سامي3000
28-08-08, 04:10 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
مع أن نعم الله تلاحقنا فى كل نفس يملأ الصدر بالهواء ? وكل خفقةتدفع الدماء فى العروق؟ فنحن قلما نحس فلك الفضل الغامر ? أو نقدر صاحبه ذا الجلال والإكرام!!. إننا نخال كل شىء مهيأ من تلقاء نفسه لخدمتنا وأن على عناصر الوجود تلبيةإشارتنا وإجابة رغبتنا لا لعلة واضحة سوى أننا نريد ? وعلى الكون كله التنفيذ!!. بالضبط كمايعيش الأطفال المدللون!!. وقد نشعر ببعض الجميل لظروف مواتية ? أو ببعض الجمال فى بيئة مريحة ممتعة ? وعلى ما فى هذا الشعور من نقص لانقطاعه عن الله وسوء إدراكنالنعماه فكم تظن من الناس يملكه هذا الشعور؟ قلة لا تذكر!!. أما جمهور البشر فذاهل عما يكتنفه من آلاء وإنه يتقلب فى خيرات الله غير واع لكثرتها ? ولا شاكر لمرسلها. وقد أرادالله عر وجل أن ينبه الناس إلى ما خولهم من بره ? وإلى ما يحيط بهم من آثار قدرته ورحمته فقال كأنه يعرِّف نفسه لخلقه : “الله الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون ذلكم الله ربكم خالق كل شيء لاإله إلا هو فأنى تؤفكون كذلك يؤفك الذين كانوا بآيات الله يجحدون الله الذي جعل لكم الأرض قرارا والسماء بناء وصوركم فأحسن صوركم ورزقكم من الطيبات ذلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين”فهل بعد هذا البيان والتنبيه أدينا حق الله؟!. يظهر أن شكر المنعم واجب ثقيل ? وأننا على قدر ما نحتاج ونأخذ ? على قدر ما نستخف وننسى. بل إن كثيراً من الناس يتناول أنعم الله وكأنه يسترد حقاً مسلوباً منه ? أو ملكاً خاصاً به ? ومن ثم فهو لا يرى لأحد فضلا عليه. وبهذاالتفكير الكنود لا يثمرصنيع ولا يجىء شكر. وتلك هى العلة فى أنك قد تسلف أيادى بيضاءلبعض الناس وتبذل جهداً محموداً فى سوقها ? حتى إذا استقرت فى أيديهم نظروا إليك جامدين ? أو ودعوك بكلمات باردة ? ثم ولوا عنك مدبرين!!. هل يغضبك هذا المسلك؟. هكذاصنعوا قبلا مع ربك وربهم فقال: “وقليل من عبادي الشكور “. ويضرب لنا `ديل كارنيجى`عدة أمثلة لشيوع الجحود بين الناس فيقول: لو أنك أنقذت حياة رجل أتراك تنتظر منه الشكر؟. قد تفعل. بيد أن `صمويل لايبيتز` الذى اشتغل محامياً ثم قاضياً أنقذ ثمانيةوسبعين رجلا من الإعدام بالكرسى الكهربائى ? فكم من هؤلاء تقدم له بالشكر؟. لا أحد !ولقد شفى المسيح عليه السلام عشرة من المفلوجين فى يوم واحد ? فكم من أولئك المعافين سعى إلى رسول الله ليشكره؟. واحد فقط!!. أما الآخرون فقد انصرفوا دون أن ينبسوا بكلمة. ويستطرد `كارنيجى` قائلا: “وحدثنى ` تشارلس شواب ` أنه أنقذ مرةصرافاً خسر فى مضاربات `البورصة` أموالا تخص `البنك ` ? فدفع له المال المفقود كله ?وبذلك نجاه من السجن ? ومن فقد شرفه وعمله ? فهل شكره الصراف؟. نعم شكره يومئذبكلمة ? ثم ما لبث أن راح يحمل عليه ويكيل له السباب ألواناً!!”. ثم يقول `كارنيجى` وكأنه يشرح قول الله سبحانه: “إن الإنسان لربه لكنود”“إن الجحود فطرة ? إنه ينبت على وجه الأرض كالأعشاب الفطرية التى تخرج دون أن يزرعهاأحد أما الشكر فهو كالزهرة التى لا ينبتها إلا الرى وحسن التعهد...”. ويقول: “إن الطبيعةالإنسانية ما برحت هى الطبيعة الإنسانية والأرجح أنها لن تتغير أبد الآبدين!!”. وإذن فلنقبلها على علاتها. لماذا نتحسر على ضياع المنن وتفشى الجحود؟ إنه لأمر طبيعى أن ينسى الناس واجب الشكر ? فإذا نحن انتظرنا منهم أداء هذا الواجب فنحن خلقاء بأن نجرعلى أنفسنا متاعب هى فى غنى عنها. وهذا كلام يحتاج إلى تعقيب وإيضاح ? فإن إقفارالنفوس من نضارة الشكر ? وانتشار الجفاف أو الأشواك بها فحسب منكر قبيح ? وينبغى أن
