه من اخوان ومن مسلمين وعرب بحجة ان الوضع داخلي ولا شان لنا به ..!! بل لعله عضو في منظمة لم تستطع دفع الشر عنها ككيان
اما المفواضات فهي الموت البطيء الذي يتداركك مع جميع الجهات بلا رحمة ولا شفقة تذكر
تحت شروط قد تكون مستحيلت التنفيذ او التحقيق
وتضغط مع الغرب الدول العربية التي سبب لها هؤلاء "الساديين الفلسطينيين" إحراجاً
متواصلاً أمام العالم المتحضر، وقد بلغ من اهتمام إسرائيل واحترامها لأعدائها أن قامت
بتدريب الماعز على التفتيش بدلاً من الكلاب، فأين هذا مما يعمله القتلة من تفجير
أنفسهم بالشوارع من دون سبب يقبله عقل متحضر!!!!

هذا نوع من النواع الانبطاح السريع
المغلف بالخوف المبطن بالتهديد ولوعيد
والنتيجة أن العمل السلمي لم ينتج تحرراً ولا إصلاحاً، فنحن من ضعف لآخر ومن
مفاوضات لمفاوضات وتنازلات، ومن رئيس قائد ملهم إلى رئيس قائد ملهم ديمقراطي
مستمراً حتى الموت.
الحقوق لا تعطى بل نتزع انتزاعا من امثال هؤلاء
والجهاد هنا يبدأ بهم اولا ومن ثم بالعدو الخارجي وهكذا تتم صلاح المجتمعات بطتهيرها من الجس والاوثان
والمقاومة عنف، والمطالبة بالحقوق عنف، والتحضر أن تفاوض ثم تفاوض ثم تفاوض،
ثم تتنازل ثم تتنازل ثم تتنازل ثم تفاوض ثم تتنازل حتى تضمحل،
وقد تقتل أو تسجن قبل أن تضمحل. ولكن أهم ما في الأمر أن تكون متحضراً.

فعلا صحيح وكلام سليم من عاقل مدرك
اصبح الدفاع عن النفس عنف ومقاومة المحتل جريمة والخنوع والذلة للمعتدي شرف وحضارة وتحضر
والمقاومة والعمل المسلح أعمال ليس لها معنى ولن تؤدي إلى نتيجة فكل ما ستفعله أن
تحولك إلى مجرم مطارد متخلف ومن ثم تؤدي بك إلى الشقاء، ومع أن العمل السلمي
لم يؤدي لنتيجة إلا أنه يسمح لك بالظهور الإعلامي وحضور الملتقيات الفكرية ويحولك
إلى شخص متحضر تسلب أرضه وتسرق ثرواته ويقتل أهله ويقابل كل هذه الأمور بكل
أريحية وذكاء سياسي "لتجاوز المرحلة".
للعيش هو وزبانيته حياة رغيدة على حساب اشلاء الشعوب ومقدراتها وثرواتها
مولاة للغرب الذي زرعه في جسد الامة
اما الجهاد واعلانه
فاصبح جريمة لا عقاب لها الا الموت
اما خير الشعوب فهو الجهاد من الداخل لتحرير النفس اولا ومن ثم التحرير الاكبر واعلان اننا هن ولن نمت يا غرب الاستبداد

الاخ هيو2 صاحب المعلقات وراكز المقالات
افيدك باني هذه المرة من الله علي بان فهمت مقالك من اول نظرة عكس
تلك الطلاسم والرموز
تقبل تحياتي
محبك

رااايق نت

الوافي3
09-01-09, 06:55 PM
دائما لاتأتِ إلا بالروائه
فشكراً لك أستاذنا هيو2
فاسمح لي بإقتطاف بعض الفقرات من هذه الرائعه
وتقديم تعليق بسيط على كل فقره مع علمي المسبق أنها لن ترقى إلى مفرداتها

أصبحت القاعدة في هذا العصر الدعوة إلى وقف "العنف"، والمقصود هنا وقف مقاومة المحتل واستبدالها بالمفاوضات والاحتجاج السلمي.

وهذا أمر عجيب فالواقع أن العمل السلمي لم يغير شيئاً رغم كل هذه السنين من
المفاوضات خاصة على الجانب الفلسطيني، وعلى جانب مطالبة الشعوب العربية بالإصلاح السياسي


السلام هو الحل الاستراتيجي كما أتخذه دهاقنة السلام .
هل تذكر المقاومه المباركه التي قامت في بداية التسعينات ,,, كان أطفال الحجارة يقدموا في تلك الأيام يقدموا أروع البطولات بل يخبرني أحدهم والله أنه يقسم أن الشباب هناك لايسألون بعضهم إلا كم سوره حفظتها اليوم.
طبعاً دهاقنة السلام (( وكما سموه سلام الشجعان))(q81) هرولوا إلى أسلوا بغصن الزيتون ليبدأوا مرحلة جديده كما أسموها.
هذا ظاهرها ولكن المخفي غير ذالك والدليل عند رجوعهم بعد تقسيم الأرض الهجوم
المطلق على كل من فقط نيته حمل بندقيه وليس الجهاد.
سلسلة الاغتيالات المطلقه تمت بعد عملية السلام ونحن على أعتاب الموساد نهرول
إلى عملية السلام بل أن هناك رئيس بعض الدول المُمانعه دعا إلى التطبيع مع اليهود
فهل كل هذه التنازلات أدت إلى إسترقاق اليهود ؟؟؟
سؤال إلى المعارضين ضد عملية الجهاد وطرح عملية السلام بدلاً من الجهاد ؟؟؟







وعلى الجانب الفلسطيني تحديداً الرسالة الواضحة هي المفاوضات حتى الموت،
فالغرب يضغط على هؤلاء الفلسطينيين "القتلة" الذين أخافوا إسرائيل "جنة الديمقراطية"،
وتضغط مع الغرب الدول العربية التي سبب لها هؤلاء "الساديين الفلسطينيين" إحراجاً
متواصلاً أمام العالم المتحضر، وقد بلغ من اهتمام إسرائيل واحترامها لأعدائها أن قامت
سيدي الفاضل كما يقول أحدهم نحن سبعون عاماً ونحن نفاوض ماالنتيجه
يقول وزير الخارجية المصري أن المفاوضات سلمت سيناء إلى مصر (a14)
لا أعلم هل أبو الغيط يعرف تاريخ بلاد وحدودها وهو وزير الخارجيه أم لا
أما ضغط الغرب على فلسطيين فالمعادلة واضحه فالضغط من أجل الأرض
ولكن الضغط الآخر هو الحركات الدينيه بدأ من حركة الشيخ عز الدين القشام
وإنتهاءً بحماس ,,, مفاوضة السلام تبدأ بالحزبيه ولكن من أجل الاسلام لا!!
ولهذا كل الحركات الدينيه التي كان توجهها دينيا يجب أن تباد ولكن أختلفت
حماس بأنها دخلت في الحملات الانتخابيه ولهذا أتى عليها الضغط العربي
الفلسطيني على حماس حتى أسقطتها والمعادلة موجوده على الأرض والعداء بين
بعض الدول ليس لأجل الشعب الفلسطيني ولكن كحركه حاكمه عليهم إسلاميه التي هي
حماس جعلت النقمه على الشعوب ربما هذه النقمه جعلت الجيش الاسرائيلي يحكم
قبضته عليها ووأدها قبل أن يستفحل أمرها
بتدريب الماعز على التفتيش بدلاً من الكلاب، فأين هذا مما يعمله القتلة من تفجير
أنفسهم بالشوارع من دون سبب يقبله عقل متحضر!!!!

والنتيجة أن العمل السلمي لم ينتج تحرراً ولا إصلاحاً، فنحن من ضعف لآخر ومن
مفاوضات لمفاوضات وتنازلات، ومن رئيس قائد ملهم إلى رئيس قائد ملهم ديمقراطي
مستمراً حتى الموت.
والمقاومة عنف، والمطالبة بالحقوق عنف، والتحضر أن تفاوض ثم تفاوض ثم تفاوض،
ثم تتنازل ثم تتنازل ثم تتنازل ثم تفاوض ثم تتنازل حتى تضمحل،
وقد تقتل أو تسجن قبل أن تضمحل. ولكن أهم ما في الأمر أن تكون متحضراً.

والمقاومة والعمل المسلح أعمال ليس لها معنى ولن تؤدي إلى نتيجة فكل ما ستفعله أن
تحولك إلى مجرم مطارد متخلف ومن ثم تؤدي بك إلى الشقاء، ومع أن العمل السلمي
لم يؤدي لنتيجة إلا أنه يسمح لك بالظهور الإعلامي وحضور الملتقيات الفكرية ويحولك
إلى شخص متحضر تسلب أرضه وتسرق ثرواته ويقتل أهله ويقابل كل هذه الأمور بكل
أريحية وذكاء سياسي "لتجاوز المرحلة".






يقول أحد المعتدلين وليس من المهرولين للعلاقات الاسرائليه أن اليهود أبناء عمومتنا وأنت تعرف
العلاقة مع أبناء العم كيف تكون (a26)
أفضل فقره عجبتني هو التفتيش بواسطة الماعز(q47) وهذا يدل على العداله اليهودية التي قد
يريوج لها المهرولون على الأقل بإطلاق أنها تقدميه
فيجب أن نتعلم الديموقراطيه ونثني ركبنا عند بني سام لكي نتعلم منهم التقدميه
وليبقى الثوار الارهابيين بأنفستهم كل ماثارت لظى عملية السلام أتى أحدهم وأخمدها
ولنعش دائماً تقدمويون حضاريون (a24)

قطر الندى
09-01-09, 08:53 PM
وقف العنف من الطرفين

اتفاق خبيث و نتن كنتن اليهود و المرتزقة , فكيف سيطالب هذا الشعب الذي سلبت أرضه و شرّد شعبه بحقه و أرضه إذا سحب منه السلاح !

بابتسامة سلام أم برفع شعار سلمي مهذب كي يكون إنساناً متحضراً

و من ثمّ ستتكفل هذه الحضارة بإعادة أرضه و بيته كالأفلام الرومانسية تماماً

لا بل هذا لم يحصل حتى في الأفلام الرومانسية ففي الأفلام يدافع البطل عن محبوبته و يتمسك بها ..


لكن مقصدهم و هدفهم واضح وقف العنف يعني وقف المقاومة , و وقف المقاومة يعني أنه لا يوجد احتلال في أرض فلسطين فليسرح اليهود إذاً و ليمرحوا فيها و ليتكاثروا و لا مانع

من طرد عشرات الفلسطينيين كلما تكاثر عدد اليهود

فهذا حق إسرائيل في العيش و الدفاع عن نفسها ..


والمقاومة والعمل المسلح أعمال ليس لها معنى ولن تؤدي إلى نتيجة فكل ما ستفعله أن تحولك إلى مجرم مطارد متخلف ومن ثم تؤدي بك إلى الشقاء،


للأسف يا أخي هذه الأفكار بدأت تأخذ طريقها في عقول الكثير , و قد سمعتها بأذني
من كثير يدّعون التعقل و الفهم و قبل ذلك كله الحضارة
و إذا كانت هذه هي الحضارة فلا نريدها , و لنبقى همجين , إرهابيين في نظرهم لكن .. نعيش بكرامة و لا نسكت عن حق.
مقالك هذا يا أخي يدور في فكر الكثير لكن بلاغتك دائماً تسبق أفكارنا
فشكراً لك :)

سيف العدل
09-01-09, 08:55 PM
والنتيجة أن العمل السلمي لم ينتج تحرراً ولا إصلاحاً، فنحن من ضعف لآخر ومن
مفاوضات لمفاوضات وتنازلات، ومن رئيس قائد ملهم إلى رئيس قائد ملهم ديمقراطي
مستمراً حتى الموت.
والمقاومة عنف، والمطالبة بالحقوق عنف، والتحضر أن تفاوض ثم تفاوض ثم تفاوض،
ثم تتنازل ثم تتنازل ثم تتنازل ثم تفاوض ثم تتنازل حتى تضمحل،
وقد تقتل أو تسجن قبل أن تضمحل. ولكن أهم ما في الأمر أن تكون متحضراً.

والمقاومة والعمل المسلح أعمال ليس لها معنى ولن تؤدي إلى نتيجة فكل ما ستفعله أن
تحولك إلى مجرم مطارد متخلف ومن ثم تؤدي بك إلى الشقاء، ومع أن العمل السلمي
لم يؤدي لنتيجة إلا أنه يسمح لك بالظهور الإعلامي وحضور الملتقيات الفكرية ويحولك
إلى شخص متحضر تسلب أرضه وتسرق ثرواته ويقتل أهله ويقابل كل هذه الأمور بكل
أريحية وذكاء سياسي "لتجاوز المرحلة".

التاريخ والمنطق يثبتان أنّ الحلول السلمية غير مجدية ..
وأنّ المقاومة والجهاد في سبيل نيل الحقوق .. شرف لا يعدوه شرف ..
شرف يتمسك به النبلاء .. ويشكك به الضعفاء والنفعيين والمرتزقة .. وأشباه الرجال ..
.
.
عاش ( الزنوج ) في أمريكا مئات القرون .. عبيد وطبقة مسحوقة .. لا تملك من أمرها شئياً ..
وكان ( الأسياد ) يقسمونهم .. بحسب درجات خضوعهم وذلهم ..
مئات السنين .. لم ينعموا .. بحق التمتع بصفة الإنسانية .. وينالوا حريتهم ومن ثم يمارسوا حقوقهم ..
كان الذليل منهم .. يتم إدخاله مطبخ ( الأسياد ) .. وينعم بقليل من الفتات والفضلات ..
وكان العنيد ( قليلاً ) .. ويمتلك نزعة ثورية ولو مخفية ..
يصبح .. عبداً في الحقول ..
وعندما بدأ بعض ( الزنوج ) في أمريكا .. بالمطالبة بحريتهم .. ورفض التمييز العنصري .. والرق بالطريقة الأمريكية ..
في وقت .. كانت أمريكا ( بلد الحرية ) ..
وخرجت مظاهرات من أنصار مالكوم إكس والدكتور مارتن لوثر ..
وتم قمعها أكثر من مرة ..
ولكنها انتصرت في الأخير ولو نسبياً .. فتم تحطيم جدار التمييز العنصري .. والأحياء المخصصة للعبيد .. والأحياء التي يتم حظر العبيد أو الزنوج من الدخول إليه مع حلول المغرب .. والمطاعم التي ترفض تشغيل وإستقبال الزنوج ..

الشاهد من هذا ..
أثناء ما كان يدعو فيه زعماء وقيادات مناهضة العنصرية ..
كان هناك ( عبيد ) ..
يقفون في صف الرجل الأبيض المعتدي ..
وكانوا يثبطون .. ومن عزيمة باقي السود ..
ويشككون في مصداقية دعاة تحريرهم ..
ويخدعون المجتمع الدولي .. بعدم وجود عنصرية في أمريكا .. وهم كاذبون منافقون ..
وكان مالكوم إكس رحمه الله .. يصف هؤلاء ..
بزنوج المطبخ ..


------------

شكراً لك أيها النبيل الجميل ..

*فتاة الإسلام*
09-01-09, 09:07 PM
بالعكس هاي فرصه ولابد نستغلها

الهدنه مهمه لإستجماع قوانا وإعادة هيكلة المقاومه

ويارب تتم الهدنه على خير

أما من ناحية ردود أغلب الأعضاء

فأنكم لم تذوقوا طعم الحرب
ولم تروا اهلكم يتساقطون امامكم مضرجين بدمائهم

بعرف إن السلام معهن مابيفيد

بس الهجوم وانتا ضيعيف بيزيد الطين بله ومابيفيد نوب بنوب

وشكرا ايها الجد الكبير

هيو2
09-01-09, 09:39 PM
أهلا بك عبادي، وأشكرك على الإضافة المهمة

ولا أعلم شيئاً عن قصيدة أو قصائد الزير ولا حتى كليب، كلما هنا إسقاطات أمل دنقل

تحياتي لك ودمت بخير











حب الدنيا وكره الآخره ..

هذا هو السبب‘ لمن عاشوا تحت أســّره من ريش النعام !

رضوا بأذناب الــبقر‘ وتبايعوا بالعــينه‘ وشطروا الجهـاد .

إذن فليسلط الله عليهم ذلا إلى يوم القيــامة ..

والعاقبة للمتقين .

__________________

الزمن لا ضاق يا كثر الحــلول// وانتظارك للعدم والله حـرام
كم رجيت انسان ‘ لكن ويش اقول// الرجـى باللي عيونه ما تنام

ونحن نقبع تحت وطأة ذل ما قرأت عنه في أي كتاب "ماضوي" والمصيبة أننا مستمتعون!!!

تحياتي لك

هيو2
09-01-09, 10:06 PM
الجانب الفلسطيني المغلوب على امره المتخلى عنه من اخوان ومن مسلمين وعرب بحجة ان الوضع داخلي ولا شان لنا به ..!! بل لعله عضو في منظمة لم تستطع دفع الشر عنها ككيان
اما المفاوضات فهي الموت البطيء الذي يتداركك مع جميع الجهات بلا رحمة ولا شفقة تذكر
تحت شروط قد تكون مستحيلة التنفيذ او التحقيق
نعم بالضبط أيها الفاضل


للعيش هو وزبانيته حياة رغيدة على حساب اشلاء الشعوب ومقدراتها وثرواتها
موالاة للغرب الذي زرعه في جسد الامة
اما الجهاد واعلانه
فاصبح جريمة لا عقاب لها الا الموت
اما خير الشعوب فهو الجهاد من الداخل لتحرير النفس اولا ومن ثم التحرير الاكبر واعلان اننا هنا ولن نمت يا غرب الاستبداد

وهنا نعم أيضاً أيها الفاضل

ولأضيف أن كثيراً من الناس لاينتظرون أن يعلن حاكم ما الجهاد، هم فقط يريدون أن يتركوا وشأنهم ليخرجوا ويجاهدوا ولكن ... المصيبة أن حتى هذا محرم!!!!!

ويبدو -والله أعلم- أن كل محاولات الهروب من الداخل غير مجدية، فهذا الداخل لو فررت منه/عنه تريد جهاداً لكان عمله الأساسي إعادتك للحظيرة!!!!!
وعليه لا مناص من الرجوع للداخل والتحرر أولاً حقيقة.


أهلا بك وشكراً لك على التعليق الذي أضاف الكثير هنا، وبصدق لا أستحق نصف هذا الثناء حتى، فشكراً لكرمك الجم

هيو2
09-01-09, 10:39 PM
السلام هو الحل الاستراتيجي كما أتخذه دهاقنة السلام .
هل تذكر المقاومه المباركه التي قامت في بداية التسعينات ,,, كان أطفال الحجارة يقدموا في تلك الأيام يقدموا أروع البطولات بل يخبرني أحدهم والله أنه يقسم أن الشباب هناك لايسألون بعضهم إلا كم سوره حفظتها اليوم.
طبعاً دهاقنة السلام (( وكما سموه سلام الشجعان))(q81) هرولوا إلى أسلوا بغصن الزيتون ليبدأوا مرحلة جديده كما أسموها.
هذا ظاهرها ولكن المخفي غير ذالك والدليل عند رجوعهم بعد تقسيم الأرض الهجوم
المطلق على كل من فقط نيته حمل بندقيه وليس الجهاد.
سلسلة الاغتيالات المطلقه تمت بعد عملية السلام ونحن على أعتاب الموساد نهرول
إلى عملية السلام بل أن هناك رئيس بعض الدول المُمانعه دعا إلى التطبيع مع اليهود
فهل كل هذه التنازلات أدت إلى إسترقاق اليهود ؟؟؟
سؤال إلى المعارضين ضد عملية الجهاد وطرح عملية السلام بدلاً من الجهاد ؟؟؟

وهنا المصيبة أيها العزيز، فكل عمل على الأرض يفسده "عبيد السلام"

وعندما لايجد الصهاينة حلاً عسكرياً فإنهم يستنجدون بعبيد السلام العرب ليحققوا بواسطتهم مالم تحققه قوتهم العسكرية

والمضحك حقاً في تلك العملية العبارة "الأرض مقابل السلام" وما حدث على الأرض أنه لم تكن ثمة أرض حقاً، كلما حدث هو إيقاف الانتفاضة ومنزل لأبي عمار وقد تم قصفه أيضاً




سيدي الفاضل كما يقول أحدهم نحن سبعون عاماً ونحن نفاوض ماالنتيجه
يقول وزير الخارجية المصري أن المفاوضات سلمت سيناء إلى مصر (a14)
لا أعلم هل أبو الغيط يعرف تاريخ بلاد وحدودها وهو وزير الخارجيه أم لا
أما ضغط الغرب على فلسطيين فالمعادلة واضحه فالضغط من أجل الأرض
ولكن الضغط الآخر هو الحركات الدينيه بدأ من حركة الشيخ عز الدين القشام
وإنتهاءً بحماس ,,, مفاوضة السلام تبدأ بالحزبيه ولكن من أجل الاسلام لا!!
ولهذا كل الحركات الدينيه التي كان توجهها دينيا يجب أن تباد ولكن أختلفت
حماس بأنها دخلت في الحملات الانتخابيه ولهذا أتى عليها الضغط العربي
الفلسطيني على حماس حتى أسقطتها والمعادلة موجوده على الأرض والعداء بين
بعض الدول ليس لأجل الشعب الفلسطيني ولكن كحركه حاكمه عليهم إسلاميه التي هي
حماس جعلت النقمه على الشعوب ربما هذه النقمه جعلت الجيش الاسرائيلي يحكم
قبضته عليها ووأدها قبل أن يستفحل أمرها
نقطة التفريق بين الحركات الإسلامية والحركات اليسارية القديمة تستحق بحوثاً كاملة

وطبعاً كما تعلم فالحضاريون يرون الحديث عن الإسلام في مقابل الكفر تخلفاً عقلياً، هم لايفكرون بهذه الطريقة ولايسمحون لأنفسهم أن يفكروا بهذه الطريقة حتى بالسر

وأنت لاتسمع ولا تقرأ لمسؤول عربي يتحدث عن الإسلام مقابل الكفر، وحتى القضية تسمى "قضية فلسطين" "السلام العادل بين العرب واليهود" "قضية الشرق الأوسط"





يقول أحد المعتدلين وليس من المهرولين للعلاقات الاسرائليه أن اليهود أبناء عمومتنا وأنت تعرف
العلاقة مع أبناء العم كيف تكون (a26)
أفضل فقره عجبتني هو التفتيش بواسطة الماعز(q47) وهذا يدل على العداله اليهودية التي قد
يريوج لها المهرولون على الأقل بإطلاق أنها تقدميه
فيجب أن نتعلم الديموقراطيه ونثني ركبنا عند بني سام لكي نتعلم منهم التقدميه
وليبقى الثوار الارهابيين بأنفستهم كل ماثارت لظى عملية السلام أتى أحدهم وأخمدها
ولنعش دائماً تقدمويون حضاريون (a24)
التحضر واضح جداً هنا أن تكون عبداً ذليلاً وتشعر بالفخر لأنك عبد ذليل حي مبتسم (vv)


ودي أصير أستاذك يالوافي بس بدري علي

تشرفت كثيراً بمرورك وتعليقك وإضافاتك

هيو2
09-01-09, 10:53 PM
وقف العنف من الطرفين

اتفاق خبيث و نتن كنتن اليهود و المرتزقة , فكيف سيطالب هذا الشعب الذي سلبت أرضه و شرّد شعبه بحقه و أرضه إذا سحب منه السلاح !

بابتسامة سلام أم برفع شعار سلمي مهذب كي يكون إنساناً متحضراً

و من ثمّ ستتكفل هذه الحضارة بإعادة أرضه و بيته كالأفلام الرومانسية تماماً

لا بل هذا لم يحصل حتى في الأفلام الرومانسية ففي الأفلام يدافع البطل عن محبوبته و يتمسك بها ..


لكن مقصدهم و هدفهم واضح وقف العنف يعني وقف المقاومة , و وقف المقاومة يعني أنه لا يوجد احتلال في أرض فلسطين فليسرح اليهود إذاً و ليمرحوا فيها و ليتكاثروا و لا مانع

من طرد عشرات الفلسطينيين كلما تكاثر عدد اليهود

فهذا حق إسرائيل في العيش و الدفاع عن نفسها ..

والمصيبة أيضاً هذه التسوية بين المحتل الغاشم وبين المدافع عن دينه وأرضه!!!

