المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفضائية الموجهة بالعربية.. احتلال من نوع آخر


صياد النت
31-08-07, 04:07 AM
http://www.alqabas.com.kw/Final/NewspaperWebsite/NewspaperBackOffice/ArticlesPictures/31-8-2007//309382_240002.jpg

توفيق مجيد مذيع نشرة أخبار فرنسا 24


واحدة من اشهر الظواهر في سماء الإعلام الفضائي العربي هي القنوات الفضائية الأجنبية الناطقة باللغة العربية مثل قناة الحرب الأميركية وفرانس 24 الفرنسية، روسيا اليوم الروسية DW الالمانية وغيرها من القنوات. أثار انطلاق وظهور هذه المحطات كثير من الشكوك والاسئلة وظهرت اراء رافضة لها واراء مؤيدية لها.


حجج واهية

لكن الحجة الأساسية التي يسوقها المروجون لمثل هذه المحطات تتمثل في ان مثل هذه القنوات هي أمر طبيعي لأنها جزء من ظاهرة الاعلام المعلوم الذي خرج من اسر المحلية الى افاق العالمية في عصر لم يعد هناك حاجة الى اعلام محلي، فما يحدث في اميركا مثلا يؤثر في المواطن الموجود في اقاصي افريقيا واسيا او اميركا اللاتينية، لذلك اصبحت فكرة الاعلام المنغلق على ذاته مسألة مرفوضة وغير منطقية اعلاميا.
ويتابع اصحاب هذه الحجج ادلتهم الواهية فيقولون: لماذا لا نستفيد من هذا الاعلام الحر المتقدم في نشر الوعي لدى الجماهير العربية في ظل سيطرة اعلام عربي دكتاتوري يعبر عن مصالح الحكومات.


احتلال ناعم

وجود هذا السيل من القنوات والمحطات الناطقة باللغة العربية ليس امرا عشوائيا وليس جزءا من ظاهرة الاعلام المعولم كما يروج لها المروجون، لكن الأمر ببساطة يكمن في ان مثل هذه القنوات هو تعبير عن مصالح سياسية واستراتيجية للدول التي تطلقها خصوصا تجاه العالم العربي لما يحمله من ثروات (بترول - مواد خام - غيرها) اضافة الى موقعه الاستراتيجي الذي جعله عرضة للاستعمار قديما.
واذا كانت فكرة الاستعمار والاحتلال باستخدام القوة غير مقبولة الآن الا في حالات ضيقة، فقد جاء الاعلام متمثلا في هذه القنوات والمحطات ليقوم مقام الحرب القديمة، لذلك اصبح دور هذه القنوات اشبه بالاحتلال الناعم من خلال تغير عقول المشاهدين بما يتوافق مع مصالح هذه الدول الاستعمارية المحتلة.
فكرة هذه الفضائيات ليست جديدة بل هي امتداد وتطوير لفكرة الاذاعات التي كانت تبثها الدول الاستعمارية القديمة مثل إذاعة B.B.C التي تتبع هيئة الاذاعة البريطانية وأطلقت عام 1938 وان كانت هذه الاذاعة قد اكتسبت مصداقية كبيرة لدى المواطن العربي، وكذلك اذاعة 'صوت أميركا' التي اطلقتها اميركا في الاربعينات بغرض مصالحها السياسية.
واذا كانت الصورة هي الاكثر تأثيرا الان من الاعلام المسموع المتمثل في الاذاعات، كان من الطبيعي ان تطور هذه الدول فكرة الاذاعة الى الاعلام المرئي لاستكمال الاهداف نفسها عبر وسيلة اكثر اثارة واكثر جذبا.


جهات تمويلية

السؤال البسيط الذي يتبادر الى الذهن هو اي جهة تقف وراء تمويل هذه القنوات والمحطات؟ وتأتي الاجابة صارمة وكاشفة في الوقت نفسه.
فهذه القنوات تمول من الدول والحكومات الاجنبية وليس من جهات ومؤسسات اعلامية كبرى كالتي تبث القنوات والمحطات داخل هذه الدول، مما يدل على ان هذه التنبؤات تحمل رسالة مكملة لسياسة هذه الدول الخارجية.
فقناة 'فرانس 24' تكمل اهداف فرنسا في الدول العربية والامر نفسه ينطبق على بقية القنوات والمحطات.
لكن الميزة التي تضيفها هذه المحطات هي وصولها الى المواطنين مباشرة عبر رسالة محملة بالمتعة والاثارة، وكذلك تحمل فكرة ثقافية معينة.
الدليل الذي يكشف حقيقة هذه القنوات هو ان الاعلام الحكومي داخل الدول الكبرى مثل فرنسا واميركا قد انتهى عصره، واصبح الاعلام مشروعا تجاريا يهدف الى الربح فقط، فلماذا تصر حكومات هذه الدول على بث قنوات الى الدول العربية؟ وان لم يكن الهدف هو هدف سياسي، فماذا يكون؟


مزايا ومميزات

الانصاف يقتضي القول بأن هذه التنبؤات ليست شرا كلها، بل لها مزايا ومميزات لكن على المستوى المهني فقط.
فمثل هذه القنوات يمكنها بما يتوافر لها من حرية خلق منافسة بين الفضائيات الاخرى مما يعود بالنفع على حالة الاعلام العربي.
اضافة الى ذلك هذه القنوات يمكن ان تعتبر كوسيلة او قنطرة لنقل أحدث وسائل التقنيات الاعلامية الغربية الى ساحة الاعلام العربي.
كذلك تعتبر هذه القنوات اطلالة على حضارات وعادات الدول التي تبثها يمكن من خلالها معرفة طبيعة هذه الشعوب والدول.