نزع الناس عنه ? وأن نعلمهم الحفاوة بما يسدى إليهم من معروف ? وتقدير ما فيه من برومرحمة وإحسان. والإسلام يوجه المعطى إلى ذكر النعمة التى سيقت له ? وإلى الثناءعلى مرسلها وإلى مكافأته عليها بأية وسيلة. فإن لم يجد الجزاء المادى المعادل لما نال فليشكر بلسان الحال والمقال ? وليدع الله أن يثيب من عنده الثواب الذى يشبع عواطف الشكر فى أفئدتنا ? ويحقق ما قصرت عنه أيدينا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : `من اصطنع إليكم معروفاً فجازوه ? فإن عجزتم عن مجازاته فادعوا له ? حتى تعلموا أنكم قدشكرتم ? فإن الله شاكر يحب الشاكرين ` . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : `من أعطى عطاء فوجد فليجز به ? فإن لم يجد فليثن. فإن من أثنى فقد شكر ? ومن كتم فقد كفر`. وقال: ` إن أشكر الناس لله تبارك وتعالى ? أشكرهم للناس `. وفى رواية: `لا يشكر الله من لم يشكر الناس `. وقال : ` من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير ? ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله ? والتحدث بنعمة الله شكر ? وتركها كفر ? والجماعة رحمة. والفرقة عذاب.وذكر ما فى الجماعة من رحمة موصول بما قبله ? فإن التقاطع يرجع غالباً إلى كنود النعم وجحد الإحسان ?..........
مع أن نعم الله تلاحقنا فى كل نفس يملأ الصدر بالهواء ? وكل خفقةتدفع الدماء فى العروق؟ فنحن قلما نحس فلك الفضل الغامر ? أو نقدر صاحبه ذا الجلال والإكرام!!. إننا نخال كل شىء مهيأ من تلقاء نفسه لخدمتنا وأن على عناصر الوجود تلبيةإشارتنا وإجابة رغبتنا لا لعلة واضحة سوى أننا نريد ? وعلى الكون كله التنفيذ!!. بالضبط كمايعيش الأطفال المدللون!!. وقد نشعر ببعض الجميل لظروف مواتية ? أو ببعض الجمال فى بيئة مريحة ممتعة ? وعلى ما فى هذا الشعور من نقص لانقطاعه عن الله وسوء إدراكنالنعماه فكم تظن من الناس يملكه هذا الشعور؟ قلة لا تذكر!!. أما جمهور البشر فذاهل عما يكتنفه من آلاء وإنه يتقلب فى خيرات الله غير واع لكثرتها ? ولا شاكر لمرسلها. وقد أرادالله عر وجل أن ينبه الناس إلى ما خولهم من بره ? وإلى ما يحيط بهم من آثار قدرته ورحمته فقال كأنه يعرِّف نفسه لخلقه : “الله الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون ذلكم الله ربكم خالق كل شيء لاإله إلا هو فأنى تؤفكون كذلك يؤفك الذين كانوا بآيات الله يجحدون الله الذي جعل لكم الأرض قرارا والسماء بناء وصوركم فأحسن صوركم ورزقكم من الطيبات ذلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين”فهل بعد هذا البيان والتنبيه أدينا حق الله؟!. يظهر أن شكر المنعم واجب ثقيل ? وأننا على قدر ما نحتاج ونأخذ ? على قدر ما نستخف وننسى. بل إن كثيراً من الناس يتناول أنعم الله وكأنه يسترد حقاً مسلوباً منه ? أو ملكاً خاصاً به ? ومن ثم فهو لا يرى لأحد فضلا عليه. وبهذاالتفكير