فهد العناد
03-05-08, 09:11 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على خير الأنام .. نبينا وحبيبنا .. محمد بن عبدالله .. عليه وعلى أزواجه وذريته وأصحابه .. أفضل الصلوات وأتم التسليم .................. وبعد ........
قال الله سبحانه وتعالى .. :
{لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }يوسف111
كيف يفكر العلماء ..؟
سوف أتكلم في هذا الموضوع عن .. برمجة الأباليس سحرة بني إسرائيل .. والتي تمارس ضد العلماء من دون إدراك بحقيقة الوضع .. وكذلك الحكام .. وتتم بالخفاء ومن خلال عدة زوايا .. لصناعة تفكيرهم وتحديد توجهاتهم وبناء الأولويات في سلم إتخاذهم للقرارات .. وتتمثل في ... :
الزاوية الأولى ... من أجل إستخدامهم التقيّة وتتبع الرخص .. بشكل واسع ومفتوح ..
تم زرع هاجس الخوف في عقلهم الباطن .. من خلال إستمرارية إستدراك الماضي بتداعياته المؤلمة والجاهلية المريرة .. ليس قبل الإسلام .. إنما قبل قيام الدولة السعودية الحالية على أقل تقدير .. وبقاءه حاضراً في الصورة الذهنية لدى العلماء .. لأن أغلبهم من أهل القرى .. بغض النظر عن مدى إستحقاقهم ولكن لأنه يراد للوضع أن يكون هكذا ..! .. وفي تلك الفترة الجاهلية القريبة .. كان الأمن شبه مفقود .. مما أدى إلي تعرض أهل القرى ( أبآء وأجداد العلماء ) لعمليات سلب إجرامية من قبل أهل البادية .. مستندةً على الأكثرية والقوة يحركمها الجهل والفقر .. وأدت بالتالي إلي ترسب فكرة وصورة ثابتة عن هؤلاء بأنهم عنصريون جهلة .. غوغاء لا يعيشون إلا بالبلطجة والقوة .. ولا يحتكمون إلي العقل والمنطق .. ولا يقيمون للدين أو الأخوة في الدين أي أعتبار ومعنى .. إذا تداخلت مع القبيلة ..
وهذا ما يصوره لنا بدقــة ووضوح .. موقف الشيخ الرشودي أحد مشائخ بريدة في عهد الملك عبدالعزيز رحمهما الله أثناء المشكلة التي حدثت بينه وبين الإخوان المسلمون رحمهم الله جميعاً.. عندما قال للملك عبدالعزيز بالحرف الواحد .. لاتسلم الحكم لهؤلاء البدو .. على الرغم من أنّ هؤلاء ( البدو ) كانوا يطالبون بتحكيم الشريعة الإسلامية .. ولكن أصولهم حطمت نبل أهدافهم وصدق نواياهم .. أمام من يحاسب النوايا بظنونه وترسبات الماضي ..!
ومن الصورة الذهنية لهاجس الخوف المرسومة في عقل العلماء الباطن .. ضياع الدين .. ويتمثل في قصة الشيخ إسحاق آل الشيخ .. والذي هاجر من نجد بعد سقوط الدولة السعودية الثانية .. لطلب العلم في الهند وباكستان ..
مثل هذه المواقف المؤلمة .. أمثلة تقريبية .. لتبيان كيف يعمل الأباليس .. وعلى ماذا يعتمدون كمحرك للبرمجة ؟ فهم يثيرون الشكوك ثم يأصلونها .. ويستغلون مثل هذه المواقف .. في هذه البرمجة الخبيثة للتأثير في عملية التفكير المنطقي والصحيح .. والتي تتم للعلماء .. خصوصاً أنّ أغلبهم من كبار السن .. بعضهم عاش مثل هذه المواقف .. وبعضهم من المؤكد أنّ أبآءهم على أقصى إحتمال .. قد أخبروهم عن بشاعة ما كان يجري .. ليستغلها سحرة بني إسرائيل .. لـ إبقاءها مصدراً إلهامياً لهم .. في عملية الإلقــاء الشيطاني الداخلي .. وإبقاءها مسيطرة وحاضرة في الصورة الذهنية لديهم .. وفي حساباتهم اللآ واعية .. بدون أن يعلموا .. أنّ زمن الجاهلية والجهل قد ولى .. من غير رجعة إن شاء الله عز وجل .. ومن ينادي بغير الدين .. سيقف الجميع في وجه طموحاته .. يداً واحدة ..