ومن الأشياء الجنونية فعلاً عندما تقول أمريكا أنه من حق اسرائيل أن تدافع عن نفسها!!!! وفي المقابل دفاع حماس تسميه "إرهاباً"

أهلاً بك قطر الندى، ولك الشكر دائماً

هيو2
09-01-09, 11:10 PM
لنقرأ ما كتبه الكاتب الرائع حقاً جان جاك روسو بتمامه:

التاريخ والمنطق يثبتان أنّ الحلول السلمية غير مجدية ..
وأنّ المقاومة والجهاد في سبيل نيل الحقوق .. شرف لا يعدوه شرف ..
شرف يتمسك به النبلاء .. ويشكك به الضعفاء والنفعيين والمرتزقة .. وأشباه الرجال ..
.
.
عاش ( الزنوج ) في أمريكا مئات القرون .. عبيد وطبقة مسحوقة .. لا تملك من أمرها شئياً ..
وكان ( الأسياد ) يقسمونهم .. بحسب درجات خضوعهم وذلهم ..
مئات السنين .. لم ينعموا .. بحق التمتع بصفة الإنسانية .. وينالوا حريتهم ومن ثم يمارسوا حقوقهم ..
كان الذليل منهم .. يتم إدخاله مطبخ ( الأسياد ) .. وينعم بقليل من الفتات والفضلات ..
وكان العنيد ( قليلاً ) .. ويمتلك نزعة ثورية ولو مخفية ..
يصبح .. عبداً في الحقول ..
وعندما بدأ بعض ( الزنوج ) في أمريكا .. بالمطالبة بحريتهم .. ورفض التمييز العنصري .. والرق بالطريقة الأمريكية ..
في وقت .. كانت أمريكا ( بلد الحرية ) ..
وخرجت مظاهرات من أنصار مالكوم إكس والدكتور مارتن لوثر ..
وتم قمعها أكثر من مرة ..
ولكنها انتصرت في الأخير ولو نسبياً .. فتم تحطيم جدار التمييز العنصري .. والأحياء المخصصة للعبيد .. والأحياء التي يتم حظر العبيد أو الزنوج من الدخول إليه مع حلول المغرب .. والمطاعم التي ترفض تشغيل وإستقبال الزنوج ..

الشاهد من هذا ..
أثناء ما كان يدعو فيه زعماء وقيادات مناهضة العنصرية ..
كان هناك ( عبيد ) ..
يقفون في صف الرجل الأبيض المعتدي ..
وكانوا يثبطون .. ومن عزيمة باقي السود ..
ويشككون في مصداقية دعاة تحريرهم ..
ويخدعون المجتمع الدولي .. بعدم وجود عنصرية في أمريكا .. وهم كاذبون منافقون ..
وكان مالكوم إكس رحمه الله .. يصف هؤلاء ..
بزنوج المطبخ ..


------------

[/center]
يا كثر زنوج المطابخ عندنا، ويا كبر كروش (أكثرهم)

عزيزي مجرد القراءة لك متعة، فما بالك بالفائدة العلمية؟؟؟!!!!

شكر الله لك حتى ترضى وبعد الرضى

هيو2
09-01-09, 11:23 PM
بالعكس هاي فرصه ولابد نستغلها

الهدنه مهمه لإستجماع قوانا وإعادة هيكلة المقاومه

ويارب تتم الهدنه على خير

أما من ناحية ردود أغلب الأعضاء

فأنكم لم تذوقوا طعم الحرب
ولم تروا اهلكم يتساقطون امامكم مضرجين بدمائهم

بعرف إن السلام معهن مابيفيد

بس الهجوم وانتا ضيعيف بيزيد الطين بله ومابيفيد نوب بنوب


حلوة إعادة هيكلة المقاومة (vv)

والهدنة بناء على المبادرة المصرية، محاولة هزيمة سياسية لحماس بل وللقضاء عليها بالمرة!!!!

والمقاومون -من فضل الله عليهم- يرون الشهادة خيراً لهم من حياة العبيد، والعبيد سيموتون يوماً على فرشهم حتف أنوفهم!!!!


والسؤال هنا كيف الخروج من حالة الضعف أصلاً ؟؟؟؟
هل نحن بحاجة إلى حوالي 70 سنة أخرى، وماذا فُعِل خلال الـ 70 سنة الماضية؟؟؟

ماذا صنع السلام "الاستسلام"؟؟؟!!!

عبادي نت
09-01-09, 11:33 PM
شكر الله لك حتى ترضى وبعد الرضى



(qq50)


هذه قوية


كيف الله يشكر جان حتى يرضى


الي اعرفه


اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد بعد الرضا



يمكن فيه إسقاط للكلمات في محل آخر وانا ماادري


بس الظاهر والواضح للعيان انك اخطأت في هذه


ارجو التوضيح

إذا كانت جملتك صحيحة ياهيو2


ومنها نستفيد نحوياً ايضاً :danc854:

الحميداوي
10-01-09, 04:01 AM
الحقيقه ان بعض أجدادنا بالجاهليه عندهم من العزّه والأنفه أكثر من المنتـمـين للإسلام زوراّ وبهتاناّ
حتى انهم لو كانوا أحياء لما رضوا مثلاّ بأن يقمن المجندات الامريكييات بالدفاع عن بلادهم .
فليست الجاهليه كلها شرّ . وليت بعض أبناء وايل يتعلمون بعض مراجل أجدادهم والمقصود هنا حمود الثامن عشر .
فعن أي سلام يتحدثون عنه أو عن أي هدنه والقتلى تخطوا الـ 700 .
فأنا أرى بأن هذا زمن الجهاد وهو فرض عين وواجب شرعي على كل مسلم في أن يكون عوناّ للمسلمين في غزّه

هيو2
10-01-09, 02:04 PM
(qq50)


هذه قوية


كيف الله يشكر جان حتى يرضى


الي اعرفه


اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد بعد الرضا



يمكن فيه إسقاط للكلمات في محل آخر وانا ماادري


بس الظاهر والواضح للعيان انك اخطأت في هذه


ارجو التوضيح

إذا كانت جملتك صحيحة ياهيو2


ومنها نستفيد نحوياً ايضاً :danc854:
قوية جداً بعد (q62)

شف الله يصلحك يا مطوعنا حنا يالبدو :rofl951:

يا عندك رد شرعي بفتوى قائمة على أدلة من الكتاب والسنة، وإلا لاتزعجنا قوية ما قوية


-طبعاً أنت ما عندك اعتراض على شكر الله لك ابتداءً

وثانيا مجيئك بالدعاء المأثور لا علاقة له هنا

ويفترض أنك تعرف معنى أحد الأسماء الحسنى وهو الشكور-

والرضا كما هو واضح هنا عن حاله هو (أي أخينا جان)

عساها وصلت ... ماوصلت عاد أنت وضميرك بئى (qq136)

أما نحوياً فأظنها ماشية (q62) وبلاغياً ما أدري (g)

هيو2
10-01-09, 02:07 PM
الحقيقه ان بعض أجدادنا بالجاهليه عندهم من العزّه والأنفه أكثر من المنتـمـين للإسلام زوراّ وبهتاناّ
حتى انهم لو كانوا أحياء لما رضوا مثلاّ بأن يقمن المجندات الامريكييات بالدفاع عن بلادهم .
فليست الجاهليه كلها شرّ . وليت بعض أبناء وايل يتعلمون بعض مراجل أجدادهم

فعن أي سلام يتحدثون عنه أو عن أي هدنه والقتلى تخطوا الـ 700 .
فأنا أرى بأن هذا زمن الجهاد وهو فرض عين وواجب شرعي على كل مسلم في أن يكون عوناّ للمسلمين في غزّه

أهلا بك الحميداوي، وشكراً لك على هذه الإضافة(q62)

تحياتي لك

عجاوي
10-01-09, 08:58 PM
اخي هيو2 حياك الله
موضوع رائع بورك فيك

لقد بقيت المانيا تقصف بريطانيا لمدة عامين ولم يخرج من الانجليز من يقول لهم انكم تحرشتم بالدب الكبير بل بالعكس كان تشرتشل يقول لهم ان النصر مع الصبر ولم يكونوا يحملوا تشرتشل سبب القتل والدمار الذي حل بهم جراء هذا القصف ( كما يفعل كتاب التدخل السريع مدفوعي الاجر والجوائز في عصرنا الحالي)وبقي الانجليز يقاوموا حتى تمكنوا من دحر الالمان 0
هؤلاء الكفار وغيرهم من الفرنسيين كانت عندهم نخوة و انتماء وحب لاوطانهم بعيدا عن التخاذل والتنازل والاستسلام 0
ان موضوع السلام يجب ان يأخذ من الجانب الشرعي حظه فنسأل انفسنا ماذا قال علماؤنا في وقتنا الحاضر عن السلام وهل اجازوا التنازل عن ارض فلسطين ام انهم اعتبروا انها ارض مقدسة لا يملك احد من البشر التنازل عنه
ورحم الله السلطان عبدالحميد العثماني الذي قال حينما عرض عليه هرتزل ( مؤسس الحركة الصهيونية ) انه سيدفع عن الدولة العثمانية ديونها مقابل السماح لليهود بالاستيطان في فلسطين وشراء الاراضي هناك فقال له ( انصحوا الدكتور هرتسل بالا يتخذ خطوات جدية في هذا الموضوع فأني لا استطيع التخلي عن شبر واحد من ارض فلسطين فهي ليست ملك يميني بل ملك الامة الاسلامية, لقد جاهد شعبي في سيبل هذه الارض ورواها بدمه فليحتفظ اليهود بملايينهم00 فإذا مزقت دولة الخلافة يوما فإنهم يستطعون آنذاك ان يأخذوا فلسطين بلا ثمن , اما وانا حي فإن عمل المبضع في بدني لاهون علي من ان ارى فلسطين قد بترت من دولة الخلافة وهذا لا يكون ,اني لا استطيع الموافقة على تشريح اجسادنا ونحن على قيد الحياة )
وقال ( ان ثمن فلسطين هو دم 600 مليون مسلم )

يا ليتك ايه العثماني تعود لتحكمنا بما انزل الله وتعود ارض الاسلام من جديد عزيزة ابية في ظل الخلافة المنشودة
( تكون فيكم ما شاء الله ان تكون ثم يرفعها )

حنين المتيم
10-01-09, 11:56 PM
منذ بداية الأحداث لم اقرأ طرح
موضوعي وهادئ ورؤية واضحة مثل موضوعك

الماما الذي يتكئ عليها الطفل المدلل تتأكل وبوادر انهيارها وشيك وقريب جداً
فسياستها الطامعة يالسيادة والسلطة وفوق ذلك النفط أغرقتها بالوحل
تعرف قصة الوالد الذي اختبر اولاده بحزمة من العصي ...!!
المشكلة بتفرقهم عليهم أن يكونوا على قلب واحد من المستحيل أن يظفروا بالنصر والبعض منهم يتعاون مع اعدائهم

هيو 2
أهنئك على طرحك المميز

المغــروره
11-01-09, 01:27 AM
سنقاوم ونقــاوم ونقـــاوم حتى اخــر "طفـل" في غــزة العــزهـ
وبعدهـــا نــوقــع ع الهــدنــه ..

هــه

هيو2
11-01-09, 01:40 AM
لقد بقيت المانيا تقصف بريطانيا لمدة عامين ولم يخرج من الانجليز من يقول لهم انكم تحرشتم بالدب الكبير بل بالعكس كان تشرتشل يقول لهم ان النصر مع الصبر ولم يكونوا يحملوا تشرتشل سبب القتل والدمار الذي حل بهم جراء هذا القصف ( كما يفعل كتاب التدخل السريع مدفوعي الاجر والجوائز في عصرنا الحالي)وبقي الانجليز يقاوموا حتى تمكنوا من دحر الالمان 0
هؤلاء الكفار وغيرهم من الفرنسيين كانت عندهم نخوة و انتماء وحب لاوطانهم بعيدا عن التخاذل والتنازل والاستسلام 0
ان موضوع السلام يجب ان يأخذ من الجانب الشرعي حظه فنسأل انفسنا ماذا قال علماؤنا في وقتنا الحاضر عن السلام وهل اجازوا التنازل عن ارض فلسطين ام انهم اعتبروا انها ارض مقدسة لا يملك احد من البشر التنازل عنه
ورحم الله السلطان عبدالحميد العثماني الذي قال حينما عرض عليه هرتزل ( مؤسس الحركة الصهيونية ) انه سيدفع عن الدولة العثمانية ديونها مقابل السماح لليهود بالاستيطان في فلسطين وشراء الاراضي هناك فقال له ( انصحوا الدكتور هرتسل بالا يتخذ خطوات جدية في هذا الموضوع فأني لا استطيع التخلي عن شبر واحد من ارض فلسطين فهي ليست ملك يميني بل ملك الامة الاسلامية, لقد جاهد شعبي في سيبل هذه الارض ورواها بدمه فليحتفظ اليهود بملايينهم00 فإذا مزقت دولة الخلافة يوما فإنهم يستطعون آنذاك ان يأخذوا فلسطين بلا ثمن , اما وانا حي فإن عمل المبضع في بدني لاهون علي من ان ارى فلسطين قد بترت من دولة الخلافة وهذا لا يكون ,اني لا استطيع الموافقة على تشريح اجسادنا ونحن على قيد الحياة )
وقال ( ان ثمن فلسطين هو دم 600 مليون مسلم )

يا ليتك ايه العثماني تعود لتحكمنا بما انزل الله وتعود ارض الاسلام من جديد عزيزة ابية في ظل الخلافة المنشودة
( تكون فيكم ما شاء الله ان تكون ثم يرفعها )

شكراً لك، وما يجعل الموضوع رائعاً حقاً هي إضافتك أعلاه وإضافات الزملاء قبلك
وهذه التوضيحات التاريخية -والتي ربما نسيها الحضاريون لتطاول الأمد، أو أنهم يحاولون تناسيها

تحياتي لك

هيو2
11-01-09, 01:57 AM
الماما الذي يتكئ عليها الطفل المدلل تتأكل وبوادر انهيارها وشيك وقريب جداً
فسياستها الطامعة يالسيادة والسلطة وفوق ذلك النفط أغرقتها بالوحل
تعرف قصة الوالد الذي اختبر اولاده بحزمة من العصي ...!!
المشكلة بتفرقهم عليهم أن يكونوا على قلب واحد من المستحيل أن يظفروا بالنصر والبعض منهم يتعاون مع اعدائهم


نعم الماما تعاني شيئاً ما، ولكن الخونة يملؤون كل الفراغات الممكنة،،، ومع هذا هناك في غزة إحدى الحسنيين "جالبي" العزة، ويبدو أن مبارك كمثال على الصف الآخر لم يعد ينام جيداً

أهلا بك حنين، ولك الشكر

هيو2
11-01-09, 02:10 AM
سنقاوم ونقــاوم ونقـــاوم حتى اخــر "طفـل" في غــزة العــزهـ
وبعدهـــا نــوقــع ع الهــدنــه ..

هــه

لا أظنك مهمة لدرجة الحاجة لتوقيعك(a21)

وأما الموقعون فقد وقعوا منذ عشرات السنين بالنيابة طبعاً!!!! فقد كانت القضية قضية العرب المصيرية :SmileyBunny:

هذا كان خارج غزة طبعا!!!

أما في داخل غزة فعندما يستشهد آخر طفل، فبإمكان الموقعين سابقاً أن يوقعوا أخرى فليس في غزة أحد

وعندها ((نوار اهنئي يا نوار)):secret25:

الباشق3
11-01-09, 05:50 PM
جزاك الله خير

أخت عبدالعزيز
12-01-09, 04:33 AM
تفاوض ثم تفاوض ثم تفاوض،
ثم تتنازل ثم تتنازل ثم تتنازل ثم تفاوض ثم تتنازل حتى تضمحل،
صدقت ثم صدقت ثم صدقت


وحتى القضية تسمى "قضية فلسطين" "السلام العادل بين العرب واليهود" "قضية الشرق الأوسط"


وهذا بلا ابوك ياعقاب ,حتى قضيتنا الاسلامية أصبحت تطرح بمسميات مختلفه من اجل سلامهم المزعوم

و حتى الروح الحماسية (في البعض) وتكون ناتجة عن قومية وليست بالضروره اسلاميه صافيه

يتم إطفائها بمسكنات (التبرعات )

وأصحاب الكراسي ينطبق عليهم المثل القائل

( كلن يدير النار عن قرصه)

هيو2
12-01-09, 07:21 PM
الباشق3

وجزاك، تحياتي











وهذا بلا ابوك ياعقاب ,حتى قضيتنا الاسلامية أصبحت تطرح بمسميات مختلفه من اجل سلامهم المزعوم

و حتى الروح الحماسية (في البعض) وتكون ناتجة عن قومية وليست بالضروره اسلاميه صافيه

يتم إطفائها بمسكنات (التبرعات )

وأصحاب الكراسي ينطبق عليهم المثل القائل

( كلن يدير النار عن قرصه)

[/center]
أهلا بالواضحة التي تكره التلون

وأتفق معك أن إطلاق التبرعات، هي عملية "تسكينية" ولا يصل معظمها أصلاً

وسيقال في النهاية "هذا هو المستطاع" ودعواتكم "لمولانا" الذي نصر الله به الإسلام وأهله وهو يلقم الأعداء أحجاراً أخرى داخل كراتين طبعاً!!!

محمد الواقعى
13-01-09, 01:17 PM
اخي هيو 2 صدق الشاعر مبارك الهاجري حين قال قبل سنين

لبيك أختا من الأقصى تنادينا - تقول هبوا إلينا في فلسطينا
لبيك بالشعر والأقوال نقذفها - وهل سوى القول شئ في أيادينا
ستصدع الأرض تصريحات مؤتمر - وتقلب الكون ألحان المغنينا
قلتي افزعوا اي وربي كلنا فزعٌ - مرآكم في غمار الموت يبكينا
لكننا وظروف الدهر قاسية - في شاغلٌ عنكِ ياأختاه يغنينا
نطوّر الفن تمثيلا وأغنية - ونصدر الأمر فيه والقوانينا
أبطالنا في سباق الخيل مجدهمُ - كم يبذلون على الخيل الملايينا
وفي الميادين فرسانا اذا لعبوا - كم حققوا النصر كم نالوا النياشينا
أختاه ماعاد فينا عزم معتصم - فمن يلبي نداءا منكِ يأتينا
ماعاد فينا صلاح الدين واأسفا - من ينقش النصر في أسوار حطينا
كم مدفعا صادئ الأجزاء مختزنٌ - ومركبٌ ملّ من إيقافه المينا
وطائراتٌ غداة العيد نطلقها - في ساعة السلم يسبقن الشياهينا
أناب عنها في سماء العز حجرا - في كف طفل عزوف عن ملاهينا
أختاه لاتعجبي فالسلم مطلبنا - من قال إنا نعادي من يعادينا
لبيك لبيك إلا إننا عربٌ - خارت قوانا فعذرا عن تخلّينا
لبيك لبيك إلا اننا عربٌ - خارت قوانا فعذرا عن تخلّينا
لبيك لبيك إلا اننا عربٌ - خارت قوانا فعذرا عن تخلّينا


هذا هو واقعنا المرير
اللهم انصر الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين

هيو2
13-01-09, 02:02 PM
لبيك بالشعر والأقوال نقذفها - وهل سوى القول شئ في أيادينا
ستصدع الأرض تصريحات مؤتمر - وتقلب الكون ألحان المغنينا
قلتي افزعوا اي وربي كلنا فزعٌ - مرآكم في غمار الموت يبكينا
لكننا وظروف الدهر قاسية - في شاغلٌ عنكِ ياأختاه يغنينا
نطوّر الفن تمثيلا وأغنية - ونصدر الأمر فيه والقوانينا
أبطالنا في سباق الخيل مجدهمُ - كم يبذلون على الخيل الملايينا
وفي الميادين فرسانا اذا لعبوا - كم حققوا النصر كم نالوا النياشينا
أختاه ماعاد فينا عزم معتصم - فمن يلبي نداءا منكِ يأتينا
ماعاد فينا صلاح الدين واأسفا - من ينقش النصر في أسوار حطينا
كم مدفعا صادئ الأجزاء مختزنٌ - ومركبٌ ملّ من إيقافه المينا
وطائراتٌ غداة العيد نطلقها - في ساعة السلم يسبقن الشياهينا
أناب عنها في سماء العز حجرا - في كف طفل عزوف عن ملاهينا
أختاه لاتعجبي فالسلم مطلبنا - من قال إنا نعادي من يعادينا
لبيك لبيك إلا إننا عربٌ - خارت قوانا فعذرا عن تخلّينا
لبيك لبيك إلا اننا عربٌ - خارت قوانا فعذرا عن تخلّينا
لبيك لبيك إلا اننا عربٌ - خارت قوانا فعذرا عن تخلّينا

(q81)

شكراً لك محمد (الواقعي)

سامي3000
13-01-09, 10:45 PM
أخي الكريم(الفاضل)/هيو..........جزاك الله خيرالجزاءوبارك فيك واثابك.....موضوعك الرائع والمهم.....السلام....كلمةجميلةلايختلف اثين على معنها....ولكن ماهوالسلام ومع من وبأي مفهوم؟.....اختصرهاالقرآن الكريم بكلمات بسيطةوقالهم ربهم(للعرب والمسلمين)وحذرهم فقال الله تعالى( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)... لماذايبين القرآن السبب بوضوح قال الله تعالى( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ
وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَىٰ بِاللَّهِ نَصِيرًا)
وعبارةيشترون الضلالةوالعبارةالتى تليهاعن رغبتهم فى إضلالناناضحتان بمافى القلوب من غل....إلاأن العرب اليوم تغافلواعن ماقال لهم ربهم واوصاهم به فكان هذامصيرهم من الذل والهوان....نعم ترك العرب تعاليم دينهم وتنكروالتاريخهم....وأخذواينشدون حلولالجميع قضايهم ليس إنطلاقامن الدين وإنمابعيداعماقال الله ورسولة صلى الله عليه وسلم....ولطالمانظروابزدراءلتلك التعاليم!فرحواينشدون العدل والمساواةوالحريةوالسلام وحقوق الانسان وحريةالمرءةوحقوق الطفل ووالخ بمفهوم الغرب المستعمروكانت النتيجةوالمصيرالمحتوم وظهرت الحقيقة ان لاحقوق ولاحرية ولاسلام ووالخ إلاللغرب المستعمروأن بقية الشعوب ماهم إلاعبيدلايستحقون الحياة...واكبردليل أن هيئةالامم المتحدة ترفض أن تدين إسرائيل لرفضهاجميع قرارات هذةالمنظمةبتداءمن القرارالخاص بانسحاب إسرائيل من جميع الاراضى المحتلةعام 1967م وحتى القرارالاخير بل رفضواحتى مجردالادانة لإسرائيل على الجرائم البشعةالتى ارتكبهاجيش الاحتلال الغاصب بحق أهلنافى غزة!!.الكلام يطول شرحه من جانب اخر....فلسطين الحبيبة مثال قوى على تنكرالعرب لدينهم....فكان السلام مع اليهود!!الذين فاوضواالله على بقرة!!نعم على بقرة!!ثم ذبحوهاوماكادوايفعلون!....مابالك بالارض العربية المقدسة!!وإلاليخبرني أحدكم ماذاحقق العرب من السلام مع بنى صهيون منذاجريمةاتفاقيةكمب ديفيد!؟.....وهناك بحث طويل عن اتفاقية الجريمة(كمب ديفيد)بعدإذنك أخي العزيزاطلعكم جميعاعليه وفى الاخير...نأكدعلى الحقيقةالتى تقول إن العدوان اليهودى المدعوم بقوى الصليبيةالعالميةله غاية مرسومةمعلومةهى إبادةأمةوإزالة دين هى الاجهازعلى الأمةالعربيةالتى حملت الاسلام أربعة عشرقرناوتريدأن تظل عليه شكلاان تركته موضوعا والذين يبعدون الاسلام عن معركةفلسطين يشاركون فى تحقيق هذه الغاية لأن فلسطين من غيرالدافع الاسلامى زائلة والعرب من بعدهازائلون والمسلمون من بعدالعرب منتهون وهذه هى الخطة..إن ذهاب العرب الى المقولة التى اطلاقهاعدوهم والتى تقول ان قضية فلسطين وكذلك العراق لاتخص بقيةالعرب والمسلمين وغرورهم بحدودهم المصطنعةالتى رسم حدودهاعدوهم يطعن الأخوةالاسلاميةطعنة نافذة فاذاانظم الى هذاالغرورنسيان لفضل الاسلام وبعث لنشاط عصرى جديديقودالعروبةفيه العلمانيين وبقاياالشوعيين والنصارى والمسلمون فذاك هوالارتدادالذى ينتهى بالعرب الى مصارعهم ويحولهم أجمعين الى لاجئين لاوطن ولادين!!!......كل الشكروالتقديرلك أخي......والله يوفقك دائماوأبداويسددعلى طريق الحق والخيرخطاك والجميع.....خالص تحياتي وعظيم امتناني لك أخي(العزيز).......والله من وراءالقصد................

