المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رخص لحوم الحمير وتدافع الناس لشرائها


cardiac
08-04-08, 02:50 AM
رخص لحوم الحمير وتدافع الناس لشرائها

والي قضية لحوم الحمير الميتة والقبض علي الجزار محمد محمود خليفة وصاحب محل اللحوم المصنعة وصفي ساويريس والتحقيق الذي نشرته الاسبوع واعده زميلنا احمد مرسي وجاء فيه: المتهم الاول محمد محمود خليفة عمره 44 عاما روي لـ الاسبوع انه كان يعمل بائعا في محل المتهم الثاني وصفي بمنطقة بولاق الدكرور وانه كان يشعر بالحقد علي صاحب المحل الذي يحقق ارباحا طائلة من وراء بيع اللحوم المجمدة وجاءته الفكرة عندما شاهد حيوانات نافقة ملقاة علي مصرف عبد العال القريب من منزله فقرر ان يجرب بكلب سلخه وقطع لحمه ووضعه في كرتونة لحوم مجمدة وعليها كمية من البهارات من اجل اخفاء الرائحة وتوجه بها الي صاحب المحل وصفي واخبره انه عثر علي مصدر لتوريد اللحوم المجمدة بسعر زهيد وطلب منه زيادة في الحرص ان يحصل علي عمولة مقابل اجراء اذون توريد معه، ولم يتردد وصفي الذي اعتبرها فرصة وقبل البضاعة وقال لنفسه: اجربها في السوق.
وبالفعل لاقت البضاعة القذرة قبولا بين البسطاء خاصة انه كان يبيعها بثلاثة جنيهات مقارنة باللحوم الاخري المستوردة، مما دفع العديد من البسطاء الي التكالب عليها ولأن الجزار محمد خليفة وجد ان النجاح حليفه قرر ان يتطور ويبحث عن وسيلة اخري لترويج بضاعته لأن المكسب حلو فزاد الكميات واقنع صاحب المحل بشراء مفرمة له من اجل فرم اللحوم وتتبيلها وبيعها لمحلات الكباب والكفتة وعربات الكبدة وراح الجزار يبحث عن الحيوانات النافقة وعندما لا يجد يقوم بشراء الحيوانات ويذبحها داخل وكره وعندما زادت الكمية شك المتهم الثاني الذي اصر علي معرفة مصدر اللحوم الغريبة التي يحضرها له شريكه بصفة يومية فباح له بالسر.
يؤكد وصفي ان حركة البيع داخل محله لم تكن تهدأ في اي لحظة لدرجة انه كان يعمل 24 ساعة في اليوم لتلبية زيادة الطلب علي اللحوم الفاسدة التي كان يشتريها اصحاب محلات الكباب والكفتة، كانوا يحضرون اليه بعد الظهيرة ويتزاحمون علي شراء اللحوم المجمدة واضطررت الي توفير ريش الحمير من اجل بيعها.. وكان بائعو الكباب يتعجبون من شكل الريش لكنهم تغاضوا عن هذا الشعور امام سعرها القليل جدا.. كانوا ايضا يتزاحمون علي شراء السجق واللحوم المفرومة لأنها رخيصة الكيلو بـ8 جنيهات اعطتهم القدرة علي تنزيل سعر الساندوتش من جنيه الي خمسين قرشا لرغيف الكفتة.. التنافس شديد والمواطن في مصلحته هذا التنافس الكل بياكل ولا يهمه فالفلفل والشطة والبهارات تمنع اي احد من فتح بقه لأن لذة الطعم تدوخ، لم اكتف بالمكسب الشعبي ولجأت الي اقناع محمد بتجميد قلبه والتوجه الي الفنادق الصغيرة المنتشرة في المهندسين والهرم ثم رمسيس والحسين.. وبشوية مهارة غلفت لحوم الحمير التي جذبت العديد من موظفي الفنادق من الطباخين المهرة.. الرشوة والعمولات اعمت العين عن السؤال عن مصدر تلك اللحوم.. وزعت كميات ضخمة علي الفنادق واصبحت مشهورا وتليفوني المحمول لا يهدأ عن الرنين لطلب اللحوم، الجميع فتنته لحوم الحيوانات النافقة ولا احد يصيبه شيء من وراء تناولها حتي سقط شريكي الذي تعجل علي سلخ حمار بترعة عبد العال بدلا من نقله اثناء الليل، كما اعتاد الي منزله لينكشف الامر ويضيع كل شيء، اعترف بانني كثيرا ما كنت اشعر بالشفقة علي البسطاء من هذه اللحوم الفاسدة لكنني كنت اريد الا يحرموا من شيء يساعدهم علي الشعور انهم بشر .