الزاوية الأخرى .. التي تمارس فيها عملية البرمجة .. وإحداث خلل يؤدي بالتفكير إلي سوء التقدير ويلخبط ترتيب الأولويات..
هي الضغط الخارجي من قبل الحكام .. المبرمجين للخضوع للمخطط الصهيوصليبي .. والمعرضين للضغط الداخلي بإنعدام الثقة في الآخرين والضغط الخارجي الرهيب بشأن ما يمسى بالإرهاب .. ( فالأباليس هم من يتحكم بالضغط الخارجي وفي نفس الوقت يستغل تحريض القبائل ليجعل الخطر الداهم في الصورة الحاضرة متقداً ) ..
وضغط الحكام هذا على العلماء حتى يمارسوا التقيّــة الفضفاضة بلا حساب إلي درجة الزندقة في تتبــع الرخص وإستخراج المواقف الشاذة من بعض العلماء السابقين .. وشرعنة أو الصمت على أقل تقدير عن ما يحدث وتمهيداً لما سيحدث .. من فساد وإنتشار الفواحش وموالاة للغرب ..
وهذا الضغط مبني على هاجس الخوف من ضياع الحكم .. ويتم تصويره والتسويق له على أنه خوف على الإسلام .. بتقديم أعذار جاهزة .. برمجوا عليها .. مثل .. أننا في وقت ضعف .. وأنّ أمريكا قد تضربنا بالأسلحة النووية فـ تبيد الإنسان والحيوان على هذه الأرض .. أو قد تهاجمنا وتحتل البلد وتنشر الفتــن وتقسم البلاد وتنقلب بلادنا كما حدث في العراق .. ويضيع الدين .. بعذر أنّ 15 رجلاً سعودياً كانوا ضمن من دمر أبراج نيويورك ووزارة الدفاع في واشنطن .. والكثير من المعتقلين والمجاهدين في كل مكان في العالم من أرض الجزيرة العربية .. فلا بد من تقديم الكثير من التنازلات المؤلمة في سبيل المحافظة على الدين والوحدة ..! والمقصود بالدين والوحدة .. هو الحكم ..
هنا تبدأ لعبــة السحرة الأباليس عن طريق سحر التحكم والتجسس .. لصب مجمل التفكير في ناحية واحدة تتمحور في مخيلة العلماء.. بإستدعاء وإستحضار الإلقاء الداخلي .. عبر الصورة الذهنية الحاضرة التي لم تغب عن البال أبداً ..ألا وهي .. ضياع الدين وعمليات السلب .. وبلطجة أهل البادية .. لجعلهم يمارسون التقيّــة ويتتبعون الرخص من كل المذاهب بلا حرج ..
-------------------------
أستطيع القول .. أنّ سحرة بني إسرائيل .. إستطاعوا بسط سيطرة برمجتهم بخصوص .. الألولويات في عملية التفكير عند العلماء .. من خلال الإيحاء والإلقاء الداخلي والإلقاء الخارجي ... :
· الإلقاء الداخلي ..: من خلال الحضور الطاغي واللآ منطقي .. والمتصف بالماضوية لصورة حروب أهل البادية على أهل القرى .. وضياع الدين ..
· الإلقاء الخارجي ... : من خلال الضغط الحكومي .. بإستشعار خطر حرب صليبية .. تؤدي بنا إما إلي الهلاك والفناء من خلال ضربنا بالنووي .. أو ضياع الدين وتمزق البلاد كما العراق ونشوب حرب أهلية ..
------------------------------------
هذه البرمجة الخبيثة والخسيسة .. أوجدت حضور طاغي لمثل هذه الأوهام في مخيلة البعض ومنهم العلماء والحكام ( مع وجود التنافر الصامت بين أهل البادية وأهل القرى عن طريق الأباليس).. وبالتالي أنعكست سلباً في تفكير العلماء .. وصبت في مجملها من غير وعي في وعاء بني إسرائيل .. وكانت هي المؤثر الأقوى والمحرك الرئيسي في آلية التفكير النفسية وإنحراف مسار التفكير بفعل فاعل ... فالعلماء والحكام يشتركون في هاجس الخوف .. وإن أختلف الهاجس والداعي ..!