سامي3000
13-01-09, 10:53 PM
اسقاط كامب ديفيد مهمة عقائدية ووطنية(الباحث/مجدي حسين)...
كامب ديفيد بتعبير القانونيين جريمة مستمرة ولا تزال عجلتها الشيطانية تدور وتطحن أوطان المسلمين وأجسادهم وتفيض دماؤهم على الطرقات وتحمل الأنهار جثثهم والأعداء يغزون البلدان الإسلامية على امتداد الكرة الأرضية.. ( ومصر العظيمة ) لا تريم .
هل نحمل كامب ديفيد ومصر الرسمية أكثر مما يحتملا ؟!
أبدا فالعروبة قلب الإسلام ومصر هي قلب العروبة وتركيع مصر يفت في عضد الأمة العربية والإسلامية جمعاء.
لقد استهدفت كامب ديفيد بالأساس عزل مصر عن أمتها العربية وهو الأمر الذي يؤدي إلى إضعاف الطرفين , وهذا ما حدث حتى عام 1991 ثم هذا ما حدث بصورة مضاعفة من عام 1991 حتى الآن (2003) فعندما تقطع الرأس عن الجسد فلا حياة للطرفين .
إن تحييد مصر وإخراجها من الصراع كان هدفا ثابتا لإسرائيل وهذا ما قاله موشيه ديان للسادات مباشرة( الشعب الإسرائيلي لا يخشى من بين الدول العربية إلا مصر فهي الدولة الوحيدة القادرة على تهديد إسرائيل تهديدا حقيقيا).
أو ما سمي مباحثات مدريد لحل القضية الفلسطينية والتي أسفرت كما توقعنا عن لا شئ ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍! ثم جرت مفاوضات مباشرة فلسطينية إسرائيلية أدت إلي اتفاقية أوسلو وما تبعها من اتفاقيات فرعية حول الحكم الذاتي الفلسطيني والتي انتهت كما رأينا إلي اجتياح صهيوني شامل لأراضى السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة في مارس 2002 وحيث انهارت محاولة تحول الحكم الذاتي إلي سلطة ثم إلي دولة فلسطينية . ونتناول مشروع خريطة الطريق وبهذا يتضح خط التصفية من كامب ديفيد إلي مدريد إلي خريطة الطريق ، أما مرحلة أوسلو فقد تناولتها في كتاب هموم الأمة) .
وقد أجمل الكتيب عناوين الكوارث التي أصابت مصر والعالم العربي حتى 1991 أما الآن فيمكن أن نضيف أن تحييد مصر تارة واتخاذها عضدا ومعاونا للأعداء تارة أخري قد أدى إلى مواصلة حصار العراق حتى الموت وحتى الاحتلال .. مواصلة التنكيل بالشعب الفلسطيني واجتياح أراضيه في واحدة من أكثر مذابح التاريخ دموية .. التراجع عن فكرة الانسحاب من الجولان بل وضرب ضواحي دمشق بالطائرات .. هرولة حكام المغرب وتونس وموريتانيا والخليج إلى العدو الصهيوني ,اتفاقية وادي عربة بين الأردن والكيان الصهيوني التي لم ترجع أرضا.. بل أدت إلى تأجير إسرائيل أرضا أردنية وتطبيع أردني صهيوني ، احتلال أمريكي لـ (8) دول عربية وقواعد أمريكية في عدد آخر من الدول العربية من بينها مصر .. إضعاف ليبيا إلى حد انسحابها من الهم العربي , إضعاف السودان الذي يدخل مفاوضات مضنية مع التمرد العميل وهو مكشوف الظهر , استمرار تمزق الجزائر والصومال .
الجيوش الأمريكية تتحرك بحرية من شمال أفريقيا إلى مصر إلى اليمن وجيبوتي إلى الأردن إلى الخليج إلى العراق وإسرائيل موجودة الآن في قلب العراق في معطف الاحتلال الأمريكي ولها علاقات علنية وشبه علنية مع معظم حكام العرب وتنفرد وحدها بالسلاح النووي والصاروخي بعيد المدى (كل الأهداف الحيوية في المنطقة العربية بما في ذلك التجمعات السكانية والسدود وحقول النفط لا تتجاوز 25-30 هدفا بارزا ومن المتصور أن تدميرها تدميرا كاملا يتطلب ما بين 75-100 سلاح نووي )(شاي فيلدمان رئيس مركز جافي الإسرائيلي للدراسات الاستراتيجية) وإن كان باحث إسرائيلي آخر في نفس المركز(د. أريائيل لويطه) يؤكد أن لدي إسرائيل خطة لتدمير(50) هدفاً في العالم العربي تمتد من المحيط الأطلسي وحتى الخليج الفارسي) والمعروف أن اسرائيل لديها مالا يقل عن ( 200 ) رأس نووية !
ويقول يوفال نتمان أبو القنبلة النووية الإسرائيلية أن لدى إسرائيل القدرة على تدمير المنطقة العربية عشر مرات كذلك شيمون بيريز الذي صرح عام 1987 عندما نجحت إسرائيل في إطلاق الصاروخ أريحا2( ان العواصم العربية أصبحت رهينة في أيدينا) (فلسطين وكشمير- لواء أركان حرب حسام سويلم ).
وفي المقابل فان كل ما تملكه مصر الرسمية هو الترويج للاقتراح "العبقري" منذ أكثر من 10 سنوات ( إخلاء منطقة الشرق الأوسط من السلاح النووي وأسلحة الدمار الشامل ) وهي قدرة هائلة على إحراج العدو على طريقة الحمل الذي يطلب من الذئب خلع أنيابه !!
وعلى المستوي الإسلامي ..استباحت القوات الأمريكية أراضي أفغانستان وأقامت قواعدها في دول وسط آسيا الإسلامية التي انتقل حكامها من الشيوعية والتبعية لموسكو إلى التبعية لأمريكا أو إلى حالة من الشراكة الروسية الأمريكية بدرجات متفاوتة بالإضافة لقواعد ووجود استخباري علني في باكستان ونشاط عسكري في الفلبين وقواعد في إريتريا ومرح شبه كامل في المحيطات والبحار المحيطة بالدول الإسلامية .
وعلى المستوي العالمي تسابقت دول العالم بعد كامب ديفيد إلى الاعتراف بإسرائيل و إقامة علاقات رسمية معها تحت شعار لن نكون ملكيين أكثر من الملك المصري و العربي.
ومع تخلي أصحاب القضية عن قضيتهم .. تسابقت الدول الكبرى والمؤثرة إلى التعاون مع إسرائيل فهي قوة عسكرية وصناعية بازغة . وما حاجتهم لهؤلاء العرب الأوغاد الذين لا يجيدون صنعاً , أما البترول فقد أصبح في يد أمريكا ويمكن التفاهم معها حوله وليس مع الخدم العرب . وهكذا تطورت بصورة درامية مخيفة علاقات الهنود والصين مع إسرائيل وبالأخص في المجال العسكري.
هل يمكن أن نحمل كامب ديفيد كل هذه النتائج ؟
نعم ولكن ليست الاتفاقية في حد ذاتها أو في إطار نصوصها ولكن بما مثلته وهيأته لعزل مصر عن العروبة و الإسلام , فمصر بلد محوري ما من ذلك في شك وهي كما ذكرنا القائد الطبيعي للعرب ، والعرب موضعا وثقافة ولغة في القلب من الإسلام , فعندما تتخلى مصر عن دورها تحدث كل هذه التداعيات المخيفة . هذه حكمة التاريخ .
ولكن الصورة ليست قاتمة إلى هذا الحد بل إن انهيار منهج كامب ديفيد ونصوصها أضحي قاب قوسين أو أدنى بإذن الله.. فغالبية الشعب المصري أضحت تدرك فساد هذا الطريق وتكتوي بناره في عقيدتها قبل أحوالها المعيشية المادية والروحية .كذلك فإن حكمة الله سبحانه وتعالى تقول ( وان تتولوا يستبدل قوماً غيركم) ولا شك أن أحد أشكال الاستبدال أن تتصدر أمم دون أخري معترك الجهاد .. فتصد المعتدين وتحمل اللواء حتى يأذن الله بالنصر الشامل وهؤلاء يكونون أقرب إلى الله جل شأنه من غيرهم حيث لا يستوي المجاهدون مع القاعدين .إن الذين يحملون رايات الجهاد ويتصدون للرسالة هم المجاهدون في المقاومة الفلسطينية واللبنانية والعراقية والأفغانية والقابضون على أسلحتهم في مختلف البقاع الإسلامية المحتلة في الشيشان وكشمير والفلبين وغيرها ، والمجاهدون بالوسائل السياسية ضد حكام التبعية والخيانة . كذلك فان التحالف الإيراني السوري اللبناني الفلسطيني هو الذي حال حتى الآن دون الانهيار الشامل للجبهة الشرقية .
ولكن مهمتنا كمصريين وواجبنا أمام الله ثم أمام أمتنا أن نعيد لمصر سيرتها الأولي منارة للعروبة والإسلام دون تعال أو افتخار بل إخباتاً لله عز وجل واحتراماً للمكانة التي وهبها لنا موقعاً وموضعاً وتاريخاً واحتراماً لأنفسنا ولوطنيتنا.وكما قلت في نهاية الكتيب منذ اثني عشر عاماً ليس لدي ما أضيفه الآن .
( إن اغلب حكام الدول الإسلامية جعلوا المهمة أكثر صعوبة بتخليهم عن مشروع بناء قوة الأمة وان الفجوة بيننا وبين الأعداء تزيد كل يوم بسببهم وان استعادة الأمة الإسلامية لزمام المبادرة على طريق تعديل موازين القوي المختلة حالياً ضدها ، لابد أن يمر بتغيير معظم هؤلاء الحكام وإقامة نظم جديدة تتسم بالانتساب للإسلام وللقرآن ، وهذا يتطلب أول ما يتطلب رفض ما يروجه هؤلاء الحكام حول حتمية وواقعية الاستسلام باعتباره الخيار الوحيد المطروح على الأمة، وما هو في الحقيقة إلا الخيار المطروح أمامهم لاستمرار التشبث بمواقع الحكم .ان خيار المقاومة والجهاد هو الخيار الإسلامي وهو الخيار الذي يحقق للأمة صلاح الدنيا والآخرة).الطريق من كامب ديفيد إلى مدريدكان السيد الأمريكي قد وعد خلال أزمة الخليج .. وحرب تدمير العراق والكويت .. وعد بأن يعطي عنايته السنية للقضية الفلسطينية المذبوحة منذ عام 1948.. وبأن يعير بعض الالتفات لكومة قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة التي أدانت إسرائيل لاستمرارها في احتلال وضم الأراضي .. التي سيطرت عليها خلال حرب 1967 . وعد السيد الأمريكي بأن يحل القضية الفلسطينية فور الانتهاء من " تحرير " الكويت أي أنه طرح التوالي أو التتابع بديلا عن الربط الذي اقترحه العراق , متغافلاً عن حقيقة أن التتابع لو كان مخلصاً حقا لكان البدء بالقضية الفلسطينية التي غمرتها أمواج النسيان منذ قرابة ربع قرن.. ولكانت قد حلت بالفعل .. على أي حال .. فمن موقع القوة قررت الولايات المتحدة ما قررت .. ولكن المجرم عندما يرتكب جريمته يظل قلقا.. ويود أن يبذل أقصي جهد لتغطيتها, فبدأت الولايات المتحدة تخشى على "مصداقية " مواقفها في نظر الشعوب العربية والإسلامية .. ولما بدأ العام الأول عقب حرب تدمير العراق ينصرم .. بذلت الولايات المتحدة كل جهودها لعقد مؤتمر مدريد .. لتبرهن على صدق وعدها بحل القضية الفلسطينية .. حتى ولو جاءت البداية ببعض الخطب التذكارية التي تؤكد المواقف المعلنة والمعروفة للأطراف المشاركة .وإذا كانت مشكلة الكويت قد حلت في ستة شهور .. فإن الوعد بحل القضية الفلسطينية أسفر بعد 15 شهرا عن لقاء احتفالي في مدريد . والقضية الفلسطينية عمرها أكثر من أربعين عاما .. وهي ليست مشكلة صعبة للحل بهذا الحد .. إلا أن القوي الغربية المسيطرة على العالم هي في حقيقة الأمر حليفة إسرائيل .. وتجمعها معها مصالح استراتيجية كبري ، بل ويمكن القول ان إسرائيل هي الاختراق الاستيطاني للحضارة الغربية في الأرض العربية الإسلامية .. فما الفكر اليهودي الصهيوني الذي قامت عليه دولة إسرائيل إلا أحد فروع البناء الفكري للحضارة الغربية ، ووليد التزاوج بين عقائد اليهود والبروتستانت التي يجمعها تفسير واحد لكثير مما ورد في النسخة المتوفرة من التوراة والإنجيل (الكتاب المقدس).
وحتى الفرع الماركسي للحضارة الغربية الذي سقط مؤخراً , فقد كان من مؤيدي دولة إسرائيل .. ومن المسارعين إلى تأييد عملية نشأتها الاستعمارية الاستيطانية .. أما التحالف بين المعسكر العربي والمعسكر الشيوعي "سابقا" فقد كان تحالفا سياسيا ضد الولايات المتحدة أساسا .. ثم ضد عدوان 1967 وما نجم عنه من احتلالات واسعة.. ثم ضد دور إسرائيل النشط في الحرب الباردة ضد الاتحاد السوفيتي.
ان إسرائيل هي وليدة الحضارة الغربية.. وان قبح هذه "الوليدة" ليكشف زيف المساحيق التي تحاول "الحضارة الغربية" أن تجمل بها وجهها ..
وهكذا فان الحديث الغربي والأمريكي عن حل القضية الفلسطينية هو الرياء بعينه.. والنفاق في واحد من أنقي صوره.. فالأمريكيون والغربيون يحلمون بإزالة فلسطين من الوجود باعتباره الحل الناجع "للقضية الفلسطينية".
فإسرائيل هي الحليف الذي يمكن الركون إليه ضد أي نزعات تحررية عربية.. وبالأخص ضد المد الإسلامي الراهن.. وهذا ما يحفظ لإسرائيل أهميتها الاستراتيجية على خلاف ما يروج عن أن إسرائيل قد فقدت أهميتها للولايات المتحدة بعد سقوط المعسكر الاشتراكي ..وإذا كانت الولايات المتحدة قد اعتمدت أساسا على نفسها وجيشها في أزمة الخليج.. فان هذا لا يعني أن ذلك هو الشكل الأمثل والدائم للتعامل مع مختلف الأزمات المتوقعة في المنطقة .. فلا شك أن لإسرائيل أدوارها المحددة والمعلومة والقابلة للتوسع في المنطقة.. الحد الأدنى لهذا الدور هو أن يكون لها اليد العليا في المنطقة المحيطة بها حتى العراق شرقا وحتى مصر جنوبا وغربا.. وأن تكون مستعدة لتأديب أي قوة أو نظام لا يخضع للطاعة الإسرائيلية الأمريكية ..
وبناء على ذلك فان الولايات المتحدة يجمعها بإسرائيل اتفاق عسكري استراتيجي لا نظير له حتى مع أعضاء الحلف الأطلنطي من الأوربيين .وفي إطار هذه الوحدة الفكرية والسياسية والعسكرية الاستراتيجية التي تجمع إسرائيل والمعسكر الغربي وعلى رأسه الولايات المتحدة..فمن أين يأتي وجه التعاطف مع القضية الفلسطينية ؟! لا يوجد أي تعاطف أو مصلحة مشتركة بين الغرب والشعب الفلسطيني .. فالشعب الفلسطيني وتشريده كان هو الضريبة الإجبارية لنشأة هذا الكيان "العبقري" إسرائيل.. كحصن استيطاني للغرب في قلب جسد الأمة العربية الإسلامية.. أشبه بحصون الصليبيين التي انتشرت في شكل قلاع ، ومدن محصنة في بلاد المشرق .. والقدس في المقدمة من تلك البقاع.إن المقاومة الفلسطينية المسلحة ، والحروب التي شنتها إسرائيل في أغلب الأحيان ، هي التي احتفظت بجذوة القضية الفلسطينية مشتعلة .. وفرضتها على الرأي العام العالمي والمحافل الدولية، ثم قامت الانتفاضة الفلسطينية الباسلة لتتولى حمل المشعل منذ أربع سنوات.. في تجديد خلاق ومبتكر للمقاومة الشعبية .. وأصبحت وسائل العصيان المدني أكثر إيلاما لإسرائيل من الجيوش النظامية.. فقد ضربت إسرائيل في أحشائها ومن الداخل بعد أن تصورت أنها ضربت المقاومة في لبنان.. وضمنت سكون الجبهات في مصر وسوريا والأردن ..
انه نفس قانون الشعوب التي لا تقهر ويواصل عمله وفعله.. رغم أنف الطغاة والمتجبرين.. ولولا هذه الانتفاضة العظيمة لما تحركت الإدارة الأمريكية قيد أنملة .ويتصور الرئيس الأمريكي.. وهو في ذروة عنجهيته وغروره.. أن له شعبية في بلاد العرب والمسلمين والعالم بأسره.. وأن أمامه فرصة العمر لحل المشكلة الأزلية "القضية الفلسطينية" كي يصل إلى ذروة المجد.. وهو الحل الذي يؤمن السيطرة الأمريكية على المنطقة ويضرب ويحطم كل النتوءات التي تعترض مجري هذه السيطرة الأمريكية.. وهو في غياب المعسكر المنافس يتصور أنه يستطيع أن يحصل على أي شئ .. دون أن يقدم أي مقابل.. ولكن هيهات.. فهذا ضد منطق الأشياء.. والتاريخ ..في ضوء هذه الخلفية نقترب من مدريد .. لنفحص الدوافع لعقد المؤتمر وماذا جري حتى الآن ؟ وماذا تحقق؟ وماذا يراد بأمتنا خلال المرحلة القادمة ؟ ولكن السؤال الأول الذي يطرح نفسه هو: هل كان الذهاب لمؤتمر مدريد انتصارا لخط كامب ديفيد؟ وأن الحكومة المصرية كانت بعيدة النظر حين سبقت العرب في هذا الطريق.. وأن معارضة كامب ديفيد لم تعن سوي تضييع لحوالي أربعة عشر عاما كان يمكن في بدايتها حل المشكلات العربية الناجمة عن احتلال الأراضي .. وكان الفلسطينيون قد استلموا الضفة الغربية وقطاع غزة منذ عام 1978. ان هذا الطرح الذي يسود إعلامنا في مصر ويسود التصريحات الرسمية يستتبع أن نبدأ البداية الصحيحة من كامب ديفيد .. حتى نصل إلى الرؤية الصحيحة في مدريد .

من مبادرة القدس .. إلى كامب ديفيد
لا نريد أن نغوص كثيرا في أعماق التاريخ القريب لمسيرة التسوية ، وقد كتب حولها عشرات ومئات الكتب ، ولكننا نسترجع القدر اللازم لتحليل ما يجري الآن في مؤتمر مدريد وما يليه من مباحثات في واشنطن .
ان النظرة الموضوعية لمسيرة كامب ديفيد التي بدأت بزيارة السادات للقدس المحتلة عام 1977 وحتى الآن تكشف أن الإنجاز الملموس والواقعي الوحيد بالمعني الإيجابي يتمثل في استعادة مصر لسيناء من الناحية الإدارية.. ويرد مناصرو" كامب ديفيد" من كتبة الحكومة فيقولون وهل هذا بالشيء القليل ؟ بالطبع ليس بالأمر القليل ، ولا شك أن مصر قد أخذت شيئا من صفقة كامب ديفيد ( وهو استعادة سيناء).. والقضية دائما تكون ما هو الثمن الباهظ الذي تعين على مصر أن تدفعه ومازالت تدفعه وفقا لهذه الصفقة .. ولا شك أن مناقشة هذا الأمر عام 1991 يختلف عن عام 1977 لأن سيناء عادت بالفعل لمصر، وليس هدف المناقشة أن نطالب الآن بإعادة سيناء لإسرائيل!!

سامي3000
13-01-09, 10:56 PM
الهدف من مناقشتنا الآن عام 1991 :
أولا :ألا نقدم خبرة مصر في كامب ديفيد باعتبارها خبرة رائدة وناجحة .
ثانيا: أن نكشف القيود التي كبلت أيدي مصر كي يدرك أي حاكم وطني ذكي ضرورة التخلص منها تدريجيا دون أن يفقد سيناء .
ثالثا :أن نسترد الثمن الباهظ الذي دفعناه .. ويتعلق بالسيادة والاستقلال .. وبصلاتنا العضوية والتاريخية بالجسد العربي – الإسلامي .ان قصة انفراد الحاكم المصري (السادات ) بخط التسوية مع إسرائيل .. تعبر عن خطة متكاملة لحل مشكلات مصر بعيدا عن عمقها العربي – الإسلامي .. واعتمادا بالتحديد على الولايات المتحدة بمنطق أن 99% من أوراق اللعبة في أيدي أمريكا .والأمر الذي لا جدال فيه أن السادات استثمر كل عوامل الانحلال والضعف والملل والسأم الذي أصاب قطاعات غير قليلة من الشعب المصري .. من قضية الصراع العربي الإسرائيلي .. فمنذ عام 1948 ونحن نتعرض لهزائم متولية ونخسر الأرض وتتوسع إسرائيل .. وحتى نصر أكتوبر 1973 تحول إلى نصر جزئي باختراق الديفرسوار واحتلال الضفة الغربية للقناة والوصول إلى الكيلو 101 في طريق السويس.. وحصار الجيش الثالث في سيناء .. في مقابل تحرير شريط من سيناء لا يزيد عمقه عن 15-20 كيلو مترا وبدون وصول قواتنا إلى الممرات الاستراتيجية في سيناء .. بحيث ظل الإنجاز الرئيسي في عملية العبور ، وإسقاط خط بارليف الحصين .
إن أسلوب الحكومات المصرية والعربية المتتابعة في إدارة الصراع مع إسرائيل أصاب الجماهير بالسأم واليأس .. وعدم رؤية نهاية واضحة له .. وبعد ثقة الجماهير عشية حرب 5 يونيو في إمكانية اقتحام تل أبيب أصبح ذلك– في وجدان الشعب – من قبيل المستحيلات .. خاصة وأن الحديث أصبح يدور حول - ولا يتعدى - إزالة آثار العدوان ، والتي مازلنا نتحدث فيها حتى الآن (بعد 24 عاما).
وقد استثمر الحكم في مصر – رغم مسئوليته عن ذلك – هذه الحالة ليقوم بمبادرة القدس (زيارة السادات 1977) حيث تصور السادات أن زيارته للكنيست سيكون لها وقع السحر فتقوم إسرائيل بالإعلان عن الانسحاب من معظم سيناء فورا (خط العريش- رأس محمد) على طريقة إذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها .
والعكس هو الذي حدث ، فقد "أرهق" اليهود السادات على مدار عامين .. ولم يخرج إلا بمعاهدة سلام منفردة .. كان ينفي باستمرار أنها هدفه .. ولم تستر هذا الانفراد ألفاظ عمومية .. غامضة .. ومائعة عن الحكم الذاتي للفلسطينيين .. الذي كان في الحقيقة تقنينا للاحتلال الإسرائيلي ( اتفاقيتا كامب ديفيد ) وهذا أخطر ما في صفقة كامب ديفيد ، أنها عزلت مصر عن العرب ففقدت أهم مصادر قوتها الذاتية .. وكانت القوة الوحيدة للمفاوض المصري .. أنه يبيع ثقل ووزن مصر..ودورها القيادي في المنطقة .. واستقلالها السياسي والاقتصادي في سبيل الحصول على الأراضي المصرية المحتلة ..
وسواء أكانت هذه الخطة في رأس الرئيس السادات منذ البداية أم أنه أكره عليها خلال المفاوضات القاسية بين نوفمبر1977 إلى مارس 1979 .. فهذا هو ما حدث بالفعل .. وبمراجعة الوثائق الرسمية نفسها بدءا من خطاب السادات في الكنيست الإسرائيلي ، نجد أن كل ما طالبت به مصر عدا استعادة سيناء .. لم تستجب له إسرائيل..ولم تضغط أمريكا على إسرائيل لقبوله..وهذا ما سنوضحه تفصيلا.