الكنود لا يثمرصنيع ولا يجىء شكر. وتلك هى العلة فى أنك قد تسلف أيادى بيضاءلبعض الناس وتبذل جهداً محموداً فى سوقها ? حتى إذا استقرت فى أيديهم نظروا إليك جامدين ? أو ودعوك بكلمات باردة ? ثم ولوا عنك مدبرين!!. هل يغضبك هذا المسلك؟. هكذاصنعوا قبلا مع ربك وربهم فقال: “وقليل من عبادي الشكور “. ويضرب لنا `ديل كارنيجى`عدة أمثلة لشيوع الجحود بين الناس فيقول: لو أنك أنقذت حياة رجل أتراك تنتظر منه الشكر؟. قد تفعل. بيد أن `صمويل لايبيتز` الذى اشتغل محامياً ثم قاضياً أنقذ ثمانيةوسبعين رجلا من الإعدام بالكرسى الكهربائى ? فكم من هؤلاء تقدم له بالشكر؟. لا أحد !ولقد شفى المسيح عليه السلام عشرة من المفلوجين فى يوم واحد ? فكم من أولئك المعافين سعى إلى رسول الله ليشكره؟. واحد فقط!!. أما الآخرون فقد انصرفوا دون أن ينبسوا بكلمة. ويستطرد `كارنيجى` قائلا: “وحدثنى ` تشارلس شواب ` أنه أنقذ مرةصرافاً خسر فى مضاربات `البورصة` أموالا تخص `البنك ` ? فدفع له المال المفقود كله ?وبذلك نجاه من السجن ? ومن فقد شرفه وعمله ? فهل شكره الصراف؟. نعم شكره يومئذبكلمة ? ثم ما لبث أن راح يحمل عليه ويكيل له السباب ألواناً!!”. ثم يقول `كارنيجى` وكأنه يشرح قول الله سبحانه: “إن الإنسان لربه لكنود”“إن الجحود فطرة ? إنه ينبت على وجه الأرض كالأعشاب الفطرية التى تخرج دون أن يزرعهاأحد أما الشكر فهو كالزهرة التى لا ينبتها إلا الرى وحسن التعهد...”. ويقول: “إن الطبيعةالإنسانية ما برحت هى الطبيعة الإنسانية والأرجح أنها لن تتغير أبد الآبدين!!”. وإذن فلنقبلها على علاتها. لماذا نتحسر على ضياع المنن وتفشى الجحود؟ إنه لأمر طبيعى أن ينسى الناس واجب الشكر ? فإذا نحن انتظرنا منهم أداء هذا الواجب فنحن خلقاء بأن نجرعلى أنفسنا متاعب هى فى غنى عنها. وهذا كلام يحتاج إلى تعقيب وإيضاح ? فإن إقفارالنفوس من نضارة الشكر ? وانتشار الجفاف أو الأشواك بها فحسب منكر قبيح ? وينبغى أن
نزع الناس عنه ? وأن نعلمهم الحفاوة بما يسدى إليهم من معروف ? وتقدير ما فيه من برومرحمة وإحسان. والإسلام يوجه المعطى إلى ذكر النعمة التى سيقت له ? وإلى الثناءعلى مرسلها وإلى مكافأته عليها بأية وسيلة. فإن لم يجد الجزاء المادى المعادل لما نال فليشكر بلسان الحال والمقال ? وليدع الله أن يثيب من عنده الثواب الذى يشبع عواطف الشكر فى أفئدتنا ? ويحقق ما قصرت عنه أيدينا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : `من اصطنع إليكم معروفاً فجازوه ? فإن عجزتم عن مجازاته فادعوا له ? حتى تعلموا أنكم قدشكرتم ? فإن الله شاكر يحب الشاكرين ` . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : `من أعطى عطاء فوجد فليجز به ? فإن لم يجد فليثن. فإن من أثنى فقد شكر ? ومن كتم فقد كفر`. وقال: ` إن أشكر الناس لله تبارك وتعالى ? أشكرهم للناس `. وفى رواية: `لا يشكر الله من لم يشكر الناس `. وقال : ` من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير ? ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله ? والتحدث بنعمة الله شكر ? وتركها كفر ? والجماعة رحمة. والفرقة عذاب.وذكر ما فى الجماعة من رحمة موصول بما قبله ? فإن التقاطع يرجع غالباً إلى كنود النعم وجحد الإحسان ?..........