هذه الهواجس صبت في مجملها إلي الوصول إلي قناعة تامة ظاهرية أنّ التمسك بهذه الحكومة .. وغض الطرف عن ما ترتكبه أو ما سوف ترتكبه .. يتطلب التوسع في ممارسة التقيّــة إلي أبعد مدى ممكن وتتبع الرخص .. حتى وإن عبناها على الرافضة أزمنة طويلة ورغم أنّ حتى الرافضة لا يجيزونها بينهم إلا أنهم أجازوها بين أبناء السنّـة .! ودعوا إلي محاربة كل من يخرج عن طاعة ولي الأمر هذا .. وقد تجاوزوا السرعة القصوى وأبعد مدى دون أن يشعروا بخطورة الموقف ... ليس حباً في ولاة الأمر .. فهم يعلمون الحقيقة .. المهم ألاّ يعود زمن ذئبنة أهل البادية .. وبهذا حققوا للأباليس خطوة رائعة .. لأن شرارة الفتنة تبدأ من مواقف العلماء ..
فأصبحوا يحاربون المجاهدين .. بلسان الحكومة وأعذارها وحججها .. فيصفون المجاهدين .. بالخوارج .. فقط لأنهم خرجوا عن طاعة ولي الأمر ( الوحيد ) الذي سيضمن لهم عدم عودة تلك الأيام السوداء .. وتناسوا أنّ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ...
ويحذرون من المجاهدين .. أنهم أدوات بأيادي الأعداء .. بعد أن قالت لهم الحكومة ذلك .. وكانوا بحاجة ماسة .. لـ أي عذر وليس دليل .. ليصدقوا به ويعلنوا إقتناعهم به والدفاع عنه بإستماتة وبسالة .. ويتكلموا عن هذا الموضوع بثقة مطلقة .. تخالف العقل والمنطق .. عن نوايا لا يعلم حقيقة تفاصيلها إلا الله عز وجل .. وأمثال هذه الفتاوي تصب في مصلحة المخطط الصهيوصليبي ضد الإسلام ..
-------------------------------------
هنا سوف أوجه نداء صادق ومخلص إلي كل العلماء الولاة .. وأوضح لهم نقاطاً تغيب عنهم .. وقد تبدد هاجس الخوف أو تخفف من دواعيه وتأثيراته .. وتصحح وجهة ومسار التفكير والتقرير .. :
إذا كان ممارسة التقيّــة والوصول بها مواضع مشبوهة تتشابك مع الزندقة والنفاق .. بتقديم تنازلات مخزية في قضايا أساسية وحساسة .. بسبب هاجس الخوف من الإبادة ... جراء ضربة نووية .. فالأعمار بيد الله عز وجل وحده .. ونكون بإذن الله عز وجل شهداء في سبيله .. وهو سبحانه خير حافظ لدينه وعباده ..
وإذا كان هاجس الخوف من حرب تؤدي إلي وصولنا للحالة العراقية .. فدعوني أوضح لكم بعض الأمور ...
العقل والمنطق .. يقول بأننا لسنا مثل العراق .. فأهل السنّـة هناك يقاتلون عدة جبهات رغم قلة عددهم بالقياس إلي الآخرين .. جبهة مع سنّة خونة .. وجبهة مع الرافضة الأكثر عدداً في السكان .. وجبهة ضد الغزو الصليبي .. وجبهات أخرى خفيّــة ..
أما الجزيرة العربية .. ولله الحمد والمنّـة .. فلا وجود للرافضة والمنافقين إلا ما يوازي الدهس بالأقدام .. وإذا ما تعرضت البلاد للغزو .. فسيقف الشعب صامداً وقفة رجل واحد خلف قيادته .. والله خير حافظ لدينه وعباده ..
إذا كان هاجس الخوف من ضياع الدين .. فـ خذوا الجانب الإيجابي والمضيء والأكيد من قصة الشيخ إسحاق آل الشيخ بدلاً من الجانب السلبي .. بأن لهذا الدين رب يحميه ويحفظه في كل زمان ومكان .. إذاً لا خوف على ضياع الدين .. فالله خير حافظ لدينه وعباده ..
