الملك
22-10-08, 08:41 AM
العراق في زمن الكوليرا
بقلم الكاتب ... ابو عثمان
1. لايخفى على أي متابع للشأن العراقي مدى الدمار والخراب الذي أصاب العراق من جراء سياسات الأحتلال الأمريكي وأذنابه المأجورين.. وماجرى للمجتمع العراقي من تفكك وتشرذم ومالحق الشعب العراقي من قتل وتهجير..نقول كأن كل هذا لايكفي حتى يصاب الشعب العراقي بكارثة جديدة..ألا وهي آفة الأمراض والأوبئة..ونقصد بذلك أنتشار الكوليرا في العراق بشكل يجعل منه وباء خارج السيطرة..
2. من المعلوم أن العراق كان قبل 9/نيسان/2003 من الدول النظيفة من الأمراض والأوبئة..فقد أصدرت منظمة الصحة العالمية(who)تقرير عام 2001أعلنت فيه عن البلدان التي تعتبر نظيفة من الأمراض والأوبئة الأنتقالية (التدرن ــ الجدري ــ الكوليرا ــ الآيدز)..وقد صنف العراق مع دول أخرى مثل ألمانيا وبريطانيا وأميركا والدول الأسكندنافية بأعتباره من البلدان المحصنة ضد هذه الأمراض وهذا بسبب الرعاية والنظام الصحي المتبع من قبل دول وحكومات هذه البلدان مع الأخذ بنظر الأعتبار أن التقرير صدر والعراق تحت الحصار منذ12سنة..وبالرغم من كل المحاولات التي بذلتها أميركا في نشر الأمراض والأوبئة في العراق وقد أعلن عن الكثير منها مثل رمي حاويات البكتريا في الأنهار وألقاء صناديق الحشرات والقوارض(الجراد والفئران والثعابين)الناقلة للأمراض في المناطق القريبة من جنوب خط العرض36 ..
3. لكن ماذا حدث..فبعد9/نيسان/2003 بدأت الأمراض والأوبئة تغزو البيئة والمجتمع العراقي بشكل لافت للنظر الى أن تطور الأمر الى درجة خطرة لايمكن التغاضي عنها..ولعل أنتشار الكوليرا في الستة أشهر الأخيرة وبدرجة لايمكن أنكارها دليل على ذلك..وأذا كان الأحتلال يغض النظر عن ذلك فالغريب في الأمر أن الحكومة تتصرف باللامبالاة وأحيانا كثيرة بالأنكار..بحيث أصبح انتشار الوباء يثير الذعر ويفتك بالمواطنين والحكومة لاتحرك ساكن وتكتفي بالتصريحات فقط على أن الوباء تحت السيطرة..والأدهى في الأمر أنه كلما أعلنت الحكومة عن سيطرتها على الوباء تعلن بالمقابل المحافظات عن ظهور أصابات أكثر..
4. من المعلوم أن وباء الكوليرا ينتشر بسبب توفر الحاضنات البيئية مثل المستنقعات والأنهار الغير صحية وأنتشار برك المياه الآسنة من طفح المجاري..ويساعد على ذلك تردي الوضع الحي وأنعدام الخدمات الصحية.. وكذلك عدم توفر المياه الصالحة للشرب من حيث التصفية والتعقيم وتوزيعها في شبكات نظامية وسليمة على الأحياء والدور..فأغلب شبكات المياه وفي كل المحافظات متهرئة وكذلك الحال لشبكات الصرف الصحي..وأن أغلب مقاولات تنفيذ هذه الشبكات يسودها الفساد المنتشر في القطاع الصحي كبقية قطاعات أجهزة الحكومة التنفيذية..
5. أضافة الى أعلاه فأن مجالس المحافظات هي مسيطر عليها من قبل أحزاب الأحتلال وبالتالي فأن مدراء الصحة والبلديات هم من مرشحي هذه الأحزاب التي تحمي مرشحيها من كل مسؤولية في حالة الأخفاق..ولعل أنتشار الكوليرا هو نتيجة لهذه المحاصصة الحزبية والطائفية وأنعدام المتابعة والمحاسبة عن التقصير والخلل في أداء المهام..