وهم الحيادية

اذا كانت هذه القنوات تلعب دورا اعلاميا تسويقيا للمصالح وقيم الدول التي تبثها، فقد اصبحت بمثابة اداة للهيمنة والسيطرة على الدول العربية. لكن اتهام هذه القنوات والمحطات بعدم الحيادية هو اتهام عبثي لسبب بسيط هو انه لا يوجد اعلام محايد، فكل اعلام او وسيلة اعلامية يحمل رسالة محددة تنحاز الى رؤية على حساب رؤية اخرى لذلك لا يوجد اعلام محايد سواء اكان عربيا ام اجنبيا.
لكن العبرة دائما تكون في المضمون والرسالة التي تحملها هذه الوسائل الاعلامية، لذلك فإن مشكلة هذه القنوات الاساسية ليس في عدم حياديتها لكن في انها تحمل رسالة مضادة لمصلحة العالم العربي.


'الحرة'

إذا أردنا ان نضرب أمثلة تثبت ان هذه المحطات تهدف الى خدمة المصالح والسياسات الخارجية للدول الأجنبية في العالم العربي، فسنشير الى قناة الحرة الاميركية أبرز القنوات اثارة للجدل في الإعلام المرئي العربي.
أطلقت قناة الحرة عام 2003 بعد تخصيص ميزانية خاصة لها من الكونغرس الاميركي، والهدف الذي اعلن وقتها هو ان هذه القناة تهدف الى 'نشر الديموقراطية والقيم الأميركية'، ومن المعروف ان 'نشر الديموقراطية' الاميركية يعني الاحتلال وخلق جيل وحكومات تدين بالولاء لاميركا واسرائيل وضد اي تفكير في المقاومة.
وكذلك 'نشر القيم الاميركية' يهدف الى خلق اجيال قابلة للاستعمار الاميركي ومرحبة به مثل كثير من المثقفين العرب الموجودين حاليا.
المتتبع للغة التي تطرحها قناة الحرة من خلال برامجها ونشراتها يكتشف الدور التضليلي الذي تقوم به هذه القناة من أجل تمييع وتضييع مفاهيم اساسية وضرورية لمصلحة مستقبل العالم العربي.
فمثلا تعبير 'قوات الاحتلال' يعبر عنها بعبارة 'القوات الاجنبية' او 'الجيش الاسرائيلي' من اجل اسقاط اي اشارة الى الاستعمار او الاحتلال.
الانحياز الصهيوني لقناة الحرة أفقدها ابسط قواعد العمل المهني وهو نقل الخبر العادي، واتضح ذلك خلال اقالة مدير القناة الأسبق جرار سماحة بإذاعة خطاب الرئيس الايراني احمدي نجاد الذي شكك من خلاله في المحرقة النازية لليهود مع أن اذاعة خطاب لرئيس اي دولة هو امر طبيعي من الناحية المهنية.
الطبيعة الاستعمارية لهذه القنوات هو امر واضح لا لبس فيه لكن فشل هذه القنوات في رسالتها من اجل غزو العقول العربية هو امر لا لبس فيه ايضا نتيجة للوعي الشعبي والجماهيري الرافض للاستعمار والخضوع.

القبس

الوافي3
31-08-07, 04:24 AM
وفقك الله أخي الكريم على نقلك لهذا المقال المهم
يقولون هم أن هذه القنوات هي لنشر الثقافات عبر العالم
وكل قناة تنشر ثقافة بلدها
لكن الحقيقه غير ذالك
للأسف المؤسسات الاعلاميه همها من يدفع لها
بغض النظر عما تخلفه هذه القنوات
بارك الله فيك

أم أديم
04-09-07, 05:07 PM
الله يعطيك العافية

الراصــد
04-09-07, 05:42 PM
ام اديم لا يكفيني الا ان اقول لله درئك مبدعة ومفكرة في كل طرح من اطروحاتك
اللهم لا حسد مشاء الله تبارك الله عيني عليكي بارده
الله يعطيك العافيه وشهادتي بك مجروحة
(a99) لا املك الا ان اصفق
اخوك الراصد

AbduLraHmN
04-09-07, 07:02 PM
جزاك االله خير على التوضيح

صياد النت
08-03-08, 05:30 PM
شكرا لكم