المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القـوميين والوطنيين والعـروبيين @الأنجـاس@ ..وحقيقــتهم..(برؤيـة العـالم الشيـخ...)


ابـو معــاذ
19-08-07, 02:13 PM
كـم إمتلئت بـلاد الإسـلام من أذنـاب الغرب (الرطبـه) من دعـــاة على أبــواب جهنــم ,
دعـــاة الوطنيـه وأخـوة الوطنيــه الخبيثــه والذين يريدون نبذ الدين
ودعــاة القوميــه المقيتـه الذين لـوثــوا دينـنـا بهذا الدعوه الفـاجره
ودعــاة العــروبـه وأخـوة العربي حتى لـو كـان وثني وهذه دعوة فـاجره خبيثـه ....

لقـد بين العـلامـه الشيـخ الجليل عبدالرحمن الدوسري رحمـه اللـه حقيقـة هـاؤلاء الأنجـاس والقـاذورات.
.....................


قال الشيخ عبدالرحمن الدوسري رحمه الله : لقد تفاقم شر الشرك في هذا الزمان ولبس أثوابا غير الأثواب التي عهدها وعالجها الشيخ محمد بن عبدالوهاب وذريته غفر الله لهم ، ففي عهدهم وقبله بقرون تمثلت اللات والعزى ومناة وذات أنواط وغيرها بمقبورين تعسين وأشجار ومغالات ونحوها ، ولكن في هذا الزمان تمثلت اللات والعزى ونحوها بمبادئ قومية ومذاهب فكرية وطواغيت وأصنام ناطقة متزعمين لهذه المبادئ والمذاهب التي غدت تتمثل في شخصياتهم وأصبحوا مألوهين بسببها من دون الله .

أسلم كثير من الناس وجوههم لهم بكامل الحب والتعظيم الذي لا يحظى به الله منهم ، وأصبحوا بتقبلون ما يصدر منهم بكل تسليم وإنشراح صدر ، زاعمين أنه لا يُخالف الدين وأصبحوا امناء أقوياء على تنفيذ ما يشرعونه من الأنظمة والقراءات بكل ترحيب وتصميم ، بل يجعلهم البعض في مصاف الرسل ‍مناديا للرعين بقوله " يا بني الشرق يا رسول القرن العشرين ويا رسول الحرية "" وغيرها مما لا نحب ذكره ، بل يُغالي البعض في إطراء بعض الزعماء قائلا عنه " أنه حقق ما لم يحققه محمد صلى الله عليه وسلم ! " .

وبعضهم يقول عن الوحدة حتى بعد انفكاكها وانقلابها إلى فرقة رقيقة " إنها خير من الوحدة المحمدية النبوية " ويسمون الكافر الملحد عابد الطين ، المسلم على الكفر والمرحب بجهنم يسمونه " قديس القومية " لإعلان كفره بقوله : بلادك قدمها على كل ملة ، ومن اجلها أفطر ، ومن أجلها صم .

ولا شك أن المؤمن بمبادئ القومية كافر بالله لكفره بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم من ملة إبراهيم التي تنقضها مبادئ القومية من أساسها ، ذلك أنه من ضروريات القومية تفضيل الكافر الذي من جنسيتهم على المسلم الذي من غير جنسيتهم فيقولون : العربي المسيحي خير وأفضل من المسلم الغير عربي ، ويغرسون هذه العقيدة الوثنية في قلوب الناشئين بما يدرسونهم من الأناشيد التي منها :

أنا عربي عربي .......... أحب كل عربي

ومنها :

بلاد العرب اوطاني ... وكل العرب إخواني


ويلبسون على الجهلة السذج بقولهم " الدين لله والوطن للجميع " ويقصدون بقولهم ( الوطن للجميع ) أن يحكم الوطن بحكم علماني معاكس للحكم الديني الذي يوجب الله القيام به على المسلمين حيث قال : ﴿وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهوائهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك ﴾ .

ولكن الخطط الماسونية واليهودية التي ينفذها أفراخ الإفرنج من أبناء المسلمين إستطاعت فتنة القوميين العلمانيين عن جميع ما أنزل الله ليس عن بعضه فقط ، فأباحوا الحكم العلماني الذي لا يُساوي المجرمين بالمسلمين فقط بل يفضل المجرمين على المسلمين ويعلن إباحة ما حرمه الله من أجلهم كالخمور والربا والقمار والزنا في حالة الرضى والتبرج ، وإظهار المفاتن وإختلاط الجنسين وفتح المسارح ودور الرقص والبلاجات الخليعة ، ونحوها مما هو مخالف لله ورسوله من جهة ، وإنحطاط بلا إنسانية إلى الشغل البهيمي وتذويب لجميع طاقات الأمم والشعوب حتى تكسبها اليهودية العالمية في كل مجال ، ومن جهة ثالثة ولا شك أن الحكم العلماني هادم لملة إبراهيم ــ عليه السلام ــ هي دين الله من عدة أمور :

( احدها ) : إيجاب مؤاخاة أعداء الله من اليهود والنصارى والصائبة من شاكلتهم من الملاحدة والمذاهب المنحرفة مؤاخاة تُصرح بتفضيلهم باسم القومية والوطنية على المسلمين الغير مواطنين والذين ينتمون إلى جنس غير قوميتهم وهذا ينافي مدلول الشهادتين من حصر الموالاة والمعاداة على الدين الحق والإيمان الصحيح كما قال تعالى {قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده }.

فانظر إلى إبراهيم ــ عليه السلام ــ إمام المسلمين ومن معه من الأنبياء كيف صرحوا بعداوة قومهم وبغضهم لأن الله لا يبيح لهم موالاتهم أو مؤاخاتهم باسم القومية لأي هدف كان حتى يتحقق فيهم الإيمان بالله قولا وعملا واعتقادا .

وأوجب الله علينا التأسي بهم ، ذلك أن مؤاخاة الكفار بأي شكل من الأشكال ولا أي غرض من الأغراض لا يكون أبدا إلا على حساب العقيدة والأخلاق بل لا يكون إلا بخفض كلمة الله وإطراح حكمه ونبذ حدوده ورفض وحيه ومهما ادعوا من الأخوة الإنسانية والعمل لصالح الوطن ومقاومة أعدائه ونحو ذلك من التسهيلات المفرضة فإن المصير المحتوم للمسلمين هو ما ذكرناه من تجميد رسالة الله وإقامة حكم مناقض لإعلاء كلمته والجهاد الصحيح في سبيله لنشر دينه وتحكيم شريعته ، وما قيمة الإسلام إذا لم يكن هو الحاكم ظاهرا والمهيمن باطنا .

( ثانيها ) : تلبيسهم الصريح بقولهم " الدين لله والوطن للجميع " والتوحيد الحق يوجب على المسلمين أن يقولوا " الدين لله والوطن لله " يجب أن تعلوا فيه كلمة الله ويحكم فيه بشريعته وتقام فيه حدوده وكل وطن على ضد هذه الحال ليس وطنا للمسلم ولذا أقسم بذاته العلية على نفي الإيمان على من لم يحتكم لشرعه بانشراح صدر وتسليم كما في الآية ( 65 ) من سورة النساء .

وقد أخرجتهم خطتهم الأثيمة في حكمهم الوطني بغير ما أنزل عن حقيقة العروبة الصحيحة فضلا عن حقيقة الدين لأنهم نصبوا أنفسهم ديوثين على أعراض شعوبهم بإباحة الزنى حال الرضى وتشريع القوانين المعفية للزناة من إقامة حدود الله وتشجيعهم للإختلاط والتبرج والمسارح والمراقص وجميع أنواع الخلاعة المعلقة بالإنحلال المؤدي إلى سقوط ليس معه إرتفاع .

ويا لها من سخرية برجال الدين بل إنقاص الدين والتنديد بالشريعة ووصفهم لوحي الله بالأساطير والأوراق الصفراء وتسميتهم للنبي صلى الله عليه وسلم بالعبقري ودعواهم إلى رسالة السماء هي الإشتراكية ، وتصريحهم بكل وقاحة أن الدين لا يصلح لهذا العصر إلى غير ذلك مما يعتبر شتما لله وتعطيلا صريحا لجميع مدلولات الإله بأسمائه وصفاته مما يعتبر أفظع من كفر المشركين الذين أوجب الله قتالهم وأباح نسائهم وأموالهم ، ذلك أن المشرك معظم لله في الحقيقة ولكن جره الجهل بحقيقة التعظيم إلى إتخاذ وسائط يقربونه إلى الله زلفى .

أما العصرانيون أفراخ الثقافة الإستعمارية فليس عندهم لله ذرة من تعظيم بل هم على اختلاف أتباعهم من قوميين وبعثيين وشيوعيين كلهم يلتقون في الإلحاد بأسماء الله ورفض دينه واطراح وحيه لكن الشيوعي صريح في إنكار الله لقوة دولته وشدة وقاحته أما غيره فيعترف بالله إعترافا لفظيا دون أن يتقيد بشيئ من أوامره ، فهو يعترف بالله مرفوض لا يطاع أمره ولا يلتفت لحكمه ولا تحترم حدوده فما قيمة هذا الإله ؟‍!

ألا إنها ردة جديدة وكفر شنيع ثبت بين العوائل الإسلامية ككفر الماسونية اليهودية لاحتلال الصدارة في كل ميدان لينفك بالمسلمين ويبحث الدين من أصوله ، فيجب على علماء المسلمين أولا وعلى أولياء العائلات أن يطهروا بيوتهم بحسن التربية الإسلامية وقوة البذل في سبيل الله للتوعية الدينية ومقابلة التخطيط بتخطيط أقوى ليصدقوا ما عاهدوا الله عليه ويوقفوا هذه الردة عند حدها والله يتولى الصالحين.

.....................................
اللــــهم عليــــــــك بالعلمـــانيين والزنــادقــه والمنــافقيـن
اللـــــــهم عليـك بهـم فإنهم لا يعجزونـك
اللـهم إنصـر المجـاهدين
اللـهم عليـك بأتبـاع المـاسونيـه والعلمنـه
اللـهم عليــك بــالرافضــه
اللـهم عليـك بأعداء الإسـلام والتـوحيــد
اللـهم آمين
اللـهم آمين

المتفكر
19-08-07, 02:26 PM
رحم الله الإمام الشيخ عبد الرحمن الدورسري ونوّر قبره وجمعنا به في جنات النعيم.

جزاك الله خيرا أخي الفاضل.

الوافي3
19-08-07, 05:50 PM
أخي الفاضل لويس وفقك على هذا النقل المبارك للشيخ عبد الرحمن الدوسري رحمه الله

القوميه عزيزي الفاضل أعتقد أنها حركه بدأت في أواخر الدوله العثمانيه وذالك بنقلها إلى إلى الاوطان العربيه
بعض المتنورين كما يسمونهم وأنى أسميهم المستثورين :-
وهي بداية سنءو العلمانيه في الأوطان العربيه وذالك بفصل الدوله تماماً عن الدين وذالك في شعارهم الذي ذكره الشيخ
(( الدين الله ,,, والوطن للجميع))هؤلاء القومنجيين .
هم أصحاب حركة التغريب في الثقافه العربيه ,, وللأسف أتخذت الآن عدة مسميات المنهجهم ولكن الهدف واحد
وهو ضرب مسلمات الدين والتشكيك فيها

لويس شكرا لك عزيزي

متعب ابو عبدالله
19-08-07, 06:57 PM
الله يجزاك خير ويرحم الشيخ الجليل

عبدالله آل موسى
19-08-07, 07:42 PM
نعم هو الشرك

من الأصغر الذي هو كان همنا

إلى الأكبر الذي أصبح هو همنا الآن

الشرك بأنواعه منتشر


من شرك أكبر وأصغر وخفي

وشرك الألوهية ... الدعاء والنية والإرارة والقصد والطاعة والمحبة والخوف والتوكل !!!!

ألا ترى أن التوكل أصبح لغير الله والأستعانة بغير الله ؟؟؟

ألا ترى أن أكثر أقسام الشرك الأصغر تنطبق عليهم ؟؟؟

ألا ترى وهنا المصيبة أن الشرك الأكبر قد صار يسري في عروقهم ؟؟؟

نسأل الله أن يثبتنا على دينه ويكفينا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن


اللهم إنا نعوذ بك من الكفر والفقر ومن عذاب القبر

جزاك الله خير

أحببت أن آخذ هذا المنحا في الحوار

لأن أساس هذه الفرق هو الشرك بالله

وأتخاذهم صلبان وأصنام غيروا أسماء الأصنام فصارت ... قومية وطنية عروبة علمانية ليبرالية وسم ما تشاء

سبحان من قال {{ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }}

لا إله إلا الله

اللهم أختم لنا أعمالنا بـ لا إله إلا الله محمد رسول الله

وأرزقنا قولها والعمل بمقتضاها

فالقول بلا فعل ليس إلا كالمستهزء والمنافق

سنام الاسلام
19-08-07, 09:15 PM
أخي الفاضل لويس وفقك على هذا النقل المبارك للشيخ عبد الرحمن الدوسري رحمه الله

القوميه عزيزي الفاضل أعتقد أنها حركه بدأت في أواخر الدوله العثمانيه وذالك بنقلها إلى إلى الاوطان العربيه
بعض المتنورين كما يسمونهم وأنى أسميهم المستثورين :-
وهي بداية سنءو العلمانيه في الأوطان العربيه وذالك بفصل الدوله تماماً عن الدين وذالك في شعارهم الذي ذكره الشيخ
(( الدين الله ,,, والوطن للجميع))هؤلاء القومنجيين .
هم أصحاب حركة التغريب في الثقافه العربيه ,, وللأسف أتخذت الآن عدة مسميات المنهجهم ولكن الهدف واحد
وهو ضرب مسلمات الدين والتشكيك فيها

لويس شكرا لك عزيزي

حياك الله أخي لويس وبارك الله فيك على هذه الكتابات التي تنم عن شعور اسلامي رفيع المستوى بارك اله فيك


اخي الوافي بارك الله فيك على هذا التعليق ............ولكن اسمحوا لي يا اخواني أن أضيف لما كتب أخي لويس ويا كل جريش شيئا مما كتبه سفر الحوالي عن القومية وأهدافها ونشأتها :




القومية العربية


نشأة القومية:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

وبعد:

قد تعرضنا في دروس ماضية بتوفيق الله تبارك وتعالى إلى مسألة المساواة والكرامة، أو ما يسمى بـ "حقوق الإنسان"، ويكفي أن الله تبارك وتعالى منَّ على البشرية جمعاء ببعثة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وبهذا الدين العظيم الذي حررها من العبودية لغير الله، وعلَّمها حقيقة المساواة بين البشر، وأن التفاضل لا يكون إلا بالتقوى.

إن الناظر إلى فكرة القومية - هذه الفكرة التي نشأت مخالفة لما ذكر الله تبارك وتعالى وذكر رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فالقومية أو الوطنية أو القبلية أو الحزبية أو النعرات العرقية أو الطائفية أو ما أشبه ذلك من الأفكار تنافي وتخالف هذا الأصل العظيم: التفاضل بين الناس بالتقوى.

القومية عند اليهود:

وإذا أردنا أن نرجع إلى تاريخ القومية القديم، فإننا نجد أكثر الناس غلواً في القومية والعنصرية - ولا يزالون إلى اليوم - هم اليهود، فربما يكون لليهود السبق في تعليم غيرهم من الأمم التعصب العرقي الذميم المغالى فيه جداً، فإن الأمم الأخرى - وإن كانت كل أمة تتعصب لقوميتها - إلا أنها لم تبلغ حداً يفوق اليهود، وإنما أكثر الأمم قوميةً ظهرت تبعاً لليهود، كما حدث للقومية النازية في ألمانيا أو الفاشية في إيطاليا، فهي قد ظهرت متأثرة بالفكر اليهودي.