6. أولى حالات أنتشار الكوليرا التي رصدت كانت في محافظة بابل وتحديدا في نواحي القاسم والجدول الغربي والخيرات حيث رصدت في يوم واحد أكثر من 80حالة أسهال شديد ولمختلف الأعمار لكن الحصة الأكبر كانت من الأطفال وقد تصادف وجود وفد من منظمة(SPTI) التركية في ناحية الجدول الغربي وهذه المنظمة تعمل في المجال الصحي وأعادة تأهيل محطات المياه ولديها مختبر متنقل وقامت بتقديم الأسعافات وأجرت الفحص المختبري على بعض الحالات وأكدت أن سبب الأسهال هو الكوليرا..وأن نسبة الأصابات قياسا الى عدد سكان المنطقة هو بدرجة (الوباء).. وقد طالبت بعزل المنطقة وأتخاذ أجراءات الطوارىء لحصر الوباء وأعلنت كذلك عن نتائج فحوصات سابقة لنماذج المياه في تلك المناطق وهذه الفحوصات تشير الى عدم صلاحية مياه الشرب للأستخدام البشري وأن سبب ذلك يعود الى أن مديرية ماء بابل تستخدم مادة الكلور التالف ولمدة تقارب الشهرين ....ولم تستجب السلطات الى نداء المنظمة التركية التي أرسلتٍ تقاريرها الى مقرها في تركيا وأعلنت النتائج في وسائل الأعلام وتكشفت معالم الفضيحة..
7. على أثر هذه التطورات أعلن رئيس لجنة الصحة والخدمات في مجلس محافظة بابل(حسون طوفان) أن تقارير ومعلومات المنظمة التركية صحيحة وأن هناك أرقام أعلى من ذلك في مناطق أخرى من بابل وأن الكلور المستخدم في تصفية المياه في عموم محطات المحافظة هو منتهي الصلاحية ومجهز من أيران وأكد على أن مدير الصحة ومدير الأسالة في المحافظة هما المسؤولان عن هذه الكارثة لعلمهم بفساد الكلور الأيراني وأصرارهم على أستخدامه.. وهذا التصريح يأتي على خلفية الصراع السياسي بين حزب الدعوة والمجلس الأعلى ..حيث أن (حسون طوفان) من حزب الدعوة في حين أن مديري الصحة والأسالة من المجلس الأعلى ..وهكذا تنشغل الأحزاب بصراعاتها السياسية على المصالح والكوليرا تنتشر وتفتك بالمواطنين..
8. وعلى أثر ذلك..توالت التصريحات في كل محافظات الجنوب والفرات الأوسط تعلن عن أنتشار الكوليرا وبدأت أرقام الأصابات بالأرتفاع..وتولى المسؤولين الحكوميين من حزب الدعوة بألقاء اللوم والأتهامات بالتقصير على نظرائهم من المجلس الأعلى وبالعكس..وفي يوم واحد أعلنت ثلاث محافظات(العمارة ــ الكوت ــ القادسية) عن أن وباء الكوليرا منتشر في هذه المحافظات قبل شهرين من أعلان أنتشاره في بابل وقد طالبت هذه المحافظات على لسان الناطقين الأعلاميين فيها أعلانها محافظات منكوبة..أن الصراع السياسي بين الدعوة والمجلس هو الذي رفع ستار التكتم على هذه الفضيحة وفجر الأزمة وأخرجها الى العلن وعلى وسائل الأعلام..
