المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأفيون في أفغانستان.. ما بين الداء والدواء صورة ...


حمد الحمد
01-08-07, 03:32 PM
http://www.9m.com/upload/1-08-2007/0.919930118597.jpg

رابط الموقع بالفيديو شاهد التقرير وقل الحمدلله على العافية والنعمة
http://arabic.cnn.com/2007/world/7/30/opium.afghanistan/index.html
كابول، أفغانستان (CNN) -- بعد أن شنت قوات التحالف الدولية حربها على أفغانستان في نهاية 2001، ارتفعت لدى كثير من الناس الآمال بتحسن الأوضاع في البلاد، التي لطالما عانت ويلات الحروب، فمن الحرب ضد السوفييت، إلى حكم طالبان، وأخيراً إلى المعارك المتواصلة مع جنود قوات التحالف الدولية.

ولعل من أبرز المشكلات التي تواجهها أفغانستان حالياً، وجود أعداد كبيرة من مزارع الأفيون، التي على ما يبدو، يعتاش منها الملايين من الأفغان، والتي فتحت أبواب الثروات والشهرة أمام أمراء الحرب.

وبينما تتركز قوات التحالف معظم الوقت في العاصمة كابول وضواحيها، ينشط أمراء الحرب في السيطرة على المناطق الريفية والبعيدة عن قلب المدينة، إذ إن معظمهم متورط في إجبار الأهالي على زراعة الأفيون.

ويستعمل أمراء الحرب والإقطاعيون الأرباح التي تأتي من زراعة الأفيون في تجنيد المزيد من الميليشيات ورجال الأمن لحمايتهم وحماية مزارعهم، فالأرباح الناجمة عن تجارة الأفيون تقدر حالياً بأكثر من مليار دولار سنوياً، وفقا لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) التابعة لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

يقول بول أوبرايان، منسق السياسات الدفاعية في وكالة المساعدات CARE في أفغانستان: "لعل المشكلة الأهم هي أن الناس لا يربطون بين زراعة الأفيون والمشكلات الأمنية التي تواجههم، فهناك علاقة كبيرة بين الاثنتين."

ومعظم الجهود الأمنية، كما يقول أوبرايان، ركزت على ضرورة محاربة الإرهاب ومطاردة أعضاء تنظيم القاعدة وحركة طالبان، إلا أن المجتمع الدولي تناسى مشكلات أخرى مثل أمراء الحرب والإقطاعيين وتجار المخدرات والميليشيات الخاصة التي توجه بنادقها إلى السكان لإثارة عدم الاستقرار.

وحول تأثير زراعة الأفيون على الدول المجاورة، يقول أنطونيو كوستا، مدير مكتب الأمم المتحدة للجرائم والمخدرات: "التأثير خطير للغاية خصوصاً على دول الجوار، ففي إيران وحدها 3.5 مليون مدمن على المخدرات، وهي أعلى نسبة في العالم."

من ناحية أخرى، يعتبر إقليم بادخشان، شمال شرقي أفغانستان، من المناطق القليلة التي شهدت مواجهات مع أعضاء طالبان، إلا أنه اليوم يعد ثاني أكبر منتج للأفيون في البلاد.

ومن أهم أنواع المخدرات، نبتة الخشخاش التي تستخدم منذ اكتشافها لأغراض طبية، إلا أن استخداماتها تغيرت لدى أمراء الحرب.

يقول أوبرايان: "لقد أصبحت زراعة الأفيون، والخشخاش بصورة خاصة، وسيلة لدى الشعب الأفغاني لسد احتياجات عائلاتهم، فهناك أكثر من 1.7 مليون أفغاني يعتاشون على زراعة الأفيون.. ومن هنا، يصعب اقتلاع هذا السرطان العظيم من البلاد، فإذا ما أردت وقف زراعة الأفيون، عليك إيجاد طرق أخرى لسد الرمق اليومي في أفغانستان."

من ناحية أخرى، يقول أحد المزارعين: "نعلم أنه من الخطر زراعة الأفيون، إلا أن علينا القيام بذلك، فالوظائف غير متوافرة، وزراعة القمح لا تجدي نفعاً، وإذا قامت الحكومة بتقديم الغذاء والدواء لنا، فنحن بالطبع سنتوقف عن زراعة هذه السموم."

إلا أن أكثر ما يثير الاستغراب في النفس هو إدمان الأفغانيات على الأفيون، وخاصة في إقليم بادخشان، فمن الطبيعي أن ترى سيدة عجوزاً تحمل بيدها طفلاً صغيراً وهي تدخن تلك المادة السامة.

فهؤلاء النساء يجتمعن ثلاث مرات على الأقل يومياً لتدخين الأفيون في جلسات جماعية، إذ تقول إحداهن إن الهدف الرئيسي من تدخين الأفيون هو علاج أطفالنا من الأمراض التي قد تصيبهم، فبعد أن تنفث دخان السجائر في الهواء، يحس طفلها بشعور جيد، على حد قولها، ولكنها تفضل الاحتفاظ بذلك سراً خوفاً من "ضغوط خارجية."

تقول بيبيميولا، إحدى المدمنات على مادة الأفيون: "في أحد الأيام، أصبت بمرض في المثانة، فقمت على إثر ذلك بتناول الأفيون وشفيت. ولكن إذا ما عرف أقربائي بهذا الأمر، فإنهم سيقتلونني."

ولعل أبرز الأسباب لاستخدام الأفيون بدلاً من الأدوية هو وفرته، كما أن أقرب طبيب للبلدة يقع على مسافة يومين سيراً على الأقدام، ولا وجود لأي مواصلات عامة.