واليهود هم أكثر الناس عنصرية وقومية وقد ذكر الله تبارك وتعالى عنهم ما يدل على ذلك في القرآن في مواضع كما قال الله عز وجل: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ} [المائدة:18]، فيدعون أنهم أبناء الله وأحباؤه.

ويدعي اليهود أنهم شعب الله المختار كما ذكر الله عز وجل عنهم قولهم: {لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ} [آل عمران:75]، {وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ} [آل عمران:75]، فيرون استحلال أموال غير اليهود، وأن أموال الأميين هي حلال لليهود!

وهذه القومية عند اليهود إنما جاءتهم من فهم باطل للتوراة وتحريف لبعض نصوصها، أو من ابتداعهم في الكتاب الكبير الذي ابتدعوه، واتبعوه أكثر من التوراة، وهو ما يسمى: "التلمود ".

ومن آثار القومية والعنصرية: اعتقادهم أنه لا يمكن أن يكون نبيٌ إلا من بني إسرائيل، ولذلك كان من جملة أسباب كفرهم برسالة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه من الأميين! ولهذا يبين الله تبارك وتعالى في سورة الجمعة تفضله وإنعامه على الأميين فيقول عز وجل: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ} [الجمعة:2]، ثم بين أن هذا التفضيل لا يستحقه اليهود، فقال: {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً} [الجمعة:5]، فهذا الفضل من الله تبارك وتعالى على الأميين هو بحكمته، فهو الذي اختارهم لحكمة يعلمها، وأما أولئك فنزع منهم النبوة؛ لأن حالهم أصبح مثل هذا المثل السييء: كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً [الجمعة:5] فنزعت منهم النبوة، وهم يرون أنهم أحق الناس بالنبوة، وأن لا نبوة في غيرهم.

ووصل بهم الحد إلى اعتقاد أن أي إنسان غير يهودي - سواء كان نصرانياً أو مسلماً أو من أي دين آخر - إنما خُلِقُوا ليكونوا كالحمير لليهود؛ يركبهم شعب الله المختار! بل يعللون خلقة الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لغير اليهود على شكل اليهود؛ فيقولون: هذا من فضل الله على اليهود؛ حتى يستطيعوا استخدامهم؛ وإلا فهم في الحقيقة كالحمير والبغال والجمال وغيرها من الحيوانات، لكن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى خلقهم على صورة اليهود، ليستطيع اليهود أن يستخدموهم كما يشاءون، فهم وأموالهم حلال لهم، ولا حرج عليهم في شيء من ذلك!

وكل ذلك ناشئ عن نصوص حرفت من التوراة، أو مما وضعه الأحبار والرهبان في التلمود، وهذا ما بينه الله تبارك وتعالى - وهو معلوم بالتواتر - أنهم حرفوا التوراة.

ومن جملة ما حرفوا أن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أمر الناس في الوصايا العشر التي أنزلها في التوراة: بأن يقوموا بالقسط، وأن يوفوا الكيل والميزان، وألا يزنوا وألا يسرقوا، فحرف اليهود ذلك، وقالوا: إن معنى لا تزن، أي: لا تزن باليهودية، ولا تسرق مالاً، أي: لا تسرق مال اليهودي، ولا تقتل النفس، أي: لا تقتل اليهودي... وهكذا؛ فحرفوا ذلك ليصبح خاصاً باليهود.

أما غير اليهود فقد جاء التلمود وأكمل هذا التحريف، فيقول: "إذا وقع أممي - أي غير يهودي - في حفرة فلا تنقذه منها؛ بل إن استطعت فألقِ عليه حجراً حتى لا يخرج" فإذا وقع في حفرة؛ أو غرق في ماء، أو سقط في أي مكان؛ فلا تنقذه أبداً لأنه عدو لك.

فالتفضيل تحول إلى عداوة شديدة مقيتة؛ لأن التلمود كتب في بابل - في العراق - التي كانت مقر حكم الآشوريين الذين سبوا اليهود إلى بابل، فاليهود في ظل ظروف الأَسر وضيقه كان عندهم شعور بالاستعلاء، وأن الله اصطفاهم واختارهم، وأن هؤلاء وثنيون مشركون، فكتبوا التلمود في ظل هذه الظروف، فكانت فيه روح الاستعلاء والكبر واحتقار جميع الشعوب والعداوة لهم، فأي إنسان من غير اليهود لا حرمة له عندهم، مثلما أنهم كانوا لا يرون أية حرمة أو تقدير لهؤلاء الذين أسروهم وقهروهم وسلبوهم ملكهم وآذوهم وعذبوهم، فالنفس الانتقامية لدى اليهود هي التي كتبت هذا التلمود .

وعندما تحرروا من الأسر البابلي، ودخلوا وانتشروا في أوروبا وغيرها كان النصارى يضطهدونهم اضطهاداً شديداً، لأنهم يعتبرونهم قتلة المسيح، والمسيح عند النصارى هو الرب، فهؤلاء قتلة الرب الذين صلبوه وقتلوه وكذبوه، فأخذ النصارى يتفننون في تعذيب اليهود، فازداد اقتناع اليهود بما في التلمود، وكانوا يكتبون عبارات شنيعة جداً في المسيح عليه السلام، ولكن لا يضعونها صريحة؛ لأن التلمود كتاب سري لا يطلع عليه غير اليهود، ومع ذلك كانوا يكتبون هذه العبارات؛ ويضعون مكان اسم المسيح علامات أو نقاط حتى لا يذكروه، لكن الحبر عندما يقرؤه عليهم يقول: المقصود (المسيحيون أو المسيح)، ثم عمم بعد ذلك على غير النصارى في خارج أوروبا .

فهذه الروح كان اليهود - ولا يزالون - ينظرون إلى غيرهم من الشعوب بها!! ولهذا لا يرون لأية أمة فضلاً عليهم مهما أعطتهم وأنفقت عليهم ووقفت معهم؛ لأن هذه الأمة وما ملكت هي ملك لليهود، فمهما فعل معهم الناس أو أسدوا إليهم من معروف، فالفضل لا يزال لهم؛ لأنهم هم الأصل، ومن عداهم فلا قيمة له، وكانت النتيجة أن تعلم من هذا الفكر اليهودي القوميون الغلاة في أوروبا، وأهمهم: النازيون.

فكرة القومية في أوروبا:

بعد الحديث عن هذا الفكر نرجع إلى أصل وجود فكرة القومية في أوروبا، فهي تسبق النازية، وتسبق التأثير الواضح لليهود؛ وذلك أن القومية لم تكن معروفة في أوروبا على الإطلاق إنما كان الأصل في العالم - فيما يسميه المؤرخون في القرون الوسطى - هو الدين، وكانت القاعدة في التعامل هي الدين، وكان الإنسان يسأل أكثر ما يسأل عن دينه، فهو إما مسلم وإما نصراني وإما يهودي وإما مجوسي... إلخ، أما العصبيات والعنصريات فلها اعتبار ثانٍ يأتي بعد الدين، وكان ذلك في أوروبا وفي الشرق وفي كل مكان حتى ظهرت الفكرة القومية .

فلما ظهرت هذه الفكرة بشكل وطني، وذلك بظهور الثورة الفرنسية؛ التي يزعم الغربيون أنها مفتاح الحرية ومشرق النور وفجر المساواة والعدالة والحضارة الحديثة، فعندما ظهرت الثورة الفرنسية لم يكن لها أي طابع ديني، وإنما كانت وطنية تقول: إن الناس جميعاً متساوون في الوطنية، فلا ينظر إلى أديانهم وعقائدهم ومللهم، هذه الفكرة كانت جديدة على الناس سواء في بلاد الغرب أو الشرق؛ لأن الناس إنما يتفاضلون بحسب الدين، وكل إنسان يرى أنه أفضل من غيره ديناً، ومهما كان المخالف له في الدين فإنه يحتقره.

لكن هؤلاء المفكرين الذين وضعوا أفكار الثورة الفرنسية كانوا معادين للدين لأسباب ولظروف خاصة، فكانوا يأخذون من الفكر اليوناني القديم، ومن الأفكار التي ظهرت في أوروبا، ونمت وترعرعت شيئاً فشيئاً بعد ظهور حركة الإصلاح الديني، فلما كان هذا الفكر بعيداً عن الدين جمعوا الأمة - كما يزعمون - على أساس وطني.

حتى صارت هناك دول أصبحت الوطنية والقومية فيها شيئاً واحداً.. ودول ومجتمعات أخرى أصبحت القومية فيها أوسع وأعم من الوطنية، وأوضح مثال: الدول العربية؛ حيث صارت "الوطنية" فيها أضيق من مفهوم القومية، فهناك مثلاً وطنية مصرية ووطنية عراقية ووطنية سورية، فهذه كلها وطنيات، ولكن يجمعها قومية واحدة هي القومية العربية، لكن بعض الدول قوميتها هي وطنيتها مثل ألمانيا واليابان وفرنسا، فهم شعب يعيش على أرض واحدة؛ ويتكلم لغة واحدة في مكان واحد؛ وله تاريخ واحد؛ فقوميته هي وطنيته.

ظهرت وترعرعت الوطنية مختلفة ومندمجة مع القومية، فيمكن أن تعتبر الثورة الفرنسية ثورة وطنية أو ثورة قومية، ثم نشأت بعد ذلك القوميات الأخرى في أوروبا وارتبطت بالحروب الدينية، وأول ما تفتتت أوروبا تفتتت على يد حركة الإصلاح الديني بزعامة مارتن لوثر وكالفن ومن كان معهم ممن ابتدعوا الدين الذي يعتبرونه تصحيحاً للنصرانية وهو البروتستانتية، ومعنى البروتستانت: المحتجون أو المعارضون للبابا زعيم الكاثوليك في روما، فاحتجوا عليه وعلى ما أحدث في الدين من بدع، وأرادوا تصحيح الدين، ولكنهم لم يأتوا إلى القضايا الأساسية، فلم يصححوا التثليث ليصبح توحيداً، ولم يصححوا اعتقاد أن المسيح ابن الله فيقولوا: إنه عبد الله ورسوله، وغير ذلك من الأمور، وإنما اعترضوا عليه في أمور كثيرة؛ من أهمها: توسط رجل الدين بين العبيد وبين الله تبارك وتعالى؛ فالكاثوليك يقوم دينهم على هذا التوسط، فرجل الدين هو الواسطة، فلا يمكن الاستغفار إلا عن طريقه، ولا يمكن الصدقة إلا عن طريقه! حتى إنه يباشر كثيراً من الطقوس وأمور الناس عند الموت، وعند الميلاد، وعند الزواج، وأمور كثيرة لابد أن يقوم بها القسيس، وإن لم تفعل لأي انسان فإنه يعد محروماً من الجنة، ومن ذلك احتكارهم لقراءة وتفسير الإنجيل، فلا يمكن لأحد أن يقرأ الإنجيل أو يفسره إلا رجال الدين، ويقرءونه باللغة القديمة، وليس باللغات المعاصرة واللهجات المحلية التي كانت في أوروبا .

وعندما ظهرت حركة مارتن لوثر أحدثت انفجاراً قوياً وعنيفاً جداً في هذه التركيبة التي كانت أوروبا بأجمعها مجتمعة عليها، وقد تأثرت تأثراً واضحاً بالإسلام والمسلمين نتيجة الحروب الصليبية؛ إذ وجدوا أن المسلمين يقرأ الواحد منهم كتاب الله كما يشاء، ويعبد الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وليس بين العبد وبين الله واسطة، فوجدوا أنهم يمكن أن يعبدوا الله تبارك وتعالى بغير توسط من أحد.

فاجتهد أناس قبل لوثر في زحزحة هذه التقاليد القديمة التي نشأ عليها الغربيون، فنشأت حركة يسموها "حركة تحطيم الصور والتماثيل "، وأخذوا يحطمون الصور والتماثيل في كثير من أنحاء أوروبا ويقولون: إن هذه وثنية؛ لأنه في التوراة مكتوب: " لا تعمل صنماً، ولا ترسم صورةً، ولا تعبد وثناً "، فقالوا: هذا ليس من الدين في شيء.

وهكذا ظهرت حركات من هذا النوع إلى أن بلغت القمة في حركة "مارتن لوثر " الذي كان ألمانياً، فترجم الإنجيل إلى اللغة الألمانية، وجعل كل إنسان يقرأ الإنجيل ويتعبد كما يشاء، ولا يراجع أي قسيس، وأصبحوا يعتقدون كفر الكاثوليك الذين في أوروبا، وفي المقابل يعتقد البابا أن البروتستانت كفار، وحرم كل منهما الزواج من الآخر، فلا يجوز للبروتستانتي أن يتزوج من كاثوليكية، ولا يجوز للكاثوليكي أن يتزوج من بروتستانتية، فصارت بينهما العداوة الشديدة للدين؛ ولأن لوثر لم يضع منهجاً دقيقاً ومنضبطاً بقدر ما وضع خروجاً عن البابوية؛ فقد خرجت فرق وطوائف كثيرة تحت الشعار نفسه وخالفته وخالفت البابا.

أما القومية الألمانية فقد تمحورت حول البروتستانتية عقيدةً والشعب الألماني قوميةً، أما الفرنسيون وهم الأعداء لهم في تلك المرحلة فإنهم بقوا على دين الكاثوليك وهم إلى اليوم كذلك؛ فدينهم الكاثوليكية تبعاً للبابا، ولكن عندما ظهرت الثورة الفرنسية أصبحت دعوتهم لا دينية فثاروا على البابا، ولكن ثورتهم كانت ثورة غير دينية، فبقي عندهم الدين في حدوده المعينة التي رسموها له، والتي لا يتدخل فيها في شئون الحياة، فمجال الدين - الكنائس وما يتعلق بها - أعطوها حرية؛ وبقيت علىمذهب الكاثوليك؛ ومن هنا نشأ الصراع والتنافس الشديد في أوروبا بين هاتين الدولتين وبين غيرها من الدول فيما بعد، وارتبطت القومية بالدين - أيضاً - وأصبح كل منهم يمثل شيئاً واحداً.

وأما الإنجليز فقد أخذوا العقيدة البروتستانتية وادعوا القومية الإنجليزية، وانتشروا وتمددوا في أنحاء كثيرة من العالم خارج بلادهم، فأصبحت العداوة بين الألمان والإنجليز عداوة قومية محضة مع أنهم في الدين سواء، أما الفرنسيون فإنهم كانت العداوة بينهم مختلفة؛ ولهذا نجد أن هذه الدول الثلاث قل أن تتفق في تاريخها، وهذا غير الحروب والخلافات والشحناء بينها، فإذا اتفقت منها اثنتان، فهما ضد الثالثة غالباً.

نشأت وترعرعت الأفكار القومية في كل دولة من هذه الدول، فأصبح لكل دولة شُعراؤها وشعاراتها ورموزها وتاريخها ومفاخرها، وابتعدت كل واحدة عن الأخرى ابتعاداً شديداً بعد أن كانت أوروبا قبل الثورة الفرنسية وقبل حركة مارتن لوثر كلها أمة واحدة، يجمعها دين واحد، فتشعبت تشعباً شديداً.

ظهور القومية في البلاد الإسلامية:

في هذه الفترة كان العالم الإسلامي كله أو على الأقل ما يوازي منه أوروبا - الذي هو منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط - تحت حكم الدولة العثمانية، ولم يكن يعرف المسلمون أي شيء عن الفكرة القومية ولا الوطنية إلى أن ظهرت في مصر .

فظهرت الوطنية المصرية والافتخار بمصر وبأمجاد مصر، وبالفراعنة وما قبل الفراعنة تأثراً بالذين ابتعثوا لفرنسا والذين تأثروا بفكرة الوطنية الفرنسية.