9. أعلنت الحكومة أن عدد الأصابات في عموم العراق لغاية يوم15/ك1/2008 بلغت(460) أصابة وأن الوفيات هي(8) حالات..ولكن تحرياتنا ومعلوماتنا المؤكدة تشير الى أن الأصابات هي (904)أصابة والوفيات بلغت (84)حالة..وموزعة حسب الجدول أدناه(مع التأكيد على أن هذه الأحصائية من مصادرها في دوائر الصحة في المحافظات وتم تأكيدها وتصحيح بعضها من مصدر في مديرية الصحة الوقائية العامة في وزارة الصحة)
المحـــــــــــــــــــــــــافظة
عـــــــــدد الأصـــــابات
عــــــــــــــــدد الوفيات
بغـــــــــــــــــــــــــداد
32
8
البصــــــــــــــــــــــرة
74
11
ميســــــــــــــــــــــان
102
12
النجـــــــــــــــــــــــف
85
6
بابـــــــــــــــــــــــــل
92
16
واســــــــــــــــــــــط
64
4
القادســـــــــــــــــية
59
7
كربـــــــــــــــــــــــلاء
80
5
المثنــــــــــــــــــــــــى
45
2
ذي قــــــــــــــــــــار
52
لاتوجد
ديالـــــــــــــــــــــى
39
4
نينــــــــــــــــــــــوى
28
لاتوجد
صلاح الديــــــــــن
25
2
الأنبــــــــــــــــــــار
24
9(منطقة الخضيره في زوبع) أعلنت منكوبة
سليمانيــــــــــــــة
34
3
دهـــــــــــــــــــوك
26
لاتوجد
أربيـــــــــــــــــــل
28
1
كركــــــــــــــــــوك
29
لاتوجد
010 ومن دراسة الأحصائية أعلاه يلاحظ أرتفاع الأصابات في الجنوب خاصة في العمارة بسبب أنتشار الأهوار وفي بابل وكذلك في المحافظات التي تشهد صراع سياسي بين حزبي الدعوة والمجلس الأعلى مما ينعكس سلبا على الوضع الصحي والخدمي..كما أن هذه الأحصائية هي فقط للحالات المسجلة رسميا في سجلات أحصاء دوائر الصحة..في حين أن هناك وفيات بالكوليرا حدثت خارج المستشفيات..حيث يتوفى المصابون في بيوتهم دون معرفة أسباب الوفاة بسبب جهل السكان بأعراض الكوليرا وأثناء التشريح يتم معرفة السبب.. ومن خلال رصد حالات الوفيات من قبل مصادرنا في بابل فأن هذه الوفيات لو أحصيت فانها تتجاوز الألف أصابة (هذا في محافظة بابل فقط)....والدليل على ذلك نورد هذين الدليلين:
الأول:سجلت في مركز تسجيل الوفيات في دائرة صحة بابل خلال الفترة من18/9/2008ولغاية14/10/2008 سجلت (1562)وفاة..ولو أعتبرنا أن ثلث هذه الوفيات(كحد أدنى)بسبب الكوليرا فأن النتيجة هي (520)وفاة في محافظة بابل فقط..ولو عممنا هذا العدد على باقي المحافظات(ماعدا بغداد) فأن النتيجة هي(8840)وفاة في كل العراق ..هذا على صعيد الوفيات أم على صعيد الأصابات فمن الطبيعي أن يكون الرقم أكبر بما ينبأ بكارثة أنسانية تتجاوز كل الحدود
الثاني:تستقبل مقبرة النجف يوميا بمعدل40ـــ 70متوفي وفي حالة حدوث..
معارك ومصادمات فأن المعدل يرتفع الى80ـــ120لكن في فترة الشهرين الأخيرين تستقبل مقبرة النجف110ــ130متوفي يوميا وهو مالا يحدث حتى خلال المواجهات..وأن مكاتب الدفن والمتعهدين يعانون من هذا الضغط وأزداد الطلب على الأيدي العاملة لأغراض حفر القبور..كما أن أهالي المتوفين يضطرون للأنتظار مدة4ــ6ساعات لحين أتمام عملية الدفن..وبحساب العملية لو أعتبرنا أن ثلث الوفيات (كحد أدنى)بسبب الكوليرا فأن الناتج سيكون بمعدل1300وفاة شهريا في الفرات الأوسط والجنوب..
11.أفاد أحد مصادرنا من داخل المنطقة الخضراء بالمعلومة التالية..توجه وزير الصحة(صالح الحسناوي)يوم11/10/2008 الى مجلس النواب للرد على أسئلة لجنتي الصحة والنزاهة عن أسباب الفشل في التصدي لأنتشار وباء الكوليرا..وبعد دخوله المنطقة الخضراء ووصول الخبر الى مجلس الوزراء تم التحرك بسرعة لمنعه من التوجه الى المجلس..ولغرض تدارك الأمر بسرعة تم الأيعاز الى أقرب نقطة حرس من مجلس النواب وهي قوة حماية مقر رئاسة أركان الجيش..وتم منعه من الدخول الى المجلس وكانت الأوامر صادرة من مستشار المالكي سامي العسكري..