الحل المنفرد
إن اندفاع السادات في التسوية المنفردة مع إسرائيل لم يكن من قبيل الذكاء الزائد الذي لا يتحلى به أقرانه من الحكام العرب .. ولم يكن من قبيل بعد النظر.. بمعني أن السادات سبق عصره!! كما يقال الآن .الفارق الجوهري بين السادات – وغيره من الأطراف العربية "سوريا- الأردن – منظمة التحرير – لبنان" فيما يتعلق بالتسوية مع إسرائيل .. أن السادات تلقي وعودا صريحة من أمريكا ، ومن إسرائيل بإمكانية الانسحاب من سيناء .. وكان هذا هو الطعم الثمين الذي جذبوا به السادات ، ومن ثم مصر بعيدا عن محيطها العربي ، في حين لم يتلق الأسد أي وعود بإعادة الجولان على أي صورة من الصور .. بل إمعانا في التحدي والإذلال تم ضم الجولان إلى إسرائيل .. ورغم الاتصالات الدبلوماسية المباشرة وغير المباشرة .. فلم يكن لدي الملك حسين أي وعد بالانسحاب من الضفة الغربية أو حتى أجزاء منها ، ومن باب أولي لم يكن شيئا مطروحا لمنظمة التحرير.. غير المعترف بها أصلا من أمريكا وإسرائيل ، بل بالإضافة لذلك تم احتلال أراضي جديدة في جنوب لبنان.. لا يبدو أن إسرائيل تنوي الانسحاب منها بسهولة ..
وهكذا .. فان سيناء كانت هي الورقة الإسرائيلية الرابحة لفصل مصر عن عالمها العربي والإسلامي .. بما تمثل من مركز وثقل وقيادة وتأثير عسكري وسياسي واقتصادي ، وقد رأت أمريكا وإسرائيل أن هذا الهدف الاستراتيجي يستحق أن يدفع ثمنه .. بإعادة سيناء ، وسنتحدث فيما بعد عن عودة سيناء منقوصة السيادة، ولكن لا شك أن سيناء عادت من الناحية الإدارية إلى مصر ، وبعد جهود مضنية لحل مشكلة طابا ، وهذا الطعم ألقي للسادات في لقاءات سرية بالمغرب بين دايان وحسن التهامي قبل سفر السادات إلى إسرائيل , ولا شك أن هذا الوعد حصل عليه السادات من الولايات المتحدة وطوال فترة ما بعد زيارة القدس كان الانسحاب من سيناء بديهيا .. فيما عدا (المستوطنات والمطارات)، وتم استغلال قضية المستوطنات الإسرائيلية والمطارات في سيناء لإرهاق أعصاب السادات ..ودفعه في النهاية للتخلي عن كل الأراضي العربية المحتلة .. في مقابل الحصول على سيناء كاملة (من الناحية الإدارية) .وهذه حقيقة لا بد أن تقال لتفسير فشل الحل الشامل .. ونجاح الحل المنفرد في ظل كامب ديفيد .. فلا "فهلوة" أو"ذكاء السادات" ولا "بعد نظره" كان وراء نجاحه بينما فشل الآخرون ..
وفيما يلي ملخص التنازلات الساداتية من نوفمبر 1977 حتى مارس 1979 تاريخ توقيع المعاهدة المصرية – الإسرائيلية :
في خطاب السادات أمام الكنيست الإسرائيلي قال :إنني لم أجئ إليكم لكي أعقد اتفاقا منفردا بين مصر وإسرائيل، وإنما لاتفاق سلام يقوم على :
1) إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية التي احتلت في عام 1967.
2) تحقيق الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني وحقه في تقرير المصير بما في ذلك حقه في إقامة دولته .
3) حق كل دول المنطقة في العيش في سلام داخل حدودها الآمنة .
4) التزام دول المنطقة بعدم الالتجاء إلى القوة وفقا لأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة .
5) إنهاء حالة الحرب القائمة في المنطقة (نوفمبر 1977).
ولكي نختصر المسافات نقول أن اتفاقيتي كامب ديفيد 1978 ثم معاهدة السلام 1979 لم تحقق أي هدف من هذه الأهداف الخمسة، إلا في البند الأول بصورة جزئية (أي الانسحاب من سيناء) ،وبالنسبة للبند الخامس لم يتحقق إلا بالنسبة لمصر، حيث لم يكتف بإنهاء حالة الحرب .. وإنما دخلت مصر في موجة من التطبيع مع إسرائيل وعلى أساس التمثيل الدبلوماسي ، والذي بدأ واحتلال سيناء مازال قائما .
وعلى مدار قرابة 14 شهرا من المفاوضات تساقطت المطالب المصرية الواحد تلو الآخر، وبصورة تجيب بالنفي على سؤال: هل كان بإمكان سوريا أو الأردن أو منظمة التحرير أو لبنان أن تشارك فيها ؟!
وسنلتزم بالتتابع الزمني في عرض الوقائع التالية :
* خلال الزيارة الأولي التي قام بها السادات لإسرائيل صرح موشي ديان لبطرس غالى :
(في حدود معلوماتي فانه لا يوجد أدني أمل في أن ننجح في اجتذاب الأردن والفلسطينيين إلى مائدة المفاوضات ، وانه بناء على ذلك ، فان على مصر أن تكون على استعداد لتوقيع اتفاق سلام معنا ، حتى ولو لم يلحق بها الآخرون ) .
* وفي مؤتمر القاهرة الذي عقد فيما بعد في مينا هاوس .. وعلى خلاف ما يردده الآن بعض المسئولين المصريين فقد كان من شروط مجرد دخول الإسرائيليين قاعة الاجتماعات أن تنزع لافتة منظمة التحرير الفلسطينية ، ورفضوا كحل وسط لافتة بأسم "فلسطين" وقال بن اليسار رئيس الوفد الإسرائيلي :
(إذا وضعتم هذه اللافتة على المائدة فان الوفد الإسرائيلي لن يدخل قاعة الاجتماعات ).
وبالنسبة لعلم فلسطين قال "بن أليسار" (لن يفتتح مؤتمر القاهرة حتى تتم إزالة هذا العلم الغريب) وانتهي الأمر بإزالة جميع الأعلام ، وإزالة اللافتة الفلسطينية ، وبعد ذلك يقولون الآن اعتمادا على ضعف الذاكرة ، وربما اعتمادا على أن هذه الوقائع لم تنشر في وسائل الإعلام المصرية ، يقولون ان علم فلسطين كان مرفوعا ومقعد فلسطين كان موجودا وشاغرا إلا أن منظمة التحرير رفضت الدعوة!! وأضاعت على نفسها فرصة استلام الضفة الغربية وقطاع غزة 1978 ، ولا يوجد استهزاء بالعقول أكثر من ذلك ، أو تلاعب بوقائع التاريخ القريب أكثر من ذلك .
* قال السادات لوايزمان عندما زاره الأخير في القاهرة (انه لا يستطيع أن يقيم السلام طالما لا تزال إسرائيل تحتل الأراضي العربية ، وأنا أعرف ما يمكن أن يقبله الشعب المصري ، وما يمكن أن يرفضه ، وإذا أجبرت الشعب على قبول أمر غير منطقي فسوف يكون رد فعله عدوانيا في المستقبل).
ولكن السادات – نتيجة ضغوط المفاوضات – سرعان ما تنازل عن كل الأراضي العربية وفي مقدمتها القدس .
* وفي نفس اللقاء أكد السادات لوايزمان استعداده لتعيين سفير في القدس .. والعلاقات الكاملة .. والتطبيع الكامل .
* عقب ذلك أعلن بيجن عن مشروعه للحكم الذاتي في الضفة الغربية وغزة .. وهو تقريبا الذي تم الأخذ به في اتفاقية كامب ديفيد المتعلقة بالشق الفلسطيني.
ومشروع بيجن يضع الأساس لإلحاق الضفة الغربية وغزة بإسرائيل بصورة تدريجية عقب بناء أكثر من 70 مستوطنة في ذلك الوقت (بداية 1978) ويمنح المشروع الفلسطينيين قدرا محدودا من الحكم الذاتي ، ويبقي لإسرائيل الحق في شراء الأراضي واستيطانها في منطقة الحكم الذاتي ، ويترك المشروع لإسرائيل بمفردها السيطرة الكاملة في مجال الدفاع والسياسة الخارجية. أما الفلسطينيون فسيصبحون أحرارا في اتخاذ القرارات المتعلقة بأفضل الأماكن لوضع أنابيب المجاري في منطقة "حيرون" مثلا ، ولكنهم لن يستطيعوا أن يقيموا جيشا ، أو يرفعوا علما ، أو أن تكون لهم عملتهم الخاصة ونشيدهم القومي الخاص .
* وعندما التقي بيجن مع الرئيس الأمريكي كارتر في واشنطن ليشرح له مشروع الحكم الذاتي باعتباره "مشروع سلام"!! أكد أن القوات الإسرائيلية ستبقي في قواعد دائمة بالضفة والقطاع، وكذلك الأمر بالنسبة للمستوطنات .
* وفي الإسماعيلية وافق السادات على اجتماع اللجنة السياسية (التي تتولى الجوانب السياسية في المفاوضات) في القدس باعتبارها عاصمة إسرائيل !! وهو أمر لم تعتده إسرائيل حتى من أقرب حلفائها ، وقد كان يمكن تفسير هذه الموافقة بأنها تمثل اعترافا بالقدس الموحدة عاصمة لإسرائيل .
وفي لقاءات الإسماعيلية طالب السادات بمجرد إعلان مبادئ "لمساعدته" ضد جبهة الرفض العربية .. وقال لبيجن حول القضية الفلسطينية (ان من مصلحتكم أن أستمر زعيما للعالم العربي ، وأنا أستطيع أن أنهي عرفات تماما في بحر أسبوعين ، ولكن يجب أن يكون هناك ما يمكنني أن أقدمه ، وإلا فإنهم سوف يرجمونني بالحجارة).
وسنري في النهاية ما الذي يمكن أن تقدمه إسرائيل له..وقال بيجن (اننا على استعداد لقبول نص القرار 242 بدون ديباجته كمقدمة لعقد معاهدة سلام بين إسرائيل ومصر).. وذلك لأن الديباجة تنص على مبدأ عدم جواز ضم الأراضي بالحرب.. وقد ظل بيجن على موقفه حتى النهاية ، ولم توضع هذه الديباجة لا في اتفاقيتي كامب ديفيد ، ولا في المعاهدة مع مصر،حتى لا تصبح إسرائيل ملتزمة بالانسحاب من غزة والضفة الغربية والجولان وجنوب لبنان .
وطالب السادات بحق تقرير المصير للفلسطينيين حتى لا (أتهم بأنني قد بعت الفلسطينيين ).
* وقال عصمت عبد المجيد – في لقاء الإسماعيلية للسادات انه إذا لم يصدر إعلان حول المسألة الفلسطينية (فان ذلك سوف يكون بمثابة إقرار بالاستسلام) .
* في يناير 1978 وفي لقاء السادات – وايزمان بدت علامات أخري للتراجع ، حيث قال السادات :
(سوف تحصلون على سلام حقيقي ، ولكنني يجب أن استعيد جزءا من الأراضي التي أخذتموها منا).
* وعندما ذهب إبراهيم كامل وزير الخارجية إلى إسرائيل ماذا سمع من بيجن على رؤوس الأشهاد ردا على مطالبة كامل بحق تقرير المصير للفلسطينيين وإعادة القدس؟
قال بيجن : انه يريد أن (ينشئ دولة إرهابية على أبوابنا ليذبح نساءنا وأطفالنا، ان العرب تمتعوا بحق المصير في إحدى وعشرين دولة، وهم يريدون أن ينشئوا دولة جديدة بتقرير المصير، ليقضوا على مصيرنا ، إنني أقولها صريحة عالية ، لا لتقسيم القدس .. لا للانسحاب إلى حدود 1967.. لا لحق تقرير المصير (للإرهابيين) أي (الفلسطينيين) .
وقد كان لبيجن ما أراد في النهاية ( ويلاحظ التماثل في المنطق والحجج مع خطاب شامير في مؤتمر مدريد ).
* في 6 يناير 1978 يعترف كارتر في مذاكرته أن الإسرائيليين يواصلون بناء المستوطنات في الأراضي المحتلة بسرعة رغم تعهدهم بعكس ذلك .
* في مارس 1978 تقوم إسرائيل بغزو كل جنوب لبنان ويكون رد السادات هو دعوة ما يسميه ( صديقه ) وايزمان وزير الدفاع الإسرائيلي إلى القاهرة بينما تجتمع جامعة الدول العربية لمناقشة العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان .. وبدأ المسئولون الإسرائيليون يثقون في السادات .. لرد فعله المعتدل من غزو لبنان باعتباره أول علامة ذات دلالة على حدوث تغير حقيقي في نظرة مصر إلى العالم العربي !!
والواقع أن هذا الغزو نجم عنه - بالإضافة لضرب قواعد منظمة التحرير- استمرار احتلال الشريط الحدودي الجنوبي في لبنان والذي ما يزال محتلا حتى الآن .
وفي لقاء السادات مع وايزمان .. يقول له انه شطب منظمة التحرير من قاموسه السياسي ومؤكدا معارضته إقامة دولة فلسطينية.. ولكنه طلب من وايرمان أن يكتم هذا السر عن بيجن(!!).
كما وافق السادات على حق اليهود في شراء أراضي بالضفة الغربية ، وعلى إلغاء فكرة الاستفتاء وبقاء القوات العسكرية الإسرائيلية في الضفة وكذلك المستوطنات (!!!).
وهكذا نجد في ظل مبادرة السادات أن الأراضي العربية المحتلة قد اتسعت مساحة .. وزادت رقعة ونطاق عمل قوات الجيش الإسرائيلي كما سيتضح أكثر فيما بعد .. ففي هذه المرة توقف الجيش الإسرائيلي عند حدود نهر الليطاني ..ولكنه بعد ذلك سيصل إلى بيروت وبغداد وتونس!!!.
* في لقاء كارتر مع بيجن في مارس 1978 ..كان كارتر لا يزال يحسن الظن في "صلابة" الموقف الساداتي ، حيث قال له (ان موافقة إسرائيل على ترتيبات أمنية في الضفة الغربية تمثل الفرصة الوحيدة للتوصل إلى اتفاق مع مصر) ..ولكن السادات خذل كارتر وتوصل إلى اتفاق مع إسرائيل .. مع ترك وضع الضفة الغربية مفتوحا كما كان يطالب بيجن .
* ولنأخذ تقييم مشروع الحكم الذاتي الإسرائيلي من أفواه المسئولين الأمريكيين .. رغم أنهم انحازوا في النهاية للصيغ المطاطة التي تخدم التفسير الإسرائيلي .
قال بريجنسكي موجها حديثه لبيجن ودايان .. إن مقترحاتهم بخصوص الحكم الذاتي في الضفة الغربية وقطاع غزة يمكن تفسيرها على أنها تمثل تخليدا للسيطرة الإسرائيلية على المنطقة.
كارتر:( إذا لم تسمحوا لسكان الضفة الغربية أن يقرروا هويتهم في المستقبل فلن يكون هناك أمل في التوصل إلى حل سلمي ، وإذا لم تعطهم إسرائيل صوتا فلن تصل إلى اتفاق .. وهذا أمر حيوي إلى أقصي حد ، حتى ولو كان هدفكم هو ابرام معاهدة مع مصر فقط ) .
دايان:( إننا نوافق على أن نتخلى عن السيطرة على السكان، ولكننا سوف نعارض أية صياغة تتحدث عن تخلينا عن السيطرة على الأراضي ).
بيجن : إن إجراء استفتاء في الأراضي المحتلة يمثل بالنسبة لنا تهديدا نفسيا وعضويا أيضا .
كارتر : نأمل أن تستبدل إسرائيل سيطرتها السياسية بترتيبات أمنية . ( لاحظ أن هذا هو مفتاح الموقف الأمريكي من احتمالات التسوية الذي ما زال مستمرا حتى مؤتمر مدريد ولكن دون ممارسة ضغوط غير عادية على إسرائيل ) .
* وفي هذا الاجتماع أيضا تم التوصل إلى 6 لأات إسرائيلية :
1)لا انسحاب عسكري أو سياسي من أي جزء من الضفة الغربية .
2) لا توقف عن إقامة المستوطنات أو توسيعها.
3) عدم إجلاء المستوطنات من سيناء .
4) قرار مجلس الأمن 242 لا ينطبق على الضفة والقطاع .
5) لا يرغبون في منح العرب الفلسطينيين أي سلطة حقيقية .
6) أو الحق في تقرير المصير بين الاستقلال أو الارتباط بالأردن أو إسرائيل .
وسنري أن هذه اللأات استمرت محترمة وأقرت في الاتفاقيات عدا مستوطنات سيناء.
* أعرب وايزمان لمجلس الوزراء الإسرائيلي عن تقديره - وقد كان ثاقبا- لموقف السادات بقوله :
( ان كل ما تريده مصر هو غطاء ساتر على شكل إعلان للمبادئ )!
* في يونيو 1978 كتب مدير المخابرات المصرية في رسالة إلى وايزمان:
(لقد تركتم الفلسطينيين دون أمل ، ونحن نشعر بخيبة أمل كبيرة في الإجابات الإسرائيلية على الأسئلة الأمريكية ).
* في يوليو 1978 التقي السادات بوايزمان وقال له : أنا أتفق معكم في أنه لا يجوز تقسيم القدس مرة أخرى ، ولكنها يجب أن تدار بشكل مختلف (يقصد بصورة مشتركة )،وبهذا تخلي عن مبدأ تحرير القدس الشرقية من قبضة الصهاينة وفقا للقرارات الدولية .
* في5 سبتمبر 1978 عقد "مؤتمر كامب ديفيد" واستهله بيجن بتأكيد :
(إننا لن نقبل سيادة أخري على يهودا والسامرة ( الضفة) وغزة غير سيادة دولة إسرائيل).
وتقدمت مصر بورقة لم يؤخذ بكل ما جاء فيها فيما يتعلق بغير مصر ..
- الانسحاب لحدود 1967 ، إزالة المستوطنات ، منع انتشار الأسلحة النووية ، ضمانات أمنية متعددة .
أما التنازلات التي جاءت في الورقة المصرية فقد أقرت بالطبع وزيادة :
- تطبيق مبدأ حرية الملاحة في مضايق تيران وقناة السويس .
- إقامة علاقة من التعاون وحسن الجوار،إنهاء المقاطعة الاقتصادية ، الاعتراف بإسرائيل ، عدم استخدام القوة في المنازعات ، وتحولت هذه النقاط إلى تطبيع كامل وعلاقات دبلوماسية .
ومن الأمور الأخرى التي لم يؤخذ بها وجاءت في الورقة المصرية :
- إلغاء الحكم العسكري في الضفة والقطاع عند التوقيع على المعاهدة .
- نقل السلطة إلى الجانب العربي.
- الفترة الانتقالية تبدأ يوم التوقيع وتشرف خلالها الأردن على الضفة ، ومصر على غزة .
- انسحاب إسرائيل من القدس.
- التعويض المالي تدفعه إسرائيل عن أضرار عملية الاحتلال.
كل هذه النقاط لم يؤخذ بها.. وقد يقال أن التفاوض يبدأ بالتشدد للحصول على حل وسط ، ومن الواضح أنه فيما عدا استرجاع سيناء الإداري .. فلم يكن هناك حل وسط ، بل حل إسرائيلي ورؤية إسرائيلية كاملة .
* أكد الإسرائيليون أن مسائل مثل رصف الطرق وإمدادات المياه في الضفة والقطاع تدخل في نطاق أمن إسرائيل ولن تترك للحكم الذاتي !!
* أبلغ السادات كارتر أن تنازله عن الأراضي المحتلة لإسرائيل لن يعلنه في الجلسات الأولي(!!).
* اعترف كارتر أن اتفاقيتي كامب ديفيد لم تعالج :
1- السيادة على الضفة الغربية وغزة .
2- المستوطنات الإسرائيلية في الضفة وغزة .
* ويقول كارتر (وليس جبهة الرفض العربية) عن الحكم الذاتي المقترح من الإسرائيليين :
(لن يوافق أي عربي يحترم نفسه على ذلك . إن الأمر يبدو وكأنه خدعة ) .
(ولو كنت عربيا لفضلت الاحتلال الإسرائيلي القائم على ما تقدمونه من مقترحات).
* كما رفض بيجن دخول قوات مصرية أو أردنية لغزة والضفة في الفترة الانتقالية باعتباره اقتراحا لا يستحق مجرد المناقشة !!
* أدرك كارتر مستوي الخلافات بين السادات ومساعديه نتيجة تنازلات السادات..لدرجة أنه خشي على حياته منهم .. وأمر في إحدى الليالي بتكثيف إجراءات الأمن حول مسكن السادات !! (وفقا لمذكرات كارتر).
* إن تحييد مصر واخراجها من الصراع كان هدفا ثابتا لإسرائيل ، وهذا ما قاله دايان للسادات مباشرة :
(الشعب الإسرائيلي لا يخشى من بين الدول العربية إلا مصر، فهي الدولة الوحيدة القادرة على تهديد إسرائيل تهديدا حقيقيا).

الصيغة النهائية لاتفاقيتي كامب ديفيد :
ونواصل حديثنا عن الشق العربي والفلسطيني خاصة ، والذي لم يتم تنفيذه وكيف تم اغتياله في هاتين الاتفاقيتين .
استخدمت الاتفاقية تعبير حكم ذاتي للسكان وأحيل كل شئ تقريبا إلى التفاوض بين الأردن ومصر وإسرائيل والسكان المحليين.
واتسمت الاتفاقية في هذا الجانب بالميوعة والغموض كما وصفها عن حق إبراهيم كامل وزير خارجيتنا في ذلك الوقت ، والذي استقال احتجاجا على هذا النص.
- وهناك إشارة إلى سحب القوات الإسرائيلية إلى مواقع أمنية معينة داخل الضفة والقطاع (أي عدم إنهاء الاحتلال العسكري).
- وإشارة أخري لدوريات عسكرية مشتركة إسرائيلية – أردنية لضمان أمن الحدود (!!).
- هناك فترة انتقالية للحكم الذاتي تستمر 5 سنوات يتم بعدها تحديد الوضع النهائي للضفة وغزة ، وعقد معاهدة سلام بين إسرائيل والأردن في نهاية الفترة الانتقالية .
- وسيبقي البوليس المحلي مع اتصال بالضباط الإسرائيليين!!
- إسرائيل تشارك في إقرار عودة المشردين من حرب 1967.
وتم اختراع أسلوب الخطابات المتبادلة كملاحق لوثائق كامب ديفيد ، وهو أشبه بلعب الأطفال ، فيرسل السادات لكارتر رسالة يقول فيها ان القدس عربية . ويرسل بيجن رسالة مضادة لكارتر يقول فيها ان القدس الموحدة هي عاصمة دولة إسرائيل ، وخطاب السادات لكارتر ضرب به عرض الحائط ، أما خطاب بيجن فهو إقرار للأمر الواقع الذي مازال مستمرا حتى عام 1991.
أما فيما يتعلق بغزة فقد ضربت بكل اقتراحات مصر حولها عرض الحائط أيضا ، وأخذت حكومة مصر موقفا غير أخلاقي وغير مسئول بالتخلي عن غزة التي كانت في حمايتها وتحت إشرافها قبل 1967 ، وتركتها للمجهول ، أو بالأحرى للاحتلال!!
*****
هذه باختصار شديد إشارات سريعة لرحلة تخلي حكم السادات عن مسئوليته العربية .. للحصول على حل منفرد يربط مصير مصر بحلف أمريكي – إسرائيلي - غربي تكون مصر الطرف الأضعف فيه .. بل والطرف الخادم .
وقد تطورت الأحداث لتثبت ذلك منذ توقيع المعاهدة المصرية الإسرائيلية في مارس 1979 فقد ضمنت إسرائيل الجبهة الجنوبية فانطلقت بصورة متوحشة ولتنشب أظافرها في الجسد العربي الإسلامي..
§ انطلقت عملية بناء المستوطنات في الضفة والقطاع .
§ بدأت مباحثات الحكم الذاتي بين مصر وإسرائيل تتعثر حتى توقفت تماما بالفشل الذريع.
§ عام 1980 قرر الكنيست ضم القدس المحتلة ، وجعلها عاصمة إسرائيل .
§ وبعد يومين من اجتماع السادات وبيجن في شرم الشيخ في 4يونيو 1981 قامت الطائرات الإسرائيلية بقصف المفاعل النووي العراقي .
§ وفي ديسمبر 1981 أعلنت إسرائيل إخضاع مرتفعات الجولان للقانون المدني الإسرائيلي أي ضمها.
ونلاحظ أن كل هذه الإجراءات والتعديات قد حدثت وأجزاء واسعة من سيناء لا تزال محتلة كضمان لصمت مصر.. أو بالأحرى كضمان لاقتصار رد الفعل على مجرد بيان الأسف والحزن .
§ وبعد تأكدهم من ترويض حكومة مصر في هذه الاتفاقيات.. وبعد الانسحاب شبه الكامل من سيناء ، وبالتحديد في يونيو 1982، تقوم إسرائيل بأكبر غزو للبنان يصل إلى احتلال بيروت.. ويتسبب في مذابح صابرا وشاتيلا .. ولا تملك مصر إلا سحب سفيرها للتشاور .
§ ثم قامت الطائرات الإسرائيلية بتدمير مواقع الصواريخ الدفاعية السورية الجنوبية كما دمرت 86 طائرة سورية بدون أن تفقد طائرة واحدة ، وكان ذلك ثمرة للتعاون الاستراتيجي مع الولايات المتحدة.
§ في أكتوبر 1985 جاء دور تونس حيث قامت الطائرات الإسرائيلية بتدمير مكاتب منظمة التحرير وأجزاء من قرية مجاورة .
§ ثم قامت أمريكا في أبريل 1986 بغارات جوية ضد ليبيا..
وخلال كل هذه العمليات أصبحت الحكومة المصرية إحدى ركائز الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة .. فبعد أن استخدمت أراضيها لانطلاق عملية عسكرية فاشلة ضد إيران لتحرير الرهائن الأمريكيين (عملية طبس) شاركت الحكومة المصرية في إذكاء نار الحرب العراقية – الإيرانية ، وبهدف محاصرة وإجهاض الثورة الإسلامية في إيران .. ثم كان للحكومة المصرية دورها في ضرب القوة العسكرية والصناعية العراقية ضمن أزمة الخليج الأخيرة .. ومازالت هذه الحكومة تشارك في المخطط الأمريكي لمحاصرة وتجويع شعب العراق.
وقبل أن نصل إلى أعتاب مؤتمر مدريد .. ينبغي أن نركز النتائج المستخلصة من العرض السابق في
النقاط التالية :
1- ان مصر حققت اتفاقية ومصالحة منفردة وتخلت عن القضايا العربية ، وفي مقدمتها فلسطين .. بدعوى أن ذلك أقصر الطرق للخلاص من مشكلة احتلال الأراضي المصرية .
2- ان مصر هي الدولة الوحيدة من الدول التي تعرضت للاحتلال التي تلقت وعدا سريا بجلاء القوات الإسرائيلية عن أراضيها .
3- ان الأطراف المعنية العربية الأخرى لم يكن لديها أي حافز للمشاركة ، لعدم وجود أي ثمار متوقعة في ذلك الوقت.
4- ان صياغات كامب ديفيد خاصة فيما يتعلق بالحكم الذاتي الفلسطيني برهنت لغير المشاركين أن شيئا لم ولن يفوتهم في هذه اللعبة الخاسرة ، حيث لم يكن الحديث عن الربط بين مشكلة مصر والمشكلات العربية المماثلة إلا مجرد ربط لفظي.
5- ان مباحثات الحكم الذاتي بين مصر وإسرائيل ، وصلت إلى طريق مسدود بعد3 سنوات وتم إيقافها .. ولم تهتم الإدارة الأمريكية بذلك ، حيث تحقق لهم ما يريدون من إضعاف مصر والعرب..بفصلهما عن بعضهما البعض ، وتعميق العلاقات المثلثة المصرية – الإسرائيلية – الأمريكية.