ونشأت في مصر دعوة قوية جداً إلى الوطنية، حتى كانت كل الأحزاب على اختلافها تدعو أو تفخر بالوطنية، فحزب الوفد، وسعد زغلول كان وطنياً، وكذلك مصطفى كامل كان وطنياً جداً رغم عداوته لسعد زغلول ورغم ما عنده من مسحة إسلامية، لكن كان هو الذي يقول: (لو لم أكن مصرياً لتمنيت أن أكون مصرياً)، وكذلك أحمد شوقي، وحافظ إبراهيم، وغيرهم من الشعراء كانوا شعراء وطنيين؛ قلّ أن تجد لهم شيئاً من الشعر الذي يفتخر بالعرب أو بالعالم الاسلامي إلا أحياناً، إنما الأصل عندهم في الفخر هو الوطنية ونوع من الامتزاج بالقومية، لكن لم تظهر ملامحه ولم تتضح في تلك المرحلة.

ثم ظهرت فكرة القومية العربية والقومية التركية، وأول من دعا إلى القومية العربية وأظهرها كقومية عربية هم النصارى العرب، وهؤلاء النصارى أكثرهم في بلاد الشام، أما الأقباط الذين كانوا في مصر فلم يكونوا يفكرون في قومية عربية، بل ولا حتى في وطنية مصرية، إنما كان همهم هو التبعية للغرب وللمستعمر.

والذي حدث أن الدولة العثمانية ضغطت على نصارى الشام وآذتهم، فهاجرت طوائف كبيرة منهم إلى مصر، وهناك أسسوا جريدة الأهرام ومجلة المقتطف وغيرها، وبدءوا يبثون الفكر القومي في مصر، فأصبح منتشراً في مصر إلى حد ما، وكذلك في بلاد الشام، وهي مقره، ولا سيما في لبنان؛ لأن النصارى كانوا في منطقة جبل لبنان، وهناك تركزت الفكرة أو الدعوة النصرانية القومية، وأيدها الغرب كما كتب برنارد لويس في كتابه: "الغرب والشرق الأوسط .

وتبنى الغرب القومية العربية لتكون معولاً لهدم الإسلام، ليضرب بها الإسلام، فتختلف آصرة التجمع عند العرب والترك على الإسلام؛ فينفصلون عن الترك وعن الهنود وغيرهم، وتصبح القومية العربية فقط هي التي تجمعهم فيسهل تفتيتهم.

ولذلك كانوا يريدون تفتيت الدولة العثمانية بأي شكل من الأشكال، ففي الدول العربية أظهروا فكرة القومية العربية ونشأت منها جمعيات كثيرة: كجمعية العربية الفتاة وما تفرع عنها، والجمعية القحطانية، وجمعية العهد، والجمعية العربية ...إلخ، فأصبح النصارى العرب يتغنون بأمجاد الأمة العربية وبأشعار ومنشورات وكتب ألفوها.

وكذلك أصبحت الدعوة في تركيا إلى القومية الطورانية التركية، والذين دعوا إلى القومية الطورانية التركية كانوا من اليهود، وهذا شيء ثابت؛ حتى إن أحد المؤرخين الأمريكان اسمه واتسون يقول: (إنه لا يوجد أحد في حركة الاتحاد والترقي - الحركة القومية التركية - من أصل تركي حقيقي، وإنما هم من اليهود وغيرهم! - أي: يدعون إلى القومية التركية وليس فيهم رجل واحد من أصل تركي - والذين يدعون إلى القومية العربية ليس فيهم مسلم، وأكثرهم - أيضاً - أصولهم أعجمية ونصارى).

أخطار الحركة القومية:

من هنا يجد الإنسان المفارقة، ويعلم أنها كانت كلها تهدف لتحقيق التمزق والفرقة بين المسلمين؛ لمعرفتهم بأخطار الحركة القومية في أوروبا التي قد عانت وذاقت الأمرَّين من الفكر القومي والتمزق القومي، فجاءت وصُدِّرت هذا الفكر إلى العالم الإسلامي، في حين بدأت هي تكون التحالفات والتكتلات الأممية والعالمية التي ظهرت في الحرب العالمية الأولى ثم في الثانية، وبعد الحرب العالمية الثانية انتهت القوميات في أوروبا واختفت.

والآن يريدون إخفاء الوطنيات تماماً لتصبح أوروبا أمة واحدة لا وطنية فيها فضلاً عن القومية، ولأنهم ذاقوا مرارة القومية فأرادوا أن يُصدِّروها لتفتيت العالم الإسلامي؛ فظهرت الدعوة الطورانية أو التركية، وأرادت أن تفرض اللغة التركية على جميع العرب، وفي المقابل ظهر الدعاة القوميون العرب - وأكثرهم من النصارى - ثم تبعهم الشيعة والدروز وأمثالهم - ينادون بالعروبة واللغة العربية والأمة العربية.

في الحرب العالمية الأولى كانت البداية عندما اتفق فيما يسمى اتفاقية سايكس بيكو على تقسيم الخلافة العثمانية بين دول الغرب، فجاءت الحركة القومية العربية وجيشت جيوشاً؛ وحاربت مع الإنجليز ضد الدولة العثمانية، فعندما أراد الصليبيون أن يدخلوا إلى القدس كانت رايتهم تضم جموعاً عديدة منها: الإنجليز، والعرب القوميون - الذين انضموا إلى الإنجليز في قتال إخوانهم في الإسلام "الترك" - ودخل الإنجليز القدس، وبانتهاء الحرب العالمية انتهت الخلافة العثمانية تماماً، وتمزق العالم الإسلامي، ونفذت اتفاقية "سايكس بيكو ".

وظهرت الأفكار الوطنية والقومية، وكانت في مصر أكثر ما تكون وطنية، وأما في بلاد الشام فإنها كانت قومية. ثم تطورت الحركة القومية وجمعية العربية الفتاة - كما يسمونها - وحرصت على تأسيس رابطة قومية تجمع العرب، وبارك الغرب هذه الرابطة وشجعها؛ بل إن الذي اقترحها في الأصل كمنظمة هو "أنطونيا إيدن " الذي كان وزير خارجية بريطانيا، ثم أصبح رئيس وزراء بريطانيا، فاقترح فكرة إنشاء جامعة الدول العربية، فأنشئ بروتوكول الإسكندرية ثم جامعة الدول العربية .

وكان الذين أسسوها واجتمعوا ووقعوا ميثاقها هم - قبل قيام هذه الجامعة - كانوا أعضاء في جمعية العربية الفتاة وأشباهها من الجمعيات التي كانت قائمة في ذلك الزمن، وأوضح الكتب على هذا كتاب "نشأة القومية العربية " لمحمد عزة دروزة لأنه كان واحداً منهم، وكذلك الشاعر "خير الدين الزركلي " صاحب الأعلام، واحداً من هؤلاء القوميين، وشعره وحياته يذكر فيها هذا الشيء كذلك.

رئيس بلاد الشام "شكري القوتلي " كان من جمعية العربية الفتاة، ووقع ميثاق جامعة الدول العربية، فنشأ الفكر القومي بعد ذلك حتى قامت ثورة الحزب البعثي، واستطاع بقيادة "ميشيل عفلق " أن يؤسس فكرة عقدية قوية جداً تحكم الآن العراق وسوريا، وله وجود قوي في ليبيا وفي السودان وهم الآن - تقريباً - أقوى حزب في موريتانيا .

وبعد الحرب العالمية الثانية نسيت القوميات تماماً في أوروبا، فأصبحت التكتلات عقائدية وعسكرية، وأصبحت أوروبا في الحقيقة معسكرين: حلف وارسو، وحلف الناتو شمال الأطلسي، فأما حلف شمال الأطلسي فيضم الولايات المتحدة الأمريكية ومعه دول غرب أوروبا كلها على اختلاف مللها ومذاهبها الدينية وقومياتها.

وأما حلف وارسو فيضم الاتحاد السوفيتي وأوروبا الشرقية الشيوعية على اختلاف أجناسها وأعراقها التي أصبحت كتلة واحدة بعد الحرب العالمية الثانية التي انتهت عام (1945م).

وبعدها وقع ميثاق جامعة الدول العربية؛ ثم ظهرت هذه الأحزاب وأسس حزب البعث، فلما ظهر المعسكر الشرقي الاشتراكي اندمجت الفكرة الاشتراكية في الحركات القومية والوطنية - لأنها كلها مستوردة من الغرب - فقامت الثورة المصرية وحَوَّلَها جمال عبد الناصر من فكرة وطنية إلى فكرة قومية، وقبل جمال عبد الناصر لا تجد في مصر إلا إشارات إلى العرب أو العروبة ككل، وإنما كانت الفكرة الراسخة في مناهج التعليم وفي الصحافة والإعلام والشعر هي الشعارات الوطنية الفرعونية...إلخ، وبعد أن جاء جمال عبد الناصر أنشأ إذاعة صوت العرب، والصحافة العربية، والفكر العربي، والأمة العربية من المحيط إلى الخليج، فأجج الفكر العربي القومي.

وفي المقابل - أيضاً - جاء البعثيون بشعار: "أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة" فكان هذا هو شعار حزب البعث، فبدءوا ينشرون هذا المبدأ، وكان الصراع على أشده بين هؤلاء وهؤلاء، مع أن جمال عبد الناصر دعا إلى الاشتراكية مع القومية العربية، وأولئك مع الوحدة العربية دعوا إلى الاشتراكية؛ إذاً: هؤلاء اشتراكيون وهؤلاء اشتراكيون، لكن الخلافات الحزبية بينهم، واختلاف الولاءات - هذا مع الغرب وهذا مع الشرق - كانت على أشدها، والذي يجمع الجميع أنهم لا يريدون الإسلام، فالغرب - سواء كان شرقاً أو غرباً - لا يريد أن يكون هناك أي تجمع باسم الإسلام، كما عبر لويس وغيره في أوضح ما يمكن، فقال: (إن الغرب أراد ألا يكون هناك أية رابطة أو جامعة إسلامية، وإنما يكون المبدأ القومي هو الذي يجمع هذه الشعوب جميعاً).

نشأة الفكرة الوطنية في البلاد العربية:

وتحت شعار الحركة القومية والحركة البعثية نشأت في دول أخرى - مثل دول الجزيرة العربية - الفكرة الوطنية التي لم تكن معروفة من قبل، ففي هذه البلاد وعمان واليمن - مثلاً - لم يكن الناس يعرفون على الإطلاق فكرة التفاخر بالحضارات القديمة وبالوطنية، ولا يعلمون عنها أي شيء فضلاً عن القومية، فنجد أن القوميين تبنوا إحياء هذه الحضارات والآثار القديمة؛ بل مع أنهم يَدَّعون القومية العربية؛ ويتعصبون للغة العربية، أحيوا ما يسمونه التراث الشعبي والأشعار النبطية وما أشبه ذلك، وهذه كلها عوامل تفتيت للأمة إلى قوميات، فالقومية تفتت إلى وطنيات، والوطنية تفتت إلى قبليات وحزبيات وحضارات مختلفة، وكل هذا بغرض تفريق وتمزيق الأمة الإسلامية ورابطة الولاء فيما بينهم؛ فأصبح الإنسان لا يوالي ولا يعادي إلا فيما يعتقد من قومية أو وطنية.

ولقد كان أكثر - إن لم يكن كل - كلام وأشرطة الشيخ عبد الرحمن الدوسري رحمه الله تصب في حرب الماسونية وهؤلاء القوميين المجرمين، وخاصة عندما رُوِّجَ لشعار القومية، إلى أن بلغ لو أن أحداً يقول: هذا العربي ليس مسلماً، لاستنكر أشد الاستنكار في أي مكان، ورسخت فكرة القومية العربية، حتى قال شاعرهم:

سلامٌ على كفرٍ يوحد بيننا http://www.tawhed.ws/styles/default/images/star.gif وأهلاً وسهلاً بعده بجهنّمِ
هبوني ديناً يجعل العرب أمةً http://www.tawhed.ws/styles/default/images/star.gif وطوفوا بجثماني على دين برهمِ
بلادك قدمها على كل ملةٍ http://www.tawhed.ws/styles/default/images/star.gif ومن أجلها أفطر ومن أجلها صُمِ

والثاني يقول:

داع من العهد الجديد دعاكِ http://www.tawhed.ws/styles/default/images/star.gif فاستأنفي في الخافقين علاكِ
يا أمة العرب التي هي أمنا http://www.tawhed.ws/styles/default/images/star.gif أي افتخارٍ نميته ونماكِ

ولقد كان ميخائيل نعيمة، وجبران خليل جبران، وإيليا أبو ماضي، وإيليا حاوي، وإلياس أبو شبكة ...إلخ، هم الشعراء الذين يتغنى الناس بأفكارهم، بل قال أحمد شوقي:

بلاد العرب أوطاني من الشام لبغداد http://www.tawhed.ws/styles/default/images/star.gif فلا دين يفرقنا ولا حد يباعدنا

وأصبحت المفاخرة بأن أبناء الوطن جميعاً يعملون ضد الاستعمار وضد القوى الرجعية، والرجعية هي الدين في نظرهم، فكانوا يستغلون فكرة القومية والوطنية لإشعال الحرب الضروس على الدين، وعلى كل من يدعو إلى الانتماء إلى الإسلام أو يوالي أو يعادي في هذا الدين، حتى مسخت الأمة - تقريباً - مسخاً كاملاً أو شبه كامل.

وأصبحت نظرة كل الناس إلى الأمة العربية والوطن العربي؛ فإن درست الجغرافيا فهي جغرافية الوطن العربي، وإن درست الثروة فثروة الوطن العربي، وإن درس السكان فهم سكان الوطن العربي، وإن تحدث أحد عن الأخطار فإنه يتحدث عن الأخطار على الأمة العربية، وفي الحقيقة أنه مجاملةً لهؤلاء الحفنة من النصارى في لبنان ومصر تخلى الباقون عن دينهم، والتعبير الذي كان ولا يزال إلى هذه الأيام هو أن يقال: (الأمتين) الأمة العربية والأمة الإسلامية! ومن أجل هؤلاء تجعل الأمة الواحدة التي قال الله تعالى عنها: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً} [الأنبياء:92] تجعل أمتين!!

ونتيجة لهذا الشعور - رسوخ الفكرة القومية عند الناس - أصبح لا يمكن أن تنظر إلى أي إنسان وتقول: هذا مسلم أو نصراني، ولا يمكن أن تسأل عن هذا، ولم يكن أحد يستطيع أن يتحدث بهذا إلا ويُحتقر!! ولا يستطيع أن يكتب في مجلة أو يتكلم في الإذاعة وهو يخالف فكرة القومية العربية، أو الأخوة العربية، أو الرابطة العربية، أو اللغة المشتركة والتاريخ المشترك، وهذا خلاف لما ذكر الله تبارك وتعالى في قوله: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات:13] ولما قاله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأعجمي على عربي إلا بالتقوى).

وكان العراقي - مثلاً - وإن كان يدَّعي القومية العربية إلا أنه يفتخر بالآشورية والبابلية والكلدانية، وأهل الشام وإن كانوا - أيضاً - يدعون القومية العربية والبعثية إلا أنهم يفتخرون بآثار السومريين والفينيقيين، وفي مصر يفتخرون بالآثار الفرعونية وغيرها.