12. تفيد كل المعلومات التي جمعت من مصادرنا أن من أسباب أنتشارالكوليرا هو المواد الغذائية الأيرانية التي تغزو أغلب المحافظات..وخاصة الألبان ومشتقاتها..فقد أعلن مدير المختبر المركزي في بابل(جمعه عبد عون) أن قناني الألبان الأيراني التي تحمل علامة (دوغ)هي غير صالحة لأحتوائها على بكتريا تخثر تعتبر عامل رئيسي في حضانة فايروس الكوليرا..وكذلك أعلن أن أغلب قناني المياه المعدنية التي هي من منشأ أماراتي أو بحريني غير صالحة وأن التحريات الخاصة بأوراق أستيرادها (المنيفيست) تبين أنها قادمة من أيران وتم أستيرادها عن طريق تجار من أقارب محافظ بابل..وعلى الفور تم عزل مدير المختبر ثم أختفى وعثر ذويه على جثته في الطب العدلي في مستشفى الحلة العام..وقد أفاد أحد مصادرنا في الحلة أن وراء أغتيال (جمعه عبد عون) سبب آخر هو أنه هدد بعد عزله بفضح قضية الدم الفاسد المجهز من أيران الى مستشفيات الحلة وأن لديه كل وثائق هذه الصفقة وكذلك المتورطين في أتلاف الدم الفاسد والقائه في نهر الفرات....
13. أجتمع المستشار الأعلامي للمالكي (ياسين مجيد) في داره بالمنطقة الخضراء مع كل من مدراء القنوات الفضائية(العراقية والفيحاء)ورؤساء تحرير صحف الصباح (الناطقة بأسم الحكومة)والمؤتمر التابعة لأحمد الجلبي والبيان التابعة لحزب الدعوة وناقش معهم وحثهم بضرورة التركيز على أن الحكومة تسيطر على الوباء وأنها (أي الحكومة )تتخذ كافة الأجراءات للسيطرة على أنتشار الوباء وأن أثارة هذه الضجة الأعلامية هو لأسباب سياسية وأنتخابية للنيل من أنجازات الحكومة وشخص المالكي..وقد أفادنا بذلك أحد العاملين في جريدة الصباح.......
أنتهـــــــــــــــــــى
بغــــــــــــــــــــداد
17/ت1/2008 ابوعثمان
الجبهة الوطنية للمقاومة العراقية
موقع صقر الشاهين
http://www.freewebtown.com/sakaaralshaheen/
بقلم الكاتب ... ابو عثمان
1. لايخفى على أي متابع للشأن العراقي مدى الدمار والخراب الذي أصاب العراق من جراء سياسات الأحتلال الأمريكي وأذنابه المأجورين.. وماجرى للمجتمع العراقي من تفكك وتشرذم ومالحق الشعب العراقي من قتل وتهجير..نقول كأن كل هذا لايكفي حتى يصاب الشعب العراقي بكارثة جديدة..ألا وهي آفة الأمراض والأوبئة..ونقصد بذلك أنتشار الكوليرا في العراق بشكل يجعل منه وباء خارج السيطرة..
2. من المعلوم أن العراق كان قبل 9/نيسان/2003 من الدول النظيفة من الأمراض والأوبئة..فقد أصدرت منظمة الصحة العالمية(who)تقرير عام 2001أعلنت فيه عن البلدان التي تعتبر نظيفة من الأمراض والأوبئة الأنتقالية (التدرن ــ الجدري ــ الكوليرا ــ الآيدز)..وقد صنف العراق مع دول أخرى مثل ألمانيا وبريطانيا وأميركا والدول الأسكندنافية بأعتباره من البلدان المحصنة ضد هذه الأمراض وهذا بسبب الرعاية والنظام الصحي المتبع من قبل دول وحكومات هذه البلدان مع الأخذ بنظر الأعتبار أن التقرير صدر والعراق تحت الحصار منذ12سنة..وبالرغم من كل المحاولات التي بذلتها أميركا في نشر الأمراض والأوبئة في العراق وقد أعلن عن الكثير منها مثل رمي حاويات البكتريا في الأنهار وألقاء صناديق الحشرات والقوارض(الجراد والفئران والثعابين)الناقلة للأمراض في المناطق القريبة من جنوب خط العرض36 ..