إذا كان هاجس الخوف من عودة الحرب القبلية وأهل القرى .. فهذا زمان قد أنتهى وكان .. ومن يفكر الدعوة إلي مثل هذه النعرات الجاهلية سوف يقف الجميع ضده .. وبكل قوة .. والله خير حافظ لدينه وعباده ..
فلم الخوف إذاً .. وربط مصير ومستقبل هذه الأمة .. من أجل هاجس الخوف المزروع في دواخلكم فقط .. ومحاسبة النوايا .. بقتل جيل بأكمله ليس على جريمة أقترفها .. بل كل ذنبه .. تاريخ قديم .. مليء بالجهل والحماقة .. وآخرين وقع أسلافهم ضحايا لهذا الجهل بكل تداعياته ومسمياته ... وكلنا الآن أخوة في الدين سواءاً السعودي أو من أي بلد كان .. لا خير ولا فضل لـ أحد على أحد إلا بالتقوى ..
أخيراً .. أحب أن أوضح لكم .. أن هذه البرمجة .. تصب جل أهتماماتها في المصالح العليا لبني إسرائيل .. لتقييد الحكومة والعلماء .. وعزلهم عن الأمــة .. تحت سطوة هاجس الخوف المشترك .. للإستفادة القصوى من المساحة المطاطية ما بين التقيّة والزندقة والنفاق .. لتمييع الدين .. وبث كل أشكال الفساد والفتن والفواحش .. وفتح أبواب الشيطان وتدعيم وترسيخ خطواته .. بعد أن تمكنوا من الشعب المسلم الغافل عنهم ..
أما مايتعلق في الصلاة والزكاة والصيام والحج والحيض .. فللعلماء مطلق الحرية في هذه الفترة بطرح فتاويهم بكل إريحية ... فلا حرج في الدين ...!!!!!
الأمة بحاجة إلي وقفة مصارحة حقيقية وصادقة .. تضع النقاط على الحروف .. وتحدد الأولوليات وتوجه دفة السير إلي بر الأمان .. وقبل ذلك التوكل على الله عز وجل والقبض على سحرة بني إسرائيل ..
وإذا كان غير ذلك .. فعلينا تحمل النتائج المتوقعة والطبيعية لما يحدث ..!
والله أعلم وأحكم ..
وصلى اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على خير الأنام .. نبينا وحبيبنا .. محمد بن عبدالله .. عليه وعلى أزواجه وذريته وأصحابه .. أفضل الصلوات وأتم التسليم .................. وبعد ........
قال الله سبحانه وتعالى .. :
{لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }يوسف111
كيف يفكر العلماء ..؟
سوف أتكلم في هذا الموضوع عن .. برمجة الأباليس سحرة بني إسرائيل .. والتي تمارس ضد العلماء من دون إدراك بحقيقة الوضع .. وكذلك الحكام .. وتتم بالخفاء ومن خلال عدة زوايا .. لصناعة تفكيرهم وتحديد توجهاتهم وبناء الأولويات في سلم إتخاذهم للقرارات .. وتتمثل في ... :
الزاوية الأولى ... من أجل إستخدامهم التقيّة وتتبع الرخص .. بشكل واسع ومفتوح ..
تم زرع هاجس الخوف في عقلهم الباطن .. من خلال إستمرارية إستدراك الماضي بتداعياته المؤلمة والجاهلية المريرة .. ليس قبل الإسلام .. إنما قبل قيام الدولة السعودية الحالية على أقل تقدير .. وبقاءه حاضراً في الصورة الذهنية لدى العلماء .. لأن أغلبهم من أهل القرى .. بغض النظر عن مدى إستحقاقهم ولكن لأنه يراد للوضع أن يكون هكذا ..! .. وفي تلك الفترة الجاهلية القريبة .. كان الأمن شبه مفقود .. مما أدى إلي تعرض أهل القرى ( أبآء وأجداد العلماء ) لعمليات سلب إجرامية من قبل أهل البادية .. مستندةً على الأكثرية والقوة يحركمها الجهل والفقر .. وأدت بالتالي إلي ترسب فكرة وصورة ثابتة عن هؤلاء بأنهم عنصريون جهلة .. غوغاء لا يعيشون إلا بالبلطجة والقوة .. ولا يحتكمون إلي العقل والمنطق .. ولا يقيمون للدين أو الأخوة في الدين أي أعتبار ومعنى .. إذا تداخلت مع القبيلة ..