أما نحن هنا فمع وجود دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب والعقيدة السلفية الناصعة التي لا تفرق بين عربي وأعجمي - فهي دعوة سلفية تجمع كل من يؤمن بها - مع ذلك - أيضاً - أصبحت عندنا باسم الآثار وغيرها فكرة الآثار القديمة: كآثار الأخدود، وعاد، وثمود، ومدينة الفاو، واذا اكتشف مكان ما وفيه بيوت قديمة طمرها الطين؛ اعتبروا هذا كشفاً حضارياً ومنقبة عظيمة، وأننا لنا ماضٍ، ولنا تاريخ، ولنا آثار، أي: أننا دخلنا فيما دخل فيه غيرنا من الأفكار التي رفضتها ولفظتها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

وقد بقيت النزعة التي تظهر هذه الأيام مثل النازية والفاشية، وهذه ظهرت نتيجة التأثر بالفكر التلمودي اليهودي، وكل ما فعله هتلر أنه قرأ ما في التلمود؛ ووجد الفكر اليهودي يجعل اليهود فوق الجميع، فأراد هتلر مضادة اليهود، فقال: الألمان فوق الجميع، وأخذ كل الخصائص التي يدعيها اليهود وجعلها في الألمان، وتعاون معه موسيليني في إيطاليا بالفاشية، وقامت اليابان على هذا المبدأ أيضا؛ ولذلك لما قامت الحرب العالمية الثانية كانت هذه الدول الثلاث تحارب بريطانيا وفرنسا، ثم بعد ذلك تدخلت أمريكا وكانت النهاية المعلومة لدى الجميع.

هذه العنصرية المقيتة البغيضة هي التي يحاربها الإسلام أشد الحرب، والتي كان أول من رفع راية الحرب عليها هو محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عندما أنزل الله تعالى عليه هذا الدين العظيم، وأصبح الناس سواسية، فبلال الحبشي وأبو سفيان وسلمان الفارسي ومن أسلم من اليهود، ومن كان أنصارياً أو مهاجرياً فلا فرق بينهم: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات:13].

نشأة العنصرية في التاريخ الإسلامي:

ونريد أن نشير إلى قضية موجودة في التاريخ الإسلامي وهي: أن المفاخرة نشأت قبل نهاية القرن الأول الهجري عند المسلمين.

صور من العصبيات في التاريخ الإسلامي:

نشأت بين العرب اليمنية والعرب المضرية في أيام الدولة الأموية، ومن قرأ في فتح الأندلس؛ أو فتح بلاد ما وراء النهر؛ فسيجد أن اشتداد هذه العنصرية والعصبية بينهما أدت إلى هزيمة المسلمين في أكثر من مرة، ففي أثناء الحرب تشتعل بينهم المفاخرة، ثم يتقاتلون وينسون العدو المشترك!! ولقد عانى القائد المشهور قتيبة بن مسلم الباهلي أشد المعاناة من أن جيشه ينقسم إلى قسمين: العرب اليمنية، والعرب المضرية، ونشأت أشعار الهجاء الطويلة الشديدة في دواوين الشعر وكتب الأدب وكتب التاريخ.

فكانت هذه البداية مؤلمة جداً وفي عصر يعتبر مبكراً جداً لنشوء الفكرة الجاهلية العنصرية العصبية، وقد دفع المسلمون ثمنها؛ ومن ذلك ما جرى في معركة بلاط الشهداء عندما انقسم جيش عبد الرحمن الغافقي رحمه الله إلى عرب مضرية وعرب يمنية، وحدث بينهما فرقة وخصومة، وهزم الجيش.

ثم نشأت أنواع أخرى من العصبيات بعد ذلك عندما ظهرت الشعوبية التي جاء بها الفرس، وهي تزدري العرب مطلقاً، وتفضل العجم عليهم، وكثير من الشعراء - وإن كانوا شعراء باللغة العربية وتعربت ألسنتهم - كانوا دعاةً للشعوبية - أي: لتفضيل العنصر الفارسي أو غيره من الشعوب على العنصر العربي - وكثر ذلك جداً، حتى قيل: إن الجاحظ يميل إلى الشعوبية، لأنه في كتاب الحيوان وغيره ذكر عن عادات العرب، وكيفية أكل العرب للميتة والحيوانات القذرة!! وهذا من أخبث أنواع الأمراض التي تصاب بها القلوب، وتصاب بها الأمم؛ وهو مرض القومية الذي فيه تفريق الناس وتحزيبهم على غير التقوى.

ثم ظهرت أفكار أخرى، ومزقت الأمة بأنواع كثيرة من التمزقات والعنصريات والجاهليات؛ حتى لا يكون ولاؤها لله وتعتقد - فعلاً - أن أكرمهم عند الله أتقاهم، وأنه لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأعجمي على عربي إلا بالتقوى، ونشأت التعصبات الفقهية - أيضاً - وهي نوع من الجاهلية - فأصبح الحنفية والشافعية يتقاتلون قتالاً شديداً في بلاد ما وراء النهر وشرق العالم الإسلامي، كذلك شهدت بغداد والعراق معارك شديدة بين الحنابلة وغيرهم، وكذلك الطرق الصوفية التي نشأت زادت الأمة - أيضاً - انقساماً، وأصبح الناس يعادون ويوالون كلٌ في شيخه وطريقته، فتمزقت الأمة أكثر فأكثر... وهكذا.

أما اختلاف العلماء حول قضايا العبادات: كالتفضيل إذا تعلق بالعبادة؛ فهذا الأمر ليس فيه إشكال - إن شاء الله - وهو من باب تفضيل شعبة من شعب الإيمان على شعبة أخرى أو العاملين بشعبة على شعبة، فأيهما أفضل أهل الذكر أو أهل الجهاد، وأيهما أفضل أهل القرآن أم أهل الحديث؟ فهذه - أيضاً - نشأت، ولكنها أخف؛ لأنها كلها خير وعلم وكلها من الدين والحمد لله، فأينما كان الإنسان فهو آخذ بشعبة من الخير، لكن لا يجوز له أن يفتخر بحيث يغمط الآخرين أي فضل.

والمشكلة تكون أوضح عندما تكون الفرقة بسبب الشعوبية، كما جاء أن الرشيد قضى على البرامكة لأنهم كانوا كذلك، وكانوا يجمعون بين الشعوبية وبين الباطنية، وبعض الناس لا يذكر عنهم إلا شعوبيتهم، وأنهم أعادوها فارسية كسروية، حيث أعادوا شعارات وآثار وقصور كسرى؛ وكل مظاهر الحياة في أيام كسرى، وكانوا وزراء، والرشيد هو الخليفة، فلما رأى الأمر كذلك؛ وكلمة علماء المسلمين فيهم؛ قضى عليهم، وقتل من قتل، وسجن من سجن، وشتت الله شملهم، وفرق جمعهم ولله الحمد.

ثم في العصور التي تلت ذلك، نجد أن وحدة الأمة طمست واندثرت، وتمزقت الأمة إلى دويلات، فصارت حلب دولة، ودمشق دولة، وأنطاكية دولة والموصل دولة.. إلخ، حتى شاء الله عز وجل وجاء الصليبيون، ولقنوا الأمة درساً عظيماً؛ فتوحدت وبدأت ترجع إلى وحدتها، ثم جاء المماليك، وهؤلاء ليسوا عرباً، والسلاجقة ليسوا عرباً في الأصل، والترك كما هو معلوم دخلوا في الاسلام، ولم يكونوا من العرب، فظلوا يحملون راية الإسلام إلى أن ظهرت فيهم القومية الطورانية، وهذا إجمال وإيجاز سريع لنشأة هذه النعرات الجاهلية في العالم، سواء كانت في العالم الإسلامي أو في العالم الأوروبي الذي أخذنا منه القومية العربية الحديثة.

حال القومية العربية في العصر الحاضر:

من نعم الله عز وجل أن القومية العربية تفتتت بحربين:

الحرب الأولى: حرب لبنان، فلو تأملنا تاريخ لبنان التي كانت منطلقاً لتمزيق الأمة الإسلامية والدولة العثمانية، والرابطة التي جمعتهم هي رابطة القومية، فأراد الله عز وجل أن تتمزق لبنان نفسها، وتصبح فئات متناحرة:

فالموارنة طائفة. والأرمن طائفة، والموارنة انقسموا إلى أحزاب وهي: حزب مع شمعون، وحزب مع فرنجيه، وحزب مع الجميل وهكذا.. والدروز لهم حزب، ولهم إذاعة وجيش، والرافضة حزبان وهما: حزب الشيطان الذي يسمونه حزب الله، وحركة أمل نبيه بري، وهم كلهم رافضة ..

فتمزقت البقعة الصغيرة هذه التي من أجلها مزقنا الأمة الإسلامية وجعلناها أمتين، أمة عربية، وأمة إسلامية، حتى إنه إذا عقد مؤتمر الأمة العربية يحضر رئيس لبنان، فإذا عقد مؤتمر إسلامي يحضر رئيس لبنان وهو نصراني!! فمن أجلهم ضيعنا ولاءنا وعقيدتنا وانتماءنا فمزقهم الله.

فبدأت القومية العربية في الانتكاس بهذا الحال، ومزق الله حزب البعث في سوريا والعراق .

إنها عداوة مستحكمة، بحيث يتعجب المرء في أن كل واحد منهم لو مُكّن له لكان أول ما يبدأ يفترس ويبطش بأخيه البعثي الآخر، وكذلك فإن سجون العراق ملئا بالبعثيين السوريين الموالين لصلاح بكداش، وسجون سوريا ممتلئة بالبعثيين المنتمين إلى ميشيل عفلق وحسن البكر وأمثاله.

وفي مصر عندما جاء أنور السادات تخلى تماماً عن القومية العربية، ورجعت مصر وسمت نفسها جمهورية مصر العربية .

كان يريد القذافي - تلميذ جمال عبد الناصر - أن يعمل دولة موحدة ولم يوفقه الله؛ لأنها لا تقوم على أساس الإسلام، فتمزقت - أيضاً - القومية العربية التي كانت تربط ما بين مصر وليبيا .

الحرب الثانية: حرب الخليج، فبعض العرب حتى في داخل البيت الواحد؛ وداخل الحزب الواحد؛ وداخل الدولة الواحدة؛ وقف مع العراق، وبعضهم وقف ضد العراق، وتشاحن الطرفان، فالبعثيون السوريون الذين يربطهم بالعراق رابطة القومية والبعثية هم - أيضاً - دخلوا ضمن الجيوش التي دخلت إلى العراق وقتلت من العراقيين ما قتلت! فهذه نعمة - والحمد لله - فبعدما كانوا يتقاتلون في لبنان، ومنهم من يؤيد عون، ومنهم من يؤيد شمعون أصبحوا يتقاتلون بأنفسهم وجهاً لوجه، فالحمد لله لأن القومية العربية في حالة احتضار.

والحمد لله أن المسلمين أفاقوا إلى حد كبير، فنجد ما حدث في أفغانستان أو الفلبين أو البوسنة والهرسك وغيرها؛ جعل المسلمين يشعرون بضرورة الولاء الإسلامي، وأن تكون العقيدة هي الرابطة، فالكل اشتركوا، وجاهدوا ولو بالمال ولو بالدعاء لإخوانهم المسلمين، فهذه المصائب والمحن جعلت المسلمين يشعرون بأننا أمة واحدة في آمالها وآلامها؛ لأنها واحدة في عقيدتها وقبلتها وكتابها وسنة نبيها صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفي كل الأواصر والروابط، ولا يوجد أمة أوغل وأعمق في التاريخ من هذه الأمة؛ لأنها فوق كل القوميات والعنصريات والعصبيات.

ولا فخر بالحجارة والطين كما يفتخرون، فهؤلاء عندهم الأهرمات، وهؤلاء لديهم حدائق بابل وأولئك بنوا مدائن صالح، وهؤلاء بنوا إرم، أما نحن فنفخر وننتمي ونعتز بالانتماء إلى ركب الإيمان والأنبياء، وركب النبي الذي بنى هذا البيت: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدىً لِلْعَالَمِينَ * فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً} [آل عمران:96-97]، هذا هو البناء الذي يجمعنا والذي نفتخر به.

نعبد الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ونفتخر بالعبودية له وباستقبالنا هذا البيت الذي بناه وحجه أنبياء الله، فهذه هي حضارتنا وآثارنا التي نفتخر بهما، وانتماؤنا الذي نفتخر به، وما عدا ذلك فكلها جاهليات وعصبيات ممقوته مذمومة، إنما جاء الإسلام للقضاء عليها ولحربها، ويكفيها أنها جاهلية كما سماها الله تعالى وسماها رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

والحمد لله رب العالمين
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين


بارك الله في الجميع وجزاكم الله خيرا



الله أكبر...........الله أكبر........والعزة لله ولرسوله وللذين آمنوا
( أبو الهمام الأردني)

أم أديم
20-08-07, 02:53 AM
اللــــهم عليــــــــك بالعلمـــانيين والزنــادقــه والمنــافقيـن
اللـــــــهم عليـك بهـم فإنهم لا يعجزونـك
اللـهم إنصـر المجـاهدين
اللـهم عليـك بأتبـاع المـاسونيـه والعلمنـه
اللـهم عليــك بــالرافضــه
اللـهم عليـك بأعداء الإسـلام والتـوحيــد
اللـهم آمين
اللـهم آمين

ابـو معــاذ
20-08-07, 01:17 PM
الله يجزاك خير ويرحم الشيخ الجليل

جــزاك اللـه بالمثــل
وأسأل اللـه أن يغفر للشيخ عبدالرحمن

رحم الله الإمام الشيخ عبد الرحمن الدورسري ونوّر قبره وجمعنا به في جنات النعيم.

جزاك الله خيرا أخي الفاضل.

اللـهم آمين
وجزاك اللـه خيرا أخي المتفكـر


أخي الفاضل لويس وفقك على هذا النقل المبارك للشيخ عبد الرحمن الدوسري رحمه الله

القوميه عزيزي الفاضل أعتقد أنها حركه بدأت في أواخر الدوله العثمانيه وذالك بنقلها إلى إلى الاوطان العربيه
بعض المتنورين كما يسمونهم وأنى أسميهم المستثورين :-
وهي بداية سنءو العلمانيه في الأوطان العربيه وذالك بفصل الدوله تماماً عن الدين وذالك في شعارهم الذي ذكره الشيخ
(( الدين الله ,,, والوطن للجميع))هؤلاء القومنجيين .
هم أصحاب حركة التغريب في الثقافه العربيه ,, وللأسف أتخذت الآن عدة مسميات المنهجهم ولكن الهدف واحد
وهو ضرب مسلمات الدين والتشكيك فيها

لويس شكرا لك عزيزي

أحسنـت أخي الـوافي على هذه الإضـافـه المبــاركـه , وعلى هذه الفـائده القيمـه , والمعـلومـه الغـائبـه عن أكثر النـاس .

جـزاك اللـه خيراً أخي الـوافي

والشـكـر للـه عز و جـل أن وفقني لصــواب.