3. لكن ماذا حدث..فبعد9/نيسان/2003 بدأت الأمراض والأوبئة تغزو البيئة والمجتمع العراقي بشكل لافت للنظر الى أن تطور الأمر الى درجة خطرة لايمكن التغاضي عنها..ولعل أنتشار الكوليرا في الستة أشهر الأخيرة وبدرجة لايمكن أنكارها دليل على ذلك..وأذا كان الأحتلال يغض النظر عن ذلك فالغريب في الأمر أن الحكومة تتصرف باللامبالاة وأحيانا كثيرة بالأنكار..بحيث أصبح انتشار الوباء يثير الذعر ويفتك بالمواطنين والحكومة لاتحرك ساكن وتكتفي بالتصريحات فقط على أن الوباء تحت السيطرة..والأدهى في الأمر أنه كلما أعلنت الحكومة عن سيطرتها على الوباء تعلن بالمقابل المحافظات عن ظهور أصابات أكثر..
4. من المعلوم أن وباء الكوليرا ينتشر بسبب توفر الحاضنات البيئية مثل المستنقعات والأنهار الغير صحية وأنتشار برك المياه الآسنة من طفح المجاري..ويساعد على ذلك تردي الوضع الحي وأنعدام الخدمات الصحية.. وكذلك عدم توفر المياه الصالحة للشرب من حيث التصفية والتعقيم وتوزيعها في شبكات نظامية وسليمة على الأحياء والدور..فأغلب شبكات المياه وفي كل المحافظات متهرئة وكذلك الحال لشبكات الصرف الصحي..وأن أغلب مقاولات تنفيذ هذه الشبكات يسودها الفساد المنتشر في القطاع الصحي كبقية قطاعات أجهزة الحكومة التنفيذية..
5. أضافة الى أعلاه فأن مجالس المحافظات هي مسيطر عليها من قبل أحزاب الأحتلال وبالتالي فأن مدراء الصحة والبلديات هم من مرشحي هذه الأحزاب التي تحمي مرشحيها من كل مسؤولية في حالة الأخفاق..ولعل أنتشار الكوليرا هو نتيجة لهذه المحاصصة الحزبية والطائفية وأنعدام المتابعة والمحاسبة عن التقصير والخلل في أداء المهام..
6. أولى حالات أنتشار الكوليرا التي رصدت كانت في محافظة بابل وتحديدا في نواحي القاسم والجدول الغربي والخيرات حيث رصدت في يوم واحد أكثر من 80حالة أسهال شديد ولمختلف الأعمار لكن الحصة الأكبر كانت من الأطفال وقد تصادف وجود وفد من منظمة(SPTI) التركية في ناحية الجدول الغربي وهذه المنظمة تعمل في المجال الصحي وأعادة تأهيل محطات المياه ولديها مختبر متنقل وقامت بتقديم الأسعافات وأجرت الفحص المختبري على بعض الحالات وأكدت أن سبب الأسهال هو الكوليرا..وأن نسبة الأصابات قياسا الى عدد سكان المنطقة هو بدرجة (الوباء).. وقد طالبت بعزل المنطقة وأتخاذ أجراءات الطوارىء لحصر الوباء وأعلنت كذلك عن نتائج فحوصات سابقة لنماذج المياه في تلك المناطق وهذه الفحوصات تشير الى عدم صلاحية مياه الشرب للأستخدام البشري وأن سبب ذلك يعود الى أن مديرية ماء بابل تستخدم مادة الكلور التالف ولمدة تقارب الشهرين ....ولم تستجب السلطات الى نداء المنظمة التركية التي أرسلتٍ تقاريرها الى مقرها في تركيا وأعلنت النتائج في وسائل الأعلام وتكشفت معالم الفضيحة..
7. على أثر هذه التطورات أعلن رئيس لجنة الصحة والخدمات في مجلس محافظة بابل(حسون طوفان) أن تقارير ومعلومات المنظمة التركية صحيحة وأن هناك أرقام أعلى من ذلك في مناطق أخرى من بابل وأن الكلور المستخدم في تصفية المياه في عموم محطات المحافظة هو منتهي الصلاحية ومجهز من أيران وأكد على أن مدير الصحة ومدير الأسالة في المحافظة هما المسؤولان عن هذه الكارثة لعلمهم بفساد الكلور الأيراني وأصرارهم على أستخدامه.. وهذا التصريح يأتي على خلفية الصراع السياسي بين حزب الدعوة والمجلس الأعلى ..حيث أن (حسون طوفان) من حزب الدعوة في حين أن مديري الصحة والأسالة من المجلس الأعلى ..وهكذا تنشغل الأحزاب بصراعاتها السياسية على المصالح والكوليرا تنتشر وتفتك بالمواطنين..