وهذا ما يصوره لنا بدقــة ووضوح .. موقف الشيخ الرشودي أحد مشائخ بريدة في عهد الملك عبدالعزيز رحمهما الله أثناء المشكلة التي حدثت بينه وبين الإخوان المسلمون رحمهم الله جميعاً.. عندما قال للملك عبدالعزيز بالحرف الواحد .. لاتسلم الحكم لهؤلاء البدو .. على الرغم من أنّ هؤلاء ( البدو ) كانوا يطالبون بتحكيم الشريعة الإسلامية .. ولكن أصولهم حطمت نبل أهدافهم وصدق نواياهم .. أمام من يحاسب النوايا بظنونه وترسبات الماضي ..!
ومن الصورة الذهنية لهاجس الخوف المرسومة في عقل العلماء الباطن .. ضياع الدين .. ويتمثل في قصة الشيخ إسحاق آل الشيخ .. والذي هاجر من نجد بعد سقوط الدولة السعودية الثانية .. لطلب العلم في الهند وباكستان ..
مثل هذه المواقف المؤلمة .. أمثلة تقريبية .. لتبيان كيف يعمل الأباليس .. وعلى ماذا يعتمدون كمحرك للبرمجة ؟ فهم يثيرون الشكوك ثم يأصلونها .. ويستغلون مثل هذه المواقف .. في هذه البرمجة الخبيثة للتأثير في عملية التفكير المنطقي والصحيح .. والتي تتم للعلماء .. خصوصاً أنّ أغلبهم من كبار السن .. بعضهم عاش مثل هذه المواقف .. وبعضهم من المؤكد أنّ أبآءهم على أقصى إحتمال .. قد أخبروهم عن بشاعة ما كان يجري .. ليستغلها سحرة بني إسرائيل .. لـ إبقاءها مصدراً إلهامياً لهم .. في عملية الإلقــاء الشيطاني الداخلي .. وإبقاءها مسيطرة وحاضرة في الصورة الذهنية لديهم .. وفي حساباتهم اللآ واعية .. بدون أن يعلموا .. أنّ زمن الجاهلية والجهل قد ولى .. من غير رجعة إن شاء الله عز وجل .. ومن ينادي بغير الدين .. سيقف الجميع في وجه طموحاته .. يداً واحدة ..
الزاوية الأخرى .. التي تمارس فيها عملية البرمجة .. وإحداث خلل يؤدي بالتفكير إلي سوء التقدير ويلخبط ترتيب الأولويات..
هي الضغط الخارجي من قبل الحكام .. المبرمجين للخضوع للمخطط الصهيوصليبي .. والمعرضين للضغط الداخلي بإنعدام الثقة في الآخرين والضغط الخارجي الرهيب بشأن ما يمسى بالإرهاب .. ( فالأباليس هم من يتحكم بالضغط الخارجي وفي نفس الوقت يستغل تحريض القبائل ليجعل الخطر الداهم في الصورة الحاضرة متقداً ) ..
وضغط الحكام هذا على العلماء حتى يمارسوا التقيّــة الفضفاضة بلا حساب إلي درجة الزندقة في تتبــع الرخص وإستخراج المواقف الشاذة من بعض العلماء السابقين .. وشرعنة أو الصمت على أقل تقدير عن ما يحدث وتمهيداً لما سيحدث .. من فساد وإنتشار الفواحش وموالاة للغرب ..
وهذا الضغط مبني على هاجس الخوف من ضياع الحكم .. ويتم تصويره والتسويق له على أنه خوف على الإسلام .. بتقديم أعذار جاهزة .. برمجوا عليها .. مثل .. أننا في وقت ضعف .. وأنّ أمريكا قد تضربنا بالأسلحة النووية فـ تبيد الإنسان والحيوان على هذه الأرض .. أو قد تهاجمنا وتحتل البلد وتنشر الفتــن وتقسم البلاد وتنقلب بلادنا كما حدث في العراق .. ويضيع الدين .. بعذر أنّ 15 رجلاً سعودياً كانوا ضمن من دمر أبراج نيويورك ووزارة الدفاع في واشنطن .. والكثير من المعتقلين والمجاهدين في كل مكان في العالم من أرض الجزيرة العربية .. فلا بد من تقديم الكثير من التنازلات المؤلمة في سبيل المحافظة على الدين والوحدة ..! والمقصود بالدين والوحدة .. هو الحكم ..