ابـو معــاذ
20-08-07, 01:26 PM
اللــــهم عليــــــــك بالعلمـــانيين والزنــادقــه والمنــافقيـن
اللـــــــهم عليـك بهـم فإنهم لا يعجزونـك
اللـهم إنصـر المجـاهدين
اللـهم عليـك بأتبـاع المـاسونيـه والعلمنـه
اللـهم عليــك بــالرافضــه
اللـهم عليـك بأعداء الإسـلام والتـوحيــد
اللـهم آمين
اللـهم آمين

أســأل اللـه أن يفتـح لدعــائنـا بـاب القبـول والإجـابـه

ابـو معــاذ
20-08-07, 01:30 PM
جـزاك اللــــه أخي الداعي إلى اللـه وأثــابك اللـه على هذه الإضــافـه المبـاركـه.
وأسـأل اللـه أن يثبتنـا على الطريق الحـق وأن ينصرنـا على القـوم المجرمين

ابـو معــاذ
20-08-07, 01:36 PM
حياك الله أخي لويس وبارك الله فيك على هذه الكتابات التي تنم عن شعور اسلامي رفيع المستوى بارك اله فيك



اخي الوافي بارك الله فيك على هذا التعليق ............ولكن اسمحوا لي يا اخواني أن أضيف لما كتب أخي لويس ويا كل جريش شيئا مما كتبه سفر الحوالي عن القومية وأهدافها ونشأتها :



بارك الله في الجميع وجزاكم الله خيرا



الله أكبر...........الله أكبر........والعزة لله ولرسوله وللذين آمنوا
( أبو الهمام الأردني)







جزاك اللـه خيرا أخي ابو الهمـام , وبـارك اللـه فيـك على هذه الإضــافـه الطيبـه , ومنــكم نستفيــد أخي ابو الهمـام

بنت ساااحات الجهاد
20-08-07, 04:05 PM
جزاك الله خيرا على هذا الطرح المميز

تذكرت و انا اقرأ ما كتبت قول احد الحكام في قمة المهزلة العربية عفوا القمة العربية وهو يصرخ و ينادي

و لن يرفع في ارض العروبه الا علم العروبه

الا قاتل الله كل من يدندن للقومية و العروبة ويلبس على الناس امر دينهم

ابـو معــاذ
21-08-07, 01:14 AM
جزاك الله خيرا على هذا الطرح المميز

تذكرت و انا اقرأ ما كتبت قول احد الحكام في قمة المهزلة العربية عفوا القمة العربية وهو يصرخ و ينادي

و لن يرفع في ارض العروبه الا علم العروبه

الا قاتل الله كل من يدندن للقومية و العروبة ويلبس على الناس امر دينهم

جـزاك اللـه بالمثــل أختي الفــاضـلـه..

وأسأل اللـه أن يقبـل دعـائك وأن ينصـر دينـه
اللـهم آمين

ابـو معــاذ
22-08-07, 01:40 PM
العلــمــانيين والقوميين العرب ومـاذا جروا للأمـه من ويلات


كثيراً ما يطرح في وسائل الإعلام التي مازال معظمها تحت قبضة العلمانيين من نقد جارح غير منصف من العلمانيين وأضرابهم تجاه العلماء والدعاة ومشروع الصحوة الإسلامية .

وقد بسطوا ألسنتهم بالسوء فأخرجت نقداً هادماً لم ينطلق من قاعدة سليمة ولم يتقيد بمنهج صحيح ولم يلتزم بأخلاق وأعراف، خاصةً بعد ما رأوا ظهور الصحوة والتفاف الناس حولها .
وقاموس نقدهم وهجومهم على الصحوة طويل فلم يعودوا يحسنون غيره، فمرة يتهمون العلماء والدعاة أو باصطلاحهم (الصحوانيين) أو (الإسلاميين) أو (الإسلامويين) بأنهم لا يمتلكون أي مشروع حضاري نهضوي يرتقي بالأمة على كافة الأصعدة الثقافية والسياسية والاقتصادية والتعليمية وغيرها، كما أنهم ليست لديهم رؤيا واضحة للأمور ولا معرفة بظروف العصر وتكوين وطبائعه، بالإضافة إلى أنهم أحاديون أقصائيون لكل من خالفهم، كما أنهم سطحيون لا يمتلكون بصر ببواطن الأمور ولا رؤية واضحة للمستقبل وأنهم يعيشون خارج التاريخ .


وقد ينطلي مثل هذا النقد على السذج وسريعي التأثر فينهزمون داخلياً مع إحساس بالضعف وشعور بالخطيئة فيصغون إلى مثل هذه الترهات، وتنطلي عليهم تلك الاتهامات، ويبدأ البعض منهم في حركة هدمية لمكتسبات الصحوة بدعوى نقد الذات أو تصحيح المسار، فيكون أداة هدم في يد أعدائه من حيث لا يشعر ويصبح المغفل الضار، وكم عانت الصحوة وستعاني من هذه النماذج المغفلة.
.........................................


لكن لو غيرنا وجه السؤال وحولناه إلى الواقع العلماني وقلنا لهم : ماذا قدم العلمانيون خلال فترة نفوذهم الطويلة ؟

ما هي مشروعاتهم الحضارية التي أفادت منها الأمة ؟

وهل ارتقوا فعلاً بالأمة حتى أوصلوها إلى مصاف الأمم المتحضرة ؟ أم انحطوا بها إلى مستوى الأمم الأكثر بدائية ؟
هل قدموا دروساً وأفكاراً ونظريات كانت من العمق وبعد النظر وفهم لطبيعة الأمة تحقق حققت لها نهوضها المنشود ؟ ثم هل كانوا متسامحين معتدلين يقبلون الرأي الأخر ويفتحون صدورهم لتقبله ؟



لننظر أولاً : في مشروعاتهم النهضوية التي كانت زيفاً وهدماً ودماراً وخراباً وعانت منه الأمة وستعاني عقوداً طويلة .

ففي المجال السياسي لم يقدموا مشروعاً سياسياً حقيقياً نابعاً من حاجة الأمة مراعياً لخصوصيتها متعرفاً على مشكلاتها، ساعياً للنهوض بها؛ بل كانت جميع أطروحاتهم السياسية عبارة عن ترجمات مشوهة لبعض النظريات الغربية، فكانت في منتهى النشاز والغرابة والبعد عن واقع الأمة وحاجتها .

وحين وصولهم إلى سدة الحكم في بعض البلاد ماذا كانت النتيجة ؟

هل طبقوا مباديء الحرية والديمقراطية ؟ هل طوروا مؤسسات الدولة وإداراتها ونظمها لتصبح دولة عصرية حديثة كما يزعمون ؟ هل وسعوا دائرة العدالة ليتساوى الجميع في الحقوق والحريات ؟
كل هذا لم يحدث، بل حتى بعضه لم يحدث، حيث قبضوا على السلطة قبضة حديدية وصادروا الحريات والممتلكات، حتى إنسانية الإنسان صادروها بحجة الحفاظ على مكتسبات الثورة والحفاظ على الوحدة الوطنية، وكل من يخالفهم فهو عدو للوطن وحتى للحرية، نهبوا الأموال بحجة بناء الوطن، فعمروا أرصدتهم وهدموا الأوطان .


ثم ثالثة الأثافي حين خرج مكنون صدروهم من الحقد على الدين والكره له ولأهله فعملوا على إقصاء الدين من جميع مناحي الحياة، واستضعفوا كل من له صلة بالتدين من علماء ودعاة ومتدينين، وأصبح التدين أكبر جريمة وخيانة يعاقب على الإنسان، وكم عانى العلماء والصالحون في ظل حكوماتهم من سنوات رهيبة من القمع والاعتقال والتعذيب والإهانة، بل والتصفية الجسدية، ووصل الحال إلى تتبع المصلين في المساجد وعد المحافظة على الصلوات الخمس في المسجد تهمة يسائل عنها الإنسان، حتى كادت المساجد تخلو من المصلين، ولو نظرت ببعض البلاد الإسلامية التي حكموها لما وجدت أثر للدين لولا وجود بعض المساجد شبه مهجورة .


هل هذا هو التسامح والعدالة والحرية التي ينادون بها، وفي المقابل أعطوا الفرصة كاملة لأصحاب الفكر المنحرف فامتلكوا نواحي الإعلام من تلفزيون ومذياع وجريدة ومجلة وغيرها فأفرغوا فيها سمومهم وأهوائهم وقطعوا الطريق إليها على من لا يوافق أهوائهم، كما فتحوا الباب على مصراعيه لأصحاب الرذيلة فسمحوا بإنشاء المراقص المسارح والحانات ودور السينما وغيرها، ورفعوا أصحابها وأشادوا بهم فأصبح الساقطات قدوة لبنات المجتمع .



وأما الواقع السياسي فقد انفرد الحزب الحاكم بكل شيء، فمن لا ينتمي للحزب الحاكم يكون حقه ضئيلاً في التعليم أو الوظائف، فاختزلوا المجتمع بكامل طاقاته وكوادره في حزب واحد، واختزل الحزب في فرد واحد، فترى كبار رجالات الحزب المتنفذين يرفلون في النعمة والجاه العريض والأموال الطائلة، وبقية المجتمع يكدح ليلاً ونهاراً ليحصل على قوت يومه إن حصل له .

كان وجود الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين وتهديد دول الجوار وسكوت العرب عن هذا المرض الخبيث في جسد الأمة من أقوى مبرراتهم للقيام بثوراتهم الخاسرة، فلما وقفت معهم الأمة في ثوراتهم، لم يحركوا ساكناً تجاهها، وازدادت قوةً ونفوذاً وتوسعاً في زمنهم، وازدادت الأمة ضعفاً وضيقاً وتقلصاً .

في أحد الأيام قال عبد الناصر إنه سيغرق إسرائيل في البحر، قالها في إحدى عنترياته الفارغة التي أصم الأذان بها، وطبل أتباعه وزمروا له، ثم أفاقوا صيحة يوم النكسة وقد تكشف الوهم والدجل والزيف الذي خدرهم به سنين طويلة، حين حصدت إسرائيل ليلتها مطاراته الحربية، بل واحتلت أجزاء أخرى من البلاد العربية، وأظهرت حقيقة البالون الأجوف الذي انفجر مع أول لمسة، وبعده بسنوات زعم صدام حسين أن سيحرق نصف إسرائيل بالكيماوي المزدوج فطبلوا وزمروا له أيضاً، وجعلوه بطل الأمة والرجل التاريخي والقائد الأعظم، وفجأة بدل أن يحرق إسرائيل حرق الأمة وغدر بها .

وقد يقولون : هذه تصرفات فردية تبرأنا نحن منها، فيقال لهم: لا تستطيعون أن تنكروا أنها مشاريع علمانية من قومية اشتراكية إلى بعثية، فنجاحها وفشلها يصب في النهر العلماني، ثم أنتم من مجدهم وبشرَّ بهم ورفعهم عالياً فلما انفضحوا أدرتم لهم ظهروكم، ونفضتم عن أنفسكم عارهم، فهل أنتم مغفلون فلا يسمع لكم ؟ أم مرتزقة تطلبون لمن يعطي أكثر ؟

ثم إنكم تحملون الإسلاميين التجربة الطالبانية وتجعلوها فزاعة لينفر الناس من المشروع الإسلامي، وتدعون أنهم إذا وصولوا إلى الحكم فسوف يعيدون نفس التجربة الطالبانية والتي كتب تاريخها بيد عدوها .

أما مشروع القومية العربية، فقد تعالت هتافاتهم بالوحدة العربية والإلتفات حول العروبة، وجعلها قاعدة وعقيدة عليها اجتماعهم وتكون المنطلق والمرجع لجميع مشروعات النهضة .

وكل من يضادها أو يتسبب في خلخلتها ينبذ، وعلى الجميع التخلي عن الدين والعقيدة في سبيل المشروع القومي الكبير وحالوا تعزيزها بكثير من النظريات المستوردة، وقاموا بأكبر عملية إقصاء للإسلام بدعوى أنه لا يعرف العرب ففيهم من ليس بمسلم، وفي المسلمين ليس بعربي، مع أنه أهم عنصر في تركيبة هذا المجتمع ووحدته وهل نال العرب العزة والوحدة والمكانة إلا بالإسلام، وتفرعت القومية إلى فروع وتشكلت جميعات وتعددت الأصوات .. فما النتيجة ؟ مزيد من التمزق، مزيد من التفتت، مزيد من التشرد، مزيد من الضعف، والعجيب أن هؤلاء كانت ألسنتهم وهتافاتهم مع المشروع القومي والوحدة العربية، وأهوائهم وتعاملاتهم وعلاقاتهم تهيم شرقاً وغرباً . وتتابعت انكسارات المشروع القومي وهزائمه بدءاً من الثورة العربية الكبرى وانتهاء بدخول صدام إلى الكويت .

أما المشروع الثقافي فقد ساروا فيه على اتجاهين : الأول إقصاء ثقافة المجتمع المسلم وقيمه الأصيلة ومحاولة مسخها وتغيرها والتلاعب بها وتغيبها عن العقول، والأخر : إحلال الثقافة المستوردة مكانها وكان هذا مع أول لقاء بين من يسمون برواد التنوير مع الثقافة الغربية حين ترافق الإنبهار بها مع الإحباط في نفوسهم، فحاولوا استيراد تلك الأفكار وتطبيقها مع غرابتها عن المجتمع المسلم، والغريب أنهم انبهروا بالجانب التقني والإداري والسياسي واستوردوا الجانب العقدي والأخلاقي .

ولكن جسد الأمة رفض هذه الكائنات الغريبة وعزلها بسبب غربتها وبعدها عن تكوينه، بل إن كثيراً من هؤلاء اكتشف أنه على غير هدى فعاد إلى رشده مع بعض لوثات عالقة فيه .

وبعضهم صدم وأحبط لما عرف أنه في واد والمجتمع في وادٍ آخر، وأنهم طوال هذه السنين إنما يكتبون وينظرون لأنفسهم، والمجتمع غارق في همومه ولا يحس بهم، وازداد إحساسهم بالغربة حين اكتسحت الصحوة الإسلامية الساحة الفكرية والثقافية فأخذوا يكيلون التهم لهذا المجتمع الجاهل في نظرهم الذي لم يقدر هذه العقول والعبقريات السخيفة التي حاولت أن تنهض بالمجتمع وتطوره وترقى به أمام النفعيون أصحاب الأقنعة المتجددة القادرون على تغيير جلدوهم حسب الطلب، فقد خلعوا جلد العلمانية الصريحة، ولبسوا جلود الاستنارة، ليهدموا الإسلام من الداخل ويعيد تسويق نفس البضاعة الفاسدة باسم الإصلاح تارة وباسم التجديد تارة أخرى، وباسم موافقة العصر وجيروا المعركة من معركة بين إسلام وعلمانية إلى معركة بين إسلام مستنير وإسلام تقليد ، وبدل أن يستوردوا العلمانية من الخارج استخرجوها من التراث عن طريق محاولة إحياء أفكار بعض الفرق الضالة في التاريخ الإسلامي ودعوا إلى تعدد الأفكار والتفسيرات للإسلام، ليحرفوا ويبدلوا كما شاءوا بدعوى تعدد الأفكار .

أما مشروعهم التعليمي فقد أفسدوا التعليم بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى شعارهم المعلم تطوير وتحديث التعليم شار سام وهادف وأخاذ ، والمطبق إفساد التلعيم وإضعافه أهم عمل أنجزوه ويحسب لهم في ميزان سيئاتهم أنهم أبعدوا الدين وقيمة وأخلاقه من التعليم بحجة تطوير التعليم والخروج من الطرق التقليدية فيه والمحافظة على الوحدة الوطنية فالمجتمع ليس مجتمعاً إسلامياً خالصاً، فكيف نفرض على أصحاب الديانات الأخرى دراسة ديننا (مع أنه على مستوى العالم يدرس دين وقيم وأخلاق الأغلبية في المجتمع !!) وأخيراً بحجة مكافحة التطرف والإرهاب وأول ما تسمعهم يتحدثون عن تطوير التعليم وتيسيره للطلاب لا تجد في أجندتهم إلا شيئاً واحداً وهو زيادة إضعاف المناهج الدينية، ولهم منجز آخر وهو التعليم المختلط، أما ما عدا هذا فلم يطوروا التعليم ولم يرتقوا بمستواه، ولم نر تعليماً حقيقياً ناضجاً نابعاً من احتياج المجتمع محققاً لأهدافه .
وقل مثل هذا عن مشاريعهم الاقتصادية، فلم نر لهم نظرية اقتصادية نافعة ممولة بخطة مالية محكمة، بل على أيديهم ازدادت الدول فقراً والشعوب بؤساً والثروات هدراً والطاقات ضياعاً .