المعاهدة المصرية الإسرائيلية
دليل دامغ على الانفراد
كما ذكرنا فان صياغات كامب ديفيد..والاتصالات السياسية والدبلوماسية المصاحبة لها لم تجعل هناك أي دافع لأي طرف عربي للمشاركة .
ولا شك أنه كان من قبيل التخلي أو الغدر أن توقع أكبر دولة عربية على معاهدة مع إسرائيل تقول : (يقر الطرفان ويحترم كل منهما سيادة الآخر وسلامة أراضيه واستقلاله السياسي ) أي سيادة وأي سلامة أراضي وإسرائيل تحتل أراضي الدول العربية..وتوقع مصر على معاهدة تنص على عدم استخدام القوة ولا حتى مجرد التنظيم أو التحريض أو الإثارة أو المساعدة أو الاشتراك في فعل من أفعال الحرب أو الأفعال العدوانية أو النشاط الهدام أو أفعال العنف الموجهة ضد الطرف الآخر في أي مكان..كما يتعهد كل طرف بأن يتكفل بتقديم مرتكبي مثل هذه الأفعال للمحاكمة !! أي تكبيل مصر حتى عن "التحريض" على " نشاط هدام" ضد إسرائيل في وقت تشن هي فيه العدوان في كل الاتجاهات كما ذكرنا في العرض السابق ، وتعلن تمسكها بالقدس والضفة الغربية والجولان وجنوب لبنان.

ولكن ماذا جنت مصر من الاتفاق المنفرد ؟
أولا: السيادة المنقوصة في سيناء
ركزت فيما مضي على تعبير الاستعادة " الإدارية" لسيناء ، تأكيدا على عدم عودة السيادة المصرية على سيناء ، فقد أصبحت سيناء في معظمها منزوعة السلاح ، وتتواجد بها قواعد للقوات المتعددة الجنسية ، وعلى رأسها قوات أمريكية للمراقبة والتفتيش والإنذار المبكر ، وسمح بتسليح مصري محدود لا يتجاوز فرقة ولا يزيد عدد أفرادها عن 22 ألف جندي في المنطقة (أ) الملاصقة لقناة السويس .. باختصار لقد تم التعامل مع مصر باعتبارها معتدية ، ويجب حماية إسرائيل من عداونها المتكرر.. في حين أن العكس هو الذي حدث في عدوان 1956 ، وعدوان 1967، فلم يحدث هجوم على إسرائيل انطلاقا من سيناء منذ 1948 حتى الآن ، ولكن إسرائيل أرادت أن تحتفظ بالمزايا الأمنية لوجود سيناء في حوزتها ، وهذه المزايا تتحقق بنزع سلاح سيناء ، وبعمق لا يقل عن 200 كيلو مترا ، وهذه أكبر حماية لإسرائيل وضمان لعدم تعرضها لأي مفاجآت من الجبهة الجنوبية، خاصة مع ارتباط ذلك بوجود قوات متعددة الجنسية متمركزة في سيناء قلما يشير الإعلام الرسمي في مصر إلى تواجدها.
وتقسم المعاهدة المصرية – الإسرائيلية سيناء إلى 3 مناطق:
المنطقة (أ) شرق قناة السويس ، ويسمح فيها بتواجد ما لا يزيد عن فرقة مشاة ميكانيكية واحدة.
المنطقة (ب) ويسمح فيها بتواجد أربع كتائب من قوات الحدود مزودة بأسلحة خفيفة للتعاون مع الشرطة المدنية.
المنطقة (ج) وهي الملاصقة لحدود فلسطين ولا يسمح فيها إلا بتواجد الشرطة المدنية المصرية فقط بالإضافة للقوات الدولية ، والخريطة كافية لتوضيح حجم المنطقتين (ب+ج) وهما حوالي ثلثي سيناء..
وبالمقابل ما هو الوضع في إسرائيل :لا توجد أي مناطق منزوعة السلاح .. منطقة واحدة تسمي (د) عمقها 3 كيلو مترات فقط يحدد فيها العدد الأقصى للقوات الإسرائيلية بأربع كتائب مشاة ( ومن الطرائف أن إسرائيل طلبت ثلاث كتائب .. ولكن السادات قال لوايزمان بل أربع كتائب علشان خاطرك!!).
وبينما سمح للطيران الإسرائيلي بالتحليق فوق المنطقة (د) لم يسمح للطيران المصري بالتحليق إلا فوق المنطقة (أ) فقط ، وكذلك الأمر فيما يتعلق بتمركز الطائرات غير المسلحة وغير المقاتلة،بينما سمح بهبوط طائرات النقل غير المسلحة المصرية فقط في المنطقة (ب) ولا يحتفظ فيها بأكثر من 8 طائرات!!
ولا يمكن إنشاء مطارات في هذه المناطق إلا أن تكون مدنية..
بل امتد تقييد حركة الجيش المصري إلى البحرية ، بحيث لا يسمح بقطع البحرية المصرية بالتحرك إلا في ساحل المنطقة(أ)، أما سواحل المنطقة (ب)و(ج) فتكون تابعة لشرطة السواحل خفيفة التسليح ..
وهذا التقييد البحري والجوي ، لا يماثله أي تقييد على الجانب الإسرائيلي.
القوات الدولية :
وقوامها الأساسي قوات أمريكية ، وتتولى هذه القوات مراقبة وقف إطلاق النار،والالتزام بالتقييد العسكري الوارد في المعاهدة، ولا يتم سحب هذه القوات متعددة الجنسية إلا بموافقة مجلس الأمن بما في ذلك موافقة الدول الخمس الدائمة العضوية.
وبالتالي تخلت مصر عن سيادتها بحيث لم يعد بإمكانها إخراج هذه القوات بإرادتها المنفردة .
ونلاحظ أن المعاهدة أشارت إلى القوات الدولية في المناطق (أ،ب،ج) (أي سيناء)وأشارت إلى مراقبين دوليين فقط في المنطقة(د) بإسرائيل ، وهذه القوات الدولية تقوم بعمليات مراقبة وتفتيش في كل سيناء (أ،ب،ج) ومن حقها التحقيق الدوري مرتين في الشهر على الأقل بالإضافة لإجراء تحقيق إضافي خلال 48 ساعة بعد تلقي طلب بذلك من أي من الطرفين .
ولكي يكون هناك شاهد على قهر الإرادة المصرية مضت المعاهدة بصورة لا مثيل لها في المعاهدات تنص على :
( يلتزم كل طرف بالمحافظة على النصب المقامة في ذكري جنود الطرف الآخر بحالة جيدة (!!) وهي النصب المقامة بواسطة إسرائيل في سيناء ، والنصب التي ستقام بواسطة مصر في إسرائيل !! كما سيسمح لكل طرف بالوصول إلي هذه النصب).
ماذا كان رأي المفاوض المصري خلال المفاوضات في هذه النتائج ؟
* قال "الجمسي" وزير الدفاع المصري خلال مباحثاته مع إسرائيل : انه سوف يعترض على تخفيض القوات المسلحة المصرية المتمركزة على طول قناة السويس ، كما أنه لن يوافق على تحديد حجم هذه القوات ، وعلى إسرائيل أن تكتفي بوعد مصر إلا تبقي قوات كبيرة هناك ، وأضاف قائلا:
(وكذلك فإنني أعارض نزع السلاح ، ذلك أن نزع السلاح يمثل انتهاكا لسيادة مصر ) .
وأضاف اللواء الجريدلي عضو الوفد العسكري المصري:
( وهل توافقون أنتم على نزع سلاح إيلات أو بئر سبع ؟)
* وخلال المفاوضات مع إسرائيل اعترض السادات نفسه على وضع قوات الأمم المتحدة في شبه جزيرة سيناء ، وقال أكثر من مرة أثناء النقاش:
(إن وجود هذه القوات سوف يكون انتهاكا للسيادة المصرية ).
* وأعرب وايزمان عن أهمية نزع سلاح سيناء باعتباره أمرا نموذجيا بالنسبة لإسرائيل .
* خلال مباحثات كامب ديفيد عاد السادات وأكد أنه لن يسمح إطلاقا بسيطرة عسكرية إسرائيلية أو أمريكية أو أي جنسية أخري على الأراضي المصرية .
وقال أيضا: (إن شعبي لن يوافق على تواجد أي نظام أجنبي على أرضه ، ولن يوافق حتى على تواجد قوات أمريكية في سيناء).
وهكذا استغنيت عن تعبيراتي " المتطرفة " ولجأت لتعبيرات السادات والجمسي التي أقبلها تماما .. ولكن السادات تخلي في النهاية عن هذه المواقف ..
مرة أخري قد يقال أن المفاوض لا بد أن يصل إلى منتصف الطريق .. ويتنازل عن جزء من مواقفه الأولى ، ولكن من الواضح أن مصر تراجعت عن كل مواقفها عدا استعادة سيناء بصورة إدارية ، واستخدمت ورقة المستوطنات الإسرائيلية في سيناء (والتي لا تضم إلا ألفي إسرائيلي) كورقة ضاغطة لآخر لحظة ، حتى يوافق السادات على كل مطالب إسرائيل الأخرى ، حتى فيما يتعلق بسيناء.
*****
كل هذا يتعلق بالسيادة المنقوصة لمصر على سيناء ، وليس هذا إلا أخف الأضرار..
أما أخطر الأضرار فتمثلت في :
(1) عمليات التطبيع بالإكراه مع العدو الصهيوني.
(2) الهيمنة الاقتصادية السياسية للولايات المتحدة على الأوضاع الداخلية في مصر .
(3) عزل مصر عن عالمها العربي الإسلامي.
(4) وكنتيجة لكل ما سبق إضعاف مصر ، وتحولها إلى نوع من الرجل المريض- الشحاذ .. وبالتبعية أيضا إضعاف الأمة العربية وتعرضها للمزيد من التمزيق ، وللمزيد من الضربات الإسرائيلية الأمريكية .
ولنا وقفة عند النقطة الخاصة بالتطبيع لارتباطها المباشر باتفاقية كامب ديفيد ومعاهدة السلام .
التطبيع بالإكراه :
قبل مبادرة السادات بزيارة القدس المحتلة كانت له أحاديث كثيرة عن السيادة وحقوق السيادة ، والفارق بين إنهاء حالة الحرب وإقامة العلاقات الدبلوماسية والتطبيع ، وان المعاهدة المستهدفة مع إسرائيل تخص إنهاء حالة الحرب ، أما العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية والثقافية فهذه من حقوق السيادة ، وهذا الكلام صحيح من وجهة نظر القانون الدولي ..
ولكن الرئيس السادات فقد أعصابه ، وتعجل ، وتصور أنه سيحصل على سيناء بسرعة ، وببعض الإغراءات ، فسار في الشوط إلى نهايته..
وبدأ يقدم تنازلات مجانية متوالية .. فلدي زيارته للقدس وعد بيجن بنزع سلاح سيناء ، وفي لقاء ثان مع وايزمان وعده بالعلاقات الدبلوماسية والتطبيع الكامل ، كل ذلك والمفاوضات الجدية لم تبدأ بعد ، ثم جاءت معاهدة السلام لتفرض العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ، وأصبح إغلاق السفارة الإسرائيلية انتهاكا للمعاهدة ، وهذا اختراق للسيادة المصرية (وأشرت في السابق لانتهاك السيادة في حق سحب القوات الدولية ، ومجرد وجود هذه القوات) وأصبحت العلاقات الاقتصادية مع إسرائيل إجبارية لأنها جزء من المعاهدة ، كذلك الأمر فيما يتعلق بالعلاقات الثقافية ..
وإذا افترضنا جدلا أنه يمكن أن تنشأ صداقة بين عدوين سابقين فإننا لا يمكن أن نتصور أن تقوم صداقة حقيقية بالإكراه ، أو حب يستند للمسدس الذي يضعه الحبيب في رأس حبيبه ، ولأنه تطبيع بالإكراه ، فلا يمكن أن يكون في صالح مصر ..
أرادت إسرائيل أن تشعر بأنها لم تخسر شيئا من انسحابها من سيناء ، فعلى المستوي الأمني حققت الاستفادة من سيناء كمنطقة عازلة أمنية ، وعلى المستوي الاقتصادي أصرت على حقها في شراء كمية ثابتة من بترول سيناء ، وكأنه من حقها ، وكأنه لم يكفها ما قامت به من استنزاف لحقول البترول في سيناء طوال فترة الاحتلال .
ورفض المفاوض المصري هذا الفرض في البداية حيث تكون (العلاقة في هذه الحالة علاقات غير طبيعية تحمل طبيعة الاذعان).
وان ( السلام يعني علاقة طبيعية بين دول نبذت الحرب في علاقاتها المشتركة ، ولكنه لا يمكن تفسيره على أنه علاقات اقتصادية جبريا ينص عليها في معاهدة سلام وإلا فلا معاهدة ولا سلام ).
( على حد تعبير كمال حسن على في مذكراته).
ومع ذلك تراجع المفاوض المصري .. وأعلن السادات التزام مصر ببيع 2 مليون طن من البترول سنويا لإسرائيل(أي ربع إجمالي احتياجات إسرائيل السنوية) ولم يكشف النقاب عن تفاصيل الاتفاق من حيث السعر والمدى الزمني .
ولكن الواقع أن مصر مازالت ملتزمة بهذا الاتفاق حتى الآن ، الأمر الذي جعل إسرائيل في مقدمة مستوردي البترول المصري ، والطريف أن توريد البترول لإسرائيل بدأ حتى قبل إتمام الانسحاب الأولي من سيناء .
ولقد ضربت مثلا بالبترول باعتباره مجالا حيويا ونموذجا على كيفية التطبيع بالإكراه .. والعلاقات بين مصر وإسرائيل لم تعد على مصر إلا بالضرر الثقافي والأخلاقي والمادي الاقتصادي.. وهذا ما يحتاج إلى معالجة مستقلة ، ويكفي أن نشير إلى ما ورد في جريدة "الشعب" طوال الأعوام الماضية عن الدور التخريبي لإسرائيل في مجال الزراعة المصرية، ومجال السياحة ، وغيرهما مما لا يتسع له المجال في هذه العجالة .

سامي3000
13-01-09, 11:00 PM
مـــدريــــد
نخلص مما سبق إلى القول بأن مسيرة كامب ديفيد لم تكن رائعة ، ولم تكن إنجازا نفاخر به الأمم وندعوها لتحذو حذونا ..
إذن ما هو الجديد الذي يمكن أن نراه تحت الشمس ؟! ولماذا اتجه العرب جميعا الآن إلى مدريد؟ أليس هذا مصداقا للطريق ( المصري) أم أن فرص مدريد أفضل من فرص كامب ديفيد ؟!
كان الهدف من استرجاع الخبرة المريرة لكامب ديفيد ، إلقاء الضوء على مؤتمر مدريد .. لأن العقلية الإسرائيلية الأمريكية لم تتغير.. كما لم يتغير ميزان القوي الذي يمكن أن يجبر الأعداء على تعديل طريقة تفكيرهم .. ولكن تغيرت بعض الظروف فما هي؟! وما هو الجديد ؟
* الجديد هو استعادة الولايات المتحدة لرغبتها في تحقيق التسوية .
* الجديد هو قبول سوريا والأردن ولبنان ومنظمة التحرير المشاركة في المؤتمر.
الموقف الأمريكي:
لم يتغير موقف الولايات المتحدة من حيث الأساس فما زالت إسرائيل هي الحليف الأساسي والثابت لها في المنطقة ، وبما لا يقاس به أي نظام عربي تابع غير مضمون الثبات والاستمرار، ولكن تحركها لعقد مؤتمر مدريد ثم متابعة المباحثات في واشنطن كان بهدف:
1. محاولة إعطاء مصداقية لما تقوله أمريكا عن الشرعية الدولية .
2. احكام السيطرة على المنطقة بإخماد لهيب الانتفاضة الفلسطينية عن طريق وعود السلام .
3. محاولة التوصل لإجراءات أمنية لصالح إسرائيل تدفعها للتخلي عن جزء من الأراضي المحتلة للأردن وسوريا .. وإنهاء ما يسمي أزمة الشرق الأوسط ، وليسود في المنطقة بذلك عصر السلام الأمريكي الإسرائيلي.
4. إقامة تحالف إقليمي إجباري بين الحكومات العربية وإسرائيل بقيادة إسرائيل ، فيما يسمي المباحثات متعددة الأطراف ، وبهذا تتحقق السيطرة (الأبدية) على أكثر المناطق إقلاقا في العالم .. أو هكذا يتصورون .
*****
ويساعد الولايات المتحدة في طموحها هذا سقوط المعسكر الشيوعي..وتحول الاتحاد السوفيتي إلى خيال مقاتة، يمكن اصطحابه في أي مكان ولأي غرض تراه أمريكا ، فلا شك أن اكثر المواقف إثارة للسخرية اعتبار أن الاتحاد السوفيتي راعي المؤتمر في مدريد على قدم المساواة مع أمريكا .. في حين أن هناك شكوكا كبيرة في مدي سلطات الرئيس جورباتشوف خارج دائرة موسكو ، بل وحتى في داخلها ، وتوجد شكوك أعم حول وضع وحدود وخريطة الاتحاد السوفيتي نفسه الذي يمر بحالة سيولة وانصهار وإعادة تفكك وتشكل ، في ظاهرة جيولوجية كيميائية لا مثيل لها في التاريخ .. وحيث تحولت السلطة المركزية الصارمة إلى عدد لا نهائي من السلطات المتوزعة في مختلف المناطق والجمهوريات وحالة شاملة من الفوضى لا يعرف سوي الله متي ستنتهي؟! وعلى أي شكل أو صورة ستنتهي؟!
الواقع إذن ان العالم يشهد حالة من سيطرة القطب الواحد ، لأن كل الأقطاب الأخرى المرشحة ما زالت مؤجلة .. ولم تحضر بصورة ملموسة على المسرح الدولي ، وهي أوروبا الموحدة أو ألمانيا الموحدة أو اليابان أو الصين .
وإن كنت أري أن هذه السيطرة الواحدية أمر عارض ومناف لسنن الطبيعة وحكمة التاريخ .. ولذلك فهي لن تستمر طويل ، وسيتضح سريعا وخلال سنوات أن الولايات المتحدة ستعجز وحدها عن حكم العالم بقبضة حديدية ، أو حتى بالسيطرة الاقتصادية ، فالولايات المتحدة تعاني من مشكلات اقتصادية شديدة، وليست بأي حال من الأحوال في حالة صعود حضاري, بل بالأحرى هي في حالة انحدار حضاري .. ولكن الذي أعطى لها بريقا زائفا هو السقوط السهل لخصمها الشيوعي .. فعندما يسقط الخصم في حلبة الملاكمة يعد المنافس هو الفائز بالتبعية .. وبغض النظر عن أسباب سقوط المنافس .
ومع هذا تعتقد الولايات المتحدة أنها امتلكت العالم وتتحرك على هذا الأساس ، ويشاركها في ذلك كل الحكام الضعفاء والخاضعين لها في مختلف أنحاء العالم ، ويتصرفون على هذا الأساس .
وكذلك فان الولايات المتحدة تدرك مدي عمق ما ارتكبته في حرب الخليج ضد الشعب العراقي بدون أي مسوغ من القانون الدولي أو قرارات مجلس الأمن ، بل وما زالت تواصله من استمرار الحصار الاقتصادي على شعب العراق رغم انتهاء مشكله الكويت ، بل وحتى نزع السلاح ذي التدمير الشامل في العراق .. فهي الآن تحاول أن تقدم نفسها بصورة الذي يهدي السلام والأرض للعرب ويحل مشكلة فلسطين !!
إذن لا جديد حقيقة في جوهر الموقف الأمريكي .. ولكن الجديد في أسلوب التعامل مع الظروف المحيطة ، فعندما فشلت في السابق مباحثات الحكم الذاتي بين مصر وإسرائيل لم تعر الولايات المتحدة ذلك انتباها ، أما الآن فهي تسعي لمجرد مواصلة المفاوضات لتستمر لمدة سنوات ، وإذا حققت شيئا فلا بد أن يكون ذلك في إطار تحقيق المصالح الأمريكية والأهداف الأمريكية وعلى رأسها الرفض الجازم لإنشاء دولة فلسطينية .
ولكن ما هو الجديد الذي دفع الأطراف العربية للمشاركة ؟!
أولا: لا بد أن نقول أن المشاركة العربية ، أو الموافقة السهلة على حضور مؤتمر مدريد جاءت من موقف الضعف ، فقد قاوم العرب هذا الموقف بدون مصر، وهي عدتهم وقوتهم الرئيسية فلم يجدوا جدوى ، ولا شك أن مصر أضعفت العرب بانفرادها بالحل في كامب ديفيد وبتخليها عن خط المجابهة ، نقصد المجابهة الحضارية المتواصلة مع الكيان الصهيوني وعمقه في الغرب، وليس مجرد المجابهة المسلحة .
وبالفعل يجب الاعتراف بريادة مصر الرسمية ، وبأنها كانت السابقة ولكن في الانحدار، وفي التخلي عن كيان ومقدرات الأمة وتسليمها للأعداء ، وإذا كانت الأنظمة العربية الأخرى لم تستطع أن تقدم بديلا بتناحرها وافتقادها للجذور الشعبية ، فان هذا لا يمثل مفاجأة للقوي الشعبية الأصيلة التي عارضت مسيرة كامب ديفيد منذ البداية، فهذا الوضع الرسمي العربي برمته هو الذي قادنا للاستسلام ، ولا يمكن أن ينبثق البديل الحقيقي من داخله..
سوريا بعد أن رأت ما حدث للعراق ، وبعد أن فقدت الاتحاد السوفيتي لم يعد بإمكانها أن ترفض طلب الولايات المتحدة .
ولبنان يخضع في قراره للموقف السوري..
والأردن كان يريد إصلاح ما أفسدته أزمة الخليج من علاقاته مع الغرب ، وفي هذا الإطار تري منظمة التحرير ألا تعمل خارج كل الوضع الرسمي العربي ، فهي تري انه لا يمكنها أن تعمل في الفراغ أو محلقة في الفضاء ، ولا يمكن أن ننكر الفائدة الدعائية والدولية للإقرار بالطرف الفلسطيني من خلال المؤتمر ، الذي محته إسرائيل من على الخريطة ، فالفلسطينيون ليس لديهم ما يخسرونه اكثر مما خسروا ، ولكن مع التأكيد أن تحرير فلسطين أو جزء منها لن يتم في غرف المفاوضات، وأن استمرار الانتفاضة وتصاعدها في الأرض المحتلة، وتصاعد الكفاح المسلح والجهاد بشتى صوره وألوانه هو الذي سيفرض أي تقدم في انتزاع أي قدر من الحقوق الفلسطينية .. خاصة وأن المطروح مع أقصي التفاؤل 6 سنوات لتحقيق الحل ( سنة للتفاوض و5 سنوات مرحلة انتقالية ).
*****
ان المفاوض العربي يعتمد على الخلافات المحدودة بين إسرائيل والولايات المتحدة ، وان أقصى ما يتمناه هو الحصول على أراض ، وليس الأراضي المحتلة عام 1967 ، وهذا من الممكن تحقيقه ولكن الثمن سيكون غاليا .. لا شك أن هناك خلافا بين الولايات المتحدة وإسرائيل .. بمعني عدم تطابق المصالح والرؤية .. لاختلاف المنظور الذي ينظر به كل منهما ، فلا شك أن إسرائيل تريد كل شئ لها ، وأمريكا تريد إسرائيل والعرب والمنطقة بأسرها لها .. وبالتالي فمن مصلحتها أن تجري بعض التوفيقات .. إسرائيل متمسكة – بعد التخلي عن سيناء – إلى أبعد حد بالأراضي المحتلة في الضفة وغزة والجولان ولبنان .. وأمريكا تسعي لتقديم ضمانات أمنية واقتصادية وتطبيعية ، بحيث تجعل إسرائيل أكثر مرونة ، فيما يتعلق بالأراضي المحتلة بمعني أن تحقق أهدافها في السيطرة بوسائل أخرى وبمعاونة أمريكا !!
ويجب أن نضع في الحسبان أن العلاقات الأمريكية – الإسرائيلية فريدة بالفعل ولا مثيل لها في العالم ، وأن إسرائيل تتحكم في أمريكا – عن طريق اللوبي الصهيوني- كما تتحكم أمريكا فيها ، ولن يتحقق الفصل الواضح بين مصالح أمريكا ومصالح الصهيونية العالمية وإسرائيل إلا إذا أصبحت إسرائيل خطرا على مصالح أمريكا ، وهذا لن يتحقق في حالة الضعف العربي الراهنة .. طالما أن الحكام العرب يبتلعون كل مظاهر الإذلال الصهيوني .. ويقبلون أعتاب البيت الأبيض .. إذن لا تشعر الولايات المتحدة بأنها تخسر شيئا باستمرار انحيازها لإسرائيل .. وهذا ما يساهم بدوره في تدعيم وزن وفاعلية اللوبي الصهيوني ، وهذا ما يدعم التوجه المشترك الذي يجمع بين إسرائيل وأمريكا في السيطرة على هذه المنطقة الحيوية في العالم، وضرب أي محاولة للوحدة العربية والإسلامية ، ووأد أي انبعاث لمجد الحضارة الإسلامية ..
هذه الأهداف الأمريكية معلنة وقد جاء في رسالة التطمينات الأمريكية إلى حكومة إسرائيل بتاريخ 18/10/ 1991..
(إن التزاماتنا بأمن إسرائيل باقية على ما هي عليه ، كل من يحاول أن يدس بيننا ساعيا للمس بهذه الالتزامات لا ينجح في فهم الروابط العميقة بين دولتينا وطبيعة التزاماتنا بأمن إسرائيل ، بما في ذلك الالتزام بتثبيت تفوقها النوعي).
ولماذا التفوق النوعي؟! في وقت يتحدثون فيه عن السلام ؟!
وفي نفس الرسالة تعهد صريح بعدم تأييد إنشاء دولة فلسطينية مستقلة ، وتأكيد احترام الولايات المتحدة لتمسك إسرائيل بالجولان!! فتقول الرسالة والتي نشرتها صحيفة "معاريف" الإسرائيلية :
(لم تبلور الولايات المتحدة حتى الآن موقفا نهائيا من مسألة الحدود، وعندما ستضطر إلى عمل ذلك فإنها ستولي وزنا كبيرا لموقف إسرائيل بأن كل تسوية سلمية مع سوريا يجب أن تقوم على بقاء إسرائيل في هضبة الجولان )!!
وينطلق الموقف الأمريكي من تحقيق أهداف إسرائيل بأساليب أخرى ، فبدلا من احتلال الجولان يتم نزع سلاحها ، ووضع قوات دولية فيها ، ويتم إجبار سوريا على التطبيع مع العدو الصهيوني ، أو كما يقرر السيد بوش في خطابه بمدريد ( السلام الحقيقي .. معاهدات .. أمن .. علاقات دبلوماسية .. علاقات اقتصادية .. تجارة .. استثمارات .. تبادل ثقافي .. سياحة).ولكن إسرائيل تري أن تبقي الأوراق في أيديها لا في أيدي الولايات المتحدة, وهذه نظرة استراتيجية صائبة لعل حكامنا يتعلمون منها, فالمخطط الإسرائيلي لا يفكر في اليوم والغد ، ولكن لعشرات السنين القادمة، وهو يعلم أن الولايات المتحدة أو نفوذها ليس باقيا ابد الدهر، وان احتمالات الاختلاف الجذري في المستقبل قائمة إذا تغيرت الأوضاع العربية والدولية .
وقد ظهر واضحا في مباحثات السادات مع صديقه وايزمان عندما قال له الأخير (إن كل ما تقدمه من ضمانات لا يمكن أن نأخذ به إلا إذا ضمنت إسرائيل أن تعيش 120 عاما ) وقد كانت هذه نظرة سليمة ، فإسرائيل تريد ضمانات مادية في أيديها ، وقد كان ذلك بالفعل واغتيل السادات بعد هذا الحديث بأربع سنوات، واضطر الحاكم التالي إلى الالتزام بالمعاهدة مع إسرائيل وما بها من قيود..
نفس الشيء ينطبق على رؤية إسرائيل لاحتلالها لبنان والضفة وغزة ، وخوفها من مجرد وجود كيان إداري فلسطيني له ارتباط مع الأردن ، بل يجب أن يكون خاضعا للسيادة الإسرائيلية.
وإسرائيل تريد كل شئ .. الأرض والسلام والأمن .. (الأرض) لأن التوسع صفة جوهرية من صفات هذا الكيان.. (السلام والأمن) بمعني ضمان عدم مقاومة مشروعاتها التوسعية ، وان الولايات المتحدة مراعاة (للملاءمة السياسية ) تريد التخفيف من هذه الصورة الفظة , خاصة وانه لم يعد هناك ما يخيف الولايات المتحدة في مجال الأنظمة العربية .. التي كانت متحالفة في السابق مع الاتحاد السوفيتي , وقد ضربت العراق وما زالت تحاصره , وتعلم أن إيران بعيدة عن قلب الصراع إلا من خلال النشاط الشيعي في لبنان (حزب الله) ولعل هذا هو سر اهتمام الولايات المتحدة بالتحرش بليبيا مؤخرا باعتبارها خارجة عن الصف الأمريكي في دائرة الشرق الأوسط , ولا شك أن إيران والسودان الإسلاميتين على جدول الأعمال العدواني الأمريكي في الوقت الذي يرونه ملائما.