هنا تبدأ لعبــة السحرة الأباليس عن طريق سحر التحكم والتجسس .. لصب مجمل التفكير في ناحية واحدة تتمحور في مخيلة العلماء.. بإستدعاء وإستحضار الإلقاء الداخلي .. عبر الصورة الذهنية الحاضرة التي لم تغب عن البال أبداً ..ألا وهي .. ضياع الدين وعمليات السلب .. وبلطجة أهل البادية .. لجعلهم يمارسون التقيّــة ويتتبعون الرخص من كل المذاهب بلا حرج ..
-------------------------
أستطيع القول .. أنّ سحرة بني إسرائيل .. إستطاعوا بسط سيطرة برمجتهم بخصوص .. الألولويات في عملية التفكير عند العلماء .. من خلال الإيحاء والإلقاء الداخلي والإلقاء الخارجي ... :
· الإلقاء الداخلي ..: من خلال الحضور الطاغي واللآ منطقي .. والمتصف بالماضوية لصورة حروب أهل البادية على أهل القرى .. وضياع الدين ..
· الإلقاء الخارجي ... : من خلال الضغط الحكومي .. بإستشعار خطر حرب صليبية .. تؤدي بنا إما إلي الهلاك والفناء من خلال ضربنا بالنووي .. أو ضياع الدين وتمزق البلاد كما العراق ونشوب حرب أهلية ..
------------------------------------
هذه البرمجة الخبيثة والخسيسة .. أوجدت حضور طاغي لمثل هذه الأوهام في مخيلة البعض ومنهم العلماء والحكام ( مع وجود التنافر الصامت بين أهل البادية وأهل القرى عن طريق الأباليس).. وبالتالي أنعكست سلباً في تفكير العلماء .. وصبت في مجملها من غير وعي في وعاء بني إسرائيل .. وكانت هي المؤثر الأقوى والمحرك الرئيسي في آلية التفكير النفسية وإنحراف مسار التفكير بفعل فاعل ... فالعلماء والحكام يشتركون في هاجس الخوف .. وإن أختلف الهاجس والداعي ..!
هذه الهواجس صبت في مجملها إلي الوصول إلي قناعة تامة ظاهرية أنّ التمسك بهذه الحكومة .. وغض الطرف عن ما ترتكبه أو ما سوف ترتكبه .. يتطلب التوسع في ممارسة التقيّــة إلي أبعد مدى ممكن وتتبع الرخص .. حتى وإن عبناها على الرافضة أزمنة طويلة ورغم أنّ حتى الرافضة لا يجيزونها بينهم إلا أنهم أجازوها بين أبناء السنّـة .! ودعوا إلي محاربة كل من يخرج عن طاعة ولي الأمر هذا .. وقد تجاوزوا السرعة القصوى وأبعد مدى دون أن يشعروا بخطورة الموقف ... ليس حباً في ولاة الأمر .. فهم يعلمون الحقيقة .. المهم ألاّ يعود زمن ذئبنة أهل البادية .. وبهذا حققوا للأباليس خطوة رائعة .. لأن شرارة الفتنة تبدأ من مواقف العلماء ..
فأصبحوا يحاربون المجاهدين .. بلسان الحكومة وأعذارها وحججها .. فيصفون المجاهدين .. بالخوارج .. فقط لأنهم خرجوا عن طاعة ولي الأمر ( الوحيد ) الذي سيضمن لهم عدم عودة تلك الأيام السوداء .. وتناسوا أنّ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ...
ويحذرون من المجاهدين .. أنهم أدوات بأيادي الأعداء .. بعد أن قالت لهم الحكومة ذلك .. وكانوا بحاجة ماسة .. لـ أي عذر وليس دليل .. ليصدقوا به ويعلنوا إقتناعهم به والدفاع عنه بإستماتة وبسالة .. ويتكلموا عن هذا الموضوع بثقة مطلقة .. تخالف العقل والمنطق .. عن نوايا لا يعلم حقيقة تفاصيلها إلا الله عز وجل .. وأمثال هذه الفتاوي تصب في مصلحة المخطط الصهيوصليبي ضد الإسلام ..