ثم نعرج على قضية المرأة فقد جعلوا منها قضية مستقلة وفصلوها عن قضايا مجتمعها كأنها كائناً مستقلاً لا ينتمي لهذا المجتمع، مع ترسيخ مفهوم ظلم المرأة واستبداد الرجال والمجتمع الذكوري، وأنها مهمشة في المجتمع المتدين خاصة وأن الذين يقدرونها ويعلنون من شأنها ويحققون لها احتراماً ويرفعون عنها ظلم المتدينين المنغلقين هم العلمانيون أنصار المرأة وحاموا حماها، وستنال المكانة الللائقة بها، وستسير مع الرجال جنباً إلى جنب وتشارك في التطور الهائل لمجتمعها بريادة العلمانية وأضرابهم ولكن يا ترى ما هي الوسائل التي استخدموها لنصرة هذه المظلومة المسحوقة المهمشة في نظرهم ؟



ولنتأمل جميع أطروحاتهم وكتاباتهم سنجد أنها تختصر في شيء واحد فقط وهو فسادها وانحلالها وضياعها وجعلها سلعة رخيصة يتناهبها عبدة الشهوات لذلك أعلوا من شأن الممثلات والمطربات والراقصات وجعلوهن نجوم المجتمع ومطمح أنظار كل فتاة تحلم بالمجد والشهوة والثروة وغالباً لن تجده إلا في هذا الطريق بتيسيراتهم وتسهيلاتهم لها بعد أن تفقد كل شيء ... حاربوا الحجاب، وجعلوا المرأة المحجبة رمزاً للتخلف والرجعية، وكيف أن هذا الحجاب أكبر عائق أمام تقدمها وتطورها ومن ثم تطور المجتمع ... ولكن منذ أن خلعت المرأة حجابها ولم نر إلا مزيداً من التأخر والتخلف بل وإنك ليأخذك الأسى أن ترى المرأة المسلمة التي كانت أمها وجدتها ملتزمة بالحجاب والعفة تمشي متبرجة ناثرة مفاتنها أمام الملأ !!

هذا حصادهم وهذا مشروعهم التقدمي والتطويري تجاه المرأة ولم يلتفتوا يوماً إلى معاناتها الحقيقية وحقوقها الواقعية الشرعية .
وأنا أتسائل هنا من واقعنا المسلم .. هل للعلمانيين مشروع حقيقي ولو صغير لرفع معاناة المرأة ؟ كلا وألف كلا ..


وفي المقابل إذا نظرنا إلى بعض المشروعات التي قام بها العلماء والدعاة تجاه المرأة في هذه البلاد، فسنرى مشاريع عديدة تعنى بالمرأة أو بالأسرة كمشاريع لرعاية المطلقات والأرامل، فضلاً عن المشاريع التي تعنى بإصلاح ذات البين، وإصلاح البيوت، ومشاريع الزواج وبناء الأسر، وهكذا، فهل للعلمانيين ولو مشروعاً واحداً من أمثال هذه المشاريع ؟!!



أما الإقصاء الذي يتهمون به العلماء والدعاة، فلم يعرف في تاريخ البشرية إقصاء مثل إقصاء العلمانيين لغيرهم، لم يسمحوا لأي رأي يشم منه رائحة المخالفة لأفكارهم، وإن وجدوه خنقوه في مهده، كان الكاتب الإسلامي يدور بمقالته على المجلات والجرائد ولا يقابل إلا بالصد والاستهزاء .. ألبسوا خصومهم كل أنواع التهم الجائزة من رجعية وظلامية وتخلف وتشدد .. الخ والقائمة طويلة .

وأخيراً .. بعد المعاناة الطويلة التي عاشتها الأمة مع العلمانيين؛ زال الزبد بإذن الله وانكشف الناس زيفهم وكذبهم، وجاءت الصحوة المباركة فوجدت الخراب والدمار منشوراً في جميع مناحي الحياة، فلم يترك العلمانيون جانباً إلا أفسدوه ولا بقعة إلا وامتدت إليها وسائل تخريبهم . فجاءت الصحوة فتسارع الناس إليها زرافات ووحداناً، وجدوها تتكلم عن آمالهم وإحلاهم ومعاناتهم الحقيقية، وجدوها يشاركهم في معاناتهم اليومية ويساعدونهم في حلها، وجدوا أبواب العلماء مفتوحة لجميع الناس على اختلاف درجاتهم وقد أوقفوا أوقاتهم عليهم، بينما لم يسمعوا مجرد سماع بعلماني واحد فقد كانوا في وادي والناس في واد .

ومن الأمور التي ينبغي أن يتنبه لها أن العلمانية التي نشأت في أوربا مع إلحادها وبعدها عن الدين إلا أنها قدمت لشعوبها النهضة والتطور والحرية، بخلاف العلمانية العربية فقد جلبت للأمة لها التخلف والضياع والاستبداد والقهر والضياع . نجد العلماني الأوربي ينتمي إلى مجتمعه وأمته ويحترم ديانة المجتمع، والعلماني العربي يعادي أمته ويحتقر تراثها وكأنه عدو للأمة .
كما أنه ينبغي أن تقام دراسات موسعة للأثر التخريبي الذي تركته العلمانية في الأمة حتى لا نعيد التجربة مرة أخرى ...


مـا أكثـر العلمـانيين في هذا الوقت لا كثرهم اللـه , ولاكن للأسف أن هنـا من بعض الطغـام من تأثروا بـهم ويتعبرونهم مصلحين ,
الحمـد للـه على نعمـة العقـل


هذا وأصـلي على خير البريـه محمـد صلى اللـه عليـه وسـلم

ابو عايشه
22-08-07, 02:44 PM
القوميه العربيه من أشرف الحركات لكن احتلال فلسطين وانهزام جميع العرب امام الصهاينه والغرب ادى الى انتهائها مما جعل الناس تتجه الى الدين لعل وعسى ----- لكن للأسف وصل الامر بنا الى اسفل السافلين .
ومن العار عليكم ان تصفو العروبه والقوميه بهذه الصفات الغير اللائقه .
اتريدون الطائفيه ها نحن الى ماذا وصلنا .ماذا نستفيد من كرهنا للغير .

الله يهديكم

سنام الاسلام
22-08-07, 09:19 PM
القوميه العربيه من أشرف الحركات لكن احتلال فلسطين وانهزام جميع العرب امام الصهاينه والغرب ادى الى انتهائها مما جعل الناس تتجه الى الدين لعل وعسى ----- لكن للأسف وصل الامر بنا الى اسفل السافلين .
ومن العار عليكم ان تصفو العروبه والقوميه بهذه الصفات الغير اللائقه .
اتريدون الطائفيه ها نحن الى ماذا وصلنا .ماذا نستفيد من كرهنا للغير .

الله يهديكم

لي عودة باذن الله تعالى ..................وهداك الله


الله أكبر.............الله أكبر...........والعزة لله ولرسوله وللذين آمنوا
( أبو الهمام الأردني)

عبدالله آل موسى
23-08-07, 10:56 AM
.............

عبدالله آل موسى
23-08-07, 10:56 AM
>>>>>>>>>>>>>>>>

عبدالله آل موسى
23-08-07, 10:57 AM
القوميه العربيه من أشرف الحركات لكن احتلال فلسطين وانهزام جميع العرب امام الصهاينه والغرب ادى الى انتهائها مما جعل الناس تتجه الى الدين لعل وعسى ----- لكن للأسف وصل الامر بنا الى اسفل السافلين .
ومن العار عليكم ان تصفو العروبه والقوميه بهذه الصفات الغير اللائقه .
اتريدون الطائفيه ها نحن الى ماذا وصلنا .ماذا نستفيد من كرهنا للغير .

الله يهديكم


أقول الله يهديك أنت

الطائفية أليست العروبة طائفية ما انزل الله بها من سلطان ؟؟؟

أليست هي الجاهلية التي أتى الإسلام فساواها بالإرض فأصبح بلال رضي الله عنه سيّد

وأصبح سلمان الفارسي من آل البيت

أليس أنتم من يدعوا إلى الطائفية؟؟

إذا من هو ليس بعربي فهو ليس بمعنا

ومن هو عربي فهو معنا (( بغض النظر عن دينه ))

من تأسس القومية العربية ونحن نفقد فلسطين ونفقد أراضي ما حول فلسطين

وعندما رفعت راية لا إله إلا الله في حرب 73 أستردت مصر شيء ضئيل فتركوا الأخوة الإسلامية

إلى القومية العربية فذلهم الله مرة أخرى

أنتم ومن يدعوا إلى هذا الفكر تدعون إلى الجاهلية والرجعية التي هي قبل الإسلام

(( لا فرق بين عربي ولا عجمي إلى بالتقوى ))

أنتم تقولون لا فرق بين مسلم وكافر إلى بالعروبه !!!!!!!

المحــــارب **
23-08-07, 02:41 PM
أذنـاب الغرب (الرطبـه)
الخبيثــه المقيتـه الفـاجره......
فـاجره خبيثـه ....

الأنجـاس والقـاذورات.
.....................



مفرداتك محترمه يالويس ....
العجيب انكم تتكلمون عن الدين وتدافعون عنه بهذه
اللهجه الشوارعية
سبحان الله ...

ابـو معــاذ
26-08-07, 12:05 AM
مفرداتك محترمه يالويس ....

العجيب انكم تتكلمون عن الدين وتدافعون عنه بهذه
اللهجه الشوارعية
سبحان الله ...




حسن ظنـك هــو المحتـرم
.....................................
آسف إنكـان هذه المفردات جرحت أحد من سذج العروبـه والقوميـه .

ابـو معــاذ
26-08-07, 01:02 AM
القوميه العربيه من أشرف الحركات لكن احتلال فلسطين وانهزام جميع العرب امام الصهاينه والغرب ادى الى انتهائها مما جعل الناس تتجه الى الدين لعل وعسى ----- لكن للأسف وصل الامر بنا الى اسفل السافلين .
ومن العار عليكم ان تصفو العروبه والقوميه بهذه الصفات الغير اللائقه .
اتريدون الطائفيه ها نحن الى ماذا وصلنا .ماذا نستفيد من كرهنا للغير .

الله يهديكم


آميـن آميـن
اللـه يهديني بفضـح هـاؤلاء القومييـن العروبيين الأنجــــــاس
............................
يـا أبـو عـايشـه(عـائشـه) . أعجبتني عبـارة(أشـرف حركـه)
أشـرف الحركـات بميـزان مّن , هـل بميـزان اليـهـود والنصـارى ومن دار في فلكهم من العرب أم بميـزان (ابو عـايشـه العبقـري) ومـاهي الجوانب في ميزان (ابو عـايشـه) حتى نقيـس.
...............................
من هـم الشـرفـاء الذي تقـصـد يـا(ابو عـايشـه)
هــل هـو ميشـيل عفـلق
أم هـل هـو جورج حبش
أم هـو بــاقي الجراثيـم................؟؟؟؟؟(تحيـاتي للمحــارب)
......................
يـا(ابو عـايشـه) سـوف أعطيـك كلمـة مختصـره عن بدايـات القـوميـه العربيـه المقيتــــــــــــــــه.

...........................



كانت الزلة الأولى للعثمانيين في أواخر عهد دولتهم ، أن أوحى بعض المنافقين إلى بعض زخرفاً من القول ، يعدُّون به رابطة الأخوة الإسلامية غير كافية لأن تكون أساساً جامعاً لرعايا الدولة من المسلمين ، فابتدعوا تقسيم الرعايا إلى ( عثمانيين وأجانب ) ؛ فقبل إلغاء الخلافة بنحو ثمانين عاماً اتجه بعض السلاطين إلى تحويل الرابطة أو الجامعة الإسلامية إلى ( رابطة عثمانية ) وذلك عن طريق ما يسمى بـ ( إعلان التنظيمات العثمانية ) الصادر في عام ( 1255هـ ) ( 1839م ) وهو نظام وضعي مضمونه أن يُقَسَّم المسلمون إلى : مسلمين عثمانيين ، وهم رعايا ومواطنو الدولة العثمانية ، ومسلمين غير عثمانيين ، عدَّهم الإعلان ( أجانب ) ! وضَمِنَ النظام الجديد للرعايا العثمانيين كل الحقوق بغضِّ النظر عن الدين أو اللغة أو الجنس ، بينما وُضع الآخرون ( الأجانب ) من المسلمين في خانة أدنى ، وكان هذا الإعلان بداية حقيقية للتخلي عن الرابطة الإسلامية المنبثقة عن المبدأ الإسلامي العظيم [ إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ]( الحجرات : 10 ) .

كانت هذه في ذاتها نازلة تستدعي أن يقوم لها عقلاء الأمة وعلماؤها ، ليميتوها في مهدها إحقاقاً للحق وإزهاقاً للباطل ، فيعلنوا في الناس أن خلافة المسلمين لكل المسلمين ، وأن رابطة الإسلام أسمى وأعلى من كل الروابط الاسمية الأرضية العنصرية ، ولكن ذلك الإجراء مضى ، وتطاولت به السنون ، حتى تحولت النزعة « العثمانية » إلى نزعة « طورانية »
(1) ، يدَّعي أصحابها أن الطورانيين المنحدرين من آسيا الوسطى ( قوم ) متميزون ، ونشأ بذلك ما سمي بـ ( القومية الطورانية ) كرابطة بديلة للرابطة الإسلامية ، وهي التي نشأت رداً لها أو تأثراً بها ( القومية العربية ) التي رد بها جهلة العرب على جهلة الترك ، فأنشؤوا بذلك نواة للروابط الباطلة التي عدَّها الإسلام نوعاً من الجاهلية ، كما في قوله صلى الله عليه وسلم للمتنازعين من المهاجرين والأنصار : « أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم ؟ دعوها فإنها منتنة » ، وكان ذلك عندما ضرب رجل من المهاجرين آخر من الأنصار ، فكاد الشيطان أن يوقع الفتنة بين الفريقين ، فتداعى قوم بالنصرة من الأنصار فقالوا : ( يا للأنصار ! ) وقال آخرون : ( يا للمهاجرين ! ) ، فقال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم قوله الآنف .

المقصود هنا أن تلك الرابطة البديلة عن عُروة الإسلام ، ظل معمولاً بها ، حتى جاء السلطان عبد الحميد الثاني ( 1876 - 1909م ) فغير تلك السياسة ، وقدَّم نفسه للعالم على أنه خليفة لكل المسلمين ، وبدلاً من أن يُساند هذا التوجه المحمود من علماء الأمة وعقلائها ، إذا بهؤلاء يختلفون حول هذا الأمر ، إذا بآخرين من أمثال ( عبد الرحمن الكواكبي وأشبــاهه ) ( ت 1902م ) يأخذون توجهاً آخر ، فينادون ب
( جامعة عربية ) وخلافة عربية !! وصحيح أن الأصل في منصب الخلافة أن يكون عربياً ، بل قرشياً كما اتفق عليه العلماء (3) ، لكن الظرف الذي كانت تعيشه الأمة وقتها لم يكن مؤهلاً للعرب أن يحكموا بقية المسلمين ؛ لأن سلطانهم الفعلي لم يكن بأيديهم ، بل كانت أكثر بلدان العرب واقعة تحت احتلال الصليبيين من بريطانيين و فرنسيين و إيطاليين .

وفي مقابل المناداة بجامعة إسلامية عربية في ذلك الوقت الحرج ، استفحل الشعور القومي الجاهلي لدى فريق من الأتراك ، فنادوا بجامعة طورانية ، تجمع الأمة الطورانية الممتدة من فنلندا إلى منشوريا في دولة واحدة . وهنا استُبعد الميزان الإسلامي تماماً ، وبدلاً من تفضيل بعض المسلمين على بعض بغير ميزان التقوى وهو أمر منكر جاء هؤلاء الذين ساووا بين المسلمين والكفار ، لمجرد مساواتهم في الانتماء القومي .