مسئولية العرب عن حل مشاكل إسرائيل :
لأن إسرائيل دولة قد نشأت بشكل شاذ في المنطقة , فإن وضعها الاقتصادي والأمني لا بد أن يكون شاذا .. فأي دولة في العالم لا يمكن أن تستغني عن علاقات تعاون مع الدول المجاورة , وإلا لتحولت إلى جزيرة منعزلة مليئة بالمشكلات .. ولم تعش إسرائيل طوال هذه السنوات إلا بحقن المساعدات والتي هي أشبه ما تكون بعمليات نقل الدم المستمر من الولايات المتحدة والغرب.. حكومات وتجمعات يهودية وبروتستانتية .
والمطلوب الآن من العرب أن يتركوا هذا الكيان فلا يحاربوه , ويستغنوا عن فلسطين ويتركوها له لقمة سائغة لتنتهي الصراعات.
ولكن ليس هذا هو المطلوب فحسب وإلا لكان مجرد نوع من الهدنة والتقاط الأنفاس على أي حال , لا بل المطلوب أكثر من ذلك أن يبذل العرب والمسلمون كل مرتخص وغال للانفاق على هذا الكيان ورعايته .. وضمان استمرار ازدهاره , وتسيده عليهم, كما يعمل العبيد عند السادة لتدعيم سيادتهم راضين بالفتات الذي يمكن أن يجود به السادة .
وهذا هو الوصف الحقيقي لما يسمي المفاوضات المتعددة الأطراف، والتي قال بوش وشامير انها أهم مرحلة في المفاوضات، وانها السلام الحقيقي , وانها هي التي قد تساعد على إعادة النظر في موضوع الأراضي المحتلة .. وتبحث هذه المفاوضات التطبيع وإنهاء المقاطعة, ونزع السلاح والمياه والبيئة.. إلخ .. إلخ .
ولم تكشف أمريكا وإسرائيل أوراقهما في هذا المجال بالتفصيل, ويكفي أن ندرك أن هذا يتم تحت التعهد الأمريكي المعلن للحفاظ على التفوق النوعي لإسرائيل.
ولكن الدراسات العديدة المنشورة تكشف النوايا الإسرائيلية في هذا المجال .. وسنتوقف فحسب عند مشكلة المياه كمثال للسلام الإسرائيلي والأمريكي المقترح.
فقد ثبت أن تمسك إسرائيل بجنوب لبنان والجولان والضفة مرتبط في أحد جوانبه المهمة بتوفير موارد المياه التي بدأت إسرائيل تعاني من العجز منها حتى بدون أن تنسحب من هذه الأراضي.
في جنوب لبنان عدة أنهار في مقدمتها الليطاني والزهراني, وقد بدأت إسرائيل في مد الأنابيب واستغلال مياه لبنان ..
ومن أسباب تمسك إسرائيل بالجولان هو ثراؤها بمصادر المياه وأهمها نهر الأردن وبحيرة طبرية ونهر بانياس ونهر اليرموك ونهر الزاكية ونهر المسعدية بالإضافة إلى ينابيع وعيون كثيرة موزعة في كل وديان الجولان وقراه, ويصف الإسرائيليون الجولان بأنها برج مياه إسرائيل, فالهضبة تحتوي على مصادر مياه رئيسية في المنطقة، ومن يسيطر على مرتفعات الجولان يستطيع منع أي جهة من محاولة تحويل مصادر المياه , كذلك يتضح أن الضفة الغربية ومياهها الجوفية أصبحت مصدر 35% من احتياجات إسرائيل المائية .
ان التوسع الصهيوني مستمر .. وتهجير اليهود مستمر.. والمطلوب منا أن نأخذ اللقمة من أفواه أطفالنا ونعطيها لهؤلاء المهجرين اليهود !! وكأن لسان حال بوش وشامير يقول : بإمكان إسرائيل أن تنسحب من بعض الأراضي المحتلة في لبنان وسوريا والضفة، بشرط أن تظل تحصل على كل احتياجاتها من المياه .. كما فعلت بالنسبة لبترول سيناء !! بل هذا لا يكفيها وهي تبحث عن المياه من مصر وتركيا !!
وقد اتضح حجم المشكلة التي تواجه إسرائيل في مجال المياه خلال المؤتمر العلمي الذي عقده مركز الدراسات اللبنانية في اكسفورد بلندن في أكتوبر عام 1991 وجاء فيه :
* ان إسرائيل تأخذ ثلث حاجتها من المياه من الضفة الغربية , والثلث الثاني من مياه بحيرة طبرية التي تغذيها أنهار بانياس والدان والحاصباني النابعة في سوريا ولبنان , أما الثلث الأخير فموجود داخل إسرائيل نفسها (أي فلسطين المحتلة عام 1948) وتستغل إسرائيل 83% من المياه الموجودة في الضفة الغربية لتأمين حاجات المستوطنين اليهود هناك، وتضخ مياه الضفة أيضا إلى إسرائيل بينما لا يذهب من مياه الضفة لاستعمالات السكان العرب الأصليين سوي 17% فقط ! مع العلم أن عدد المستوطنين في الضفة هو نحو 100 ألف يهودي في مقابل اكثر من مليون وسبعمائة ألف عربي .
* ويؤكد بعض ضباط قوات الأمم المتحدة في جنوب لبنان أن إسرائيل تضخ مياه الليطاني عبر أنابيب إلى شمال إسرائيل .
* كما تأكد أن إسرائيل تسحب خزين المياه الجوفية الغنية لنهري الحاصباني والدان بواسطة مضخات وأنابيب أحاطتها بأسوار على جزء من نهر الحاصباني في جنوب لبنان .
* وكانت إسرائيل قد أعلنت في 11 مايو 1991 أنها لن تنسحب من لبنان من دون تعهدات بالحصول على ( حصتها) من مياه نهر الليطاني رغم أن نهر الليطاني , موجود بأكمله داخل حدود لبنان !!
* وكانت إسرائيل لدي اقتحامها للعاصمة بيروت عام 1982 قد استولت على بيانات وإحصاءات هيدرولوكية ( خاصة بالمياه) وتقوم الآن بمنع المزارعين اللبنانيين في منطقة ( الحزام الأمني ) من سحب مياه الآبار , وتغلق آبارا أخري تماما كما تفعل في الضفة الغربية ( المستقبل العربي ـ العدد 154).
وتقول تقارير الأمم المتحدة أن المياه ليست فائضة عند أي طرف , وأن لبنان سيكتفي بالكاد من مياهه العذبة عام 2000, وكذلك الحال بالنسبة للجميع , بما في ذلك مصر .. ولكن يبدو أن إسرائيل تريد أن تكفي حاجتها أولاً، وتستكمل مشروعها الاستيطاني أولاً , ثم تترك لنا البقية , وبهذه الرؤية وعلى هذا المنوال يمكن تصور في أي اتجاه ستسير المفاوضات المتعددة الأطراف, التي يقال أنها أساس السلام , فالهدف الأمريكي الإسرائيلي هو إقامة سوق مشتركة للشرق الأوسط من الناحية الاقتصادية .. تكون إسرائيل هي القوة المهيمنة عليه بالتعاون مع السيد الأكبر الأمريكي.. وان هذا سيحدث في حالة ( نجاح) مؤتمر مدريد .. وأي (نجاح) ؟!!
ولأن الولايات المتحدة هي الراعي الحقيقي والوحيد للمؤتمر, فهي التي وضعت له معيار النجاح من الآن , كما ورد في خطاب بوش :
( السلام الحقيقي .. معاهدات .. أمن .. علاقات دبلوماسية.. علاقات اقتصادية .. تجارة .. استثمارات .. تبادل ثقافي .. سياحة) .
ويضيف بوش ان:
التقدم في القضايا المتعددة الجوانب ( كالمياه ) يمكن أن يساعد في إنشاء مناخ لحل النزاعات الثنائية (الانسحاب من الأراضي ) وكل ذلك بالإضافة إلى ما جاء في التطمين الأمريكي لإسرائيل : (ضمان التفوق النوعي لإسرائيل).
*****
ونرجو أن يكون العرض السابق قد أوضح المساحة التي يدور فيها الحوار أو النزاع العائلي بين إسرائيل وأمريكا , وإذا كانت أمريكا هي الراعية الوحيدة الحقيقية للمؤتمر فلتستبشر إسرائيل بطول سلامة !! فانه لم يعد هناك حاجة للبرهنة على مدي عداء أمريكا وحقدها على أي تقدم يجري في بلاد العرب والمسلمين .. ويكفي موقفها من إيران , ثم القوة العسكرية العراقية , ثم ليبيا، ومصر في البداية وفي النهاية والمحرومة من حق امتلاك مفاعل نووي للأغراض السلمية (الكهرباء) والمحرومة من امتلاك أي أسباب للقوة الاقتصادية والعسكرية تجعلها مستقلة عن الإرادة الأمريكية .

خط الجهاد وخط الاستسلام
يشيع الانهزاميون منذ مبادرة السادات حتى الآن تساؤلا يريدون منه أن يبدو خط الاستسلام منطقياً , وهو ( وما البديل)؟!
وبالفعل ياله من سؤال محرج .. وصعب .. فلا يوجد بديل فوري كالعلاج السحري بطبيعة الحال ، بل إن خط الاستسلام نفسه استغرق وقتا ليس بالقليل.
فبعد أن يضعف الحكام العرب أوضاع بلادهم يقولون وما البديل للاستسلام للولايات المتحدة وإسرائيل؟!
إن إسرائيل لم توجد لتبقي ، وان وعد القرآن صريح في هزيمة بني إسرائيل على أيدي العباد المؤمنين .
ونحن نرفض الاعتداء على القرآن الكريم .. ونحن نؤمن بما جاء في كتاب الله في حق اليهود (وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب).
وحديث القرآن عن الذلة والمسكنة التي ضربت على بني إسرائيل واضح ومتكرر ، وان علو بني إسرائيل يكون فسادا في الأرض يعقبه هزيمة نكراء على أيدي العباد المؤمنين (بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار) .
وفلسطين جزء من الأمة الإسلامية ، ونزول الكفار بها واحتلالها يجعل الجهاد فرض عين على كل المسلمين .. وهذا ما أجمع عليه العلماء والفقهاء، وتتضاعف المسئولية عندما تكون فلسطين هي الأرض المباركة بلفظ القرآن .. تحتوي رفات الأنبياء والمسجد الأقصى .
والمفاوضات إذا جرت مع أعداء محتلين لا يمكن أن تكون إلا هدنة مؤقتة تتطلبها ظروف الإعداد والاستعداد ، وليس تحت شعار السلام الدائم المزعوم.
ان خط الجهاد ( في مقابل خط الاستسلام ) لا يعني ضرب النيران وفتحها بصورة مستمرة على العدو .. الجهاد يشتمل ليس على القتال المباشر فحسب، وإنما أيضا على جهاد النفس وإعداد كل عناصر القوة ، واعتماد الأمة الإسلامية على نفسها في بناء أسباب هذه القوة التي تقوم على استقلال سياسي واقتصادي حقيقي، وليس من خلال تبعية مكشوفة لأعداء الأمة الذين يملون علينا مختلف سياساتنا الداخلية من خلال ما يسمي صندوق النقد الدولي.
الجهاد ..عمل شاق ومتواصل في مختلف المجالات لإعلاء كلمة الله، وان عدم القدرة على تحرير الأرض المحتلة في المدى المنظور لا يعني ضرورة الارتماء في أحضان الأعداء ، وان الحفاظ على السيادة في إطار نهضة حضارية وحدوية عربية وإسلامية هو الكفيل بتحقيق الانتصار في النهاية ..
أما خط الاستسلام فهو قمين بدفعنا إلى الاستسلام أمام كافة مشكلاتنا الداخلية ، وليس أمام إسرائيل فحسب ، وهذا ما حدث بالفعل .. حيث تتفاقم كل يوم مشكلات مصر الداخلية على مختلف الأصعدة .. رغم انتهاء الحرب - التي علقوا على شماعتها كل النواقص- منذ تسعة عشر عاما.
ان الموقف الإسلامي الشرعي من الوجود الصهيوني لا يحتاج منا لكثير جهد للبرهنة عليه في ظل إجماع فتاوى علماء المسلمين، والمنشورة في مطبوعات عديدة ومتداولة في أيدي من يرغب في الاطلاع عليها .
ولكن تجدر الإشارة إلى أن لجنة الفتوى بالأزهر اجتمعت بعد زيارة السادات للقدس في 26 نوفمبر 1977 لتقول: (ان اللجنة تفيد أن الصلح مع إسرائيل كما يريده الداعون إليه لا يجوز شرعا لما فيه من إضرار وإقرار الغاصب على الاستمرار على غصبه والاعتراف بأحقية يده على اغتصابه وتمكين المعتدي من البقاء على عدوانه).
ومن الطريف أيضا أن نشير إلى كتاب د. محمد سيد طنطاوى (بنو إسرائيل في القرآن والسنة) وهو المفتي الحالي ، وهذا الكتاب أفتي به الدكتور طنطاوى فاستفتي فيه قلبه وربه ، يقول مفتي الديار المصرية في كتابه هذا: (ثم انضمت إلى بريطانيا دول الكفر وخصوصا أمريكا التي بذلت جهودا جبارة لإنشاء دولة لليهود في فلسطين ) ويضيف د. طنطاوى :
كيف نعيد فلسطين إسلامية عربية ؟! فنقول:
1- يجب علينا أن نعلم أن حربا فاصلة ستقع بين المسلمين واليهود وأن النصر فيها سيكون للمسلمين ، ماداموا معتصمين بدينهم ، ومنفذين لتعاليم قرآنهم ، وعاملين بسنة نبيهم ، فقد أخرج البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: (تقاتلون اليهود حتى يختبئ أحدهم وراء الحجر فيقول: يا عبد الله هذا يهودي ورائي فاقتله).
وفي حديث آخر للشيخين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: (لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر أو الشجر فيقول الحجر أو الشجر : يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود ).
فهذان الحديثان الصحيحان فيهما إخبار للمسلمين بأن قتالا عظيما سيقع بين المسلمين واليهود قبل قيام الساعة ، وأن النصر سيكون للمسلمين ، متي استجابوا للأوامر التي أمرهم الله بها، وأن الله تعالى سيكرمهم بأن يخبر الحجر أو الشجر المسلم بأن يهوديا وراءهما فعليه أن يقتله.
2- يجب علينا أن نوقن بأن الأيام دول ، وأن ما أصابنا بفلسطين من الممكن تداركه ، متى تحلينا بالإيمان الصادق وبالعزم القوي ، وبالتصميم على استعادة أرضنا المقدسة ، وباتخاذ الوسائل الكفيلة بذلك .
لقد سقطت بلادنا المقدسة في أيدي المعتدين أكثر من مرة، ثم استطعنا بفضل الله ومعونته أن نستردها منهم، بل إن عشرات الأمم كانت رازحة تحت سلطان الاستعمار عقب انتهاء الحرب العالمية الأخيرة ثم استطاعت بعد ذلك أن تنال حريتها وكرامتها
إن نكبة فلسطين قد نبهت المسلمين إلى الأخطار المحيطة بهم، وعلمتهم دروسا كانوا غافلين عنها، وأطلعتهم على ما أضمرت لهم الصهيونية العالمية ودول الكفر من أحقاد وشرور، ودفعتهم إلى العمل المثمر من أجل المحافظة على كيانهم وكراماتهم بعد أن ظلوا سنين طويلة يعيشون عيشة الذل والهوان .
3- يجب على الأمة الإسلامية والعربية أن توحد قيادة المعركة وأن تسلمها لأيد أمينة مخلصة، وأن تحوطها بالتأييد إذا أحسنت واستقامت، وبالتوجيه والإصلاح والتقويم إذا أخطأت وضلت، وأن تنأى بها عن الخلافات والمنازعات التي قد تحدث بين الزعماء والملوك والرؤساء. أريد أن أقول: إن إنقاذ فلسطين من السرطان الصهيوني يحتاج إلى جيش موحد القادة محدد الهدف معدا إعدادا كاملا قويا من جميع النواحي، مؤمنا بقدسية المعركة التي يخوضها، بعيدا عن التأثر بخلافات السياسيين الذين بيدهم مقاليد الحكم في البلاد العربية.. وإن لنا فيما حدث في معركة اليرموك وغيرها من المعارك الإسلامية لعبرا وعظات، ففي هذه المعركة وجد خالد بن الوليد– رضي الله عنه– قوادها يقاتلون الروم متساندين كل أمير على جيش، فجمع خالد هؤلاء القواد وقال لهم :
(إن هذا اليوم من أيام الله لا ينبغي فيه الفخر ولا البغي فأخلصوا لله جهادكم وتوجهوا إلى الله تعالى بعملكم، فإن هذا يوم له ما بعده فلا تقاتلوا قوما على نظم وتعبئة وأنتم على تساند وانتشار، فإن ذلك لا يحل ولا ينبغي، قالوا فما الرأي ؟ قال: إن الذي أنتم عليه أشد على المسلمين مما غشيهم ، وأنفع للمشركين من أموالهم، ولقد علمت أن الدنيا فرقت بينكم، فهلموا فلنتعاود الإمارة فليكن علينا بعضنا اليوم وبعضنا غدا والآخر بعد غد، حتى يتأمر كلكم ودعوني اليوم عليكم فقالوا : نعم فأمروه وهم يرون أنها كخرجاتهم – أي كغزواتهم الأولي – فكان الفتح على يد خالد يومئذ).
4- يجب أن تبذل الأمة العربية والإسلامية قصارى جهدها في التذكير بقضية فلسطين، وأن تقوم وسائل الإعلام المختلفة في كل دولة بالدعاية الواسعة لها، وأن يدرس تاريخها في المدارس والمعاهد والجامعات، وأن توزع خريطتها وصور أماكنها المقدسة في كل مكان ، وبذلك تبقي نكبة فلسطين حية في القلوب والمشاعر.