-------------------------------------
هنا سوف أوجه نداء صادق ومخلص إلي كل العلماء الولاة .. وأوضح لهم نقاطاً تغيب عنهم .. وقد تبدد هاجس الخوف أو تخفف من دواعيه وتأثيراته .. وتصحح وجهة ومسار التفكير والتقرير .. :
إذا كان ممارسة التقيّــة والوصول بها مواضع مشبوهة تتشابك مع الزندقة والنفاق .. بتقديم تنازلات مخزية في قضايا أساسية وحساسة .. بسبب هاجس الخوف من الإبادة ... جراء ضربة نووية .. فالأعمار بيد الله عز وجل وحده .. ونكون بإذن الله عز وجل شهداء في سبيله .. وهو سبحانه خير حافظ لدينه وعباده ..
وإذا كان هاجس الخوف من حرب تؤدي إلي وصولنا للحالة العراقية .. فدعوني أوضح لكم بعض الأمور ...
العقل والمنطق .. يقول بأننا لسنا مثل العراق .. فأهل السنّـة هناك يقاتلون عدة جبهات رغم قلة عددهم بالقياس إلي الآخرين .. جبهة مع سنّة خونة .. وجبهة مع الرافضة الأكثر عدداً في السكان .. وجبهة ضد الغزو الصليبي .. وجبهات أخرى خفيّــة ..
أما الجزيرة العربية .. ولله الحمد والمنّـة .. فلا وجود للرافضة والمنافقين إلا ما يوازي الدهس بالأقدام .. وإذا ما تعرضت البلاد للغزو .. فسيقف الشعب صامداً وقفة رجل واحد خلف قيادته .. والله خير حافظ لدينه وعباده ..
إذا كان هاجس الخوف من ضياع الدين .. فـ خذوا الجانب الإيجابي والمضيء والأكيد من قصة الشيخ إسحاق آل الشيخ بدلاً من الجانب السلبي .. بأن لهذا الدين رب يحميه ويحفظه في كل زمان ومكان .. إذاً لا خوف على ضياع الدين .. فالله خير حافظ لدينه وعباده ..
إذا كان هاجس الخوف من عودة الحرب القبلية وأهل القرى .. فهذا زمان قد أنتهى وكان .. ومن يفكر الدعوة إلي مثل هذه النعرات الجاهلية سوف يقف الجميع ضده .. وبكل قوة .. والله خير حافظ لدينه وعباده ..
فلم الخوف إذاً .. وربط مصير ومستقبل هذه الأمة .. من أجل هاجس الخوف المزروع في دواخلكم فقط .. ومحاسبة النوايا .. بقتل جيل بأكمله ليس على جريمة أقترفها .. بل كل ذنبه .. تاريخ قديم .. مليء بالجهل والحماقة .. وآخرين وقع أسلافهم ضحايا لهذا الجهل بكل تداعياته ومسمياته ... وكلنا الآن أخوة في الدين سواءاً السعودي أو من أي بلد كان .. لا خير ولا فضل لـ أحد على أحد إلا بالتقوى ..
أخيراً .. أحب أن أوضح لكم .. أن هذه البرمجة .. تصب جل أهتماماتها في المصالح العليا لبني إسرائيل .. لتقييد الحكومة والعلماء .. وعزلهم عن الأمــة .. تحت سطوة هاجس الخوف المشترك .. للإستفادة القصوى من المساحة المطاطية ما بين التقيّة والزندقة والنفاق .. لتمييع الدين .. وبث كل أشكال الفساد والفتن والفواحش .. وفتح أبواب الشيطان وتدعيم وترسيخ خطواته .. بعد أن تمكنوا من الشعب المسلم الغافل عنهم ..
أما مايتعلق في الصلاة والزكاة والصيام والحج والحيض .. فللعلماء مطلق الحرية في هذه الفترة بطرح فتاويهم بكل إريحية ... فلا حرج في الدين ...!!!!!
الأمة بحاجة إلي وقفة مصارحة حقيقية وصادقة .. تضع النقاط على الحروف .. وتحدد الأولوليات وتوجه دفة السير إلي بر الأمان .. وقبل ذلك التوكل على الله عز وجل والقبض على سحرة بني إسرائيل ..
وإذا كان غير ذلك .. فعلينا تحمل النتائج المتوقعة والطبيعية لما يحدث ..!
والله أعلم وأحكم ..
وصلى اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..