ومنذ ذلك الحين والصراعات القومية تمزق أوصال المسلمين بعد أن نشأت بعد ذلك النعرات القومية الأخرى كالقومية الفارسية والكردية والبربرية والهندية والبشتونية والطاجيكية وغيرها ، وهي النعرات التي لعب عليها العلمانيون اللادينيون ، عرباً كانوا أو عجماً ، فأقاموا حول كل قومية طاقماً من الأصنام النظرية والعملية التي تقدم لها القرابين المادية والمعنوية ؛ فتخاض لأجلها الحروب ، وتُشكَّل لها الأحزاب ، بل وتقوم عليها الدول . أما في تركيا نفسها ، فقد تشكل فريق ( القومية الطورانية ) لمهمة الإجهاز النهائي على الرابطة الإسلامية ، ومن ثم الخلافة الإسلامية ، وكانت جمعية ( الاتحاد والترقي - التابعة لمصطفى كمام أتاتورك اليهودي -) أداتهم في ذلك ، وكانت أولى إنجازاتهم السوداء أن انقلبوا على السلطان عبد الحميد الذي أراد إعادة الاعتبار للجامعة الإسلامية ؛ وذلك في عام 1908م ، عندما قاموا بانقلاب دستوري ضده يقيد سلطاته ، فلما قام أعوانه بمحاولة لتصحيح الأوضاع ، أطاح به الكماليون .

ومن تلك اللحظة تحولت دولة الخلافة من دولة إسلامية عثمانية إلى دولة طورانية تركية ؛ حيث سيطر الطورانيون على كل أجهزة الدولة عسكرياً وإدارياً ، وسياسياً من خلال جمعية الاتحاد والترقي ، وانطلق هؤلاء إلى تطبيق سياسة
( التتريك ) لكل مظاهر الدولة ، تمهيداً للانتقال من منزلة ( القومية ) الطورانية التركية الإقليمية ، إلى ما هو أنزل منها وأدنى وهو ( الوطنية ) التركية المحلية ، وكانت تلك هي الخطوة التالية من خطوات الشيطان التي خطاها نيابة عن إبليس ، صاحب الأصل اليهودي البئيس ( مصطفى كمال أتاتورك اليهودي المدعي للإسلام ) .

أما العلمانية المنافقة الماجنة ، فقد أرادتها فتنة منتنة منذ أن انبعث أشقاها الضال في الأناضول ، ليقول لمن ادعى أنهم أصحاب قومه ووطنه : « لقد آن لتركيا أن تنظر إلى مصالحها وحدها ، ولا شأن لها بالمسلمين الهنود أو العرب أو غيرهم ، لتنقذ تركيا نفسها من زعامة المسلمين » .

لقد أسعد بسياساته تلك أولياءه من أعداء الله ، حتى كتب السفير البريطاني في تركيا مذكرة إلى وزير خارجية بريطانيا في
( 28/6/1910م ) : « الآن ، قد أخذ الكثيرون يعلنون أن رابطة الإسلام انفصمت ، وأن القضية أمست قضية ترك وعرب » !

وبالرغم من كل ذلك ، فقد وُجد من الإسلاميين عرباً وعجماً من أشادوا بالقوميات حتى يومنا هذا ، وهي التي ولدت يهودية في شرقنا الإسلامي ، ثم تبناها صليبيون وتغريبيون في البلدان العربية على شكل أحزاب أسسها نصارى من أمثال :
.................................................. ...
( أنطون سعادة ) مؤسس الحزب القومي السوري ، و ( جورج حبش ) مؤسس حزب القوميين العرب و ( ميشيل عفلق ) ، مؤسس حزب البعث العربي الاشتراكي ، وكان أبرز القادة المنظرين للفكر العلماني في العالم العربي نصارى أيضاً ، من أمثال ( قسطنطين زريق ) و ( أميل البستاني ) و ( سلامة موسى ) ، ولا نستطيع أن نسمى من يسيرون على خطا هؤلاء ، ومن يسارعون فيهم إلا منافقين .

مـلاحظـه*** مع تحفظي لبعض الأسمـاء ولاكن ليس هنـا مكـان بسطهـا.

................................
اللـه يهديـك وينـور بصيـرتـك

ابـو معــاذ
26-08-07, 01:21 AM
القوميه العربيه من أشرف الحركات لكن احتلال فلسطين وانهزام جميع العرب امام الصهاينه والغرب ادى الى انتهائها مما جعل الناس تتجه الى الدين لعل وعسى ----- لكن للأسف وصل الامر بنا الى اسفل السافلين .
ومن العار عليكم ان تصفو العروبه والقوميه بهذه الصفات الغير اللائقه .
اتريدون الطائفيه ها نحن الى ماذا وصلنا .ماذا نستفيد من كرهنا للغير .

الله يهديكم


يـا أبوعـايشـه إليــك هذه النبـذه البسيطــه عن (أشـرف الحركــات) بميــزان ابو عـايشـه
........................

من كتاب: القــوميـة (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showcontent&contentid=10)

في هذه الفترة كان العالم الإسلامي كله أو على الأقل ما يوازي منه أوروبا (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=amaken&id=3000010) -الذي هو منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=amaken&id=3000169) - تحت حكم الدولة العثمانية، ولم يكن يعرف المسلمون أي شيء عن الفكرة القومية (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000106) ولا الوطنية إلى أن ظهرت في مصر (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=amaken&id=3000001) .

فظهرت الوطنية المصرية والافتخار بـمصر (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=amaken&id=3000001) وبأمجاد مصر (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=amaken&id=3000001) ، وبالفراعنة وما قبل الفراعنة تأثراً بالذين ابتعثوا لـفرنسا (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=amaken&id=3000007) والذين تأثروا بفكرة الوطنية الفرنسية.

ونشأت في مصر (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=amaken&id=3000001) دعوة قوية جداً إلى الوطنية، حتى كانت كل الأحزاب على اختلافها تدعو أو تفخر بـالوطنية، فـحزب الوفد (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000202) ، وسعد زغلول (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=alam&id=1000852) كان وطنياً, وكذلك مصطفى كامل (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=alam&id=1001200) كان وطنياً جداً رغم عداوته لـسعد زغلول (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=alam&id=1000852) ورغم ما عنده من مسحة إسلامية، لكن كان هو الذي يقول: (لو لم أكن مصرياً لتمنيت أن أكون مصرياً)، وكذلك أحمد شوقي (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=alam&id=1000779) ، وحافظ إبراهيم (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=alam&id=1001201) ، وغيرهم من الشعراء كانوا شعراء وطنيين؛ قلّ أن تجد لهم شيئاً من الشعر الذي يفتخر بالعرب أو بالعالم الاسلامي إلا أحياناً, إنما الأصل عندهم في الفخر هو الوطنية ونوع من الامتزاج بـالقومية (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000106) ، لكن لم تظهر ملامحه ولم تتضح في تلك المرحلة.

ثم ظهرت فكرة القومية العربية (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000106) والقومية التركية (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000210) ، وأول من دعا إلى القومية العربية (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000106) وأظهرها كقومية عربية هم النصارى العرب، وهؤلاء النصارى أكثرهم في بلاد الشام (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=amaken&id=3000022) ، أما الأقباط الذين كانوا في مصر (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=amaken&id=3000001) فلم يكونوا يفكرون في قومية عربية، بل ولا حتى في وطنية مصرية، إنما كان همهم هو التبعية للغرب وللمستعمر.

والذي حدث أن الدولة العثمانية ضغطت على نصارى الشام (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=amaken&id=3000022) وآذتهم، فهاجرت طوائف كبيرة منهم إلى مصر (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=amaken&id=3000001) , وهناك أسسوا جريدة الأهرام (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=book&id=4000401) ومجلة المقتطف (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=book&id=4000420) وغيرها, وبدءوا يبثون الفكر القومي في مصر (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=amaken&id=3000001) ، فأصبح منتشراً في مصر (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=amaken&id=3000001) إلى حد ما, وكذلك في بلاد الشام (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=amaken&id=3000022) ، وهي مقره، ولا سيما في لبنان (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=amaken&id=3000143) ؛ لأن النصارى كانوا في منطقة جبل لبنان (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=amaken&id=3000143) ، وهناك تركزت الفكرة أو الدعوة النصرانية القومية، وأيدها الغرب كما كتب برنارد لويس (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=alam&id=1001202) في كتابه: "الغرب والشرق الأوسط (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=book&id=4000422) .

وتبنى الغرب القومية العربية (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000106) لتكون معولاً لهدم الإسلام، ليضرب بها الإسلام، فتختلف آصرة التجمع عند العرب والترك على الإسلام؛ فينفصلون عن الترك وعن الهنود وغيرهم، وتصبح القومية العربية (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000106) فقط هي التي تجمعهم فيسهل تفتيتهم.

ولذلك كانوا يريدون تفتيت الدولة العثمانية بأي شكل من الأشكال, ففي الدول العربية أظهروا فكرة القومية العربية (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000106) ونشأت منها جمعيات كثيرة: كـجمعية العربية الفتاة (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000203) وما تفرع عنها، والجمعية القحطانية (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000204) ، وجمعية العهد (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000205) ، والجمعية العربية (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000206) ...إلخ، فأصبح النصارى العرب يتغنون بأمجاد الأمة العربية وبأشعار ومنشورات وكتب ألفوها.

وكذلك أصبحت الدعوة في تركيا (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=amaken&id=3000002) إلى القومية الطورانية التركية (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000106) ، والذين دعوا إلى القومية الطورانية التركية (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000106) كانوا من اليهود، وهذا شيء ثابت؛ حتى إن أحد المؤرخين الأمريكان اسمه واتسون (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=alam&id=1001203) يقول: "إنه لا يوجد أحد في حركة الاتحاد والترقي (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000207) -الحركة القومية التركية (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000207) - من أصل تركي حقيقي، وإنما هم من اليهود وغيرهم! -أي: يدعون إلى القومية التركية (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000106) وليس فيهم رجل واحد من أصل تركي- والذين يدعون إلى القومية العربية (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000106) ليس فيهم مسلم، وأكثرهم -أيضاً- أصولهم أعجمية ونصارى".

http://www.alhawali.com/myfiles/parbotton.gif أخطار الحركة القومية (http://www.qassimy.com/vb/)
من هنا يجد الإنسان المفارقة، ويعلم أنها كانت كلها تهدف لتحقيق التمزق والفرقة بين المسلمين؛ لمعرفتهم بأخطار الحركة القومية (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000106) في أوروبا (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=amaken&id=3000010) التي قد عانت وذاقت الأمرَّين من الفكر القومي والتمزق القومي، فجاءت وصُدِّرت هذا الفكر إلى العالم الإسلامي، في حين بدأت هي تكون التحالفات والتكتلات الأممية والعالمية التي ظهرت في الحرب العالمية الأولى ثم في الثانية، وبعد الحرب العالمية الثانية انتهت القوميات في أوروبا (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=amaken&id=3000010) واختفت.

والآن يريدون إخفاء الوطنيات تماماً لتصبح أوروبا (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=amaken&id=3000010) أمة واحدة لا وطنية فيها فضلاً عن القومية (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000106) ، ولأنهم ذاقوا مرارة القومية (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000106) فأرادوا أن يُصدِّروها لتفتيت العالم الإسلامي؛ فظهرت الدعوة الطورانية أو التركية، وأرادت أن تفرض اللغة التركية على جميع العرب, وفي المقابل ظهر الدعاة القوميون العرب -وأكثرهم من النصارى- ثم تبعهم الشيعة (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000017) والدروز (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000052) وأمثالهم- ينادون بالعروبة واللغة العربية والأمة العربية.

في الحرب العالمية الأولى كانت البداية عندما اتفق فيما يسمى اتفاقية سايكس بيكو على تقسيم الخلافة العثمانية بين دول الغرب، فجاءت الحركة القومية العربية (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000106) وجيشت جيوشاً؛ وحاربت مع الإنجليز ضد الدولة العثمانية, فعندما أراد الصليبيون أن يدخلوا إلى القدس (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=amaken&id=3000059) كانت رايتهم تضم جموعاً عديدة منها: الإنجليز، والعرب القوميون -الذين انضموا إلى الإنجليز في قتال إخوانهم في الإسلام "الترك"- ودخل الإنجليز القدس (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=amaken&id=3000059) ، وبانتهاء الحرب العالمية انتهت الخلافة العثمانية تماماً، وتمزق العالم الإسلامي, ونفذت اتفاقية "سايكس بيكو".

وظهرت الأفكار الوطنية والقومية, وكانت في مصر (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=amaken&id=3000001) أكثر ما تكون وطنية, وأما في بلاد الشام (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=amaken&id=3000022) فإنها كانت قومية. ثم تطورت الحركة القومية (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000106) وجمعية العربية الفتاة (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000203) -كما يسمونها- وحرصت على تأسيس رابطة قومية تجمع العرب, وبارك الغرب هذه الرابطة وشجعها؛ بل إن الذي اقترحها في الأصل كمنظمة هو "أنطوني أيزن (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=alam&id=1000670) " الذي كان وزير خارجية بريطانيا (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=amaken&id=3000016) ، ثم أصبح رئيس وزراء بريطانيا (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=amaken&id=3000016) , فاقترح فكرة إنشاء جامعة الدول العربية (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000510) ، فأنشئ بروتوكول الإسكندرية (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=amaken&id=3000216) ثم جامعة الدول العربية (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000510) .

وكان الذين أسسوها واجتمعوا ووقعوا ميثاقها هم -قبل قيام هذه الجامعة- كانوا أعضاء في جمعية العربية الفتاة (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000203) وأشباهها من الجمعيات التي كانت قائمة في ذلك الزمن، وأوضح الكتب على هذا كتاب "نشأة القومية العربية (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=book&id=4000423) " لـمحمد عزة دروزة (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=alam&id=1001205) لأنه كان واحداً منهم، وكذلك الشاعر "خير الدين الزركلي (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=alam&id=1001206) " صاحب الأعلام (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=book&id=4000103) ، واحداً من هؤلاء القوميين، وشعره وحياته يذكر فيها هذا الشيء كذلك.

رئيس بلاد الشام (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=amaken&id=3000022) "شكري القوتلي (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=alam&id=1001207) " كان من جمعية العربية الفتاة (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000203) , ووقع ميثاق جامعة الدول العربية (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000510) ، فنشأ الفكر القومي بعد ذلك حتى قامت ثورة الحزب البعثي (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000160) ، واستطاع بقيادة "ميشيل عفلق (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=alam&id=1000668) " أن يؤسس فكرة عقدية قوية جداً تحكم الآن العراق (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=amaken&id=3000014) وسوريا (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=amaken&id=3000108) ، وله وجود قوي في ليبيا (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=amaken&id=3000259) وفي السودان (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=amaken&id=3000237) وهم الآن -تقريباً- أقوى حزب في موريتانيا (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=amaken&id=3000279) .

وبعد الحرب العالمية الثانية نسيت القوميات تماماً في أوروبا (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=amaken&id=3000010) ، فأصبحت التكتلات عقائدية وعسكرية، وأصبحت أوروبا (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=amaken&id=3000010) في الحقيقة معسكرين: حلف وارسو، وحلف الناتو شمال الأطلسي، فأما حلف شمال الأطلسي فيضم الولايات المتحدة الأمريكية (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=amaken&id=3000817) ومعه دول غرب أوروبا (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=amaken&id=3000010) كلها على اختلاف مللها ومذاهبها الدينية وقومياتها.

وأما حلف وارسو فيضم الاتحاد السوفييتي (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=amaken&id=3000025) وأوروبا الشرقية (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=amaken&id=3000010) الشيوعية (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000091) على اختلاف أجناسها وأعراقها التي أصبحت كتلة واحدة بعد الحرب العالمية الثانية التي انتهت عام (1945م).