سامي3000
13-01-09, 11:01 PM
إن هذا الجيل الذي عاصر مأساة فلسطين سوف ينقرض وستأتي بعده أجيال أخري إذا لم نذكرها بهذه المأساة ونربطها بقلوبهم دينياً وسياسياً وثقافياً واقتصادياً فإنها ستصبح نسياً منسياً، ولن يمر وقت طويل حتى تختفي مأساة فلسطين من قلوبهم كما اختفت مأساة الأندلس بمرور الأيام وتعاقب السنين .
إن فلسطين هي من بلاد المسلمين المقدسة، ففيها المسجد الأقصى الذي كان الإسراء إليه، والذي هو أولي القبلتين ، والذي هو أحد المساجد الثلاثة التي لا تشد الرحال إلا إليها ، ففي الحديث الشريف (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد ، مسجدي هذا والمسجد الحرام والمسجد الأقصى)، وفي فلسطين كثير من المعابد والمقدسات، ففيها قبور بعض الأنبياء كإبراهيم وموسى وداود – عليهم الصلاة والسلام – وفيها قبور عدد كبير من الصحابة كأبي عبيدة بن الجراح وعبادة بن الصامت ، والفضل بن العباس وشداد بن أوس، وغيرهم من الصحابة والتابعين ، ولا شك أن بقعة من أرض المسلمين فيها كل هذه المقدسات جديرة بأن تكرر مأساتها على الأسماع في كل زمان ومكان .
5- يجب أن تقف الأمة العربية والإسلامية من الدول التي ناصرت الصهيونية موقفا قويا حاسما، وأن تستعمل أسلحتها المتنوعة في صرف هذه الدول عن مناصرتها الباطلة لليهود، ومن أقوي الأسلحة سلاح البترول الذي يوجد في بلادنا بكميات هائلة، والذي لو أحسنا استغلاله واستعماله لكفت دول الكفر عن تأييدها للصهيونية الباغية، ولن يأتي هذا السلاح وغيره بالثمار المرجوة منه إلا إذا وحد العرب كلمتهم ووقفوا صفا واحدا أمام مؤامرات الاستعمار واليهودية العالمية .
6- يجب أن تعمل الدول العربية والإسلامية على تقوية الفدائيين الفلسطينيين من كل النواحي ، وأن تختارهم من العناصر المأمونة والمؤمنة بربها وبدينها وبوطنها .. وأن تعطيهم من الإمكانيات ما يجعلهم يستطيعون أن يزلزلوا كيان الصهيونيين، عن طريق (حرب العصابات) لأن هذه الحرب من شأنها أن تهدد أمن إسرائيل واستقرارها واقتصادها وجميع مرافقها، وتكون هذه الحرب كمقدمة للمعركة الفاصلة التي يجب على الأمة الإسلامية أن تخوضها ضد إسرائيل حتى تطهر الأرض المقدسة من اليهود .
ولقد اتبعت عدة دول طريقة (حرب العصابات) ضد المستعمرين فانتصرت عليهم في النهاية ، واستطاعت أن تنال حريتها رغم أنوفهم ، وخير مثال لذلك (الجزائر) دولة المليون شهيد، فانها قامت بهذه الحرب ضد فرنسا حتى أجبرتها على الرحيل عن بلادها.
7- يجب أن نخوض معركة فلسطين المقبلة على أساس من الجهاد الديني ، وليس على أساس النعرة الوطنية وحدها ، وذلك لأن فلسطين بلد إسلامي مقدس كما قلنا سابقا، وهي ملك لجميع المسلمين، وواجب الذود عنها فرض على كل مسلم على وجه الأرض .
واليهود قد استغلوا الناحية الدينية على أوسع نطاق لخدمة باطلهم في فلسطين بحيث افهموا دول الغرب- وخصوصا إنجلترا– أن فلسطين هي أرض ميعادهم، وان أرضها لهم وحدهم بنص التوراة، بينما العرب المسلمون اسقطوا هذا الجانب الديني الهام من حسابهم .. فخاضوا معركة فلسطين باسم النعرات الوطنية والقومية، وسخر بعض كتابهم بالنواحي الدينية فكان مصيرهم الفشل .
ونحن لا ننكر أثر القومية المادية في النجاح، ولكن الذي ننكره أشد الإنكار هو الاعتماد عليها وحدها دون أن يقام للجانب الروحي أو الخلقي أي حساب .
إن الذين لا يهتمون بالناحية الدينية والخلقية لن تكون العاقبة لهم ولو ملكوا أقوي قوة في الأرض، ولقد اعترف(الميثاق) بأهمية الطاقات الروحية والدينية ومما جاء فيه بهذا الشأن :
( على أنه يتعين علينا دائما أن نذكر أن الطاقات الروحية التي تستمدها الشعوب من مُثلها العليا النابعة من أديانها السماوية أو من تراثها الحضاري، قادرة على صنع المعجزات, ان الطاقات الروحية للشعوب تستطيع أن تمنح آمالها الكبرى أعظم القوي الدافعة , كما أنها تسلحها بدروع من الصبر والشجاعة تواجه بهما جميع الاحتمالات, وتقهر بهما مختلف المصاعب والعقبات , وإذا كانت الأسس المادية لتنظيم التقدم ضرورية ولازمة , فإن الحوافز الروحية والمعنوية هي وحدها القادرة على منح هذا التقدم أنبل المثل العليا , وأشرف الغايات أو المقاصد).
8- يجب على الأمة العربية والإسلامية ( قبل ذلك وبعد ذلك ) إذا أرادت أن تعيد فلسطين أن تعود هي إلى تعاليم الإسلام فتطبقها على نفسها تطبيقاً كاملاً وأن تحارب الرذائل فيها , وأن تقيم حياتها وسلوكها ونظمها ومعاملتها على وفق تعاليم الدين الحنيف، وأن تعد العدة الكاملة لقتال عدو الله وعدوها , إذا فعلت ذلك فان النصر سيكون حليفها , و الآيات الكريمة التي تشهد بذلك أكثر من أن تحصي، منها قوله تعالى: (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم). ومنها قوله تعالى: (ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز) ومنها قوله تعالى: ( إننا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ) .
ومن وصايا سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم لأمته في شخص ابن عباس رضي الله عنهما قوله: (احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك.. ).
وقد وصي عمر بن الخطاب – رضي الله عنه- سعد بن أبي وقاص فقال له :
أما بعد : فإني آمرك ومن معك من الأجناد بتقوى الله على كل حال ,فإن تقوي الله أفضل العدة على العدو , وأقوي المكيدة في الحرب, وآمرك ومن معك أن تكونوا أشد احتراساً من المعاصي منكم من عدوكم، فإن ذنوب الجيش أخوف عليهم من عدوهم, وإنما ينصر المسلمون بمعصية عدوهم لله, ولولا ذلك لم تكن لنا بهم قوة, لأن عددنا ليس كعددهم , ولا عدتنا كعدتهم , فإن استوينا في المعصية كان لهم الفضل علينا في القوة، واعلموا أن عليكم في سيركم حفظة من الله يعلمون ما تفعلون , فاستحيوا منهم, ولا تعملوا بمعاصي الله وانتم في سبيل الله , ولا تقولوا إن عدونا شر منا فلن يسلط علينا وإن أسأنا، فرب قوم سلط عليهم شر منهم كما سلط على بني إسرائيل لما عملوا بمساخط الله كفرة المجوس (فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولاً) واسألوا الله العون على أنفسكم كما تسألونه النصر على عدوكم، أسأل الله ذلك لنا ولكم ).
انتهى كلام د . الطنطاوى.

المهادنة والموالاة
هناك فرق جوهري بين المهادنة المشروعة بين الأمة الإسلامية وأعدائها وبين موالاة الأعداء، وحكامنا سقطوا في الثانية , لأن المهادنة تعني الهدنة واستمرار إعداد القوة .. أما الموالاة فهي التحالف والصداقة مع أعداء الدين, وهذا محرم بنصوص القرآن..
{يا أيها الذين أمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق}
الممتحنة (الآية1) .
{إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون}
الممتحنة(الآية9) .
{تري كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون, ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكن كثيرا منهم فاسقون}
(المائدة من الآية 80 إلى الآية 81) .
وهكذا تتري عشرات الآيات على نحو ما فصلناه في دراسة (أزمة الخليج بين أحكام القرآن وفتاوى السلطان).
ودراسة السيرة النبوية توضح أن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يكن يجاهد بالسيف طوال الوقت , بل كثيراً ما امتنع عن استخدام القوة عن ضعف أو عن تريث أو إعداد واستعداد حسب مراحل الدعوة , ولكن الفرق جوهري بين المهادنة وبين التحالف والموالاة التي تخرج الدعوة عن هدفها الأصلي , وليصبح مجرد وجود المسلمين أحياء على ظهر الأرض في الحياة الدنيا هو الهدف .. وهم بذلك يخرجون عن روح رسالة الإسلام, ويتكالبون على الدنيا .
وهذا هو "السلام" الزائف الذي يروجون له منذ اتفاقيات كامب ديفيد , تحت شعار الصداقة الأبدية مع أعداء الله .. اليهود والأمريكان، والذي لم يؤد حقيقة إلا إلى أن نخسر الدنيا والدين معا !! فلا نحن أصبحنا ذوى شأن في الدنيا , رغم اننا بعنا آخرتنا بدنيانا , ولا نحن ضمنا الآخرة , وبالفعل فأولئك هم الأخسرون أعمالاً.
ان أمريكا وإسرائيل في حلف واحد .. حرب على الإسلام وعلى الشريعة الإسلامية , هم في حرب متواصلة ضد القرآن, فكيف تكون الصداقة الأبدية معهم بدون التفريط في عقيدتنا؟!
هذا هو جوهر الصراع , أما الأراضي فتروح وتجئ حسب أحوال القوة والضعف العسكرية , وأحسب أننا سنظل في نزاع إلى يوم الدين , فالصراع بين عالم الإيمان وعالم الكفر ممتد إلى يوم الدين , وهو الخط الواحد الموصول الذي يجمع كل آيات القرآن الكريم .
ان كتاب الله ليس كتاب تاريخ كما يحاول أن يروج المتخرصون فأحكامه باقية , ونوره يضئ الطريق لمن يريد أن يبصر , وان كل ما تشهده أمتنا من تحديات ومصاعب واعتداءات الآن يمكن أن تري وصفها في القرآن العظيم , بل والأهم من ذلك تجد الأمة فيه سبيل الخلاص والخروج من مأزقها.
(أليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه ومن يضلل الله فماله من هاد).
(الزمر الآية 36) .
المهادنة :
وقد أشار فقهاؤنا بما لهم من عقليات سياسية لهذه الاحتمالات أي احتمالات المهادنة ووصفوها بدقة.. وعزلوها.. وميزوها عن حالات الموالاة.. والارتماء في أحضان الأعداء.
ويقول الشافعي في هذا المجال : ان قتال المشركين فرض على المسلمين، ولكن لا يكلف الله نفساً إلا وسعها , لهذا فرض الله على المسلمين قتال المشركين وان يهادنوهم , وقد كف رسول الله صلي الله عليه وسلم عن قتال كثير من أهل الأوثان بلا مهادنة (أي بدون هدنة متفق عليها) مثل بني تميم وربيعة وأسد وطئ، وهادن رسول الله صلي الله عليه وسلم ناسا، ووادع حين قدم المدينة يهوداً، وقتال المشركين فرض إذا قوي عليهم وتركه واسع إذا كان بالمسلمين عنهم أو عن بعضهم ضعف أو في تركهم للمسلمين نظر للمهادنة وغير المهادنة , وإذا ضعف المسلمون عن قتال المشركين أو طائفة منهم لبعد دارهم أو كثرة عددهم أو خلة بالمسلمين أو بمن يليهم منهم جاز لهم الكف عنهم ومهادنتهم .
ويتابع الإمام الشافعي رحمه الله تعالى يقول عن صلح الحديبية:
(فهادنهم رسول الله صلي الله عليه وسلم إلى مدة ولم يهادنهم إلى الأبد , لأن قتالهم حتى يسلموا فرض إذا قوي عليهم وكانت الهدنة بينه وبينهم عشر سنين ) وبعد الإشارة إلى فوائد هذا الصلح من زاوية دخول الناس في دين الله أفواجاً ..يضيف:
(أحب للإمام إذا نزلت بالمسلمين نازلة ـ وأرجو أن لا ينزلها الله عز وجل بهم إن شاء الله تعالى ـ مهادنة يكون النظر لهم فيها (أي مراعاة المصلحة) ولا يهادن إلا إلى مدة ، ولا يجاوز بالمدة مدة أهل الحديبية (10 سنوات ) كانت النازلة ما كانت فان كانت بالمسلمين قوة قاتلوا المشركين بعد انقضاء المدة , فإن لم يقو الإمام فلا بأس أن يجدد مدة مثلها أو دونها ولا يجاوزها، من قبل أن القوة للمسلمين والضعف لعدوهم قد يحدث في أقل منها وإن هادنهم إلى اكثر منها فمنتقضة لأن أصل الفرض قتال المشركين حتى يؤمنوا أو يعطوا الجزية , فإن الله عز وجل أذن بالهدنة فقال إلا الذين عاهدتم من المشركين .
وليس للإمام أن يهادن القوم من المشركين على النظر (أي بمراعاة المصلحة) إلى غير مدة هدنة مطلقة فإن الهدنة المطلقة إلي الأبد لا تجوز ، ولكن يهادنهم على أن الخيار إليه حتى إن شاء أن ينبذ إليهم فان رأي نظرا للمسلمين أن ينبذ فعل ،(وأصل ذلك) أن رسول الله صلي الله عليه وسلم افتتح خيبر عنوة إلا أهل حصن واحد فقد افتتحه بالصلح فصالحوه على أن يقرهم ما أقرهم الله عز وجل ويعملون له وللمسلمين بالشطر من الثمر . وان قيل هل في هذا نظر للمسلمين قيل نعم، كانت خيبر وسط مشركين وكانت يهود أهلها محالفين للمشركين وأقوياء على منعها منهم ولم يكن بالمسلمين كثرة فينزلها منهم من يمنعها، فلما كثر المسلمون أمر رسول الله صلي الله عليه وسلم بإجلاء اليهود عن الحجاز فثبت ذلك عند عمر فأجلاهم , فإذا أراد الإمام أن يهادنهم إلى غير مدة هادنهم على أنه إذا بدا له نقض الهدنة فذلك إليه وعليه أن يلحقهم بمأمنهم) .
تعمدنا الإطالة من اقتباس كلام الإمام الشافعي رحمه الله تعالى للإشارة إلى عظمة فقهنا.. واهتمامه بالأمور السياسية, ولمعالجته لاحتمالات الصراع بين الإسلام وأعدائه بين لحظات القوة والضعف, ولا شك أن الإمام الشافعي لم يكن يدور بخلده أن يصل حال المسلمين إلى ما وصل عليه، ولا شك أن الفقه المعاصر مطالب بأن يعالج مشكلات العالم الإسلامي السياسية , وبالأخص فيما يتعلق بالصراع مع الأعداء، ولكنني أردت أن أشير إلى أن ما يواجهنا ليس من قبيل الأمور التي يعجز عنها الفقه الذي يلتزم بأحكام القرآن , فالمهادنة مشروعة بالقرآن والسنة .. وهى مؤقتة، وتتطلب أن يتحول المسلمون خلالها من حالة الضعف إلى حالة القوة (مع مراعاة أن الأمور نسبية في كل الأحوال) ولذلك في كتاب الله الذي أحكمت آياته جاءت آية {وان جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله انه هو السميع العليم } (الأنفال 61) جاءت مباشرة عقب آية {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ..} إلى آخر الآية , ولكن كثيراً ما يتلاعب وعاظ السلاطين فيقولون الآية 61 دون ربطها بالآية رقم 60 من سورة الأنفال !!
وان المهادنة أو الهدنة أبعد ما تكون عن حالات التطبيع والصداقة والتعاون والأحلاف الاستراتيجية والأسواق المشتركة مع إسرائيل, بل وأكثر من ذلك تسليم الأمريكان مفاتيح البلاد الإسلامية.. بدءاً من البترول إلى الجيوش إلى الاقتصاد .. إلى القرار السياسي, بل وأخيراً مناهج التعليم نفسها ! !.
فهذه هي الموالاة التي نهي عنها الله سبحانه وتعالى، ومن يريد أن يخلط بين الحالتين فأولئك هم المنافقون.. لأن الفارق بينهما واضح كفلق الصبح, بالتأكيد فإن أغلب حكام الدول الإسلامية جعلوا المهمة أكثر صعوبة بتخليهم عن مشروع بناء قوة الأمة, وان الفجوة بيننا وبين الأعداء تزيد كل يوم بسببهم, وان استعادة الأمة الإسلامية لزمام المبادرة على طريق تعديل موازين القوي المختلة حالياً ضدها لابد أن يمر بتغيير معظم هؤلاء الحكام, وإقامة نظم جديدة جديرة بالانتساب للإسلام وللقرآن..
وهذا يتطلب أول ما يتطلب رفض ما يروجه هؤلاء الحكام حول حتمية وواقعية الاستسلام.. باعتباره الخيار الوحيد المطروح على الأمة.. وما هو في الحقيقة إلا الخيار المطروح أمامهم لاستمرار التثبت بمواقع الحكم .
ان خيار المقاومة .. والجهاد ..هو الخيار الإسلامي وهو الخيار الذي يحقق للأمة صلاح الدنيا والآخرة.

(والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون )


خارطة الطريق .. الخدعة الجديدة
يصم الإعلام العميل آذاننا كل دقيقة بالكلام عن خارطة الطريق.. حتى تصور البعض أنها تتضمن عودة القدس والمسجد الأقصى وإقامة دولة فلسطينية مستقلة, وهذا هراء وكذب .
ويجب أن نلاحظ ابتداء أن استبعاد ياسر عرفات وتثبيت أبو مازن ( صديق الإسرائيليين ) خلال هذه اللقاءات المشئومة المزمعة , هو أول خضوع للشروط الأمريكية .. فأبو مازن هو ثالث حاكم عميل تنصبه أمريكا على بلاد العرب والمسلمين.. بعد كرزاي في أفغانستان ، وبريمر في العراق .. والطريف أن مبارك تخلى عن عرفات بلا ثمن .. وأقر بتمثيل أبي مازن للسلطة الفلسطينية في اللقاء المرتقب بالعقبة ..
بينما بوش لا يكف عن الثناء على أبي مازن الذي يحظى باحترام الصهاينة وعلى رأسهم شارون الذي اجتمع معه بالفعل للتحضير للتآمر في العقبة في صحبة بوش .
أما بالنسبة لخارطة الطريق .. فلا يوجد فيها أي شيء قاطع ومحدد, إلا سحق المقاومة الفلسطينية بعد نعتها بالإرهاب .. وهذا ما هو وارد في المرحلة الأولى.. التي كان من المفترض أن تبدأ في أكتوبر الماضي..
(1) وتنص هذه المرحلة على تعيين حكومة فلسطينية جديدة وإنشاء منصب رئيس وزراء بصلاحيات , وهذا ما حدث بالفعل في حكومة أبو مازن .. فالأمر يتم الابتداء به على أساس أن المشكلة في الفلسطينيين وليست في الاحتلال.. التي تنص قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة على ضرورة إنهائه منذ 36 عاما !! .
(2) التزام القيادة الفلسطينية بأمن إسرائيل و ( الوقف الفوري للانتفاضة المسلحة وكافة أشكال العنف ضد الإسرائيليين في كل مكان , وتوقف كافة المؤسسات الفلسطينية عن التحريض ضد إسرائيل) وهذا هو الشيء الوحيد الجوهري في خارطة الطريق.. وقف الجهاد الفلسطيني لتحرير الأراضي المغتصبة والمحتلة, رغم أن القانون الدولي يؤكد مشروعية القتال ضد المحتل ! وكذا استخدام تعبير ( كل مكان ) أي حتى في الضفة الغربية وغزة .. وحتى ضد الأهداف العسكرية للاحتلال .. وهذا لا يحدث عادة إلا بعد انسحاب القوات المحتلة أو إعلانها وتوقيعها لاتفاقية واضحة تنص على الانسحاب خلال جدول زمني قاطع .. وهذا ليس موجودا في الخارطة المشئومة .. بل أكثر من ذلك تحض الخريطة على نبذ مجرد التحريض ضد المحتل.. والله ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين !! فالمطلوب أيضاً تكميم الأفواه وعدم نقد وجود الاحتلال ، دون تقديم أي ضمانات لانسحاب المحتل ، فالضمانات كلها لإسرائيل كما سنرى .
(3) (يتم تنفيذ الخطة الأمريكية لإعادة البناء والتدريب واستئناف التعاون الأمني مع مجلس خارجي للإشراف مكون من أمريكا ومصر والأردن) .
الضمانات كلها لإسرائيل .. فحتى تطمئن على التزام السلطة الفلسطينية بقمع المقاومة .. يتم التعاون الأمني مع إسرائيل تحت إشراف أمريكي .. والمقصود تعاون اجهزة الأمن الفلسطينية .. في وجود شهود زور مصريين وأردنيين .
(4) (تدمج جميع أجهزة الأمن الفلسطيني ضمن 3 أجهزة ، وتكون مسئولة أمام وزير الداخلية صاحب الصلاحيات) وقد بدأ تنفيذ ذلك بتعيين عميل الموساد (دحلان) ليكون صاحب الصلاحيات.. وهناك حديث عن عودة العميل الآخر (الرجوب) مسئول الأمن الوقائي الذي كان يسلم الفلسطينيين للسلطات الإسرائيلية !
(5) (أجهزة الأمن الفلسطينية التي يعاد بناؤها ويعاد تدريبها وأجهزة الجيش الإسرائيلي يبدآن إعادة مرحلية للتعاون الأمني وبما يشمل اجتماعات على مستوى عال وبمشاركة مسئولين أمنيين أمريكيين ) وهي نفس تجربة كرزاي في أفغانستان وبريمر في العراق . هذا التعاون الأمني الفلسطيني العميل – الإسرائيلي – الأمريكي لا هدف له إلا وأد المقاومة وضرب بنيتها التحتية .
(6) ( تتحرك الدول العربية بشكل حازم لقطع أي تمويل حكومي أو خاص للجماعات الفلسطينية المتطرفة ) أي قيام حكام العرب بتجفيف المنابع المالية التي تدعم الانتفاضة , بدلاً من الالتزام بتوجيهات الله سبحانه وتعالى بموالاة المؤمنين.. ودعم المجاهدين .. يتم تسميتهم بالمتطرفين .. ويجرم دعمهم.
(7) وتلتزم إسرائيل بالمقابل .. بالتوقف عن مهاجمة المدنيين وهدم البيوت ومصادرة الممتلكات .. أي لا يوجد حديث عن وقف قتال المقاومين المجاهدين أو فك أسرهم من سجون إسرائيل.. وكذلك الالتزام بتفكيك المستوطنات التي تم انشاؤها خلال حكومة شارون .. وهو شيء يسير .. لأن المستوطنات في حالة توقف وذبول وانحسار بسبب ضربات المقاومين .
والمعلوم أن لإسرائيل 14 تحفظاً على خارطة الطريق , وافقت أمريكا على 12 منها .. وعلى رأس هذه التحفظات موضوع الاستيطان .. إذن فإن الكيان الصهيوني غير ملتزم بأي شيء عمليا !! وقد طمأن بوش شارون بقوله :
(إن خارطة الطريق ليست توراة !!) .. ومع ذلك فإن حكام العرب جعلوها قرآنهم .. لعنهم الله في الدنيا والآخرة ..
لقد ذكر بوش في حديثه للتليفزيون المصري .. إن (السلام منحة من الله ) فبوش مسموح له أن يتحدث عن الله .. وأن يتحدث بلكنة دينية .. أما عندما يلتزم المجاهدون بكلام الله المنزل بالفعل.. فإنهم مجرمون ومتطرفون في عرف بوش وحكام العرب ..
ألا لعنة الله على الكافرين والمنافقين والتابعين لأعداء الله ..