8. وعلى أثر ذلك..توالت التصريحات في كل محافظات الجنوب والفرات الأوسط تعلن عن أنتشار الكوليرا وبدأت أرقام الأصابات بالأرتفاع..وتولى المسؤولين الحكوميين من حزب الدعوة بألقاء اللوم والأتهامات بالتقصير على نظرائهم من المجلس الأعلى وبالعكس..وفي يوم واحد أعلنت ثلاث محافظات(العمارة ــ الكوت ــ القادسية) عن أن وباء الكوليرا منتشر في هذه المحافظات قبل شهرين من أعلان أنتشاره في بابل وقد طالبت هذه المحافظات على لسان الناطقين الأعلاميين فيها أعلانها محافظات منكوبة..أن الصراع السياسي بين الدعوة والمجلس هو الذي رفع ستار التكتم على هذه الفضيحة وفجر الأزمة وأخرجها الى العلن وعلى وسائل الأعلام..
9. أعلنت الحكومة أن عدد الأصابات في عموم العراق لغاية يوم15/ك1/2008 بلغت(460) أصابة وأن الوفيات هي(8) حالات..ولكن تحرياتنا ومعلوماتنا المؤكدة تشير الى أن الأصابات هي (904)أصابة والوفيات بلغت (84)حالة..وموزعة حسب الجدول أدناه(مع التأكيد على أن هذه الأحصائية من مصادرها في دوائر الصحة في المحافظات وتم تأكيدها وتصحيح بعضها من مصدر في مديرية الصحة الوقائية العامة في وزارة الصحة)
المحـــــــــــــــــــــــــافظة
عـــــــــدد الأصـــــابات
عــــــــــــــــدد الوفيات
بغـــــــــــــــــــــــــداد
32
8
البصــــــــــــــــــــــرة
74
11
ميســــــــــــــــــــــان
102
12
النجـــــــــــــــــــــــف
85
6
بابـــــــــــــــــــــــــل
92
16
واســــــــــــــــــــــط
64
4
القادســـــــــــــــــية
59
7
كربـــــــــــــــــــــــلاء
80
5
المثنــــــــــــــــــــــــى
45
2
ذي قــــــــــــــــــــار
52
لاتوجد
ديالـــــــــــــــــــــى
39
4
نينــــــــــــــــــــــوى
28
لاتوجد
صلاح الديــــــــــن
25
2
الأنبــــــــــــــــــــار
24
9(منطقة الخضيره في زوبع) أعلنت منكوبة
سليمانيــــــــــــــة
34
3
دهـــــــــــــــــــوك
26
لاتوجد
أربيـــــــــــــــــــل
28
1
كركــــــــــــــــــوك
29
لاتوجد
010 ومن دراسة الأحصائية أعلاه يلاحظ أرتفاع الأصابات في الجنوب خاصة في العمارة بسبب أنتشار الأهوار وفي بابل وكذلك في المحافظات التي تشهد صراع سياسي بين حزبي الدعوة والمجلس الأعلى مما ينعكس سلبا على الوضع الصحي والخدمي..كما أن هذه الأحصائية هي فقط للحالات المسجلة رسميا في سجلات أحصاء دوائر الصحة..في حين أن هناك وفيات بالكوليرا حدثت خارج المستشفيات..حيث يتوفى المصابون في بيوتهم دون معرفة أسباب الوفاة بسبب جهل السكان بأعراض الكوليرا وأثناء التشريح يتم معرفة السبب.. ومن خلال رصد حالات الوفيات من قبل مصادرنا في بابل فأن هذه الوفيات لو أحصيت فانها تتجاوز الألف أصابة (هذا في محافظة بابل فقط)....والدليل على ذلك نورد هذين الدليلين:
الأول:سجلت في مركز تسجيل الوفيات في دائرة صحة بابل خلال الفترة من18/9/2008ولغاية14/10/2008 سجلت (1562)وفاة..ولو أعتبرنا أن ثلث هذه الوفيات(كحد أدنى)بسبب الكوليرا فأن النتيجة هي (520)وفاة في محافظة بابل فقط..ولو عممنا هذا العدد على باقي المحافظات(ماعدا بغداد) فأن النتيجة هي(8840)وفاة في كل العراق ..هذا على صعيد الوفيات أم على صعيد الأصابات فمن الطبيعي أن يكون الرقم أكبر بما ينبأ بكارثة أنسانية تتجاوز كل الحدود
الثاني:تستقبل مقبرة النجف يوميا بمعدل40ـــ 70متوفي وفي حالة حدوث..