وبعدها وقع ميثاق جامعة الدول العربية (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000510) ؛ ثم ظهرت هذه الأحزاب وأسس حزب البعث (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000160) ، فلما ظهر المعسكر الشرقي الاشتراكي اندمجت الفكرة الاشتراكية (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000100) في الحركات القومية والوطنية -لأنها كلها مستوردة من الغرب- فقامت الثورة المصرية وحَوَّلَها جمال عبد الناصر (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=alam&id=1000757) من فكرة وطنية إلى فكرة قومية، وقبل جمال عبد الناصر (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=alam&id=1000757) لا تجد في مصر (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=amaken&id=3000001) إلا إشارات إلى العرب أو العروبة ككل، وإنما كانت الفكرة الراسخة في مناهج التعليم وفي الصحافة والإعلام والشعر هي الشعارات الوطنية الفرعونية...إلخ، وبعد أن جاء جمال عبد الناصر (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=alam&id=1000757) أنشأ إذاعة صوت العرب، والصحافة العربية، والفكر العربي، والأمة العربية من المحيط (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=amaken&id=3000037)إلى الخليج (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=amaken&id=3000138) ، فأجج الفكر العربي القومي.

وفي المقابل -أيضاً- جاء البعثيون بشعار: "أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة" فكان هذا هو شعار حزب البعث (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000160) ، فبدءوا ينشرون هذا المبدأ، وكان الصراع على أشده بين هؤلاء وهؤلاء، مع أن جمال عبد الناصر (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=alam&id=1000757) دعا إلى الاشتراكية (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000100) مع القومية العربية (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000106) ، وأولئك مع الوحدة العربية دعوا إلى الاشتراكية (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000100) ؛ إذاً: هؤلاء اشتراكيون وهؤلاء اشتراكيون، لكن الخلافات الحزبية بينهم، واختلاف الولاءات -هذا مع الغرب وهذا مع الشرق- كانت على أشدها، والذي يجمع الجميع أنهم لا يريدون الإسلام، فالغرب -سواء كان شرقاً أو غرباً- لا يريد أن يكون هناك أي تجمع باسم الإسلام، كما عبر لويس (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=alam&id=1001202) وغيره في أوضح ما يمكن، فقال: "إن الغرب أراد ألا يكون هناك أية رابطة أو جامعة إسلامية، وإنما يكون المبدأ القومي هو الذي يجمع هذه الشعوب جميعاً".

................................................

http://www.alhawali.com/myfiles/parbotton.gif نشأة الفكرة الوطنية في البلاد العربية (http://www.qassimy.com/vb/)
وتحت شعار الحركة القومية (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000106) والحركة البعثية (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000160) نشأت في دول أخرى -مثل دول الجزيرة العربية (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=amaken&id=3000017) - الفكرة الوطنية التي لم تكن معروفة من قبل، ففي هذه البلاد وعمان (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=amaken&id=3000088) واليمن (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=amaken&id=3000005) -مثلاً- لم يكن الناس يعرفون على الإطلاق فكرة التفاخر بالحضارات القديمة وبـالوطنية، ولا يعلمون عنها أي شيء فضلاً عن القومية (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000106) ، فنجد أن القوميين تبنوا إحياء هذه الحضارات والآثار القديمة؛ بل مع أنهم يَدَّعون القومية العربية (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000106) ؛ ويتعصبون للغة العربية، أحيوا ما يسمونه التراث الشعبي والأشعار النبطية وما أشبه ذلك، وهذه كلها عوامل تفتيت للأمة إلى قوميات, فـالقومية (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000106) تفتت إلى وطنيات، والوطنية تفتت إلى قبليات وحزبيات وحضارات مختلفة، وكل هذا بغرض تفريق وتمزيق الأمة الإسلامية ورابطة الولاء فيما بينهم؛ فأصبح الإنسان لا يوالي ولا يعادي إلا فيما يعتقد من قومية (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000106) أو وطنية.

ولقد كان أكثر -إن لم يكن كل- كلام وأشرطة الشيخ عبد الرحمن الدوسري (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=alam&id=1000772) -رحمه الله- تصب في حرب الماسونية (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000102) وهؤلاء القوميين المجرمين، وخاصة عندما رُوِّجَ لشعار القومية (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000106) ، إلى أن بلغ لو أن أحداً يقول: هذا العربي ليس مسلماً، لاستنكر أشد الاستنكار في أي مكان, ورسخت فكرة القومية العربية (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000106) حتى قال شاعرهم:

سلامٌ على كفرٍ يوحد بيننا و أهلاً وسهلاً بعده بجهنّمِ (http://www.qassimy.com/vb/)

هبوني ديناً يجعل العرب أمةً وطوفوا بجثماني على دين برهمِ (http://www.qassimy.com/vb/)

بلادك قدمها على كل ملةٍ ومن أجلها أفطر ومن أجلها صُمِ (http://www.qassimy.com/vb/)

والثاني يقول:

داع من العهد الجديد دعاكِ فاستأنفي في الخافقين علاكِ (http://www.qassimy.com/vb/)

يا أمة العرب التي هي أمنا أي افتخارٍ نميته ونماكِ (http://www.qassimy.com/vb/)

ولقد كان ميخائيل نعيمة (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=alam&id=1001208) ، وجبران خليل جبران (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=alam&id=1001209) ، وإيليا أبو ماضي (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=alam&id=1000725) ، وإيليا حاوي (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=alam&id=1001210) ، وإلياس أبو شبكة (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=alam&id=1001211) ...إلخ، هم الشعراء الذين يتغنى الناس بأفكارهم، بل قال أحمد شوقي (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=alam&id=1000779) :

بلاد العرب أوطاني من الشام (http://www.qassimy.com/vb/) لـبغداد (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=amaken&id=3000018)

فلا دين يفرقنا ولا حد يباعدنا (http://www.qassimy.com/vb/)

وأصبحت المفاخرة بأن أبناء الوطن جميعاً يعملون ضد الاستعمار وضد القوى الرجعية، والرجعية هي الدين في نظرهم، فكانوا يستغلون فكرة القومية (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000106) والوطنية لإشعال الحرب الضروس على الدين، وعلى كل من يدعو إلى الانتماء إلى الإسلام أو يوالي أو يعادي في هذا الدين، حتى مسخت الأمة -تقريباً- مسخاً كاملاً أو شبه كامل.

وأصبحت نظرة كل الناس إلى الأمة العربية والوطن العربي؛ فإن درست الجغرافيا فهي جغرافية الوطن العربي، وإن درست الثروة فثروة الوطن العربي، وإن درس السكان فهم سكان الوطن العربي، وإن تحدث أحد عن الأخطار فإنه يتحدث عن الأخطار على الأمة العربية، وفي الحقيقة أنه مجاملةً لهؤلاء الحفنة من النصارى في لبنان (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=amaken&id=3000143) ومصر (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=amaken&id=3000001) تخلى الباقون عن دينهم، والتعبير الذي كان ولا يزال إلى هذه الأيام هو أن يقال: (الأمتين) الأمة العربية والأمة الإسلامية! ومن أجل هؤلاء تجعل الأمة الواحدة التي قال الله تعالى عنها: http://www.alhawali.com/sQoos.gifإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=ayat&id=6002574) http://www.alhawali.com/eQoos.gif[الأنبياء:92] تجعل أمتين!!

ونتيجة لهذا الشعور -رسوخ الفكرة القومية (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000106) عند الناس- أصبح لا يمكن أن تنظر إلى أي إنسان وتقول: هذا مسلم أو نصراني، ولا يمكن أن تسأل عن هذا، ولم يكن أحد يستطيع أن يتحدث بهذا إلا ويُحتقر!! ولا يستطيع أن يكتب في مجلة أو يتكلم في الإذاعة وهو يخالف فكرة القومية العربية (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000106) ، أو الأخوة العربية، أو الرابطة العربية، أو اللغة المشتركة والتاريخ المشترك، وهذا خلاف لما ذكر الله تبارك وتعالى في قوله: http://www.alhawali.com/sQoos.gifإِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=ayat&id=6004624) http://www.alhawali.com/eQoos.gif [الحجرات:13] ولما قاله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأعجمي على عربي إلا بالتقوى http://www.alhawali.com/tips.gif }.

وكان العراقي -مثلاً- وإن كان يدَّعي القومية العربية (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000106) إلا أنه يفتخر بالآشورية والبابلية والكلدانية، وأهل الشام (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=amaken&id=3000022) وإن كانوا -أيضاً- يدعون القومية العربية (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000106) والبعثية (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000160)إلا أنهم يفتخرون بآثار السومريين والفينيقيين، وفي مصر (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=amaken&id=3000001) يفتخرون بالآثار الفرعونية وغيرها.

أما نحن هنا فمع وجود دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=alam&id=1000051) والعقيدة السلفية الناصعة التي لا تفرق بين عربي وأعجمي -فهي دعوة سلفية تجمع كل من يؤمن بها- مع ذلك -أيضاً- أصبحت عندنا باسم الآثار وغيرها فكرة الآثار القديمة: كآثار الأخدود، وعاد، وثمود، ومدينة الفاو، واذا اكتشف مكان ما وفيه بيوت قديمة طمرها الطين؛ اعتبروا هذا كشفاً حضارياً ومنقبة عظيمة، وأننا لنا ماضٍ، ولنا تاريخ، ولنا آثار، أي: أننا دخلنا فيما دخل فيه غيرنا من الأفكار التي رفضتها ولفظتها أوروبا (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=amaken&id=3000010) منذ الحرب العالمية الثانية.

وقد بقيت النزعة التي تظهر هذه الأيام مثل النازية (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000095) والفاشية (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000201) ، وهذه ظهرت نتيجة التأثر بالفكر التلمودي اليهودي، وكل ما فعله هتلر (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=alam&id=1000614) أنه قرأ ما في التلمود (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=book&id=4000421) ؛ ووجد الفكر اليهودي يجعل اليهود فوق الجميع، فأراد هتلر (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=alam&id=1000614) مضادة اليهود، فقال: الألمان فوق الجميع، وأخذ كل الخصائص التي يدعيها اليهود وجعلها في الألمان, وتعاون معه موسيليني (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=alam&id=1001737) في إيطاليا (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=amaken&id=3000144) بـالفاشية (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000201) , وقامت اليابان (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=amaken&id=3000148) على هذا المبدأ أيضا؛ ولذلك لما قامت الحرب العالمية الثانية كانت هذه الدول الثلاث تحارب بريطانيا (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=amaken&id=3000016) وفرنسا (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=amaken&id=3000007) ، ثم بعد ذلك تدخلت أمريكا (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=amaken&id=3000817) وكانت النهاية المعلومة لدى الجميع.

هذه العنصرية المقيتة البغيضة هي التي يحاربها الإسلام أشد الحرب، والتي كان أول من رفع راية الحرب عليها هو محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عندما أنزل الله تعالى عليه هذا الدين العظيم، وأصبح الناس سواسية، فـبلال الحبشي (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=alam&id=1000479) وأبو سفيان (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=alam&id=1000160) وسلمان الفارسي (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=alam&id=1000247) ومن أسلم من اليهود، ومن كان أنصارياً أو مهاجرياً فلا فرق بينهم: http://www.alhawali.com/sQoos.gifإِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=ayat&id=6004624) http://www.alhawali.com/eQoos.gif[الحجرات:13].

هــل تفتخـر يـا أبـوعـايشـه بهذه الحركـات المـاسونيـه اليهوديـه والذي أثبتـوه أهـل العـلـم في عصـرنـا هـذا .

اللـهم إنـا نبـرأ إليـك من القوميين والعروبيين ربــايـا اليهـود وخدام النصـارى.

ابو عايشه
03-09-07, 02:28 PM
يكفي انها تنظر للإنسان وتحترم فيه حرية الاعتقاد التى فطر عليها الانسان. وتلغي بينهم ما يسمى مسيحي ومسلم .
واترك جورج حبش، والله يرحمه وديع حداد فهم هؤلاء اشراف من القوميين العرب.

ابـو معــاذ
03-09-07, 03:38 PM
^
^
^
اللـــــــه يحشــرك مع جـــــــورج حبــش
وأسأل اللــــــــــه أن يجمــع شملكمــا في الآخــره...وأن تـكون لـزيمـه في الآخـره
اللـــــــــــــــــــهم آمين....

هههههههههههههههههههه شـر البليـه مـايضـحـك يـابو حبش

ابو عايشه
18-11-07, 03:18 PM
^
^
^
اللـــــــه يحشــرك مع جـــــــورج حبــش
وأسأل اللــــــــــه أن يجمــع شملكمــا في الآخــره...وأن تـكون لـزيمـه في الآخـره
اللـــــــــــــــــــهم آمين....

هههههههههههههههههههه شـر البليـه مـايضـحـك يـابو حبش



لا داعي للضحك من انت خليفة الله على الارض لتحكم على العباد ،اتمنى ان احشر مع جورج حبش لاني اعرفه معرفة جيده ورح يكون مصيره الجنه لانه شريف بغض النظر عن كونه مسيحي وعلى ما اعتقد ان الله عادلا.

ابـو معــاذ
20-11-07, 12:59 PM
جـورج حبش , ونـايف حـواتمـه , وميشـل عفـلق , وحداد , وغيـرهم من القوميين الشيوعيين والنصرانيين ............هـم حطـب جهـنم بإذن اللـه
.
يبـدوا يـاأبو عـائشـه أنـك لا تعـرف من هـو معـك أو ضـدك
للأسـف أن الشعـارات هـي من تخـدع السـذج والسطحيون من أبنــاء أمـة محمد صلى اللـه عليـه وسـلـم.
إرجـع لسيـرة هـذا الطــــــــاغوت الهــالك [ جورج حبش] حتى تـرى العجب العجـاب بتفـاخره بكفره و وثنيتـه.........
.
وأخيـراً أســأل اللـه أن يبصـرني وإيـاك بالحق

البتار الافغاني
30-11-07, 10:07 AM
الى الأعلى
جزاك الله خيرا

ابـو معــاذ
24-02-09, 07:59 PM
الله يشفيكم من المرض الي اسمه محمد


لن أقـول
(غبـت دهـراً ونطـقـت ........؟)
ولاكـن هـل تمـلـك الشجـاعـة وتـوضـح لي مـاتقصـد
بمحـمـد
ومـاهـو طبيعـة المـرض
............
أنتـظرك بأحر مـن الجمـر حتـى تـوضـح
وإلا لا تلمـني إلا مـاستـدفعـه بي شكوكي
......
أنتظـرك

ابـو معــاذ
25-02-09, 12:46 PM
الى الأعلى

جزاك الله خيرا


وجـزاك اللـه بالمثـل أخي البتـار
رأيت القـوميـة الـعربيـة
فرأيتهـا تـلفـظ أنفـاسهـا الأخيـره
........
ولاعـزا لهـا إلا إلى جهنـم وبئس المصيـر يـادعـاتهـا (نصـارى العرب)

عبدالله آل موسى
13-06-10, 08:11 AM
يرفــــــــــــع رحمة الله عليك

أشهد الله أني أستفيد من أبا معاذ حيا ً وميتا

تقبل الله في الشهداء


http://www.youtube.com/watch?v=L0yw-rGdFv0

المحــــــب
13-06-10, 02:31 PM
يرفــــــــــــع رحمة الله عليك

أشهد الله أني أستفيد من أبا معاذ حيا ً وميتا

تقبل الله في الشهداء


http://www.youtube.com/watch?v=l0yw-rgdfv0

رحمـه الله رحمـة واسعـه
وأسأل الله أن يتقبلـه عنده
اللهم آمين