التخلي عن الجهاد لتحرير القدس كفر بواح
نواصل عرض تحليلي لخارطة الطريق المشبوهة التي يقدمها الإعلام الرسمي على أنها حل لقضية فلسطين ..
تحدثنا عن المرحلة الأولى .. ورأينا أن تصفية المقاومة الفلسطينية المسلحة , بل ومنع التحريض ضد الاحتلال هو الشيء الجوهري فيها مقابل لا شيء تقريبا .. ذلك أن وقف المقاومة بل تصفيتها لا يجوز أن تكون مطروحة دون انسحاب المحتل أو توقيعه عل اتفاقية الانسحاب خلال فترة زمنية محددة التاريخ, وإلا فإن تخليك عن ورقة الضغط الوحيدة ( المقاومة ) يعني أنك تواصل التفاوض عارياً من كل شيء .. إلا " حسن نوايا " الأعداء المجرمين ( أمريكا وإسرائيل ) !! .
وتتحدث الخارطة عن محطة ثانية خلال المرحلة الأولى .. حيث تجري إصلاحات سياسية في السلطة الفلسطينية .
( وهي إصلاحات تشرف عليها أمريكا وإسرائيل ) وتحت آلية مراقبة من اللجنة الرباعية المكونة من ( أمريكا – أوروبا – روسيا – الأمم المتحدة ) أي هي لجنة كلها من غير العرب والمسلمين !! .
وتضيف ( كلما تقدم الأداء الفلسطيني الأمني بشكل شمولي ) أي كلما تمت تصفية البنية التحتية للمقاومة كبشر وكوسائل محدودة للمقاومة ( تنسحب قوات إسرائيل إلى مواقعها قبل الاجتياح الذي حدث في 28 سبتمبر 2000 ) .. وهذه لعبة جديدة تعني انسحاب القوات من داخل المدن إلى حولها مع استمرار التحكم في كل الطرق والمواصلات بين المدن والقرى الفلسطينية , أي هو أشبه بخروج اللص من داخل البيت ومرابطته على بابه يتحكم في الداخل والخارج منه .. ويسيطر عليه سيطرة كاملة من الخارج .. وهذا هو الوضع الأنسب للاحتلال.. حيث يبتعد عن التجمعات السكنية الكثيفة التي تعرضه للمزيد من الاستنزاف .
أي أن الأمر لا يعدو ان يكون إعادة انتشار لقوات الاحتلال .. بينما يصور العملاء أنه انسحاب بمعنى تحرير جزء من الإرادة أو السيادة أو الأرض الفلسطينية .. وهذا هراء .. فهو مثلاً لا يماثل انسحاب إسرائيل من جزء من سيناء كما حدث في عام 1975 ..
حيث انضم هذا الجزء إلى السيادة المصرية وتم تحريره نهائيا.. من قبضة الأعداء . أما في هذه الحالة فإن الجيش المحتل يقف على الأبواب . وإذا لم يقم الأمن الفلسطيني بواجبه نصرة للاحتلال .. فإنه سيعود ليدخل مجدداً للقيام بمهامه ..
وفي هذا الصدد تعود الخارطة لتؤكد نفس المعنى( يتفق الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي على اتفاقية أمنية تشمل آلية فاعلة لوقف العنف والإرهاب والتحريض يتم تنفيذها من خلال أجهزة أمنية فلسطينية فاعلة أعيد بناؤها ) .
ثم يأتي الحديث في هذه المحطة الثانية (ضمن المرحلة الأولى) عن تجميد النشاط الاستيطاني, أي مجرد وقف التوسع فيه .. وهو الأمر الذي تتحفظ عليه إسرائيل.. وبالتالي يصبح التنازل الفلسطيني الجوهري بلا ثمن .
والحقيقة أن التلاعب بحكاية تجميد الاستيطان لا معنى له .. فالأصل أن تقرر إسرائيل انها ستنسحب إلى حدود 4 يونيو 1967.. ولكن بما أن الكيان الصهيوني مجمع على رفض ذلك فإن الخارطة تساعده على ذلك .. بتمييع القضية .. بالحديث عن تجميد الاستيطان ، وكأن ابتلاع أكثر من نصف الضفة الغربية بالنشاط الاستيطاني الذي حدث بالفعل ليس كافياً , ثم يجري الحديث بعد ذلك عن الحدود والمساومة حول إدخال معظم هذا الوجود الاستيطاني في الكيان الصهيوني , في مقابل كيان فلسطيني معزول وتابع ومنكمش لا يهم بعد ذلك أن يسمى دولة أو بلدية .
فإذا كانت الخارطة تعني انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة عام 1967 وإقامة دولة فلسطينية عام 2005 , فما أهمية الحديث عن تجميد الاستيطان حتى إذا وافقت عليه إسرائيل .. إلا إذا كان الأمر يعني أنه لا انسحاب من الضفة الغربية وغزة
وهنا تبدو إسرائيل وقد قدمت " تنازلات "!! فلابد إذن من مكافئتها .. بإعادة مصر والأردن سفيريهما إلى تل أبيب كخطوة بارزة على تنشيط التطبيع .
المرحلة الثانية :
بعد الاطمئنان إلى قصم ظهر المقاومة الفلسطينية .. يتم التوجه إلى مؤتمر دولي بلا ضمانات لبحث إمكانية إنشاء دولة فلسطينية ذات " حدود مؤقتة " وهذا تعبير مخادع يعكس روح النصب فلا يوجد في القانون الدولي ما يسمى بدولة ذات حدود مؤقتة، ولكنها اختراعات للتلاعب بالأمة في ظل حكام مهزومين .. وحتى يبدو أن هناك تقدماً .. وأن ثمة " دولة " في نهاية المطاف . هذا المؤتمر ينعقد تحت الإشراف الرباعي : أمريكي – أوروبي – روسي – الأمم المتحدة .. وهي كلها أطراف لا تتبنى الموقف العربي .. وليس لديها أي التزام بالإسلام وقضاياه المقدسة .. فنحن نسلم قضيتنا للأعداء .. وهم الذين يقررون مصير فلسطين.. وإذا كانت أمريكا هي المحاربة .. ورغم تقديرنا للخلاف الأوروبي والروسي معها إلا أنه لا يكفي للتعبير عن قضيتنا في مؤتمر دولي يمثل الجانب العربي فيه " أبو مازن " !! صديق إسرائيل وأمريكا , أو كوفي عنان فهو مجرد طرطور أمريكي .
وعقد هذا المؤتمر الموهوم يقدم على أنه تنازل جديد وتفضل من الكيان الصهيوني .. لذلك لابد من تقديم تنازل مقابل .. وهو (إعادة الروابط العربية الأخرى مع إسرائيل التي كانت قائمة قبل الانتفاضة كالمكاتب التجارية) أي أن قبول إسرائيل بالجلوس للتفاوض وهو الأمر الذي تفعله منذ عشرات السنين .. أصبح هو التنازل الكبير الذي يستحق تنشيط التطبيع التجاري معها علناً.. وهو في الحقيقة لم ينقطع مع بلاد مثل مصر وقطر والأردن .
بل لابد من تقديم المزيد من الجوائز لإسرائيل لمجرد أنها خرجت من وسط المدن إلى أطرافها مع إسناد مهمة ضرب المقاومة الفلسطينية للأمن الفلسطيني .. فلابد من إحياء المفاوضات متعددة الأطراف التي تبحث مشاركة الكيان الصهيوني في الماء العربي , وإقامة السوق الشرق أوسطية ، وبحث أمور البيئة والحد من التسلح ووضع قضية اللاجئين في هذا الخضم دون أي سقف زمني .. ودون أي مبادئ حاكمة تنص على حق العودة .. فاللاجئون مجرد نقطة في اجتماعات مفتوحة بلا سقف زمني وبلا ضوابط أو التزامات .
وفي هذه المرحلة أيضاً يتم إقرار الدستور الفلسطيني تحت إشراف الاحتلال .. والمفروض أن الدستور عمل سيادي تقوم به دولة مستقلة , لا يقوم به أناس واقعون تحت إكراه الاحتلال.
ورغم كل ما يفترض أن يحدث في المرحلة الأولي في مجال قمع المقاومة فان المرحلة الثانية لا تزال تؤكد على جوهر الموضوع والذي لا موضوع سواه حقيقة في الخارطة (استمرار تنفيذ التعاون الأمني واستكمال جمع الأسلحة غير المشروعة ونزع أسلحة الجماعات العسكرية) .. كل هذه التأكيدات مع استمرار حالة الاحتلال .. وبدون ربط ذلك بنجاح مؤتمر دولي يبحث في مجرد (حدود مؤقتة ) لدويلة . فالمسائل كلها تطرح بالتوازي ,وهي كلها أمور هلامية , عدا (تصفية المقاومة) .. بل الخارطة تستخدم ألفاظاً بالغة الخطورة .. حين تقول أن مهمة المؤتمر الدولي هي (إطلاق المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين حول إمكانية إنشاء دولة فلسطينية بحدود مؤقتة ) ..
أي عندما يكون مطلوب تجريد الضحية من سلاحها , نجد أمريكا ومخابراتها متواجدة مباشرة ، وعندما يفترض أن يحصل الفلسطينيون على مقابل ما (حدود مؤقتة لدويلة غير موجودة !!) فان الحمل (الفلسطيني ) يترك للذئب ( الكيان الصهيوني ) في مفاوضات ثنائية .. فإذا لم يتفقا سيقول الأمريكان : ماذا نفعل ؟
ونحن نقول: ماذا ننتظر من مفاوضات بين الحمل غير المسلح مع الذئب المسلح ؟ .. وتعود الخارطة لتؤكد ذات المعني (مفاوضات فلسطينية إسرائيلية بهدف إنشاء دولة ذات حدود مؤقتة) .
المرحلة الثالثة :
بعد أن يتم سلخ الحمل الفلسطيني يتم الاتجاه إلى مؤتمر دولي ثاني!! فأنت في سباق أمام حواجز وموانع لا تنتهي, وكلما تجاوزت حفرة وجدت هوة . فربما يكون الطرف الفلسطيني ما يزال ينبض بالحياة فلابد من كتم أنفاسه تماماً .. وهذا المؤتمر يعقد تحت الإشراف الرباعي , والطريف أن قرار اللجنة الرباعية لابد ان يكون إجماعياً ( على طريقة الجامعة العربية ) ولذلك فإن لأمريكا حق الفيتو على أي شىء !! ألا يكفينا فيتو مجلس الأمن ؟! وهذا المؤتمر الدولي الثاني سيبحث إقرار الاتفاق على الحدود المؤقتة .. وهذا يذكرنا بالنكتة الخضراء .. ( رجل أخضر يركب سيارة خضراء .. ويسكن في بيت اخضر .. ويلبس اخضر .. وهكذا حتى تمل من السماع !! ) .
فهذا نوع من مط الأمور إلى ما لا نهاية .. فإذا كان الفلسطينيون والصهاينة اتفقا على الحدود المؤقتة لماذا يعاد بحث الأمر في مؤتمر دولي ثاني .. وهذا المؤتمر الثاني سيقوم بعد ذلك بـ (إطلاق المفاوضات بين إسرائيل وفلسطين نحو حل نهائي ووضع دائم عام 2005 وبما يشمل الحدود والقدس واللاجئين والمستوطنات) .. أي بعد عامين من ذبح المقاومة .. يقوم المجتمع الدولي (اللجنة الرباعية) بتسليم الحمل الفلسطيني مرة أخرى للجزار في مفاوضات ثنائية .. وهذه مسخرة بكل المقاييس .. فالأمة العربية والإسلامية ستتلخص في أبي مازن صديق إسرائيل.. وهذا الهمام هو الذي سيناقش مسائل القدس واللاجئين والمستوطنات .. هل سمعتم عن استغفال للعقول أكثر من ذلك !
ان الحاكم العربي الذي يوافق على خارطة الطريق هو حاكم خائن يرتكب الكفر البواح وهذا ما كتبه الأستاذ / عادل حسين في جريدة "الشعب" عدد 29 أكتوبر 1991 بمناسبة مؤتمر مدريد, الذي يتكرر الآن بصورة أكثر هزلية وهزالاً .. فماذا قال ؟
( زمان .. أي منذ 10 أو 12 سنة ( لا أكثر ) كان العرب يداً واحدة على العدو الصهيوني , ولم يكن بوسع أي حاكم أو زعيم أن يقول إن فلسطين قضية فلسطينية خالصة , ولا شأن لغير الفلسطينيين بها . لم يكن بوسع أي ملك أو رئيس أن يقول شيئاً من ذلك, ففلسطين بالذات, والقدس بشكل أخص, لا يمكن أن تكون شأناً إسلامياً وعربياً، ولو قلنا بغير ذلك لأصبح الدفاع عن مكة والمدينة في رقبة أهل الحجاز وحدهم . والقول بهذا كفر! ‍ نعم القول بهذا كفر بواح . ولهذا لم يكن هناك حاكم عربي يجرؤ أن يقول أنه في موقف المتفرج أو المراقب بالنسبة لفلسطين, وإذا جاز لأي حاكم عربي أن يقول ذلك – إذا جاز – فإن حاكم مصر بالذات لا يمكن أن يقولها .
فيا ضيعة الإسلام والعرب إذا كانت مصر لا تشارك في تحرير القدس!‍ ويا ضيعة مصر نفسها اذا قبلت الهوان والذل إلى هذا الحد .. سيركبنا اليهود والله كما تركب الحمير , ان نحن تصاغرنا وتنازلنا إلى أن نتخلى عن واجب الجهاد لتحرير القدس بدعوى أننا نترك هذه المهمة لفلسطين!) .
وفي 5 نوفمبر 1991 استنكر الأستاذ عادل حسين ما ورد على لسان مبارك ونصه ( ما تقعدش مع إسرائيل؟ أمال تقعد مع مين ؟ تحل مشكلتك مع مين ؟ يا حبيبي فلوسك عند إسرائيل .. عند اليهود .. والعالم الغني كل فلوسه في ايدين اليهود .. دا فيه ناس كتير بس مش عايز أذكرهم مستشاريهم يهود .. لأنهم ناصحين وإلا ماكنش الأربعة مليون الموجودين في إسرائيل مغلبين 170 مليون اللي هنا ! مغلبينهم ) .
وقال مبارك في نفس الخطاب : ( نعمل زي الناس راحوا في دولة من الدول .. هانجيب جيش ونروح نحرر القدس .. خمسة مليون واحد .. ما تروح ياسيدي حد ماسك إيدك! ) .
*****
ونعود إلى المرحلة الثالثة من خارطة الخيانة ..
وبالتوازي مع المؤتمر الدولي الثاني من أجل حل نهائي يفترض فيه دولة فلسطينية ذات حدود دائمة .. وقبل ضمان ذلك ودون اشتراط ذلك .. ( تقبل الدول العربية بعلاقات طبيعية مع إسرائيل ) ويتواصل الحديث عن الأمن ( ضرب المقاومة ) بالقول (استمرار التعاون الأمني بشكل مستمر وفعال على أساس الاتفاقات الأمنية التي تم التوصل إليها).
أي حتى في المرحلة التي يزعمون أنها مرحلة دولة .. لا حديث محدد إلا عن التعاون الأمني بين عملاء فلسطين والجيش الإسرائيلي .
تبقى نقطتان يجب توضيحهما :
1- الجدول الزمني: الجدول الزمني غير مقدس ذلك أن خارطة الطريق كان من المفترض أن تبدأ في أكتوبر 2002 ونحن الآن في يونيو 2003 وهي لم تبدأ بعد .. كما أن بوش طمأن شارون بأن (الخارطة ليست من التوراة) .. وهذا ينطبق على المضمون والجدول الزمني , فإذا حدث خلاف خلال المؤتمر الأول .. ستتوقف العملية .. كما حدث مع مقررات أوسلو والقاهرة وواي بلانتيشن .. إلخ إلخ .. أين الجداول الزمنية في كل هذه الاتفاقات التي وقع عليها رئيس أمريكا ورئيس وزراء الكيان الصهيوني ؟!
2- الدولة: في شعار الدولة الفلسطينية يكمن الخداع الأكبر .. فلا يوجد في الخارطة أي توصيف لهذه الدولة .. وسيادتها .. وحدودها .. وحقها في الجيش .. وحدود مفتوحة .. وسياسة خارجية .. وقد سبق وأن أطلقوا مصطلح"السلطة الفلسطينية " على سلطات هي أقل من سلطة البلدية .. وسلطة البلدية تشمل التصرف في الماء والكهرباء وحتى التنقل داخل البلدية .. وهذا ما لم تحظ به السلطة الفلسطينية في أي وقت من الأوقات .. لذا فإنهم يطلقون مصطلح " الدولة " على نوع من الحكم الذاتي التابع للكيان الصهيوني بلا أي نوع من أنواع سيادة الدول المتعارف عليها والمعروفة في القانون الدولي .
وهي ستكون أشبه بدولة الفاتيكان من الناحية السياسية.. فالفاتيكان مجرد قطعة وجزء لا يتجزأ من روما .. ولقد زرتها بنفسي ولم يعترضني أحد عند الدخول أو الخروج .. فالفاتيكان أشبه بميدان كبير في روما .. ومع ذلك فإن للفاتيكان سفارات في دول العالم ‍‍ .
وستكون دولة فلسطين – كما في مخيلة أمثال – بوش وشارون– شيئاً قريباً من ذلك .. بل وأشد سوءاً .. لأن للفاتيكان قداسة روحية ( لدى الكاثوليك) .. ولأن دولة فلسطين سيديرها عملاء الموساد بهوية فلسطينية, وستكون شاهد قبر على موت الأمة العربية والإسلامية وضياع القدس والمسجد الأقصى .
*****
هذه هي الخارطة .. وهذه هي خطة الأعداء وعملائهم .. هذه هي خارطة الخيانة .. ولكنني أقول بكل الثقة والأمانة ان ذلك لن يحدث .. الأمة في حالة تقدم وفي المقدمة شعوب فلسطين والعراق وأفغانستان .. الشعب الفلسطيني الاستشهادي البطل لن يقبل بهذه الحقارات ..يقاوم مهما واجه من محن .. وسيواصل الشعبان الأفغاني والعراقي توجيه الضربات المميتة والموجعة للأمريكان .. وستحطم باقي الشعوب أغلال الحكومات الخائنة.. وسيضرب الاستشهاديون في كل مكان .. (زوروا موقع السفارة الأمريكية في القاهرة لتشاهدوا بأنفسكم كيف تحولت إلى ثكنة عسكرية وكيف يعيش الدبلوماسيون الأمريكان كجرذان الصحراء) وستنقض الشعوب على اتفاقات الذل والعار .. وأعوان أمريكا وإسرائيل .
ورغم كل الإنكسارات فإن الخط البياني إلى صعود .. أعني خط الأمة .. بعودتها إلى الجهاد . إذا تصورتم أن بإمكان القاعدة أن تفتح مكتباً علنياً لتطوع الاستشهاديين (كما حدث خلال حرب السوفيت في أفغانستان) فستجدون طوابير من مئات الآلاف تذهب لتسجيل أسمائها .. وعندما أفتتحت في مصر مكاتب وهمية للتطوع للجهاد في العراق .. زحفت ألوف مؤلفة من المصريين .
وإذا فتحت حماس أو الجهاد مكاتب للتطوع.. سيزحف إليها الملايين .. هذا هو حال الأمة .. لقد انتقلت الأمة من حالة الإقبال على أداء الشعائر الدينية فحسب.. إلى الرغبة الجامحة في الجهاد..
ومقاومة سلاطين العجز والتوسل .. هي من أفضل الجهاد بكلمة حق .. والناس تتحرق شوقاً لمن يقودها .. إلى الخلاص من هذه السلاطين .
ونحن – في مصر – لن ندخر جهداً بإذن الله .. وسنواصل تكتيل قوى الأمة لإقالة مبارك .. وسنضرب المثل لأخوتنا العرب في الأقطار الأخرى .. وسنتقدم الصفوف .. حتى نقيم الدولة الأبية التي تستظل بظلال القرآن .. أو نهلك دون ذلك ..وموعدنا مع بوش وعملائه الصبح ..
( إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب )
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .....

هيو2
14-01-09, 08:27 PM
فلسطين الحبيبة مثال قوى على تنكر العرب لدينهم....فكان السلام مع اليهود!! الذين فاوضوا الله على بقرة!! نعم على بقرة!! ثم ذبحوها وماكادوا يفعلون!....ما بالك بالارض العربية المقدسة!!أهلا بالأستاذ العزيز سامي

لن أوفيك شكراً على ما أضفته هنا بقلمك وبواسطة البحث الذي وضعته

وهنا بعض المقتطفات من البحث:
وتقسم المعاهدة المصرية – الإسرائيلية سيناء إلى 3 مناطق:
المنطقة (أ) شرق قناة السويس ، ويسمح فيها بتواجد ما لا يزيد عن فرقة مشاة ميكانيكية واحدة.
المنطقة (ب) ويسمح فيها بتواجد أربع كتائب من قوات الحدود مزودة بأسلحة خفيفة للتعاون مع الشرطة المدنية.
المنطقة (ج) وهي الملاصقة لحدود فلسطين ولا يسمح فيها إلا بتواجد الشرطة المدنية المصرية فقط بالإضافة للقوات الدولية ، والخريطة كافية لتوضيح حجم المنطقتين (ب+ج) وهما حوالي ثلثي سيناء..
وبالمقابل ما هو الوضع في إسرائيل :لا توجد أي مناطق منزوعة السلاح .. منطقة واحدة تسمي (د) عمقها 3 كيلو مترات فقط يحدد فيها العدد الأقصى للقوات الإسرائيلية بأربع كتائب مشاة ( ومن الطرائف أن إسرائيل طلبت ثلاث كتائب .. ولكن السادات قال لوايزمان بل أربع كتائب علشان خاطرك!!).
وبينما سمح للطيران الإسرائيلي بالتحليق فوق المنطقة (د) لم يسمح للطيران المصري بالتحليق إلا فوق المنطقة (أ) فقط ولكي يكون هناك شاهد على قهر الإرادة المصرية مضت المعاهدة بصورة لا مثيل لها في المعاهدات تنص على :
( يلتزم كل طرف بالمحافظة على النصب المقامة في ذكري جنود الطرف الآخر بحالة جيدة (!!) وهي النصب المقامة بواسطة إسرائيل في سيناء ، والنصب التي ستقام بواسطة مصر في إسرائيل !! كما سيسمح لكل طرف بالوصول إلي هذه النصب).ان المفاوض العربي يعتمد على الخلافات المحدودة بين إسرائيل والولايات المتحدة ، وان أقصى ما يتمناه هو الحصول على أراض ، وليس الأراضي المحتلة عام 1967 ، وهذا من الممكن تحقيقه ولكن الثمن سيكون غاليا .. لا شك أن هناك خلافا بين الولايات المتحدة وإسرائيل .. بمعني عدم تطابق المصالح والرؤية .. لاختلاف المنظور الذي ينظر به كل منهما ، فلا شك أن إسرائيل تريد كل شئ لها ، وأمريكا تريد إسرائيل والعرب والمنطقة بأسرها لها .. وبالتالي فمن مصلحتها أن تجري بعض التوفيقات .. إسرائيل متمسكة – بعد التخلي عن سيناء – إلى أبعد حد بالأراضي المحتلة في الضفة وغزة والجولان ولبنان .. وأمريكا تسعي لتقديم ضمانات أمنية واقتصادية وتطبيعية ، بحيث تجعل إسرائيل أكثر مرونة ، فيما يتعلق بالأراضي المحتلة بمعني أن تحقق أهدافها في السيطرة بوسائل أخرى وبمعاونة أمريكا !!
ويجب أن نضع في الحسبان أن العلاقات الأمريكية – الإسرائيلية فريدة بالفعل ولا مثيل لها في العالم ، وأن إسرائيل تتحكم في أمريكا – عن طريق اللوبي الصهيوني- كما تتحكم أمريكا فيها ، ولن يتحقق الفصل الواضح بين مصالح أمريكا ومصالح الصهيونية العالمية وإسرائيل إلا إذا أصبحت إسرائيل خطرا على مصالح أمريكا ، وهذا لن يتحقق في حالة الضعف العربي الراهنة .. طالما أن الحكام العرب يبتلعون كل مظاهر الإذلال الصهيوني .. ويقبلون أعتاب البيت الأبيض .. إذن لا تشعر الولايات المتحدة بأنها تخسر شيئا باستمرار انحيازها لإسرائيل .. وهذا ما يساهم بدوره في تدعيم وزن وفاعلية اللوبي الصهيوني ، وهذا ما يدعم التوجه المشترك الذي يجمع بين إسرائيل وأمريكا في السيطرة على هذه المنطقة الحيوية في العالمخط الجهاد وخط الاستسلام
يشيع الانهزاميون منذ مبادرة السادات حتى الآن تساؤلا يريدون منه أن يبدو خط الاستسلام منطقياً , وهو ( وما البديل)؟!
وبالفعل ياله من سؤال محرج .. وصعب .. فلا يوجد بديل فوري كالعلاج السحري بطبيعة الحال ، بل إن خط الاستسلام نفسه استغرق وقتا ليس بالقليل.
فبعد أن يضعف الحكام العرب أوضاع بلادهم يقولون وما البديل للاستسلام للولايات المتحدة وإسرائيل؟!هناك فرق جوهري بين المهادنة المشروعة بين الأمة الإسلامية وأعدائها وبين موالاة الأعداء، وحكامنا سقطوا في الثانية , لأن المهادنة تعني الهدنة واستمرار إعداد القوة .. أما الموالاة فهي التحالف والصداقة مع أعداء الدين, وهذا محرم بنصوص القرآن..وان المهادنة أو الهدنة أبعد ما تكون عن حالات التطبيع والصداقة والتعاون والأحلاف الاستراتيجية والأسواق المشتركة مع إسرائيل, بل وأكثر من ذلك تسليم الأمريكان مفاتيح البلاد الإسلامية.. بدءاً من البترول إلى الجيوش إلى الاقتصاد .. إلى القرار السياسي, بل وأخيراً مناهج التعليم نفسها ! !.
فهذه هي الموالاة التي نهي عنها الله سبحانه وتعالى، ومن يريد أن يخلط بين الحالتين فأولئك هم المنافقون.. لأن الفارق بينهما واضح كفلق الصبح, بالتأكيد فإن أغلب حكام الدول الإسلامية جعلوا المهمة أكثر صعوبة بتخليهم عن مشروع بناء قوة الأمة, وان الفجوة بيننا وبين الأعداء تزيد كل يوم بسببهم, وان استعادة الأمة الإسلامية لزمام المبادرة على طريق تعديل موازين القوي المختلة حالياً ضدها لابد أن يمر بتغيير معظم هؤلاء الحكام

اليزابيث
23-01-09, 08:29 PM
السلام عليكم جميعا
أما بعد.
فقد أمرنا الله تعالى بمقاتلة من يقاتلنا وان لا نقف مكتوفي الايدي ننتظره حتى يقضي على المسلمين والاسلام فاساس هذه الحرب هو ديني وهو القضاء على كل من ينطق بالشهادتين وابقاء الفساد بجمييع مقاييسه هو السلطة الحاكمة حتى يتسنى للظلمة اللهو والافساد دون رقيب او عتيد.

ومن منطلق الواجب الاسلامي ومن منطلق الوضع الهجومي المتمرد من الاحتلال الاسرائيلي فعلينا التصدي لهذا الطغيان وعدم الرضوخ لاوامره واظهار الدولة في مظهر العاجزة التي تتوسل لانهاء هذه الحروب بل علينا اظهار عزتنا وقوتنا كما فعلت غزة الثائرة فبعزيمة مقاتليهها واهلها توجت نصرها للعالم باسره وللحكام والظلمة الذين يرفضون حتى الاعتراف بهذا النصر ؛ واذاقت الدولة العصية على الانهزام اقوى هزيمةفينبغي منا اخذ الدروس والعبر من التجارب والقوائع التي نمر بها فينبغي من الشعوب العربية الوقوف جنبا الى جنب في مقاتلة العدو فاذا كانت غزة القرية الصغيرة بالنسبة للعالم هزمت جيشا باسره فان الشعوب ستقضي على دولا عظيمة وليس جيوشا فقط .

فلينصر الله المسلمين والمقاومين في كل بقاع الارض

وليذل ويسحق القادة والحكام الظلمة الذين يضعون ايديهم في ايدي اخوانهم من اليهود والامريكان