معارك ومصادمات فأن المعدل يرتفع الى80ـــ120لكن في فترة الشهرين الأخيرين تستقبل مقبرة النجف110ــ130متوفي يوميا وهو مالا يحدث حتى خلال المواجهات..وأن مكاتب الدفن والمتعهدين يعانون من هذا الضغط وأزداد الطلب على الأيدي العاملة لأغراض حفر القبور..كما أن أهالي المتوفين يضطرون للأنتظار مدة4ــ6ساعات لحين أتمام عملية الدفن..وبحساب العملية لو أعتبرنا أن ثلث الوفيات (كحد أدنى)بسبب الكوليرا فأن الناتج سيكون بمعدل1300وفاة شهريا في الفرات الأوسط والجنوب..
11.أفاد أحد مصادرنا من داخل المنطقة الخضراء بالمعلومة التالية..توجه وزير الصحة(صالح الحسناوي)يوم11/10/2008 الى مجلس النواب للرد على أسئلة لجنتي الصحة والنزاهة عن أسباب الفشل في التصدي لأنتشار وباء الكوليرا..وبعد دخوله المنطقة الخضراء ووصول الخبر الى مجلس الوزراء تم التحرك بسرعة لمنعه من التوجه الى المجلس..ولغرض تدارك الأمر بسرعة تم الأيعاز الى أقرب نقطة حرس من مجلس النواب وهي قوة حماية مقر رئاسة أركان الجيش..وتم منعه من الدخول الى المجلس وكانت الأوامر صادرة من مستشار المالكي سامي العسكري..
12. تفيد كل المعلومات التي جمعت من مصادرنا أن من أسباب أنتشارالكوليرا هو المواد الغذائية الأيرانية التي تغزو أغلب المحافظات..وخاصة الألبان ومشتقاتها..فقد أعلن مدير المختبر المركزي في بابل(جمعه عبد عون) أن قناني الألبان الأيراني التي تحمل علامة (دوغ)هي غير صالحة لأحتوائها على بكتريا تخثر تعتبر عامل رئيسي في حضانة فايروس الكوليرا..وكذلك أعلن أن أغلب قناني المياه المعدنية التي هي من منشأ أماراتي أو بحريني غير صالحة وأن التحريات الخاصة بأوراق أستيرادها (المنيفيست) تبين أنها قادمة من أيران وتم أستيرادها عن طريق تجار من أقارب محافظ بابل..وعلى الفور تم عزل مدير المختبر ثم أختفى وعثر ذويه على جثته في الطب العدلي في مستشفى الحلة العام..وقد أفاد أحد مصادرنا في الحلة أن وراء أغتيال (جمعه عبد عون) سبب آخر هو أنه هدد بعد عزله بفضح قضية الدم الفاسد المجهز من أيران الى مستشفيات الحلة وأن لديه كل وثائق هذه الصفقة وكذلك المتورطين في أتلاف الدم الفاسد والقائه في نهر الفرات....
13. أجتمع المستشار الأعلامي للمالكي (ياسين مجيد) في داره بالمنطقة الخضراء مع كل من مدراء القنوات الفضائية(العراقية والفيحاء)ورؤساء تحرير صحف الصباح (الناطقة بأسم الحكومة)والمؤتمر التابعة لأحمد الجلبي والبيان التابعة لحزب الدعوة وناقش معهم وحثهم بضرورة التركيز على أن الحكومة تسيطر على الوباء وأنها (أي الحكومة )تتخذ كافة الأجراءات للسيطرة على أنتشار الوباء وأن أثارة هذه الضجة الأعلامية هو لأسباب سياسية وأنتخابية للنيل من أنجازات الحكومة وشخص المالكي..وقد أفادنا بذلك أحد العاملين في جريدة الصباح.......
أنتهـــــــــــــــــــى
بغــــــــــــــــــــداد
17/ت1/2008 ابوعثمان
الجبهة الوطنية للمقاومة العراقية
موقع صقر الشاهين
http://www.freewebtown.com/sakaaralshaheen/